logo
يا أهل مصر: قولوا لـ "ترامب": "قناة السويس خط أحمر"!

يا أهل مصر: قولوا لـ "ترامب": "قناة السويس خط أحمر"!

الدستور٢٩-٠٤-٢٠٢٥

منذ أيام، فاجأ الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، العالم، والرأي العام المصري والعربي، بزعم لا أساس له من الصحة، حين صرَّح بأنه "ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويس وبنما، دون دفع أي رسوم!!"، موضحًا بعدها، في منشور على "تروث سوشيال" صريح مقصده: لقد "طلبت من وزير الخارجية "ماركو روبيو" أن يتولى هذا الأمر على الفور"! ومُبررًا، في تطاول صفيق، هذا الادعاء الباطل بالقول: أن "هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية"! ومُتجاهلًا كل التجاهل، قواعد القانون الدولي، وحقائق التاريخ والجغرافيا، وأسس النظام العالمي التي تمنح دولة الممر كامل السيادة على مرافقها الوطنية، وتوضح قواعد تنظيم عمل الممرات المائية العالمية، والمُقَرّة والراسخة في المواثيق الدولية.
وكان موقع "Signal" قد سَرَّبَ لنائب الرئيس الأمريكي، جيمس فانس"، حديثًا حول الغارات الجويّة ـ الصاروخية على اليمن، مؤكدًا على ضرورة تحميل مصر وأوروبا تكاليف الضربات الأمريكية للحوثيين، والتي سيترتب عليها إعادة فتح الممر التجاري عبر البحر الأحمر وأوروبا بالقوة، الأمر الذي يعني أن كلمات "ترامب" لم تكن مجرد "طق حنك" كما يقول التعبير الدارج، وإنما يعكس نيّة مُبَيَّته للمُحتال "ترامب" ونظامه، لن يرتد ويرجع عنها إلّا إذا قابله موقف واضح، يكف يده عن العبث في أرض مصر واستقرارها وأمنها!
وبدون أدنى شك، فإن هذا الزعم الكاذب يُعتبر تدخلًا في الشؤون السيادية المصرية، حيث تخضع قناة السويس للسيادة المصرية الكاملة، ومصر هي المسؤولة عن تنظيم حركة الملاحة فيها وتحديد رسوم العبور وهذا التصرّف الابتزازي لـ "ترامب" ينتهك قواعد حركة الملاحة في قناة السويس المُحددة بموجب اتفاقية القسطنطينية لعام 1888، التي تضمن حرية الملاحة لجميع السفن، ولكنها لا تنص على عبور مجاني للسفن العسكرية!
لقد طال النزوع العدواني ومسلكيات قُطّاع الطرق لـ "دونالد ترامب"، قبل مصر، كلًا: من بنما، وجزر الجرين لاند، والمكسيك، وكندا، والأرصدة المالية لدول النفط الخليجية، ومخزون المعادن الثمينة في أوكرانيا، وقطاع غزة.. وغيرها، في تجسيد غير مسبوق لسلوك عصابات المافيا و"بلطجية" غياب القانون، وقهر القوة الغاشمة، ودون أدنى اعتبار لنتائج هذا السلوك الإجرامي على السِلم والاستقرار الدوليين، وعلى اقتصاد دولة مُستقلة من (رئيس دولة صديقة!)، طالما قُدِّمت لنا باعتبارها "دولة حليفة"! كما أنه ـ إضافة إلى انتهاك حق مصر الذي لا يُنازع في ملكية وإدارة شؤون قناتها ـ سيؤثر سلبًا على الاقتصاد المصري الذي يواجه تحديات صعبة، وتمثل رسوم عبور قناة السويس مصدرًا هامًا لدخل مصر القومي المصري، وأحد ركائز توازنها المالي!
وعودة إلى زعم "ترامب" الكاذب بأن قناة السويس "ما كانت لتوجد لولا الولايات المتحدة الأمريكية"!، فالمؤكد، وتاريخ العالم كله شاهد على ذلك، أن لا علاقة بين مشروع القناة والولايات المتحدة من قريب أو بعيد، ففكرة ربط البحرين الأحمر والمتوسط تعود إلى عصور مصرية قديمة، ولكن في العصر الحديث، كان الفرنسي "فرديناند دي ليسبس"، ولتحقيق المصالح الفرنسية، هو الشخصية الرئيسية التي أحيت المشروع وحصلت على امتيازه من الخديوي "سعيد باشا" عام 1854.
وقد تأسست "الشركة العالمية لقناة السويس البحرية" عام 1858، لتنفيذ المشروع، وكانت غالبية أسهمها مملوكة لمستثمرين فرنسيين ومصريين.
واستمر حفر القناة حوالي 10 سنوات، (1859 ـ 1869)، واعتمد بشكل كبير على العمالة المصرية، التي قدمت نحو 120 ألف شهيد، عانوا مُر المُعاناة في سبيل حفرها. كما تم تمويل المشروع من خلال بيع الأسهم والسندات في الأسواق الأوروبية، وفي هذا كله لم يكن للولايات المتحدة دورًا يُذكر في شق وتنظيم وإدارة هذا المرفق الحيوي الجديد، لسبب موضوعي ثابت، ففي ذلك التوقيت كانت أمريكا لا تزال تتعافى من آثار الحرب المدمرة الداخلية بين الشمال والجنوب، وتسعى جاهدةً لإعادة الإعمار والوحدة.
