
النشر العلمي وحضور المؤتمرات.. لماذا؟
قبل عدة أعوام، فرضت جامعة بريطانية على طلبة البحث العلمي ضرورة نشر ورقتي عمل في المجلّات العلمية بالإضافة إلى المشاركة في مؤتمر علمي لعرض بعض من نتائج بحوثهم، وذلك كشرط للتأهل إلى الامتحان النهائي واعتماد رسالة الدكتوراة بعدها. وقتها تضجر مجموعة من الطلبة باعتبار أن هذا تصعيب للأمور وهم بالكاد يجدون وقتاً لإنهاء مشاريعهم البحثية.
والواقع أن هذا الشرط هو في صالحهم قبل أن يكون ضدهم، ويمكن تفصيل ذلك في النقاط التالية:
أولا: ورقة العمل تعتبر نسخة مصغرة ومركزة من البحث الأساسي وتعرض بعض نتائج الدراسة. وليتم قبولها للنشر، تمر هذه الورقة على محكّمين يراجعونها ويقررون صلاحيتها للنشر أو لا مع ذكر ملاحظاتهم. وهذا الأمر يجعل البحث في موضع اختبار وتقييم مبكّر يساعد الباحث على تصحيح الملاحظات وتعديل ما يلزم قبل إنهاء الدراسة الأصلية.
ثانيا: عرض شيء من نتائج البحث في المؤتمرات يشجّع على مناقشتها مع الحضور، وهذا يدعم من حجة الباحث للدفاع عن دراسته البحثية، وفي نفس الوقت يعدّ تجهيزًا وتدريبًا فعالا للامتحان النهائي.
ثالثا: المؤتمرات تعرض آخر المستجدات في مجال البحث، وأخذ فكرة عن ذلك يثري الخلفية العلمية، وقد يكسب الباحث أفكارا إضافية تدعم من قيمة نتائج بحثه إذا تم تطبيقها.
رابعا: لتأكيد مبدأ الحياد، يحضر الامتحان النهائي مُناقِش خارجي من جامعة أخرى، وغالبا يكون يبده قرار النجاح أو الفشل. وفي حال كان لدى الباحث حصيلة من النشر العلمي والمشاركات في المؤتمرات ذات مستوى مرتفع، فهذا يعني أن بحثه قد اجتاز اختبارات وتقييمات من قبل، مما يجعل موقف المناقش الخارجي صعبا وحجته أضعف في حال قرر عدم نجاح البحث العلمي.
أخيرا وليس آخرا، مشروع البحث العلمي هو رحلة يمر خلالها الباحث بمراحل عدة، وما النشر العلمي والمشاركة في المؤتمرات إلا محطات مؤثرة في هذه الرحلة، ولا أجمل من الاستمتاع بهذه المحطات واكتساب الخبرات قبل إكمال الرحلة والنجاح بإذن الله تعالى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
مبادرة وثائق الدارة.. رحلة علمية لحفظ التاريخ الوطني وإتاحته للباحثين
أطلقت دارة الملك عبدالعزيز مبادرة «وثائق الدارة» بوصفها خطوة علمية لتنظيم الوثائق التاريخية الوطنية وإتاحتها للباحثين والمهتمين. وتركز المبادرة على إتاحة الوثائق التاريخية ذات القيمة العلمية بعد مرورها بمراحل متكاملة تشمل الترميم والمعالجة الفنية والحفظ والرقمنة، بما يضمن حفظها وفق معايير علمية متقدمة. وتهدف المبادرة إلى إتاحة الوثائق بصورة منظمة تسهّل الوصول إليها، بما يعزز من دعم البحث العلمي والدراسات المتخصصة في تاريخ المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية. كما تسعى إلى تمكين الباحثين والمهتمين من الوصول إلى مصادر تاريخية موثوقة، وتشجيع مشاركة الجمهور في استثمار محتوى الوثائق ونشره بأساليب متنوعة. وتولي المبادرة عناية خاصة بتحقيق التكامل بين حفظ الوثائق وتقديم خدمات رقمية متقدمة، تسهم في تعزيز الوعي بالتاريخ الوطني وتوثيقه. وتستهدف المبادرة المهتمين بالتاريخ الوطني، والباحثين وطلاب الدراسات العليا، إضافة إلى المؤسسات التعليمية والثقافية، والإعلاميين وصنّاع المحتوى، لتكون الوثائق التاريخية أداةً علمية متاحة تدعم المعرفة وتغذي الوعي الوطني. أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 17 ساعات
