logo
الإطاحة بنتنياهو تقترب

الإطاحة بنتنياهو تقترب

جريدة الاياممنذ 2 أيام

في المقال الذي نشرتُه قبل نصف سنة تقريبا («هآرتس»، 6/11) كتبت بأنه يوجد للأميركيين مفهوم يصف الشخص الذي يحتاج إلى صيانة عالية، وقدرت بأنه بسبب ذلك سيقوم ترامب بإزاحة بنيامين نتنياهو عن الحكم، فترامب يعتبر نتنياهو السيد «صيانة عالية».
بعد أن حصلت إسرائيل من الولايات المتحدة على 18 مليار دولار مساعدات أمنية في السنة الماضية يعتقد ترامب ويقول أيضاً إنه لا يريد استثمار الأموال، سواء في أوكرانيا أو في إسرائيل. واستمرار دعم الجنون الشرق أوسطي ليس في أجندته.
خلافاً للرأي السائد فان نتنياهو عائق أمام لترامب. تتساوق مصالح ترامب مع مصالح إسرائيل، ولكن ليس مع مصالح نتنياهو.
كما أن نتنياهو يزعجه في تحقيق أهدافه. توقعتُ أنه بعد احتراق نتنياهو سيقوم بطرده. التطورات في الفترة الأخيرة تقرب نتنياهو من مرحلة الإطاحة به. يدرك ترامب وطاقمه أنهم لن يتقدموا معه إلى أي مكان، وأنه يوجد له بديل.
ارغب في التوضيح: أنا غير محسوب على مؤيدي ترامب. بالعكس، أعتقد أنه يسبب الدمار للديمقراطية والمجتمع والعلوم في الولايات المتحدة. التحليل التالي يتعلق فقط بعلاقته مع نتنياهو والمتطرفين الذين يوجدون جانبه.
يريد ترامب الدفع قدما بالسلام من أجل تحقيق أهداف اقتصادية. لا توجد له أي مصلحة في الحروب التي ستحتاج إلى تدخل الولايات المتحدة في المنطقة. مثلا، تخلى عن الحرب ضد الحوثيين.
في المقابل، يواصل نتنياهو اشعال الشرق الأوسط، ويعبر عن رغبته في مهاجمة المنشآت النووية في إيران، وتدمير قطاع غزة.
قام نتنياهو، وهذا واضح لواشنطن أيضا، برعاية «حماس» لسنوات وهو يواصل منع قدوم بديل واقعي لحكمها في القطاع. لا يريد ترامب الانجرار إلى تورط عسكري، ولا يريد مواصلة صب ملايين الدولارات على حروب نتنياهو، وهو غير معني بتعريض صفقاته الجديدة في شبه الجزيرة العربية للخطر.
وهو بالتاكيد يستمع إلى محمد بن سلمان اكثر مما يستمع لرجال نتنياهو.
يدرك رجال الإدارة في واشنطن أن نتنياهو ضعيف، ويتعرض للابتزاز بشكل دائم.
وفي الاستطلاعات يجد نتنياهو نفسه مرة تلو الأخرى في الأقلية.
هم أدركوا أن نتنياهو يجرهم دون توقف، وأحيانا أيضا يقوم بخداعهم. يرى رجال الإدارة انه توجد في إسرائيل بدائل سياسية مريحة اكثر لهم، ومن المرجح أنهم سيعملون على الدفع بها قدما.
يبدو أن زعماء كندا وفرنسا وبريطانيا، وربما أيضا ألمانيا، سينضمون إلى هذه العملية. انتخابات في إسرائيل في اقرب وقت هي الاحتمالية المفضلة والمعقولة.
أيضا يؤيد معظم الجمهور في إسرائيل هذه الاحتمالية التي هي عملية ديمقراطية مطلوبة، ولن يصعب عليه الدفع بها قدما.
تلميحات من قبل ترامب بشأن إشكالية نتنياهو واليمين المتطرف فقط ستقوي المنحى السائد في الاستطلاعات منذ فترة طويلة.
توجد للإدارة الأميركية الحالية أداة ضغط مهمة على الحريديين، وهذه الأدوات سيحسنون استخدامها على فرض أنهم لا يريدون تفويت القطار، إذا تعاونوا في أسرع وقت لترسيخ مصالحهم في الحكومة القادمة.
ولكن أنا اقدر أنهم سيصممون وسيخسرون لأنه حسب رأيي رؤساء الحريديين قصيرو النظر.
في الولايات المتحدة أيضاً يدركون القوة الصغيرة نسبيا لشركاء نتنياهو في اليمين المتطرف. مثلا، سموتريتش الذي لا يتوقع أن يجتاز نسبة الحسم.
الإطاحة بنتنياهو يمكن أن تكون مرفقة بانتقاله إلى أميركا، إلى جانب تسوية أموره القضائية التي يتوقع أن تتفاقم في أعقاب قضية قطر غيت وتشكيل لجنة تحقيق رسمية. ترتيب مشابه تم في السابق مع زعماء فاسدين في أميركا اللاتينية عند استقالتهم.
صبر ترامب ينفد. ليس لديه أي مصلحة في أن يتسبب نتنياهو «الخاسر» في تآكل إنجازاته المهمة الأخيرة. مرحلة الإطاحة بنتنياهو تقترب.
عن «هآرتس»

