
السفير حسين هريدي: انهيار منظومة احترام القانون الدولي من قِبَل إسرائيل
وأوضح هريدي خلال مداخلة هاتفية لبرنامج (وراء الحدث) أن أهمية هذا الحدث تنبع
من إعادة التأكيد الدولي على خيار حل الدولتين، وهو ما يتوافق تمامًا مع الرؤية
والموقف المصري، ولذلك جاءت مشاركة مصر على أعلى مستوى دعمًا لرسالة
المؤتمر وحرصًا على البدء في اتخاذ إجراءات واقعية لتنفيذ هذا الحل على الأرض.
وأشار هريدي إلى أن المؤتمر يأتي أيضًا ردًا واضحًا على التشريعات الإسرائيلية
الأخيرة، التي أقرها الكنيست الشهر الماضي، والتي ترفض إقامة دولة فلسطينية
مستقلة، مما يزيد من أهمية المؤتمر كمنبر لمجابهة هذا التوجه، وإعادة التأكيد على
المبادرة المصرية العربية الإسلامية المشتركة التي طرحتها مصر، والتي تنص
على قيام دولة فلسطينية مستقلة كحل نهائي وعادل.
وأكد السفير حسين هريدي أن أهمية المؤتمر تتضاعف في ظل ما وصفه بـ"انهيار
منظومة احترام القانون الدولي" من قِبَل إسرائيل، مشيرًا إلى أن النظام الدولي، الذي
تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، بات يواجه تحديًا بوجود "دولة مارقة" داخل
إطار الأمم المتحدة، لا تحترم قواعد القانون الدولي ولا الإنساني، في تعاملها مع
الشعب الفلسطيني، موضحاً أن سياسة التجويع التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية
خلال فترات الحصار، خصوصًا في قطاع غزة، كانت نقطة تحوّل دفعت حتى
الدول الأكثر تأييدًا لإسرائيل إلى المطالبة بوقفها، واعتبارها خرقًا فاضحًا للقانون
الإنساني الدولي.
وشدد هريدي على أن توصيات المؤتمر ستؤكد على هذه المبادئ الجوهرية، وفي
مقدمتها احترام حقوق الفلسطينيين، وضرورة إنهاء الاحتلال، والعودة إلى المسار
السياسي القائم على حل الدولتين، وأن هذا المؤتمر لا يُعد فقط محطة سياسية، بل
مؤشرًا على بداية تحرك دولي فاعل يعيد الزخم إلى القضية الفلسطينية، ويضعها
في صدارة أولويات المجتمع الدولي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 24 دقائق
- بوابة الأهرام
وراء الأحداث كره اليونسكو وأخواتها!
قرر الرئيس ترامب الانسحاب للمرة الثانية فى ظل رئاسته من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والثالثة فى تاريخ أمريكا. كانت المرة الأولى فى عام 1984، خلال إدارة الرئيس رونالد ريجان وهو الانسحاب الذى ظل قائما حتى عام 2003. أما المرة الأولى لانسحاب ترامب من المنظمة فكانت فى ولايته الأولى فى عام 2017 وأصبح الانسحاب ساريا فى 2018. وأعاد الرئيس جو بادين أمريكا للمنظمة مرة أخرى بعد 5 أعوام، أى فى 2023، ليعود اليوم ترامب ويسحب أمريكا مرة أخرى من المنظمة. قد يكون ذلك فى إطار سياسته لإلغاء معظم ما قام به بايدن. قد يكون بسبب ما أعلنه من أن المنظمة منحازة ضد إسرائيل. المؤكد أن ترامب يكره المنظمات الأممية. يراها عبئا على أمريكا. يتساءل لماذا يدفع لتلك المنظمات بينما أمريكا لا تحتاج لها