
مسوغات قرارات ترمب هي الانطباع الذي تتركه
لا يلام الرؤساء الأميركيون على تكيفهم مع الظروف الدولية المتغيرة، فجيمي كارتر (1924- 2024) انتخب بناء على برنامج تعاون مع الاتحاد السوفياتي، وانتهى به الأمر إلى انتهاج سياسة متوترة غداة غزو الاتحاد السوفياتي أفغانستان. وانتخب رونالد ريغان (1911- 2004) بناء على نهج متشدد، تحول مفاوضاً رئيساً مع الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف. وتبوأ جورج دبليو بوش السلطة وبرنامجه المعلن يدعو إلى نهج شبه انعزالي يخالف السياسة التي انتهجها في أواخر ولايته، وخاض بموجبها حربين مدمرتين في أفغانستان ثم في العراق، غداة هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001. وعلى خلاف أسلافه، يشير جوستان فايس، المؤرخ ومؤسس منتدى باريس للسلام، في "لوموند الفرنسية" إلى أن اللافت في قرار دونالد ترمب المشاركة في هجمات إسرائيل على إيران، ليس اتخاذه من غير واقعة بارزة أو علة مباشرة تبرره، خمسة أشهر فقط بعد عودة للسلطة صحبها إعلان متكرر عن إرادة الإمساك عن التدخل العسكري في الخارج. ففي الـ20 من يناير (كانون الثاني)، صرح ترمب مفتتحاً تقلده الولاية: "لن نقيس نجاحنا بالمعارك التي ننتصر فيها فحسب، بل كذلك بالحروب التي ننهيها، وبما يفوق الأمرين أهمية، ربما أي بالحروب التي لا نخوضها أبداً". وينبه فايس إلى خروج ترمب عن وعوده الانتخابية بعد إرساله إشارة قبول إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أتاحت له الهجوم على إيران، مهدت لخطر الانزلاق جراء أمرين: الأول هو تعثر الحملة الإسرائيلية، والآخر هو انجرارها إلى ضرب البرنامج النووي الإيراني على نحو حاسم.
وفي الأحوال كلها، ينبغي الإقرار لترمب بتماسك سياسته: فهو أراد على الدوام إلغاء البرنامج النووي الإيراني. وفي 2018، انسحب من خطة العمل الشاملة والمشتركة (الاتفاق النووي) التي فاوضت عليها الدول الكبرى إيران ووقعتها في 2015، على رغم إظهارها نجاعتها واتخذ ترمب قراره هذا باسم معاملة طهران معاملة متشددة. ولأن باراك أوباما كان المفاوض وصاحب التوقيع، إلا أن الإلغاء أدى إلى حرب 2025.
الانزلاق
ولكن من العسير أن يناقض تماسك نهج ترمب القرار على قدر مناقضة قرار الانخراط في الحرب هذا التماسك، وهو يخالف البرنامج الانتخابي الترمبي، ومزاج جمهور المؤيدين والناخبين المنضوين في حركة "ماغا" (مايك أميركا غرايت أغاين). والأمر لم يبلغ بعد حد الإعداد لغزو (إيران)، ولا حد إشراك قوات برية في العملية العسكرية. ولكن لا يغيب عن الأذهان أن الحروب يعلم أين تبتدئ وتبقى خاتمتها في طي المجهول. وإذا استدعى إنجاز تدمير المنشآت النووية الاستعانة بقوات خاصة؟ وإذا هاجم النظام (الإيراني) القواعد الأميركية أو حلفاً من غير أن تحول القنابل من دون ردعه؟ وإذا تفككت إيران وهدد تفككها البلدان المجاورة؟
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحركة "ماغا" إنما تبلورت سنداً لترمب في مواجهة انزلاق مثل هذا ورفضاً لمغامرات عسكرية خارجية في أعقاب الحرب الباردة، وفي الشرق الأوسط على وجه الخصوص، والذريعة هي عدم جدواها، وعدم جدوى حروب تخاض في سبيل تغيير الأنظمة (وترمب لا يدعو علناً إلى مثل هذا التغيير، على خلاف نتنياهو). وتشترك هذه المواقف في موقف عام هو تخلي الولايات المتحدة عن الاضطلاع بدور شرطي العالم الذي تؤديه منذ 1945، ويلزمها بضمان النظام الدولي باسم نهج "أميركا أولاً"، وهو مزيج من الانعزالية والأحادية، على أن تستبدل هذا الدور بالاقتصار على خدمة المصالح الأميركية، الاقتصادية أولاً، وحدها.
