logo
الصين تزحف إلى قمة النظام الدولى

الصين تزحف إلى قمة النظام الدولى

بوابة الأهراممنذ 2 أيام

عندما وطئت قدماى أرض الصين مؤخرا، للمشاركة فى منتدى التعاون الإعلامى لدول منظمة شنغهاى 2025، تحت رعاية وتنظيم صحيفة الشعب اليومية وحكومة الشعب لمنطقة شينجيانج، أدركت وشاهدت بوضوح كيف أن التنين الأصفر يزحف بسرعة وقوة نحو قمة النظام الدولى، فرغم التحديات والصعوبات المختلفة التى واجهها، وعلى رأسها أزمة كورونا، ثم تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والسياسات الأمريكية التى تستهدف تحجيم قدراته الاقتصادية والعسكرية، إلا أن الصين لديها رؤية واضحة ومتكاملة فى امتلاك كل مقومات القوة الشاملة التى تؤهلها، لأن تكون إحدى القوى الكبرى البارزة عالميا فى إطار نظام دولى متعدد الأقطاب، ينهى الأحادية القطبية الأمريكية التى سادت منذ الحرب الباردة، وأدت لاضطراب العلاقات الدولية بسبب سياسات العسكرة وإثارة الأزمات والصراعات العالمية.
اقتصاديا، فإن الصين التى باتت تعرف بمصنع العالم، أصبحت القوة الاقتصادية الثانية عالميا بناتج محلى يصل إلى 19 تريليون دولار، وهذا يرجع إلى سياسات التصنيع الصينية التى تمزج بين العامل البشرى والتكنولوجيا الحديثة، وامتلاك البنية الأساسية المتقدمة من موانئ ومطارات وطرق وغيرها، وتوجد بسلعها ومنتجاتها فى كل أسواق العالم، كما أنها تمتلك أيضا المشروع العملاق، مبادرة الحزام والطريق الذى يمثل قاطرة اقتصادية من شأنها أن تغير الخريطة الاقتصادية العالمية.
عسكريا، سعت الصين إلى تطوير قدراتها العسكرية، وارتفعت ميزانياتها العسكرية فى السنوات الخمس الأخيرة من نحو 70 مليار دولار إلى 350 مليار دولار، لتصبح ثانى أكبر ميزانية عسكرية بعد أمريكا، وتمتلك جميع أنواع الأسلحة الحديثة والاستراتيجية والذكية من طائرات متقدمة وصواريخ فرط صوتية وحاملات طائرات، وهو ما بدا فى تفوق الأسلحة الصينية على الأسلحة الغربية فى التوتر الهندى الباكستانى الأخير، إضافة إلى اختراق الفضاء الخارجى عسكريا ومزاحمة أمريكا وروسيا. كما بدأت الصين تنشر قواتها العسكرية فى بعض مناطق العالم لحماية مصالحها الاقتصادية وتأمين التجارة الدولية، خاصة فى منطقة بحر الصين الجنوبى، وتمتلك الصين قاعدة عسكرية فى جيبوتى لتأمين تجارتها عبر باب المندب والبحر الأحمر. سياسيا، تتبنى الصين سياسة مغايرة لسياسات الولايات المتحدة التدخلية فى العالم، فالصين تحترم سيادة الدول ولا تتدخل فى شئونها الداخلية، ولا تسعى لفرض سياساتها او نمط حكمها، وعلى عكس الولايات المتحدة، لا تستخدم الصين الديمقراطية وحقوق الإنسان، كوسيلة للتدخل فى الدول الأخرى والضغط عليها لتحقيق أهدافها. كما أنها لم تنخرط عسكريا فى الأزمات أو الصراعات الدولية والحروب الأهلية، بل دائما تدخل من المنظور الاقتصادى والتنموى. كما أن الصين تمتلك حق الفيتو فى مجلس الأمن، وبدأت تنخرط سياسيا فى بعض القضايا من منظور الوساطة كما هو الحال فى الحرب الروسية الأوكرانية. كما أنها انحازت للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وبرز