
زياد... و"قبلة الوداع" لمصر
تجلّت هذه الحالة في مصر من خلال صور عدة، منها ما ظهر في عبارات الرثاء التي نشرها فنانون وكتّاب وشخصيات عامة، ومنها ما تجلّى في فيض عناوين الأخبار التي بثّتها وسائل الإعلام المصرية على مدار الساعة.
لكن أكثر الصور لفتاً للانتباه ولمساً للمشاعر، جاءت في كلمات بسيطة تفوح منها رائحة الحب العفوي، كتبها أشخاص بعيدون عن الأضواء، يسطرون في صفحاتهم الشخصية كلمات تلقائية، وكأنما يسجلون خواطرهم لأنفسهم، وربما لعدد محدود من الأصدقاء والمتابعين.
حضور ظلّ كامناً في القلوب، رغم غياب الرحباني لسنوات عن حفلاته الأسطورية في مصر، وندرة ظهوره في وسائل الإعلام المحلية.
الناقد الفني عماد يسري يرسم الصورة الذهنية التي بقيت راسخة في عقول كثيرين، وكانت دافعاً لحالة الحزن والتقدير في آنٍ، ويقول لـ"النهار": "زياد الرحباني، مجدّد وفيلسوف موسيقى العصر الحديث، الملهم، والثائر، الساخر بآرائه دائماً، الذي ترك في وجدان الشعب العربي ذكريات خالدة، لا تُنسى".
في الصورة العفوية التي رسمتها كلمات محبّيه، لم يُقدَّم الرحباني كابنٍ للأسرة الفنية العريقة التي صنعت مجداً إبداعياً خالداً في لبنان والعالم العربي بأسره، ولم يُركَّز كثيراً على كونه نجل الموسيقار والمسرحي والشاعر المبدع عاصي الرحباني، وابن جارة القمر فيروز، التي لا يزال صوتها الشجي يشدو في ربوع مصر.
ظهر زياد الرحباني فرداً متفرّداً، يقول: "ها أنا ذا"، حالة إنسانية وفنية استثنائية، معشوق بكل تفاصيله، بثورته، وبحزنه المتجلّي في عينيه.
في إحدى جنبات الصورة العفوية، رسمت سيدة مصرية مشاعرها بكلمات بسيطة على صفحتها الشخصية في موقع "فايسبوك"، ,تحمل الصفحة اسم "أمولة القاضي". أرفقت السيدة مقطعاً صوتياً للرحباني يتحدث فيه باللهجة اللبنانية العامية، المحببة لكثيرين هنا. وكتبت: "هذا التراك كان بداية معرفتي بصوت زياد الرحباني، منذ سنوات وله معزّة خاصة في قلبي، ومن بعده أحببت صوته، بكل بساطته وصدقه، وحتى نشازه أحياناً".
وفي تدوينة تحت عنوان "زياد الرحباني... رحل الصوت الذي كان يشبهنا"، كتب صحافي الفيديو إبراهيم رياض على "فايسبوك": "لم يكن زياد الرحباني مجرد ابنٍ لفيروز وعاصي، ولا مجرد امتداد لعائلة صنعت مجد الأغنية اللبنانية، بل كان حالة فنية وإنسانية نادرة، صاخبة، حالمة، ساخرة، وغاضبة... تماماً كما نحن".
"قبلة وداع"
يواصل يسري حديثه، ويشير إلى أن المصريين افتقدوا زياد الرحباني منذ آخر حفل له مع المطربة لطيفة، والذي كان بمثابة "قبلة وداع" لجمهوره في مصر.
أُقيم الحفل قبل نحو سبع سنوات، وحضره كوكبة من نجوم الفن الكبار والصاعدين، وقد حظي بإقبال واسع من الجمهور، رغم ارتفاع أسعار تذاكره، إذ جاء بعد غياب المبدع اللبناني لسنوات عن إقامة حفلاته التي كان ينتظرها جمهوره المصري بشغف.
