logo
كيف تُوظّف الشركات الصغيرة الذكاء الاصطناعي التوليدي لصالحها؟

كيف تُوظّف الشركات الصغيرة الذكاء الاصطناعي التوليدي لصالحها؟

الغدمنذ 2 أيام

مع تقبّل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في بعض الشركات الكبرى، لا تزال الآراء متباينة بخصوص توظيفها في الشركات الصغيرة.
حماس وتشكّك... وتردد
اضافة اعلان
وتشمل ردود الفعل على التكنولوجيا الجديدة: الحماس، والتشكك الغاضب، والتردد، وكلها تظهر في التقارير الإخبارية، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، والتعليقات الإلكترونية. وتتمحور ردود الفعل السلبية حول مخاوف العمال من أن يستحوذ الذكاء الاصطناعي على وظائفهم، أو يولد معلومات غير دقيقة، أو يُنتج منتجات عمل رديئة مثل كتابة محتوى باهت أو صور مسروقة.
حل المشكلات الكبيرة للشركات الصغيرة
بعيداً عن الأضواء، يُحلّ الذكاء الاصطناعي مشكلات كبيرة للعديد من الشركات الصغيرة. إذ تُظهر الأبحاث والاستطلاعات الحديثة حول حالات استخدام الذكاء الاصطناعي أن 40 في المائة من الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي التوليدي في مهام مثل جمع رؤى العملاء، وإدارة العلاقات، وتوظيف المواهب، وفقاً لتقرير غرفة التجارة الأميركية لعام 2024 حول تمكين الشركات الصغيرة. وتُخطط 49 في المائة أخرى من الشركات الأميركية لاعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين، ما قد يُعيد تشكيل مستقبل ريادة الأعمال.
تطوير أدوات ذكية خصوصية
في حين لا توجد بيانات موثوقة حول عدد رواد الأعمال الذين طوّروا أدوات الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات أعمالهم، فإن هناك روايات تُشير إلى أن الشركات الصغيرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة تكتشف وتُطور أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة لمواجهة تحدياتها التشغيلية.
بالإضافة إلى ذلك، «يُجادل بعض الباحثين بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُمكن، من الناحية النظرية، أن يُساعد في سد الفجوة في التكنولوجيا والأداء بين الشركات الصغيرة والكبيرة»، وفقاً لمكتب الإحصاء الأميركي.
رواد الأعمال المنفردون يواكبون تطورات الذكاء الاصطناعي
* ذكاء اصطناعي لصفقات العقارات. في مارس (آذار)، أسست أنيتا أورتيز، وهي مستثمرة ووكيلة عقارات في سان أنطونيو بولاية تكساس، منصة «Shift Smart AI»، وهي منصة تسويق تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مصممة لمعالجة التحديات الشائعة في قطاعها، مثل تدفق العملاء المحتملين، وإتمام الصفقات، وتحقيق حرية العمل.
وأمضت أنيتا أورتيز أكثر من 8 أشهر في بناء «Shift Smart AI»؛ حيث استخدمت منصة برمجية مفتوحة المصدر، وخصصتها لشركتها من خلال الأتمتة ووكلاء الذكاء الاصطناعي، وغيرهما.
وصرحت أنيتا أورتيز بأنها أسست الشركة لتواكب تطورات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وقالت في رسالة بريد إلكتروني: «أسست (Shift Smart AI) ليشاركني زملائي الوكلاء والمستثمرون رحلتي في هذا المجال... هناك طلب كبير على المعرفة بأدوات الذكاء الاصطناعي في مجال العقارات، وأعتقد بصدق أن الذكاء الاصطناعي سيُغير طريقة عملنا جميعاً».
