logo
الميثانول و الإيثانول : من التخمير الطبيعي إلى الكارثة

الميثانول و الإيثانول : من التخمير الطبيعي إلى الكارثة

عمان نتمنذ 10 ساعات
(هدف هذا المقال تثقيفي تعليمي علمي بحت .. وفقط ..و غير مقبول أي تعليق يتجاوز العلم)
🔬 الكحول الطبيعي: كيمياء الحياة والفواكه
عمليات التخمير الطبيعي (brewing) هي تفاعلات كيمياء حيوية، يتم فيها تحويل السكريات إلى كحول إيثيلي (إيثانول) بغياب الأوكسجين، عبر نشاط الخمائر الطبيعية.
أما في حال وجود الأوكسجين، فالنتيجة تكون حمض الأسيتيك (الخل).
هذه العملية يمكن أن تحدث تلقائيًا في الطبيعة، كما في الفواكه الناضجة الغنية بالسكر.
عمليات التخمير الطبيعي تبقى محدودة بطبيعتها، إذ لا تتجاوز نسبة الكحول الناتج 10–14%، لأن الخمائر تموت عند هذا التركيز.
الكحول الناتج في الغالب هو إيثانول، مع كميات ضئيلة من الميثانول.

☠️ الميثانول: الكحول القاتل
الميثانول، المعروف بإسم 'كحول الخشب'، لا ينتج من تحلل السكر، بل من تحلل مركبات البكتين الموجودة في بعض الفواكه:
• الفواكه الغنية بالبكتين (مثل: التفاح، الخوخ، المشمش، العنب، التين) تنتج كميات أكبر من الميثانول.
• أما الحبوب والنشويات (كالقمح والذرة) فتنتج ميثانولًا أقل.
في التخمير الطبيعي، يتراوح تركيز الميثانول عادة بين:
20–200 ملغم/لتر (أي 0.02–0.2 غرام/لتر)
و الميثانول أستخداماته مختلفة و صناعية فقط

⚠️ ما هي الجرعة القاتلة؟
• الجرعة القاتلة للميثانول: 30 مل فقط من الميثانول النقي قد تكون مميتة.
• و10 مل فقط قد تؤدي إلى العمى الدائم.
🧮 ماذا يعني ذلك في الواقع؟
• للوصول إلى الجرعة القاتلة من الميثانول من خلال شرب نبيذ طبيعي التخمير:
• عند أعلى تركيز طبيعي (0.2 غ/لتر): يجب شرب 118 لترًا تقريبًا.
• عند أقل تركيز (0.02 غ/لتر): يجب شرب أكثر من 1000 لتر.
• للوصول إلى جرعة العمى (10 مل):
• عند أعلى تركيز: حوالي 40 لترًا.
• عند أقل تركيز: نحو 400 لتر — وهو غير ممكن عمليًا.
✅ الخلاصة: التخمير الطبيعي لا يشكل خطرًا حقيقيًا من ناحية الميثانول، ما لم يحدث تلاعب أو غش متعمّد.

⚗️ التقطير: من جابر بن حيان إلى الأخطاء القاتلة
في العصور الوسطى، واجه التجار تحديًا عمليًا:
النبيذ الطبيعي يحتوي على نسبة كحول منخفضة، والتأثير المطلوب — خاصة للمتمرسين — لا يتحقق إلا بشرب كميات كبيرة. كما أن نقل كميات ضخمة من النبيذ كان صعبًا.
فجاء الحل العبقري: التقطير.
• في القرن الثامن الميلادي، طوّر جابر بن حيان جهاز الأنبيق وشرح مبدأ فصل السوائل حسب درجة التبخر.
• أصبح التقطير وسيلة فعالة لرفع تركيز الكحول — تقنية انتقلت لاحقًا إلى أوروبا.
ويقال إن 'تقطير الكحول' كان من أهم ما تعلّمه الكيميائيون الأوروبيون من جابر بن حيان.
لكن التقطير يحمل مخاطره:
• الميثانول يتبخر قبل الإيثانول (64.7° مقابل 78.5°).
• الخبراء يعرفون أسرار التقطير من درجات الحرارة و التقطير البطيء و أهمية التخلص من 'رأس التقطير' الغني بالميثانول، والكمية التي يتم فصلها تعتمد على خبرة المُقطِّر ودقته.
• أما الجهلة والطامعون، فلا يميزون بين المادتين، ويحتفظون بالمزيج كاملًا — أو يكونوا في عجلة من أمرهم لان عملهم غير شرعي و غير قانوني فيقوموا بالتقطير علي درجات حرارة عالية و بسرعة فيختلط الناتجين وهنا تبدأ الكارثة.

