logo
ندوة تدعو لاستثمار الزخم الدولي المتصاعد لدعم قيام الدولة الفلسطينية ومحاسبة الاحتلال

ندوة تدعو لاستثمار الزخم الدولي المتصاعد لدعم قيام الدولة الفلسطينية ومحاسبة الاحتلال

معا الاخباريةمنذ 3 أيام
رام الله معا- نظم معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي ندوة حوارية يوم الثلاثاء الموافق 12 أغسطس تحت عنوان "مؤتمر نيويورك لحل الدولتين: فرص وتحديات"، وذلك في إطار جهوده البحثية والعلمية لمواكبة تطورات المشهد السياسي والمواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
استضافت الندوة نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور أحمد صبح، رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، و السفير عادل عطية، مدير إدارة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية، والدكتور أمجد أبو العز، الباحث في إدارة الصراعات والنزاعات في الجامعة الأمريكية.
افتتح اللواء حابس الشروف، مدير عام المعهد، الجلسة مرحبًا بالحضور ومؤكدًا على ضرورة استغلال الزخم الدولي المتزايد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مع التشديد على أهمية ترجمة المواقف الأوروبية إلى خطوات عملية. أدار الجلسة البروفيسور عوض سليمية، نائب مدير عام المعهد، بحضور نخبة من السياسيين والباحثين المهتمين، حيث تم تناول أبرز التحديات والفرص المتعلقة بمسار حل الدولتين في ظل التطورات الدولية الراهنة.
أكد الدكتور صبح على ضرورة توحيد الخطاب السياسي والأكاديمي عند تناول قضية الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن إعلان الشهيد ياسر عرفات في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 كان بمثابة إعلان قيام الدولة الفلسطينية. وأضاف أن المرحلة الحالية تستدعي العمل على تجسيد هذا الكيان في الواقع، خاصة بعد سلسلة الاعترافات الدولية التي بلغت 149 دولة، بالإضافة إلى التوقعات بزيادة الدعم خلال اجتماع الدورة الـ 81 للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل. وأوضح أن هذا الزخم الدولي جاء نتيجة للتضحيات الفلسطينية المستمرة منذ النكبة عام 1948، بما في ذلك ردا على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة.
كما أشار إلى دور الدبلوماسية الفلسطينية النشطة بقيادة الرئيس محمود عباس، والتي تمكنت من تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في المحافل الأوروبية والدولية، مستفيدة من الدعم العربي والإسلامي، خصوصاً من المملكة العربية السعودية، التي ساهمت في تعزيز الضغط الدولي لصالح الحق الفلسطيني.
واشار صبح الى اهمية انجاز ملف المصالحة الفلسطينية في هذا الظرف الدقيق بإعتباره ضرورة ملحة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه القضية الوطنية، بدءاً من مخاطر التصفية والتهجير وصولاً إلى سياسات التطهير العرقي والمذابح التي تستهدف الهوية والوجود الفلسطيني. مشدداً على أهمية توحيد الصف الفلسطيني وتعزيز الشرعية الوطنية كخطوة أساسية للتصدي للمخططات الإسرائيلية التي تقودها حكومة اليمين المتطرف. مؤكداً ان الاصلاحات الجارية في مؤسسات السلطة الفلسطينية والتحضير للانتخابات في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وخاصة المجلس الوطني الفلسطيني، ضرورة ملحة لتجديد الشرعيات الفلسطينية والتوجه لمخاطبة العالم بصوت وجسم تمثيلي واحد. وان هذه الاجراءات ليست مجرد مطلب