- الرياض
قراءة في كتاب«كتابة البحث العلمي.. مبادئ ونظرات وتجارب»
أنجز الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد، كتابًا بعنوان: "كتابة البحث العلمي.. مبادئ ونظرات وتجارب"، ونشرته دار آفاق المعرفة عام 1445هـ في 173 صفحة من القطع الصغير، مع ملحق لمحاضرة له بعنوان: "عثراتي في البحث العلمي". ويضم الكتاب الموضوعات التالية: من تعريفات البحث العلمي، نكت تاريخية عن بعض أعراف التّصنيف في التراث العربي، صفات الباحث الناجح، القراءة، من سمات التّفكير العلمي وأساليبه، من سمات تفكير الباحث ومهاراته، أسئلة البحث ومُشكلاته، اختيار الموضوع، مُشکلات تعترض الباحثين، الوصول إلى الفكرة البحثيّة، صياغة عنوان البحث وضبطه، نماذج من عناوين غير منهجية، اختيار منهج الدراسة، صياغة المخطّط وبناء هيكله، صياغة البحث وشخصيّة الباحث، الاقتباس، الأمانة العلمية، مسائل في العزو والتخريج، أنماط الإحالات وطُرقها، أنماط ذكر المصادر والمراجع، الحواشي وترتيبها، مسألة مهمة في المصادر التراثية، التعريف بالأعلام، تنبيهات تتّصل بالمصادر والمراجع، من أخطاء الباحثين. واستهل المؤلف كتابه بتعريف للبحث العلمي اختاره من بين عدّة تعريفات وهو: "أن البحث عمل علمي يقدمه الباحث إلى المجتمع العلمي، كاشفًا فيه شيئًا جديدًا أو مخترعًا له، أو مضيفًا آراء أو استنتاجات ذات صلة بقضايا مطروحة، أو مناقشًا لأمور قارة، شافعًا نقاشه إياها بمعطيات جديدة وآراء لطيفة، أو معيدًا ترتيب ما هو معروف، أو مخرجًا مدونة مجهولة جمعًا لها وتحقيقًا، أو مثيرًا قضية لم يعرض لها من قبل". ويشير المؤلف إلى أن "البحث العلمي"، بمفهومه الحديث لا يخرج عن هذه الأقسام الـ 7، ويضاف إليها في الدراسات الأدبية والنقدية إعمال الرأي في القيم الفنية للمنجز الأدبي، تحليلًا وتذوقًا للجمال، والموازنة بين الآداب، أو المقارنة بين آداب اللغات ودراسة تاريخ الأدب، وتحقيق التراث، وهلُم جرّا. كما شدّد المؤلف على أنه ينبغي أن يكون الباحث قارئًا مُنظّمًا، عارفًا لأسس التخصص، واسع الاطلاع، مشغوفًا بالجديد، متابعًا لما يجد في تخصّصه، دقيق الملاحظة، ذا تفكير حسّاس متوجّس, ومن حساسية الفكر التي تتوخّى عند الباحثين أن يمتلكوا القدرة على كشف الزّائف المبهرج من الصحيح، كما يجب أن يكون الباحث أمينًا في نقله، ملمًّا بالفنون ذات الصّلة بفنه, فالمتخصص بالأدب والنقد وهو الموجه إليه هذا الكتاب في المقام الأول عارف بالنّحو والصّرف وعلم اللّغة، متقن فنون البلاغة، مجيد للعروض والقوافي، ملم بالعلوم والفنون الأخرى: كالتاريخ والبلدانيات، ونحوها، وفوق ذلك عارف سبل الوصول إلى مظان المعرفة، مستمر في البحث لا يقف عن الخوض فيه، مهما بلغ من الرُّتب العلمية أو الوظيفية. ويبيّن أن القراءة هي الباب الأعظم، والسبيل الأمثل للباحث؛ حتى يتمكن من البحث، ويُبدع فيه، وهي ذات مسلكين لابدّ منهما: "قراءة في كتب البحث النظرية"، و"قراءة متعمّقة في كُتب التخصص". ويُلمِح المؤلف إلى أن البحث ينشأ من تراكم أسئلة تُثير شغف الباحث