وعلى الصعيد السياسي، كانت الولايات المتحدة تشهد، فترة حكم الرئيس "يوليسيس إس. جرانت" التي واكبت افتتاح وتشغيل قناة السويس، محاولات داخلية لترسيخ الحقوق المدنية للأمريكيين المجلوبين من أفريقيا، ومواجهة الفساد السياسي.
ورغم أن الولايات المتحدة كانت تُعاصر في تلك الآونة نموًا صناعيًا وتوسعًا غربيًا، لكنها كانت أيضًا تعاني من تقلبات اقتصادية، كما غلب على سياساتها الخارجية النزوع الانغلاقي، والسلوك الانعزالي المحدود الاهتمام بمجريات الأحداث خارج القارة الجديدة البازغة!
أما بالنسبة لمشاركة الولايات المتحدة في مشروع قناة السويس، فالمؤكد أنها لم تشارك بشكل مباشر في تمويل أو تنفيذ حفر القناة. كان المشروع في الأساس مبادرة فرنسية بقيادة "فرديناند دي ليسبس"، وبدعم مالي من مساهمين أوروبيين، وبشكل خاص الفرنسيين والمصريين.
بل من الثابت أن الولايات المتحدة وبريطانيا عارضا، في البداية، فكرة إنشاء قناة السويس لخشية بريطانيا من أن تؤدي القناة إلى تقويض هيمنتها البحرية وطرق تجارتها مع الهند وآسيا عبر رأس الرجاء الصالح.
أما تركيز الولايات المتحدة، فكان، كما ذكرنا، وبشكلٍ أساسي، مُنصبًّا على شؤونها الداخلية ومخططات توسيع نفوذها في الأمريكيتين، ولم ترَ في قناة السويس مصلحة استراتيجية أو اقتصادية مباشرة في ذلك الوقت، تستدعي الانتباه.
غير أن الولايات المتحدة بدأت، بعد افتتاح القناة، تدرك أهميتها المُتزايدة كممر مائي حيوي للتجارة العالمية، وبمرور الوقت، أصبحت الولايات المتحدة مُستخدمًا مُهمًا للقناة، لأغراض تجارية وعسكرية.
باختصار، يمكن القول إن الولايات المتحدة كانت في مرحلة تعافٍ وإعادة بناء بعد الحرب الأهلية عند افتتاح قناة السويس، ولم تشارك بشكل مباشر في مشروع إنشائها، ما يُفرِّغ ادعاءات "دونالد ترامب" من أي أساس تاريخي وموضوعي، ويدفع بدعواه إلى مدافن الأكاذيب، وسلة المهملات!
وفي مواجهة هذه المزاعم الكاذبة، التي تستهدف فرض منطق التنازل عن الحق الوطني، ومنح رجل الشرطة الأمريكي الفاسد، واستحكاماته العسكرية، التي تتحرك ـ في الأساس ـ لحماية المصالح الأمريكية ـ الصهيونية، امتيازات غير مُستحقة، يجب أن يكون رد الشعب المصري، واضحًا وقاطعًا، لأن القبول بهذا المنطق المنحط سيُزيد من أطماعه، ويُضاعف من شراهته، ويُشجع هذا البلطجي المتلمظ على مد يده إلى غيرها من المصالح القومية.
يقول المثل الدارج "خذوا الحكمة من أفواه المجانين"، واقتداءً بهذا المثل العميق، أستعيره مع التعديل لأقول "خذوا الحكمة من أفواه الخصوم" وخاصة إذا كانوا خصومًا عاقلين!
والخصم صاحب الحكمة في هذه الحالة هو "توماس فريدمان"، الصحفي الأمريكي الشهير، الذي رغم صداقته لإسرائيل رفض منهجها العدواني العنصري تجاه الفلسطينيين، لأنه يضر بصورتها أمام العالم، وأدان مسلك "ترامب" المُتهور منذ جلس على كرسي العرش الأمريكي لأنه يهدد استقرار ومستقبل الولايات المتحدة.
وقد طالب "توماس فريدمان" الحُكّام العرب بـ "ألّا يسمحوا لـ "ترامب" بأن يُملي عليهم كل شيء" (في حديث لبرنامج "مسار الأحداث"، 5 مارس 2025) "لأن أمريكا التي عرفها العالم قد انتهت، وباتت اليوم تبتز حلفاءها كما حدث مع أوكرانيا".
***
فلنأخذ الحكمة من "توماس فريدمان"، ولنقل للبلطجي الأمريكي: إلزم حدّك.. قناة السويس التي حُفرت بدماء آلاف المصريين، خط أحمر!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين: من غير المؤكد انضمام الجيش الأمريكي للهجمات على إيران
"يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين: من غير المؤكد انضمام الجيش الأمريكي للهجمات على إيران