داخلي فقط، بل هي ضرورة استراتيجية تفرضها الظروف الإقليمية والتحولات الدولية، خاصة مع تزايد الضغوط السياسية والاقتصادية من قبل حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل والتي تسعى لتقويض الحقوق الفلسطينية. ومن هنا، يجب أن تتضافر الجهود لإجراء إصلاحات شاملة في المؤسسات الوطنية، بما في ذلك التحضير لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، كجزء من عملية ديمقراطية تعكس تطلعات الشعب الفلسطيني. كما أن تعزيز الحضور الفلسطيني في المحافل الدولية من خلال برلمان يمثل كافة أطياف الشعب يعد خطوة مهمة نحو ترسيخ الوضع القانوني لفلسطين في الأمم المتحدة ومؤسساتها، مما يعزز الدعم الدولي للقضية ويضعها في موقع أكثر قوة لمواجهة التحديات المستقبلية.
من ناحيته، اشار السفير عطية إلى أن موجة الاعترافات الدولية بحقوق الشعب الفلسطيني تأتي كاستجابة طبيعية ورداً على الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وان هذه الاعترافات جاءت نتيجة لجهود دبلوماسية مكثفة ومنسقة تقودها القيادة الفلسطينية بدعم من الدبلوماسيين الفلسطينيين وشبكة واسعة من الأصدقاء الدوليين. وأضاف أن المواقف الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية شهدت تقلبات على مدار السنوات الماضية، وكانت تميل في كثير من الأحيان إلى تبني الرواية الإسرائيلية. لكن الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وما خلفته من مشاهد مأساوية، دفعت العديد من الحكومات الأوروبية إلى إعادة النظر في مواقفها، خاصة في ظل الضغوط الشعبية المتزايدة في الشارع الأوروبي. وأكد السفير أن هذا التحول في المواقف يعكس إدراكاً متزايداً لضرورة الوقوف إلى جانب الحقوق الوطنية الفلسطينية، بعيداً عن أي تواطؤ محتمل مع سياسات الاحتلال التي تُتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
وشدد السفير ان الخطاب الدبلوماسي الفلسطيني حول العالم يشدد ويدعو دائماً على وجوب وقف حرب الابادة الجماعية وإلزام اسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة باعتبارها جزء لا يتجزأ من الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967، ووجوب الاسناد الفوري الاغاثي والطبي والانساني لأهلنا في قطاع غزة. مضيفاً ان الدبلوماسية تعمل بفعالية لكشف الاهداف الحقيقة لحكومة اليمين المتطرف والتي تتذرع بالإفراج عن الاسرى الاسرائيليين كما يدعي، وان الهدف الاساسي هو سرقة الارض والاستيلاء عليها، تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية. وان الدبلوماسية الفلسطينية تنخرط في كل النقاشات والاجتماعات الدولية عبر العالم لشرح سياسات اسرائيل وفضح جرائمها بحق الشعب الفلسطيني امام شعوب العالم. مع التركيز على تعرية الرواية الاسرائيلية السائدة في اوروبا. مضيفا، ان معظم الشعوب الاوروبية وحكومات وبرلمانات هذه الدول باتت على قناعة ان اسرائيل دولة معتدية تحاول ان تعيش دور الضحية عبر العصور وهي في الاساس تمارس دور الجلاد والوحش.
مؤكدا ان الاعتراف بدولة فلسطين قولا وفعلاً يساعدنا في استكمال اجراءات مقاضاة اسرائيل ومحاسبتها في المحاكم الدولية الى جانب المحاكم المحلية داخل اوروبا. بالإضافة الى الدفع نحو قطع كل اشكال التعاون بين اوروبا واسرائيل بما فيها وقف تدفقات السلاح الذي تستخدمه اسرائيل في قتل ابناء شعبنا. ووجوب فرض نظام عقوبات شامل على اسرائيل باعتبارها دولة لا تلتزم بالقانون الدولي والقانون الدولي الانساني وتعادي منظومة القيم والاخلاق الانسانية السائدة في العالم. وهذا يدفع نحو تجميد عضويتها بالكامل في الامم المتحدة.
