logo
تقرير أميركي: الكرة في ملعب عون لنزع السلاح

تقرير أميركي: الكرة في ملعب عون لنزع السلاح

المدنمنذ 19 ساعات

رأى موقع "The National Interest" الأميركي أنّه، وبينما يسعى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى تحييد حزب الله كقوة عسكرية في إطار جهوده لإعادة إعمار لبنان الذي مزقته الحروب، يتعيّن على الولايات المتحدة وإسرائيل تقديم دعمهما. لكن عليهما أن تفعلا ذلك بمهارة، من دون إثارة ردّ فعل عنيف قد يُقوّض موقع عون، ومعه آفاق التغيير.
وبحسب الموقع، فإنّ الفرصة لإضعاف حزب الله بالكامل، والتي إذا لم تُغتنم فقد لا تتاح مجدداً، تأتي في أعقاب القرار الكارثي الذي اتخذه الحزب بفتح جبهة ثانية ضد إسرائيل إثر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023. وقد أدّى الهجوم المضاد الذي شنّته إسرائيل على حزب الله في خريف العام الماضي إلى استهداف الصف القيادي الأول في الحزب، وتركه في حالة من الاضطراب والضعف الشديد. والسؤال الآن هو: هل ستنفّذ حكومة عون وعدها، أم ستتيح لحزب الله فرصة إعادة بناء نفسه كقوة خطيرة وفتّاكة؟ لا شكّ أن المخاطر التي تواجه لبنان والمنطقة ستكون كبيرة جداً.
وتابع الموقع: حزب الله، الذي يُعتبر منذ زمن طويل أقوى جهة غير حكومية في الشرق الأوسط، هو فصيلٌ مسلح وحزبٌ سياسي. وفي المناطق اللبنانية التي يسيطر عليها كـ"دولة داخل دولة"، يُدير المدارس والمستشفيات ومؤسسات اجتماعية أخرى. وحتى أيلول الماضي، كان الحزب الطرف الأقوى في "محور المقاومة" الإيراني، وهو شبكة من الفصائل المسلحة التي تساعد طهران على توسيع نفوذها في المنطقة وخارجها. لكن الزمن تغيّر كثيرًا بالنسبة لكلّ من إيران وحزب الله، مما يجعل خطوة عون ضد الحزب فرصة مهمة لواشنطن والقدس وللاستقرار الإقليمي.
إيران: نمر من ورق
وأضاف الموقع: على مدار العشرين شهرًا الماضية، أثبتت إيران أنها "نمر من ورق". فالمواجهات العسكرية المباشرة الأولى مع إسرائيل، في نيسان وتشرين الأول من عام 2024، تركت الدولة اليهودية سالمة إلى حد كبير، بينما أضعفت الجمهورية الإسلامية. وفي غضون ذلك، أُطيح بحليف طهران المقرّب بشار الأسد بشكل مفاجئ في كانون الأول، ونجحت إسرائيل في تدمير قدرة حماس على شنّ هجوم خطير آخر انطلاقًا من غزة.
وبحسب الموقع، يحاول عون الاستفادة من هذا الوضع. فقد تعهّد بنزع سلاح حزب الله وتطبيق مبدأ "احتكار الدولة للسلاح". وإذا نجح في ذلك، فسيوجّه ضربة موجعة أخرى لإيران وشبكتها الإقليمية. ومن الواضح أنّ الرئيس اللبناني يُحرز تقدّماً: فالجيش، الذي كان أضعف بكثير من حزب الله قبل سنوات قليلة، يُفكّك اليوم مئات المواقع العسكرية ومستودعات الأسلحة التابعة للحزب قرب الحدود مع إسرائيل. وقد أفادت التقارير بأنّ مئات من قياديّي حزب الله وعائلاتهم غادروا إلى أميركا الجنوبية. وفي محاولة واضحة لتقويض النفوذ السياسي للحزب، أزال الجيش اللافتات التي تحمل صور قادة حزب الله من شوارع بيروت الرئيسية، وعلّق بدلاً منها ملصقات تُعلن عن عهدٍ جديد.