ونشرت الفنانة لطيفة تغريدة تنعى فيها الرحباني، قالت فيها: "أحببت الفن والإبداع من خلال أعمالك، خسارتنا كبيرة جداً. كم كان عندي أمل أن يكون كل شيء على ما يرام، لكن قدر الله وما شاء فعل. حزن كبير يا أغلى من عرفت في حياتي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
زياد الرحباني... انتفاضتان وإبادة
لم يكن زياد الرحباني فناناً عادياً؛ كان مختلفاً بفنه، وبكونه ابن فيروز وعاصي. كان متمرداً على كل القوانين والأنظمة الدينية والاجتماعية، وعلى كل ما يمكن أن يكون "عادياً" في هذه الحياة. لم يكن يوماً من القطيع، لا كإنسان ولا كفنان. كان متميزاً، له فلسفته الخاصة، وكان مزيجاً من تشي غيفارا وكارل ماركس. كان ذلك الطيف الخفيّ الذي يخترق الوجدان سريعاً. كم كنّا بحاجة إلى زياد لنكسر حواجز الوعي بين الاحتلال والحرية، بين الممنوع والمرغوب، والمسموح و"التابو". كان مزيجاً من الكوميديا السوداء والسخرية من واقع مرير، ومن الاصطفاف مع المظلومين والمضطهدين في مواجهة كل السلطات الشمولية والأنظمة الديكتاتورية. كان صادقاً، حقيقياً، لا ينافق أحداً، وله رؤيته الخاصة في الحياة، والحرب، والطائفية المقيتة، والعنصرية. نقل مشاعره بصدق، وتأثّرنا به وعشنا تفاصيله في فصل جميل من حياتنا. أحببناه لأنه زياد... "أبو الزوز" كما ناداه محبّوه، بحكم العِشرة، واستحق هذا اللقب المحبّب لأنه القريب البعيد. بدأت معرفتي بزياد في عمر مبكر، لأسباب كثيرة، من أهمها أن المذياع الذي كان رفيق العائلة لا يُغلق أبداً. في منتصف ثمانينيات القرن الماضي – كم يبدو ذلك بعيداً! لكنه الأمس القريب – لم تكن هناك شبكة عنكبوتية تقرّب المسافات وتحوّل العالم إلى قرية صغيرة. كنّا نستمع لإذاعة "مونت كارلو" من باريس، فدغدغت أغنيات زياد الحواس وألهبت المشاعر الثورية. ومع بداية الانتفاضة الأولى واشتداد حدتها أواخر عام 1987، بدأ وعيي السياسي يتشكّل سريعاً؛ ووسط حركة العصيان المدني التي عمّت الضفة الغربية والقدس وإغلاق المدارس، كان لا بد من إيجاد روتين مختلف لحياتي. كنت أحمل كتبي وملفاتي، التي كنت أستلمها سراً من المدرسة، وأشقّ طريقي إلى مكتبة رام الله العامة، حيث أقضي يومي أدرس وأقرأ وأبحث بين الكتب. في الطريق، كنت أمرّ مباشرة بـ"ساوند أوف ميوزك"، أحد أشهر محال بيع الأسطوانات والكاسيتات الموسيقية في رام الله، وكان يملكه الراحل توفيق البومباشي، صاحب الذوق الرفيع. كنت أسأله عن آخر الإصدارات، فكثير من الألبومات آنذاك كانت ممنوعة، نشتريها خلسة، بلا غلاف أو طابع يدل على محتواها، ومنها ألبومات زياد الرحباني، ومارسيل خليفة، وأحمد قعبور، والشيخ إمام. وبعد الشراء، كنت أضع الكاسيت في "الوكمان" الذي أهدتني إياه جدتي من الولايات المتحدة. كانت ثنائية جوزيف صقر وزياد رفيقتي اليومية. حتى في أيام الإضرابات أو منع التجوال، كنت أتسلّق الشجرة خلف البيت، وأجلس بالساعات مع كتبي، وكان زياد رفيقي هناك أيضاً. أستمع لكل ما يمكن الحصول عليه من أغنياته