شهدت الدبلوماسية الرقمية تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت الحراكات الشعبية العالمية، لا سيما في أوروبا، تؤثر بشكل مباشر على السياسات الدولية. وأشار الدكتور أمجد أبو العز إلى أن هذه الحراكات بدأت تحقق نتائج ملموسة، مع تصاعد الأصوات الأوروبية التي تطالب بمراجعة العلاقات التجارية والاقتصادية مع إسرائيل، بالإضافة إلى دعوات لحظر تصدير السلاح إليها وتحذيرات من إمكانية فرض المقاطعة والحصار. وأكد الدكتور أبو العز أن هذه التحولات لم تكن لتحدث لولا الزخم الشعبي الذي تجلى في المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية مثل الطرق على الطناجر في شوارع أوروبا والعالم. كما أبرز دور القاعدة الجماهيرية للأحزاب الحاكمة التي ضغطت من خلال التجمعات والاحتجاجات الجماعية بضرورة الالتزام بالمواقف الأخلاقية والسياسية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تحقيق استقلاله الكامل.
أكد أبو العز على أهمية الاستفادة من التطور الرقمي المتسارع لإنشاء منصات إلكترونية فعالة تهدف إلى إيصال الصوت الفلسطيني إلى العالم بأسره. وشدد على ضرورة استخدام كافة الوسائل التقنية الحديثة لنشر الحقائق، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو وشهادات الناجين من الحرب في قطاع غزة، بالإضافة إلى توثيق معاناة الأطفال وكبار السن الذين تأثروا بآلة الحرب الإسرائيلية. وأشار إلى أن هذه الجهود تمثل جزءًا أساسيًا من مواجهة الرواية الإسرائيلية التي تسعى إلى تزييف الحقائق، خاصة في ظل انكشاف العديد من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وأكد أن توثيق هذه الانتهاكات ونشرها بلغات متعددة يعتبر خطوة ضرورية لفضح سياسات التطهير العرقي والإبادة التي تتبعها إسرائيل، ولتعزيز التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية في مواجهة الظلم المستمر.
أكد الحضور في نهاية الجلسة أن الاعترافات الدولية وخاصة الاوروبية المتزايدة بدولة فلسطين تمثل خطوة استراتيجية تعكس تحولاً واضحاً في مواقف العديد من الدول تجاه القضية الفلسطينية. وأشاروا إلى أن هذه الاعترافات ليست مجرد ردود فعل مؤقتة أو مواقف سياسية عابرة، بل هي دليل على وعي دولي متنامٍ بالواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي ووجوب حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية المشروعة غير لقابلة للنقض والتي اقرتها القوانين الدولية ومقررات الامم المتحدة. وشددوا على أهمية البناء على هذه الإنجازات الدبلوماسية والعمل على تحويلها إلى خطوات عملية تسهم في تحقيق الأهداف الوطنية، بما يشمل تعزيز الدعم الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني وتكريس الاعتراف بالقدس الشريف كعاصمة للدولة الفلسطينية. وأوضح الحضور أن هذه التطورات تمثل بداية مشجعة في أوروبا، لكنها ليست نهاية المطاف، حيث يتطلب الأمر مواصلة الجهود الدبلوماسية والتنسيق المستمر مع الدول والمؤسسات الدولية لدعم القضية الفلسطينية وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس الاستخبارات السابق: نتنياهو جبان ورئيس الأركان مصاب بالبارانويا
رئيس الاستخبارات السابق: نتنياهو جبان ورئيس الأركان مصاب بالبارانويا

