
الطائفة التي لا يتحدث بأسمها أحد
في هذا الظرف الدقيق الذي يمرّ به لبنان، بات من الضروري التوقف عند واقع التمثيل الطائفي في البلاد، لا من باب التحريض أو الفتنة، بل من باب التوصيف الموضوعي لميزان القوى، ولمدى حضور الطوائف الرئيسية في المعادلة السياسية الداخلية والخارجية.
اليوم، وعلى مستوى الطائفة المسيحية، لا يمكن إنكار وجود من يتحدث باسم المسيحيين ويتولى إدارة الملفات المرتبطة بهم. هذا الدور تمثّله اليوم رئاسة الجمهورية، التي يشغلها العماد جوزاف عون، والتي تعمل بمواكبة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، رأس الكنيسة المارونية، إضافة إلى مشاركة ودعم الأحزاب المسيحية ورؤسائها.
المسيحيون في لبنان اليوم، وللمرة الأولى منذ زمن طويل، يشعرون أن هناك رأسًا سياسيًا يمثلهم في الدولة، ويتكلم باسمهم أمام الداخل والخارج، ويطرح قضاياهم في مختلف المحافل.
أما على مستوى الطائفة الشيعية، التي تمر بواحدة من أدق مراحلها بعد انتهاء الحرب واستشهاد الزعيم الشيعي الكبير، الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، فإن وضعها لا يقل تعقيدًا، خصوصًا في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وتعثر ملف إعادة إعمار ما دمرته الحرب في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
رغم ذلك، لا يمكن القول إن الطائفة الشيعية بلا رأس سياسي. فالرئيس نبيه برّي، لا يزال يشكل مرجعية سياسية واضحة لهذه الطائفة، يتكلم باسمها، يطرح قضاياها، يفاوض باسمها، ويمثلها في الداخل كما في الخارج.
في المقابل، يقف الواقع السني أمام مشهد مختلف تمامًا. فالطائفة السنية اليوم تعيش حالة من التهميش والضياع، لا تقل خطورة عن الظروف الأمنية والسياسية التي تمر بها البلاد. فهناك ملفات كبرى تعني هذه الطائفة، من العلاقة مع دول الخليج، إلى العلاقة مع النظام السوري الجديد برئاسة الرئيس أحمد الشارع، إلى ملف السلاح الفلسطيني الذي طالما اعتُبر جزءًا من الفضاء السني على مستوى الهوية والانتماء.
ورغم حجم هذه التحديات، لا يوجد اليوم رأس سني يُجمع عليه، أو يملك القدرة على تمثيل الطائفة والتحدث باسمها، لا أمام الدولة، ولا أمام المجتمع الدولي. وإن غياب هذا الرأس، أو المرجعية، يعرض الطائفة السنية لخطر الاستفراد والتفكك، ويجعلها خارج المعادلة الوطنية.
أحد أبرز القضايا التي تتطلب مرجعية سنية واضحة هي الحفاظ على اتفاق الطائف، الذي وُلد بعد الحرب الأهلية عام 1990، والذي يُعد إنجازًا سنيًا بامتياز. كذلك، فإن ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، الذي فشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في احتوائه، بات بحاجة إلى مرجعية لبنانية سنية داخلية تمتلك الحصافة والتمثيل الكافي لمعالجته، دون أن يتحول إلى صراع داخلي أو فتنة طائفية وأمنية.
من هنا، تصبح الحاجة ملحة لإعادة بناء مرجعية سنية سياسية ووطنية، تحمل هواجس الطائفة وتدير ملفاتها بحكمة، وتعيد لها موقعها الطبيعي في المعادلة اللبنانية. لأن بقاء السنة بلا رأس، يعني بقاء اتفاق الطائف بلا حارس، ولبنان بلا توازن.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وزارة الإعلام
منذ ساعة واحدة
- وزارة الإعلام
الشرق: تصريح توم براك زوبعة في فنجان
كتبت صحيفة 'الشرق': ما لم يقله الموفد الاميركي الخاص توم برّاك من بيروت، قاله من خارجها، ولغة الرصانة والهدوء التي طبعت مواقفه في اعقاب زياراته للمسؤولين اللبنانيين وجعلت البعض ينامون على حرير اعتقاد انهم ارضوا واشنطن بورقة رد على اقتراحات واشنطن هي غيرها التي اطلقها اول امس السبت وبلغت حدّ التحذير من تهديد وجودي وعودة لبنان الى بلاد الشام. حديث براك وكان برّاك أعلن في حديث إلى صحيفة 'ذا ناشونال' الإماراتية إن 'لبنان بحاجة إلى حلّ هذه القضية وإلا فقد يواجه تهديداً وجودياً'، مضيفاُ: 'إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن سوريا تتجلّى بسرعة كبيرة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود إلى بلاد الشام'. أضاف: 'يقول السوريون إن لبنان منتجعنا الشاطئي. لذا علينا التحرك. وأنا أعلم مدى إحباط الشعب اللبناني. هذا يُحبطني'. وفي