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تهاجم إسرائيل إيران رغم تحذيرات ترامب؟
هل تهاجم إسرائيل إيران رغم تحذيرات ترامب؟

جريدة الايام

timeمنذ 5 ساعات

  • جريدة الايام

هل تهاجم إسرائيل إيران رغم تحذيرات ترامب؟

قبل يومين، صرح الرئيس ترامب بأنه حث نتنياهو على عدم شن هجوم عسكري منفرد على المنشآت النووية الإيرانية، قائلاً إنه أبلغ نتنياهو بأن «هذا سيكون غير مناسب الآن لأننا قريبون جداً من حل»، موضحاً ذلك بالقول: «إذا تمكنا من تسوية الأمر بوثيقة قوية مع عمليات تفتيش، فسيكون ذلك أفضل بكثير من القصف». لكن ترامب نفسه أضاف: «إن جميع الخيارات، بما في ذلك العمل العسكري، لا تزال مطروحة إذا فشلت المحادثات في منع إيران من تطوير أسلحة نووية». تأتي تصريحات ترامب العلنية بعدم رغبته في أن تقوم إسرائيل بعمل عسكري مُنفرد ضد منشآت إيران النووية عشية تقارير استخباراتية تُفيد بأن إسرائيل تُعد نفسها للقيام بذلك بصرف النظر عن نتائج المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، آخذين بعين الاعتبار أن هذه النتائج، أيا كانت، لن تكون قريبة مما تريده هي. إسرائيل تريد تفكيك البرنامج النووي الإيراني على الطريقة الليبية، بينما أكثر ما يُمكن أن تُقدمه إيران للولايات المتحدة هو اتفاق شبيه بما تم توقيعه مع الرئيس أوباما ومُلخصه تقليص قدراتها على تخصيب اليورانيوم إلى الحدود الدنيا، بالإضافة إلى تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي لديها ومخزونها من اليورانيوم المُخصب، والسماح برقابة مشددة على برنامجها النووي، وكل ذلك مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها. إسرائيل رفضت سابقاً اتفاقاً كهذا، وهي من حرض الرئيس ترامب في ولايته الأولى على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، لذلك من المؤكد أن إسرائيل اليوم لن تقبل باتفاق شبيه مع إيران حتى لو كان «بَطله» الرئيس ترامب، وحتى لو تضمن إجراءات رقابية أشد على البرنامج النووي الإيراني. هنا يُصبح السؤال الآتي مشروعاً: هل تهاجم إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية وحدها رغم تحذيرات الرئيس ترامب بعدم القيام بذلك؟ يجادل الخبراء في الشؤون الإسرائيلية بما يأتي: أولاً: إذا كانت الولايات المتحدة تعتبر القضية الفلسطينية شأناً داخلياً إسرائيلياً، وأن لها حرية التصرف في هذا الموضوع، فإن أيديها مُقيدة عندما تتعلق المسألة بالشرق الأوسط ككل لأن مصالح أميركا فيه لها الأولوية على المصالح الإسرائيلية. بمعنى يُمكن لدولة الاحتلال إبادة الشعب الفلسطيني دون أن يؤثر ذلك على علاقاتها مع أميركا، لكن لا يُمكنها التحرك ضد إيران دون رغبة أميركا أو موافقتها. ثانياً: يقول هؤلاء إن إسرائيل لا يُمكنها تدمير البرنامج النووي الإيراني وحدها، فهي لا تمتلك اللوجستيات الكافية والضرورية للقيام بذلك لأن تدمير هذا البرنامج لا يتوقف على «ضربة