
البيت الأبيض... ساحة استعراض قوة ترمب
الرئيس الجمهوري ترمب وهو يحتفل بنصف العام الأول له سيداً للبيت الأبيض للمرة الثانية، لم يفته أن يصف بعض القوانين الاقتصادية التي مررها بأنها جميلة وكبيرة، لكن في ما يتعلق بالسياسة الخارجية احتفى بنجاحه في إنهاء حروب وصراعات، على رغم أنه لم يحدث تقدماً إيجاباً في أكثر ملفين عالقين بهذا الصدد، وهما حرب روسيا وأوكرانيا التي تعهد بإنهائها خلال 24 ساعة من توليه الحكم، وبالطبع الحرب الإسرائيلية على غزة التي تتداعى اتفاقات إطلاق النار بها بصورة غير مسبوقة منذ ظهوره ضمن المشهد، فتعهداته الواضحة بهذا الصدد في الأقل لم تنفذ، وإن كان جرى احتواء المناوشات العسكرية بين الهند وباكستان وكذلك بين إيران وإسرائيل.
بخلاف ذلك ينخرط ترمب في صنع ضجة إعلامية مكونة من مزيج فريد من التصريحات المرتجلة والصادمة، وزلات اللسان التي يقولها دون أن يطرف له جفن، والتي تتحول إلى ميمز بسهولة نظراً إلى طرافتها أو غرابتها، وكأنه يقدم وجبة سياسية مسلية تهدف إلى تحدي الملل الذي كثيراً ما نعتت به إدارة سلفه جو بايدن، لكن هل هي مجرد مزاجية غير مخطط لها أم نوع من التهور المدروس الذي يهدف إلى إخافة الخصوم والحلفاء على السواء، لإصابتهم بالارتباك وجعلهم يؤثرون السلامة ويتراجعون خطوات للوراء بينما هو يهيمن على المشهد منفرداً؟
هل يعيد ترمب بناء وجهه السياسي؟
ترمب (79 سنة) المعروف بعشقه تسريب ما يحدث داخل الغرف المغلقة يبدو وكأنه يسير بلا بروتوكول رئاسي، وإن كانت شخصيته السياسية معروفة منذ مدته الأولى، لكن ما يجري خلال هذه الفترة يبدو غير متوقع بالمرة، إذ يصل إلى الكشف عن معلومات حساسة وحتى ما يشبه الانقلاب في عقيدة السياسة الأميركية نفسها، التي إن باتت قبضتها شديدة لكنها تتأنى في ما يتعلق بالحلفاء التقليديين.
على رغم أن الجميع كان يعتقد أن ترمب في النهاية رئيس اختير مسبقاً ومن السهل التعامل معه وفقاً لمعطيات فترته الأولى مهما تضمنت من مواقف بها بعض النزق، فإنه وفقاً لتحليل كتبه ستيفن كولينز في "سي أن أن" بعد مرور شهر واحد على دخوله البيت الأبيض ظافراً، "كان هناك شعور بين بعض الدبلوماسيين الغربيين داخل واشنطن بأن حكوماتهم تعرف كيفية التعامل مع رئيس كان خلال فترة ولايته الأولى يصنع السياسة الخارجية من خلال تغريداته. لكن الصدمة التي دفعت الزعماء الأوروبيين إلى اجتماع طارئ في باريس هذا الأسبوع تشير إلى أنهم قللوا من تقدير مدى الدمار الذي قد تكون عليه ولاية ترمب الثانية".
وعلى ذكر التباين بين الولايتين، اختارت أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة سهير عثمان زاوية عن الأداء الإعلامي له ولإدارته، إذ إن هناك حرصاً على تصدير صورة تحمل سمات معينة يجري الترويج لها بما يشبه الفظاظة. وتشدد على أن ترمب جاء ولديه ثقة كبيرة للغاية بل وتحد ورسالة قوية للعالم أنه قادر على إعادة بناء وجهه السياسي الذي كان خسره لمصلحة بايدن في الانتخابات السابقة، وأن حزبه تمكن من استعادة السيطرة بقبضة من حديد.
تقول عثمان "الصورة الصاخبة التي تظهر في أحاديثه وتصريحاته غير المتوقعة تبدو شديدة الصدامية، فما بالنا بما يجري في الكواليس، فهو ضمن ولايته الأولى كان كمن يتحسس خطواته ويختبر من حوله، ولهذا منذ خطابه الأول الذي أعلن فيه توليه السلطة هذه المرة أعلن المواجهة صريحة مع كل المختلفين معه مقرراً تغيير العالم، فتحول البيت الأبيض من مكان تخرج منه قرارات سياسية وسيادية مهمة إلى مساحة لاستعراض القوة بطرقها الأكثر شططاً على ما يبدو".