مقابلة أخرى مع صحيفة 'عرب نيوز' حذر أيضاً من أنّ 'إذا لم يُسرع لبنان في الانخراط، فسيتجاوزه الجميع'، وذلك خلال مناقشته لاحتمال تحوّل 'حزب الله' من جماعة مسلّحة مدعومة من إيران إلى كيان سياسي بالكامل داخل لبنان. دور الحكومة وشدّد المبعوث الأميركي على أن أي عملية لنزع السلاح يجب أن تكون بقيادة الحكومة اللبنانية، وبموافقة كاملة من 'حزب الله' نفسه، وقال: 'هذه العملية يجب أن تبدأ من مجلس الوزراء. عليهم أن يُصدروا التفويض. وحزب الله، كحزب سياسي، عليه أن يوافق على ذلك.' وتابع: 'ما يقوله حزب الله هو: حسناً، نحن نفهم أنّه لا بد من قيام لبنان واحد لماذا؟ لأن سوريا واحدة بدأت تتشكّل.، لافتاً إلى أنّ هذا الدفع نحو الوحدة يأتي وسط تغيّرات إقليمية متسارعة، لاسيما في ضوء ما وصفه بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب 'الجريئة' تجاه إيران.وقال: 'الجميع يعيد تدوير مستقبله'، في إشارة إلى إعادة تموضع إقليمي أوسع، يشمل إعادة إعمار سوريا واحتمال انطلاق حوارات جديدة تشمل إسرائيل. واضاف: 'نحن شكّلنا فريق تفاوض وبدأنا نلعب دور الوسيط. وبرأيي، الأمور تسير بوتيرة متسارعة'. جماعة ارهابية وأشار إلى أنّه رغم تصنيف واشنطن لـ'حزب الله' كجماعة إرهابية، فإن جناحه السياسي فاز بمقاعد نيابية ويمثّل شريحة كبيرة من السكان الشيعة في لبنان، إلى جانب حركة 'أمل'. وقال: 'إن لحزب الله جزئين، فصيل مسلّح مدعوم من إيران ومصنّف كياناً إرهابياً، وجناح سياسي يعمل ضمن النظام البرلماني اللبناني'. وأضاف: 'برأيي، حزب الله – كحزب سياسي – ينظر إلى الأمور ويقول بمنطقية: من أجل شعبنا، يجب أن يرتكز نجاح لبنان على جمع السنّة والشيعة والدروز والمسيحيين سوياً. الآن هو الوقت. كيف نصل إلى ذلك؟ يجب أن تكون إسرائيل جزءاً من هذه العملية.' وأكّد أن جوهر أي اتّفاق سيكون مسألة السلاح؛ ليس الأسلحة الخفيفة التي وصفها بأنها شائعة في لبنان، بل الأسلحة الثقيلة القادرة على تهديد إسرائيل، متابعاً أن هذه الأسلحة 'مخزّنة في كراجات ومناطق تحت الأرض تحت المنازل.' واعتبر أن عملية نزع السلاح ستتطلّب تدخّل الجيش اللبناني، المؤسسة التي وصفها بأنّها تحظى باحترام واسع، بدعم أميركي ودولي. وقال: 'عليكم تمكين الجيش اللبناني. ثم يمكن للجيش أن يقول لحزب الله: هذه هي آلية إعادة السلاح. نحن لا نتحدث عن حرب أهلية'. توضيح اصدر برّاك توضيحاً قال فيه أن كلامه الذي أشاد فيه بسوريا 'لم يكن تهديداً للبنان' . وكتب على حسابه على منصة أكس: :أشادت تعليقاتي أمس بالخطوات الكبيرة التي قطعتها سوريا، وليست تهديداً للبنان. لاحظتُ أن سوريا تتحرك بسرعة البرق لاغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحها رفع العقوبات من قِبل الرئيس الأميركي: استثمارات من تركيا والخليج، وتواصل دبلوماسي مع الدول المجاورة، ورؤية واضحة للمستقبل'. وأضاف: 'أؤكد أن قادة سوريا لا يريدون سوى التعايش والازدهار المتبادل مع لبنان، والولايات المتحدة ملتزمة بدعم هذه العلاقة بين جارين متساويين وذوي سيادة ينعمان بالسلام والازدهار'. قماطي في أي حال فان تصلب 'حزب الله' حيال تسليم سلاحه بدا إلى مزيد اذ قال عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي 'ما قلناه في ردنا ان لا بحث بأي امر جديد ما لم ينفذ اتفاق وقف اطلاق النار، وقبل ذلك لسنا مستعدين للتعاطي باي بند جديد والرد اللبناتي الرسمي تضمن هذه الاولوية لتنفيذ الاتفاق وانهاء الاحتلال'. وأضاف قماطي: 'هناك خلط بين حصرية السلاح والتي تشمل الامن الداخلي ولا علاقة لسلاح المقاومة بهذا المعنى اما سلاح المقاومة فهو يندرج ضمن اطار الدفاع عن لبنان وهو يبحث على طاولة الحوار مع الرئيس عون بشأن الاستراتيجية الدفاعية.' وأوضح: 'لا تزال رؤية الرئيس عون هي مسألة السلاح انها تحل على طاولة الحوار عبر الاستراتيجية الدفاعية والاميركي لم يقدم حتى اليوم اي شيء داعم للعهد وللرئيس عون ليسهل مهمته'. نزع الارواح تزامن ذلك مع انتشار فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لأحد 'الشيوخ' التابع لحزب الله مخاطبًا جمهوره ومهددا قائلًا: 'من يرددون عبارات نزع السلاح' بالقول: 'سننزع أرواحكم'.