ذلك فى العدوان الإسرائيلى الحالى على غزة، حيث دعت إلى وقف الحرب وصوتت فى مجلس الأمن والجمعية العامة لصالح وقف العدوان، ودعم الحقوق الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية. امتلاك الصين لمقومات القوة الشاملة، هو ما جعل الولايات المتحدة تتعامل معها كخصم استراتيجى يهدد هيمنتها على العالم، ويدفعها لتبنى سياسات متشددة تجاهها مثل الحرب التجارية التى شنها الرئيس ترامب ضد الصين، وكذلك بناء شراكات وتحالفات آسيوية مثل أوكوس وتحالف كواد الرباعى، لاحتواء الصين وتحجيم صعودها، لكن الصين الآن أصبحت فى وضع قوى يمكنها من التعامل بندية مع أمريكا، سواء فيما يتعلق بفرض رسوم تجارية مضادة، أو ببناء شراكات اقتصادية مثل تجمع بريكس، وكذلك منظمة شنغهاى، التى أنشئت عام 2001، وكانت تضم فى عضويتها 6 دول، وأصبحت الآن تضم 26 دولة عضوا ومراقبا وشركاء حوار.
تحتاج الصين إلى تعزيز قوتها الناعمة عالميا، لاستكمال كل مقومات القوة الشاملة، ولتعزيز دورها وترسيخ مكانتها، فالصين التى تمتلك حضارة عريقة ولديها الثقافة الثرية، تحتاج إلى إبرازها عالميا، خاصة الفن والسينما والدراما الصينية، وذلك لمواجهة القوة الناعمة الأمريكية التى استخدمتها خلال العقود الثلاثة الأخيرة لمحاولة فرض العولمة على الطريقة الأمريكية، وهو ما لاقى رفضا دوليا فى إطار تأكيد الصين والدول الأخرى أهمية الاعتراف بتنوع الثقافات والحضارات، وتحقيق التعايش والتعاون فيما بينها.
لذلك فإن انعقاد منتدى التعاون لمنظمة شنغهاى لهذا العام فى مدينة أرومتشى عاصمة إقليم شينجيانج، الإيجورية ذاتية الحكم، تحت عنوان «معا من أجل بناء عالم أكثر جمالا ومستقبل مزدهر»، شكل فرصة مهمة لى وللمشاركين من 26 دولة، للتعرف عن قرب على الثقافة الصينية حيث تتلاحم الثقافات، وتتناغم داخل هذا الإقليم الذى يضم 56 قومية، تشكل نسيجا متكاملا من التنوع الثقافى والفنى والدينى واللغوى، وتدحض الصورة السلبية التى يرسمها الإعلام الغربى والأمريكى حول أوضاع القوميات المختلفة، خاصة الإيجورية ذات الأغلبية المسلمة، فى تلك المقاطعة، فقد زرت المسجد الإسلامى الكبير والمعهد الإسلامى بمدينة أرومتشى، وشاهدت فى مقاطعة أيلى الفلكلور الشعبى الصينى الرائع، الذى يعكس خصوصية القوميات المختلفة والذى يؤكد امتلاك الصين لثقافة وتراث عريق.
بالطبع صعود الصين نحو قمة النظام الدولى يمثل مصلحة عربية وعالمية، لأن وجود نظام متعدد الأقطاب من شأنه أن يوازن القطب الأمريكى ويحجم انحرافات سياساته، كما أنه يتيح حرية الحركة للدول النامية، سواء فى إقامة الشراكات الاقتصادية والاستراتيجية مع مختلف القوى العالمية، أو فى المساهمة فى استقرار العلاقات الدولية، ودعم القضايا العربية، خاصة فى ظل القواسم المشتركة العديدة بين الصين والعالم العربى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منصة Push30 تُسرّع وتيرة نموها من خلال استثمارات استراتيجية وتوسّع دولي
منصة Push30 تُسرّع وتيرة نموها من خلال استثمارات استراتيجية وتوسّع دولي

