
"إسرائيل" تتوقع جولة جديدة من الحرب مع إيران
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
سلطت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الضوء على تقييمات سياسية وأمنية تشير إلى أن وقف إطلاق النار الأخير بين "إسرائيل" وإيران -برعاية أميركية- لم ينه المعركة بين الطرفين، بل ترى أنه بداية مرحلة جديدة أكثر خطورة.
ونقلت آنا براسكي المراسلة السياسية للصحيفة تقييمات سياسية إسرائيلية ترى أن السؤال لم يعد "هل سيستأنف القتال؟" بل "متى وعلى أي جبهة ستكون الجولة المقبلة؟".
ورغم الهدوء النسبي، تواصل "إسرائيل" اعتبار وقف البرنامج النووي الإيراني "هدفا وطنيا أسمى" بينما ترفض إيران التخلي عن مشروعها النووي. وتؤكد المراسلة السياسية أن اللاعبين لم يتغيروا، وأن اللعبة مستمرة، في ظل غياب أي وهم بأن الصراع قد انتهى.
وتستند هذه الرؤية إلى تصريح لرئيس الموساد ديفيد برنيع، بعد يوم ونصف من سريان وقف إطلاق النار، قال فيه "سنواصل مراقبة جميع المشاريع في إيران، والتي نعرفها بعمق، وسنكون هناك كما كنا حتى الآن" الأمر الذي اعتبره مراقبون إسرائيليون أنه إشارة إلى أن الهدوء مؤقت.
ويعتبر التقرير أن وقف النار لم يكن نتيجة تسوية إستراتيجية، بل هو توازن مؤقت في المصالح، حيث سعت "إسرائيل" إلى تحقيق إنجاز تكتيكي عبر تدمير منشآت نووية وقواعد عسكرية إيرانية، بينما تجنبت إيران مواجهة مفتوحة مع سلاح الجو الأميركي الذي هاجم مفاعلات نووية في فوردو وأصفهان ونطنز.
وتضيف المراسلة السياسية للصحيفة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أميركية يفتقر الى آليات رقابية أو قنوات اتصال دائمة، ولا يتضمن التزامات واضحة بوقف البرنامج النووي الإيراني أو برنامج الصواريخ بعيدة المدى.
وترى براسكي أن هذا الوضع قابل للانفجار في أي لحظة، سواء بصاروخ من لبنان أو طائرة مسيرة من اليمن أو حتى تقرير إعلامي عن هجوم في سورية.
وتحذر التقديرات الإسرائيلية من نمط جديد للصراع، يتمثل في جولات قصيرة ومركزة لكنها مدمّرة، تتكرر كل بضعة أشهر في ساحات متعددة مثل لبنان وسورية والخليج، مما يهدد استقرار المنطقة ويستدعي تدخلا أميركيا متزايدا لمحاولة منع التصعيد من الوصول إلى مواجهة شاملة.
وتؤكد المراسلة أن "التوتر القائم وانعدام الثقة والصراع غير المحسوم، حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، لن تختفي تلقائيا حتى لو انخرطت أطراف دولية مثل روسيا أو الاتحاد الأوروبي أو دول الخليج في المساعي الدبلوماسية".
ترامب وتعقيدات الأزمة
على الجانب الأميركي، ترى إسرائيل أن واشنطن ستبقى حاضرة بدافع المصلحة، خاصة في ظل وجود الرئيس دونالد ترامب الذي أظهر مواقف متناقضة تجاه إيران. فقد أعلن انتهاء الهجمات، ثم عاد ليؤكد الاستعداد لضربات جديدة. إلا أن دعم الكونغرس لأي تحرك عسكري واسع غير مضمون، والمجتمع الأميركي متوتر تجاه أي تورط عسكري جديد بالمنطقة، وترى أن هذا التردد الأميركي يمثل "ضعفا إستراتيجيا قد يضع "إسرائيل" أمام معضلة صعبة، إذا قررت توجيه ضربة استباقية أخرى".
وتشير المراسلة السياسية للصحيفة الإسرائيلية إلى احتمال تعمق المواقف الرسمية الإيرانية الرافضة للاتفاق النووي، مما يعرقل أي تسوية ديبلوماسية طويلة الأمد.
وتنتقد طريقة تعامل ترامب مع الأزمة، واصفة إياها بعقلية "صناعة الترفيه" حيث أدار التدخل الأميركي كأنه موسم درامي من مسلسل تلفزيوني من مفاجآت وتشويق وانفجارات ثم نهاية تبدو مرضية، فقد شن حملة قصف ثم إعلان مفاجئ بوقف النار، كأنه يختتم موسما تلفزيونيا يقول في ختامه شكرا على المشاهدة، حتى أنه أطلق على هذه الجولة اسم "حرب الـ12 يوما".
