
مع اشتداد الضغوط .. هل تستطيع هارفارد الصمود ومواجهة ترامب؟
منذ تنصيب "ترامب" وهو يركز بصورة شديدة على التجارة، لكن توسع الأمر لساحة نزاع جديدة وهي التعليم العالي، مع بدء البيت الأبيض ممارسة نفوذًا مفرطًا، وأخطر ما لا يقل عن 60 جامعة بالخضوع للتحقيق تحت ستار مزاعم معادة السامية في حرمها الجامعي.
حجب التمويل
حجبت إدارة "ترامب" التمويل الحكومي عن جامعات منها "هارفارد" - 2.2 مليار دولار من التمويل الفيدرالي للجامعة - و"كولومبيا" ردًا على تسامحها مع المظاهرات المناهضة للحرب في غزة، من أجل الضغط على تلك المؤسسات بإجراء تغييرات.
الجامعة الأقدم في أمريكا
هارفارد ليست فقط الجامعة الأغنى في العالم، بل الأقدم في أمريكا حيث تأسست عام 1636، ورغم ذلك بدأ الرئيس - خريج جامعة بنسلفانيا - معركة معها برسالة طويلة لرئيسها "آلان جاربر" شملت مطالب كان من شبه المستحيل قبولها شملت إشراف الحكومة على إجراءات القبول، وإنهاء قبول الطلاب الدوليين المعادين للقيم الأمريكية.
مقاومة جاربر
بالفعل رفض "جاربر" هذه المطالب بشكل قاطع، وأوضح أن الجامعة لن تتنازل عن استقلالها أو تتخلى عن حقوقها الدستورية، وأنها لن ترضخ لمطالب إدارة "ترامب" سواء استمرت في الحصول على التمويل الفيدرالي أم لا.
تأييد عام
وأيد العديد من الطلاب وخريجي الجامعة موقفها رغم العواقب، ووصف "باراك أوباما" – خريج هارفارد – خطوة "ترامب" بالمتهورة، وأشاد بالجامعة باعتبارها قدوة تحتذى بها مؤسسات التعليم العالي الأخرى.
انتقادات صريحة
ورغم تقديم الجامعة بعض التنازلات منها فصل قادة مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لها، إلا أن "ترامب" وجه انتقادات صريحة للجامعة منها: أنه لم يعد من الممكن اعتبارها مكانًا لائقًا للتعلم، ولا ينبغي إدراجها ضمن أي قائمة لأفضل جامعات أو كليات العالم.
الإجراء
التوضيح
إجراء قانوني
أشار "جاربر" لإمكانية اتخاذ إجراء قانوني ضد "ترامب" لانتهاكه حق الجامعة في حرية التعبير المنصوص عليه في التعديل الأول من الدستور.
ومهد الطريق لدعوى قضائية تتهم الإدارة بتجاوز صلاحيتها بموجب قانون الحقوق المدنية لعام 1964 الذي يحظر التمييز العنصري في البرامج التي يدعمها التمويل الفيدرالي.
السياسيون الجمهوريون
تعتزم الجامعة الضغط بقوة على السياسيين الجمهوريين في الكونجرس.
السعي لكسب تأييد الشعب
ربما تكون الخطوة الحاسمة في النزاع هي كسب تأييد الأمريكيين.
بالفعل أعادت الجامعة بعض الصياغات على موقعها، وعرضت بعضًا من إنجازاتها المذهلة مع التركيز على الاكتشافات الطبية التي غيرت حياة الكثيرين.
ماذا عن الوضع المالي؟
بفضل وقفها المالي البالغ 53.2 مليار دولار – وهو ما يفوق الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول الصغيرة – تتمتع الجامعة بقدرة فريدة على تجاوز الأزمة.
لكن رغم ذلك، فإن 70% من أموال الوقف مخصص لمشاريع محددة، ويتعين على الجامعة إنفاق الأموال بالطريقة التي وجهها المانحون أو مواجهة مسؤولية قانونية.
وفي 2024، بلغت الميزانية التشغيلية للجامعة 6.4 مليار دولار، ومول الوقف ثلث هذا المبلغ، مع 16% من الحكومة الفيدرالية، غالبًا للمساعدة في أمور تعود بالنفع على أمريكا بأكملها مثل البحوث الطبية الحيوية.
