logo
يعانون من سوء التغذية بالفعل.. جارديان تتنقد حظر إسرائيل للمساعدات إلى غزة

يعانون من سوء التغذية بالفعل.. جارديان تتنقد حظر إسرائيل للمساعدات إلى غزة

اليوم٠٣-٠٣-٢٠٢٥

ألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على حظر إسرائيل للمساعدات إلى قطاع غزة ، وقالت إن الخطوة تثير المخاوف بشأن الظروف الصحية لسكان القطاع لاسيما وإنهم يعانون من سوء التغذية.
وفي إحاطة للصحافة الإسرائيلية بعد أمر بنيامين نتنياهو بوقف إمدادات المساعدات إلى غزة، زعم المسئولون الحكوميون أن الأراضي الفلسطينية لديها مخزون من الغذاء يكفي لعدة أشهر من الإمدادات السابقة. ومع ذلك، أدى الإعلان إلى ارتفاع فوري في أسعار الضروريات الأساسية في غزة، حيث قال السكان إنها تضاعفت.
وتقول وكالات الإغاثة إن سكان غزة لا يزالون معرضين للخطر بشكل كبير وأن حصار الإمدادات الإنسانية للسكان المدنيين أمر غير مقبول في أي ظرف من الظروف.
وقالت منظمة أوكسفام: "إن قرار إسرائيل بمنع المساعدات لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة مع بداية شهر رمضان، هو عمل متهور من العقاب الجماعي، وهو محظور صراحة بموجب القانون الإنساني الدولي. وتتحمل حكومة إسرائيل، كقوة احتلال، مسئولية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان في غزة".
وأصدرت محكمة العدل الدولية، التي تدرس ادعاء الإبادة الجماعية الموجه ضد إسرائيل، تعليمات لإسرائيل بتسهيل تسليم المساعدات إلى غزة وسكانها المتبقين البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة. وقالت المحكمة الجنائية الدولية عندما أصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو العام الماضي إن هناك سببًا للاعتقاد بأن إسرائيل استخدمت "التجويع كأسلوب حرب".
ونفى الاحتلال الإسرائيلى باستمرار مزاعم منظمات الإغاثة خلال الحملة العسكرية التي استمرت 15 شهرًا في غزة بأنها كانت تستخدم الغذاء كسلاح حرب، وأصرت على أن الانسداد في الإمدادات كان نتيجة لعوامل أخرى. ولم يحاول إعلان مكتب نتنياهو يوم الأحد إخفاء تصرفات الحكومة أو الهدف من ورائها، وهو الحصول على ميزة على طاولة المفاوضات.
وخلال مدة وقف إطلاق النار، عبرت حوالي 600 شاحنة يوميًا إلى غزة، تحمل ما مجموعه 57000 طن من الغذاء. وقالت الصحيفة إن هذا المستوى مماثل لمستوى المساعدات التي تم تسليمها قبل الحرب، ولكن وكالات الإغاثة تقول إن هذا كان لسكان في حالة بدنية أفضل بكثير من السكان الذين يعانون من سوء التغذية الآن، وكان لديهم أيضًا القدرة على إنتاج بعض طعامهم.
وأضافت الصحيفة أن الوضع في غزة الآن أكثر خطورة. فقد تم تدمير أو إتلاف ما يقرب من 70% من المباني في جميع أنحاء القطاع الساحلي. وفي ظل هذه الظروف، وصفت منظمة أوكسفام المساعدات التي وصلت إلى غزة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع بأنها "قطرة في محيط".
وفي أحدث تقرير لها، في أواخر فبراير، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 876 ألف فلسطيني في غزة ما زالوا يعانون من مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي، وأن 345 ألف شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الكارثي.
وحتى خلال الأسابيع الستة من وقف إطلاق النار، حافظت إسرائيل على سيطرة مشددة على ما يُسمح به في الشحنات الإنسانية. وقد اشتكت وكالات الإغاثة من أن الكثير من المعدات الطبية تم حظرها على أساس أنها "ذات استخدام مزدوج" وأن صهاريج المياه تم حظرها أيضًا، مما جعل الناس يعتمدون على الآبار، والتي في أعقاب الصراع لم تعد كافية لاحتياجات السكان.
وهناك حوالي 1500 نقطة وصول للمياه تعمل في جميع أنحاء غزة، وتقول الأمم المتحدة إن إنتاج المياه وإمداداتها حوالي ربع مستويات ما قبل الحرب.
وتظل القضايا الصحية مصدر قلق رئيسي، حيث دمر ما يقدر بنحو 80% من البنية التحتية الصحية في غزة بسبب الحرب وقتل 1000 عامل طبي. وقدرت منظمة الصحة العالمية أن هناك ما يصل إلى 14000 فلسطيني في غزة في حاجة إلى الإجلاء الطبي، بما في ذلك 4500 طفل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد بكاؤه في مجلس الأمن.. من هو رياض منصور مندوب فلسطين بالأمم المتحدة؟
بعد بكاؤه في مجلس الأمن.. من هو رياض منصور مندوب فلسطين بالأمم المتحدة؟