واحدة» تشنها الطائرات الإسرائيلية ولكن يحتاج إلى حملة جوية قد تستمر لمدة أسبوع، حتى تُؤتي هذه الضربات ثمارها وتحقق إلحاق أكبر دمار ممكن بهذا البرنامج. ولذلك فإن إسرائيل مُجبرة على الاعتماد على الولايات المتحدة للقيام بمثل هذه الحملة الجوية. ثالثاً: يقولون إن أميركا لن تسمح لإسرائيل بالقيام بالعمل ضد إيران بشكل مُنفرد لأن الأخيرة قد تَعتبر أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية هو هجوم مدعوم من الولايات المتحدة وهي بالتالي قد تستهدف القواعد العسكرية الأميركية الكثيرة في منطقة الخليج والقريبة من حدودها وهو ما لا تريده الولايات المتحدة. هذه الأطروحات وعلى أهميتها تفتقد لرؤية العديد من المتغيرات السياسية التي حدثت في العقدين الأخيرين في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، والتي تُشير بوضوح إلى أن إسرائيل قادرة على فرض أجندتها على الولايات المتحدة. هذه المتغيرات تحتاج إلى المزيد من البحث لتدعيمها بالأدلة لكن شواهدها عديدة، ويمكن اختصارها هنا بالآتي: أولاً: في الولايات المتحدة، كما في أوروبا الغربية، لم تعد إسرائيل تكترث بصورتها «كدولة ديمقراطية حريصة على حقوق الإنسان» كما كان الحال في السابق. إسرائيل تعتمد اليوم بشكل كلي على عناصر الضغط التي راكمتها في الولايات المتحدة لتمرير سياساتها بما في ذلك نفوذها الكبير في الكونغرس، وفي مكتب الرئيس الأميركي نفسه، وفي مجالس النواب على مستوى الولايات، والتي تمكنها من فرض تشريعات لمصلحتها ومن التأثير على الرئيس الأميركي نفسه. لاحظوا مثلاً القرار الذي قام بتمريره الكونغرس في 25 تشرين الثاني 2023 بغالبية 412 مقابل 10 أصوات وامتناع 6 عن التصويت والذي يؤكد «على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ويدين هجمات حماس، ويُعبر عن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، بما في ذلك دعم الإمدادات الطارئة لها وزيادة العقوبات على إيران». هنالك عشرة تشريعات على الأقل في السنتين الأخيرتين مرت أو نوقشت في الكونغرس ضد إيران وهي تتراوح ما بين تعميق العقوبات الاقتصادية عليها والسماح للرئيس الأميركي بشن هجمات عسكرية عليها لمنعها من امتلاك سلاح نووي. لاحظوا أيضاً تصريحات ستيف ويتكوف المتناقضة، وهو المكلف من ترامب بالتفاوض مع إيران. هو من جهة قال إن الاتفاق مع إيران ممكن وقريب بعد الجولات الثلاث الأولى من المفاوضات، ثم عاد ليقول بعد أن طالبت إسرائيل بتفكيك البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين «إن أميركا لن تقبل إلا «بصفر» تخصيب في منشآت إيران النووية». لاحظوا أيضاً أن إسرائيل تحدت الرئيس أوباما ووقفت علناً ضد الاتفاق النووي الذي وقعه مع إيران ومنعت تمريره في الكونغرس، وأنها هي من أجبر الرئيس ترامب في ولايته الأولى على مغادرة هذا الاتفاق وفرض العقوبات الاقتصادية القصوى على إيران. حينها قال نتنياهو: «الخيار ليس بين الحرب