وتُساعد المنصة المحترفين على تنظيم أعمالهم، وتبسيط العمليات، وتوليد عملاء محتملين باستمرار دون إرهاق. يجمع هذا النظام بين وظائف أساسية أو حالات استخدام، مثل إدارة علاقات العملاء، وتتبع المبيعات، والتسويق عبر البريد الإلكتروني، والتوقيعات الرقمية، وجدولة منصات التواصل الاجتماعي، وإنشاء مواقع الويب، وسير العمل الآلية، ومساعدي الذكاء الاصطناعي، وقنوات الاتصال المتكاملة.
حلول ذكية دون الحاجة إلى مهارات تقنية عميقة
وصرحت أنيتا أورتيز بأنها متفائلة بشأن قيام رواد الأعمال المنفردين الآخرين بتطوير أدوات ذكاء اصطناعي تُعالج نقاط ضعفهم. وأضافت أنه يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء أدوات بأسعار معقولة تُحسّن الإنتاجية التجارية والشخصية، مستخدمةً شركتها مثالاً على كيفية بناء حلول ذكاء اصطناعي متطورة دون الحاجة إلى مهارات تقنية عميقة، وذلك باستخدام الأدوات الحالية التي تُمكّن رواد الأعمال من حل مشكلات مُحددة.
وقالت أنيتا أورتيز: «الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد حكراً على شركات التكنولوجيا العملاقة، بل أصبح للجميع». وأضافت: «سواء كنت تُدير مخبزاً محلياً، أو تُدير عقارات مُؤجرة، أو حتى تُخطط لجدولك اليومي، فإن هذه الأدوات يُمكنها أن تُبسط الحياة وتُسهّل العمل».
أدوات ذكية لشركات الإقراض المالي
* ذكاء اصطناعي لصفقات القروض. مثال آخر هو شركة «نكتار» (Nectar) ومقرها أتلانتا، التي شارك في تأسيسها ويديرها ديريك باركر. فهي تستفيد من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتميز نفسها شركةً للقروض لمشروعات العقارات التجارية الصغيرة، مثل المجمعات السكنية. وعلى عكس شركات الإقراض التقليدية، تُبسّط «نكتار» عملية الإقراض؛ حيث تستهدف في الغالب معاملات بقيمة مليون دولار أميركي بدلاً من قروض بملايين الدولارات، ما يُسهّل إتمام الصفقات.
وأضاف باركر: «لقد طوّرت (نكتار) عمليةً قياسية. نستخدم أدوات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي التي تُمكّننا من تجميع كميات كبيرة من البيانات والوثائق بسرعة فائقة».
وتستخدم «نكتار» أدوات الذكاء الاصطناعي الفريدة، التي طوّرها باركر، لتبسيط عملية التعامل مع الوثائق التي قد تستغرق وقتاً طويلاً، بل مملةً في الواقع.
ويقوم الذكاء الاصطناعي تلقائياً بمراجعة البيانات والموافقة عليها واستخراجها أثناء قيام العملاء بتحميل الملفات إلى بوابتها الإلكترونية. وتُخزّن هذه المعلومات في قواعد بيانات «نكتار» لكلٍّ من المقترضين والمقرضين. وأوضح باركر أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُقلّل الوقت اللازم لإتمام مذكرة الاكتتاب من 3 إلى 5 أيام إلى ساعتين فقط.
أدوات فريدة تدعم عمليات الأعمال المتنوعة
