
وزير الأوقاف يستقبل نظيره الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين
وكان برفقتهما كلٌّ من: القاضي أحمد حسين، من علماء المسجد الأقصى المبارك القدس؛ والقاضي محمد صبري، من علماء المسجد الأقصى المبارك القدس؛ والقاضي عبد الله العسيلي، من علماء الحرم الإبراهيمي الشريف، وعدد من القضاة والعلماء من القدس والخليل ومدن فلسطينية أخرى، وذلك بحضور عدد من قيادات وزارة الأوقاف.
وفي كلمته، أكّد وزير الأوقاف أن الشعب الفلسطيني ضرب المثل في الصمود، والصبر، والتحمّل، مشددًا على أنه لا بديل عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن مصر بكل مؤسساتها في ظهر أشقائها في فلسطين، دعمًا لنضالهم المشروع، ومساندة لصمودهم التاريخي في مواجهة آلة البطش والعدوان.
وأوضح وزير الأوقاف أن الموقف المصري بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ثابت في دعم الحقوق الفلسطينية، وضرورة إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، لما يشكّله من معاناة إنسانية شديدة، مؤكدًا أهمية ضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والطبية، والإغاثية، والتصدي الحازم لكافة الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين، لا سيما ما يحدث في المسجد الأقصى المبارك.
من جانبه، وجّه الدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين – مستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه الصادق للقضية الفلسطينية منذ بداية الحرب، مؤكدًا أن مصر، بقيادتها وشعبها، تمثل عمقًا عربيًّا وأخلاقيًّا لفلسطين، وأن الرئيس يتابع القضية الفلسطينية باهتمام بالغ، ويقف بكل شرف ضد محاولات التهجير.
كما أعرب عن عميق شكره وتقديره لوزير الأوقاف، مشيرًا إلى أن هموم فلسطين هي هموم كل غيور على الأمة، ومؤكدًا أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية هو حرب إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، تتجلّى في الانتهاكات المتكررة بالمسجد الأقصى، وهدم آلاف البيوت والمنشآت الصناعية والتجارية.
وأضاف الهباش أن فلسطين قدّمت الشهداء بأرقام ضخمة جدا، سُجِّل منهم رسميًّا نحو 56 ألفًا فقط، لافتًا إلى أن هناك أبراجًا انهارت بالكامل على ساكنيها، ومدنًا مُسِحت من على الخريطة، وعدة آلاف من الأسر الفلسطينية لقوا ربهم شهداء أبرار بفعل المجازر الإسرائيلية ولم تسجل أسماؤهم ولم توثق مما يجعل العدد الفعلي للشهداء أكبر بكثير من الأرقام المعلنة، مؤكدًا: "نحن صامدون، وماضون في طريقنا، ولدينا يقينٌ لا يتزعزع بأن الله ناصرُنا".
من جهته، أعرب الدكتور محمد مصطفى نجم، وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني، عن تقديره البالغ لمصر قيادةً وشعبًا، مؤكدًا أن مصر بتاريخها وقوتها تمثّل صمام أمان للأمة العربية والإسلامية، مشيدًا بمواقفها التاريخية المشرفة، ومؤكدًا: "مصر هي بلاد الحضارة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وقد وقفت في الصف الأول دائمًا بجانب فلسطين وشعبها".
وأضاف: "عادةً، أيُّ محتلٍّ يزعم أن الأرض أرضه، لكننا صابرون ومرابطون على أرض وطننا الحبيب، ونؤمن بأن النصر قريب بإذن الله"، موجّهًا التحية إلى مصر حكومةً وشعبًا، ومؤكدًا أن كل أطياف الشعب المصري على قلب رجل واحد في دعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير والعدوان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
رحلة إلى بلاد الخوميني وحوار مع رئيس جمهورية في المعارضة (الحلقة الأولى )