للوصول إلى جوابٍ عنها، ولا يمكن أن يقترح الباحث أسئلة لفكرته البحثيّة ما لم يكن قارئًا جيّدًا، وعليه ينبغي لمن اتّصلت أسبابه بالبحث العلمي أن يعوّد نفسه على كثرة القراءة في مدوّنات تخصّصه، وفيما يجِدُّ من دراسات، وما يظهر من مناهج، وأن يظل مطّلعًا متابعًا، وأن يسلك سبيل تقييد الملحوظات؛ لأنها قد تكون نواة لأفكارٍ بحثية متعددة، وأسئلة البحث قد تكون بادئة بماذا وكيف أو هل أو من أو لماذا؟. وختم المؤلف كتابه ببعض النصائح للباحثين منها أن على الباحث تجنب الشّرح المدرسي في تحليله للأدب، وعليه تجنب الألفاظ الأجنبية. 1


صحيفة سبق
منذ يوم واحد
- صحيفة سبق
علماء يبتكرون جهازًا جديدًا يمهد الطريق للملاحة دون الحاجة لنظام "جي بي إس"
تمكن علماء من معهد "فراونهوفر" لفيزياء الحالة الصلبة من ابتكار جهاز جديد، وُصف بأنه يمهد الطريق للملاحة دون الحاجة إلى نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس". وأوضح المعهد أن جهاز المقياس المغناطيسي الماسي الجديد يتضمن مستشعرات كمّية مدمجة جديدة تجعله يمتلك مرونة ودقة لم تكن متاحة من قبل، ولا يحتاج لنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" للملاحة. ويفتح الجهاز، بحسب المعهد، آفاقًا جديدة للتطبيقات التي تتطلب قراءات عالية الدقة مع الحد الأدنى من التداخل، مثل التحليل الكيميائي الحيوي للمسارات العصبية وقياسات الدقة في الإلكترونيات الدقيقة. ويقول الدكتور مايكل ستوبي، مدير وحدة أعمال الأجهزة الكمومية في معهد فراونهوفر لفيزياء الحالة الصلبة: "ما الجهاز المصنّع من الماس، هو وظيفته الأصلية والبديهية، التي تُمكّنه من قياس مكونات المجال المغناطيسي للأرض بدقة في معظم ظروف التشغيل، وهذا لا يجعل المستشعر ابتكارًا تقنيًا فحسب، بل أيضًا تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا الاستشعار". وتمكّن الخصائص الفريدة لشبكة الماس المتراصّة على طول المحاور البلورية الأربعة للجهاز من اكتشاف جميع مكونات متجه المجال المغناطيسي باستخدام شريحة استشعار واحدة. ويُقلل هذا بشكل كبير الحاجة إلى معايرة معقدة، ويُوسّع نطاق التطبيقات المُحتملة ليتجاوز حدود مقاييس المغناطيسية التقليدية، حيث يمكنه أن يُحدث نقلة نوعية في الأبحاث عبر مجالات متعددة، ويُمثل تقدمًا هامًا في تطوير تقنيات قياس أكثر دقة وكفاءة. كما يتميز الجهاز أيضًا بنظام التبريد المائي الاختياري، الذي يسمح بالحصول على قياسات مستقرة وموثوقة للمجال المغناطيسي حتى في ظل ظروف التشغيل الصعبة. كما يسمح الجهاز بعدم الاعتماد على الأنظمة الملاحية الحالية التي قد تكون عرضة للتداخل المغناطيسي أو عدم التوافر في أماكن معينة، ويمكنه العمل بشكل مستقل عن أنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية. يتيح هذا المستشعر الكمّي، الذي طُوّر في معهد فراونهوفر للطيران، إنشاء خرائط شاملة للمجال المغناطيسي وتوفير ملاحة موثوقة بناءً عليها. ويتيح الجهاز إمكانية تحديد مواقع الرواسب المعدنية تحت الأرض بدقة وبدون تلامس، مما يُتيح الوصول إلى الموارد القيّمة، كما يُمكنه الكشف عن الذخائر غير المنفجرة في مساحات واسعة، مما يُقلل بشكل كبير من المخاطر على الأشخاص في المناطق المتضررة.