
"القوات" ترفع اللهجة بوجه سلام وعون... فهل تنسحب من الحكومة؟ مصدر "قواتي" لـ"الديار": إذا لم يسمعونا سنستمرّ بالإعتراض أكثر فأكثر
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
وجه حزب "القوات اللبنانية" عبر بيان عن تكتله النيابي وهيئته التنفيذية امس، انتقادا صريحا وواضحا للحكومة بشأن القرارين المتعلقين بفرض ضريبة جديدة وزيادة اسعار المحروقات، وعدم شمول المنحة المالية الاسلاك الادارية، اسوة بالسلك العسكري. وطالب بوقف نفاذ القرار الاول، معتبرا انه "من غير المقبول تحميل اعباء اضافية، في ظل هدر بمئات ملايين الدولارات، ان لم يكن بضعة مليارات، بسبب عدم ضبط الجمارك وعدم تحقيق الجباية المطلوبة للضرائب الموجودة اصلا".
واللافت ان هذا الانتقاد المباشر ورفع الصوت واللهجة بوجه الحكومة ومجلس الوزراء، ترافق في اليوم نفسه مع تصريح شديد اللهجة لاحد ابرز قياديي "القوات" رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان عن التعيينات والتشكيلات القضائية المزمع اقرارها، على ضوء تسريب عدد من اسماء القضاة المشكلين .
وجاء موقف عدوان التصعيدي غداة إعلان رئيس الجمهورية عن "ان التشكيلات القضائية ستصدر قريبا، وسنتابع فتح ملفات الفساد"، الامر الذي فسرته مصادر سياسية مطلعة بانه رسالة اعتراضية مسبقة من "القوات" موجهة لمجلس الوزراء ولرئيس الجمهورية، لا سيما عندما اكد عدوان "ان درس التشكيلات والتعيينات القضائية، يتم حصرا في مجلس القضاء الاعلى وليس بمراجعة المرجعيات"، منتقدا عددا من الاسماء المتداولة بقوله انها "استرجاع للطريقة الماضية في التعيينات والتشكيلات".
وبرأي المصادر ان بيان قيادة "القوات" وتصريح عدوان يشكلان رسالة اعتراضية واضحة ليس الى الحكومة فحسب، بل ايضا الى العهد والرئيس جوزاف عون. وتضيف المصادر"ان هذين الموقفين الصادرين في يوم واحد، يعكسان توجه "القوات" نحو زيادة الخطاب الاعتراضي والمعارض لاحقا للحكومة وللعهد معا، وربما يتطور تدريجا في المرحلة المقبلة الى افتراقها عن الحكومة، والجنوح اكثر بالابتعاد عن العهد".
ويقول مصدر وزاري ان قرار زيادة سعر البنزين والمازوت وافق عليه مجلس الوزراء بالاجماع، من دون اي اعتراض او تحفظ من وزراء "القوات"، الامر الذي يتناقض مع بيانها امس. ويضيف المصدر ان اجماع مجلس الوزراء، جاء في ضوء مطالبة وزير المال ياسين جابر بذلك، والاتصال بوزير الطاقة "القواتي" في الخارج الذي وافق على القرار ولم يعارضه. ويقول المصدر ان الموقف الذي صدر عن قيادة "القوات" وتكتلها النيابي امس، كان من المفترض ان يترجمه وزراؤها في مجلس الوزراء، لكن هذا الامر لم يحصل، فجاء بيان الامس بمثابة موقف استدراكي، ربما يتجاوز حدود قراري مجلس الوزراء .
ومنذ فترة غير قصيرة صدرت عن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع انتقادات عديدة مباشرة او غير مباشرة لاداء الدولة، لا سيما تجاه موضوع سلاح حزب الله، كما انتقد الرئيس عون لسلوكه مسار الحوار في التعاطي مع السلاح، متهما اياه بانتهاج "سياسة ابو ملحم" تجاه هذا الموضوع. وقال في حديث آخر "لا داعي لاي حوار على تسليم سلاح حزب الله، لانه مجرد مضيعة للوقت". ويعكس هذا الموقف برودة العلاقة بينه وبين رئيس الجمهورية، لا سيما انها لم تشهد منذ ما قبل انتخاب الرئيس عون وبعده، تطورا ايجابيا لافتا. كما يعكس بطبيعة الحال الخلاف في النهج والسياسة بين الرجلين .