* تطوير أدوات مفتوحة المصدر. قامت شركة «Team-GPT» في سان فرنسيسكو -التي لا ينبغي الخلط بينها وبين «ChatGPT»- بتطوير أداة ذكاء اصطناعي للمؤسسات باستخدام أدوات ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر وحقوق الملكية الفكرية الخاصة بها، ما يُسهّل التعاون بين فرق العمل في الشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الكبيرة، بما في ذلك الكليات والجامعات الأميركية الراقية. ويرى الفريق في هذه الأداة وسيلةً لتعزيز الإنتاجية والتواصل بين الفرق، من خلال دمج قدرات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في إنجاز المهام المختلفة، وتحسين سير العمل بشكل عام.
يقول إيليا فالتشانوف، الرئيس التنفيذي للشركة، إن الأداة تُتيح لفرق التسويق منصةً مركزيةً تُبسّط إنشاء المحتوى التعاوني. ويوفر هذا النهج الوقت والموارد مع ضمان اتساق هوية الشركة ونبرتها. ويضيف فالتشانوف: «يوفر المسوقون نحو 12.5 ساعة أسبوعياً مع (Team-GPT)، وبالنسبة لفريق تسويق نموذجي، يُوفر هذا ما يصل إلى 9750 ساعة سنوياً؛ أي ما يُقارب 585000 دولار أميركي من حيث التكلفة».
على سبيل المثال، قال إن وكالة الإعلانات «ذا كرو» زادت كفاءة إنتاج محتواها بنسبة 60 في المائة بعد اعتماد منصة «Team-GPT»، وضاعفت شركة «هاوس أوف غروث»، وهي وكالة متخصصة في تحسين محركات البحث، إنتاجها الشهري من 80 إلى 160 مقالة دون الحاجة إلى موظفين إضافيين.
وأضاف: «أطلقت (Team-GPT) للتو 4 تكاملات رئيسية كان المسوقون يطالبون بها: (غوغل درايف-Google Drive)، و(نوشن-Notion)، و(شيربوينت-SharePoint)، و(وان درايف-OneDrive). وتتيح هذه التكاملات للفرق تحسين مخرجات الذكاء الاصطناعي».
وأشار فالتشانوف إلى أن الشركة أنفقت 300 ألف دولار أميركي لبناء «Team-GPT»، واستثمرت نحو مليوني دولار أميركي حتى الآن. وتوفر مكتبة الأوامر الفورية من هذه الأداة الذكية للمستخدمين سيناريوهات مختلفة حول كيفية استخدام منصتها.
نهج حذر: جرّب الأدوات قبل الانضمام إلى ركب الذكاء الاصطناعي
تقول ماكنزي رودولف، مسؤولة توظيف «عباقرة الذكاء الاصطناعي» في شركتها «ذا لينك»، وهي شركة توظيف في مينوت، داكوتا الشمالية، إنه ينبغي على الشركات الصغيرة توخي الحذر قبل أن يبني رواد الأعمال أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة ويستخدموها.
ورغم قدرة الذكاء الاصطناعي على حل العديد من مشكلات الشركات الصغيرة، فإنها نصحت باتباع نهج أولي حذر نظراً لارتفاع مخاطر إنفاق مبالغ طائلة على منتج جديد قد يفشل.
كما حذّرت رودولف الراغبين في التحول إلى الذكاء الاصطناعي من مراعاة المخاطر الأمنية قبل الانغماس الكامل في التكنولوجيا الجديدة، وبدلاً من ذلك، توصي الشركات الصغيرة باستكشاف حلول الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، وتجري تجربة عند اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة. وقارنت استخدام أداة ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر بتطبيق قالب موقع ويب تجاري، بدلاً من بناء أو تخصيص قالب.-(وكالات)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روبيو، كوبا، والنموذج الصهيوني
روبيو، كوبا، والنموذج الصهيوني

