logo
السموم القاتلة تعالج المرضى .. وحش جيلا ينقذ ملايين المصابين بالسكري

السموم القاتلة تعالج المرضى .. وحش جيلا ينقذ ملايين المصابين بالسكري

البيان٢٤-٠٢-٢٠٢٥

على الرغم من أن لدغة وحش جيلا السامة (هو أحد أنواع السحالي السامة، ويعتبر الوحيد من نوعه في أمريكا الشمالية) يمكن أن تكون مؤذية للإنسان، إلا أن هذا السم يحمل في طياته اكتشافًا غير حياة الملايين، فهو المكون الأساسي الذي أدى إلى تطوير أدوية GLP-1 الحديثة مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي".
ووفقًا لمجلة "Science Alert"، فإن هذه الأدوية، التي تُستخدم الآن على نطاق واسع لعلاج مرض السكري والسمنة، تعود أصولها إلى مكون رئيسي موجود في سم هذه هذه السحلية.
في أواخر القرن العشرين، كان عالم الغدد الصماء دانييل دراكر يبحث عن هرمون قادر على محاكاة تأثيرات هرمون GLP-1 البشري، الذي يعمل على كبح الشهية وتنظيم مستويات السكر في الدم دون أن يتحلل بسرعة في الجسم.
قادته أبحاثه إلى أعمال علماء الغدد الصماء جون إنج وجان بيير راوفمان، بالإضافة إلى عالم الكيمياء الحيوية جون بيسانو، الذين اكتشفوا بروتينات في سم وحش جيلا تشبه هرمون GLP-1 البشري.
قام دراكر وفريقه في جامعة تورنتو بدراسة وحش جيلا الذي حصلوا عليه من حديقة حيوان يوتا، حيث أكدت أبحاثهم أن الجينات الفريدة لهذه السحلية تنتج بروتينًا يُسمى "إكسيندين-4"، والذي يشبه هرمون GLP-1 ولكنه يبقى نشطًا في الجسم لفترة أطول.
أدى هذا الاكتشاف إلى تطوير نسخة اصطناعية من البروتين، والتي حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية كعلاج لمرض السكري من النوع الثاني في عام 2005، وتم توسيع استخدامها لاحقًا لعلاج السمنة.
وليس وحش جيلا الكائن الوحيد الذي ساهم سمه في تطوير الأدوية الحديثة. فقد استغل العلماء على مر التاريخ السموم الطبيعية لتطوير عقاقير منقذة للحياة، على سبيل المثال، يأتي دواء "ليزينوبريل"، أحد أكثر الأدوية مبيعًا في العالم، من سم الأفعى البرازيلية (Bothrops jararaca).
هذا الدواء، الذي يعمل على تثبيط الإنزيمات، يساعد في خفض ضغط الدم وعلاج قصور القلب، كما يدعم الناجين من النوبات القلبية من خلال منع تضييق الأوعية الدموية بشكل مفرط.
كما ساهمت الكائنات البحرية في تطوير الأدوية الحديثة، فالإسفنج الكاريبي (Tectitethya crypta) ينتج مركبات نيوكليوسيدية غير عادية تحميه من الحمض النووي الغريب الذي يدخل جسمه عبر التغذية بالترشيح.
وقد ألهمت هذه المركبات تطوير دواء "سيتارابين"، الذي يُستخدم في العلاج الكيميائي لسرطان الدم واللمفوما غير الهودجكينية، وهو مدرج حاليًا على قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية.
حتى سم العقرب ساهم في التقدم الطبي، ففي عام 2004، وبعد عملية جراحية معقدة لإزالة ورم دماغي من فتاة مراهقة، شعر أخصائي الأورام جيم أولسون بالإحباط بسبب بقاء جزء صغير من الورم، وفي محاولة لإيجاد حل أفضل، قام وفريقه بفحص قواعد بيانات الحمض النووي للعثور على جزيئات يمكنها تسليط الضوء على الخلايا السرطانية أثناء الجراحة.
وبعد أسابيع قليلة، اكتشفوا "الكلوروتوكسين"، وهو ببتيد مشتق من سم العقرب القاتل (Leiurus quinquestriatus)، الذي يرتبط بشكل خاص بخلايا أورام الدماغ. أدى هذا الاكتشاف إلى تطوير صبغة فلورية تُسمى "توزوليريستيد"، تساعد في الكشف عن أصغر التجمعات السرطانية.
من أدوية السكري المستوحاة من السم إلى ببتيدات العقرب لمكافحة السرطان، أثبتت السموم الطبيعية أنها كنوز طبية لا تقدر بثمن.
هذه الاكتشافات تذكرنا أن الحلول لبعض التحديات الصحية الأكثر إلحاحًا قد تكون مخبأة في الطبيعة، إذا كنا على استعداد للبحث عنها. ومع ذلك، فإن حماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية يظل أمرًا بالغ الأهمية، حيث قد تعني حماية هذه الأنواع حماية علاجات المستقبل.
حقائق عن وحش جيلا
وحش جيلا (Gila Monster) هو أحد أنواع السحالي السامة، ويعتبر الوحيد من نوعه في أمريكا الشمالية. يعيش هذا الكائن في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال غرب المكسيك. يتميز وحش جيلا بمظهره الفريد، حيث يمتلك جلدًا أسود مع علامات برتقالية أو صفراء زاهية، ما يجعله سهل التمييز.
السم: على الرغم من أن سمه قوي، إلا أنه نادرًا ما يكون قاتلًا للإنسان. يستخدم السم بشكل رئيسي للدفاع عن النفس ولشل حركة الفرائس الصغيرة.
التغذية: يتغذى بشكل رئيسي على البيض والحيوانات الصغيرة مثل القوارض والطيور.
التخزين: يمكنه تخزين الدهون في ذيله، ما يسمح له بالبقاء لفترات طويلة دون طعام.
الحركة البطيئة: يعتبر من الكائنات البطيئة الحركة، ولا يهاجم إلا إذا استفز أو شعر بالتهديد.
الحجم: يتراوح طوله بين 30 إلى 50 سم، ووزنه بين 350 إلى 700 جرام.
وحش جيلا محمي بموجب القانون في العديد من المناطق بسبب تعرضه لخطر الانقراض نتيجة تدمير موائله الطبيعية والصيد الجائر. يُعتبر من الكائنات المثيرة للاهتمام في دراسة علم الزواحف بسبب سمه الفريد وسلوكه المميز.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دواء جديد يتفوّق على «أوزمبيك»: خسارة وزن قياسية وتقليص محيط الخصر
دواء جديد يتفوّق على «أوزمبيك»: خسارة وزن قياسية وتقليص محيط الخصر