«إن العلاقة بين البلدين زادت توثُّقًا عندما انضم بعض الإسرائيليين بشكل سرى إلى جهاز الاستخبارات المركزية للمساعدة فى تنظيم، وترشيد جهاز الأمن الإيرانى، وتمت هذه الخطوة كلية فيما يُسمى «تحت المائدة»، أى عملية سرية بالضرورة، لكنها كانت بمثابة دعم كبير للإيرانيين». بهذه الروح، قمت بالمغامرة الإيرانية.في شتاء عام ألفين، كدت أقفز فى الهواء انتشاء بعد أن تلقيت دعوة إلى زيارة طهران، عاصمة الدولة المخيفة المحاصرة، المتهورة، الحالمة بإمبراطورية فارسية على رأسها عمامة شيعية.فرصة ربما لا تتكرر لرؤية دولة ممزقة بين زمانين منفصلين بينهما مسافة تقاس بالقرون.دولة ترفع شعارات سامية، لكنها تمارس سياسة قمعية ساحقة.دولة تشك فى نفسها، ترى الأجنبى جاسوسًا، وترى المواطن الذى يقترب منه خائنًا، حتى تحكم الصمت فى الجميع، لا تكسره إلا نظرة عين لها مغزى، وإشارة من بعيد أصبحت لغة تفاهم.كانت الدعوة من اتحاد الصناعات فى القاهرة.فى ذلك الوقت من شتاء عام ألفين، بدا واضحًا أن الفرصة سانحة لترميم الجسور المحترقة بين مصر وإيران، فى وجود رئيس جمهورية قادر على التحرش بالسلطة الدينية القابضة المتشددة، هو «محمد خاتمى».وصل «محمد خاتمى» إلى السلطة بسبعين فى المائة من الأصوات، ببرنامج دعا فيه إلى التوافق والتسامح وحوار الحضارات، والتخلص من أساليب القمع والقهر وغسل الدماغ، واستجابت الأمم المتحدة لدعوته وخصصت يومًا للحوار العالمى.ولكن ما إن جلسنا إليه حتى شعرنا أنه يختنق بمشنقة من حبال خشنة وضعها المرشد الأعلى للثورة «على خامئني» حول رقبته، حتى يتخلص من دعوته «الإصلاحية» التى وُصفت بأنها دعوة «إباحية».وبدا واضحًا أن مكتبه ملغم بأجهزة التنصت، فانتقلنا إلى حجرة جانبية، يطمئن إلى جدرانها.فى ذلك اليوم، سجلت على لسانه:«حاولت رد الاعتبار للحرية بعد أن نشف حلقها من شدة العطش، وتجمد دمها من شدة الخوف، وتورمت أقدامها من شدة الضرب، وتفتت عظامها من كثرة النوم على البلاط البارد، لكنى فشلت».فيما بعد بالتحديد فى ربيع عام 2009 التقيت به مرة أخرى بدعوة من «محمد حسنين هيكل» وجهها إلى مجموعة من المثقفين والسياسيين والصحفيين المصريين، تعبر عن شتات الاتجاهات من اليسار إلى الإخوان.ونشرت على لسانه:«لو كانت السياسة تفرق فإن الثقافة توحد».«تعيش النظم الرائعة بالكلمة، والصورة، والقصيدة، والأغنية، والمسرحية، والسيمفونية، ولا تعيش بالبندقية».كانت المرة الأولى التى نرى فيها «رئيس جمهورية» فى المعارضة، لكننا فى دولة دينية «خومينية»، لا كلمة تعلو فوق كلمة المرشد الأعلى.وتصل هذه التراجيديا إلى أقصاها، حين عاد «محمد خاتمى» إلى بلاده ليجد اسمه ممنوعًا من النشر فى «الميديا»، وممنوعًا من التداول فى المنتديات الجامعية، وممنوعًا من الهمس به فى المؤسسات الرسمية التى تحت أمره.ما إن دعا إلى الانفتاح الحضارى، حتى أصبح عدو الدولة، وهو رئيسها.هنا تذكرت «بوستر» شاهدته على جدار مدينة «فيينا»، عليه صورة «آية الله الخومينى»، وكتب تحتها: «الرجل الذى حرم الموسيقى».ولو كان لنا أن نلصق بوستر بديل، عليه صورة «محمد خاتمى»، لكتبت عليه: «الرجل الذى أسقطته الموسيقى».الحقيقة أن «آية الله الخوميني» لم يحرم النغمة والسيمفونية والأغنية فقط، وإنما حرّم الحب، والحث، والحلم، والحس أيضًا.وفى عام 1962، عارض حق النساء فى التصويت والترشيح، ومنذ ذلك الوقت نال سمعة «عدو المرأة»، مصرًا على ألا يستجيب لحقائق ثبتت، وحقوق استقرت.