نافذة على العالم

timeمنذ 30 دقائق

  • نافذة على العالم

منصة Push30 تُسرّع وتيرة نموها من خلال استثمارات استراتيجية وتوسّع دولي

أعلنت Push30، المنصة الرقمية الرائدة في مجال العافية واللياقة، عن تحقيق خطوات متسارعة نحو النمو الإقليمي والدولي، مدعومةً باستثمارات جديدة وشراكات استراتيجية. المنصة، التي تأسست عام 2019 في أذربيجان، توفر اشتراكاً واحداً يمنح المستخدمين وصولاً مرناً وسلساً إلى شبكة واسعة من مراكز اللياقة والسبا في عدة دول، مما يعزز نمط حياة صحي يلائم جداول الأعمال المزدحمة. تركّز Push30 بشكل خاص على قطاع الشركات، حيث تُمكّن المؤسسات من تقديم مزايا صحية مبتكرة ومرنة لموظفيها، مما يسهم في رفع مستويات الإنتاجية والرضا الوظيفي. ومن خلال باقات مخصصة تناسب مختلف أحجام وثقافات الشركات، ساعدت Push30 العديد من المؤسسات على تحسين تجربة العمل وبناء بيئة عمل أكثر ترابطاً. مشاركة بارزة في برنامج "الفارابي" للتوسع بالرياض كجزء من استراتيجيتها للنمو، شاركت Push30 في برنامج "الفارابي" للتوسع، وهو برنامج تسريع أعمال مرموق استضافته الرياض من يناير حتى فبراير 2025. خلال البرنامج، تفاعلت Push30 مع مستثمرين كبار وخبراء الصناعة في المنطقة، مما وفر لها رؤى استراتيجية حول سلوك المستخدمين والدخول إلى السوق السعودي. في "يوم العروض" النهائي الذي أُقيم بمركز CODE بالرياض، قدّمت Push30 عرضاً لاقى اهتماماً واسعاً، مؤكداً جاهزيتها للدخول إلى أسواق جديدة. استثمار جديد وتقدم في جولة التمويل الأولى أعلنت Push30 عن توقيع خطاب نوايا من شركة White Hill Capital لاستثمار إضافي بقيمة 300,000 دولار بعد انتهاء البرنامج، مما يعكس ثقة المستثمرين في استراتيجيتها وخطط توسعها. كما أن جولة التمويل من الفئة A، والتي تستهدف جمع 3 ملايين دولار، تشهد تقدماً سريعاً حيث تم تأمين نحو 50% من المبلغ. توسّع دولي إلى أوزبكستان وكازاخستان والسعودية في عام 2023، أطلقت Push30 عملياتها في طشقند، أوزبكستان، وتعاونت مع أكثر من 200 مركز لياقة، مع خطط توسّع إضافية داخل البلاد. وفي ديسمبر 2024، دخلت السوق الكازاخستانية، تحديداً في أستانا وألماتي، لتضم أكثر من 200 شريك جديد. وتشير هذه النجاحات إلى قدرة المنصة على التكيّف مع ثقافات وأسواق متعددة. أما السعودية، فتُعد السوق التالية. وأكدت مشاركة Push30 في برنامج "الفارابي" وجود طلب قوي على خدماتها، ما جعل الرياض نقطة انطلاق رئيسية للتوسع في منطقة الخليج. دعوة للتعاون والاستثمار تدعو Push30 المستثمرين والشركاء للتعاون في دعم مشاريعها المبتكرة وتعزيز شبكة أعمالها المتنامية. لمزيد من المعلومات، يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: ???? للاستثمار أو الشراكات: contact@ ???? للدعم: support@

أوليفر كان يتراجع عن شراء نادي جيروندان بوردو الفرنسي
أوليفر كان يتراجع عن شراء نادي جيروندان بوردو الفرنسي