فيتو

timeمنذ ساعة واحدة

  • فيتو

"يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين: من غير المؤكد انضمام الجيش الأمريكي للهجمات على إيران

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أنه من غير المؤكد انضمام الجيش الأمريكي للهجمات على إيران يأتي ذلك في ظل تأكيدات وكالة بلومبرج، بأن مسؤولين أمريكيين يستعدون لتوجيه ضربة على إيران في الأيام المقبلة. وأشارت عن مصادر مطلعة إلى أن قيادات عليا في عدد من الوكالات الفيدرالية بدأت بالفعل الاستعداد لهجوم محتمل على إيران. وأوضحت بلومبرج نقلًا عن مسؤول في البيت الأبيض، أن كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة. وقبل قليل ذكرت شبكة "سي بي إس" عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية 'البنتاجون'، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرجأ قرار الضربة ضد إيران. وأضافت الشبكة أن ترامب اشترط أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي، كي توقف الولايات المتحدة خطط مهاجمتها. وأشارت الشبكة إلى أن المبعوث ستيف ويتكوف استمر في الاتصال بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الأيام الأخيرة، حتى حين كان ترامب يفكر بمهاجمة إيران. وفي نفس السياق أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، يوم الأربعاء، إن ترامب، أبلغ كبار مساعديه بأنه وافق على خطط الهجوم على إيران. وأضافت الصحيفة نقلًا عن ثلاثة أشخاص مطلعين أن ترامب كان يرجئ إصدار الأمر النهائي ليرى ما إذا كانت طهران ستتخلى عن برنامجها النووي. وأكدت الصحيفة أن ترامب أبلغ كبار مساعديه بأنه وافق على خطط الهجوم على إيران دون أن يعطي الأمر للتنفيذ. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

أخبار العالم : "حان الوقت لربط الأفعال بالأقوال"، والحرب قد تكون "بلا حدود"
أخبار العالم : "حان الوقت لربط الأفعال بالأقوال"، والحرب قد تكون "بلا حدود"

نافذة على العالم

timeمنذ ساعة واحدة

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : "حان الوقت لربط الأفعال بالأقوال"، والحرب قد تكون "بلا حدود"

