logo
من فودرو إلى هيروشيما هل ستعيد أمريكا صياغة قواعد اللعبة النووية؟

من فودرو إلى هيروشيما هل ستعيد أمريكا صياغة قواعد اللعبة النووية؟

خبر صحمنذ 4 ساعات

أعادت الضربات الأمريكية الأخيرة على المواقع النووية الإيرانية فتح النقاش حول مقارنات تاريخية مع لحظة مفصلية في القرن العشرين، مثل قصف هيروشيما، ورغم اختلاف السياقات والأهداف، إلا أن التشابه في الأسلوب والرسالة السياسية خلف القنابل يثير تساؤلات عميقة حول ما إذا كانت واشنطن قد استعادت نهج الصدمة النووية كوسيلة لإعادة ضبط التوازنات، أو على الأقل كرسالة تحذيرية لمن يقترب من العتبة النووية بأنه سيواجه عواقب وخيمة، حتى وإن لم يتجاوزها.
من فودرو إلى هيروشيما هل ستعيد أمريكا صياغة قواعد اللعبة النووية؟
من نفس التصنيف: مقتل قائد اللواء 71 في الجيش الإيراني نتيجة غارة إسرائيلية
كما أن الاختلاف في حجم الدمار لا ينفي أن العقلية التي قادت القرار الأمريكي ضد إيران هذه المرة تبدو مألوفة جداً، ففي الحالتين كانت الرسالة موجهة ليس فقط إلى الدولة المستهدفة، بل إلى العالم بأسره.
قنبلة هيروشيما.
بين اللحظة الإيرانية والكارثة اليابانية: تشابه في التوقيت السياسي
في أغسطس 1945، كانت الولايات المتحدة تسعى لإنهاء الحرب العالمية الثانية بأسرع وسيلة ممكنة، حتى وإن تطلب الأمر استخدام السلاح الأكثر فتكاً في تاريخ البشرية، حيث أدت قنبلة واحدة إلى إنهاء مدينة كاملة، مما رسخ لمرحلة جديدة من النظام العالمي تحت المظلة الأمريكية، وفي يونيو 2025، اختارت الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب تنفيذ ضربات مركزة ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية (فوردو، نطنز، وأصفهان) رداً على ما وصفته بالإقتراب الإيراني الخطير من إنتاج سلاح نووي.
كانت هذه الضربة تكتيكية وليست شاملة، لكنها تحمل في طياتها منطق الردع ذاته، حيث لا خطوط حمراء فوق البرنامج النووي، كما تظهر الرغبة الأمريكية في حسم المعادلة الجيوسياسية من خلال إظهار التفوق الساحق واستخدام القوة بشكل استعراضي، لا يستهدف فقط الخصم، بل كل من يفكر في كسر قواعد اللعبة.
الفارق في السلاح.. لكن الرسالة واحدة
في هيروشيما، استخدمت الولايات المتحدة سلاحاً نووياً مباشراً هو الأول من نوعه في العالم، أما في إيران، فاستخدمت ذخائر خارقة للتحصينات وصواريخ كروز ذكية، دون أن تتجاوز رسمياً العتبة النووية، ومع ذلك، فإن السياق لا يقل رعباً، حيث تم استهداف مواقع تخصيب اليورانيوم وسط توتر نووي متصاعد، مما يعني أن واشنطن تقرع الطبول على أبواب النووي الوقائي.
