
اسماعيل الشريف يكتب : ميليكوفسكي.. حساب الكرامة... بانتظار تصفيته
«هزيمة الصلف والغرور على يد الأسود، إذ رغم أنه في يدهم القليل من السلاح، إلّا أنّ في قلوبهم العميق من الإيمان بالله والوطن.» الملك الحسين بن طلال رحمه الله.
ذكّرني مجرم الحرب البولندي ميليكوفسكي المعروف باسم بنيامين نتن ياهو ، وهو ينفش ريشه ويتباهى بغرور بمشروع «إسرائيل الكبرى» وكأن لا قوة في الوجود تقف في وجهه، بتصريحات قادة الصهاينة قبيل معركة الكرامة الخالدة في آذار 1968. فكما يتوهّم نتن ياهو اليوم بعد أن انتصر على معظم خصومه، انتشى أولئك القادة غرورًا عقب انتصارهم على سبعة جيوش عربية في حرب حزيران 1967، وظنّوا كما يظن هو الآن أن الحرب ليست سوى نزهة.
آنذاك، خرج وزير الدفاع الصهيوني الشهير موشيه ديان، المخمور بنشوة انتصار حزيران، بتصريح متغطرس عشية معركة الكرامة، دعا فيه الصحفيين لشرب الشاي في عمّان احتفالًا بالنصر المبكر، وكأن النصر في جيبه. ولم يُخفِ قادة العدو أهداف تلك الحرب التي صوّروها نزهة، والمتمثلة في ردع العمل الفدائي في الأغوار، واستعراض قوتهم لبثّ الرعب في قلوب العرب، وتكريس انتصارهم في حرب حزيران، والسيطرة على منطقة الأغوار. غير أنّها لم تكن نزهة قط؛ إذ تصدّى لهم الجيش العربي الأردني ببسالة، وألحق بهم خسائر فادحة، ودحرهم تاركين دباباتهم وعتادهم في أرض المعركة، وسطّر أبطال الجيش صفحات مشرّفة من البطولة، لتكون صفعة مدوّية هزّت غرورهم وكبرياءهم.
وكان من الأهداف التكتيكية للمعركة اعتقال رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، المرحوم ياسر عرفات، حيث شُكّلت وحدة خاصة باسم «سيريت مانكل» بقيادة الضابط آنذاك بنيامين نتن ياهو. وقد توغّلت هذه الوحدة داخل الأراضي الأردنية، لكن الجيش العربي الباسل تصدّى لها بشجاعة نادرة، وألحق بها خسائر جسيمة، فيما أصيب نتنياهو بعدة جروح قبل أن يلوذ بالفرار، يجرّ أذيال الخيبة والعار.
لذلك أقول: إن بيننا وبين مجرم الحرب نتن ياهو حسابًا لم يُصفَّ بعد. فإذا كان أبطالنا في معركة الكرامة كمشهور الجازي، وحابس المجالي، وشفيق جمعان، ورفاقهم وشهداؤنا الأبطال سالم الخصاونة، وعبد القادر اللوما، ومحمد وهويمل الزبن، ورفاقهم، قد أدوا واجبهم بشرف، فإن أبناءهم وأحفادهم اليوم يترقبون ساعة المواجهة، متوثّبين لقتال الصهاينة، وصون ثرى الأردن، وإغلاق هذا الحساب مع نتن ياهو إلى الأبد. ولسان حالهم يصدح: «نحن بانتظارك شرق النهر، بفارغ الصبر وعزيمة النصر!»