والحقيقة أن المرأة الإيرانية تنشر حولها جاذبية تسحق فى لحظة واحدة كتيبة من الرجال، فكيف يمكن معاداتها؟حدث أن توقفت فى متجر للفاكهة الجافة، مشدودًا لجمال امرأة أزاحت الشادور الأسود عن شعرها، وكأنى مراهق فى بداية البلوغ.وبعيدًا عن المرأة، تكررت فتاوى «الخومينى» فى أدق تفاصيل الحياة، فأُطفئ نور التطوير والتحديث فى العقول، وأُشعلت نار الغِلّ والغضب فى القلوب.وكلما حاول الإيرانيون نسيانه، وجدوا ما يذكرهم به.ما إن اقتربت الطائرة من مطار طهران حتى سمعنا أننا سنهبط فى مطار يحمل اسمه، وما إن دخلنا صالة الوصول حتى صدمتنا صورة كبيرة له يصعب تجاهلها.صورة رجل بدا «مثل رصاصة انطلقت من القرن السابع واستقرت فى قلب القرن العشرين»، على حد وصف «محمد حسنين هيكل» فى كتابه «مدافع آية الله».«شكلًا وموضوعًا، بدا وكأنه شخصية من شخصيات الفتنة الكبرى فى الإسلام، عادت بمعجزة إلى الحياة، لتقود معسكر الإمام على بعد ثلاثة عشر قرنًا من الزمان، وصلت فيها البشرية إلى مئات الاختراعات والاكتشافات، وعرفت مليارات من المعلومات، ونالت الكثير من الحريات».جاء الرجل من زمن غابر بعيد، ليفرض حكمه على عالم يجهل ما فيه.فهو لا يعرف شيئًا عن غزو الفضاء، وتفتيت الذرة، وجينات الخلايا، والحرب الباردة، وحقوق المرأة، وعلمانية الدولة، وسيادة التشريعات الوضعية، وطبيعة العلاقات الدولية.ولم يستوعب التناقض بين الديانة برحابتها وثباتها وقداستها، والسياسة بقصورها وتغيرها وفسادها.ولم يعرف كيف تصبح الثورة دولة؟ وفشل فى تأليف قلوب أمة متعددة القوميات والديانات. ولو لم يؤمن بأفكاره، أجبر بالشدة عليها.وكان من السهل عليه أن يهدم ما وجد من تنظيمات ومؤسسات وهيئات قائمة، ولكن لم يعرف كيف يشيد عليها كيانات بديلة.فى الثمانين من عمره، أصبح مطاعًا مقدسًا، بعد أن منح نفسه لقب «الولى الفقيه»، متصورًا أن عباءته السوداء لو فرشها، ستكون ظل الله على الأرض.ولكنه أُجبر على إنهاء الحرب بينه وبين العراق، وفى تلك اللحظة بث خطابًا يمكن تلخيصه فى جملة واحدة بالفارسية: «نوشيدون جام زهر»، ومعناها «إنه تجرع السم الملوث» بقبول القرار.حرب استمرت ثمانى سنوات، وبلغت خسائرها 400 مليار دولار ومليون قتيل، وخلفت وراءها أرامل فى سن الشباب، لم يجدن سوى زواج متعة مؤقتٍ ولو لعدة أيام ليعوضن بعضًا من حرمان جسد جف من طول إهمال.هبطت «طهران» بعد 12 سنة من نهاية الحرب.لكن كان الإهمال نوعًا من السرطان، انتشر فى شوارع المدينة المخنوقة بأكوام القمامة، والمزدحمة بنحو عشرة ملايين نسمة.ويتجسد الانهيار بوضوح فى فندق «الاستقلال» الذى كان أكثر الفنادق رفاهية عندما كانت تديره شركة «هيلتون رويال» ولكن نجومه الخمس طارت بعيدًا، وأقسمت ألا تعود إليه.لم يكن فى المطعم سوى طبق واحد دائم، فيه قليل من الدجاج وكثير من الأرز.وبدت جملة «خدمة الغرف» أو «روم سيرفيس» كلمة غائبة عن قاموس الفندق.وغالبًا ما تلامست الأسلاك مع بعضها البعض فى غرفتى بسبب أجهزة التنصت التى زُرعت فيها، فلو طرق أحد الباب، رن جرس التليفون، وما أن ترفع سماعة التليفون حتى تسمع رنين جرس الباب.وتلامس الأسلاك ليس له سوى تفسير واحد، هو تداخل وسائل التنصت التى زرعتها أجهزة أمنية متعددة، لم تكن لتملك الخبرة الفنية.لم أصدق ما رأيت، فأنا أعرف أن جهاز «سافاك» كان متطورًا، متحكمًا، ومرعبًا، حتى إن الإيرانيين كانوا يخشون أن يدعوا الله فى سرهم حتى لا يسمعهم ويعاقبهم، فما الذى جرى لأجهزة استخبارات الثورة؟وسافاك اختصار «سازمان اطلاعات وامنيت كشور»، وتعنى «منظمة الاستخبارات والأمن الوطنية».