العين الإخبارية

timeمنذ 12 ساعات

  • العين الإخبارية

دواء جديد يتفوّق على «أوزمبيك»: خسارة وزن قياسية وتقليص محيط الخصر

كشفت دراسة سريرية موسعة عُرضت خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة 2025 في مدينة مالقة الإسبانية، عن تفوّق دواء "تيرزيباتيد" بشكل ملحوظ على "سيماغلوتايد" – المعروف تجاريًا بأسماء مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" – في خفض الوزن ومحيط الخصر ل وبحسب الدراسة، التي استمرت 72 أسبوعًا وشملت 751 مشاركًا، بلغ متوسط فقدان الوزن لدى مستخدمي "تيرزيباتيد" 20.2% من وزن الجسم، مقارنة بـ13.7% فقط في مجموعة "سيماغلوتايد"، ما يعكس تفوقًا نسبته 47%. كما أظهر المشاركون الذين تلقوا "تيرزيباتيد" انخفاضًا في محيط الخصر بمعدل 18.4 سم، مقابل 13 سم في المجموعة الأخرى، أي بفارق نسبي قدره 42%. واعتمد الباحثون في تصميم الدراسة على تنوع سكاني لافت، شمل 19% من المشاركين من أصول إفريقية و26% من أصول لاتينية. كما استُخدمت أعلى جرعة يمكن للمرضى تحمّلها من كلا الدواءين، ما يجعل النتائج قابلة للتطبيق العملي بشكل أكبر. ورغم أن الدراسة لم تكن "معمية" – أي أن المشاركين كانوا على علم بالعلاج الذي يتلقونه – إلا أن نتائجها جاءت متوافقة مع دراسات سابقة اعتمدت المعماة المزدوجة، ما يعزز موثوقية النتائج. ويرجع تفوق "تيرزيباتيد" إلى آليته البيوكيميائية الفريدة، إذ ينشّط في آنٍ واحد مستقبلين هرمونيين لهما دور رئيسي في تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي، هما GIP وGLP-1، بخلاف "سيماغلوتايد" الذي يستهدف مستقبل GLP-1 فقط. ويسهم هذا التفعيل المزدوج في تحسين مؤشرات صحية مهمة مثل ضغط الدم، ومستوى الدهون، والسكر في الدم. ومن أبرز ما أظهرته الدراسة أن نحو 65% من مستخدمي "تيرزيباتيد" فقدوا 15% من وزنهم أو أكثر، مقابل 40% فقط بين من تلقوا "سيماغلوتايد". كما أن الفرق في خفض محيط الخصر، الذي بلغ 5.4 سم لصالح "تيرزيباتيد"، يعد ذا دلالة طبية مهمة، خصوصًا أن كل زيادة بمقدار 5 سم في محيط الخصر ترتبط بارتفاع خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 9%. وتؤكد هذه النتائج الفارق بين الأدوية التي تستهدف مسارات أيضية متعددة وتلك التي تركز على مسار واحد، كما تفتح المجال أمام "تيرزيباتيد" ليكون خيارًا علاجيًا واعدًا في مواجهة السمنة وتحسين الحالة الصحية العامة. aXA6IDE4NS4xODQuMjQxLjk5IA== جزيرة ام اند امز IT

ابتكار قد يغير قواعد سلامة الأغذية لخفض الزئبق بالتونة
ابتكار قد يغير قواعد سلامة الأغذية لخفض الزئبق بالتونة

البوابة

timeمنذ 2 أيام

