logo
جراحة "ثورية" لفتاة تمنحها مهبلاً ولدت من دونه

جراحة "ثورية" لفتاة تمنحها مهبلاً ولدت من دونه

النهار١٦-٠٣-٢٠٢٥

تشهد الجراحات التجميلية تطوراً سريعاً. وعلى الرغم من أن بعضها لا يرتبط بالجوانب الجمالية تحديداً، فإنها تؤدي دوراً مهماً في معالجة تشوّهات خلقية تؤثر كثيراً في حياة الناس، حتى أنها تعيقهم أحياناً عن ممارسة حياتهم الطبيعية.
ففي حالة نادرة، ولدت فتاة من دون رحم ومهبل بسبب تشوّه. إلا أن الدكتور ذكي سليمان، الطبيب اللبناني المتخصص في الجراحة النسائية والتوليد والجراحة بالمنظار في المركز الطبي التابع للجامعة اللبنانية الأميركية، تمكن من إجراء جراحة مبتكرة غير مسبوقة، فأعاد إليها مهبلها المفقود. وبفضل خبرته في التشوّهات الخلقية، استطاع، وللمرة الأولى في لبنان والعالم، أن يعطي الفتاة مهبلاً لتعيش كأيّ فتاة أخرى.
أيّ حالة تستدعي جراحة مماثلة؟
تعاني فتاة واحدة من كل 500 ألف فتاة تقريباً من حالة نادرة تعرف بمتلازمة Mayer-Rokitanski-Kuster-Hauser (MRKH). في هذه الحالة، تولد الفتاة من دون رحم أو مهبل، وقد تمر سنوات من دون تشخيص حالتها النادرة، "وربما لا تلجأ عائلتها إلى طبيب في البداية حتى يدرك الجميع أنها لا تستطيع الزواج ولا إقامة علاقة جنسية طبيعية بسبب غياب المهبل، ولا الإنجاب بسبب غياب الرحم"، كما يقول سليمان لـ"النهار"، مضيفاً: "في معظم الحالات، لا يتم التدخل الطبي المبكر، علماً أن حالة مشابهة في لبنان لم تُشخّص منذ عام 2006".
لكن، كيف تكتشف الفتاة وأهلها إصابتها بهذه المتلازمة؟
قد يتأخر هذا الاكتشاف حتى بداية دورتها الشهرية، في سن 16 عاماً أو أكثر. عادةً، لا تسبب هذه الحالة ألماً أو أعراضاً أخرى، لذلك غياب الدورة الشهرية مؤشرٌ أساسي. وإن لم تخضع الفتاة للفحوصات اللازمة، تبقى المشكلة كامنة من دون تشخيص، وبالتالي من دون علاج.
يطلب الطبيب إجراء تصوير بالأشعة الصوتية أو بالرنين المغناطيسي، وهذا يكشف عدم وجود مهبل أو رحم، بينما يكون المبيضان موجودين. وبالتالي، يمكن الفتاة أن تنجب في دول تسمح باستخدام أم حاضنة، لكنها لا تستطيع الحمل بشكل طبيعي.
كيف تجرى العملية؟
بحسب سليمان، تتم بطريقة من ثلاث: "في الأولى، يتم إحداث شقّ بين باب البدن والمثانة، وتؤخذ قطعة من الأمعاء لوصل ضفتي الشق. المشكلة الرئيسية في هذه الطريقة هي تعقيدها، إضافة إلى انبعاث رائحة كريهة بسبب استخدام الأمعاء. في الطريقة الثانية، تستخدم الخيوط التي تدخل في الجلد في المنطقة المعنية لشد الجلد من الداخل، للحصول على شق بحجم 3 سنتيمترات، وهذه عملية طويلة ويستغرق الانتهاء منها بين 6 أشهر وسنة".
يضيف سليمان: "أما الطريقة الثالثة، والتي تهدف إلى تكوين مهبل من غشاء الأمعاء، فيتم فيها تشكيل تجويف أو جيب يتحول إلى مهبل. تجرى العملية بالمنظار وتستغرق وقتاً قصيراً فيمكن للفتاة العودة إلى منزلها في اليوم نفسه".
يوضع ما يشبه الحقنة في الجيب للمساعدة في الحفاظ على الشق، ويشفي الجرح خلال أسبوعين. بعدها، يمكن إزالة الحقنة. وبعد الجراحة، يمكن الفتاة الزواج وإقامة علاقة زوجية طبيعية. وبمرور الوقت، يتحول غشاء الأمعاء إلى جلد، ويكون الوضع طبيعياً إلى حد كبير.
ويشير سليمان إلى أن هذه العملية تمت في دول عدة، "لكن الجديد فيها هو استخدام تقنية دقيقة جداً، تعتمد على صباغ يميز الأعضاء المعنية بالجراحة، ما يضمن الدقة العالية في التنفيذ، ويمنع حدوث أي أخطاء أو مضاعفات". وبحسبه، أصبحت تقنية ICG هذه متاحة حديثاً في لبنان، في ثلاث مستشفيات كبرى فقط.
هل العمليّة مرتبطة بالإنجاب؟
يؤكد سليمان أن الهدف من هذه العملية منح الفتاة مهبلاً كي تستطيع أن تعيش حياةً جنسية عادية طبيعية، "لكنها لا تتعلق بعملية الإنجاب بحد ذاتها، أما عملية زرع الرحم من أجل الإنجاب فعملية منفصلة، تتطلب أولاً إجراء عملية المهبل".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما العلاقة بين الحصى الكلوية والحرّ الشديد؟
ما العلاقة بين الحصى الكلوية والحرّ الشديد؟