مقال مقترح: موسكو تندد بقرار تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى في تصعيد خطير
قصف هيروشيما لم يكن مجرد فعل عسكري، بل كان إعلاناً عن القوة الأمريكية الجديدة، واليوم، بعيداً عن حجم الضربة، قد تكون رسالة ترامب إلى إيران، ومعها الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، هي: ما زلنا نستطيع ضرب القلب إن اضطررنا.
رد الفعل الدولي
عندما قُصفت هيروشيما، دخل العالم مرحلة صمت مريب قبل أن يبدأ في استيعاب حجم التحول، والآن، بعد قصف المواقع النووية الإيرانية، بدأ المشهد مشابهاً، حيث كانت هناك إدانات رسمية محدودة، وتنديد دبلوماسي خافت، بينما الجميع يراقب، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس، واعتبرت روسيا الهجوم استفزازاً خطيراً، لكن لا أحد أعلن خطوات تصعيدية فعلية.
حتى الدول المتحالفة مع إيران، مثل الصين وسوريا وفنزويلا، اختارت لهجة التحذير دون تهديد، مما يدل على أن الضربة الأمريكية حققت ما كانت تهدف إليه سياسياً، دون الانزلاق إلى مواجهة إقليمية واسعة حتى الآن.
قنبلة هيروشيما.
طهران بين الصدمة والرد المناسب
بعد ساعات من القصف، بدأت القيادة الإيرانية بموازنة الرد على غرار اليابان بعد هيروشيما، ووجدت إيران نفسها أمام مشهد جديد، حيث لم تُدمر قدراتها بالكامل، لكن رسالة القوة وصلت بوضوح، تصريحات علي شمخاني، مستشار المرشد، كانت واضحة: اللعبة لم تنته بعد، والرد سيكون ذكياً، بينما أكدت القيادة أن المواد المخصبة لم تُستهدف بشكل فعال.
قنبلة هيروشيما.
هيروشيما غيرت العالم.. فماذا بعد قصف إيران؟
الدرس التاريخي من هيروشيما هو أن لحظات التفوق العسكري قد تغير وجه العالم لعقود، حيث أصبحت الولايات المتحدة بعد القنبلة الذرية القائد العالمي بلا منازع، فهل تسعى واشنطن اليوم إلى استعادة تلك الهيبة عبر رسائل صاروخية؟ وهل يمكن لإيران، على غرار اليابان، أن تتحول من خصم مرعب إلى شريك محتمل تحت الضغط؟
الفارق أن طوكيو كانت مهزومة فعلاً، أما طهران فلا تزال واقفة وتملك أدوات إقليمية مؤثرة من الميليشيات إلى الشراكات الدولية، والرد قد لا يكون بنفس الشكل، لكنه آتٍ بطريقة ما، كما أن المقارنة بين قصف هيروشيما وضرب المواقع الإيرانية ليست في حجم النار، بل في وزن الرسالة، فالتاريخ يعيد نفسه أحياناً، لا بنفس الأدوات، ولكن بروح القسوة ذاتها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل تكرر أمريكا سيناريو العراق في إيران؟
هل تكرر أمريكا سيناريو العراق في إيران؟