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
غياب الإجراءات... يثير المخاوف الامنية
أشارت مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن" إلى غياب إجراءات أمنية استثنائية على الحدود الشمالية وفي داخل البلدات، ولفتت إلى أن المخاوف الأمنية تنبع من الفوضى الداخلية التي تحصل داخل البلدات الحدودية والعكارية، وهذه الفوضى لا تعود إلى أسباب ودوافع سياسية أو دينية بل يمكن أن يستغلها بعض الأطراف لمصالح سياسية. ودعت المصادر الدولة إلى الضرب بيد من حديد لمنع الفوضى الهدامة. وعلمت "نداء الوطن" أن اللجنة الأمنية اللبنانية السورية فعّلت اتصالاتها في الساعات الماضية وحصل تواصل لمعالجة بعض المشاكل الأمنية التي حصلت أو بعض الإشكالات وسوء التفاهم. وفي ملف الموقوفين السوريين فقد حدد وزير العدل سقف التعامل في هذا الملف حيث لا تنازل عن الأساسيات. وترى مصادر رسمية أن هناك محاولات لتكبير المشكلة بين لبنان وسوريا، وبالأساس مطلب المعتقلين مع ودائع السوريين موجود منذ وصول النظام السوري الجديد وتتم معالجته بالتفاهم بين البلدين والعلاقات جيدة ولا مجال لتوتيرها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
اللامركزية الكهربائية حلّ لتأمين الطاقة والتخلص من المولّدات؟
في بلد أصبحت فيه الخدمات الأساسية مثل الكهرباء امتيازا، لا يزال المواطن اللبناني ضحية "مافيا" المولدات الكهربائية وتسعيراتها غير المنطقية، نتيجة لسنوات من الهدر في ملف الطاقة، بين شحنات فيول مغشوشة من هنا، ومعامل توليد طاقة تقليدية من هناك، وسوء إدارة للكهرباء من هنالك وصل إلى حد عدم إعداد موازنة سنوية لهذا المرفق العام الحيوي. مع تسلم وزير جديد الحقيبة في حكومة شعارها الأول الإصلاح، من المجدي التساؤل مجددا عن توليد معامل القطاع العام للطاقة ومقارنته بما يحتاج إليه لبنان، ومحاولة اقتراح حلول لسد هذه الفجوة. الخبير لدى المعهد اللبناني لدراسات السوق غسان بيضون يشير إلى أن "معامل الطاقة التابعة للدولة تنتج في أحسن الأحوال 300 ميغاواط، أما حاجتنا الفعلية فتصل إلى 3000-3200 ميغاواط، إذ إن ألواح الطاقة الشمسية التي استحدثها المواطنون على الأسطح تؤمن ما يقارب 1000 ميغاواط". ويوضح أن "نظام الاستثمار في كهرباء لبنان يفرض على المؤسسة تأمين التيار الكهربائي للمشترك في كل آوان ليلا ونهارا، وما لم تؤمنه يحق للمواطن المطالبة بخفض التسعيرة بقدر انخفاض ساعات التغذية". ويلفت إلى أن "المشكلة باتت أن هذا الكمّ من التغذية غير مستقر، وأن التعرفة غير عادلة، خصوصا أن قرار رفعها حين اتخذ نص على إعادة النظر فيها مع تغيّر سعر النفط عالميا. ويوم صدر القرار كان سعر برميل النفط 110 دولارات، أما اليوم فسعره نحو 65 دولارا ولم تتغير التعرفة، ورسم العداد ثابت ومرتفع، وعلى كل صاحب ساعة دفعه حتى في البيوت المهجورة موسميا في القرى". وبحسب بيضون، "الحل يجب ألا يكون تقليديا، بل يعتمد على مبدأ لامركزية الإنتاج والتوزيع، فكل اتحاد للبلديات أو بلدية كبيرة يجب أن يتعاونا مع القطاع الخاص لتأمين الكهرباء في النهار عبر الطاقة الشمسية، وفي الليل عبر شركة كهرباء لبنان، والعكس في المدن". جاد فقيه - النهار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News