ولا تحصل منها على أى خدمات. كيف له أن يبقى فى منظمة يشارك فيها بـ 22% من ميزانيتها ولا يحصل منها على خدمات ولا تدعم موقف إسرائيل المدللة أمريكيا بينما تقبل عضوية فلسطين. كره ترامب لليونسكو هو مظهر أو عرض من أعراض كره النظام الدولى الراهن ومؤسساته التى صاغت ملامحه أمريكا نفسها عقب الحرب العالمية الثانية. يتصور ترامب أنه فى مهمة مقدسة ضد المؤسسات الأمريكية التى لم يمر على أى منها ولا يدين بالولاء لأى منها أيضا، وضد المؤسسات الأممية والاتفاقيات الأممية أيضا. انسحب من منظمة الصحة العالمية مبررا ذلك بأنه عقاب لها على دورها فى جائحة كورونا. وانسحب من اتفاقية باريس للمناخ. لا يكترث ترامب بتداعيات موقفه سواء من المؤسسات الأمريكية أو الأممية. يرى أن كل تلك المؤسسات لا تخدمه لجعل أمريكا عظيمة. أمريكا من وجهة نظره لن تكون عظيمة إلا إذا سارت على «روشة ترامب». السؤال الان: هل يمكن أن تصل تلك الأعراض بالرئيس ترامب لينسحب من الأمم المتحدة مثلا ليضرب النظام الدولى فى مقتل، أو بالأحرى يطلق عليه رصاصة الرحمة خاصة أن كثيرين غيره يرون أنه بات نظاما منتهى الصلاحية!.


بوابة الأهرام
منذ 24 دقائق
- بوابة الأهرام
عين على الأحداث الرسالة فُهمت
شكل الاجتماع الوزارى فى الأمم المتحدة بنيويورك بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين بمبادرة سعودية فرنسية - مع مقاطعة أمريكية إسرائيلية له - تحركا دوليا متناغما لنصرة الحق الفلسطينى. ومع أن هناك نحو 140 دولة تعترف بدولة فلسطين، لكن كان يغيب عن ذلك دول مؤثرة فى مقدمتها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا. وتوالت بيانات العواصم العالمية فى اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر القادم. رحبت مصر بما أعلنته العواصم المختلفة وسط ترقب بما تسفر عنه اتصالات مكثفة تقوم بها واشنطن وعواصم غربية لوقف الحرب وسرعة تدفق المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن. ويواصل المبعوث الأمريكى ويتكوف تحركه لإيجاد صيغة لإنهاء الحرب وتيسير تدفق المساعدات الكافية وتأمينها. فى هذا السياق أعلن يوهان فاديفول وزير الخارجية الألمانى- الذى زار إسرائيل والضفة الغربية والأردن ـــ أن بلاده ستقدم 5 ملايين يورو لبرنامج الغذاء العالمى لدعم المساعدات للفلسطينيين إلى جانب افتتاح مستشفى ميدانى بمدينة غزة. وحذر إسرائيل من تعرضها لعزلة دولية مالم تتحسن الأوضاع هناك. ودعا تل أبيب لسرعة العودة للتعاون مع منظمات الأمم المتحدة لتأمين نقل وتوزيع المساعدات والتوقف عن سياسة ضم الأراضى والسعى للتهجير محذرا من خطر اتساع الهوة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبى. وقال: من منطلق حرصنا على التزامنا التاريخى بأمن إسرائيل نرى أن عليها أن تتحرك الآن وليس لاحقا ، والالتزام بعدم التهجير وضم الأراضى. لقد آن آوان إنهاء الحرب. وأوضح أنه يرى أن رسالته قد فهمت.