ضغوط إضافية
بدأت إدارة "ترامب" استكشاف سبل إلغاء إعفاء الجامعة من الضرائب، واتهمتها بالكشف غير الدقيق من مصادر التمويل الأجنبي، وهددت قدرتها على قبول الطلاب الدوليين الذين يشكلون حوالي ثلث إجمالي الطلاب.
أهمية الطلاب الأجانب
يساهم الطلاب الأجانب الذين يدفعون الرسوم الدراسية كاملة حتى في العديد من الجامعات الأخرى في دعم النفقات الأخرى بما في ذلك المساعدات المالية للطلاب المحليين، كما أنه لم يسبق لحكومة فيدرالية أن هددت بمنع تسجيل طلاب من دول أخرى في جامعات كبرى.
هل تستسلم مثل كولومبيا؟
على النقيض، وافقت جامعة كولومبيا بصورة كبيرة على إصلاحات إدارة "ترامب" كشرط لاستعادة 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي، كما أقالت رئيسها والتزمت بتغيير سياساتها المتعلقة بالاحتجاجات الطلابية، رغم ذلك لم يعد التمويل.
الخلاصة
تمثل الضغوط الحالية بداية مرحلة جديدة أكثر عدوانية في جهود "ترامب" لإعادة تشكيل الجامعات في البلاد، و بالطبع لن يكون الأمر سهلاً على "هارفارد" مقاومة ذلك خاصة مع تراجع الثقة في التعليم العالي الأمريكي، ولكن إذا لم تنجح الجامعة المرموقة والعريقة في الصمود، فهذا يعني استستلام كافة الجامعات.
المصادر: أرقام - يو إس إيه توداي – فاينانشال تايمز – رويترز – وول ستريت جورنال – الجارديان – بي بي سي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 33 دقائق
- أرقام
حكم قضائي يمنع ترامب من إجراء عمليات تسريح جماعي لموظفي الحكومة
قضت محكمة فيدرالية الجمعة، بمنع إدارة الرئيس "دونالد ترامب" من الاستمرار في إجراء عمليات تسريح واسعة النطاق لموظفي الهيئات الحكومية، وإعادة هيكلتها. قالت "سوزان إيلستون" قاضية المحكمة الجزئية بمقاطعة شمال كاليفورنيا في حيثيات حكمها، إنه يحق للرؤساء تحديد أولويات سياسات السلطة التنفيذية، وعلى رؤساء الهيئات الالتزام بالتنفيذ، وهذه أمور لا جدال فيها. لكنها أشارت إلى أن الكونجرس هو الجهة المخولة بتأسيس الهيئات الفيدرالية، وتمويلها، وتحديد اختصاصاتها بموجب القانون. وأوضحت أنه لا يجوز للهيئات التنفيذية إجراء عمليات إعادة هيكلة، وتخفيضات واسعة النطاق للقوى العاملة، متجاهلة الضوابط التشريعية. وأضافت أنه لا يجوز أيضاً لرئيس الدولة الشروع في عمليات إعادة تنظيم واسعة النطاق للسلطة التنفيذية دون مشاركة الكونجرس في القرارات. وعليه، ضمن هذا الحكم بشكل أولي منع الإدارة الحالية من إجراء أية عمليات تسريح إضافية لموظفي الهيئات الفيدرالية، أو إعادة تنظيم هياكلها خلال فترة نظر الدعوى المتعلقة بأمر تنفيذي أصدره "ترامب" في الحادي عشر من فبراير الماضي. نصّ الأمر التنفيذي هذا على بدء عملية تغيير حاسمة في النظام البيروقراطي الفيدرالي، مع توجيه رؤساء الهيئات الحكومية بالاستعداد لإجراء تخفيضات واسعة في أعداد العاملين بها.