ولم يكتم إيديولوجيو حركة "ماغا"، من مقدم البرامج ثيو كيركارلسون إلى ممثلة ولاية جورجيا مارجوري تايلور غرين، خيبتهم العميقة. "الحروب العميقة، والعمليات العسكرية، وحملات تغيير الأنظمة، تؤخر مكانة أميركا، وتقتل الأبرياء، وتلحق الدمار بنا وتؤدي في نهاية المطاف إلى انهيارنا"، كتبت مارجوري تايلور غرين في الـ17 من يونيو (حزيران)، على منصة X. ونشر أليكس جونز، الناشط في "ماغا" ومعتنق نظرية المؤامرات، على X صورة مركبة تمزج وجه ترمب بقسمات بوش، دلالة على انعطاف صوب سياسة المحافظين الجدد.
ولا شك في أن ترمب لم ينقلب إلى محافظ جديد: فهو، شأن نتنياهو، لا يأبه بفرض الديموقراطية على إيران، أو غيرها. ويدافع عن سياسته بالقول إنه "يحل السلام بواسطة القوة"، ويتباهى بتأييد الناخبين، خارج جمهور "ماغا" له. وهذا ما أوحى به نائب الرئيس، جي. دي. فانس، على رغم تشككه في سياسة الرئيس وضيقه بما يحصل ("لا شك في أن الناس محقون حين يقلقهم الانزلاق الخارجي بعد الأعوام الـ25 الأخيرة من انتهاج سياسة خارجية غبية"). وهو يعلن أن قصارى همه الدفاع عن المصالح الأميركية وحدها في الشرق الأوسط، واقتراح حل نهائي وناجز للخطر الذي يتهدد هذه المصالح في المنطقة، ويتهدد المنطقة معها.
الوفاء للزعيم
ويقر استراتيجي "ماغا" ستيف بانون بأن الحركة لا يسعها مخالفة ترمب، فالحركة يعرفها وفاؤها للرجل فوق تعريفها بالوفاء لأفكار أو مبادئ. أي أن انخراط الولايات المتحدة في حرب اختارت طوعاً الانخراط فيها، على مسرح الشرق الأوسط، يبدو على نقيض مبادئ "ماغا": وعلى رغم هذا، على المبادئ أن تماشي التغيير، وليس العكس، أياً كانت النتائج المترتبة عليه في مسألة مثل دور إسرائيل، وتلاعبها بترمب وجرها إياه إلى خوض الحرب في خدمة مصلحتها.
ويبقى السؤال عما دعا الرئيس الأميركي إلى انتهاج سلوك يخالف ميول قاعدته الانتخابية، وطموحه المعلن إلى تقديم قضية السلم، وتفضيله عقد "الصفقات"؟ ويحسم فايس الجواب وينبه إلى عامل نفسي. ويقول: يقتضي فهم الأمر الانتباه إلى عدد من العوامل الشخصية جداً، بل النفسية (السيكولوجية)، وغير الجيوسياسية. فهو لاحظ نجاح الهجوم الإسرائيلي، ورغب في مشاطرة دور مجيد فيه. وأراد الظهور في مظهر رئيس حل معضلة تاريخية وعصية على الحل، ولم يقنع بإدارتها شأن سابقيه الكثرة واستهواه إثبات قوة قراره الشخصي، وقدرته على الإقناع بمجرد الوعيد أو التلويح بالمفاوضات المقبلة".