المصري اليوم

timeمنذ 37 دقائق

  • المصري اليوم

بعد بكاؤه في مجلس الأمن.. من هو رياض منصور مندوب فلسطين بالأمم المتحدة؟

أخبار متعلقة رافعًا صورة أبناء الطبيبة آلاء النجار.. مندوب الجزائر بمجلس الأمن: إسرائيل تقتل أطفال غزة (فيديو) «حماس» تعلن التوصل مع المبعوث الأمريكي إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الإمارات تستدعي السفير الإسرائيلي (تفاصيل) لم يستطع رياض منصور مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، تمالك مشاعره ليجهش بالبكاء لدى حديثه عن الأطفال الذي استشهدوا في حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل. فخلال اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط أعرب منصور عن سخطه من العدوان الإسرائيلي وتعاطفه مع العائلات الثكلى، قائلا: «صور الأمهات اللواتي يحتضن أجساد أطفالهن الهامدة ويداعبن شعرهم ويتحدثون إليهم ويعتذرون منهم، هذا لا يحتمل، كيف يمكن تحمل هذه المآسي»، مرجعا ردة فعله بأن لديه أحفاد يعلم ماذا يعنون لعائلاتهم. «يموتون جوعا؛ كيف يمكن لأي إنسان أن يتحمّل هذه الفظاعة؟» مندوب #فلسطين لدى #الأمم_المتحدة رياض منصور يجهش بالبكاء أثناء حديثه عن معاناة الأطفال الفلسطينيين في #غزّة أمام #مجلس_الأمن الدولي. الجراح أعمق من أن تُروى، وإن الظلم تجاوز كل حدود الإنسانية. صمت العالم شراكة في… — أحمد سليمان العُمري Ahmad Al Omari (@ahmadomariy) May 28، 2025 من هو رياض منصور؟ بحسب تقارير إعلامية فلسطينية وعربية، ولد رياض منصور 21 مايو 1947، أي قبل نحو عام من نكبة فلسطين. وفي الخمسينيات من القرن الماضي، انتقلت أسرته إلى الولايات المتحدة، بعد اضطرار والد منصور إلى أن يصبح لاجئًا في الولايات المتحدة، وعمل في صناعة الصلب في ولاية أوهايو، ولحقته أسرة منصور و6 من أطفال العائلة من رام الله في الضفة الغربية المحتلة إلى هناك. والتحق منصور بالجامعة في أوهايو، حيث انخرط في النشاط الطلابي، ولم يشارك في المظاهرات للاحتجاج على احتلال إسرائيل للضفة الغربية وغيرها من الأراضي التي استولت عليها في حرب عام 1967 فحسب، بل شارك أيضًا في المظاهرات من أجل الحقوق المدنية وإخراج الولايات المتحدة من فيتنام. في يونيو 1973، حصل على درجة الماجستير في العلوم في الإرشاد التربوي من جامعة يونجستاون الحكومية، وفي عام 1977 حصل على الدكتوراه. بدأ منصور، الذي انخرط لفترة طويلة في السياسة الفلسطينية، مسيرته المهنية كمساعد باحث في الجامعة. في عام 1983انتقل إلى الدبلوماسية كنائب في بعثة المراقبة الدائمة لمنظمة التحرير الفلسطينية لدى الأمم المتحدة. في عام 1994، ابتعد منصور عن الحياة الدبلوماسية حيث انضم إلى إدارة إحدى شركات الاستثمار في «أورلاندو» والتدريس في جامعة سنترال فلوريدا، من بين أنشطة أخرى. في عام 2005، عاد إلى الأمم المتحدة بصفته سفيراً لبعثة المراقبة الفلسطينية، التي لم تكن تعتبر في ذلك الوقت من قِبَل الهيئة العالمية ممثلة لدولة. وبعد عودته حقق رياض منصور الإنجازات الكبرى للدبلوماسية الفلسطينية، إذ أقرت الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقبة غير عضو، الأمر الذي منح فلسطين الحق في الانضمام إلى المعاهدات والمجموعات العالمية بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية. وواجه قرار الرئيس الأمريكي إدارة دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وصوتت الجمعية العامة المكونة من 193 عضوًا بأغلبية ساحقة لإدانة القرار. وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مثّل هو الصوت القوي الذي يواجه دولة الاحتلال في الساحة الأممية، مطالبًا المجتمع الدولي التدخل لوقف حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والتي تمثلت