بوابة الفجر

timeمنذ 39 دقائق

  • بوابة الفجر

أوليفر كان يتراجع عن شراء نادي جيروندان بوردو الفرنسي

صرح أوليفر كان، حارس مرمى منتخب ألمانيا وبايرن ميونخ الألماني لكرة القدم السابق، بأنه لن يسعى للاستحواذ على نادي جيروندان بوردو الفرنسي المتعثر. أوليفر كان يتراجع عن شراء نادي جيروندان بوردو الفرنسي وكان الحارس المعتزل تقدم بعرض رسمي في يناير الماضي مع مجموعة من المستثمرين لشراء النادي، الذي كان يعد في السابق أحد عمالقة الساحرة المستديرة في فرنسا. ومع ذلك، وبعد ما وصفه بـ "مناقشات ودراسات مكثفة"، أعلن كان /55 عاما/، عبر حسابه على تطبيق (لينكدإن) انسحابه من خطط الاستثمار، في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين. وكتب كان: "بعد مراجعة المعلومات المالية والتشغيلية والقانونية التي اطلعنا عليها مؤخرا في نهاية الأسبوع الماضي، قررنا عدم تخصيص نحو 50 مليون يورو (57 مليون دولار) كما هو موضح في خطتنا لإعادة نادي بوردو إلى مكانه الطبيعي في الدوري الفرنسي". وأُعلن النادي العريق السابق، الذي كان يضم لاعبين فرنسيين بارزين سابقين، من بينهم زين الدين زيدان وآلان جيريس ولاعب بايرن ميونخ الألماني السابق بيكسنتي ليزارازو، إفلاسه في الصيف الماضي، حيث ينافس الآن في دوري الدرجة الرابعة الفرنسي. وكشفت تقارير إخبارية أن بوردو مثقل بديون تتجاوز 100 مليون يورو (114 مليون دولار). ولم يعد كان، الذي تولى حراسة مرمى بايرن عندما فاز على بوردو في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996، إلى كرة القدم منذ تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي للنادي البافاري عام 2023. وفي العام الماضي، أبدى كان اهتمامه بالاستثمار في أندية كرة القدم، حيث صرح لمجلة (كيكر) الألمانية آنذاك: "الاستثمار في كرة القدم يختلف عن الاستثمار في شركة تصنيع. كرة القدم تتعلق بالثقافة والهوية والمجتمع. إذا كان كل شيء مناسبا، فأنا أتخيل الأمر جيدا".

تصعيد جديد بين حكومة بريطانيا وأبراموفيتش
تصعيد جديد بين حكومة بريطانيا وأبراموفيتش

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 42 دقائق

  • بوابة ماسبيرو

تصعيد جديد بين حكومة بريطانيا وأبراموفيتش

هددت الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات قانونية ضد الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن تحويل عائدات بيع نادي تشلسي الإنجليزي إلى دعم جهود الإغاثة الإنسانية في أوكرانيا، وذلك بعد أكثر من عامين على تجميد الأموال في حساب مصرفي بريطاني. وكان أبراموفيتش قد باع نادي تشيلسي في عام 2022 مقابل 2.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 3.2 مليار دولار) إلى تحالف استثماري أميركي، وذلك عقب فرض عقوبات بريطانية عليه على خلفية مزاعم تتعلق بصلاته الوثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما ينفيه. وفي بيان مشترك صدر عن وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز ووزير الخارجية ديفيد لامي، أعرب الوزيران عن "إحباطهما الشديد" بسبب عدم التوصل إلى اتفاق مع أبراموفيتش حول استخدام الأموال المجمدة. وجاء في البيان: "تلتزم الحكومة بشدة بأن تذهب عائدات بيع نادي تشيلسي لصالح القضايا الإنسانية في أوكرانيا، بعد الغزو الروسي غير القانوني." وأضاف البيان "ما زلنا نأمل في التوصل إلى اتفاق، لكننا مستعدون تماما للجوء إلى القضاء إذا لزم الأمر، لضمان استفادة الشعب الأوكراني المتضرر من الحرب من هذه الأموال في أقرب وقت ممكن." واضطر أبراموفيتش إلى التخلي عن ملكيته للنادي بعد 19 عاما من قيادته، حيث اشتراه في عام 2003 مقابل نحو 140 مليون جنيه إسترليني، وساهم في تحويله إلى أحد أقوى أندية أوروبا. إلا أن العقوبات المفروضة عليه جعلت استمراره في الملكية مستحيلا. ويُنظر إلى مبلغ الـ2.5 مليار جنيه إسترليني، إضافة إلى الفوائد المتراكمة عليه، على أنه مصدر تمويل محتمل لتعويض التخفيضات التي أُعلن عنها في ميزانية المساعدات الخارجية البريطانية في فبراير الماضي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store