الدستور

timeمنذ 32 دقائق

  • الدستور

هل تكرر أمريكا سيناريو العراق في إيران؟

عقب الضربات الأمريكية المكثفة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو، ونطنز، وأصفهان، سارعت طهران إلى احتواء الموقف داخليًا وخارجيًا، عبر الترويج لرواية رسمية مفادها أن الأضرار لم تكن جسيمة، وأن المواد النووية الحساسة جرى نقلها مسبقًا إلى مواقع آمنة. هذه الرواية — التي يتبناها الإعلام الإيراني والمسؤولون الرسميون — تأمل قطاعات واسعة، سواء في الداخل الإيراني أو بين المتعاطفين مع طهران دوليًا، أن تكون حقيقية وأقرب إلى الواقع، لا مجرد محاولة لامتصاص الصدمة أو حجب الحقيقة. لكن، وسط هذا المشهد الضبابي، يبرز سؤال محوري: هل يخدم هذا المسار فعلًا مصالح طهران؟ أم أنه جزء من فخ أمريكي جرى تصميمه بعناية؟ من يراقب عن كثب تطورات الموقف الأمريكي، يدرك أن واشنطن لا تتحرك بعجلة أو انفعال. بل على العكس، يبدو أنها تعتمد 'صبرًا استراتيجيًا' مدروسًا، يتيح لها جمع المزيد من الأدلة، وبناء سيناريوهات دقيقة ومتكاملة. فماذا لو كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تملك بالفعل معلومات موثوقة عن عمليات نقل اليورانيوم المخصّب، أو عن إنشاء منشآت نووية سرّية جديدة داخل إيران؟ وماذا لو كان هذا الهدوء الأمريكي الظاهري مجرد تمهيد للحظة محسوبة، تُنفَّذ خلالها ضربة نوعية وعلنية ضد المنشآت النووية، في مشهد موجَّه للرأي العام الدولي؟ في حال تنفيذ ضربة عسكرية مركَّزة ومدروسة، قد تظهر — عن قصد أو من دون قصد — مؤشرات وأدلة على وجود أنشطة نووية غير مصرّح بها، أو يتم دفع إيران نحو اعتراف غير مباشر بوجود تلك الأنشطة. عندها ستحصل واشنطن على ورقة سياسية وقانونية قوية، تخوّلها المطالبة بتفويض أممي للتدخل تحت شعار 'منع إيران من امتلاك السلاح النووي'، في سيناريو مألوف للمجتمع الدولي. ليس هذا السيناريو جديدًا. ففي عام 2003، روّجت الولايات المتحدة لسردية امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وهي الذريعة التي انتهت بتدخل عسكري واسع النطاق. أما اليوم، فالنسخة الأمريكية من هذا السيناريو تبدو أكثر تقدمًا ودهاءً؛ مدعومة بمعلومات استخباراتية أقوى، وبدعم دولي أوسع، وبآليات قانونية محكمة تحظى بشرعية أممية، في ظل بيئة إعلامية دولية مهيّأة تمامًا لتبنّي سردية 'الخطر النووي الإيراني' على الأمن الإقليمي والدولي. إذا كانت الرواية الإيرانية الحالية تهدف إلى حماية البرنامج النووي من الاستهداف، فعلى صانع القرار في طهران أن يدرك أن أي تصعيد متهور أو تحرّك غير محسوب قد يُفسَّر كدليل إضافي يدين إيران، ويُستخدم ضدها لاحقًا في المحافل الدولية. الحكمة في هذه المرحلة تكمن في قراءة النوايا الأمريكية بعمق، وتجنّب الوقوع في فخ التصعيد، حيث يمكن لواشنطن — بفضل أدواتها السياسية والإعلامية — دفع إيران إلى موقع الطرف المعتدي أو المراوغ أمام المجتمع الدولي. إضافة إلى ذلك، يحتاج الخطاب الإعلامي والدبلوماسي الإيراني إلى قدر عالٍ من الانضباط والدقة، لا سيما مع تصاعد التصريحات الغربية بأن 'الوقت ينفد' لمنع طهران من بلوغ العتبة النووية. رغم أن المشهد الحالي يبدو ظاهريًا تحت السيطرة، فإن أي خطأ صغير في قراءة المعطيات أو اتخاذ القرارات قد يؤدي إلى تداعيات كارثية، خاصة في ملف شديد الحساسية كملف السلاح النووي. لذلك، على القيادة الإيرانية أن تُدير هذا الملف ببالغ الحذر، مع إدراك أن الرهانات اليوم أكبر بكثير من مجرد روايات إعلامية محلية أو تصريحات رسمية. فالنوايا الأمريكية — وإن بدت هادئة في هذه المرحلة — قد تُخفي مشروعًا لإعادة إنتاج سيناريو العراق، لكن بأدوات أكثر تطورًا، وبكلفة سياسية وعسكرية أعظم على مستقبل إيران والمنطقة بأسرها. ويبقى السؤال الأهم: هل نشهد بالفعل بداية تحضير دولي لإعادة إنتاج تدخل عسكري… تحت لافتة منع 'الخطر النووي الإيراني'؟

الجيش الإسرائيلي: قصفنا طرق الوصول إلى موقع فوردو ونواصل تعميق ضرباتنا داخل إيران
الجيش الإسرائيلي: قصفنا طرق الوصول إلى موقع فوردو ونواصل تعميق ضرباتنا داخل إيران

