
"المساعدة في تدمير المنشآت النووية أو مواصلة التفاوض".. ما خيارات "ترامب" للتعامل مع حرب إسرائيل وإيران؟
في خضم تصاعد التوتر بالشرق الأوسط، يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا مصيريًا قد يعيد تشكيل مسار الصراع بين إسرائيل وإيران، وهذا القرار، الذي برزت ملامحه بعد أربعة أيام فقط من اندلاع القتال، يدور حول مشاركة الولايات المتحدة المحتملة في تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية شديدة التحصين، التي تقع على عمق كبير لا يمكن اختراقه إلا بواسطة قنابل "اختراق المخابئ" الأمريكية العملاقة التي تُسقطها قاذفات B-2 الاستراتيجية، وتتزايد الضغوط مع ظهور علامات متضاربة من ترامب، فبينما يلوح شبح التدخل العسكري، تظل إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات قائمة، مما يضع واشنطن على حافة مفترق طرق استراتيجي غير مسبوق في المنطقة.
خيارات صعبة
ويعتبر هذا القرار محوريًا، فإذا ما قرر ترامب المضي قدمًا في عملية تدمير فوردو، فإن ذلك سيقحم الولايات المتحدة بشكل مباشر في نزاع جديد بالشرق الأوسط، ويضعها في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران، وهذا السيناريو يتناقض تمامًا مع تعهدات ترامب المتكررة خلال حملتيه الانتخابيتين بتجنب مثل هذه الحروب، وقد سبق للمسؤولين الإيرانيين أن أطلقوا تحذيرات صريحة بأن أي مشاركة أمريكية في هجوم على منشآتهم الحيوية ستقضي على أي فرصة متبقية للتوصل إلى اتفاق نزع سلاح نووي، وهو الاتفاق الذي يصر ترامب على أنه لا يزال يرغب في متابعته.
وهذا التناقض يضع إدارة ترامب أمام تحدٍ حقيقي: هل تتخلى عن مبادئها المعلنة لتوريط واشنطن في صراع إقليمي جديد، أم تحاول إبقاء الباب مفتوحًا لحل دبلوماسي قد يبدو بعيد المنال؟
رسائل متناقضة
وتعكس تصريحات ترامب الأخيرة حالة من التخبط الواضح في التعامل مع الأزمة الإيرانية، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فمن جهة، أفاد مسؤول أمريكي بأن ترامب كان قد شجع في وقت سابق مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وربما نائبه جي. دي. فانس، على عرض لقاء المسؤولين الإيرانيين، في إشارة إلى احتمالية استئناف الحوار الدبلوماسي، لكن هذا التوجه سرعان ما تراجع، وأمس، نشر ترامب على منصات التواصل الاجتماعي رسالة لا تبشر بالخير، حيث طالب بـ"إخلاء طهران فورًا"، ومثل هذه التصريحات لا تترك مجالاً للتفاؤل بحدوث أي تقدم دبلوماسي حقيقي.
وعلى النقيض من ذلك، وفي نفس اليوم، أبدى ترامب تفاؤلاً بشأن المسار الدبلوماسي، قائلاً: "أعتقد أن إيران تجلس أساسًا على طاولة المفاوضات، إنهم يريدون التوصل إلى اتفاق"، هذا التصريح يكشف عن رغبة محتملة في استكشاف الحلول السلمية، حتى في ظل التهديدات المتصاعدة، وإن إظهار مثل هذا الاهتمام بالمفاوضات، بعد ساعات فقط من الدعوة إلى إخلاء طهران، يسلط الضوء على التعقيدات التي تشوب عملية صنع القرار في واشنطن بخصوص هذا الملف شديد الحساسية.