وليس صحيحًا ما نشره هيكل أن «سافاك» اسم أشهر شعراء فارس.أعدمت الثورة الجنرال «نعمت الله ناصري»، آخر من رأس سافاك، وقتل رميًا بالرصاص، رغم اعترافاته الكاملة عن الجرائم التى ارتكبها نظام الشاه.وفككت الثورة سافاك، لكنها أنشأت تسعة سافاك.وفى الوقت الذى أخرست فيه تلك الأجهزة الأصوات، ودمرت، وعذبت، وسحقت، وسجنت، ولفقت قضايا التخابر لمئات من الأبرياء سنويًا، فإنها تركت «الموساد» يخترقها ويعبث بها، بتجنيد كم هائل من العملاء من مستويات اجتماعية وسياسية ودينية مختلفة، لم تعرفه دولة أخرى فى العالم منذ أنشئت أجهزة الاستخبارات.انكشف ذلك فيما بعد، عندما بدأت إسرائيل حربها على إيران فى صيف 2025، حيث سبقها جواسيس الموساد فى تحديد مواقع إقامة قيادات الجيش، والاستخبارات، والحرس الثورى، مما سهل اغتيالهم.ونُشر أنه قُبض على سبعمائة جاسوس استخدموا عشرة آلاف مسيرة، ساهمت فى القتل، والتدمير، والتخريب، والتضليل.قطعًا هناك مئات غيرهم لم يُقبض عليهم.وفى ملفات الاستخبارات الإيرانية، قضايا تجسس لصالح الموساد، تتجاوز فيها الدراما البشرية الخائنة حدود الخيال.إنهم نجوم أثاروا شهية الميديا لكشف حقيقتهم بكل لغات الدنيا، والمؤكد أنهم سيدخلون تاريخ الخيانة على سجادة حمراء من دماء الذين تسببوا فى اغتيالهم.وفى اللحظة المناسبة، سنستمتع برواية أشهرهم وأغربهم.لكن السؤال الملح هو: ما سر هذا الاختراق الذى جعل فى الثوب الإيرانى ألف رقعة ورقعة؟هناك سبب أول، هو التمييز فى المعاملة بين القوميات.وهناك سبب ثان، هو تزايد نسبة الفقر سنة بعد أخرى.وهناك سبب ثالث أهم، هو القهر الذى يعيش فيه الإيرانيون، خاصة الذين فقدوا بالتعذيب أهلهم.وهناك سبب رابع يصعب إغفاله، هو التعاون الذى كان بين سافاك والموساد، وهذه قصة تستحق أن تُروى.تبدأ القصة بتولى الدكتور «محمد مصدق» رئاسة الحكومة فى إيران، بعد أن فاز حزبه بالأغلبية فى الانتخابات التشريعية يوم 19 أبريل 1951، ولكن قبل أن يكمل الشهر، أُجبر الشاه «محمد رضا بهلوى» على توقيع قرار تأميم شركات البترول.وضعته شركات البترول فى حرجٍ، فلم تدفع التزاماتها للخزانة، وعجزت الحكومة عن صرف الرواتب للموظفين، ثم توقف تكرير البترول، وحملت بريطانيا القضية إلى محكمة العدل الدولية، التى حكمت مرتين لصالحها، لكن الحكم لم يُنفذ.ووجدتها وكالة الاستخبارات المركزية فرصة لتزيد من النفوذ الأمريكى على أماكن النفوذ البريطانية، وأرسلت رجلها المسؤول عن الشرق الأوسط «كيرميت روزفلت» ليطيح بحكومة الدكتور «محمد مصدق».فى كتابه «الانقلاب المضاد»، جدد «كيرميت روزفلت» صلاته القديمة بالصحفيين، والسياسيين، ورجال الدين الذين جندهم من قبل.وأمام إغراء المال هاجم رجال الدين «محمد مصدق» على المنابر، وهاجمه الصحفيون فى جرائدهم، وأشاع الجنرالات أنه شيوعى تحت سيطرة موسكو.وفى 19 أغسطس 1953، نزل الجيش إلى الشارع بحجة حماية النظام من العصابات المتشاجرة فيه، ولكنها فى الحقيقة كانت متجهة إلى «محمد مصدق»، واعتقلته، وأغرقت زنزانة سجنه بالمياه حتى أصيب بأمراض لم يحتملها، وبعد ثلاث سنوات أفرج عنه ليموت وحيدًا منبوذًا.عُرفت هذه العملية باسم «أجاكس»، وتكلفت 18 مليون دولار، وعاد الشاه بعدها إلى قصر «نيافاران» ليعلن أنه مدين بالحكم للولايات المتحدة.الحقيقة أن الشاه بسبب طبيعته الخجولة، المفتقدة الثقة بالنفس، لم يُدر أزمته، وإنما تولتها شقيقته التوأم الأميرة «أشرف» التى وُصفت بأنها امرأة مُسترجلة، وإن تزوجت من ثلاثة رجال كان أحدهم موظفًا كبيرًا فى مصر الملكية.