
مخيمات تندوف على صفيح ساخن: أزمة داخلية حادة وتراجع التأييد الخارجي
تتسع الهوة بين القيادة وقاعدتها الشعبية، في ظل اضطرابات أمنية وتوتر اجتماعي داخل المخيمات، ما يثير الشكوك حول قدرة التنظيم على المحافظة على تماسكه الداخلي، حجم هذه الانتقادات وتوقيتها يكشفان تآكلا متزايدا في شرعية القيادة، خصوصا مع غياب رؤية استراتيجية واضحة وعجز عن تقديم بدائل حقيقية للساكنة، بينما تتجه الساحة الإقليمية والدولية نحو دعم تسوية سياسية تخدم مصالح المغرب.
تداولت الأوساط الصحراوية مؤخرا عريضة وقعها أكثر من 150 ناشطا داخل المخيمات، تنتقد القيادة بشدة، متهمة إياها بالعجز عن معالجة الأوضاع المتدهورة، ومطالبة بتغيير جذري وتوسيع المشاركة السياسية.
في المقابل، أشار قيادي بارز إلى تراجع معنويات الجبهة، وضعف آليات العمل وانعدام التنسيق الميداني، مع فراغ في الخطاب السياسي وانهيار منظومة التعبئة، في وقت تظهر فيه القوات المغربية صلابة في حماية الحدود.
وداخل المخيمات، يرتفع السخط الشعبي بشكل غير مسبوق، مع اعتراف جماعي بصعوبة استمرار مشروع 'ميت' يعيد إنتاج نفس الفشل المتكرر على مدى خمسة عقود. تصريحات القياديين داخل الجبهة تبدو وكأنها محاولة لاستباق الأوضاع وتحضير الأرضية لمؤتمر تنظيمي، لكنها لا تحمل حلولاً واقعية، وتعكس صراعات داخلية على الزعامة.
تزامن هذه الأحداث مع تراجع الاعتراف الدولي بالبوليساريو، وتنامي الدعم الدبلوماسي والسياسي لمقترح الحكم الذاتي المغربي، الذي بدأ يكتسب أرضية شعبية كبيرة في صفوف الصحراويين، لما يوفره من أمن واستقرار وكرامة بعد سنوات من التهجير والمعاناة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يا بلادي
منذ 4 ساعات
- يا بلادي
مركز مغربي يطالب إسبانيا بالتحقيق في الأعمال الإرهابية لجبهة البوليساريو
DR في المغرب، دعا المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية السلطات الإسبانية إلى فتح تحقيق برلماني بشأن الهجمات الإرهابية التي نفذتها جبهة البوليساريو ضد مدنيين وبحارة إسبان. وأوضح المرصد في رسالة موجهة إلى رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، ورئيسة مجلس النواب، فرانسينا أرمنغول، ووزيرة الدفاع، مارغريتا روبليس، ووزير الخارجية، خوسيه مانويل ألباريس، أن هذه الهجمات، التي تؤكدها شهادات الضحايا وعائلاتهم، أودت بحياة عدد من البحارة المدنيين الإسبان والمغاربة وتسببت في إصابات أخرى، إضافة إلى اختطاف واحتجاز بعضهم في مخيمات تندوف. واعتبر المركز أن هذه العمليات، التي نُفذت بأسلحة ثقيلة، تندرج ضمن التعريف الدولي للإرهاب، ما يستدعي إعادة تقييم رسمي لتلك الفترة. وتأتي هذه الدعوة بعد النداء الذي وجهه المرصد في 11 غشت، مطالبا جميع الدول باعتماد نهج مشابه للكونغرس الأمريكي في ما يتعلق بتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية. 300 ضحية إسبانية تنتظر الاعتراف في أبريل الماضي، قدم النائبان الأمريكيان جو ويلسون (جمهوري) وجيمي بانيتا (ديمقراطي) مشروع قانون بهذا الخصوص، رغم أن البوليساريو لم تتسبب سوى في مقتل خمسة مواطنين أمريكيين، وفق ما ذكره روبرت غرينواي، مدير مركز أليسون للأمن القومي في مؤسسة هيريتاج المؤثرة داخل الحزب الجمهوري. ورغم أن الهجمات التي نفذتها البوليساريو ضد إسبانيا خلال السبعينيات والثمانينيات تبقى موضوعا شبه محظور، بخلاف تلك التي ارتكبتها منظمة إيتا الباسكية أو حركة تقرير المصير واستقلال جزر الكناري (MPAIAC) التي أسسها أنطونيو كوبييو في الجزائر، أو حتى الجماعات الجهادية، فإنها تبدو محل تساهل من جانب جزء من الطبقة السياسية والإعلام الإسباني. يُشار إلى أن القانون 29/2011، المنشور في الجريدة الرسمية الإسبانية في 22 شتنبر2011، ينص على "تكريم ضحايا الإرهاب والتعبير عن التزام دائم تجاه جميع من عانوا أو قد يعانون منه"، معتبرا ذلك "إشارة اعتراف واحترام، وواجب تضامن، وجهدا مشتركا لتعويض الضحايا وعائلاتهم". غير أن ضحايا إرهاب البوليساريو يؤكدون أنهم "مهمشون ومتروكون" من قبل السلطات العامة، وفق ما نددت به جمعية ضحايا الإرهاب الكنارية (ACAVITE) في فبراير 2024. وأعربت الجمعية حينها عن أسفها لضعف الدعم المالي الذي تتلقاه من السلطات، في وقت تستفيد فيه أنشطة البوليساريو من تمويل سخي، ووصفت ذلك بـ"ازدواجية المعايير الفاضحة". وتقدر الجمعية، التي تأسست عام 2006، عدد ضحايا هجمات البوليساريو بنحو 300 ضحية ما زالوا ينتظرون اعترافا رسميا.