وتتزايد وتيرة الأحداث بشكل ملحوظ، وقد أعلن البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء أمس أن ترامب سيغادر قمة مجموعة السبع مبكرًا على خلفية تطورات الوضع في الشرق الأوسط، وهذا القرار يؤكد مدى خطورة الموقف وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة. وعلق ترامب على مغادرته قائلاً: "بمجرد مغادرتي هنا، سنفعل شيئًا ما، لكن يجب أن أغادر من هنا"، وهذه الكلمات تشير إلى قرار وشيك قد يغير ملامح المنطقة برمتها، فهل سيختار ترامب المواجهة العسكرية المباشرة، أم سيعود إلى الخيار الدبلوماسي في اللحظات الأخيرة؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


قاسيون
منذ 29 دقائق
- قاسيون
ورقة المعادن النادرة في مفاوضات الصين مع أمريكا تجارياً
في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تبرز المعادن النادرة كإحدى أبرز الأوراق الاستراتيجية التي تستخدمها بكين للضغط على واشنطن. فهذه المعادن، التي تشمل 17 عنصراً كيميائياً مثل الديسبروسيوم والإيتريوم، تُعدّ مكونات أساسية في صناعات حيوية كالسيارات الكهربائية، وأشباه الموصلات، والطائرات، والروبوتات. ومع سيطرة الصين على نحو 60% من الإنتاج العالمي لهذه المعادن و90% من صناعة معالجتها، أصبحت بكين تملك نفوذاً كبيراً في هذا المجال، مما يجعلها قادرة على توجيه ضربات اقتصادية مؤثرة لخصومها، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. هذا التهديد ليس جديداً، فقد سبق لبكين أن علّقت شحنات المعادن النادرة في نيسان من العام الجاري 2025، كردّ على رسوم جمركية أمريكية وصلت إلى 145% على المنتجات الصينية، مما أثار اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية. جولة المفاوضات هذا الشهر الجولة الأخيرة من المفاوضات، التي عُقدت في لندن في حزيران الجاري 2025، شهدت تقدماً ملحوظاً، حيث أبدت الصين مرونة طفيفة في موقفها. وفقاً لمصادر مطلعة، وافقت بكين على استئناف إصدار تراخيص تصدير المعادن النادرة لشركات أمريكية في قطاعات السيارات والصناعات التكنولوجية، لكنها حددت مدة هذه التراخيص بستة أشهر فقط. هذا القرار يُعتبر بمثابة «هدنة مؤقتة» في الحرب التجارية، إذ يمنح الصين ورقة ضغط إضافية في حال تصاعد التوترات مجدداً. من جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن استعدادها لتخفيف بعض القيود على تصدير التكنولوجيا إلى الصين، كجزء من المقايضة التجارية. يُنظر إلى هذه التطورات على أنها مؤشر على تقدم في المفاوضات، لكنها لا تعني بالضرورة نهاية الصراع. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن هذا الشهر أيضاً عن توصل البلدين إلى اتفاق إطاري، أشار إلى أن الاتفاق يتضمن تزويد الصين للولايات المتحدة بالمعادن النادرة والمواد المغناطيسية، مقابل تسهيلات أمريكية تشمل السماح للطلاب الصينيين بالدراسة في الجامعات الأمريكية. ومع ذلك، أكد ترامب أن الاتفاق لا يزال يخضع للموافقة النهائية منه ومن نظيره الصيني شي جين بينغ، مما يعكس هشاشة الوضع الحالي. الصين توظف «الهدنة» لتعزيز «ترسانتها» التكنولوجية من الجدير بالذكر أن الصين لم تُظهر دائماً استعداداً لتقديم تنازلات كبيرة. خلال مفاوضات سابقة في جنيف في أيار 2025، توصل الطرفان إلى اتفاق مؤقت لتخفيف الرسوم الجمركية، لكن سرعان ما تلاشى التفاؤل بعد اتهامات متبادلة بانتهاك الالتزامات. واشنطن اتهمت بكين بتعطيل سلاسل الإمداد من خلال قيود التصدير، بينما ردت الصين باتهام الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة. هذه الديناميكية تعكس استراتيجية صينية طويلة الأمد تهدف إلى إطالة أمد المفاوضات، مما يتيح لبكين الوقت لبناء قدراتها الاقتصادية والصناعية، بوصفها «الترسانة» الأكثر جوهرية في ضمان استمرار صعود الصين كقوة عظمى. المعادن النادرة ليست مجرد سلعة تجارية، بل أصبحت رمزاً للصراع الجيوسياسي بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم. تسيطر الصين على سلسلة التوريد العالمية لهذه المعادن، مما يجعل الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى في موقف ضعف. وفي محاولة لتقليل هذا الاعتماد، تسعى واشنطن إلى تنويع مصادرها، بما في ذلك استكشاف احتياطيات في أوكرانيا وأستراليا، لكن هذه الجهود تتطلب وقتاً واستثمارات ضخمة. في شباط 2025، أشار ترامب إلى أن أوكرانيا يمكن أن تكون مصدراً بديلاً للمعادن