مختص لـ"شهاب": إعادة "إسرائيل" تشكيل آلية جديدة للمساعدات المزعومة مصيرها الفشل
مختص لـ"شهاب": إعادة "إسرائيل" تشكيل آلية جديدة للمساعدات المزعومة مصيرها الفشل

وكالة شهاب

timeمنذ ساعة واحدة

  • وكالة شهاب

مختص لـ"شهاب": إعادة "إسرائيل" تشكيل آلية جديدة للمساعدات المزعومة مصيرها الفشل

خاص/ شهاب قال عماد عواد، المختص بالشأن السياسي والإسرائيلي، إن "مؤسسة غزة الإنسانية" باتت معروفة بأنها نتاج لتفاهم أمريكي-إسرائيلي، موضحًا أن من يشرف على عمليات التوزيع هم أمريكيون، بينما الإدارة المباشرة إسرائيلية. وأضاف عواد، في تصريح صحفي خاص لوكالة "شهاب"، أن مؤسسة SRS، التي تقود هذه العملية، تضم غالبية من العاملين السابقين في أجهزة استخبارات، مثل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، ما يشير إلى أن جمع المعلومات عن غزة وسكانها قد يكون من أهداف هذه المؤسسة. ويرى عواد أن ما حدث في ساحة التوزيع لم يكن ضمن حسابات القائمين على المشروع، إذ لم يتوقعوا حجم الغضب والجوع في غزة، بسبب محاولات "إسرائيل" تزييف الواقع وتقديم صورة مغايرة بأن الأمور لم تصل إلى مرحلة الكارثة. وأوضح أن وجود هذه العناصر يأتي في إطار أهداف استراتيجية محددة، من أبرزها دفع السكان للنزوح نحو الجنوب، لتسهيل تنفيذ ما يُعرف بخطة "عربات جدعون"، التي تهدف إلى احتلال كامل قطاع غزة بعد عملية برية موسعة. وأشار عواد إلى أنه "رغم الكارثة الإنسانية، والتي تُعد وصمة عار على جبين كل من يلتزم الصمت خارج غزة، إلا أن الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إليها إسرائيل بعيدة المنال، ولن تُحقّق، حتى وإن نجحت في تهجير بعض السكان أو تدمير منازلهم". ويرى أن استمرار "إسرائيل" في هذه السياسات سيؤدي في النهاية إلى ردود فعل على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وسينعكس سلبًا عليها. وتوقّع عواد أن تحاول "إسرائيل" مجددًا إعادة تشكيل آلية المساعدات بما يتماشى مع مصالحها، مرجعًا ذلك إلى غياب أي تدخل فعّال من الأمم المتحدة، في ظل إصرار "إسرائيل" على توجيه المساعدات إلى مناطق محددة لتكون ملاذًا لسكان القطاع. ورغم هذه المحاولات، يجزم عواد بأن هذه المشاريع مصيرها الفشل، مؤكدًا أن المساعدات ستصل في النهاية إلى جميع مناطق القطاع. وأضاف أن "إسرائيل" والولايات المتحدة تتفقان على هدف استراتيجي واحد في غزة، وهو تقليل عدد السكان، مشيرًا إلى أن أمريكا ترغب الآن في تغيير شكل الحرب، بينما ترفض "إسرائيل" هذا التوجه، ما قد يدفع واشنطن إلى استخدام أدوات ضغط مستقبلية. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب قوات الاحتلال جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.

استباحة الأقصى.. حرب الألف عام!
استباحة الأقصى.. حرب الألف عام!

مصر 360

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصر 360

استباحة الأقصى.. حرب الألف عام!