صوت الأمة
منذ 3 ساعات
- صوت الأمة
الجريمة إسرائيلية: المجاعة في غزة تحاصر مئات الالاف.. وجسر المساعدات المصرية يفتح باب الأمل للأشقاء في القطاع
قوافل "زاد العزة" تتدفق يومياً محملة بالمساعدات الغذائية والإنسانية والطبية.. التحالف الوطنى وحياة كريمة والهلال الأحمر في يواصلون الدعم تقديرات فلسطينية بحاجة القطاع إلى 1000 شاحنة يوميًا لتجاوز المأساة الراهنة.. ومطالب بفرض عقوبات دولية على إسرائيل في قلب قطاع غزة، حيث تضرب المجاعة كل بيت، وتتحول الحياة اليومية إلى صراع من أجل البقاء، تتكشف ملامح واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي عرفها الشرق الأوسط في القرن الحادي والعشرين. فالحصار الإسرائيلي المتواصل منذ ما يقارب الـ 21 شهرا أدى إلى انهيار شبه كامل لكافة مقومات الحياة في القطاع، لا سيما بعد العدوان الإسرائيلى الذي بدأ في أكتوبر، وأدخل أكثر من 2.3 مليون في دوامة من الجوع والنزوح والدمار الشامل. ومنذ اندلاع العمليات العسكرية الإسرائيلية عقب 7 أكتوبر، استخدمت سلطات الاحتلال سياسة العقاب الجماعي، فتم منع دخول الغذاء، والدواء، والوقود، كما تم استهداف البنية التحتية الحيوية بشكل ممنهج، بما في ذلك المستشفيات ومراكز الإغاثة والمخابز ومحطات المياه، ما جعل سكان غزة في مواجهة مباشرة مع المجاعة. وبحسب تقارير صادرة عن وكالات الأمم المتحدة، فإن نحو 1.1 مليون فلسطيني في غزة – أي حوالي نصف السكان – يعيشون الآن في ظروف تصنّف بأنها "انعدام تام للأمن الغذائي"، وهي أعلى درجات المجاعة، في حين يواجه قرابة 2 مليون نسمة خطر الجوع الشديد خلال الأيام والأسابيع القادمة، إذا لم يتم السماح بإدخال المساعدات بشكل عاجل. وما يزيد من قسوة المشهد، استخدام إسرائيل للمجاعة كأداة ضغط سياسي، في إطار استراتيجية "الهجرة الطوعية" التي تسعى من خلالها إلى دفع سكان القطاع نحو الخروج القسري عبر معبر رفح، أو التوجه إلى مناطق غير مأهولة جنوب القطاع تمهيدًا لعملية تهجير منظمة، وهو ما رفضته مصر بشدة على المستويين الرسمي والشعبي. دعم ثابت لغزة رغم التحديات في مواجهة هذا الوضع الكارثي في قطاع غزة، برزت مصر باعتبارها الدولة الأكثر التزامًا بدورها الإنساني والتاريخي تجاه الشعب الفلسطيني، فمنذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي، بادرت القاهرة بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، واستقبال الجرحى والمصابين، وتنسيق عمليات الإجلاء للعالقين، وعلى الرغم من القصف الإسرائيلي المتكرر على المعبر والمنطقة الحدودية من الجانب الفلسطيني، لم تتوقف مصر عن ممارسة دورها الإنساني، بل كثفت جهودها السياسية والدبلوماسية أيضًا من أجل فرض هدنة، وضمان وصول المساعدات. وتجاوز حجم المساعدات المصرية خلال الأشهر الأخيرة أكثر من 130 ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية والطبية، تم نقلها من خلال ما يزيد عن 7 آلاف شاحنة، وفق ما أعلنته "اللجنة المصرية لإعمار غزة"، كما شاركت عشرات المستشفيات المصرية في استقبال جرحى الحرب، وتم تجهيز مستشفيات العريش والإسماعيلية والقاهرة لهذا الغرض، وتكفلت مصر كذلك بتوفير عشرات الآلاف من الخيام والأغطية واحتياجات الإيواء، إضافة إلى تولي الهلال الأحمر المصري تنسيق الإغاثة الميدانية في الجانب الفلسطيني بالتعاون مع المنظمات الدولية. ولم تتوقف مصر عند الدعم الإغاثي، بل أطلقت المرحلة الثانية من خطة إعادة إعمار غزة، بميزانية تصل إلى 500 مليون دولار، تتضمن بناء عدد من المدن السكنية الجديدة في شمال