فترمب، غالباً ما يعول على الانطباع المتخلف عن قوله أو فعله، فوق تعويله على المفعول نفسه. هذا بينما ينبغي التعامل مع نتائج عمليات القصف، على المدى الطويل، لأجل شق طريق إلى السلم في وقت يسلط مراقبون الضوء على رص العملية الإسرائيلية – الأميركية صفوف النظام الإيراني وترجيح كفة عزمه على التسلح النووي.
وكان ريد سميث نبه في فورين أفيرز إلى ضرورة عدم الانجرار وراء حروب حلفاء الولايات المتحدة وشركائها. وإلى اليوم لم ينجم عن ضربات جوية أميركية ضد أهداف إيرانية مساع لتغيير النظام الإيراني وحرص ترمب على عدم نشر قوات أميركية برية في الميدان الإيراني. فهل نجح ترمب في الموازنة بين دواعي الحليف الإيراني ودواعي بلاده وتجنب أخطاء واشنطن في الشرق الأوسط؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
صفقة ترمب لإنقاذ نتنياهو مقابل إنهاء حرب غزة
فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإسرائيليين، مساء الأربعاء، بمنشور عبر موقع "تروث سوشيال"، دعا فيه إلى العفو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتهم في قضايا فساد، واصفاً إياه بـ "المحارب". وكتب: "ينبغي إلغاء محاكمة بيبي نتنياهو على الفور، أو منحه عفواً، فهو بطل عظيم قدم كثيراً لدولة إسرائيل". جاءت تدوينة ترمب قبيل أيام من استئناف محاكمة نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، في محاكمة مستمرة منذ عام 2020. ووفقاً لترمب، فإن "الولايات المتحدة هي التي أنقذت إسرائيل، والآن ستكون هي التي ستنقذ بيبي نتنياهو". ربما يأمل ترمب في عفو رئاسي عن صديقه الإسرائيلي، إذ يملك الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ صلاحية العفو عن نتنياهو. لكن ترمب، المعروف بلقب "رجل الصفقات"، لن يجعل الأمر مجرد هبة في إطار الصداقة السياسية، بل صفقة تنطوي على "إنقاذ" نتنياهو من المحاكمة، مقابل تسوية الحرب في غزة ضمن اتفاق شامل يضمن الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس"، ويدفع سريعاً نحو المضي في خطة اتفاقيات السلام العربية - الإسرائيلية التي بدأها في ولايته الأولى. نوبل للسلام الصفقة التي يسعى إليها ترمب مع نتنياهو ربما ترتبط بطموحه في الحصول على جائزة نوبل للسلام، إذ تباهى خلال الأيام الماضية بدوره في التوسط لاتفاقات تنهي صراعات، من بينها وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. كما كتب على "تروث سوشيال"، معبراً عن أسفه لعدم منحه جائزة نوبل للسلام لـ"وقفه" الحرب بين الهند وباكستان، أو بين صربيا وكوسوفو، ولسعيه إلى الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة. وتحدث أيضاً عن إبرامه "اتفاقات إبراهام" في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه إذا سارت الأمور على ما يرام، فإنها "ستتوج بانضمام دول أخرى، وستوحد الشرق الأوسط للمرة الأولى على مر العصور". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي منشوره أشار إلى الإعلان عن ترتيب معاهدة "رائعة" بين الكونغو ورواندا في شأن حربهما. وقال: "لا، لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت، بما في ذلك روسيا - أوكرانيا، وإسرائيل - إيران، مهما كانت النتائج، لكن الناس يتفهمون، وهذا كل ما يهمني". وأشار في حديثه إلى الصحافيين الجمعة الماضية، إلى أن ثلاثة من الرؤساء الأربعة الفائزين بجائزة نوبل للسلام ينتمون للحزب الديمقراطي، قائلاً: "كان ينبغي أن أحصل عليها أربع أو خمس مرات، لن يمنحوني جائزة نوبل للسلام لأنهم يمنحونها لليبراليين فقط". صفقة كبرى وإضافة إلى مكاسبه الشخصية، فإنه وفق الصحافة الإسرائيلية يتعلق الأمر بجزء من إستراتيجية أوسع، وربما منسقة، تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في الشرق الأوسط، مع لعب نتنياهو دوراً محورياً فيها. فمنذ إعلانه عن وقف إطلاق النار بوساطة أميركية بين إسرائيل وإيران، أبدى ترمب نفاد صبر متزايد تجاه إسرائيل، وخصوصاً بسبب استمرار القتال في غزة. وتتمثل رؤيته، وفقاً لتصريحاته المتكررة، في إنهاء الحرب وضمان الإفراج عن الرهائن وتوسعة "اتفاقات أبراهام" لتشمل الشرق الأوسط وربما ما بعده. وألمح مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إلى ذلك، قائلاً إن التوصل إلى اتفاق مع "حماس" "أقرب من أي وقت مضى". وقال في تصريحات لقناة "سي إن بي سي" الأميركية أمس الأربعاء، إن الإدارة الأميركية بصدد "إعلان مهم" قريبا في شأن الدول المشاركة في "اتفاقات إبراهام"، مضيفاً "نتوقع تطبيع العديد من الدول (علاقاتها مع إسرائيل)". وتقول صحيفة يديعوت آحرينوت، إنه في هذا السياق، يمكن النظر إلى تدخل ترمب في المشكلات القانونية التي يواجهها نتنياهو كجزء من "صفقة شاملة" تنطوي على دعم علني، وربما عملي، لزعيم إسرائيل مقابل تعاون نتنياهو في إنهاء حرب غزة ودفع الأهداف الإقليمية التي تقودها الولايات المتحدة. ويعتقد بعض المحللين أن هذه الخطوة قد تكون مجرد بداية لحملة دبلوماسية أوسع لم يُكشف عنها بعد. غضب المعارضة الإسرائيلية وقد ألمح زعيم المعارضة يائير لابيد إلى هذا الاحتمال في مقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية، قائلاً إنه "مع كامل الاحترام لترمب، عليه ألا يتدخل في مسار قانوني داخل دولة ذات سيادة. أعتقد أن هذه تعويضات، لأنه سيضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة. وهذا أسلوب ترمب المعتاد." واستخدمت النائبة نعما لازيمي من حزب الديمقراطيين لغة أكثر حدة في انتقاد الأمر قائلة بسخرية إن "نتنياهو بريء لدرجة أنه يستعين بترمب لإلغاء محاكمته. هذا المنشور (لترمب) يُظهر كيف تُحتجز أمة بأكملها رهينة بيد متهم جنائي. نتنياهو، أفرج عن قبضتك الخانقة على النظام الديمقراطي في إسرائيل. لا يمكن أن تُدمر المجتمع الإسرائيلي بسبب فساد رجل واحد. كفى." في المقابل، كانت ردود فعل حلفاء نتنياهو أكثر ترحيباً بتعليقات الرئيس الأميركي. وقال رئيس لجنة الدستور والقانون والعدالة في الكنيست سمحا روثمان، إن كلمات ترمب تعكس "حقيقة عميقة"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "من غير المناسب أن يتدخل الرئيس الأميركي في الشؤون القانونية لدولة إسرائيل. استقلال القضاء أمر حيوي حتي بالنسبة لنتنياهو." وبدلاً من ذلك، دعا روثمان الرئيس الإسرائيلي إلى منح نتنياهو عفواً: "امنحوا هذه الأمة العدالة ولحظات من الهدوء والرحمة." فيما لم يستبعد السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، احتمال ممارسة الولايات المتحدة ضغوطًا على الجهاز القضائي الإسرائيلي، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال زيارة إلى مركز سوروكا الطبي في بئر السبع عقب الضربة الصاروخية الإيرانية. اختباراً لاستقلالية القضاء ويواجه نتنياهو المحاكمة في ثلاث قضايا فساد، تتضمن اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة. وتتعلق إحدى المحاكمات باتهامه وزوجته سارة بتلقي هدايا ثمينة بشكل غير قانوني من قطب الإعلام الهوليوودي أرنون ميلتشان، بقيمة تُقدر بنحو 700 ألف شيكل. وتشير لائحة الاتهام إلى أن نتنياهو خالف قوانين تضارب المصالح عندما سعى إلى مساعدة ميلتشان في تجديد تأشيرته الأميركية طويلة الأمد، وقدم له دعماً في قضايا ضريبية. وتعلق قضية أخرى بالاحتيال وخيانة الأمانة، إثر محاولة نتنياهو المزعومة التوصل إلى صفقة "مقايضة" مع ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت، أرنون (نوني) موزيس، بحيث تقدم الصحيفة تغطية إعلامية إيجابية لرئيس الوزراء مقابل سنّ قانون يضعف منافستها الرئيسة، صحيفة يسرائيل هيوم. والقضية الثالثة المعروفة باسم "قضية بيزك-واللا"، فهي الأخطر، إذ يُتهم نتنياهو فيها بإصدار قرارات تنظيمية أفادت مالك شركة بيزك العملاقة للاتصالات، شاؤول إلوفيتش، بمئات الملايين من الشواقل. وبالمقابل، يُزعم أنه حصل على تغطية إعلامية إيجابية من موقع واللا الإخباري، الذي كان أيضاً مملوكاً لإلوفيتش. ويقول موقع "تايمز أوف إسرائيل" إن هذه القضايا تُعد اختباراً رئيساً لاستقلالية النظام القضائي الإسرائيلي، في وقت يشهد تدخلات سياسية متزايدة وضغوطاً داخلية وخارجية على مجريات المحاكمة. وينفي نتنياهو جميع التهم المنسوبة إليه، ويؤكد أنه لم يرتكب أية مخالفة، ويزعم أن القضايا ضده ملفقة بالكامل ووُضعت في إطار "انقلاب سياسي" دبرته الشرطة والنيابة العامة بهدف الإطاحة به من الحكم. وبموجب القانون الإسرائيلي، لا يمكن منح العفو إلا بعد انتهاء الإجراءات القانونية. ومع ذلك، تقول يديعوت آحرينوت إنه في ظل السياق الأمني الحالي، لا سيما بعد الضربة الأميركية الناجحة ضد المنشآت النووية الإيرانية، قد يصبح منح العفو أمراً ممكناً سياسياً. وقد ألمح الرئيس يتسحاق هرتسوغ أخيراً إلى أنه سينظر بإيجابية في مثل هذا الطلب إذا قدم رسمياً.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
الذهب ينتعش بفضل ضعف الدولار وانتقاد ترمب لرئيس "الفيدرالي"
ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس مدعومة بمؤشرات إلى أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يبدو صامداً، في حين أثارت انتقادات وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) المخاوف إزاء استقلالية البنك المركزي. وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة إلى 538.75 نقطة، وارتفعت مؤشرات رئيسة أخرى في أوروبا. ووصف ترمب أمس الأربعاء رئيس "الفيدرالي" جيروم باول بأنه "فظيع" وقال إن لديه ثلاثة أو أربعة أشخاص في ذهنه كمنافسين على أعلى منصب في البنك المركزي. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن ترمب لمح إلى تعيين بديل لباول خلال سبتمبر (أيلول) أو أكتوبر (تشرين الأول) المقبلين. وعادت سياسات ترمب الفوضوية المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى دائرة الضوء مرة أخرى مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده خلال التاسع من يوليو (تموز) المقبل لإبرام اتفاقات تجارية. ويبلغ قادة دول الاتحاد الأوروبي اليوم المفوضية الأوروبية برأيهم في شأن حل مسألة الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، وما إذا كانوا يفضلون إبرام اتفاق تجاري سريع يضمن لواشنطن شروطاً أفضل لصالحها أو تصعيد النزاع على أمل الوصول إلى ما هو أفضل لهم. في الوقت نفسه وعلى الساحة العالمية، قال ترمب أمس إنه سيسعى على الأرجح للحصول على التزام من إيران بإنهاء طموحاتها النووية في محادثات خلال الأسبوع المقبل. وقادت أسهم شركات التعدين الأوروبية مكاسب القطاعات الفرعية، إذ صعد مؤشر القطاع 1.1 في المئة، وارتفع مؤشر قطاع المرافق 0.8 في المئة، وارتفع سهم شركة "أتش أند أم" 5.3 في المئة، بعدما أعلنت شركة الأزياء السويدية تحقيق أرباح أعلى قليلاً خلال الربع الثاني من العام. "نيكاي" الياباني يسجل أعلى مستوى خلال 5 أشهر لامس مؤشر "نيكاي" الياباني أعلى مستوياته في خمسة أشهر تقريباً اليوم، وسط فترة هدوء في الشرق الأوسط شجعت المستثمرين على إعادة شراء أصول أعلى في الأخطار، وخصوصاً أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق الإلكترونية وغيرها من شركات التكنولوجيا الفائقة. وارتفع مؤشر "نيكاي" 1.7 في المئة إلى 39584.58 نقطة عند الإغلاق، بعدما وصل إلى 39615.59 نقطة خلال الجلسة ليسجل مستوى لم يشهده منذ الـ31 من يناير (كانون الثاني) الماضي. وسجلت الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي أداء مميزاً، إذ صعدت أسهم مجموعة "سوفت بنك" للاستثمار في الشركات الناشئة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي 5.5 في المئة، وقفز سهم شركة "أدفانتست" لصناعة معدات اختبار الرقائق خمسة في المئة، وزاد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً والأقل اعتماداً على قطاع التكنولوجيا 0.8 في المئة فحسب. وصعد المؤشر الفرعي لأسهم الشركات سريعة النمو 0.9 في المئة، متفوقاً على مؤشر أسهم القيمة الذي ارتفع 0.8 في المئة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وشهدت الأسواق على مستوى العالم حالاً من الهدوء بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هذا الأسبوع، والذي قلل من احتمالية حدوث اضطرابات لإمدادات النفط العالمية. وتستورد اليابان كل حاجاتها تقريباً من النفط الخام، ويشكل قطاع الصناعات التحويلية كثيف الاستهلاك للطاقة ركيزة رئيسة في اقتصادها. الذهب يرتفع في أسواق المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب اليوم مدعومة بتراجع الدولار وتزايد حال عدم اليقين، بعد أن أثارت تقارير مخاوف جديدة في شأن استقلالية البنك المركزي الأميركي خلال المستقبل، مما عزز الطلب على المعدن الأصفر الذي يعد ملاذاً آمناً، وارتفع الذهب خلال المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 3336.02 دولار للأوقية (الأونصة)، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 3349.30 دولار. وتراجع الدولار إلى أدنى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية أقل كلفة للمشترين من حائزي العملات الأخرى. وقال باول للجنة في مجلس الشيوخ الأميركي أمس إن خطط ترمب الخاصة بالرسوم الجمركية ربما تتسبب في ارتفاع الأسعار