وتابع الموقع: قدّمت الانتخابات البلدية في أيار مؤشرات إضافية على تراجع الحزب. فعلى الرغم من فوز مرشحيه بالتزكية أو بفوارق واسعة في بعض المناطق، فإنّ الإقبال العام كان منخفضًا، ما يشير إلى تصاعد مشاعر "خيبة الأمل" من الحزب بين عامة اللبنانيين. وهذا أمر مفهوم، إذ يشعر كثيرون ممن فقدوا منازلهم وأعمالهم بسبب الغارات الإسرائيلية بالسخط من النتائج التي خلّفها هجوم السابع من تشرين الأول. لكن عون يبدو مترددًا في ممارسة ضغوط حاسمة. فمع استمرار حزب الله في رفض الدعوات لنزع سلاحه، لم يضغط عون على قيادته، ولم يربط المساعدات الحكومية للمناطق الخاضعة له بإلقاء السلاح، كما يواصل تعيين شخصيات محسوبة على الحزب في مناصب رئيسية.
الحوافز والوسائط للضغط
وأضاف الموقع: هنا يأتي دور واشنطن وتل أبيب. فكلاهما يسعى إلى نزع سلاح حزب الله، ولديهما، بالنسبة لعون، الحوافز والوسائل للضغط. وقد صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد الحزب، فاستهدفت عشرات من منشآت إنتاج وتخزين الطائرات المسيّرة التابعة له، ليس فقط في جنوب لبنان، بل أيضاً في الضاحية الجنوبية لبيروت. غير أنه، وفي إطار جهودها لمنع عودة الحزب إلى سابق قوته، ينبغي لإسرائيل أن تحرص على عدم إثارة استياء شعبي لبناني واسع يُعيد له الدعم. وهذا أمر بالغ الأهمية، لا سيّما أنّ القادة اللبنانيين، رغم اختلافاتهم السياسية، متّحدون في دعوتهم إسرائيل إلى وقف عملياتها داخل الأراضي اللبنانية.
وبحسب الموقع، تضغط واشنطن من جانبها على بيروت لنزع سلاح حزب الله بشكل كامل، متعهّدة بحجب المساعدات الأميركية والدولية حتى تحقيق ذلك الهدف. ويمكن للولايات المتحدة، على سبيل المثال، الدفع نحو تحديد مهلة زمنية واضحة، وتقديم المعدّات والدعم اللوجستي، إلى جانب وعدٍ بمساعدات مالية، لتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ مهمته.
إذاً، الكرة في ملعب عون. فكلّما تقدّم رئيس الجمهورية في نزع سلاح حزب الله، شعرت إسرائيل بقدرٍ أقل من الحاجة إلى التدخل المباشر للحد من قدراته. وعلاوة على ذلك، يمكن لعون أن يطمح إلى ما هو أبعد من ذلك: فإذا كان جادًا في بناء "عصر جديد" لأمّته، فيمكنه الدفع باتجاه تعديل القوانين القديمة التي تحظر التواصل المباشر بين الشعبين اللبناني والإسرائيلي، بما يُمهّد الطريق لخفض التوتر على جانبي الحدود.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لبنان والمنطقة ولحظة الحقيقة العارية... السلاح بلا معادلة سياسية "خردة"
لبنان والمنطقة ولحظة الحقيقة العارية... السلاح بلا معادلة سياسية "خردة"