القطاع، وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرها القصف الإسرائيلي. وقد بدأت الشركات المصرية بالفعل في تنفيذ المشروعات بعد الحصول على الضوء الأخضر من السلطات الفلسطينية. وفي ظل استمرار إسرائيل في منع إدخال المساعدات عبر المعابر الأخرى، ظلت مصر المنفذ الإنساني الوحيد تقريبًا لأهالي القطاع، رغم المخاطر السياسية والعملياتية، وأثبتت القاهرة، مجددًا، أنها لا تتعامل مع الملف الفلسطيني من منطلق دعاية إعلامية، بل تملك أدوات حقيقية، وتدفع كلفة حقيقية على الأرض. زاد العزة.. من مصر لغزة وعلى مدار الأسبوع الماضى، واصلت قوافل "زاد العزة .. من مصر إلى غزة"، التي تضم مساعدات غذائية وإغاثية وطبية في التوجه ناحية غزة، عبر معبر كرم أبو سالم، حامنلة الاف الاطنان من المساعدات المقسمة ما بين سلال غذائية متنوعة، ودقيق، ومستلزمات طبية، ومستلزمات العناية شخصية . والأحد الماضى، أطلق الهلال الأحمر المصري، قافلة "زاد العزة.. من مصر إلى غزة"، وضمت القافلة أكثر من 100 شاحنة تحمل ما يزيد على 1200 طن من المواد الغذائية، تحمل نحو 840 طن دقيق، و450 طن سلال غذائية متنوعة، ويأتي ذلك في إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائي لأهالي القطاع. وفي ثاني أيامها، قدمت نحو 1500 طن من المساعدات والتى تتنوع بين 965 طن من سلال غذائية متنوعة، وقرابة 350 طن دقيق، مقدمة من الهلال الأحمر المصرى، بالإضافة إلى 200 طن من مستلزمات العناية شخصية . وفى يومها الثالث حملت القافلة نحو 1300 طن من المساعدات، مقسمة إلى نحو 440 طن من سلال غذائية متنوعة، و قرابة 450 طن دقيق، ونحو 150 طن مستلزمات طبية، وقرابة 200 طن من مستلزمات العناية شخصية . ويواجه كافة أهالي غزة، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي، بحسب ما أفاد تقرير أمميّ، حيث أكد تقرير مشترك، بشأن "الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2025"، صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، أن الدول التي تواجه فيها النسبة الأكبر من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد هي فلسطين (قطاع غزة)، وجنوب السودان، والسودان، واليمن وهايتي، وفي قطاع غزة، يواجه 100% من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا للتقرير. وأكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أن القطاع في حاجة إلى 1000 شاحنة يوميًا لتجاوز المأساة الراهنة، مطالباً بفرض العقوبات على إسرائيل وملاحقتها قضائيًا بالمحاكم الدولية، مؤكدًا أن الأوضاع الحالية في قطاع غزة هي الأخطر منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، كما أشار إلى أن كل لحظة تمر على قطاع غزة، يسقط فيها المزيد من الضحايا، سواءً جراء قصف الاحتلال المتواصل، أو الكارثة الإنسانية والمجاعة، والنزوح المتكرر. ويتواجد الهلال الأحمر المصري على الحدود منذ بدء الأزمة، حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصري نهائيًا، وواصل تأهبه وجهوده لدخول المساعدات بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية، وبلغ حجم المساعدات الإغاثية التي تم إدخالها إلى غزة، منذ بدء الأزمة، أكثر من 35 ألف شاحنة تحمل أكثر من ٥٠٠ ألف طن مساعدات تنوعت بين الغذاء، الماء، المستلزمات الطبية والأدوية، المواد الإغاثية والإيوائية ومستلزمات النظافة الشخصية، ألبان وحفاضات أطفال، إلى جانب سيارات الإسعاف، وشاحنات الوقود. وأكدت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، أن دعم مصر لقطاع