الديار

timeمنذ 4 أيام

  • الديار

ما العلاقة بين الحصى الكلوية والحرّ الشديد؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تزداد بعض المشاكل الصحية المرتبطة بالجهاز البولي، وعلى رأسها الحصيّات الكلوية. تُعد الحصيات الكلوية من الحالات الشائعة التي تصيب نسبة كبيرة من السكان في مختلف أنحاء العالم، لكنها تسجّل ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأشهر الحارّة، مما يدعو إلى تسليط الضوء على أسبابها وآثارها وطرق الوقاية منها. الحصيّات الكلوية هي كتل صلبة تتكوّن داخل الكلى نتيجة تبلور بعض الأملاح والمعادن في البول، مثل الكالسيوم، الأوكسالات، أو حمض اليوريك. يمكن أن تختلف هذه الحصيات في الحجم، فبعضها لا يتجاوز حجم حبة الرمل، فيما قد يصل البعض الآخر إلى عدة سنتيمترات. وعندما تنتقل هذه الحصيات من الكلى إلى الحالب، قد تُسبب ألمًا شديدًا يُعرف بـ "المغص الكلوي"، إضافة إلى أعراض أخرى مثل التبول المؤلم، أو وجود دم في البول، أو الغثيان والقيء. هذا ويُعزى ارتفاع نسبة الإصابة بالحصيات الكلوية في فصل الصيف إلى فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل نتيجة التعرق الزائد، ما يؤدي إلى تركّز البول وانخفاض حجمه. هذا التركّز يُساهم في تراكم الأملاح والمعادن، مما يزيد من فرص تبلورها وتحوّلها إلى حصى. كما أن بعض الأشخاص يقلّلون من شرب الماء خلال النهار في الطقس الحار، إما لانشغالهم أو لعدم شعورهم بالعطش، مما يُفاقم المشكلة. إضافة إلى ذلك، قد تؤثر العادات الغذائية في الصيف، مثل الإكثار من المشروبات السكرية والمأكولات الغنية بالصوديوم والبروتينات الحيوانية، على توازن المواد الكيميائية في البول، وبالتالي ترفع خطر تشكل الحصى. إلى جانب الحرارة المرتفعة، هناك عوامل أخرى تزيد من احتمال تشكل الحصيات الكلوية، مثل التاريخ العائلي للمرض، قلة النشاط البدني، الإصابة بالسمنة أو ببعض الأمراض الأيضية كالنقرس وداء السكري، واستخدام بعض الأدوية أو المكمّلات الغذائية بكثرة، كفيتامين D أو مكملات الكالسيوم. لحسن الحظ، هناك خطوات بسيطة يمكن اتباعها لتقليل خطر الإصابة بالححصيات الكلوية في الصيف، أهمها الحفاظ على الترطيب الكافي من خلال شرب كميات وفيرة من الماء على مدار اليوم، لا سيما عند التعرض لأشعة الشمس أو ممارسة الرياضة. يُنصح أيضًا بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات كالسّبانخ والمكسّرات، والحد من الصوديوم والبروتين الحيواني في النظام الغذائي. ومن المفيد اعتماد نظام غذائي متوازن يشمل الكثير من الخضراوات والفواكه الغنية بالسوائل مثل البطيخ والخيار، لأنها تساهم في زيادة إدرار البول ومنع ترسب الأملاح. كما يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكملات غذائية، خاصة لمن لديهم تاريخ طبي مع الحصيات. هذا وتشكل الحصيّات الكلوية في الصيف تهديدًا صحيًا حقيقيًا لكثير من الناس، لكنها ليست أمرًا محتومًا. من خلال الوعي بأسبابها، وتعديل العادات الغذائية والسلوكية، يمكن تقليل فرص الإصابة بها بشكل كبير. ويبقى الماء هو السلاح الأقوى في هذه المعركة؛ فشربه بانتظام وبكميات كافية يُعد خط الدفاع الأول ضد تكون الحصيات المؤلمة والمعقدة.