وفى كتابه «الانقلابات المضادة»، ينسب «كيرميت روزفلت» حفيد الرئيس «تيودور روزفلت» أن والد الشاه احتج أكثر من مرة على مقدرات الطبيعة الذى خلط الأمور فى رحم زوجته «تاج الملك»، فأصبحت «أشرف» الولد، وأصبح «محمد رضا» البنت.بسيطرة «كيرميت روزفلت»، خرجت واشنطن فائزة بنصيب الأسد فى النفط، ونصّبت الشاه شرطيًا على الخليج، وتقاسمت معه حكم إيران.ووجدها الموساد فرصة، فراح يدعم سافاك بخبرات التنصت، وعمليات الاغتيال، ووسائل الاستجواب، وأساليب تحرير الرهائن، وتجنيد العملاء، مما جعل الموساد يعرف نقاط ضعف أجهزة الاستخبارات الإيرانية التى تربت على يديه، وهو يُغرى مئات من الإيرانيين بالتعاون معه كما انكشف فيما بعد.فى ذلك الوقت، كانت العلاقة قوية بين إيران وإسرائيل، رغم أنها كانت علاقة خفية وليست علاقة رسمية.ونقل «هيكل» عن الصفحة التاسعة من كتاب «كيرميت روزفلت» الذى سحبته الاستخبارات الأمريكية بعد نشره:«إن العلاقة بين البلدين زادت توثُّقًا عندما انضم بعض الإسرائيليين بشكل سرى إلى جهاز الاستخبارات المركزية للمساعدة فى تنظيم، وترشيد جهاز الأمن الإيرانى، وتمت هذه الخطوة كلية فيما يُسمى «تحت المائدة»، أى عملية سرية بالضرورة، لكنها كانت بمثابة دعم كبير للإيرانيين».لكن دعم المخابرات الإسرائيلية، والبريطانية، والأمريكية لنظام الشاه لم يمنع الثورة الخومينية من إسقاطه.ولسنوات طوال، ظلت القوى الجديدة فى إيران تخشى أن تلقى المصير نفسه الذى أطاح بالدكتور «محمد مصدق».وكان كثير من الطلبة الثوريين يتداولون كتاب «كيرميت روزفلت» رغم سحبه من مكتبات العالم كله.وكان البعض منهم قد أبدى ترحيبه ليصحبنى فى زيارة للسفارة الأمريكية، طلبتها من الرجل الذى عينه اتحاد الصناعات الإيرانى ليسهل علينا الزيارة.ورغم دهشته مما طلبت، فإن سلطات القرار رحبت بعد أن عرفت أننى مؤلف كتاب «سيد قطب من القرية إلى المشنقة» الذى ترجمه «على خامئني» نفسه، وإن لم أقبل ما عُرض عليّ من حقوق الطبعة الفارسية تجنبًا لأوهام سرعان ما تتحول إلى اتهام.كانت السفارة الأمريكية مسرحًا مكشوفًا لصراع بين نظام ثيوقراطى (دينى) جديد يتصور أن الجنة ستكون من نصيبه، ونظام أمريكى رأسمالى يتجسد فيه «الشيطان الأكبر» سيلقى حتفه فى الجحيم.وما إن اقتربت من مبنى السفارة الأمريكية فى وسط العاصمة، حتى شعرت أننى فى خيالى أقرأ لافتة لا وجود لها مكتوبًا عليها جملة كثيرًا ما نتداولها تؤكد أن «الداخل مفقود، والخارج مولود».وبتلك الزيارة، وجدت نفسى وراء خطوط حمراء.وما وجدته يستحق أن ننتظرَه.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
أول قصيدة الدم .. التواصل يتفاعل مع هاشتاج #مجزرة_الحرس بنشر أسماء الشهداء
بعد انتظام الإنترنت، بعد كارثة سنترال رمسيس، التي كشفت فشل عصابة العسكر بعد 12 عام من الانقلاب على أول الشرعية، تفاعل الناشطون مع هاشتاج #مجزرة_الحرس مع مرور ذكراها ال12 في 8 يوليو الحالي باعتبارها أول قصيدة الدم الحرام الذي أراقه عسكر الانقلاب بغزارة بعد 3 أيام من إدعائهم أن ال5 الذين قتلوا على مشارف نادي الحرس الجمهوري أرادوا تخطي وحدة عسكرية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير. وفي فجر يوم الإثنين 8 يوليو 2013، تعرض المعتصمون بالقرب من مبنى الحرس الجمهوري على شارع صلاح سالم في القاهرة لإطلاق نار مباشر بواسطة قوات الجيش والشرطة، بينما كانوا يؤدّون صلاة الفجر ضمن اعتصام سلمي للمطالبة بعودة الرئيس محمد مرسي إلى السلطة.