الأربعاء 18 يونيو 2025 02:40 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images قبل ساعة واحدة دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل صريح ومباشر على خط المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، وذلك من خلال سلسلة منشورات مثيرة على منصته "تروث سوشال"، كان أبرزها منشور قال فيه: "نحن نسيطر بالكامل على الأجواء فوق إيران". وطالب ترامب في منشور آخر طهران بـ"الاستسلام غير المشروط"، مضيفاً: "صبرنا ينفد... لا نريد استهداف جنودنا". هذه التصريحات، كانت محل اهتمام الصحف الإيرانية والإسرائيلية. وفيما يلي نعرض أبرز ما تناولته الصحف الصادرة من طرفي المواجهة، وما تقترحه من رؤى وسيناريوهات للمواجهة القادمة. "على ترامب اتخاذ إجراء حاسم ضد إيران" دعت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في مقال لهيئة تحريرها، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "مساعدة إسرائيل في إتمام مهمة تفكيك نظام خامنئي". وأشارت الهيئة في مقالها إلى العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل مؤخراً ودمرت فيها قاعات تخصيب اليورانيوم في نطنز، بحسب قولها، بالإضافة إلى مخابئ صواريخ الحرس الثوري الإسلامي، وتعجبت من صمود آية الله خامنئي، الذي شبهته بـ"ظلام الصحراء". وذكّرت الصحيفة بعدد من تصريحات خامنئي العلنية المعادية لإسرائيل، وتشير إلى أنه "يكره الولايات المتحدة أيضاً، ربما أكثر من إسرائيل" على حد قولها. جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو Play video, "الرئيس الإسرائيلي يدعو العالم إلى دعم إسرائيل ضد إيران", المدة 0,25 00:25 00:25 التعليق على الفيديو، الرئيس الإسرائيلي يدعو العالم إلى دعم إسرائيل ضد إيران وترى الصحيفة أن تصريحات خامنئي تلك ليست مجرد "انتقادات لاذعة"، بل "تهديدات استراتيجية، مُعدّة لحشد المتشددين في الداخل وترهيب الخصوم في الخارج"، في وجه إسرائيل وأمريكا اللتين يعتبرهما "تجسيداً مزدوجاً للغطرسة العالمية والعدوان الصهيوني" على حد وصف الصحيفة. وتقول هيئة التحرير في المقال، إن الرئيس الأمريكي لم يعد يملك رفاهية الانتظار، وقد "حان الوقت لربط الأقوال بالأفعال، واتخاذ خطوات حاسمة تجاه النظام الإيراني". وتنصح الصحيفة الرئيس الأمريكي بأن "يتبنى تغيير النظام الإيراني كسياسة أمريكية رسمية"، باعتبار أن طهران - بحسب الصحيفة - أثبتت مراراً أنها "محصنة أيديولوجياً ضد الردع، وأن الضربات العسكرية التقليدية تزيد من صلابة خطابها الدعائي". وتطالب الصحيفة واشنطن بأن تعلن صراحة أن "نظام آية الله خامنئي هو نظام خارج عن القانون، وأن يكون إسقاطه هدفاً استراتيجياً للولايات المتحدة". وتختم الصحيفة بأن خطاب خامنئي ضد إسرائيل والغرب يتطلب "رداً جذرياً"، مشيرة إلى أن العقوبات الجزئية والضربات المحدودة "لن تؤدي إلا إلى إطالة عمر النظام". نحن في قلب "حرب بلا حدود" صدر الصورة، Getty Images أما في الصحف الإيرانية، فنشرت صحيفة "رسالت" مقالاً للكاتب محمد كاظم أنبارلويي تحت عنوان "الحرب بلا حدود"، اعتبر أن إيران تخوض حالياً "حرباً غير تقليدية ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وخصوصاً إسرائيل". ويرى الكاتب أن هذه الحرب تجاوزت المفاهيم الكلاسيكية للمعركة، مشيراً إلى "تراجع خطوة" بعد تهديدات قبل أشهر بالهجوم على إيران، وهو ما قابلته طهران "بحكمة وقوة عبر عباس عراقجي"، الذي أوصل رسالة مفادها أن أي "عدوان" سيُقابل بردّ إيراني "بلا حدود". وأشار الكاتب إلى أن مفهوم "الحرب بلا حدود"، هو صراع لا يعتمد على ساحات قتال تقليدية أو خطوط جبهات معروفة، بل ينطلق في الجو، وفي الفضاء السيبراني، وأحياناً في عمق أراضي الخصم، دون الحاجة إلى حدود مشتركة، مؤكداً أن إيران الآن "في قلب هذا النوع من الحرب". ويرى الكاتب أن القيادة العليا في البلاد - التي تتمثل في خامنئي - "تدير المشهد بصبر وحكمة وشجاعة"، بينما يقف "الشعب الإيراني والجيش والحرس الثوري صفاً واحداً خلف قيادته" على حد تعبيره. ويعتبر الكاتب موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "مقامرة سياسية"، إذ "دخل مغامرة عسكرية ستكون الأخيرة في حياته السياسية والاقتصادية" بحسب وصف الكاتب. ويشير الكاتب إلى أن "أصابع طهران على الزناد، لا على مفاتيح التفاوض" حسب تعبيره، مضيفاً أنه "لا خط أحمر" في هذه الحرب، معتبراً أن "انتصار إيران سيغير معادلات القوة في المنطقة، بما يضمن السلام والهدوء والأمن في العالم" على حد قوله. " ترامب لا يسعى لقيادة الغرب بل لتفكيكه" صدر الصورة، Getty Images ترامب كان أيضاً محور حديث الصحف الغربية، إذ كتب رافاييل بير مقالاً في صحيفة "الغارديان" البريطانية تحت عنوان " قادة مجموعة السبع لا يتحركون بسبب خوفهم من إزعاج دونالد ترامب". ويرى الكاتب أن الرئيس الأمريكي لم يعد مجرد "حالة سياسية" في الغرب، بل أصبح مشروعاً واضحاً لـ"تفكيك النظام الليبرالي من الداخل"، بدءاً من تعامله مع حلفائه في قمة مجموعة السبع، وصولًا إلى إعجابه العلني بـ"الحكام المستبدين" على حد وصفه. ويشير الكاتب إلى أن ترامب، وخلال قمة مجموعة السبع الأخيرة، وصف طرد روسيا من المجموعة بأنه "خطأ كبير"، متجاهلاً تعليق عضويتها الذي كان بسبب ضمّها غير القانوني لشبه جزيرة القرم. كما انتقد الكاتب انسحاب ترامب المبكر من القمة، مذكّراً بأنه سبق أن انسحب من قمة 2018 للقاء كيم جونغ أون، ويقول: "بالنسبة لترامب، الجلوس على طاولة مستديرة مع المستشارة الألمانية أو رئيس وزراء كندا هو أمر مهين، لأنه لا يؤمن بفكرة الشراكة المتساوية". يرى الكاتب أن مبدأ "أمريكا أولاً" لم يكن يوماً مجرد شعار انتخابي، بل هو عقيدة ترفض فكرة الالتزامات المتبادلة، معتبراً أن "لا وجود للمجموعة في عقل ترامب، بل فقط يوجد دولة واحدة (أمريكا)".