معا الاخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • معا الاخبارية

رئيس الاستخبارات السابق: نتنياهو جبان ورئيس الأركان مصاب بالبارانويا

تل أبيب- معا- كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، أهارون حاليفا، عن تفاصيل جديدة تتعلق بفشل السابع من أكتوبر، وذلك في تسجيلات لمحادثات أجراها مؤخراً وبُثت حصرياً الليلة في برنامج "أولبان شيشي" في "القناة 12" العبرية. حاليفا اعترف بالمسؤولية، وهاجم القيادة السياسية والعسكرية، قائلاً إنها يجب أن تذهب إلى بيوتها حتى "تنمو القمح من جديد". المسؤولية والشائعات في التسجيلات، قال حاليفا: "من يختار الذهاب إلى مناصب قيادية يعرف أن لقراراته نجاحات كبيرة وفشلًا كبيراً. أنا تحملت المسؤولية. لمثل هذا الحدث المأساوي والتاريخي، ومثل هذه الكارثة الوطنية، توجد مسؤولية كافية للجميع. لا يمكنك أن تقول إن القدوة هي قيمة، وتضعها كملصق على الحائط، بينما سلوكك ليس كذلك". وشدد على أن الفشل ليس مسألة "غطرسة وغرور"، بل هو أعمق من ذلك. إنه يتعلق بمسؤولية "ثقافة تنظيمية على مدى سنوات، وتصور يقول: نحن دولة إسرائيل، لدينا استخبارات قوية جداً... لدينا قوة عسكرية قوية جداً... لدينا كل شيء، وعدونا مردوع". وأضاف أن هذا التصور تعزز بالسماح بدخول "الأموال القطرية". تقييم القادة تحدث حاليفا عن مسؤولية رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي قائلاً: "هل تظنون أن هرتسي مهمل؟ هرتسي ليس شخصاً مهملاً. هرتسي مصاب بالبارانويا، أعرفه منذ أن كان صغيراً، وهو مصاب بالبارانويا لدرجة مخيفة". وعن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال: "هو شخص يستمع، شخص يقرأ، ويمكن القول أيضاً إنه شخص جبان جداً، لكن في النهاية، في اختبار النتائج، فشل". كما نفى الشائعات التي انتشرت حول مكان وجوده ليلة السابع من أكتوبر، مؤكداً أنه لم يكن ثملاً ولم يشرب الكحول قط. جذور الفشل وصف حاليفا ما حدث بأنه ليس "حادثاً"، بل نتاج "فشل استخباراتي" عميق، مشيراً إلى أن الجيش كان يعتقد أنه "قادر على كل شيء". وأوضح: "هذا يتطلب تفكيكاً وإعادة تركيب أعمق بكثير". وأضاف أنه حذر من أن مثل هذه الكارثة قد تتكرر، مستشهداً بهجوم "بيرل هاربر" في الولايات المتحدة و"11 سبتمبر" و"حرب يوم الغفران"، قائلاً إنها قد تحدث مرة أخرى حتى اليوم. وعن السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، انتقد حاليفا الأيديولوجية التي كانت ترى أن "حماس أصل جيد لإسرائيل"، لأنها تمنع قيام دولة فلسطينية موحدة. وأكد أن هذه السياسة القائمة على تقوية حماس لمواجهة السلطة الفلسطينية هي في صلب الفشل. ليلة السابع من أكتوبر وصف حاليفا الأحداث التي سبقت الهجوم، موضحاً أن "السيمز" (بطاقات الاتصال) بدأت بالعمل في التاسعة مساء الجمعة، وأن أول مكالمة تلقاها كانت في الثالثة وعشرين دقيقة فجراً من مساعدته. وأكد أن تقييم الاستخبارات في ذلك الوقت كان يرى أن "التفاهمات قائمة، وأن الهدوء سيستمر"، وأن الوثائق الرسمية تثبت ذلك. وعن دوره في تلك الليلة، قال حاليفا: "كل من يظن أن الليلة كانت هي العرض (السبب) لا يفهم شيئاً في حياته". وشدد على أن الفشل لم يكن في ليلة واحدة بل في "مفهوم قوي جداً" قاد إلى تجاهل المؤشرات. مسؤولية القيادة السياسية أشار حاليفا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزراء الآخرين كانوا مسؤولين عن الفشل، قائلاً: "أنت رئيس وزراء، أنت وزير دفاع، أنتم أعضاء في الكابينت الأمني والسياسي، هذه هي مناوبتكم". وانتقد الوزراء مثل بتسلئيل سموتريتش، قائلاً إنه "شخص ذكي"، لكنه يعتقد بضرورة "إسقاط السلطة الفلسطينية لتسيطر حماس على الضفة الغربية". وأضاف أن "حماس جيدة لإسرائيل" هو شعار يؤمن به سموتريتش، لأنه يجعل إقامة دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً. خلاصة حاليفا وفي نهاية حديثه، أكد حاليفا أن "الجيل القادم يستحق فرصة النمو من جديد"، وأن هذا يتطلب أن "يذهب الجميع إلى بيوتهم". وأوضح أن الفشل ليس مسألة أشخاص، بل "ثقافة منهجية" يجب تفكيكها وإعادة بنائها.

مسؤولان أمريكيان سابقان: لا دليل على سرقة حماس للمساعدات كما تزعم إسرائيل
مسؤولان أمريكيان سابقان: لا دليل على سرقة حماس للمساعدات كما تزعم إسرائيل