ومسرحياته. في الانتفاضة الثانية عام 2000، وفي مرحلة النضوج، لم يغب زياد عن وجداني. كنت أبحث عنه أكثر، أغنيات، مسرحيات، مقابلات. أذكر أننا كعائلة انتظرنا لقاءه الطويل مع الراحلة جيزيل خوري، الذي استمرّ ست ساعات على حلقتين، وكان حديث الناس لأيام. بعد انتقالي إلى باريس، كانت مسرحيات زياد رفيقة نهاية الأسبوع: "نزل السرور"، "فيلم أميركي طويل"، "ميس الريم"... كانت تخفف من وطأة الغربة وتترك تلك اللمسة التي تشعرني بالانتماء إلى مكان وثقافة رغم البعد. ببساطة، لم يغب زياد يوماً، كما لم تغب السيدة فيروز عن صباحاتنا. ولا ننسى أن كثيراً من الفرق الموسيقية الفلسطينية تأثرت بفلسفة زياد ونهجه، أبرزهم فرج سليمان في أغنيته "إسا جاي"، وألبومه "أحلى من برلين". اليوم، في زمن الإبادة الجماعية والنكبة المستمرة، تحولت كلمات زياد: "أنا مش كافر، بس الجوع، والذل، والقهر كافر"، إلى عنوان فصل كارثي نعيشه وسط حرب ومجاعة تجاوزت 22 شهراً. تجد تلك الكلمات متجلّية في كل مكان. واقعية زياد السريالية تطفو وسط إيديولوجيا التعتير، في بلدٍ كله مهزوز. الكلمة واللحن... رفقة أجيال يقول الصحافي الفلسطيني في إذاعة "مونت كارلو" يوسف حبش، لـ"النهار": "عندما استضفنا زياد في برنامج 'هوى الأيام'، بدأت أستعيد الذكريات تدريجاً. الأغاني التي سمعتها أول مرة كانت في جامعة بيرزيت، خلال فترة العمل الطلابي، خصوصاً أثناء إضراب الطعام دعماً للأسرى. أغنية 'أنا مش كافر' ظلت ملتصقة بذاكرتي". ويتابع حبش: "أغاني زياد وكلماته الناقدة للواقع اللبناني والعربي وارتباطها بالقضية الفلسطينية رافقتنا في تكوين هويتنا الوطنية. حتى عندما التقيته في باريس، وأثناء تبادلنا سريعاً للكلمات، لم أتذكر أن لقاءنا كان في بيروت، وكان الشعور وكأنني ألتقيه للمرة الأولى". ويضيف: "اليوم مع عودة الذاكرة بقوة لكل ما يمثله لنا زياد، أذكر صورته على المسرح في شارع الحمرا، حيث دعيت من بعض الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني لحضور ذكرى جمول والاحتفال المركزي". ويتابع: "كان زياد حاضراً يومها، وكان شعوراً ممزوجاً بين الفرح والترقب بكل الحواس. أن تكون حاضراً لتسمع كل كلمة، وكل تنهيدة ونفس، وكل نقد موسيقي، وكلمات تحملك من المكان الذي عشت تستمع فيه لصوته لتراه أمامك بصوته وجسده وصورته. إنه شعور مختلف". ويستذكر حبش: "في ختام الحفلة، قدّم زياد فرقة موسيقاه عبر طوائفهم، شيعي، سنّي، درزي، مسيحي أرثوذكسي وكاثوليكي... في نقد صريح للطائفية اللبنانية. وعندما ذكر الأرثوذكس، أشار إلى جورج حبش ووديع حداد، ليختم بذكر فلسطين ومبادئها وقيمها". كان زياد حالة تربوية وفنية وفكرية لن تتكرر، كما كثير من الرموز اللبنانية والعربية اليسارية. للأسف، رحل زياد ولم يلتقِ جورج، وجورج لم يلتقِ زياد. هل في ذلك مغزى؟ بالتأكيد، فلبنان احتضن جورج، وسيودّع زياد، وبينهما فلسطين، واليسار، والمنطقة، وكل القيم التي تربّينا عليها... ستبقى حيّة، بوجودهم، وبرحيلهم.