والاتفاق ولكن هنالك طريق ثالث»، وهو خيار العقوبات القصوى. بالنظر إلى هذه الملاحظات والكثير غيرها ومثلها، لا يبدو لي أن الرئيس ترامب لديه «يد عليا» على إسرائيل يمكنه منعها من القيام بما تريد هي ضد إيران. على العكس، يبدو من المشاهدات السابقة أن ترامب لن يتمكن من فرض أي اتفاق يقوم به مع إيران على إسرائيل أو على الكونغرس (والأخير مطلب إيراني). ثانياً، المشهد الإسرائيلي تغير كثيراً. اليوم هنالك «عصابة دينية أيديولوجية « لها قواعد شعبية كبيرة تحكم إسرائيل ولديها غالبية مُستقرة في الكنيست الإسرائيلي حتى تشرين الأول 2026. هذه العصابة، وخصوصاً بعد السابع من أكتوبر، تريد بسط هيمنتها على الشرق الأوسط ككل. لقد صرح نتنياهو بذلك علناً وعلى الأرض هو يقوم بذلك. في فلسطين تستمر حرب الإبادة في غزة، وتستمر الحرب على المخيمات الفلسطينية في الضفة ومصادرة الأراضي فيها بشكل غير مسبوق. وفي لبنان تستمر إسرائيل بالقيام بضرباتها بشكل شبه يومي. وفي سورية تقوم إسرائيل بتوسيع احتلالها وبضرب ما تراه «تهديداً لأمنها»، وكل ذلك في ظل تأييد ودعم أميركي. السيطرة على الشرق الأوسط لا يمكنها أن تتم دون ضرب إيران وإخضاعها. بخلاف ذلك وفي نظر العصابة الحاكمة لإسرائيل اليوم، يُمكن لإيران إعادة بناء قوة «حزب الله» و»حماس» و»أنصار الله» وإعادة عجلة الساعة إلى ما قبل السابع من أكتوبر. فقط من خلال ضرب إيران وإخضاعها، في رأيهم، يُمكن لإسرائيل أن تحقق الهيمنة التي تريدها في المنطقة وعليها. ثالثاً، هنالك أخيراً بعد شخصي يتعلق بنتنياهو والعصابة التي يتحالف معها. السابع من أكتوبر، طوفان الأقصى، يُمثل الهزيمة الأكبر في تاريخ دولة الاحتلال منذ نشأتها، وقد حدث أثناء وجودهم هم في الحكم في إسرائيل. وبالتالي يرى نتنياهو والعصابة التي يحكم من خلالها، أن «الميراث السياسي» الذي يجب أن يتركوه ليس «الهزيمة» التي لحقت بهم في ذلك اليوم، ولكن «الأمن الكبير» التي أصبحت تنعم به إسرائيل من خلال «إبادة» أعدائها في غزة ولبنان، وتوسعة حدودها وتأمينها في سورية. والأهم من كل ذلك، من خلال تدمير البرنامج النووي الإيراني، وهو أهم إنجاز يمكن أن تُقدمه هذه العصابة لجمهورها ولمن يعارضونها في إسرائيل (ضرب إيران وتدمير برنامجها النووي هو أيضاً مطلب للمعارضة الإسرائيلية). وإذا تمكنت من ذلك، فهي لن تُغطي فقط، حسب اعتقادها، على هزيمة السابع من أكتوبر، ولكن ستضمن أن يُعاد انتخابها في السنة القادمة، وتتويج نتنياهو في التاريخ «ملكاً» لإسرائيل، تماماً مثل بن غوريون الذي أنشأها. كل ذلك يعني أن إسرائيل ستقوم بمهاجمة إيران وحدها بصرف النظر عن نتائج المفاوضات بين أميركا وإيران، وهي ستقوم بذلك سواء بالتنسيق مع إدارة ترامب أو بعكس إرادتها. بالتنسيق أفضل لها، لكن إذا كان ذلك غير ممكن فسيكون رغماً عنها، وهي مُطمئنة بما لها من نفوذ في واشنطن بأن أميركا «ستهرول» لنجدتها إن لم تتمكن من الانتصار على إيران وحدها.