أهل مصر

timeمنذ 32 دقائق

  • أهل مصر

الجيش الإسرائيلي: قصفنا طرق الوصول إلى موقع فوردو ونواصل تعميق ضرباتنا داخل إيران

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، أن سلاح الجو نفذ أكثر من 100 ضربة جوية على أهداف داخل العاصمة الإيرانية طهران خلال الساعتين الماضيتين، ضمن ما وصفه بـ"تصعيد غير مسبوق" في الحملة العسكرية ضد البنية التحتية العسكرية الإيرانية. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي عقده اليوم: "نفذنا هجمات دقيقة استهدفت طرق الوصول إلى موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم، في إطار جهودنا لتقليص قدرات إيران النووية". وأضاف أن القصف طال أيضًا قاعدة "رعد 5" وسط إيران، إضافة إلى منصتين لإطلاق الصواريخ وقاذفتي صواريخ. وأكد المتحدث أن الضربات الجوية تركزت بشكل كبير على مقرات الحرس الثوري الإيراني في طهران ومحيطها، مشيرًا إلى أن "الهجمات تأتي في إطار سياسة تعميق الضغط على النظام الإيراني ومراكزه السيادية". وفي سياق التصدي للهجمات الإيرانية، قال المتحدث: "دفاعاتنا الجوية أسقطت صواريخ إيرانية، ورغم أن منظوماتنا ليست مطلقة، إلا أن الصواريخ اليوم لم تؤدِّ إلى أي إصابات". كما أشار إلى أن الطائرات المسيّرة الإسرائيلية تواصل التحليق فوق مناطق إطلاق الصواريخ داخل إيران، وأن العمل جارٍ لاستهداف تلك المنصات. "نواصل العمليات، فالخطر الإيراني لم يُزل بعد"، بحسب تعبيره. وفي ختام تصريحاته، كشف المتحدث باسم جيش الاحتلال عن أن "القصف الأمريكي لإيران بالتوازي مع عملياتنا، تسبب في أضرار كبيرة للبنية التحتية العسكرية الإيرانية".

البيت الأبيض يحرض الشعب الإيراني على إسقاط نظام حكمه
البيت الأبيض يحرض الشعب الإيراني على إسقاط نظام حكمه

أهل مصر

timeمنذ 33 دقائق

  • أهل مصر

البيت الأبيض يحرض الشعب الإيراني على إسقاط نظام حكمه

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منفتح على الحوار، لكن إذا لم تختر حكومة طهران هذا الطريق، فقد يتمكن الشعب الإيراني من 'انتزاع السلطة من النظام'. جاء ذلك في تصريحات صحفية للمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بشأن الهجمات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. طريق الحل السلمي والدبلوماسي وقالت ليفيت: 'نحن على يقين تام من تدمير منشآت إيران النووية بالكامل. ولدينا درجة عالية من الثقة بأن المواقع التي تم استهدافها هي الأماكن التي تُخزن فيها إيران اليورانيوم المخصب'.وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب التطورات في مضيق هرمز، وحذرت إيران من ارتكاب خطا بإغلاق المضيق. وفيما يتعلق بالتقارير الإعلامية التي تفيد بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى إسقاط النظام في إيران، قالت ليفيت: 'إذا لم يختر النظام الإيراني طريق الحل السلمي والدبلوماسي، فلماذا لا ينتزع الشعب الإيراني السلطة من هذا النظام العنيف للغاية؟ الرئيس لا يزال منفتحاً على الحوار' ويقع مضيق هرمز بين إيران من الشمال والإمارات وسلطنة عمان من الجنوب، ويربط بين الخليج العربي شمالا وخليج عمان وبحر العرب جنوبا، ويعبر منه نحو 40 بالمئة من النفط المنقول بحرا في العالم، و20 بالمئة من الغاز المسال، و22 بالمئة من السلع الأساسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store