النهار
منذ 5 ساعات
- النهار
قبلة من فيروز لزياد؟ النهار تتحقّق FactCheck
المتداول: صورة تظهر، وفقا للمزاعم، "السيدة فيروز تقبل صورة نجلها زياد الرحباني بعد وفاته" أمس السبت. الحقيقة: الصورة زائفة، غير حقيقية. وهي مقتطعة من فيديو منشأ بالذكاء الاصطناعي. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر الصورة السيدة فيروز وهي تقبل صورة لنجلها زياد الرحباني موضوعة في اطار رُبط به شريط اسود. وقد انتشرت الصورة خلال الساعات الماضية عبر حسابات، لا سيما في الواتساب، بعد وفاة الفنان اللبناني. الا ان الاعتقاد ان الصورة حقيقية اعتقاد خاطئ. في الواقع، يبيّن البحث ان الصورة اقتُطِعت من فيديو نشره حساب bu3amcha -BuAli(Ai)@ في تيك توك، امس السبت 26 تموز 2025. لقطة من الفيديو المنشور في حساب bu3amcha في تيك توك في 26 تموز 2025 ومع ان bu3amcha@ لم يحدّد ماهية هذه المشاهد، الا انه امكن ملاحظة مؤشرات فيها تدل على الذكاء الاصطناعي: اصابع اليد اليمنى للسيدة فيروز تمددت لدى امساكها بالصورة، في شكل غير طبيعي (التوقيت 0.00). وفي التوقيت 0.01، سترون طرف اصبع صغيرة يبرز بين بقية اصابع اليد اليمنى للسيدة فيروز. وأمكن العثور على الصورة الاصلية للسيدة فيروز، والتي نراها في الفيديو الزائف، و هي تعود الى وثائقي للجزيرة الوثائقية ، بعنوان: فيروز قصة عمر (التوقيت 8.45). ويتضمّن مقابلة نادرة مع الفنانة فيروز ومشاهد من طفولتها ، وصولا الى نجاحاتها في عالم الفن وعلاقتها بعاصي والعائلة. لقطة من الوثائقي فيروز قصة عمر- Daily motion وتبين جولة في حساب bu3amcha@ انه ينشر فيديوات منشأة بالذكاء الاصطناعي، علماً انه اقرن اسمه BuAli بـAI، اي ذكاء اصطناعي، بما يدل على محتوى حسابه. ومن هذه الفيديوات، عناق بين زياد ووالدته السيدة فيروز. لقطة من الفيديو المنشور في حساب bu3amcha في تيك توك وفاة الفنان اللبناني زياد الرحباني وقد غيّب الموت، أمس السبت، الفنان زياد الرحباني عن 69 عاما، بعد مسيرة فنية تركت بصمة عميقة في الموسيقى والمسرح في لبنان والعالم، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". وزياد الرحباني هو نجل الفنانة فيروز والراحل عاصي الرحباني، وقد أحدث ثورة في الفن المسرحي والغنائي والموسيقي، وعُرف بأعماله الساخرة الناقدة للوضع الاجتماعي والسياسي. وأعلن نعي العائلة أنه سيدفن الاثنين الساعة الرابعة بعد الظهر (13,00 ت غ) بعد الصلاة لراحة نفسه. وأعلنت إدارة مستشفى "بي أم جي" (مستشفى فؤاد خوري) في منطقة الحمرا في بيروت في بيان "توقف قلب الفنان الكبير والمبدع زياد الرحباني عن الخفقان" الساعة التاسعة صباحا، من دون أن توضح سبب الوفاة. وعانى زياد الرحباني الذي عُرف بأسلوب حياة بوهيمي الى حدّ بعيد، خلال السنوات الأخيرة، من وعكات صحية عدّة أثّرت على نشاطه الفني. وقال وزير الثقافة غسان سلامة عبر منصة "إكس"، "كنّا نخاف من هذا اليوم، لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة". وقال إنه "مبدع سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت".


صدى البلد
منذ 5 ساعات
- صدى البلد
سعد الصغير يفاجئ جمهوره بهدية: الفرح عندي ببلاش
كشف المطرب الشعبي سعد الصغير عن مبادرة إنسانية جديدة، لدعم الشباب المقبلين على الزواج، عبر حسابه الرسمي على إنستجرام . وكتب سعد في منشور :"حبايبنا اللي خلاص هيتجوزوا قريب وفرحهم في الشتا.. خلاص كلها كام شهر وندخل على الشتوية، قررت أعمل فرح ببلاش كهدية مني لأكتر حد هشوف صحابه بيحبوه من قلبهم، واسمه يتكرر في الكومنتات". وأضاف: 'بس ياريت يكون حد غلبان ومحتاج، نقدر نفرحه بجد هو والعروسة.. يلا منشن في الكومنتات، وخلال ٣ أيام إن شاء الله هشوف، والفرح عندي'.