40 شهيداً و200 جريحاً وخسائر بالملايين في جنين
40 شهيداً و200 جريحاً وخسائر بالملايين في جنين

فلسطين اليوم

timeمنذ 12 ساعات

  • فلسطين اليوم

40 شهيداً و200 جريحاً وخسائر بالملايين في جنين

قال رئيس بلدية جنين محمد جرار، إن الأضرار المباشرة لعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ129 على التوالي، بلغت حتى اليوم 300 مليون دولار في المحافظة، بما فيها بلدة قباطية، وهي أضرار مستمرة وتزداد يوميا بفعل استمرار العدوان. وأضاف أن البلدية تمكنت من إعداد تقرير مطول حصرت فيه الأضرار المباشرة فقط من العدوان، والتي بلغت 300 مليون دولار، فيما يمنع الاحتلال طواقم البلدية من الدخول إلى المخيم لحصر الأضرار في المباني وشبكات الصرف الصحي، لكن التقديرات تشير إلى أن المخيم يحتاج إلى إعادة إعمار بالكامل، بسبب تدمير أكثر من 600 وحدة سكنية بشكل كامل، وتضرر باقي المباني بشكل جزئي، ما يجعلها غير صالحة للسكن. وقال جرار، إن الاحتلال دمر شبكات الطرق والمياه والكهرباء والصرف الصحي، وأحرق عددا كبيرا من المنازل، وهدم منازل أخرى بشكل جزئي، وهو ما يعني ضرورة إعادة بنائها ليتمكن أصحابها من العودة إليها، لافتا إلى أن هذا الأمر بحسب دراسة البلدية التي اعتمدت على أسس مهنية، يحتاج إلى قرابة 160 مليون دولار لإعادة المخيم إلى شكله السابق، مكانا صالحاً للحياة والسكن. كما أشار جرار، إلى عدوان الاحتلال المتواصل تسبب في خسارة مدينة جنين ما بين 50-70 ألف متسوق بشكل يومي قادمين من القرى والأرياف في المحافظة. وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث تُسجّل تحركات عسكرية يومية في أغلبية قرى المحافظة، إلى جانب وجود دائم لدوريات الاحتلال وآلياته. ويستمر الاحتلال في دفع تعزيزاته العسكرية إلى مخيم جنين ومحيطه، فيما يواصل جنود الاحتلال إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف داخله. كما ينشر فرق المشاة في عدد من أحياء المدينة المحيطة به. وخلال أكثر من أربعة أشهر من بدء العدوان على جنين ومخيمها، نزح قرابة 22 ألف مواطن من المخيم ومحيطه . وبلغت نسبة النازحين 25% من إجمالي سكان المدينة، وهو ما خلق تحديات على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والخدماتية والصحية. وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن الاحتلال اعتقل خلال الأشهر الأربعة الماضية قرابة 1000 مواطن من جنين وطولكرم، ويشمل ذلك من تم الإفراج عنهم في وقت لاحق. وبلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان 40، إضافة إلى أكثر من 200 إصابة.