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

لبنان والمنطقة ولحظة الحقيقة العارية... السلاح بلا معادلة سياسية "خردة"

سامر زريق - نداء الوطن يقف لبنان اليوم أمام لحظة الحقيقة على تخوم يومين من الانطلاقة المفترضة لبرنامج تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية، والذي يعد اختباراً جدياً لـ "العهد" والحكومة على السواء في تطبيق مندرجات "خطاب القسم" و"البيان الوزاري". ولحظة الحقيقة هذه تتمدد لتشمل المنطقة بأسرها عقب الضربات الإسرائيلية التي أطاحت بكبرياء الملالي قبل قياداته ومنشآته الحساسة، وأكدت من جديد أن السلاح بلا معادلة سياسية تحميه يصبح "خردة" أو "زينة". وإيران فقدت عناصر القوة السياسية التي كانت تحمي بها سلاحها، والمتأتية من إرادة دولية بتصعيدها لتصبح عدو العرب على حساب إسرائيل. ليس تفصيلاً أبداً أن تعم مشاعر الفرح الجماهير العربية بعمل إسرائيلي بما يؤكد نهاية دور "الأخطبوط" الإيراني. أما المواقف الرسمية العربية المستنكرة للضربة، فتندرج ضمن المعادلات الجيوسياسية الناشئة لحماية دولها من انتقام عصابات طهران بموازاة التمهيد لقبولها ضمن النظام الإقليمي الجديد "منزوعة الأسنان". يقول نابليون بونابرت إن الحرب هي استمرار للسياسة بأشكال أخرى، كما أن أي حرب لا يمكن قطف جني ثمارها إلا على طاولة السياسة، حيث تبين التقارير قبول آيات الله تقديم تنازلات مرة لحماية نظامهم الذي تعلو قدسيته على ظهور المهدي المنتظر، كما قال الخميني، لكنهم راحوا يراوغون في التفاصيل على جري عادتهم، أملاً في استنزاف الطاقة "الترامبية" القصيرة النفس. ما حدا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إطلاق "العصا" الإسرائيلية في اليوم الأول لانتهاء مهلة الشهرين التي منحها لطهران، لجلبها صاغرة إلى طاولة المفاوضات. عقب الضربات قال ترامب إنه "وجه تعليمات إلى الإدارة بالتفاوض بكامل طاقتها مع إيران، وأن واشنطن ملتزمة بالسعي إلى حل دبلوماسي للنزاع معها". في حين أنه قبل يومين أبدى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف استعداد بلاده "لإزالة المواد النووية الزائدة وتعديلها لاحقاً لإنتاج وقود للمفاعلات"، بما يشير إلى وجود تنسيق أميركي – روسي عالي المستوى إزاء مسألة المفاوضات يجعل إيران وحيدة. هذا الواقع السياسي ينبغي أن يقرأه "حزب الله" بدقة إن كان راغباً في عدم "نحر" نفسه، وكذلك الفصائل الفلسطينية، من أجل تسريع عملية تسليم السلاح وحماية البلاد ومعها المخيمات من بطش "العصا" الإسرائيلية. والأمر نفسه ينسحب على السلطات اللبنانية للمضي قدماً وبلا استبطاء في برنامج جمع السلاح. فرغم التزام جميع الفصائل بما فيها "حماس" بتسليم السلاح، وخلال هذه السنة، إلا أن الإشكالية تكمن في عدم نضوج الآليات التنفيذية، ولا سيما في ظل اعتزام "رام الله" إجراء تغييرات واسعة قريباً على صعيد ممثليها في لبنان، الأمر الذي سينعكس على المهل الزمنية الموضوعة من قبل السلطة الفلسطينية. في المقابل تشير مصادر رسمية لـ "نداء الوطن"، أن السلطة اللبنانية توازن بين القرار الحاسم بتجنب استخدام القوة، وبين عدم السقوط في فخ "ميوعة" المهل الزمنية، من خلال توظيف كل أدوات الضغط المتاحة وشبكة الدعم الخارجية كي تنفذ الفصائل التزامها، ومن بعدها "الحزب". بكافة الأحوال، من عجائب الدهر تزامن الضربات الإسرائيلية مع ذكرى هزيمة "حرب الأيام الستة" المريرة التي لا نزال نعيش تأثيرها الجيوسياسي. تلك الحرب فجرت "فقاعة" الوهم الناصري، وقادت الواقعية المتأخرة لـ "القائد الخالد" إلى تصدير إرث صناعة الوهم الخطابي نحو لبنان عبر "اتفاق القاهرة"، قبل أن يستحوذ عليه الخميني ويطوّره عبر مزجه بالشحن الديني الراديكالي، لكنه بالنهاية يبقى "فقاعة" تنفجر بأصحابها لحظة الحقيقة العارية. فلا يغرّنكم شعارات أو عصبة حمراء صارت منصوبة غير مرة على مسجد "جامكران" أو ضجيج إعلامي، فكلها من أدوات النفاق لنظام أدمن سبك شعارات إسلامية برّاقة لإخفاء حقيقة أهدافه ومشاريعه، لتنطبق عليه الآية الكريمة "كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". لا بديل عن الواقعية السياسية المستندة إلى عناصر القوة المتاحة، ومدى البراعة في توظيفها ضمن المعادلات السياسية والجيو - استراتيجية الناشئة، "أما الزبد فيذهب جُفاءً".