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

روبيو، كوبا، والنموذج الصهيوني

ترجمة: علاء الدين أبو زينة اضافة اعلان لورنس ديفيدسون* - (تو ذا بوينت) 26/5/2025في هذا المقال، يشرح لورنس ديفيدسون كيف أن تاريخ لوبي الأميركيين الكوبيين، بتقليده للوبي الإسرائيلي، هيأ وزير الخارجية الأميركي لتنفيذ رغبات ترامب، غالبًا غير الإنسانية والمخالفة للدستور.* * *تحوّل ماركو روبيو إلى واحد من الأشخاص الذين "يُعتمد عليهم" بالنسبة للرئيس دونالد ترامب. تمّ تعيينه أولًا وزيرًا للخارجية في ولاية ترامب الثانية، ثم عُيِّن مؤخرًا ليكون مستشارًا للأمن القومي بالإنابة. وقد أثبت فاعلية في تحويل أهداف ترامب إلى ممارسات سياسية واقعية.لم يكن هذا بالأمر الصعب على روبيو لأنه يتقاسم مع ترامب العديد من تحيزاته، مثل الإيمان المطلق تقريبًا بوجوب دعم إسرائيل حتى وهي تنتهك المبادئ الإنسانية والقانون الدولي.لهذا الغرض، كرّس روبيو نفسه -بصفته وزيرًا للخارجية- لإعادة هيكلة "مكتب وزارة الخارجية للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل". لماذا فعل؟ لأن هذا المكتب، بحسب زعمه، "خاض معارك ضد القادة غير المنسجمين مع الفكر التقدمي في دول مثل بولندا والمجر والبرازيل، وسعى إلى تحويل كراهيته لإسرائيل إلى سياسات ملموسة، مثل حظر الأسلحة". وفي الوقت ذاته، دعم روبيو ممارسات ترامب التي تجلّت في اعتقال مؤيدي فلسطين وترحيل قادتهم من البلاد بطريقة انتقائية.ويؤكد سجل روبيو التصويتي في الكونغرس ارتباطه الوثيق بإسرائيل:1. "عارض السيناتور روبيو الاتفاق النووي مع إيران، ودعم نقل السفارة الأميركية إلى القدس. كما دعم 'قانون تايلور فورس'، الذي ينص على عدم تقديم أي أموال حكومية أميركية إلى أي جهة فلسطينية تكافئ ماليًا 'الإرهابيين' أو عائلاتهم. كما انتقد قرار مجلس الأمن رقم 2334، الذي يؤكد أن المستوطنات الإسرائيلية لا تمتلك شرعية قانونية، وشارك في رعاية تشريع يعارض هذا القرار".2. "يعارض السيناتور روبيو 'حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات' (BDS)، وشارك في رعاية قانون مناهضة مقاطعة إسرائيل وقانون مكافحة 'حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات' للعام 2017، وهما قانونان يهدفان إلى مكافحة المقاطعات التي اعتُبرت تمييزية والتي تستهدف إسرائيل. وفي العام 2019، صوّت روبيو لصالح "قانون تعزيز أمن الشرق الأوسط الأميركي"، الذي -من بين بنود أخرى- عزز أمن إسرائيل وسمح للحكومات المحلية أو الحكومية باتخاذ إجراءات لسحب استثماراتها من الكيانات التي تقاطع إسرائيل".3. "شارك السيناتور روبيو في رعاية 'قانون الوعي بمعاداة السامية'، الذي يهدف إلى تبني تعريف لمعاداة السامية لأغراض تطبيق القوانين الفيدرالية المناهضة للتمييز في البرامج أو الأنشطة التعليمية".من كل هذه المظاهر، يبدو روبيو سياسيًا انتهازيًا لا يعبأ كثيرًا بالقواعد التي يفرضها الدستور الأميركي، ناهيك عن القانون الدولي. وهو بالتأكيد مستعد وقادر على تنفيذ أوامر ترامب، حتى وإن كانت غير دستورية وغير إنسانية.لكن ثمة جانبًا أعمق في قصة ماركو روبيو.