النادرة، في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز الأمن الاقتصادي الأمريكي. وتعزو بعض التحليلات ميل الصين لاستخدام المهادنة وبعض الاستقرار في العلاقات التجارية مع واشنطن إلى محاولتها تدارك بعض علامات التباطؤ القطاعية في اقتصادها، خاصة في العقارات والسيارات الكهربائية. ومع ذلك، يبقى موقف الصين التفاوضي الإجمالي قوياً، حيث تملك الصين أوراقاً أقوى من الولايات المتحدة في هذا السياق. في المقابل، استعداد ترامب لتقديم تنازلات، قد يفسَّر جزئياً بتعرضه لضغوط داخلية لتحقيق ما يمكن أن يظهره كـ«انتصار تجاري»، خاصة مع اقتراب انتخابات منتصف المدة، ولكن التفسير الأعمق يكمن في أزمة التراجع المزمن في الصناعة الأمريكية واعتمادها على مدخلات حساسة تملكها الصين، كالمعادن النادرة، كميزات اقتصادية «شبه مطلقة»، إذا لم يكن من ناحية النوعية دوماً، فمن ناحية الكمية والأسعار عالمياً. الأسواق العالمية تترقب نتائج هذه المفاوضات بحذر. فلقد شهدت حتى أسعار المعادن الأساسية تقلبات خلال حزيران الجاري، مع تراجع أسعار النحاس واستقرار أسعار الذهب، مما يعكس حالة عدم اليقين. ومع ذلك، أدى الإعلان عن الاتفاق الإطاري إلى ارتفاع طفيف في مؤشرات الأسهم الأمريكية، مما يشير إلى تفاؤل حذر بين المستثمرين. ومع ذلك، تستمر المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، حتى لو تحقق تقدم مؤقت في قضية المعادن النادرة.


الشرق الأوسط
منذ 33 دقائق
- الشرق الأوسط
البديوي يهاتف عراقجي... ويدين هجوم إسرائيل على إيران
أجرى جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الجمعة، اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أدان خلاله العدوان الإسرائيلي على إيران باعتباره انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكد البديوي رفض المجلس لاستخدام القوة، وضرورة انتهاج الحوار لحل الخلافات، مشدداً على أن الهجوم الإسرائيلي يعيق جهود تهدئة الوضع والتوصل إلى حلول دبلوماسية. ودعا الأمين العام المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياتهما لوقف هذا العدوان فوراً، وتجنُّب التصعيد الذي قد يشعل صراعاً أوسع، ستكون له عواقب وخيمة على السلام الإقليمي والدولي. وكان البديوي قد أعرب في بيان، عن إدانة واستنكار المجلس للاعتداءات الإسرائيلية تجاه إيران، التي تمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.


الشرق الأوسط
منذ 33 دقائق
- الشرق الأوسط
تأكيد خليجي على ضرورة وقف إطلاق النار ودعم جهود السلام في المنطقة
بحث جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، مع أنطونيو غوتيريش، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، في اتصال هاتفي الثلاثاء، تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وجهود التهدئة؛ حيث استعرضا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها مستجدات العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، والجهود المبذولة لتحقيق التهدئة وتعزيز الأمن والاستقرار. وأكّد البديوي حرص دول المجلس على دعم الجهود الدولية والأممية الذي تمثل كذلك في البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الاستثنائي الـ48 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة. وكان المجلس قد أعرب خلال اجتماع استثنائي «عبر الدائرة التلفزيونية» الاثنين، عن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة، وبذل جميع الأطراف جهوداً مشتركة للتهدئة، واتخاذ نهج الدبلوماسية سبيلاً فعالاً لتسوية النزاعات، والتحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب. وأشاد غوتيريش بدور مجلس التعاون الإيجابي في دعم جهود التهدئة، وتعزيز الأمن الإقليمي، مؤكداً تطلّع الأمم المتحدة إلى توثيق التعاون مع المجلس في مختلف المجالات ذات الأولوية المشتركة. وفي السياق نفسه، بحث البديوي، مع كايا كالاس الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية، تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط؛ حيث ناقشا هاتفياً الجهود الدولية المبذولة لدفع مسار السلام، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول سُبل تعزيز التنسيق الإقليمي والدولي، بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد الجانبان ضرورة المُضي قدماً في دعم جهود التهدئة بالمنطقة، بما يصب في صالح السلام الدائم في المنطقة والعالم أجمع.