وأسفرت المجزرة عن ما بين 66 وما يزيد على 83 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح متفاوتة، واعتقال قرابة 700 شخص.الشيخ الداعية شريف رمضان عبادي قال: "صلاة فجر غيرت التاريخ .. فى الركعة الثانية بدأ الضرب .. ذكرى اعجب واغرب صلاة فجر فى مصر .. لأول مر فى تاريخ مصر الحديث يُستباح المصلون فى صلاة على يد القوات المسلحة المصرية علنا وامام الناس …!! صلاة الفجر هذه تغير عندها التاريخ الحديث فى مصر كلها ..!!هذه الحادثة كانت الفارقة بين الجيش المصرى والجيش الصهيومصرى ..!! وهى اول الغدر منذ انشاء الدولة الحديثة ايام "محمد على" حاكم مصر ان يُستباح الناس وهم يصلون برصاص مصرى وجنود مصريين وبأوامر قادة الجيش المصرى علنا أمام الشاشات ..!! فهذه الصلاة تحمل رمزية مهمة انها المرة الاولى بهكذا تفاصيل ..!!وأشار "عبادي" إلى أن المجزرة كانت بمثابة "لحظة نماذجية بالمعنى الفلسفى بمعنى تغيرت فيها حدود القداسة والهوية والانتماء فما بعدها ليس كما قبلها. . ولسه الفاتورة لم تدفع حتى الان .. والحساب يجمع يا سيادة اللوا..!! ..".وأكد أن المصلين أمام الحرس الجمهوري "كانوا مسلمين وبيصلوا الفجر وبين أيدين ربهم وانت استبحته!! .. خاليك فاكر أنت اللى فتحت السكة دى وانت اللى بدأت ..!! وأما من رضى وتابع من مشايخ رمم واعلاميين ومنافقين فالشؤم سيتابعك دنيا وآخرة .. لن نسامحكم والله لن نسامحكم .. فاكرنكم واحد واحد ولا ننساكم ابدا فى صلاتنا انتم واولادكم واهليكم ومن تحبون .. مهما مر من زمن لن ننسى ..وفى الدنيا بردوا قريبا يكون لنا كلمة اخرى ..".وبالمقابل أشار إلى أحمد السنوسي الذي صور الممات أثناء قنصه من قبل ضابط قناص أمام الحرس الجمهوري "مش ناسيك يا سنوسى يا جميل يا من وثقت هذه المذبحة بدمك قبل كاميرتك .. الله غالب ". مركز "الشهاب لحقوق الانسان" قائمة بأسماء الشهداء الذين وثقتهم منظمات حقوقية وشهود العيان:أحمد عاصم (المصور)ملازم أول: محمد علي المسيريإيهاب نافع محمدعبدالحفيظ الخياممحمود محمد محمود حسنمندي أحمد إبراهيمياسر عبدالغفار أحمدحسن البنا سعدحاتم السيد عبدالعظيمأحمد سمير عباس عاصممحمد علي إبراهيم عيسويخالد محمود محمودأحمد هاشم محمدمحمد توفيق عبد المنعممحمد فرجأشرف مرسي عبد الرحيمشريف محمد عمروياسر أنور عبد الخالقحماد ناجيعصام جمال زيدانعمار حسن حنفيالسيد السيد صالحعبد الرحمن إسماعيلحسين محمدممدوح عبد الفتاح إبراهيممحسن شاكرعلي حسن عبد الرازقمصطفى صلاحأحمد خيري محمدعصام خميسمحمد أحمد تهاميسعيد محمد سالمعلاء محمد أمينعمرو شعبان فتحي السعدنيياسر السعيد محمد محمد ياسرأحمد مصطفى إبراهيمشريف عبد الستار بهنسيخالد أبو بكر عمر سويلم مصطفىخالد السعيد حلميالدسوقي عبد السلاممحمد جمال السعيدنوح محمد نوحأنس حمدان محفوظسيد خليلأحمد السيد هاشم الرفاعيمصطفى محمد مصطفى مقبلعبد الرحمن إسماعيل حسيني حجازيفرج محمد محمد عبد اللهالسيد سعيد صالح أبو النجاشريف محمود العراقيمحمد سعد علي منصورمحمود عبد الحميد محمدحاتم شعبان خلفاويمحمد إبراهيم شاكرأحمد عبد السلام عثمان حسنأم إبراهيم محمد عبد المحسنعلاء إبراهيم سيد أحمدمحمد عادل أحمد محمودمحمد مصطفى محمد سليمانوائل سمير علي أحمديحيى السيد إبراهيمإسلام ناصرالحسيني محمد آدم محمدالهادي السيد عبد الفتاح أبو المجدمحمد محمود إبراهيممحمود عبد الحميد خليفةمحمد أنس السيد جبريلمحمد محمد حامد النحاسجمال علي محمود أحمدجمال ناجي محمد إبراهيمعبد الهادي عبد الوهاب