  • البوابة

ابتكار قد يغير قواعد سلامة الأغذية لخفض الزئبق بالتونة

توصل فريق من الباحثين السويديين إلى تقنية واعدة تقلل مستويات الزئبق في سمك التونة بنسبة تصل إلى 35%، وذلك باستخدام مادة طبيعية شائعة دون أي تأثير على طعم أو مظهر المنتج، والدراسة التي أُجريت بتعاون مشترك بين الجامعة السويدية للعلوم الزراعية وجامعة تشالمرز للتكنولوجيا، كشفت أن إضافة الحمض الأميني 'السيستين' إلى ماء التعليب يمكن أن يسحب نسبة كبيرة من الزئبق الموجود في لحم السمك، دون الحاجة إلى تدخلات معقدة أو تغييرات جذرية في خطوط الإنتاج ، وذلك في خطوة قد تُحدث تحولًا جذريًا في مجال سلامة الأغذية البحرية. نتائج مبشرة ووفقا لـ 'sciencealert' بحسب النتائج المخبرية، فإن نقع شرائح التونة في محلول مائي يحتوي على السيستين أدى إلى إزالة ما بين 25% و35% من الزئبق المتراكم، وهي نتائج مبشرة قد تمهّد لاعتماد هذه التقنية تجاريًا، والأهم من ذلك أن هذه العملية استمرت في العمل حتى بعد تعليب المنتج، مما يجعلها فعالة خلال فترة التخزين أيضًا، والباحث الكيميائي شيميزلاف ستراتشوفسكي، أحد المشاركين في الدراسة، أوضح أن السبب وراء استخدام السيستين هو قابليته العالية للارتباط بالزئبق. وقال: 'كنا نعتقد أن الحمض الأميني سيجذب بعضًا من الزئبق ويحتجزه داخل المحلول، وهو ما تأكد بالفعل، لكننا لا نزال بحاجة إلى فهم أفضل لما يحدث بعد ذلك لهذه المركبات المرتبطة'، ورغم أن التونة تُعد من المصادر الغنية بالبروتينات والأحماض الدهنية المفيدة، إلا أن بعض أنواعها معروفة باحتوائها على نسب من الزئبق قد تشكّل خطرًا على الأطفال والنساء الحوامل في حال استهلاكها بكثرة، ولطالما ارتبطت توصيات السلامة بتحديد الكمية المستهلكة لا أكثر. لكن هذا الابتكار يقلب المعادلة عبر تقليل الملوث نفسه. التعامل مع تلوث الأسماك ويعلق الدكتور مهدي عبد اللهي، خبير علوم الأغذية في جامعة تشالمرز: 'ما نحاول إثباته هو إمكانية التعامل مع تلوث الأسماك من الجذور، لا بمجرد الحد من تناولها، وسلامة الغذاء لا تعني فقط التحذير، بل إيجاد حلول عملية'، واللافت أن المعالجة بالسيستين لم تؤثر على المذاق أو الرائحة أو الشكل العام لسمك التونة، كما لم تتطلب إضافة أي مواد حافظة أو كيميائية، ما يعزز من فرص تبنيها صناعيًا دون تعقيد. ورغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم فعالية التقنية على نطاق الإنتاج الواسع، إلا أن المؤشرات الحالية تشير إلى إمكان اعتمادها مستقبلاً كوسيلة آمنة وفعالة لتعزيز جودة المنتجات البحرية وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بها.