خلفية روبيو ذات الصلةوُلد روبيو في العام 1971 لأبوين كوبيين منفيين يعيشان في فلوريدا، ما يعني أنه وُلد في داخل مجتمع بثقافة تعادي حكم فيدل كاسترو وخلفائه بشكل علني. ولا يمكن التأكيد بما يكفي على أن هذا المجتمع كان مغلقًا نسبيًا، لكنه كان شديد التنظيم بحيث كان مجرد التشكيك في الموقف المعادي لكاسترو يُعتبر خيانة.وكان ذلك المجتمع أيضًا واحدًا يتمتع بتأثير سياسي كبير عندما يتعلق الأمر بالضغط على الحكومة الفيدرالية عندما يتعلق الأمر بالسياسات الخارجية المتعلقة بكوبا. على سبيل المثال، سعى سياسيون، مثل روبيو، إلى فرض الحصار الاقتصادي على كوبا من دون أي اكتراث بمدى الفقر المتزايد للشعب الكوبي، أو ما تسببه هذه السياسة من توتر مع حلفاء الولايات المتحدة الذين يتعاملون تجاريًا مع كوبا.لطالما صوت أغلب الأميركيين الكوبيين الذين تعود جذورهم إلى الهجرة المناهضة لكاسترو لصالح الجمهوريين. وهو أمر مفهوم؛ فقد رأوا أن الجمهوريين أكثر ثباتًا في عدائهم لكاسترو من الديمقراطيين، خاصة بعد فشل محاولة غزو خليج الخنازير.بذلك، يكون انتماء روبيو الدائم للحزب الجمهوري، سواء في مسيرته السياسية في فلوريدا أو خلال عضويته في الكونغرس، انعكاسًا لظاهرة الامتثال الثقافي. كما تفسر هذه الخلفية تحالفه السريع مع ترامب، الذي سعى دائمًا إلى كسب دعم المجتمع الكوبي الأميركي (المثال الذي يتصوره ترامب عن "المهاجرين الجيدين").ولكن، كيف يمكن أن تفسر هذه الخلفية التزام روبيو الواضح تجاه إسرائيل والصهاينة؟الأميركيون الكوبيون والصهاينةفي العام 1981، قام أحد المنفيين الكوبيين والمشاركين في فشل عملية خليج الخنازير، ويدعى ماس كانوسا، بتأسيس "المؤسسة الوطنية الأميركية الكوبية" (CANF). وقد تشكلت هذه المؤسسة تحت تأثير كراهية كانوسا العميقة لحكومة كاسترو. وكانت تكتيكاتها في العمل تعكس شخصيته السلطوية ذات النظرة الأحادية.على سبيل المثال، وبحسب ما كانت تراه "مؤسسة كوبا الوطنية الأميركية"، سيكون سقوط نظام كاسترو فقط هو ما يمكن أن يُعتبر نتيجة مقبولة. أما أولئك الذين اقترحوا التفاوض مع الحكومة الكوبية، فتم تصنيفهم على أنهم خونة. وكان تجويع المواطنين الكوبيين إلى الحد الذي يُفترض أنهم سينقلبون عنده على النظام هو الاستراتيجية المقبولة والمفضلة.وفي غضون فترة زمنية قصيرة نسبياً، أصبحت وجهة نظر هذه المؤسسة هي السائدة أولاً في مجتمع المنفى الكوبي في ميامي، ثم في باقي أنحاء فلوريدا وخارجها. ومع ذلك، سرعان ما تجاوزت طموحات المؤسسة المجتمع الكوبي الأميركي. كان الهدف النهائي للمؤسسة هو السيطرة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه كوبا.بعد وقت قصير من إنشاء المؤسسة، قال مؤسسها ماس كانوسا: "لقد أدركنا بسرعة أننا حتى نتمكن من أن نؤثر في النظام السياسي الأميركي، يجب علينا أن نقلد النموذج اليهودي... وقد أقمنا تحالفاً وثيقاً مع اللوبي اليهودي في واشنطن".وإذن، كان مصدر الإلهام والمرشد للمؤسسة الكوبية الأميركية هو 'لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية' (AIPAC). ونتيجة لذلك، أصبح الدعم غير المشروط للصهيونية جزءاً لا يتجزأ من الأيديولوجيا المجتمعية التي روّجت لها مؤسسة المنفيين الكوبيين.