الأمر تدريجاً تجاوز فكرة التغريدات التي قد تحمل مناوشات تليق بمجتمع مواقع التواصل الاجتماعي، وإن لم تكن معتادة أبداً بالنسبة إلى شخصية في منصبه، وصل إلى أن أصبح مسؤولو البيت الأبيض وعلى رأسهم ترمب مصدراً لإنتاج المواقف الصادمة، التي يمكن أن تندرج في قائمة "شاهد قبل الحذف" بكل أريحية، وكأنها سلسلة فضائح سياسية تطبخ على الهواء مباشرة، فبعيداً من سياسة ترمب الشديدة الحساسية والصدامية ضمن ملفات كثيرة من بينها غزة، والرسوم الجمركية وتمويل مؤسسات التعليم والإغاثة وحتى حلف الناتو، وأمور كثيرة كانت في صميم العقيدة السياسية والاقتصادية الأميركية، تظهر طريقة تعامله وفريقه وكأنها تتحدى قواعد البروتوكول عمداً، وكأنه يستمد قوة عظيمة من مصدر مجهول، تجعله يتصرف باندفاعية واستحقاق وعدم اكتراث ربما هو غير مسبوق لشخص في منصبه، إذ كان بطلاً لشجار مكتمل الأركان في البيت الأبيض خلال مارس (آذار) الماضي، على خلفية مشادته العاصفة التي تضمنت إهانات صريحة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وذلك خلال زيارة الأخير واشنطن، فقد سخر دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس من ملابس الرئيس الأوكراني أمام الكاميرات، وتطور الأمر إلى مطالبة دي فانس لزيلينسكي بأن يكون ممتناً وشاكراً لترمب، متهماً إياه بعدم احترام الولايات المتحدة الأميركية.
بعض فسر تلك الطريقة بأنها وسيلة لإرسال رسائل أكثر عمقاً وحدة لكل من تسول له نفسه معارضة ومناوءة ترمب، وإن الأمر لم يكن عشوائياً أبداً أو واقعة طارئة جاءت بالمصادفة، وتتنافس عدة مواقف أخرى جرت داخل البيت الأبيض منذ مجيء دونالد ترمب على لقب الأكثر غرابة، لا سيما التي جرت مع زعماء الدول، وأبرزها ما حدث خلال لقاء ترمب مع بعض القادة الأفارقة خلال يوليو (تموز) الجاري، فقد وجه ترمب سؤالاً للرئيس الليبيري جوزيف بواكاي قائلاً "لغتك الإنجليزية رائعة وجميلة"، وتساءل "أين تعلمت التحدث بهذه الروعة؟ أين تلقيت تعليمك؟"، ليتابع "في ليبيريا؟"، فقال بواكاي "نعم سيدي".
المحادثة المثيرة للاهتمام لم تتوقف هنا إذ كان من الممكن أن يمرر ترمب الموقف ولا يتشكك، لا سيما أن الإنجليزية هي اللغة الرسمية في ليبيريا التي تأسست بدورها عام 1822 مستعمرة للأميركيين السود المحررين، إذ إن نشأتها وثيقة الصلة ببلاده، وكونه يجهل كل هذه الملابسات كان أمراً مثيراً للجدل بحد ذاته، وبدا وكأنه لم يهتم بمعرفة أية خلفية ثقافية لزواره ولا لتاريخ بلاده هو حتى، فقد تابع ترمب "حسناً، هذا مثير للاهتمام للغاية. إنها لغة إنجليزية رائعة. هناك أشخاص على هذه الطاولة لا يتحدثون بنفس الطلاقة تقريباً، وهم من هنا. لذا شكراً جزيلاً لك".
هل يعاني ترمب الجنون السياسي؟
طريقة ترمب التي وفقاً لمراقبين افتقرت لأبسط قواعد البروتوكولات الرئاسية، استمرت بأن تعامل مع الوفد الأفريقي بأسلوب أثار الاستياء، إذ قاطع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء حديثه، قائلاً "ربما علينا أن نسرع قليلاً. فقط قل لنا اسمك وبلدك" وكأنهم تلاميذ، لتعبر وكالات الأنباء العالمية عن اللقاء برمته كقطعة مركزة من الإحراج ولحظات الذهول.