🧪 كحول السوق: بين الإيثانول الغذائي والسمّ
ليست كل المشروبات الكحولية في الأسواق ناتجة عن تخمير وتقطير طبيعي.
بحسب مصادر محلية موثوقة:
• معظم المصانع في الأردن لا تقوم بالتخمير أو التقطير. (المصانع التي تقوم بذلك محدودة جدًا).
• بل يتم إستيراد الإيثانول الغذائي (Food-grade ethanol)، ثم يُخفف ويُخلط مع المنكهات.
و يتم انتاج أنواع و علامات تجارية مختلفة
و لهذا احتمالية وجد الميثانول بسبب عملية التقطير غير ممكنة
💲 الأسعار:
• لتر الإيثانول الأمريكي النقي (200 Proof - USP Grade): 3–5 دولارات.
• الإيثانول الآسيوي الجيد: أقل من 1 دولار.
• كل لتر يمكن أن ينتج 3–4 زجاجات مشروب عالي التركيز الكحولي .
أما الميثانول:
• فسعره أقل من نصف دولار للتر.
• لكنه غير صالح للاستهلاك البشري إطلاقًا.
💡 إذًا، من المحتمل أن الغش بالميثانول في مصانع التعبئة لا علاقة له فقط بتقليل الكلفة، لأن فرق الأسعار ليس كبيراً
وبل قد يكون له علاقة:
• بالتزوير، أو خلل في الليبل في المواد المستمرة
• التهرب الضريبي،
• ضعف الرقابة،
• أو الإهمال المحض.

🛑 قضية الأردن: ليست حادثة عابرة، بل كارثة متكاملة
ما حدث في الأردن من حالات تسمم بالكحول المغشوش ليس مجرد خطأ فني أو سوء تصنيع.
بل هو:
• جريمة بالإهمال أو التواطؤ.
• فشل في الرقابة على خطوط الإنتاج والتوزيع.
و فشل في تطبيق أنظمة معاينة الجودة سواء القيام بفحص المواد قبل تعبئتها و فحص المنتج النهائي قبل توزيعه بالأسواق (و هذه من أبجديات الصناعة )
• ثغرة تنظيمية تسمح بدخول منتج مجهول أو غير صالح للاستخدام البشري إلى السوق البشري .
في النهاية جزيل الشكر لجميع أساتذتنا في الجامعة.
الذين كانوا يتعاملون مع العلم كعلم مجرد و علمونا الكثير
و منها هذا الموضوع .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحذير هام جدًا من السفارة الأمريكية في الأردن بشأن ال مشروبات الكحولية ملوثة بالميثانول
تحذير هام جدًا من السفارة الأمريكية في الأردن بشأن ال مشروبات الكحولية ملوثة بالميثانول

صراحة نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • صراحة نيوز

تحذير هام جدًا من السفارة الأمريكية في الأردن بشأن ال مشروبات الكحولية ملوثة بالميثانول

صراحة نيوز- أصدرت السفارة الأمريكية في عمّان تحذيرًا أمنيًا بعد ورود تقارير إعلامية تشير إلى وقوع حالات تسمم خطيرة، بعضها أفضى إلى الوفاة، نتيجة تناول مشروبات كحولية محلية الصنع يُشتبه في تلوثها بمادة الميثانول السامة، والتي تُستخدم صناعيًا ولا تصلح للاستهلاك البشري. وأكدت السفارة أن عدداً من الأشخاص في الأردن أُصيبوا بحالات صحية حرجة، بينما توفي آخرون نتيجة تناول هذه المشروبات الملوثة. كما نشرت السفارة قائمة بأسماء العلامات التجارية التي يُشتبه بتلوثها، وهي: ودعت السفارة إلى اتباع الإرشادات التالية للوقاية: شراء المشروبات الكحولية فقط من المتاجر والفنادق والأسواق المرخصة والمعتمدة. الامتناع عن شرب أي مشروب كحولي تنبعث منه رائحة أو طعم غير طبيعي. طلب المساعدة الطبية الفورية عبر الاتصال على الرقم 911 في حال ظهور أعراض التسمم بالميثانول. متابعة وسائل الإعلام المحلية للحصول على آخر التطورات. مراجعة مزودي الرعاية الصحية المحليين.

«تيك توك» يقتل مراهقاً بريطانياً !
«تيك توك» يقتل مراهقاً بريطانياً !

أخبارنا

timeمنذ 4 ساعات

  • أخبارنا

«تيك توك» يقتل مراهقاً بريطانياً !