أحمدالسيد محمد علي خليلمحمود عبد الحميد عطية محمدهاني العشري محمودأبو بكر عبد الحكيم عثمانمحمد حسن علي سلامةنبيل بكرأحمد إسماعيل محروسأحمد سمير موسىالسيد محمد الجملأنس محمد عباسأحمد هاشم أحمد إبراهيمأنور شعبان حنفيجميل ربيع أمينحلمي السيد عبد العظيمخالد عبد العزيززكريا عثمان عثمانعبد المحسن محمد عبد المحسنعلي مفتاح عبد الرحمنعلي صالح عبد الرحمنكمال علي محمود أحمدمحمد السيد عامرمحمد متولي محمدمحمد نبيل عيد سليمانوجدد الشهاب "مطالبته بفتح تحقيق دولي نزيه ومستقل، ومحاسبة كافة المتورطين في المجزرة، حيث إن العدالة لا تسقط بالتقادم" مؤكدا أنه إلى الآن لم يحاسب أيا من القتلة عن هذه المجزرة.وكتب الحقوقي هيثم أبوخليل عن الذكرى "عندما جرى اصطياد المصريين كالعصافير بالذخيرة الحية، وعندما تم تركيعهم كأسرى في قلب شوارع بلادهم، منكّسي الرءوس في مشهد لا يُنسى، لن ننسى ما فُعل بالساجدين المصلين، ولن ننسى مجزرة الحرس الجمهوري في 8 يوليو 2013، حين قُتل 51 إنسانًا، وأُصيب أكثر من 400 آخرين بدمٍ بارد، لإرهاب المصريين وكسر إرادتهم تمهيدًا لتمرير الانقلاب!". نشرت حسابات أمنية ادعاءات كاذبة عن المجزرة وأن 8 يوليو كشف القناع!ورغم التوثيق بالصور والفيديو، زعم الحساب أنه "في فجر هذا اليوم من عام 2013، حاولت عناصر إرهابية من جماعة الإخوان اقتحام مقر الحرس الجمهوري بدعوى كاذبة أن محمد مرسي محتجز بداخله".وأدعى الحساب أنها "..كانت محاولة مدبّرة ومسلّحة لضرب الجيش ونشر الفوضى." كما أدعى أن "شهداء من الجيش سقطوا دفاعًا عن منشأة عسكرية" في حين كان الضابط القتيل محمد المسيري ميتا برصاص الجيش بعد أن تساءل أمام رتب أعلى "هتقتلوهم وهما بيصلوا"!!

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
عمائم زائفة
استنكر الأزهر الشريف فى بيان له لقاء مجموعة من «أئمة أوروبا» مع الرئيس الإسرائيلى هير تزوج، وحديثهم معه عن «التعايش والحوار بين الأديان»، اعتبر الأزهر ذلك الحديث نوعًا من الخبث، وأطلق على هؤلاء الأئمة «المأجورين المفرطين فى قيمهم الأخلاقية والدينية». فضيلة المفتى الأستاذ الدكتور نظير عياد أصدر بيانًا شديد الحدة، جاء فيه أن الزيارة «استثمار رخيص لعمائم زائفة»، وأن هؤلاء «يسوقون لأنفسهم على أنهم من رجال الدين»، وأنهم «توشحوا برداء الدين زورًا وبهتانًا».تولت «السوشيال ميديا» الوفد بالتعليقات التى أدانت بشدة الزيارة وقرّعت أعضاء الوفد.خارج الأزهر الشريف ودار الإفتاء، لم نجد اهتمامًا كبيرًا بهذه الزيارة من الأحزاب أو مؤسسات المجتمع المدنى.خارج مصر صدر بيان من مجلس أئمة أوروبا يندد بالزيارة وأن هؤلاء الأئمة لا يمثلون المجلس ولا يعبرون عنه.سوف نلاحظ أن وفد الأئمة وهم يتحدثون عن التعايش والحوار لم يزوروا- مثلًا- المسجد الأقصى ولا الحرم الإبراهيمى فى مدينة الخليل ولا كنيسة القيامة، لتأكيد التعايش والحوار، لم يقابلوا الأئمة الكبار فى فلسطين ليسمعوا منهم، ما ذهبوا إلى الكنائس ليلتقوا رجالها وما اجتمعوا مع كبار الحاخامات ليعرفوا هل يؤمنون بالحوار والتعايش أم يتبنون العكس، هى زيارة سياسية، تدعم فى النهاية دولة وحكومة إسرائيل فى هذه اللحظة الفارقة.الحديث عن التعايش والحوار بين الأديان أمر مهم، لو كان مع بابا الفاتيكان أو مع فضيلة الإمام الأكبر، أو حتى على مستوى المراكز الثقافية والفكرية أو منتديات المجتمع المدنى.لكن الأمر جد مختلف مع الرئيس الإسرائيلى، فى لحظة استمرار قصف وتدمير حياة الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية المحتلة.