ترى رئيس قسم العلوم السياسية والإدارة العامة في جامعة بورسعيد الدكتورة وئام عثمان أنه على رغم أن السياسة الترمبية مقترنة بمنهج شعبوي وشخصية خارجة عن المألوف، تتسم بالفوضى في كثير من الأحيان، فإن هناك تفسيرات في العلوم السياسية تخضع منهج ترمب للتحليل، إذ يتبنى ما يسمى الجنون السياسي المقصود به السلوكات السياسية المفاجئة والطارئة وغير التقليدية، التي تتسم بالصدامية والاستعرض في غالبية الأحيان مع الميل إلى التغيير الحاد في المواقف دون أي تمهيد دبلوماسي، إضافة بالطبع إلى تجاهل الأعراف السياسية.
وتلفت عثمان النظر إلى أن هذا الأسلوب ليس اختراعاً ترمبياً، لكنه على سبيل المثال ارتبط في بعض الأحيان بالرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون، إذ كان يعده بعض من مشاهير استراتيجية الرجل المجنون أي الزعيم الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته لإخافة الخصوم، من أجل كسب ورقة تفاوضية وتقديم تنازلات إجبارية.
كثير من لقطات ترمب باتت تندرج تحت بند الإحراج والإهانات والمشادات والتصرفات الغريبة، لما لها من بعد صادم يشبه الطابع الفضائحي لبعض فيديوهات السوشيال ميديا، لكنها فضائح تتعلق بالبروتوكول غالباً، ولهذا فهي مادة خصبة للميمز والكوميكس الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن تصرفه الأخير خلال تتويج نادي تشيلسي بطلاً لكأس العالم للأندية الذي أقيم على ملعب ميتلايف بولاية نيوجيرسي الأميركية، كان من أكثرها تداولاً، إذ حضر الرئيس الأميركي المباراة النهائية بين تشيلسي وباريس سان جيرمان إلى جانب جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وبعدما جرى توزيع جميع الميداليات، شوهد ترمب وهو يضع إحدى الميداليات الفضية في جيبه الداخلي وبعدها توجه بصورة طبيعية بصحبة رئيس الفيفا لتسليم الكأس لريس جيمس قائد فريق تشيلسي الإنجليزي، فمن ذا الذي يمكنه أن يقاوم مشاهدة رئيس الدولة الأكثر نفوذاً في العالم وهو يضع في جيبه ميدالية رياضية بلا أي سياق مبرر.
تصرف ترمب لم يُعلق عليه حتى الآن ولم يُفسر على نحو واضح، لينضم هو الآخر لقائمة المواقف غير المفهومة التي ارتبطت بدونالد ترمب في العالم الرياضي، إذ كان أشار في ما قبل إلى أنه يحتفظ بنسخة أصلية من كأس العالم في مكتبه بالبيت الأبيض، كذلك خلال حفل تتويج تشيلسي أمضى ترمب وقتاً طويلاً ولم يغادر منصة التتويج كما هو معتاد في مثل تلك المواقف وشارك اللاعبين الاحتفال وكأنه صانع الانتصار الحقيقي، وهو أيضاً من التصرفات التي كانت مثاراً للفكاهة بين عشاق كرة القدم والملايين الذين تابعوا الأمسية.
يستعير ترمب من ولايته السابقة وسائله التي تفوق كل التوقعات في التعامل مع المراسلين الصحافيين، إذ صال وجال خلال الفترة الأولى والنتيجة كانت مجموعة من النوادر، التي كان حديثه بسخرية لصحافية ذات ملامح آسيوية بنبرة تهكمية أبرزها، حينما وجهت له سؤالاً وقتها متعلقاً بفيروس كورونا فما كان منه إلا أن طلب منها أن تسأل الصين، في إشارة وصفت بالعنصرية، إذ تعامل معها باعتبارها صينية لمجرد رؤيته لملامحها.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فيما الشهر الماضي وعبر منصته المفضلة "تروث سوشيال" طالب دونالد ترمب بطرد ناتاشا برتراند مراسلة شبكة "سي أن أن"، "كالكلاب" وفقاً لتعبيره الدقيق، وذلك اعتراضاً منه على حديثها عن تقييم داخلي للاستخبارات الأميركية أفاد وفق قولها بأن الضربات الجوية الأميركية على المواقع النووية الإيرانية أعاقت برنامج طهران النووي لبضعة أشهر فحسب، مما عده ترمب تشكيكاً في قدرات الطيران الوطني ووسيلة دعائية سلبية لتشويه صورتهم، ولهذا طالب بعقابها بالتوبيخ والطرد "كالكلاب" نظراً إلى أكاذيبها، بحسب وجهة نظره.