روح باندونغ والتعاون الصيني العربي ، طريق فريد للتعاون بين الجنوب والجنوب ، بقلم: تشانغ شين
روح باندونغ والتعاون الصيني العربي ، طريق فريد للتعاون بين الجنوب والجنوب ، بقلم: تشانغ شين

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 15 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

روح باندونغ والتعاون الصيني العربي ، طريق فريد للتعاون بين الجنوب والجنوب ، بقلم: تشانغ شين

روح باندونغ والتعاون الصيني العربي ، طريق فريد للتعاون بين الجنوب والجنوب ، بقلم: تشانغ شين كيف أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية في الوقت الذي فشل فيه الغرب مرارًا وتكرارًا في الشرق الأوسط ببرنامج 'التحول الديمقراطي'؟ تكمن الإجابة في اجتماع عُقد في إندونيسيا قبل 68 عامًا. أولا. من باندونغ إلى الشرق الأوسط: لماذا تصر الصين على المساواة وعدم التدخل؟ كان المؤتمر الآسيوي الأفريقي الذي عقد في باندونغ بإندونيسيا في أبريل/نيسان 1955 بمثابة نقطة انطلاق تاريخية للبلدان النامية في حقبة ما بعد الاستعمار لمتابعة مسارها الدبلوماسي الخاص بها. وقد أرسى أحد المبادئ الخمسة للتعايش السلمي التي تم التأكيد عليها في المؤتمر، وهو 'عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى'، الأساس لقيمة علاقات الصين مع الدول العربية. لم ترمز مصافحة تشو إن لاي مع الرئيس المصري عبد الناصر في باندونغ إلى دعم الصين الراسخ لنضال العالم العربي من أجل الاستقلال الوطني فحسب، بل أعلنت أيضًا موقف الصين السياسي المتمثل في الوقوف إلى جانب 'الجنوب' العالمي. وفي السنوات الخمس التي تلت المؤتمر، أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع ست دول عربية، متجاوزة بذلك الرقم القياسي السابق الذي لم تسجله سوى دولة عربية واحدة في السنوات الست السابقة، وهذا التسارع في الدبلوماسية هو في حد ذاته مظهر من مظاهر تأثير روح باندونغ. والسبب في أن روح مؤتمر باندونغ يمكن أن تلعب دورًا في العلاقات الصينية العربية على المدى الطويل ينبع من التجربة التاريخية المشتركة للبلدان النامية، وخاصة الدروس السلبية التي جلبها التدخل الخارجي. إن هذا النوع من النهب الاقتصادي المغلف بغلاف أيديولوجي ليس نادرًا في العالم العربي، وقد شكل بشكل عميق حذر دول المنطقة وخيبة أملها من التدخل الغربي. وفي الوقت نفسه، فإن منطق تصرفات الصين في الشرق الأوسط مختلف تمامًا، فبين عامي 2000 و2024، استثمرت الصين 44 مليار دولار تراكميًا في استثمارات قطاع الطاقة ومشاريع البناء في دول الشرق الأوسط مثل السعودية والعراق والإمارات والكويت وعمان. ووفقًا لبرنامج تكلفة الحرب في جامعة براون، بلغت تكلفة العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط منذ عام 2001 أكثر من 6 تريليون دولار إجمالا، ولكنها فشلت في تحقيق الاستقرار في المنطقة، بل على العكس من ذلك أدت إلى تفاقم الصراع وعدم الاستقرار. وقد أدى هذا التباين إلى تزايد عدد الدول العربية التي تنظر إلى الصين شريكا موثوقا به. كما قال عالم مصري، 'الصين هي الشريك الوحيد الذي يمكنه بناء الموانئ والسكك الحديدية دون تغيير نظامك السياسي.' إن هذا النوع من التعاون بدون شروط سياسية هو ما يجعل 'التعاون المتكافئ' ليس مجرد خطاب للمناسبات الدبلوماسية، بل المنطق العملي للبناء المشترك بين الصين