سقف المواجهة مع إسرائيل مفتوح... وهذه سيناريوهات الردّ الإيراني
سقف المواجهة مع إسرائيل مفتوح... وهذه سيناريوهات الردّ الإيراني

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

سقف المواجهة مع إسرائيل مفتوح... وهذه سيناريوهات الردّ الإيراني

وعن الردّ الإيراني المرتقب، يقول العميد ملاعب في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، إن "إيران أعلنت عن ردّ فوري ب800 مسيّرة فيما إسرائيل تؤكد أنها 100 مسيرة، ويشير التصدي للمسيّرات فوق سوريا، أنها عبرت بلداناً حتى وصلت إلى سماء سوريا، فإذا كانت هذه المسيّرات حديثة مثل التي زوّدت بها إيران عناصر "حزب الله" سابقاً، فلا يمكن إسقاطها إلاّ بصواريخ جو- جو وليس بالدفاعات الأرضية". ورداً على سؤال حول نتائج هذه الضربات الإسرائيلية، يجد ملاعب أنها "نجحت في تحقيق بعض أهدافها خصوصاً بعد قتل قادة عسكريين وإصابة منشآت نووية إيرانية"، لكنه يستدرك أن "إيران دولة وليست جماعة كالحوثيين، وقد اعترفت المنظمة الدولية للطاقة الذرية بأن مفاعل نطنز فقط هو الذي قُصف، وبالتالي ما من خطر أو تسرّب لإشعاعات نووية، فيما مفاعلات أخرى لم تتأثر ولم تصل إليها القذائف وهي تقع ضمن الجبال". أمّا بالنسبة للقادة العسكريين، فيؤكد ملاعب أن "هناك بدلاء، لأن الجيش لا يقوم على قائد واحد، كما أن علماء ايران ليسوا 6 ، وإن كان بعضهم في مراكزه واستطاعت إسرائيل الوصول اليهم لكن علماء إيران هم 12 ألف عالم نووي وفيزيائي وكيميائي". وعن انعكاس الغارات الإسرائيلية على البرنامج النووي، يشير ملاعب إلى أن "إيران وصلت بدرجة التخصيب في العام 2015 إلى إنتاج 5 كيلوغرام من الماء الثقيل، وعندما خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الإتفاق النووي، عاد الإيراني إلى التخصيب وقد هددت إيران هددت عبر صحافتها بنهاية عام 2024 بأن استمرار إسرئيل بتحريض تحالف دولي ضد طهران، ستغيّر طهران عقيدتها النووية، فهي جمهورية إسلامية عقيدتها سلمية، ولكن استهدافها سيؤدي إلى تغيير عقيدتها وبأن تسلك طريقاً خطراً في المنطقة وليس فقط سلمياً بل أيضاً عسكري". وعلى مستوى السيناريوهات المتوقعة للردّ العسكري، يقول ملاعب إن "طهران تعاملت مع الضربتين الإسرائيلييتين السابقتين بردٍ أسمته الوعد الصادق 1 بمعنى أنها تدرك أنها وصلت إلى إسرائيل بقدراتها الذاتية، وكانت تجربة أولى لقدرتها على تحريك قدرات عدة في أكثر من مكان في وقت واحد، ثم كان الوعد الصادق2، وفي هذه الضربة نفذت عملية تشاركية بين الطيران المسيّر والصواريخ الباليستية وقد وصلت معظمها إلى أهدافها رغم إنكار إسرائيل ذلك، لكن الرد الإيراني الثالث المحتمل أو الوعد الصادق 3، لن يقتصر على 100 طائرة مسيّرة فقط، بل يمكن أن يكون الردّ بكل الوسائل ومن دون التقيد بأي حدود، كما قال المرشد والقادة العسكريون". ويتوقع ملاعب أن يأتي رد إيران على طريقتين، فإما "يبقى محصوراً بين إسرائيل وإيران فقط، مع إنذار بأنه إذا استمرت إسرائيل نحن جاهزون، وإمّا أن تشترك قوى أخرى مثلاً من العراق أو اليمن، فتشترك قوى أخرى من التحالف الدولي ضد طهران في إسقاط المسيّرات الإيرانية أو ربما قصف طهران، ما قد يفتح الباب على أمور لا تُحمد عقباها ومن غير المعروف كيف ستنتهي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store