معا الاخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • معا الاخبارية

مسؤولان أمريكيان سابقان: لا دليل على سرقة حماس للمساعدات كما تزعم إسرائيل

واشنطن- معا- كشف مسؤولان أمريكيان سابقان بارزان في إدارة الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة لم تتلقَ أي دليل من الجيش الإسرائيلي أو الأمم المتحدة على أن حركة حماس كانت تقوم بسرقة أو تحويل المساعدات الإنسانية الممولة من واشنطن عبر برنامج الأغذية العالمي أو منظمات غير حكومية دولية. وفي مقال مشترك نشرته مجلة "فورين أفيرز"، أكد جاك ليو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، وديفيد ساترفيلد، المبعوث الأمريكي السابق للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، أن "لا دليل على أن حماس قامت بتحويل كبير ومنهجي للمساعدات الممولة من الأمم المتحدة أو منظمات الإغاثة". ويأتي هذا الطرح مناقضا للرواية الإسرائيلية الرسمية، التي لطالما روجت لفكرة أن حماس تقوم بسرقة المساعدات بشكل منهجي، لتبرير إنشاء "مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل في مايو الماضي. وأشار الكاتبان إلى أن الأدلة الإسرائيلية كانت مجتزأة ومحدودة، كعرض مقاطع لمسلحين قالت إسرائيل إنهم عناصر من حماس يسيطرون على شاحنات مساعدات، في حين نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولَين عسكريين إسرائيليين قولهما إن "حماس تسرق جزءا من المساعدات، لكن ليس هناك ما يشير إلى أنها تفعل ذلك بشكل منظم". وأكد ليو وساترفيلد أن تقريرا داخليا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في يونيو الماضي توصل إلى نفس النتيجة، لكن سياسيين في وزارة الخارجية الأمريكية عارضوا التقرير بعد تسريبه، بالاعتماد على معلومات مصدرها الجانب الإسرائيلي. وفيما أقرّا بأن حماس استغلت بعض المساعدات عبر الضرائب أو التحويل أو الابتزاز – بما في ذلك مساعدات من مصر عبر الهلال الأحمر الفلسطيني – فإنهما أكدا أن ذلك لا يرقى إلى كونه منظومة ممنهجة للسرقة. وكشف المسؤولان أن إسرائيل سمحت في السنة الأولى من الحرب لشرطة حماس بتأمين قوافل المساعدات بهدف منع النهب، لكنها أنهت هذا الترتيب في يناير 2024 معتبرة أن حماس تستخدمه لتعزيز سيطرتها، ما أدى إلى صعود العصابات الإجرامية والنهب المنظم. كما تخلّت إسرائيل عن الاعتماد على متعهدين أمنيين محليين لحماية القوافل، بعدما تبيّن أنهم أيضًا يتعاونون مع حماس والعصابات. وللمرة الأولى، كشف ليو وساترفيلد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من طلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن إنشاء الرصيف العائم قبالة ساحل غزة لتسهيل إدخال المساعدات، وهو مشروع كان يُنظر إليه على أنه أمريكي بحت. ورغم أن الرصيف ساعد في إطعام نحو 450 ألف فلسطيني، إلا أنه اعتُبر فشلًا مكلفًا بعدما انهار عدة مرات وأُغلق نهائيًا خلال أقل من شهر. ومع ذلك، بقي ميناء أشدود مفتوحًا لإدخال المساعدات بموجب تفاهم ضمني مقابل إنشاء الرصيف. وأشاد المسؤولان بدور وزير الجيش الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، الذي ساعد في تجاوز معارضة شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين، ودفع باتجاه إدخال المساعدات من معبر كرم أبو سالم في أوائل 2024، بعد أن استخدمت واشنطن الفيتو ضد قرار أممي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار. واختتم ليو وساترفيلد بالإشارة إلى أن الرقابة الأمريكية المكثفة على الأوضاع الإنسانية ساعدت في تأجيل وقوع مجاعة جماعية في غزة، قائلين: "حتى الرئيس بايدن كان يتابع يوميًا عدد الشاحنات". وأشارا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة باتت أقل انخراطًا في تفاصيل إيصال المساعدات، وبدأت في تفكيك منظومة الدعم الأمريكي الإنساني حول العالم.

تقرير: مذكرات توقيف ضد بن غفير وسموتريتش جاهزة بالجنائية الدولية
تقرير: مذكرات توقيف ضد بن غفير وسموتريتش جاهزة بالجنائية الدولية

معا الاخبارية

timeمنذ 6 ساعات

  • معا الاخبارية

تقرير: مذكرات توقيف ضد بن غفير وسموتريتش جاهزة بالجنائية الدولية

بيت لحم معا- كشف "ميدل إيست آي" عن جاهزية طلبات مذكرات التوقيف ضد وزيرين إسرائيليين بارزين بتهم الفصل العنصري، وسط مخاوف من ألا ترى تلك الطلبات النور بسبب الضغوط الكبيرة التي تمارس ضد المحكمة الجنائية الدولية وقضاتها. وأضاف الموقع البريطاني أنه في حال صدور مذكرات التوقيف بحق وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فستكون المرة الأولى التي تُوجّه فيها تهمة الفصل العنصري في محكمة دولية. ونقل عن مصادر عديدة في المحكمة -لها اطلاع على الموضوع- أن المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان كان قد أعد قضايا ضد بن غفير وسموتريتش قبل إجازته في مايو/أيار. وقال مصدر بالمحكمة الدولية للموقع "لقد تم الانتهاء من طلبات مذكرات التوقيف هذه" وتابع أن "الشيء الوحيد الذي لم يحدث هو تقديمها إلى المحكمة". وذكر "ميدل إيست آي" أن نائبي مدعي عام الجنائية الدولية لديهما صلاحية تقديم طلبات مذكرات التوقيف إلى قضاة ما قبل المحاكمة للنظر فيها، لكن يعتقد البعض داخل المحكمة أن الطلبات ستُحفظ بهدوء في ظل مواجهة ضغوط خارجية غير مسبوقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store