وبرأي مصدر سياسي ان التباين بين الرئيس عون وجعجع ليس مرده عدم وجود كيمياء بين الرجلين فحسب، وانما لاسباب عديدة تتعلق باختلاف في الرؤية السياسية، واسلوب التعاطي مع الكثير من الملفات والقضايا المطروحة .
وعلى محور الحكومة يرى المصدر ان هناك اسبابا عديدة لارتفاع الصوت "القواتي" بوجهها، ابرزها رغبة "القوات" في التملص والتخلص من اعباء القرارات الحكومية غير الشعبوية ومنها ما حصل بالنسبة لزيادة سعر المحروقات، وممارسة الضغوط على رئيس الحكومة ايضا لاخذ مزيد من المواقف المتشددة تجاه حزب الله تحاكي موقفها، وربما ايضا التحضير للمرحلة التي لا يستبعد ان تتخذ فيها قرار الافتراق او الخروج من الحكومة، لا سيما في الشهور التي تسبق الانتخابات النيابية، لكي لا تتحمل اعباء فشل او عدم نجاح الحكومة في تحقيق انجازات مهمة، ولا تدفع ثمن ذلك في الاستحقاق الانتخابي .
ويقول مصدر بارز في "القوات" للديار ردا على سؤال حول رفع الصوت ووتيرة الاعتراض بوجه الحكومة: "سنبدأ بالاعتراض، وسيكبر اعتراضنا داخل الحكومة وخارجها، واذا لم يسمعونا سنستمر بالاعتراض اكثر فاكثر، والباقي ثلاث نقاط". والمح المصدر الى "ان هذا الاعتراض قد يتطور الى حدود خروج وزراء "القوات" من الحكومة، اذا فشل الاعتراض في تصويب اداء هذه الحكومة"، لافتا "ان تكتل الجمهورية القوية كان اكد خلال جلسة الثقة بالحكومة، على انه سيدعم ويشيد بالحكومة حين تصيب وسينتقدها حين تخطىء".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 22 دقائق
- ليبانون ديبايت
سلسة لقاءات لعون... "حق الاختلاف مقدس أما الخلاف فممنوع"
شهد قصر بعبدا سلسلة لقاءات وزارية واجتماعية وإنمائية، تركزت على ملفات الشؤون الاجتماعية والصحية والاقتصادية والتحول الرقمي، إضافة إلى محطات تكريمية لرجل الأعمال شارل حنا والفنان جورج خباز. في هذا السياق، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، التي أطلعته على حصيلة عمل الوزارة خلال المئة يوم الأولى من عمر الحكومة، وأولويات المرحلة المقبلة. وقدمت السيد عرضًا مفصلًا لخطة إعادة هيكلة الوزارة، إلى جانب برنامج توسيع "أمان" ليشمل المتضررين من الأحداث الأخيرة. كما أطلعت الرئيس عون على الخطة المنجزة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، في ضوء المستجدات السورية الأخيرة. كما التقى الرئيس عون وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، الذي عرض مسودة المرسوم التطبيقي لإنشاء "الوكالة الوطنية للدواء"، تمهيدًا لرفعه إلى مجلس الوزراء. وناقش ناصر الدين مع الرئيس تفاصيل الخطة الوطنية لمكافحة السرطان، مشيرًا إلى ارتفاع التغطية الدوائية بنسبة 43 في المئة خلال الشهرين الماضيين. وتناول اللقاء أيضًا تطورات "مستشفى رفيق الحريري الجامعي"، والاتصالات الجارية مع "صندوق أبو ظبي للتنمية" لتأمين دعمه. وترأس الرئيس عون اجتماعًا وزاريًا حضره وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي كمال شحادة ووزير التنمية الإدارية فادي مكي، خصص للبحث في سبل تطوير التحول الرقمي. وجرى الاتفاق على إطلاق مشاريع نموذجية مشتركة تعزز روح التعاون بين الوزارتين، مع التشديد على أهمية