(1)كان ماركو روبيو نتاجًا لتلك الأيديولوجيا المجتمعية، وهو ما يفسر دعمه غير النقدي لإسرائيل. ففي منصبه كوزير للخارجية، صرّح مراراً بأن "حماس يجب أن تُباد" وأنه يجب "إعادة توطين الفلسطينيين". وبمجرد تحقيق ذلك، فإن غزة ستكون جاهزة لعملية إعادة إعمار كبرى، أطلق عليها اسم مشروع "ريفييرا غزة". وقال روبيو إن "الولايات المتحدة مستعدة لتقود عملية جعل غزة جميلة من جديد".قد تضع الخلافات الراهنة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو روبيو في موقف محرج، غير أن هذه الخلافات تتعلق بالاستراتيجية وليس بالمبدأ. سوف يبقى روبيو وفياً لترامب، وقد يوجّه انتقادات لنتنياهو، لكنه سيظل في الوقت نسه مؤيداً وفياً للدعم المادي لإسرائيل.يشغل روبيو الآن منصب "كبير مستشاري السياسة الخارجية" في إدارة ترامب. وهو يسيطر على وزارة الخارجية، كما يشغل أيضاً منصب مستشار الأمن القومي للرئيس. وقد وصل إلى هذه المناصب نتيجة لعاملَين: 1) أن البيئة السياسية التي شكّلت حياته كانت متوافقة مع أهداف ترامب السياسية العامة؛ و2) أن تنشئته جعلته وكيلاً موثوقاً لقائد (ترامب)، والذي يعكس إلى حد بعيد سلوكيات ورؤية بطل الجالية الكوبية الأميركية، ماس كانوسا.لهذه الأسباب، كان من السهل على روبيو أن يفي بتوقعات ترامب: "الولاء أولاً؛ الولاء للرجل، والولاء للمهمة".تُذكّر الطريقة التي يدير بها ترامب حكومته بمبدأ "المركزية الديمقراطية" الذي كان من المبادئ الحاكمة للشيوعيين الأوائل في روسيا. في البداية، يُسمح بالنقاش حول القضايا (ويمكن للمرء أن يتخيل الكثير من الأخذ والرد بين الحلفاء الغرباء الذين يدعمون ترامب). لكنّ ما يحدُث في الواقع هو أن الجميع يحاولون استشعار الاتجاه الذي يفضله الزعيم. وبمجرد أن يتضح هذا الاتجاه، يتوحد الجميع حوله. وفي تلك اللحظة، يتوقف كل نقاش ويُتوقع من الجميع أن يصطفوا ويهتفوا.ثمة شك في ما إذا كان ترامب يستمع للنقاش من الأساس. ويغلب أنه عادة ما يمتلك تفضيلاً منذ البداية -سواء كان ذلك التفضيل متصلاً بالواقع أم لا. وتجعل الطريقة التي تُدار بها هذه "الحوكمة" ترامب لا يسمع إلا صدى صوته. وسوف يشكل هذا المحيط المغلق في نهاية المطاف مصير ماركو روبيو المهني، وكذلك مصير دونالد ترامب. ويبدو أن الناتج النهائي سيكون كارثة حقيقية، سواء على المستوى الداخلي أو في السياسة الخارجية.في النهاية، من المرجّح أن يعود روبيو إلى مستنقع السياسة المحلية في فلوريدا، حيث سيذوب مرة أخرى في المجتمع ضيق الأفق والمتحيّز الذي نشأ فيه.*لورانس ديفيدسون Lawrence Davidson: أستاذ التاريخ الفخري في جامعة ويست تشيستر في بنسلفانيا. ينشر تحليلاته حول السياسة الداخلية والخارجية الأميركية، والقانون الدولي والإنساني، وممارسات وسياسات إسرائيل/الصهيونية منذ العام 2010.*نشر هذا المقال في موقع الكاتب: تحت عنوان: Marco Rubio and the Zionist Connection(1) للمزيد عن هذا الموضوع، انظر كتاب لورانس ديفيدسون: Privatizing America's National Interest، دار نشر جامعة كنتاكي، الصفحات (76-78).