تقييمات ترمب لأداء الصحافيين لا تتوقف، فهو يعد كثراً منهم غير مؤهلين طالما أنهم يعارضونه، إذ طالب أيضاً من أحدهم المغادرة إثر قيام الأخير بسؤاله عن تفاصيل الطائرة القطرية التي أهدتها قطر للولايات المتحدة الأميركية لاستخدامها تحت تصرف الرئاسة، واعتبر ترمب أن المراسل لا يجيد طرح الأسئلة خلال وقتها الصحيح وأنه لا يصلح لمهمته، إذ كان الموقف برمته حدث خلال استقبال ترمب رئيس جنوب أفريقيا داخل المكتب البيضاوي.
وترى أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة سهير عثمان أن ترمب بلا شك يكسر كل قواعد البروتوكول السياسي المفترض أن يتبعها رجل في منصبه، مشيرة إلى أنه سواء كان ذلك سلوكاً عفوياً أو متعمداً، فالنتيجة غير مقبولة، مشيرة إلى أنه حتى بعيداً من الكلام المنطوق نفسه فلغة جسده تحمل رسائل سلبية كثيرة، أبرزها أنه يستهين بالآخرين مهما كان حجمهم ومنصبهم، محققاً في النهاية هدفه وهو تصدر العناوين العريضة كل يوم، وكأنه يضع على عاتقه الوصول إلى سلسلة من الأخبار المثيرة سواء كان يحرج فيها غيره أو يدلي باعترافات غريبة.
هل يحتاج الخطاب الأميركي إلى مراجعة؟
لا تستبعد أستاذ الصحافة في كلية الإعلام جامعة القاهرة أبداً أن يكون سلوك ترمب منبعه نصيحة ما من أحد مستشاريه بأن يكرس لصورة معينة تتسم بالاستهتار بخصومه وأصدقائه وعدم الانصياع لهم، واستخدام لغة تحمل تجاوزاً في حق الآخرين. مضيفة أن ما حدث هو تكريس سردية العجرفة الأميركية لا أكثر، وخلال وقت تتهم فيه الولايات المتحدة بدعم القتل والتجويع للأبرياء يفترض أن تسعى الإدارة لنفي هذه التهم، لكن هذا السلوك يفعل العكس تماماً، مشددة على أنه كان ينبغي مراجعة هذا الخطاب برمته على مدار الأشهر الأولى من ولاية ترمب الجديدة، لكن الواضح أن هناك تمسكاً به.
ومن جهتها، تشرح رئيس قسم العلوم السياسية والإدارة العامة في جامعة بورسعيد وئام عثمان بصورة أكثر تخصصاً سبب لجوء الرئيس الأميركي لهذه الوسائل، معتبرة أنه يستخدم التهور المحسوب سلاحاً تفاوضياً في السياسة الخارجية على سبيل المثال، وكذلك السلوك الشعبوي هو سلاحه المفضل في السياسة الداخلية، مواجهاً ما يسميه الدولة العميقة والإعلام المتآمر والكاذب في رأيه، ليكسب ولاء الناخب له ولحزبه.
كذلك تذهب عثمان إلى اهتمام دونالد ترمب بالوجود الدائم داخل بؤرة الضوء، مشددة على أنه يتعمد ابتكار صدمات بصفة مستمرة لينشغل الإعلام به على الدوام، مشيرة إلى أنه حتى يشكك في مؤسسات بلاده نفسها. وتعد المتخصصة في مجال العلوم السياسية أن سياسة ترمب نجحت بالطبع في كسر الجمود السياسي وكسبت اهتمام الجماهير، لكنها أضرت بصورة الولايات المتحدة على المدى البعيد، فهو في رأيها وإن كان يتقن إدارة الفوضى السياسية التي يصنعها متعمداً مصدراً صورة العفوية والعشوائية، لكنه بالطبع يهمين على المشهد السياسي بهذا السلوك ولهذا فستلتصق به أيضاً كل تداعيات ما يجري، ومن هنا فبعض يصفه بالعدوانية.
تتكرر مع ترمب أيضاً المواقف التي يستخف فيها بالمعايير البيئية ولا يبدو مهتماً كثيراً بالتغيرات المناخية، إذ أصدر قراراً مثيراً للجدل ينافي دعوات وزارة الطاقة الأميركية بخصوص الحفاظ على البيئة والموارد وبخاصة المياه، فعلى ما يبدو أن ترمب كان مشغولاً للغاية بمسألة غسل شعره على نحو معين، فأقر أمراً تنفيذاً بإلغاء القيود المفروضة على قوة تدفق المياه أثناء الاستحمام، مبرراً الأمر بأنه يحب أن يغسل شعره الجميل بطريقة لطيفة، ووصف القيود السابقة بالسخيفة داعياً الأميركيين للاغتسال بحرية، وبالطبع لم تمر مسألة معضلة غسل شعر ترمب البرتقالي الأشعث مرور الكرام، بين متلقفي التدوينات الساخرة.