الوئام
منذ 34 دقائق
- الوئام
هل تنهار العلاقة الأطول؟.. كندا تتحدى سياسات ترمب الحمائية
خاص – الوئام في ظل التوترات المتصاعدة بين واشنطن وأوتاوا، وفي وقت تتداعى فيه أسس النظام التجاري الغربي بسبب سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الحمائية، اجتمع مسؤولون أمريكيون وكنديون في محاولة لإعادة الاستقرار إلى العلاقات الثنائية التي طالما شكلت حجر زاوية في الاقتصادين. اللقاءات الجانبية ضمن قمة مجموعة السبع في بانف بكندا تعكس أهمية اللحظة ومحاولة احتواء التصعيد قبل أن يتحول إلى أزمة استراتيجية طويلة الأمد. محاولة لخفض التوتر على هامش قمة مجموعة السبع في بانف، التقى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبان لمناقشة التوترات التجارية المستمرة. ورغم التكتم على تفاصيل المحادثات، وصف شامبان اللقاء بالإيجابي، مشيرًا إلى 'تقدم ملموس وإحساس بالوحدة' بين دول المجموعة. من جانبه، صرّح بيسنت بأن اليوم كان 'مثمرًا جدًا'. اتفاق اقتصادي وأمني جديد في الوقت ذاته، كان الوزير الكندي المكلّف بالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، دومينيك لوبلان، يجتمع مع مسؤولين من إدارة ترمب في واشنطن لبحث اتفاق اقتصادي وأمني جديد. وشدد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في أوتاوا على أن حكومته 'لن تتعجل لكنها مصممة على تحقيق أفضل صفقة لكندا. قمة السبع تبحث الاستقرار العالمي تركز اجتماعات مجموعة السبع على تنسيق الجهود بين الاقتصادات الغربية الكبرى لتحقيق استقرار اقتصادي عالمي. غير أن السياسات التجارية الحمائية التي ينتهجها ترمب، بما في ذلك فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات من الحلفاء، أثارت مخاوف في الأسواق المالية، ودفعت الشركات لتقليص استثماراتها وخطط التوظيف. وتشهد العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة توترًا مستمرًا منذ أشهر. بينما تحتفظ واشنطن بتعريفات بنسبة 25% على سلع لا تدخل ضمن اتفاق التجارة الأمريكي المكسيكي الكندي، ردّت كندا بتعريفات انتقامية على واردات أمريكية بقيمة 43 مليار دولار. ومع ذلك، منحت أوتاوا إعفاءات مؤقتة لقطاعات السيارات والصناعات التحويلية لتسهيل التحول نحو مورّدين جدد. لا اتفاقات جديدة أفادت مصادر مطلعة أنه لا توجد خطط أمريكية حالية للإعلان عن اتفاقيات تجارية جديدة مع بقية دول مجموعة السبع عند اختتام القمة المالية. لكن اللقاء الثنائي بين بيسنت وشامبان يشير إلى سعي حثيث من قبل الطرفين لتجنب تصعيد إضافي. وسط هذه الأجواء، حذّر كارني من أن نمط العلاقات الاقتصادية التقليدية بين كندا والولايات المتحدة، وخصوصًا سلاسل التوريد المتكاملة، قد أصبح شيئًا من الماضي. واعتبر شامبان، في مداخلته الافتتاحية بالقمة، أن التجارة الحرة والعادلة أمر أساسي لتحقيق استقرار اقتصادي عالمي، رغم اعترافه بأن سياسات الرسوم الأمريكية تخلق توترات داخل المجموعة. التأثيرات الاقتصادية تشير البيانات الأولية إلى أن الاقتصاد الكندي بدأ يعاني من آثار السياسات التجارية الأمريكية، لاسيما الرسوم الجمركية على السيارات والفولاذ والألمنيوم. هذا التأثير بات ملموسًا في سوق العمل الكندية، في ظل اعتماد البلاد على السوق الأمريكية التي تشكل نحو خُمس الناتج المحلي الكندي.


شبكة عيون
منذ 36 دقائق
- شبكة عيون
ترامب يطالب بفرض رسوم جمركية 50% على الاتحاد الأوروبي بدءاً من يونيو 2025
★ ★ ★ ★ ★ مباشر: أوصى الرئيس الأمريكي دونالد رامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على دول الاتحاد الأوروبي، وذلك بدءا من يونيو المقبل. وقال ترامب في منشور على "تروث سوشيال" إن الاتحاد الأوروبي، الذي تم تشكيله أساسًا للاستفادة من الولايات المتحدة في التجارة، كان من الصعب التعامل معه. وأشار ترامب إلى أن العجز التجاري مع الاتحاد يتجاوز 250 مليار دولار سنويًا وهو رقم غير مقبول. وأضاف أن المناقشات التجارية مع الاتحاد الأوروبي لا تحقق أي نتائج. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات هل خالف "المركزي" المصري توصيات صندوق النقد بخفض أسعار الفائدة؟ توجيهات وزارية بشأن مصانع "النحاس المصرية"