التنسيق الكامل من خلال اللجنة الوزارية المختصة التي يرأسها نائب رئيس الحكومة الدكتور طارق متري. كما عرض الحاضرون نتائج مؤتمر "الحكومة الذكية - خبرات اغترابية من أجل لبنان". كما التقى الرئيس عون وزير الاقتصاد والتجارة عامر بساط، الذي عرض الاستراتيجية الاقتصادية متوسطة المدى التي تُعدّها الوزارة، والمتوقع أن تشكل القاعدة الأساسية لمؤتمر استثماري تخطط الحكومة لعقده في الخريف المقبل. واستقبل رئيس الجمهورية رئيس "الرابطة السريانية" حبيب افرام على رأس وفد من المشاركين في ندوة "إنجازات وعبر: كيف نحمي التنوع والتعدد والحريات في الشرق"، بحضور ممثلين من سوريا والعراق وفلسطين ومصر والسعودية والسويد والولايات المتحدة الأميركية وبلجيكا. وأكد افرام دعم الرابطة لعهد الرئيس عون، واضعًا إمكاناتها "في سبيل إعادة البهاء إلى مساحة الـ 10452 كلم²، غير منقوصة ولا حبة تراب". وشدد على أن "لبنان وطننا الروحي جميعًا". ورد الرئيس عون مؤكدًا أن "حق الاختلاف تحت سقف الدولة مقدس، أما الخلاف فممنوع"، مشددًا على أن لبنان سيبقى وطن الحريات وواحة التنوع، لكن ضمن الدولة ومؤسساتها. وفي محطة تكريمية، منح الرئيس عون وسام الاستحقاق اللبناني الفضي لرجل الأعمال اللبناني شارل حنا، تقديرًا لمساهماته في دعم المؤسسة العسكرية ونجاحه في الخارج، خصوصًا في الولايات المتحدة. وأشار عون إلى أن حنا "يمثل نموذج اللبناني الناجح في دول الاغتراب"، فيما شكر حنا المبادرة مؤكدًا استمراره في دعم لبنان والجيش. كما كرّم الرئيس عون الفنان جورج خباز، ومنحه وسام الاستحقاق اللبناني الفضي، "تقديرًا لعطائه الفني والثقافي الذي أغنى الساحة اللبنانية"، مهنئًا إياه على فوزه بجائزة أفضل ممثل عن فيلم "يونان" في مهرجان روتردام للفيلم العربي. من جهته، أكد خباز أن "لبنان سيبقى منارة للإشعاع الفكري والثقافي"، متعهدًا بالاستمرار في رسالته الفنية.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 41 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
الرياشي: سلاح حزب الله معطّل إقليمياً... والدور الإيراني ينحسر
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... ذكر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ملحم الرياشي ان عملية تجفيف روافد الثورة الإيرانية قد بدأت وأن سلاح حزب الله قد أصبح معطلاً على المستوى الإقليمي، مضيفاً ان زيارة وزير خارجية ايران لبيروت تأتي في اطار اعادة رسم الأولويات الإيرانية ومحاولة لترميم العلاقة مع الدولة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
تسليم السلاح على رصيف الانتظار...معالجة بعيدة من الضوء
المركزية- الكل ينتظر الكل. انه واقع حال جميع المعنيين بملف حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية في الداخل كما في الخارج. وهو ما يُفسر المراوحة التي يقبع في ظلها، على رغم اصرار العهد، حكومة ورئيساً، على تنفيذ القرار الوارد في خطاب القسم والبيان الوزاري وعدم تفويت مناسبة للتأكيد على تطبيقه. اول الاستحقاقات بعد عشرة ايام بالتمام ، يتصل ببدء تسليم السلاح الفلسطيني في ثلاثة مخيمات في بيروت. بيد ان شكوكاً كثيرة ترتسم في الافق