لكن الواقع أثبت أن القصف المتبادل استمر بعد إعلان الهدنة رغم الضغوط الأميركية، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا التطور يمثل نقطة تحول نحو مصالحة إقليمية أم مجرد توقف مؤقت قبل جولة جديدة من العنف.
كما تشير المراسلة إلى أن تفاصيل وقف النار لاتزال غامضة، خاصة حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، وسط تضارب في التقديرات بين البيت الأبيض الذي أعلن أنه تم تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، والتقارير الاستخباراتية -التي سربتها شبكة "سي إن إن" الأميركية- وقالت إن الأضرار لا تتجاوز تأخيرا لبضعة أشهر فقط.
وتتطرق المراسلة إلى الخطوة التي قام بها ترامب بعد إعلان وقف إطلاق النار، وهي مطالبته إسرائيل بإلغاء محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وربطه ذلك بالتحالف بين الولايات المتحدة و"إسرائيل".
وترى أن ما وراء هذه التصريح رسالة أكثر وضوحا وهي "الدفاع الأميركي عن "إسرائيل" يتطلب ثمنا. وهذا الثمن، على الأقل وفقا للمنطق الذي يقود ترامب، ويمكن أن يبدو على النحو الاتي: التعاون العلني مع خط القيادة الأميركية والحفاظ على الولاء السياسي الكامل حتى في الساحات المتقلبة مثل القضية الفلسطينية أو الاتفاق النووي".
وأضافت "ربما سنكتشف قريبا أن الأميركيين لديهم مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويجب على الحكومة الإسرائيلية أن تنضم إليه".
وتختم براسكي تقريرها بالتأكيد على أن الصراع بين "إسرائيل" وإيران قد يظل مرشحا للانفجار في أي لحظة، ما لم تحسم واشنطن أمرها وتقرر ما إذا كانت ستواصل إمساك زمام المبادرة أو تكتفي بهامش المراقبة على حد تعبيرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 39 دقائق
- النهار
مجموعة السبع... اتّفاق يمنح إعفاء ضريبياً لشركات أميركية وبريطانية
أعلنت دول مجموعة السبع في بيان السبت أن الولايات المتحدة والمجموعة اتّفقتا على دعم اقتراح من شأنه إعفاء شركات أميركية من بعض مواد اتفاقية عالمية قائمة. وذكرت مجموعة السبع في بيان صادر عن كندا، التي تتولّى الرئاسة الدورية، أن المجموعة استجابت لموافقة الإدارة الأميركية على إلغاء اقتراح الضريبة المضادة بموجب المادة 899 من مشروع قانون الضرائب والإنفاق، الذي قدّمه الرئيس دونالد ترامب، وأنشأت نظاماً موازياً. وقالت المجموعة إن الخطّة تعترف بقوانين الحد الأدنى للضرائب الأمبركية الحالية وتهدف إلى تحقيق مزيد من الاستقرار في النظام الضريبي الدولي. وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أنّه في أعقاب حذف المادة 899 من نسخة مجلس الشيوخ الأميركي من مشروع قانون الضرائب والإنفاق، فإن هناك تفاهماً مشتركاً بأن النظام الضريبي الأدنى يمكن أن يحافظ على المكاسب المهمة التي حقّقتها الولايات القضائية داخل "الإطار الشامل" في معالجة تآكل القاعدة وتحوّل الأرباح. وذكرت الخزانة في منشور عبر "إكس" اليوم "نتطلّع إلى مناقشة هذا التفاهم وتطويره ضمن الإطار الشامل". ونجت الشركات البريطانية من الضرائب المرتفعة بعد إلغاء المادة 899 من مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي أصدره ترامب. وأكّدت بريطانيا أن الشركات ستستفيد من مزيد من اليقين والاستقرار عقب الاتفاقية. وكانت بعض الشركات البريطانية قد عبّرت في الأسابيع الأخيرة عن قلقها بشأن دفع ضرائب إضافية كبيرة بسبب إدراج المادة 899، التي أُلغيت الآن. وقالت وزيرة المالية ريتشل ريفز في بيان "يوفّر اتّفاق اليوم اليقين والاستقرار اللذين تشتد الحاجة إليهما لتلك الشركات بعد أن عبرت عن مخاوفها"، مضيفة أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لمعالجة التخطيط الضريبي المفرط والتهرب الضريبي. وأفاد مسؤولو مجموعة السبع بأنّهم يتطلّعون إلى مناقشة حل "مقبول وقابل للتنفيذ من الجميع". وفي كانون الثاني/يناير، أعلن ترامب، من خلال أمر تنفيذي، أن اتّفاق الحد الأدنى للضريبة العالمية على الشركات لا ينطبق على الولايات المتحدة، منسحباً بذلك فعلياً من الاتّفاق المهم لعام 2021 الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس السابق جو بايدن مع ما يقرب من 140 دولة. وتعهّد ترامب أيضاً بفرض ضريبة مضادّة على الدول التي تفرض ضرائب على الشركات الأميركية بموجب الاتفاق الضريبي العالمي لعام 2021. واعتُبرت هذه الضريبة ضارة بالعديد من الشركات الأجنبية العاملة في الولايات المتحدة.