تليكسبريس
منذ 19 ساعات
- تليكسبريس
صفعة بريطانية جديدة للمرتزقة.. وفد البوليساريو يعود من لندن خاوي الوفاض
في محاولة يائسة لثني المملكة المتحدة عن موقفها الداعم لخطة الحكم الذاتي المغربية، أرسلت جبهة البوليساريو الانفصالية المدعومة من الجزائر، مؤخرا، وفدا إلى لندن. جاء ذلك، بعد انضمام المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء غربيين آخرين في دعم سيادة المغرب على صحرائه. و كانت المملكة المتحدة أعربت عن دعمها الواضح لخطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب، باعتبارها 'الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وواقعية لتسوية النزاع'. و وجه دعم المملكة المتحدة للمغرب ضربة قوية لرهان البوليساريو الكبير على حكومة حزب العمال الجديدة برئاسة ستارمر لتغيير موقفها، لكن آمال دمية الكابرانات تبددت أمام الواقع المرير. وأرسلت البوليساريو وفدا يتقدمه ما تسميه بـ'وزير خارجيتها' محمد يسلم بيسط، لعقد لقاء مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هاميش فالكونر، لكن الاجتماع لم يسفر عن النتائج التي توقعها الانفصاليون المدعومون من الجزائر. في بيانها الصحفي، استخدمت جبهة البوليساريو عبارات مبهمة مثل 'الالتزام بالمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة' و'احترام حقوق الإنسان وحقوق الشعوب'، دون الإشارة إلى أي تغيير في الموقف الرسمي للمملكة المتحدة. و تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية البريطانية لم تصدر أي بيان ورفضت الإدلاء بأي تعليق، مشيرة إلى أنه كان مجرد اجتماع بروتوكولي وليس اجتماعا سياسيا حاسما. و عادت البوليساريو إلى ديارها دون أن تتلقى أي دعم، في الوقت الذي يتجه فيه الكونغرس الأمريكي لتصنيف الجماعة الانفصالية منظمة إرهابية أجنبية، بسبب هجماتها الإرهابية القاتلة وعلاقاتها مع دول راعية للإرهاب مثل إيران ووكلائها المتطرفين.


تليكسبريس
منذ 19 ساعات
- تليكسبريس
مخيمات تندوف على صفيح ساخن: أزمة داخلية حادة وتراجع التأييد الخارجي
تشهد جبهة البوليساريو حالة من التوتر والاضطراب الداخلي الحاد، ما يضع مستقبل مشروعها الانفصالي أمام تحديات خطيرة، الانتقادات العلنية المتزايدة لأداء القيادة، خاصة من داخل مخيمات تندوف، كشفت عن انقسامات عميقة بين أعضاء اللجنة المركزية حول جدوى الاستمرار في النهج الحالي وأحقية الترشح للمناصب القيادية، هذه الأصوات المنتقدة تجلت من خلال عرائض موقعة من نشطاء من داخل المخيمات وتصريحات قياديين يتحدثون عن ضعف المعنويات وغياب الخطط الفعالة. تتسع الهوة بين القيادة وقاعدتها الشعبية، في ظل اضطرابات أمنية وتوتر اجتماعي داخل المخيمات، ما يثير الشكوك حول قدرة التنظيم على المحافظة على تماسكه الداخلي، حجم هذه الانتقادات وتوقيتها يكشفان تآكلا متزايدا في شرعية القيادة، خصوصا مع غياب رؤية استراتيجية واضحة وعجز عن تقديم بدائل حقيقية للساكنة، بينما تتجه الساحة الإقليمية والدولية نحو دعم تسوية سياسية تخدم مصالح المغرب. تداولت الأوساط الصحراوية مؤخرا عريضة وقعها أكثر من 150 ناشطا داخل المخيمات، تنتقد القيادة بشدة، متهمة إياها بالعجز عن معالجة الأوضاع المتدهورة، ومطالبة بتغيير جذري وتوسيع المشاركة السياسية. في المقابل، أشار قيادي بارز إلى تراجع معنويات الجبهة، وضعف آليات العمل وانعدام التنسيق الميداني، مع فراغ في الخطاب السياسي وانهيار منظومة التعبئة، في وقت تظهر فيه القوات المغربية صلابة في حماية الحدود. وداخل المخيمات، يرتفع السخط الشعبي بشكل غير مسبوق، مع اعتراف جماعي بصعوبة استمرار مشروع 'ميت' يعيد إنتاج نفس الفشل المتكرر على مدى خمسة عقود. تصريحات القياديين داخل الجبهة تبدو وكأنها محاولة لاستباق الأوضاع وتحضير الأرضية لمؤتمر تنظيمي، لكنها لا تحمل حلولاً واقعية، وتعكس صراعات داخلية على الزعامة. تزامن هذه الأحداث مع تراجع الاعتراف الدولي بالبوليساريو، وتنامي الدعم الدبلوماسي والسياسي لمقترح الحكم الذاتي المغربي، الذي بدأ يكتسب أرضية شعبية كبيرة في صفوف الصحراويين، لما يوفره من أمن واستقرار وكرامة بعد سنوات من التهجير والمعاناة.