حول امكان اقران القول بالفعل، في ضوء جملة عوامل تتداخل الى درجة التعقيد. ومع ان مخيمات بيروت، بحسب ما تفيد مصادر امنية "المركزية" لا تواجد فيها لحركة حماس والتنظيمات الاسلامية المسلحة ولا وجود لسلاح من العيار الثقيل ولا حتى المتوسط، انما الخفيف وهي بيئة فقيرة وتشكل في جزء واسع منها بؤرا للمخدرات وتجارتها ومرتعاً للمخلين بالأمن، الا ان ضبطها امنيا ينتظر قرارا سياسيا ما زال العمل جاريا لتوفيره، متوقعة ان يتأخر موعد التطبيق بضعة ايام على الارجح، اي الى ما بعد 15 حزيران بقليل. واذ تبقى مخيمات الشمال والبقاع في البداوي وبعلبك الى المرحلة الثانية، علما ان مخيم البداوي اصعب من الجليل في بعلبك، يبرز التحدي الاكبر في مخيمات الجنوب، ولاسيما في عين الحلوة، مخيم الشتات الجامع كل التناقضات الامنية والعسكرية والسياسية، وسحب سلاحه لن يكون بالسهولة التي يتوقعها البعض او بالاستناد الى مواقف تطلقها حركة فتح ورئيسها وموفدها عزام الاحمد الموجود في لبنان، انما بقرار سياسي لبناني واقليمي. وفي انتظار القرار الكبير من الداخل والاقليم بتسوية اوضاع المخيمات الفلسطينية عسكرياً، علما ان الجيش اللبناني سيتولى المهمة، وقيادته تنشط على الخطوط الاقليمية والدولية بحثا عن الدعم اللازم لتمكينه من بسط سيطرته على كامل الاراضي اللبنانية بعد سحب كل السلاح، وفي انتظار مده بالدعم لا سيما من واشنطن وعدد من الدول العربية، تبقى الانظار متجهة الى سلاح حزب الله، المجموع بنسبة 90 في المئة جنوب الليطاني، بحسب المصادر، بالتعاون بين الجيش وقوات اليونيفيل التي تجهد في تحديد مواقع مخازنه من دون اي تنسيق مع حزب الله، على ما تؤكد. وفي السياق، تكشف اوساط وزارية معنية بالشأن الامني لـ"المركزية" عن اجراءات تنفذها الحكومة من دون الاعلان عنها، اذ تفضل معالجة الملفات الامنية خصوصا الحساسة منها بعيدا من الأعلام. وتؤكد ان واشنطن وباريس راعيتي تنفيذ وقف اطلاق النار في جنوب لبنان على معرفة واطلاع بهذه التدابير، ومثلهما اسرائيل عبر لجنة الاشراف على تنفيذ الاتفاق، وان التعاون والتنسيق مستمران بين لبنان والجانبين الأميركي والفرنسي. فالاول يزود لبنان بالمعدات اللازمة لإتلاف السلاح الذي تتم مصادرته بعد ان يأخذ منه الجيش ما يناسبه. والثاني يتابع عن كثب الاتصالات السياسية في هذا الشأن. ولا يقتصر التنسيق على البلدين، بل يمتد الى قوات حفظ السلام،اليونيفيل، التي تزود الجيش بالأحداثيات حول مخازن ومستودعات السلاح والانفاق، ليعمل بدوره على دخولها والتصرف فيها وفق المقتضى. وتوضح الاوساط ان الجيش يداهم ويصادر ويتلف السلاح، الا انه يحتاج الى مساعدة تقنية لتنفيذ ذلك نظرا لحساسية ودقة بعض الاسلحة، وهو يصر على التلف خوفا من الاستخدام في ما لو تغيرت المعادلة، وفي انتظار ان يأتيه الدعم التقني الخارجي والتسهيل الداخلي المتأتي من جانب حزب الله المنتظر قرارا ايرانياً يبدو رهن نتائج المفاوضات النووية، ولو ان مواقف وزير الخارجية عباس عرقجي اوحت بليونة غير مسبوقة، تختم الاوساط بالقول" ان عام 2025 هو عام تنفيذ احتكارالسلاح اللبناني والفلسطيني والايراني بيد الدولة، فلا سلاح خارج الشرعية بعد العام 2026 ".