الفجوة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي
الفجوة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي

الغد

timeمنذ 4 ساعات

  • الغد

الفجوة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي

اضافة اعلان في عالم أمست الحقوق فيه رقمية والحريات تمارس أيضا في فضاء افتراضي واسع وعابر للحدود والقارات، وفي واقع متسارع، يفرض على واضعي التشريع وصانعي السياسات عوامل ومحددات مستحدثه، وسط هذا كله ما نزال عالقين في فجوة رقمية تشكل تحديا أمام عدالة رقمية شاملة، تتيح الفرص ذاتها للأفراد جميعا على قدم المساواة، وتمنح الفئات كافة بما فيها تلك المستضعفة او المهمشة ادوات تساندهم في ايصال اصواتهم لإحداث تغيير في واقعهم.فجوة رقمية تشكل أحد تحديات عملية التحول الالكتروني في المجالات كافة، وتشكل عائقا ايضا امام عملية الشمول الرقمي التي باتت مطلبا اساسيا في عصر التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي.ان فجوة رقمية قائمة او آخذة في الاتساع، هي بالضرورة أحد معيقات عملية التنمية المستدامة، هذه العملية المستمرة ذات الاهداف السبعة عشر والتي تشكل الرقمنة فيها ضرورة لازمة لتسريع وتيرتها وضمان شمولها للفئات كافة خاصة للمهمشة منها تحقيقا لغاياتها حتى لا يبقى أحد بالخلف.واليوم وبقدر ما تشكل التكنولوجيا المستحدثة والذكاء الاصطناعي فرصة مهمة وأداة لمزيد من تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها والتمتع بها، واعتبارها أداة من أدوات السعي نحو تحقيق المساواة، وهو الامر الذي اكدته خريطة الطريق من أجل التعاون الرقمي، ودللت على ذلك عندما اشارت الى أن جائحة كورونا كانت شاهدا على اسهام التكنولوجيا الرقمية في مواجهة هذا التهديد واستمرار التواصل بين الافراد، مبينة كيف أن التكنولوجيا المتقدمة قامت بتحليل آلاف المركبات من الأدوية لتحديد ما يمكن ترشيحه منها لصناعة العلاجات واللقاحات، وكذلك مكنت من مواصلة التعليم والأنشطة الاقتصادية وغيرها. بالرغم من ذلك، وعلى الجانب الآخر فإنها تشكل اداة لمزيد من التهميش والاقصاء خاصة في ظل التفاوت البيّن في قدرة الافراد على امتلاك هذه التكنولوجيا تبعا للظروف الاقتصادية وانتشار الفقر والامية الرقمية.يضاف الى ذلك كله التحكم في مدخلات هذه التكنولوجيا الناشئة وخاصة الذكاء الاصطناعي، فأصبحنا امام خوارزميات غير عادلة في كثير من الاحيان، مما يعني على المدى البعيد مزيدا من اتساع الهوة في العدالة الاجتماعية بالنظر الى اتساع الهوة في غياب العدالة الرقمية.في عصر الذكاء الاصطناعي تبدو عملية ردم الفجوة الرقمية أولوية لتحقيق الشمول الرقمي والسعي نحو عدالة رقمية واجتماعية وعدالة بالنتيجة تطال مناحي الحياة كافة، وأي حديث عن تنمية مستدامة في ظل فجوة رقمية متزايدة يشكل غيابا لحلقة مفصلية في خريطة طريق الوصول الى مجتمع تنموي مستدام قادر على احتواء الفئات كافة واستثمار قدراتها في مناخ من العدالة والمساواة.

بيان مصري قطري بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
بيان مصري قطري بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

رؤيا نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • رؤيا نيوز

بيان مصري قطري بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

أصدرت مصر وقطر، مساء الأحد، بيانا مشتركا بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء في البيان: 'تواصل جمهورية مصر العربية ودولة قطر جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر والعمل على تذليل النقاط الخلافية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ارتكازا على مقترح المبعوث الأميركي ويتكوف وبما يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة على أساس هذا المقترح'. وأضاف: 'تؤكد مصر وقطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة على اعتزامهما تكثيف الجهود لتذليل العقبات التي تشهدها المفاوضات، كما تدعو مصر وقطر لضرورة تحلي كافة الأطراف بالمسؤولية ودعم جهود الوسطاء لإنهاء الأزمة بقطاع غزة وبما يعيد الاستقرار والهدوء للمنطقة'. وختم: 'كما تتطلع الدولتان لسرعة التوصل لهدنة مؤقتة لمدة 60 يوما تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة، وبما يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع والسماح بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يضمن التخفيف من المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني بغزة، وصولا لإنهاء الحرب بشكل كامل والبدء في إعادة إعمار القطاع وفقا للخطة، التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة في القاهرة في 4 مارس 2025'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store