اهتمامات ترمب المتشعبة للغاية توفر للترفيه والأمور الاستعراضية مكاناً بارزاً فيها، إذ تبدو حساباته على منصة "تروث سوشيال" وكذلك حسابات البيت الأبيض الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها مساحة دائمة للإبهار، حتى لو كان إبهاراً مريباً، فهو يظهر بصور مولدة بالذكاء الاصطناعي وببرامج تحرير الصور بصورة تعبر عن طريقة تفكيره كرجل لا يتكرر، فكان مرة بابا الفاتيكان، ومرة بمظهر ملكي مرتدياً تاجاً وتحته تعليق عاش الملك الذي أنقذ نيويورك، وظهر بملابس البطل الأميركي الخيالي الخارق سوبرمان وكأنه البطل الأعظم المخلص الذي يدين له الأميركيون بعظمة بلاده، وكتب البيت الأبيض تعليقاً على هذه الصورة "رئاسة ترمب... رمز الأمل، والحقيقة والعدالة على الطريقة الأميركية، سوبرمان"، وهي طريقة في الدعاية السياسية تبدو أقرب للمقاطع التي يروج لها بالعناوين الساخنة، وهي لا تصدق لدرجة أن من يشهدها للمرة الأولى يشكك فيها، ويعدها طريقة للسخرية من ترمب وليس لتعظيمه، ليفاجأ أنها وسيلة البيت الأبيض الرسمية المفضلة الجديدة للتعبير عن أفكار الرئيس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
لماذا تعدّ فيديوهات ترمب عن أوباما «مضرة بالديمقراطية»؟
لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانتباه بمقاطع الفيديو، التي ينشرها عبر منصته «تروث سوشيال»، التي يستخدم فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكان أبرزها فيديو يُظهر اعتقال مكتب التحقيقات الفيدرالي الرئيس الأسبق بارك أوباما داخل المكتب البيضاوي في العاصمة واشنطن. وقال الكاتب ستيفن آسارش، في مقال نشرته شبكة «إم إس إن بي سي» الأميركية، إن رؤساء سابقين تميزوا بالتعامل مع وسائل الإعلان، مثل فرانكلين روزفلت، الذي أتقن استخدام الراديو، وكان جون كينيدي ورونالد ريغان في قمة تألقهما على التلفزيون. أما دونالد ترمب فهو أول رئيس يسيء استخدام الذكاء الاصطناعي. وأضاف أنه «منذ يناير (كانون الثاني)، استخدمت إدارة ترمب الذكاء الاصطناعي لإنتاج سلسلة متواصلة من الصور المزيفة على منصات التواصل الاجتماعي، من تماسيح ترتدي قبعات شرطة الهجرة والجمارك إلى أعضاء الكونغرس باكين، بينما استخدمه الحساب الرسمي للبيت الأبيض على منصة (إكس) لتصوير ترمب على أنه سوبرمان وبابا الفاتيكان وشخصية شريرة من فيلم (حرب النجوم)». ولفت إلى أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، استخدم ترمب حسابه على منصته الشخصية للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، لمشاركة مقطع فيديو مُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، يُظهر الرئيس السابق باراك أوباما، وهو يُحتجز قسراً من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقال: «على الرغم من غرابة الأمر، فإنه يتناسب مع منشوراته الأخرى غير المنطقية، التي تضمنت ديمقراطيين مختلفين يرتدون بزات سجن برتقالية اللون كمجموعة مشبوهة، وفيديو مزيف لامرأة ترتدي بيكيني، وهي تصطاد ثعباناً بيديها العاريتين». وتابع: «هناك مصطلح لشخص يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الطريقة لا يمكن تكراره في صحبة مهذبة، لذا فلنسمِّه (نشراً غير لائق)، وعادةً ما يقوم به فتى في الرابعة عشرة من عمره، أو شخص لا يزال يتصرف كطفل، وهو في الغالب مجرد تصرف سخيف أو مسيء إلى حد ما، ليس بالضرورة أن يكون غير مؤذٍ، ولكنه في الغالب مجرد تصيد سخيف». وأضاف: «لكن عندما يفعل الرئيس ذلك، يكون الأمر مختلفاً تماماً حتى في أكثر المنشورات غير المؤذية التي يُولّدها الذكاء الاصطناعي، يُشوّش ترمب الحقائق، ويشجع مؤيديه على تصديق كل شيء ولا شيء، هل أمسكت امرأة ترتدي بيكيني حقاً بثعبان؟ هل سيتم اعتقال أوباما حقاً؟ بالنسبة لمؤيد ترمب المنخرط في هذه المنشورات، قد لا يكون الجواب ذا أهمية». وأوضح: «مع ذلك، يبقى الواقع مهماً، حيث يُفترض أن يكون البيت الأبيض مركز قيادة جهاز ضخم من عملاء الاستخبارات والمحللين والاستراتيجيين العسكريين الذين يجتمعون يومياً لفهم حقيقة ما يحدث في العالم حتى يتمكن الرئيس من اتخاذ قرار مستنير، ويُفترض أن يكون الرئيس هو المتلقي النهائي للحقائق، لا منتجاً للأكاذيب، وليس هذا هو الحال دائماً. بالطبع، لقد كذب الرؤساء أو استشهدوا بأدلة زائفة في الماضي، لكنهم دفعوا ثمناً باهظاً». وقال: «أصبحت فضيحة كبرى عندما قال الرئيس إنه لا يعلم شيئاً عن اقتحام ووترغيت، وإنه لم يمارس الجنس مع تلك المرأة، وإن العراق سعى للحصول على اليورانيوم». وتابع: «لو نشر رئيس حالي فيديو مزوراً لرئيس سابق، لكان الأمر أكثر خطورة بكثير قبل بضع سنوات فقط، ولكن في هذه المرحلة، جميعنا متعبون للغاية، فيما جعل ترمب من رسالته إلقاء اللوم على الجميع في المشكلات التي خلقها، حتى إنه اتهم أوباما يوم الثلاثاء بـ(الخيانة) ومواصلة الترويج لمؤامرة تزوير اليسار للانتخابات الماضية». صورة من الفيديو المعدّ بتقنية الذكاء الاصطناعي تُظهر الرئيس الأميركي الأسبق بارك أوباما يظهر بالبدلة البرتقالية وبجانبها لقطة أخرى في لحظة اعتقاله من قِبل عملاء «إف بي آي» (تروث سوشيال) ولفت إلى أن أوباما، الذي عادةً ما يحاول البقاء بعيداً عن الجدل، خرج عن صمته وعارض هذه الصدمة الأخيرة، مُصرّحاً عبر متحدث باسمه بأنه بينما يتجاهل مكتبه عادةً «الهراء والتضليل المستمر» الصادر عن البيت الأبيض في عهد ترمب، فإن «الادعاءات الغريبة بتزوير الانتخابات سخيفة ومحاولة واهية لتشتيت الانتباه». وذكر أنه «خارج الولايات المتحدة، لطالما كانت الصور المزيفة أداةً للحكومات الاستبدادية، في الاتحاد السوفياتي آنذاك، قام جوزيف ستالين بتعديل صوره لإزالة منافسيه السياسيين، وإضفاء مظهر أكثر جاذبية، وجعل حشوده تبدو أكبر مما كانت عليه. في العصر الحديث، قام كيم جونغ إيل وكيم جونغ أون، زعيما كوريا الشمالية، بتعديل صورهما باستخدام الفوتوشوب، وتعديل مظهرهما في حملات العلاقات العامة لتعزيز سمعتهما». ولفت إلى أن كل استخدام للوسائط المُعدّلة «لم يكن شريراً. فوفقاً لأرشيفات (والت ديزني)، لم يرغب صاحب اسم الشركة قط في التقاط صورة له وهو يدخن سيجارة، رغم أنه كان مدخناً شرساً مات بسرطان الرئة. وعلى مرّ السنين، قامت الشركة التي ساهم في إنشائها بإزالة السجائر بشكل منهجي من صور (والت ديزني) القديمة لتجنب تشجيع الأطفال على التدخين». وحذّر من أن «العالم الذي يُساهم ترمب في خلقه هو عالمٌ لا يُمكن الوثوق فيه بأحد، فالحقائق قابلةٌ للتغيير، والحقيقة هي ما يُصرّح به حزبك السياسي. هذا العالم يُساعد أصحاب السلطة؛ لكنه يُؤذينا نحن فقط».