والعرب لمحطات الطاقة والموانئ والطرق السريعة. ثانيا. تقيم الصين والدول العربية شراكة حقيقية بدلا عن كونهما بدون أن تكون 'الآخر' العلاقات الصينية-العربية ليست نموذج 'تعاون' بقدر ما هي امتداد لـ 'فلسفة التعايش'. تظل الصين دائمًا 'ندًا' وليس 'مُلقنًا' من احترام المواقف السياسية إلى التعاون الاقتصادي المتبادل. وقد ثبتت هذه الفلسفة في الممارسة العملية، خاصة في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية والطاقة والتبادلات الثقافية. في موقع مشروع منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، أصبح شعار 'تكنولوجيا صينية + عمال مصريون = أطول مبنى في أفريقيا' حقيقة واقعة. هذا المشروع الذي شيدته شركة تشاينا كونستراكشون لم يكمل فقط العقدة المستهدفة قبل الموعد المحدد، بل خلق أيضًا 12000 فرصة عمل محلية بشكل مباشر، وقدم مستوى الأجور أعلى بنسبة %15 من متوسط سعر السوق. هذا التأثير الثلاثي 'البناء – التوظيف – نقل التكنولوجيا'، على النقيض الصارخ من برنامج الشراكة الأمريكية في الشرق الأوسط الذي استثمر 3 مليارات دولار أمريكي لكنه فشل في تحسين وضع بطالة الشباب. في قطاع الطاقة، يتميز التعاون الصيني العربي بـ ' عدم المشروطية'. على سبيل المثال، في عقد مشروع فوتوفولطائي واسع النطاق في السعودية، لا ترتبط الشركات الصينية بأي إصلاح سياسي أو متطلبات مؤسسية، بل ستكون محور شروط التعاون في نقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر؛ وفي مجال التسوية، يمكن للطرفين أيضًا اختيار المبادلة بين اليوان الصيني والريال السعودي لتجنب الاعتماد الكبير على الدولار الأمريكي. هذه المرونة جذابة للغاية للدول العربية التي تسعى لمزيد من الاستقلالية. وبالإضافة إلى البعد الاقتصادي، فإن التفاهم الثقافي بين الصين والدول العربية يظهر تدريجياً مزايا تكاملية في التعاون بين الجانبين. فالثقافة الصينية التقليدية تؤكد على 'الوسطية' و'الانسجام بين الاختلافات'، وهو ما يتطابق مع روح الشورى في العالم الإسلامي. أجرت وكالة العلاقات العامة ASDA 'ABCW ومقرها دبي في عام 2023 استطلاعاً شمل 3600 شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً في 18 دولة عربية. وقد أظهرت نتائج الاستطلاع أن %80 من المشاركين في الاستطلاع اعتبروا الصين 'حليفة' لبلدانهم، وصنفوها من بين الدول الأكثر صداقة. من هذا الاستطلاع، يمكننا أن نرى أن المزيد والمزيد من الشعوب العربية، وخاصة جيل الشباب، يعتبرون الصين صديقًا مخلصًا وودودًا وجديرًا بالثقة. وقد علق الباحثون السعوديون على ذلك بالقول: 'الصين لا تقول 'يجب عليك' بل تسأل 'ما الذي تحتاجه'. فجوهر العلاقات الصينية العربية ليس فقط تآزر السياسات وتلاقي المصالح، بل أيضاً نوع من الرنين الإنساني والتوافق التنموي الذي يتجاوز 'التعاون الآلي' بين الدول. وفي هذا النوع من العلاقات، التي لا تُـنظَّم أو تُـصنَّف، يتسع مدلول التعاون بين الجنوب والجنوب باستمرار، مما يقدم مساراً أكثر تنوعاً واستدامة للتنمية. ثالثا. بناء نموذج للتعاون بين الجنوب والجنوب: مهمة جديدة للتعاون الصيني العربي في هذه الصورة الواقعية للتعاون في مجال 'إزالة التدخل'، لم تعد الشراكة الصينية العربية تقتصر على 'التعاون بين الجنوب والجنوب' بالمعنى التقليدي. فقد أُعطيت لها دلالات جديدة، واتخذت تدريجياً سمات جديدة