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون ترامب الضريبي
أقر مجلس الشيوخ، الذي يقوده الجمهوريون، مساء السبت حزمة سياسات داخلية شاملة تناسب أجندة الرئيس دونالد ترامب، بعد تصويت مثير استمر لساعات، مما يقربه خطوة أخرى من إقرارها. كانت نتيجة التصويت 51 صوتا مقابل 49، مع انضمام عضوين جمهوريين - السيناتور توم تيليس من ولاية كارولينا الشمالية والسيناتور راند بول من ولاية كنتاكي - إلى جميع الديمقراطيين في المعارضة. وتأخر التصويت الإجرائي يوم السبت لساعات، في ظل سعي قادة الحزب جاهدين لحل الخلافات الداخلية، كما سافر نائب الرئيس، جيه دي فانس، إلى مبنى الكابيتول مساء السبت تحسبا لضرورة تصويته لكسر التعادل (50-50). إلا أن السيناتور رون جونسون (جمهوري من ويسكونسن)، الذي عارض مشروع القانون في البداية، غير تصويته في النهاية. ويتضمن مشروع القانون المكون من 940 صفحة، تخفيضات ضريبية، وزيادة في تمويل إنفاذ قوانين الهجرة، وتخفيضات في برنامج Medicaid، من بين بنود أخرى. سيمدد هذا التشريع التخفيضات الضريبية التي وقعها ترامب عام 2017، ويخفض الضرائب على الإكراميات وأجور العمل الإضافي. ويشمل زيادة قدرها 150 مليار دولار للإنفاق العسكري هذا العام، إلى جانب زيادة كبيرة في الأموال الفيدرالية لتنفيذ أجندة ترامب المتعلقة بالترحيل الجماعي وإنفاذ قوانين الهجرة. ويغطي هذا التشريع جزئيا ذلك من خلال تخفيضات في تمويل برنامجي ميديكيد وبرنامج المساعدة التكميلية للتغذية (SNAP) وتمويل الطاقة النظيفة. كما سيضيف مشروع القانون هذا، حوالي 4 تريليونات دولار إلى الدين الوطني عند احتساب مدفوعات الفائدة المرتفعة، وفقا لتحليل نشرته يوم السبت لجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة، وهي مؤسسة بحثية تدعم خفض العجز. في غضون ذلك، انتقد السيناتور الجمهوري راند بول التشريع لزيادته في الدين، واصفا إياه بأنه "مشروع قانون إنفاق أكثر منه مشروع قانون يعالج مشكلة الدين". أما السيناتور الجمهوري توم تيليس، الذي يواجه معركة إعادة انتخاب صعبة العام المقبل، فقد انتقد بشدة أيضا تخفيضات برنامج "ميديكيد" ووصفها بأنها تضر بولايته، قائلا إنه "لا يستطيع دعم هذا القانون بصيغته الحالية". وقد هاجم ترامب تيليس على موقع "تروث سوشيال" بعد تصويته، قائلا إنه يخطط للقاء منافسيه المحتملين في الانتخابات التمهيدية. وكتب ترامب: "يرتكب توم تيليس خطأ فادحا في حق أمريكا، وحق شعب كارولينا الشمالية الرائع!".


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
فرنسا تدخل على خط مفاوضات النووي الإيراني بـ"دور محوري"
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أن بلاده وشركاءها الأوروبيين الرئيسيين يعتزمون الاضطلاع بـ"دور محوري" في المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، خصوصا بسبب قدرتهم على إعادة فرض عقوبات على طهران. وقال بارو لقناة "إل سي آي" الإخبارية الفرنسية، إنه "إذا رفضت إيران التفاوض بحسن نية على تأطير صارم ومستدام لبرنامجها النووي، فإن فرنسا، مع شركائها الأوروبيين، تستطيع ببساطة، وبرسالة بسيطة عبر البريد، أن تفرض على إيران من جديد الحظر العالمي على الأسلحة والمعدات النووية وعلى البنوك وشركات التأمين الذي تم رفعه قبل عشر سنوات". وأضاف بارو: "لهذا السبب، فإننا نضطلع بطريقة أو بأخرى بدور محوري في هذه المفاوضات"، معربا عن أمله في "أن يبدأ حوار بين إيران والولايات المتحدة ويأخذ في الاعتبار شروطنا" بشأن النشاط النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب وإسرائيل في أنه موجه لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.