لمرة واحدة فحسب، لكن خطر التضخم المستمر كبير بما يكفي ليتوخى البنك المركزي الحذر في شأن مزيد من خفض أسعار الفائدة. وقال كبير محللي السوق في "كيه سي أم تريد" تيم ووترر "من الواضح أن ترمب يريد رئيساً لـ'الفيدرالي' في المرة المقبلة يميل للتيسير النقدي، لذا فإن الاحتمال المتزايد لدورة خفض قوي لأسعار الفائدة يضغط على الدولار". ويميل الذهب إلى الارتفاع خلال فترات عدم اليقين وفي بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة خلال المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 36.34 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 1.8 في المئة إلى 1379.58 دولار، في حين قفز البلاديوم 3.4 في المئة إلى 1093.70 دولار.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
مقتل 16 وجرح المئات وتدمير آلاف المحال في تظاهرات كينيا
قتل 16 شخصاً في الأقل باحتجاجات في أنحاء كينيا أمس الأربعاء، على ما قالت منظمة العفو الدولية اليوم الخميس، فيما انشغل أصحاب المتاجر والسكان في إزالة الدمار في العاصمة وخارجها. وأحرقت مبانٍ وحطمت نوافد ونهبت متاجر (آلاف الأعمال التجارية في وسط نيروبي)، حيث تركزت الاحتجاجات المناهضة للحكومة أمس. وصدرت الدعوة إلى التظاهرات في الذكرى الأولى لتحركات حاشدة ضد زيادات ضريبية شهدتها البلاد العام الماضي أوقعت أكثر من 60 قتيلاً. وبلغت التظاهرات ذروتها مع اقتحام المحتجين للبرلمان في الـ25 من يونيو (حزيران) عام 2024 للمطالبة بسحب قانون المال واستقالة الرئيس ويليام روتو، واستمرت التظاهرات حتى يوليو (تموز). وعلى رغم أن مسيرات أمس بدأت سلمية فإنها تحولت إلى حال من الفوضى، إذ خاض شباب مواجهات مع قوات الأمن وأشعلوا النيران وانتزعوا أحجار الأرصفة لرميها على الشرطة. وقال وزير الداخلية كيبشومبا موركومين خلال خطاب متلفز إن "ما حصل بالأمس لم يكُن تظاهرة. كان إرهاباً تحت عباءة المعارضة". وأضاف "ندين الفوضويين المجرمين الذين أطلقوا، باسم التظاهرات السلمية، موجة أعمال عنف ونهب واعتداء جنسي ودمار على شعبنا". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأفاد أصحاب متاجر في وسط مدينة نيروبي وكالة الصحافة الفرنسية بأن أعمال النهب بدأت بعد الظهر عقب طلب الحكومة من محطات التلفزيون والإذاعة وقف بث المشاهد المباشرة للاحتجاجات. وشاهد مراسل الصحافة الفرنسية متاجر كانت تبيع كل شيء من الإلكترونيات إلى العطور والملابس وقد تحولت إلى رماد أو تعرضت للنهب. وصرح مدير منظمة العفو الدولية في كينيا إيرونغو هوتون بأن عدد القتلى ارتفع إلى 16. وكان ائتلاف يضم منظمات حقوقية أفاد في وقت سابق بجرح ما لا يقل عن 400 شخص، 83 منهم في حال خطرة، وتحدث عن خروج احتجاجات في 23 مقاطعة في أنحاء كينيا. وذكرت فرق الطوارئ أن هناك إصابات متعددة بطلقات نارية، ووردت تقارير غير مؤكدة في وسائل الإعلام المحلية عن قيام الشرطة بإطلاق النار على متظاهرين، خصوصاً في بلدات خارج العاصمة. وعدد كبير من الكينيين مستاؤون من الرئيس ويليام روتو الذي تولى السلطة عام 2022، واعداً بتحقيق تقدم اقتصادي سريع. ويشعر كثر بخيبة أمل إزاء استمرار الركود الاقتصادي والفساد وارتفاع الضرائب، إضافة إلى وحشية الشرطة بعد مقتل أستاذ أثناء احتجازه في وقت سابق هذا الشهر.