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
المواسم ومصائد المغفلين
في مواسم الحصاد ينصُب هواة صيد الطيور فخاخهم في حقول القمح والشعير لاصطياد تلك الطيور، وتقع هذه الطيور في المصائد وهي تجوب تلك الحقول لتواصل دورة الحياة. أما المواسم التي أقصدها فهي مواسم مختلفة، والصيد فيها مختلف أيضا، وتتكرر في أوقات معلومة نحو مواسم التشكيل والتعديل الوزاري، وتشكيل مجلس الأعيان، وموسم الانتخابات النيابية، وهي بلا شك استحقاقات دستورية وقانونية وديمقراطية، لكنها في عين الوقت مواسم للمزادات والمزايدات، وتطرح فيها عناوين كثيرة وطموحة، وتختلف هذه العناوين من منطقة لأخرى، أما في منطقتي التي أقطن فيها فالقضية الأبرز التي تداعب آمال عامة الناس، وتغازل مشاعرهم وتلامس وجدانهم فهي قضية الواجهات العشائرية... في تلك المواسم يتسابق الكثيرون لعقد الاجتماعات، ورفع السقوف التي قد تصل للخروج إلى الشارع كما لاحظت في بعضها، ويهرق من الوقت والمداد الكثير، وينشغل الناس أياما عديدة، وتصبح حديث من لا حديث له، وأحيانا من لا صفة له... فإذا ما انتهت المواسم، وطارت الطيور بأرزاقها أغلق كل عليه بابه، وجلس في محرابه، وانتبذ الناس مكانا قصيا، ولم يكلف نفسه عناء الرد، وآيته في ذلك أن لا يكلم اليوم إنسيا، من فاز أو لم يفز في تلك المواسم الجميع سواسية. مختصر القول أن لا أحد بعد اليوم سيصدق كثيرا-حتى لا أعمم- من دعاة المطالبة بالحقوق المهضومة، والمظالم المتقادمة، وهذا شيء طبيعي؛ فلا يلدغ العاقل من جحر ألف مرة، رحم الله أباءنا فقد عاشوا قبلنا على هذه الأحلام الخادعة، ولعل من حق الناس أن يتبصروا كي لا ينخدعوا ويسقطوا في مصائد المغفلين أكثر من ذلك، وعلينا أن نعي ذلك تماما، وان لا نسمح لأحد باللعب في عقولنا واستغلال حاجتنا، فهذا الموضوع يجب أن يكون بعيدا عن أي دعاية لأي موسم، وبعيدا عن الاستثمار السياسي فيه من قبل كائن من كان... وإن كانت ثمة مطالبة فمن خلال مواطنين عاديين ليس لهم أي صفة رسمية أو طموحات مستقبلية وبمعنى آخر الحركة الاجتماعية العفوية وبالطرق المشروعة التي لا تصطدم بالقوانين والأنظمة المرعية، ولا أنكر أن هناك جهودا مخلصة صادقة يمكن البناء عليها.


صراحة نيوز
منذ ساعة واحدة
- صراحة نيوز
شباب البناء الوطني مع القرار الوطني قلباً وقالباً
صراحة نيوز- اعتبر شباب حزب البناء الوطني أن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم خطوة وطنية استراتيجية تعكس الثقة الكبيرة التي توليها القيادة الهاشمية للشباب الأردني ودورهم الفاعل في حماية الوطن وبناء مستقبله. فخدمة العلم ليست مجرد التزام رسمي، بل هي مدرسة وطنية متكاملة تصقل شخصية الشباب، وتغرس فيهم قيم الانتماء والتضحية والولاء، وتعدهم لمواجهة التحديات بعزيمة وإرادة صلبة. وتوفر برامج التدريب والتأهيل مسارات حقيقية للريادة والمبادرة، وتعمّق العلاقة بين الشباب ومؤسسات الدولة، وتفتح أمامهم آفاق الابتكار والعطاء. وفي هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الأردن والمنطقة، يؤكد هذا القرار أن الشباب هم عماد النهضة وحصن الوطن المنيع، وأن استثمار طاقتهم واجب وطني قبل أن يكون خياراً تنموياً. لذلك، يعلن شباب البناء الوطني وقوفه الكامل خلف القيادة الهاشمية، ويدعو كل شباب الأردن لاستقبال هذه الفرصة بروح المسؤولية والفخر والانتماء، ليكونوا نموذجاً مشرقاً في الولاء والعطاء، وحفظ الله الأردن وشبابه منارة للعز والمجد وضماناً لمستقبل مشرق.


أخبارنا
منذ 2 ساعات
- أخبارنا
عشيرة الشلبي: كلنا جنود لجلالة الملك وخدمة العلم شرف عظيم
أخبارنا : عمان/ محمود كريشان اصدرت رابطة عشيرة الشلبي في المملكة الأردنية الهاشمية بيانا جاء فيه: بسم الله الرحمن الرحيم نحن أبناء عشيرة الشلبي في كل محافظات الأردن، نعلنها عالية مدوّية: ولاؤنا مطلق، وانتماؤنا راسخ، ووفاؤنا أبدي لقيادتنا الهاشمية المظفرة. ونؤكد بكل فخر تأييدنا لرؤية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد المفدى، بإعادة تفعيل برنامج خدمة العلم، برنامج الرجولة والانتماء وصقل الشخصية الأردنية الأصيلة. يا حسين… لينا وحقك علينا، أبشر سيدي… إحنا أول من يلبّي، أول من يوقف صف واحد، أول من يرسل أبناؤه لخدمة العلم، وكلنا جنود لأبي الحسين المفدى، سيوف للوطن، وحماة للعرش، وحراس للكرامة. عهدنا ثابت: الأردن فوق الكل… والهاشميين عزنا وكرامتنا. أبشر يا ولي العهد، إحنا على العهد والوفا، نذود عن الأردن، ونحمي أرضه، ونبقى أوفياء للراية الهاشمية الخفاقة. وكلنا نقولها بصوت واحد: كلنا ابا حسين… كلنا الأردن رابطة عشيرة الشلبي في المملكة الاردنية الهاشمية ١٨ / ٨ / ٢٠٢٥