من حيث مفاهيم التنمية والمسارات التقنية وحتى الاستكشاف المؤسسي، مثل التقدم والتراجع المشترك، والمنفعة المتبادلة والربح المشترك للجانبين. إن مستقبل هذا التعاون ليس مسألة مصالح ثنائية فحسب، بل هو أيضا، إلى حد ما، استجابة لتطلعات بلدان الجنوب العالمي إلى 'نظام جديد'. لطالما كان 'التنمية' سردًا من الأعلى إلى الأسفل يركز على هيكل أحادي الاتجاه من 'المانح- المتلقي'. ومع ذلك، فقد كسرت التفاعلات الصينية-العربية على منصات التواصل الاجتماعي هذا السيناريو. فعلى سبيل المثال، حاز مقطع فيديو قصير صوّره أحد مستخدمي الإنترنت في دبي، يتعلم فيه مهندس صيني الرقص على رقصة عربية تقليدية، على ملايين الإعجابات. كما ُظهر تحليلات النصوص أن كلمة 'الفوز المشترك' تظهر تكرارًا ومرات في البيان الصيني العربي المشترك. ويشير الاستخدام المتكرر لهذه العبارة إلى أن الصين تروج بوعي لخطاب يركز على 'التعاون' بدلاً من 'التدخل'. في مجال الطاقة الجديدة والطاقة الرقمية، لا يقتصر التعاون الصيني العربي على تعويض النواقص فحسب، بل يهدف أيضًا إلى 'الاستحواذ المشترك على الريادة'. يخطط مشروع مدينة نيوم المستقبلية في 'رؤية السعودية 2030' لتحقيق هدف صفر الكربون من خلال مشروع مشترك صيني سعودي في مجال الطاقة الكهروضوئية، وبناء أول نظام حضري 'مدفوع بالكامل بالطاقة الخضراء' في العالم. فيما يتعلق بالسيادة الرقمية، يتعمق التعاون الصيني العربي، وقد شاركت شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية مثل هواوي بشكل واسع في مجال الطاقة الرقمية والاتصالات في السعودية ودول عربية أخرى. على سبيل المثال، ساعدت شركة هواوي مدينة نيوم المستقبلية في السعودية على بناء شبكة الجيل الخامس، وشبكة النقل الأساسية، ومركز البيانات، ومنصة السحابة والذكاء الاصطناعي، مما ساعد في بناء مدينة رقمية رائدة عالميًا. تظهر هذه المشاريع أن الصين والسعودية تحاولان الخروج من النمط التقليدي 'المركز-الهامش' فيما يتعلق بالتقنيات الناشئة وتصميم المؤسسات، وتشكلان نموذج تنمية جديدًا يتميز بخصائص الجنوب العالمي. يمكن القول إن التعاون الصيني العربي ينتقل من 'التنمية التكميلية' إلى 'التنمية المشتركة الإبداعية'، وقد تجاوزت دلالته منذ زمن بعيد نطاق التعاون الاقتصادي البحت، وهو يشكل نموذجًا جديدًا للتعاون بين دول الجنوب يجمع بين الاستقلال التكنولوجي، واحترام الثقافة، والابتكار المؤسسي. من 'السعي لإيجاد نقاط مشتركة والحفاظ على نقاط الاختلاف' في باندونغ إلى 'مجتمع المستقبل المشترك' اليوم، كشف تاريخ التعاون الصيني العربي الممتد على مدى 70 عامًا عن الحقيقة التي مفادها أن الشراكة الحقيقية لا تتطلب تسلسلًا هرميًا من الأسياد والمرؤوسين، وأن الحق في التنمية يجب أن يكون في يد المرء نفسه. هذه المشاهد المجازية للتعاون — تقاسم التكنولوجيا في الألواح الكهروضوئية، والعمل التعاوني على سكك الحديد الصحراوية، والمساواة في البيانات المشتركة – تقوم بتفكيك نظام 'المركز والهامش' المتبقي من الحقبة الاستعمارية. هذا ليس تحولًا عشوائيًا في الجغرافيا السياسية، بل هو ازدهار حتمي لروح باندونغ في العصر الرقمي. – تشانغ شين – باحثة مساعدة في قسم دراسات الشرق الأوسط لمعهد الدراسات الإقليمية والدولية بجامعة صن يات سان إقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store