ولادة أول طفل في المملكة المتحدة بعد عملية زرع رحم... وهذه التفاصيل
ولادة أول طفل في المملكة المتحدة بعد عملية زرع رحم... وهذه التفاصيل

LBCI

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • LBCI

ولادة أول طفل في المملكة المتحدة بعد عملية زرع رحم... وهذه التفاصيل

للمرة الأولى في المملكة المتحدة، وُلدت طفلة بعد عملية زرع رحم خضعت لها والدتها من شقيقتها الكبرى، على ما أفاد مستشفى في لندن. وقد ولدت الطفلة إيمي إيزابيل بتاريخ 27 شباط 2025، في مستشفى "كوين تشارلوت أند تشيلسي"، بعد عامين من خضوع والدتها غرايس ديفيدسون (36 عاما)، لعملية زرع رحم لأنها مولودة من دون رحم. وكلاهما يتمتعان بصحة جيدة. وتقول ديفيدسون "حصلنا على أفضل هدية كنا نتمنّاها"، معربة عن أملها في أن تقدم هذه التقنية في المستقبل "خيارا إضافيا للنساء اللواتي لن يتمكنّ من حمل أطفالهنّ لولا ذلك". وتعاني غرايس ديفيدسون من حالة نادرة تسمى متلازمة روكيتانسكي أو MRKH، تتسبب في عدم نمو الرحم أو عدم وجوده حتى. يصيب هذا المرض واحدة من كل خمسة آلاف امرأة. تكون المبايض لدى المرأة المصابة سليمة وتنتج بويضات، وأصبح بالإمكان تاليا زرع جنين تم الحصول عليه عن طريق تلقيح اصطناعي بعد عملية زرع الرحم. وأطلق على الطفلة اسم إيمي إيزابيل تيمنا بخالتها إيمي بوردي والجراحة إيزابيل كيروغا التي أجرت لأمها عملية الزرع مع البروفيسور ريتشارد سميث.

جراحة "ثورية" لفتاة تمنحها مهبلاً ولدت من دونه
جراحة "ثورية" لفتاة تمنحها مهبلاً ولدت من دونه