الحديث هنا يعنى اعتبار كل ما يجرى فى المنطقة صراعًا إسلاميًا يهوديًا، القضية هى احتلال وطن بأكمله وتشريد جزء من شعبه ومحاولة إبادة الجزء الآخر، لو ارتكبت أى دولة هذه الجريمة يصبح من الواجب التصدى لها ومقاومتها، إسرائيل بها مواطنون عرب (فلسطينيون)، بعضهم يجندون فى جيش الدفاع الإسرائيلى وخاضوا كل حروبها، وفيهم من لا يجندون إجباريًا، ولماذا نذهب بعيدًا؟! الحركة الإسلامية فى إسرائيل تشارك فى الكنيست، قبل السابع من أكتوبر صوتت الحركة برئاسة منصور عباس لصالح اقتراح حكومة نتنياهو بعدم اعتماد اللغة العربية كلغة ثانية فى المدارس الإسرائيلية، هذه الحركة يراها البعض شعبة من شعب جماعة حسن البنا فى إسرائيل، ويرفض البعض الآخر ذلك التصور اكتفاء بأن الحركة لها ارتباط بالجماعة، لكن ليست تابعة لها ولا جزءًا منها، القضية إذن ليست صراعًا أو تعايشًا بين الأديان، بل احتلال وطن وقهر شعب بأكمله.حين احتل صدام حسين الكويت وأعلن ضمها للعراق، معتبرًا إياها المحافظة رقم 19 بالعراق وقفت ضده معظم الدول العربية، وشارك عدد من جيوش المنطقة، على رأسها الجيش المصرى، فى حرب تحرير الكويت، لم يتذرع أحد يومها أن صدام كان عربيًا وكان مسلمًا والشعب العراقى عرب ومسلمون أيضا.دعنا الآن من حديث «العمائم الزائفة» وفق تعبير فضيلة المفتى وكلمات مثل «المفرطين المأجورين»، كما ورد فى بيان الأزهر الشريف، نحن بإزاء ظاهرة، هل يصح أن نسميها «الإسلام الأوروبى»؟بفضل «العلمانية الأوروبية» واتساع نطاق الهجرة والاحتكاكات فى عصر الاستعمار، سمح للمسلمين بالعيش فى أوروبا وممارسة شعائرهم الدينية، وصاروا شريحة من المواطنين معترفًا بهم، دخلوا البرلمان وصار منهم وزراء وأيضًا وزيرات، فى فرنسا صار الإسلام الديانة الثانية هناك، قارن ذلك بما كان يجرى قبل العصر الحديث.هذا التجمع السكانى نجحت داعش فى اختراقه وتجنيد خلايا أو ذئاب منفردة، قامت بعمليات إرهابية فى عديد من بلدان أوروبا، هناك كذلك تواجد لجماعة حسن البنا وهؤلاء يعملون هناك برعاية مخابراتية واضحة فى أكثر من بلد، ويخططون لتكرار تجربة آية الله خمينى فى إيران سنة 1979، أى يقفزون من هناك وبدعم مخابراتى وحكومى أيضًا للقفز على السلطة فى دولة المنشأ وإعادة تشكيل المجتمع على المقاييس والمعايير الأصولية.لكن هناك فصيل آخر، يعبر عنه أولئك الذين التقوا الرئيس الإسرائيلى، هؤلاء عاشوا ثقافة المجتمع الذى يعيشون فيه وتبنوا السردية الرسمية فى دول الغرب بإزاء العديد من القضايا، وجدنا أحد الائمة هناك يدافع فى وقت ما عن المثلية ويتبناها، كان ذلك زمن الرئيس بايدن، ولما جاء ترامب وطوى تلك الصفحة، صمت ذلك الإمام ولم نعد نسمع منه ولا عنه شيئًا.قرأت لأحدهم مقالًا عن نبى الإسلام فإذا به يتبنى كثيرًا من رؤى المستشرقين التى صارت أقرب إلى معلومات دارجة فى الثقافة الغربية، وهى مقولات مرفوضة ومدانة تمامًا فى الثقافة العربية والإسلامية.منذ الشروع فى تأسيس إسرائيل، مطلع القرن العشرين حصر الغرب بإلحاح وإصرار شديدين، المسألة فى الصراع الإسلامى/اليهودى وليست صراعًا على وطن وأرض وتاريخ. الواضح أن وفد الأئمة فى تل أبيب يتبنون ذلك الموقف.هل وارد أن يعبر هؤلاء عن أنفسهم نظريًا، لنقل فقهيًّا، وهناك بعض محاولات فى هذا الاتجاه ونجد أننا، خلال جيل أو جيلين، بإزاء نموذج لإسلام أوروبى أو غربى تمامًا، يحاول أن يتكيف بالإسلام مع كل ما هو غربى، على الأقل ما هو سائد هناك ومقبول من حكوماتها؟!