في مقطع فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي 'بنيامين نتنياهو'، بدا منتشيا، وهو يستعرض نفقا ضخما تحت المسجد الأقصى من ضمن حفائر، تبحث عن دليل، أو شبه دليل، لوجود جبل الهيكل! أراد أن يقول لليمين الصهيوني، إنه سوف يبني جبل الهيكل الآن، أو بالغد القريب. لم تكن تلك الحفائر ولا شبكة الأنفاق تحت المسجد الأقصى سرا مخبوءا. منذ تسعينيات القرن الماضي، نُشرت خرائط شبه تفصيلية للحفائر الإسرائيلية. علت أصوات تحذر من مغبتها على سلامة المسجد، وأنه قد يتعرض للتقويض، أو الهدم. ما يحدث الآن بوقائعه ورسائله استباحة كاملة للمسجد الأقصى، لا تضع اعتبارا لأية مشاعر إسلامية، أو أي غضب محتمل. كانت 'مسيرة الأعلام' في ذكرى سقوط القدس الشرقية منذرة هذه المرة بأجوائها ووقائعها، بما سوف يحدث تاليا. إننا أمام تجاوز غير مسبوق لأية خطوط حمراء. جرت صلوات يهودية داخل المسجد لا في باحاته بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست، يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف 'إيتمار بن جفير'. اقتحم أكثر من ألفي مستوطن باحات المسجد الأقصى احتفالا بتوحيد مدينة القدس تحت الهيمنة الإسرائيلية الكاملة إثر حرب (1967). ترددت هتافات عنصرية ضد العرب والمسلمين والنبي الأكرم: 'الموت للعرب' و'محمد مات'. إنها حرب دينية معلنة. حدثت صدامات واشتباكات واعتداءات على الفلسطينيين والصحفيين تحت حماية الأمن الإسرائيلي في استباحة كاملة لكل معنى إنساني، أو قيمة حديثة. في أجواء محمومة من موسيقى يهودية ورقص هيستيري، ربطت الهتافات ما بين غزة والقدس، بين التهجير القسري وتهويد المدينة المقدسة. دعا 'بن جفير' المحتشدين للصلاة من أجل نجاح مهمة رئيس الشاباك الجديد المثير للجدل الجنرال 'ديفيد زيني' في اجتثاث 'أعداء إسرائيل'، قاصدا كل الفلسطينيين دون مواربة. بنص كلامه: 'أقول لرئيس الوزراء، أيها الرئيس العزيز، يجب ألا نعطيهم مساعدات إنسانية، يجب ألا نعطيهم وقودا.. أعداؤنا لا يستحقون سوى رصاصة في الرأس'. هكذا بالحرف. وحشية مطلقة، نازية بلا شبهة. لم يعد تقويض المسجد الأقصى احتمالا مستبعدا. إنه خطر ماثل في المشهد المقدسي. إننا أمام سيناريو حقيقي لا افتراضي لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه. الضعف يغري بالاستباحة ثم المزيد من الاستباحة. إذا افترضنا السيناريو الأسوأ.. ماذا قد يحدث؟! إنه نفس السؤال، الذي طرحه البابا الراحل 'شنودة الثالث'، وهو يغلق جهاز التسجيل ذات حوار بيننا: 'حاشا لله أن يحدث ذلك، لكن ماذا سوف يفعل العرب والمسلمون، إذا أقدم الإسرائيليون على قصف المسجد الأقصى، ثم يقولون إن مجنونا فعلها؟'. أجاب عن سؤاله بنفسه: 'أخشى أن يكون أقصى ما نفعله إصدار البيانات التي تشجب، وتندد وبعض المظاهرات التي تخرج ثم تتوارى بالوقت'. كان ذلك استشرافا مبكرا لتبعات التواطؤ العربي شبه المعلن على القضية الفلسطينية. لم تكن مصادفة أن تحمل عملية السابع من أكتوبر (2023) اسم 'طوفان الأقصى'. استدعت تلك التسمية قوة الرموز في الوجدان العام، رغم أن العملية نفسها جرت وقائعها في غلاف غزة لا القدس. 