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
ترمب يحذر الأوروبيين من الهجرة ومزارع الرياح
خرج المئات يتظاهرون اليوم السبت داخل مدينتي إدنبره وأبردين احتجاجاً على زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب اسكتلندا، فيما كان ترمب يلعب الغولف داخل منتجعه في تورنبيري وسط تدابير أمنية مشددة. وحطت طائرة الرئيس مساء أمس الجمعة داخل مطار بريستويك المجاور، فيما تجمع المئات لمشاهدة الضيف الشهير وطائرته الرئاسية، وتجمع المئات قبل حلول الظهر أمام القنصلية الأميركية في عاصمة اسكتلندا وأبردين، للاحتجاج على زيارته بدعوة من "ائتلاف أوقفوا ترمب". وبمجرد نزوله من الطائرة دعا ترمب الأوروبيين إلى مواجهة الهجرة، وكذلك التوقف عن استخدام توربينات الرياح لأنها تفسد الريف على حد تعبيره. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومع وصول ترمب تحولت المنطقة الهادئة الواقعة جنوب غربي اسكتلندا إلى حصن حقيقي، مع إغلاق طرقات وإقامة نقاط تفتيش، وجابت دوريات للشرطة والجيش صباح اليوم ميدان الغولف والشواطئ والتلال المحيطة به. وأعرب ترمب ضمن مناسبات عدة عن حبه لاسكتلندا حيث ولدت أمه ونشأت، لكن سياسته والاستثمارات المحلية التي قامت بها مجموعته العائلية أثارت الجدل. وتمتد زيارة ترمب إلى تورنبيري خمسة أيام، وأعلن الرئيس على منصته "تروث سوشيال" أن لديه اجتماعات كثيرة خلالها، إذ يلتقي يوم غد الأحد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لبحث الاتفاق التجاري الذي يأمل الاتحاد الأوروبي إبرامه مع الولايات المتحدة لتفادي الرسوم الجمركية المشددة، كما يجتمع بعد غد الإثنين مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي يأمل في الحصول على رسوم مخفضة بصورة دائمة للصلب والألمنيوم.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
تقرير: حرب الـ12 يوماً دمرت عناصر القنبلة النووية لإيران
بعد جدل حول نتائج الضربات على منشآت نووية إيرانية الشهر الماضي، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن تقييمات إسرائيلية وأميركية اتفقت أخيراً على أن «البنية التحتية لطهران اللازمة لإنتاج قنبلة نووية قد دُمرت». وتحدث تقرير للصحيفة، السبت، عن «أدلة على أن البرنامج النووي الإيراني قد تعرض لأضرار بالغة إلى درجة أنه سيُعاق لمدة عام على الأقل، وربما لفترة أطول بكثير». وهو ما قد يكون من بين أسباب «البرود» الأميركي للعودة إلى المفاوضات النووية، على اعتبار أن إيران لم تعد «على عتبة دولة نووية»، حسب ما أفاد به مسؤول إسرائيلي للصحيفة. وأضاف المسؤول أن إيران ستحتاج الآن إلى ما لا يقل عن عامين لبناء سلاح نووي قابل للاستخدام، بافتراض قدرتها على إخفاء أنشطتها بطريقة ما. ومن الممكن أن تحاول طهران بناء جهاز نووي بدائي بسرعة أكبر، لكن المسؤول أضاف أن إسرائيل ستلاحظ على الأرجح التجربة النووية المقبلة، وقد تشن هجوماً لتعطيله. ويدعم تقرير «واشنطن بوست» مزاعم كل من إدارة ترمب وإسرائيل بأن الحملة على إيران حققت أهدافها، رغم أن بعض المسائل لا تزال غير واضحة. فقد تكون إيران أخفت أجهزة طرد مركزي، أو مخزونات يورانيوم، أو أسلحة لم تُدمّر. كما أنه لا يزال بإمكانها الرد بالاندفاع نحو امتلاك قنبلة بموارد ضئيلة، أو بشن هجمات قد تكون مدمّرة لإسرائيل أو لمصالح الولايات المتحدة. ملصق لمنشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو يعرض خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون (أ.ف.