باحثون يحققون إنجازًا علميًا.. رجل مشلول يتحكم بذراع روبوتية باستخدام أفكاره
باحثون يحققون إنجازًا علميًا.. رجل مشلول يتحكم بذراع روبوتية باستخدام أفكاره

البوابة

timeمنذ 2 أيام

  • البوابة

باحثون يحققون إنجازًا علميًا.. رجل مشلول يتحكم بذراع روبوتية باستخدام أفكاره

في تقدم علمي ملحوظ، تمكن فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو (UCSF)، من تطوير نظام يتيح لرجل مصاب بالشلل الرباعي التحكم بذراع روبوتية من خلال إشارات دماغه فقط. هذا النظام، الذي يجمع بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية، يُظهر إمكانيات واعدة في مجال إعادة التأهيل العصبي، ويعتمد النظام على واجهة دماغ-حاسوب (BCI) مزودة بخوارزميات ذكاء اصطناعي قادرة على تفسير الإشارات العصبية وتحويلها إلى أوامر حركية. ووفقا لـ sciencealert ما يميز هذا الابتكار هو قدرته على التكيف مع التغيرات الطفيفة في نشاط الدماغ، مما يسمح للمستخدم بالتحكم في الذراع الروبوتية بدقة واستمرارية دون الحاجة إلى إعادة ضبط متكررة، وخلال فترة التجربة التي استمرت سبعة أشهر، استطاع المشارك تنفيذ مهام يومية مثل الإمساك بالأشياء وتحريكها وإفلاتها، وذلك بمجرد تخيل الحركات المطلوبة، وهذا الإنجاز يُعد خطوة مهمة نحو تمكين الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية من استعادة بعض قدراتهم الوظيفية. نشرت الدراسة في مجلة 'Cell'، وتؤكد على أهمية الدمج بين التعلم البشري والذكاء الاصطناعي لتحقيق وظائف متقدمة تشبه الوظائف العصبية الطبيعية، كما أشار الباحثون إلى أن هذه التقنية قد تُستخدم مستقبلاً في تطوير أدوات مساعدة أخرى، مثل الأطراف الصناعية المتقدمة أو أجهزة التواصل لذوي الإعاقات، وعلى الرغم من التحديات المتعلقة بتكلفة وتعقيد هذه التكنولوجيا، فإن هذا الابتكار يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين جودة حياة الأشخاص المصابين بالشلل، ويعزز الأمل في تطوير حلول علاجية وتقنية أكثر فعالية في المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store