أخبارنا : لقي طفل بريطاني يدعى سيباستيان حتفه أثناء محاولته تنفيذ «تحدي فقدان الوعي» المنتشر على منصة «تيك توك»، في حادثة أثارت مخاوف جديدة من مخاطر المحتوى الرقمي الموجه للأطفال. وأعلنت شرطة غرب يوركشاير أنها تلقت بلاغاً مساء الجمعة، يفيد بوجود طفل (12 عاماً) في حالة حرجة داخل منزل في مدينة كاسلفورد. وتم نقل الطفل إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة لاحقاً. ولا تزال التحقيقات جارية، دون وجود شبهة جنائية حتى الآن. ويعرف التحدي أيضاً باسم «تحدي انقطاع النفس»، ويتضمن حبس النفس عمداً حتى فقدان الوعي. وقد يؤدي هذا السلوك إلى تلف دماغي أو وفاة، نتيجة نقص الأوكسجين. ويعد هذا الحادث المفجع تذكيراً مؤلماً بالمخاطر التي تشكلها التحديات الخطيرة المنتشرة عبر الإنترنت، ويدعو أولياء الأمور والأوصياء إلى البقاء يقظين بشأن المحتوى الذي يتفاعل معه الشباب على وسائل التواصل. وقالت عائلة الطفل سيباستيان إنه كان موهوباً ومحباً للفنون، وأكدت أن «لحظة واحدة على الإنترنت كانت كفيلة بتغيير كل شيء». ودعت العائلة إلى مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال على المنصات الرقمية. بحسب صحيفة «الإندبندنت»، سُجلت أكثر من 20 حالة وفاة لأطفال بسبب التحدي ذاته خلال 18 شهراً. كما رفعت أربع عائلات أمريكية دعاوى قضائية ضد «تيك توك»، متهمة المنصة بالترويج لمحتوى خطير للأطفال عبر التوصيات.

بالفيديو .. العين هايل عبيدات مدير المؤسسة السابق يحمّل "الغذاء والدواء" مسؤولية "كارثة الميثانول"
بالفيديو .. العين هايل عبيدات مدير المؤسسة السابق يحمّل "الغذاء والدواء" مسؤولية "كارثة الميثانول"

سرايا الإخبارية

timeمنذ 5 ساعات

  • سرايا الإخبارية

بالفيديو .. العين هايل عبيدات مدير المؤسسة السابق يحمّل "الغذاء والدواء" مسؤولية "كارثة الميثانول"

سرايا - قال العين الدكتور هايل عبيدات، المدير العام السابق للمؤسسة العامة للغذاء والدواء، إن مادة "الميثانول" التي تسببت في وفاة 9 مواطنين وإصابة نحو 57 آخرين، تُستخدم في صناعات مثل طلاء السيارات، ودهان الأثاث، وطلاء الأظافر، وغيرها من الاستخدامات الصناعية. وبيّن عبيدات، في حديثه اليوم الثلاثاء ضمن برنامج "من المكتب" الذي يقدمه الزميل هاشم الخالدي، أن الكحول الخام يحتوي على مادتين: (الإيثانول) وهي المادة المسموح باستخدامها في صناعة المشروبات الكحولية، و (الميثانول) وهي مادة يمنع استخدامها في المشروبات الكحولية لما لها من سمّية عالية. وأضاف أن جميع المواصفات العالمية تُلزم بعدم تجاوز نسبة (الميثانول) في المشروبات الكحولية ما مقداره (1 بالألف) لكل مليلتر موضحًا أن الوصول إلى تركيز 10 ملغم/لتر يعتبر سامًا، وإذا بلغ 15 ملغم/لتر يصبح قاتلًا. وحول مدة ظهور الأعراض بعد تناول مادة (الميثانول) السامة، أوضح عبيدات أن الأعراض تبدأ بالظهور خلال ساعات، حيث يشعر المصاب بدوار، وتشوش في الرؤية، وقد يتعرض لتلف في شبكية العين، إضافة إلى آلام شديدة في البطن. وأضاف أن المريض قد يُصاب بفشل كلوي بعد 20 ساعة من تناوله المادة، مشيرًا إلى أن هناك فرصة لإنقاذه خلال أول 6 ساعات فقط. وفيما يتعلق بالمسؤولية الرقابية، قال عبيدات إن المسؤولية تقع على عاتق جهتين رئيسيتين: مؤسسة المواصفات والمقاييس من جهة التراخيص والمواصفات، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء من جهة الرقابة. وتاليًا الفيديو عبر موقع "سرايا":- View this post on Instagram Loading

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store