النهار

time١٦-٠٣-٢٠٢٥

  • النهار

جراحة "ثورية" لفتاة تمنحها مهبلاً ولدت من دونه

تشهد الجراحات التجميلية تطوراً سريعاً. وعلى الرغم من أن بعضها لا يرتبط بالجوانب الجمالية تحديداً، فإنها تؤدي دوراً مهماً في معالجة تشوّهات خلقية تؤثر كثيراً في حياة الناس، حتى أنها تعيقهم أحياناً عن ممارسة حياتهم الطبيعية. ففي حالة نادرة، ولدت فتاة من دون رحم ومهبل بسبب تشوّه. إلا أن الدكتور ذكي سليمان، الطبيب اللبناني المتخصص في الجراحة النسائية والتوليد والجراحة بالمنظار في المركز الطبي التابع للجامعة اللبنانية الأميركية، تمكن من إجراء جراحة مبتكرة غير مسبوقة، فأعاد إليها مهبلها المفقود. وبفضل خبرته في التشوّهات الخلقية، استطاع، وللمرة الأولى في لبنان والعالم، أن يعطي الفتاة مهبلاً لتعيش كأيّ فتاة أخرى. أيّ حالة تستدعي جراحة مماثلة؟ تعاني فتاة واحدة من كل 500 ألف فتاة تقريباً من حالة نادرة تعرف بمتلازمة Mayer-Rokitanski-Kuster-Hauser (MRKH). في هذه الحالة، تولد الفتاة من دون رحم أو مهبل، وقد تمر سنوات من دون تشخيص حالتها النادرة، "وربما لا تلجأ عائلتها إلى طبيب في البداية حتى يدرك الجميع أنها لا تستطيع الزواج ولا إقامة علاقة جنسية طبيعية بسبب غياب المهبل، ولا الإنجاب بسبب غياب الرحم"، كما يقول سليمان لـ"النهار"، مضيفاً: "في معظم الحالات، لا يتم التدخل الطبي المبكر، علماً أن حالة مشابهة في لبنان لم تُشخّص منذ عام 2006". لكن، كيف تكتشف الفتاة وأهلها إصابتها بهذه المتلازمة؟ قد يتأخر هذا الاكتشاف حتى بداية دورتها الشهرية، في سن 16 عاماً أو أكثر. عادةً، لا تسبب هذه الحالة ألماً أو أعراضاً أخرى، لذلك غياب الدورة الشهرية مؤشرٌ أساسي. وإن لم تخضع الفتاة للفحوصات اللازمة، تبقى المشكلة كامنة من دون تشخيص، وبالتالي من دون علاج. يطلب الطبيب إجراء تصوير بالأشعة الصوتية أو بالرنين المغناطيسي، وهذا يكشف عدم وجود مهبل أو رحم، بينما يكون المبيضان موجودين. وبالتالي، يمكن الفتاة أن تنجب في دول تسمح باستخدام أم حاضنة، لكنها لا تستطيع الحمل بشكل طبيعي. كيف تجرى العملية؟ بحسب سليمان، تتم بطريقة من ثلاث: "في الأولى، يتم إحداث شقّ بين باب البدن والمثانة، وتؤخذ قطعة من الأمعاء لوصل ضفتي الشق. المشكلة الرئيسية في هذه الطريقة هي تعقيدها، إضافة إلى انبعاث رائحة كريهة بسبب استخدام الأمعاء. في الطريقة الثانية، تستخدم الخيوط التي تدخل في الجلد في المنطقة المعنية لشد الجلد من الداخل، للحصول على شق بحجم 3 سنتيمترات، وهذه عملية طويلة ويستغرق الانتهاء منها بين 6 أشهر وسنة". يضيف سليمان: "أما الطريقة الثالثة، والتي تهدف إلى تكوين مهبل من غشاء الأمعاء، فيتم فيها تشكيل تجويف أو جيب يتحول إلى مهبل. تجرى العملية بالمنظار وتستغرق وقتاً قصيراً فيمكن للفتاة العودة إلى منزلها في اليوم نفسه". يوضع ما يشبه الحقنة في الجيب للمساعدة في الحفاظ على الشق، ويشفي الجرح خلال أسبوعين. بعدها، يمكن إزالة الحقنة. وبعد الجراحة، يمكن الفتاة الزواج وإقامة علاقة زوجية طبيعية. وبمرور الوقت، يتحول غشاء الأمعاء إلى جلد، ويكون الوضع طبيعياً إلى حد كبير. ويشير سليمان إلى أن هذه العملية تمت في دول عدة، "لكن الجديد فيها هو استخدام تقنية دقيقة جداً، تعتمد على صباغ يميز الأعضاء المعنية بالجراحة، ما يضمن الدقة العالية في التنفيذ، ويمنع حدوث أي أخطاء أو مضاعفات". وبحسبه، أصبحت تقنية ICG هذه متاحة حديثاً في لبنان، في ثلاث مستشفيات كبرى فقط. هل العمليّة مرتبطة بالإنجاب؟ يؤكد سليمان أن الهدف من هذه العملية منح الفتاة مهبلاً كي تستطيع أن تعيش حياةً جنسية عادية طبيعية، "لكنها لا تتعلق بعملية الإنجاب بحد ذاتها، أما عملية زرع الرحم من أجل الإنجاب فعملية منفصلة، تتطلب أولاً إجراء عملية المهبل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store