ب) حسب «واشنطن بوست»، فإن حملة القصف، بالإضافة إلى تدمير العديد من أجهزة الطرد المركزي التي تُخصّب اليورانيوم، حطّمت معظم عناصر برنامج إيران لصناعة قنبلة نووية. وعلى سبيل المثال، تعتقد مصادر إسرائيلية أن الإيرانيين كانوا يدرسون إنتاج سلاح «نبض كهرومغناطيسي» يمكنه شلّ إسرائيل إلكترونياً، وقنبلة اندماج نووي أكثر تعقيداً، بالإضافة إلى رأس حربي انشطاري قياسي. وربما كان الجانب الأكثر تدميراً، والأقل تركيزاً على تداعياته في حملة إسرائيل، هو استهدافها لكبار العلماء النوويين الإيرانيين. وقالت المصادر إن الضربات في الساعات الأولى من الحرب قتلت جميع علماء الفيزياء الإيرانيين من المستويين الأول والثاني، وغيرهم من العلماء النوويين، بالإضافة إلى معظم المستوى الثالث. وقالت الصحيفة إن الحصيلة «تُعد خسارة فادحة للمواهب، حيث يُعتقد أنها ستردع العلماء الإيرانيين الشباب عن المشاركة في برنامج ثبت أنه حُكم بالإعدام». وتعتقد إسرائيل أنها أوقفت، بقتلها علماء إيرانيين بارزين، برامج «النبض الكهرومغناطيسي» و«الاندماج النووي»، التي كان قادة «الحرس الثوري» الإيراني يرون أن تطويرها لا يتعارض مع فتوى المرشد علي خامنئي التي تحرّم صنع قنبلة نووية. وتصف مصادر إسرائيلية وأميركية الهجوم بأنه «حرب جوية وحرب تجسس وحرب خوارزميات في آن واحد». كما وجّهت الولايات المتحدة الضربة القاضية عندما قصفت قاذفات «بي-2» التحصينات، وأطلقت السفن البحرية صواريخ توماهوك، لتتوج تلك الضربات تدمير إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني. صورة بالأقمار الاصطناعية لمحيط منشأة فوردو النووية الإيرانية عقب الضربات الأميركية (رويترز) وأكد تقرير «واشنطن بوست» أن إدارة ترمب منحت إسرائيل الضوء الأخضر لشنّ هجومها في 13 يونيو (حزيران) الماضي، لكنها أوضحت أنها لن تتدخل إلا إذا كانت الحملة تسير على ما يرام. ويتطابق تقييم إسرائيل لما بعد العملية مع معظم تفاصيل ما كشف عنه التحليل الأميركي. فقد أدى القصف الإسرائيلي والأميركي المشترك إلى تدمير منشأة «نطنز» وتعطيل مجمّع التخصيب الكبير المدفون تحت الأرض في «فوردو». كما دمّرت الضربات على أصفهان منشأة تحويل اليورانيوم اللازمة لتحويل المواد الانشطارية إلى صفيحة معدنية مطلوبة لصنع سلاح، ودفنت موقعاً أخفت فيه إيران 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب. وحتى لو كانت لدى إيران مخابئ سرية أخرى لليورانيوم عالي التخصيب، فإن هذا على الأرجح لن يساعد في صنع «قنبلة قذرة»، وهي جهاز محمّل بالمواد النووية لخلق انتشار إشعاعي يشبه ما حصل بعد الانفجار في منشأة تشيرنوبيل بأوكرانيا القرن الماضي. حسب مصادر «واشنطن بوست»، فقد تمكّن الإسرائيليون بعد اليومين الأولين من الحرب، من تدمير نصف الصواريخ الباليستية الإيرانية البالغ عددها 3 آلاف صاروخ، ونحو 80 في المائة من منصات إطلاق الصواريخ البالغ عددها 500. وتعتقد إسرائيل أن إيران كانت تخطّط لزيادة مخزونها من الصواريخ الباليستية إلى 8 آلاف، وكان من شأن تأخير الهجوم التسبب في ضرر أكبر بكثير لإسرائيل جراء الضربات المضادة. وما فاجأ إسرائيل، وفق «واشنطن بوست»، أن إيران كانت لديها ترسانة أكبر من المتوقع من الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب، التي يصعب استهدافها، ما تسبب في الضرر الأكبر وباستنفاد مخزونات الدفاع الجوي الإسرائيلي والأميركي. وإلى جانب استهداف المنشآت النووية والعلماء، دمّرت الهجمات الإسرائيلية الأسس اللوجيستية للبرنامج، بما في ذلك مقره، وأرشيفه، ومختبراته، ومعدات الاختبار، وفقاً للمصدر الإسرائيلي. ومع ذلك، قد يزيد هذا الدمار من رغبة إيران في امتلاك سلاح نووي، لكن سيكون من الصعب إعادة بناء كل هذا البرنامج. وتبقى المعضلة السياسية لإدارة ترمب هي ما إذا كانت ستسعى إلى اتفاق نووي جديد من شأنه أن يمنع إيران من إعادة بناء برنامجها، في الوقت الذي لا تزال فيه طهران ترفض مطلب حظر التخصيب. لكن في الوقت الحالي، وربما لفترة طويلة مقبلة، فإن معظم هذه المنشآت لم تعد سوى أنقاض وغبار.