تقارير: واشنطن تستعد لاحتمال توجيه ضربة لـ إيران خلال أيام
تقارير: واشنطن تستعد لاحتمال توجيه ضربة لـ إيران خلال أيام

مصراوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصراوي

تقارير: واشنطن تستعد لاحتمال توجيه ضربة لـ إيران خلال أيام

وكالات ذكرت صحيفة واشنطن بوست، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية ووزير الدفاع لا يلعبان دورًا رئيسيًا في مناقشات إدارة ترامب الحالية بشأن إيران. وأوضحت الصحيفة، أن دائرة المشورة الضيقة المحيطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ما يتعلق بالملف الإيراني تشمل شخصيات مثل نائبه جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو. أشارت إلى أن قائد القيادة الوسطى الأمريكية لم يتخذ موقفًا متشددًا بشأن توجيه ضربة ضد إيران، بل قدم للرئيس ترامب مجموعة من الخيارات العسكرية التي يمكن النظر فيها، مما يعكس وجود تنوع في الآراء داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية حول كيفية الرد على التصعيد الإيراني. في سياق متصل، كشفت وكالة بلومبرج، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة تدرس بجدية توجيه ضربة عسكرية لإيران خلال الأيام المقبلة، وأن هناك خططًا أولية لتنفيذ هجوم محتمل مع نهاية الأسبوع الجاري. وقالت الوكالة إن الوضع لا يزال متطورًا وقد يتغير بناءً على المعطيات الميدانية والسياسية، إلا أن عدة وكالات فدرالية بدأت بالفعل استعداداتها تحسبًا لتنفيذ العملية. ونقلت بلومبرج عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة"، في إشارة إلى أن الإدارة لم تستبعد أي مسار، بما في ذلك الخيار العسكري المباشر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store