'إن الأقصى معنى كبير قبل أن يكون معلما خالدا بالنسبة لنا جميعا، فهو الحسنيان معا، إذا جازت الاستعارة، فهو تاريخ القداسة، وهو قداسة التاريخ'- بتعبير الأستاذ 'محمد حسنين هيكل'. إذا لم تكن هناك إرادة مقاومة من داخل القدس المحتلة تتصدى لحرمة المسجد وباحاته بقصد تقسيمه زمانيا ومكانيا، فإن أسوأ السيناريوهات حادثة لا محالة. الداخل الفلسطيني هو مفتاح الموقف في الصراع على مستقبل الأقصى. كان ذلك فحوى رسالة كتبها عام (2007) إلى شيخ الأقصى 'رائد صلاح'، الذي علا صوته وقتها محذرا من انهيار مفاجئ في بنيان الأقصى جراء حفريات، اقتربت من عمقه تحت المنطقة المسماة الكأس بين المسجد وقبة الصخرة، يليها هدم غرفتين تقعان في حائط البراق طالبا دعما سياسيا من 'رمزنا الإعلامي الأكبر'. كان من رأي 'هيكل': 'القضية تتعدى أي شخص وأي مؤتمرات صحفية قد يعقدها، فللكلمات طاقتها وحدودها، التي لا تستطيع تجاوزها إذا لم تستند إلى موقف سياسي شعبي واسع من داخل الأرض المحتلة نفسها، فقد شاءت الأقدار أن يتحملوا هم ــ قبل غيرهم وفي مقدمة الصفوف ــ عبء الدفاع عن المسجد الأقصى'. الحقيقة الماثلة الآن، أن الفلسطينيين، في غزة بالذات، أعطوا ما فوق طاقة أي بشر على التحمل والعطاء بلا أي سند عربي يعتد به. حاربوا وعانوا التقتيل والتجويع بمفردهم. كان ذلك داعيا لاستباحات أخرى وصلت إلى تهديد المسجد الأقصى بالهدم، كما لم يحدث من قبل منذ سقوط القدس. في ذلك اليوم البعيد من يونيو (1967)، الذي يحتفل به اليهود المتطرفون بمسيرات أعلام، تسب العرب والمسلمين، لخص الشاعر الفلسطيني 'محمود درويش' مشاعره ومخاوفه بقطعة نثرية، احتفظت بها ذاكرة الزمن: 'تخرج فلسطين منك بلا وداع. كنت في المخبأ معلقًا على حبل الفارق بين يومين لا يتشابهان. ليسكت الوطن قليلًا. لقد وقعت الخصومة بينك وبين الحياة ذاتها. يأخذك الزلزال ويطرحك أرضًا، عادوا إلى أورشليم: الجنرال، والكاهن، والزانية. لن نخرج من هنا إلى الأبد. نفخوا في الصور وصلوا ودقوا رؤوسهم بحجارة الحائط القديم، حتى سالت دماؤهم. لا حرب بلا دماء، ولم يخسروا دمًا كثيرًا في الحرب، فليعلنوا ثمن الحرب تطوعًا وتبرعًا لحجارة الهيكل. تسمع أصواتهم عبر الراديو. لقد وصلوا إلى الحرب عبر جثث أهلك التي لم تدافع عن نفسها. العنف مرة أخرى. العنف يعلن جدارته. وبدعاوى الحق لا تأخذ شيئاً، ولا تستطيع الاحتفاظ بشيء. أنت لا تبكي، عادة، ولكن سقوط القدس يعني سقوط الدموع. توقظك صلواتهم، ترفع ستار نافذة المخبأ، بعد يومين، فيجتاحك شلال الضوء الزاحف من حيفا التي كانت غارقة في التعتيم الكاذب… لم تر ناسًا، قبل اليوم، قادرين على الفرح الوحشي بمثل هذه الطاقة. دقات طبول وصفارات أطفال وأضواء كثيرة. لم يفرحوا بسقوط القدس والضفة وسيناء والجولان، كما يعلنون أفراحهم الآن. لقد سقط عبد الناصر'. كان ذلك قبل حرب الاستنزاف ورفع راية التحدي مجددا. إذا ما نالت إسرائيل من المسجد الأقصى، فإنها حرب الألف عام. لن يبقى حجر على حجر في المنطقة بأسرها. النظم كلها سوف تتداعى وتسقط عنها أية شرعية مفترضة. الاغتيالات سوف تتمدد في كافة أرجاء العالم، والأثمان سوف تكون مروعة بأكثر من أي توقع. الإدانات الإنشائية لا تصلح. السؤال الحقيقي: أين المواقف التي تخيف وتردع؟!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store