غزة ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لمسيرة طويلة من التضامن التاريخي مع القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن الهلال الأحمر المصري يسطر سطرًا آخر في التاريخ الذي كتبته مصر بدعمها الثابت لغزة، ليس فقط منذ أكتوبر 2023، بل منذ سنوات طوال، حيث لم يتوقف يومًا عن تقديم العون والمساندة. وأشار آمال إمام إلى أن الدولة المصرية وفرت كل التسهيلات لضمان استمرارية هذا الشريان الداعم، وأن الهلال الأحمر المصري، باعتباره الآلية الوطنية المكلفة من الدولة، ينسق بشكل كامل مع الجهات المحلية والدولية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة العاملة داخل القطاع، لضمان إيصال المساعدات إلى مستحقيها في المجتمعات الفلسطينية المختلفة، وتحديد الأولويات الإنسانية، لافتة إلى أن الدولة المصرية تبذل جهودًا متواصلة لتذليل العقبات، من خلال تسهيل حركة القوافل داخل مصر وتوفير أكثر من 10 مراكز لوجستية في محافظات مختلفة لتجهيز المساعدات، فضلاً عن التنسيق مع المنظمات الدولية، موضحة أن المعبر يواجه إغلاقات متكررة من الجانب الآخر، إلى جانب قيود تتعلق بالتغليف والمعايير المطلوبة، ما يؤثر على انتظام دخول الشاحنات. وأضافت أن الهلال الأحمر المصري يضم أكثر من 35 ألف متطوع يواصلون العمل على مدار الساعة لضمان إيصال المساعدات رغم المخاطر، ووصفت هؤلاء المتطوعين بـ"الجيش الإنساني"، لما يقدمونه من تضحيات وجهود على مدار الساعة، دون كلل أو ملل، وشددت على أن الوصول إلى شمال قطاع غزة يظل من أبرز التحديات، بسبب محدودية الممرات الآمنة، مؤكدة استمرار الجهود لاستغلال الهدن الإنسانية المؤقتة في دفع أكبر قدر ممكن من المساعدات. من جانبه قال الدكتور أحمد الخربوطلي، عضو مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، إن التحالف يعمل منذ بداية الأزمة على إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، موضحاً أن هناك خطة شاملة تستهدف تلبية الاحتياجات الأساسية لأهالي القطاع، تشمل الغذاء والدواء والدعم الاجتماعي، مشيرًا إلى أن القوافل الإغاثية بدأت في الدخول عبر معبري رفح وكيرم شالوم. وأضاف أن التحالف يمتلك خبرة لوجستية واسعة تُمكّنه من سرعة التحرك، خصوصًا في ظل الأوضاع المتغيرة وسعي الاحتلال لتعطيل عملية دخول المساعدات عبر إجراءات التفتيش، مشددًا على أهمية تبسيط التغليف لتجنب الرفض أو التأخير على المعابر. ويؤدى التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وحياة كريمة دورًا كبيرًا ومؤثرًا كذراع تنموى وإغاثى لدعم جهود الدولة المصرية فى تخفيف معاناة أهالى غزة من خلال القوافل التى قدمها التحالف، بهدف توصيل جميع أنواع المساعدات والمساهمة فى القضية الفلسطينية، مما ضاعف قدرة الدولة على تخصيص المزيد من الموارد المختلفة الداعمة لأهالى غزة، فأصبح التحالف قوة ناعمة لمصر فى الخارج. واكد التحالف جاهزية مؤسساته لاستئناف إطلاق قوافل الدعم والمساعدات إلى أهلنا في غزة، فور عودة حركة المعابر لطبيعتها، في إطار التزامه المستمر بدعم الأشقاء الفلسطينيين في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها، مشيراً إلى أنه منذ اليوم الأول للأحداث، حرص التحالف الوطني على الوقوف إلى جانب أهل غزة، حيث شاركت مؤسساته بقوة في القوافل الإغاثية التي انطلقت تباعًا، محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والإغاثية، والتي شملت المواد الغذائية والطبية والإيوائية، بما يعكس الروح التضامنية العميقة بين الشعبين المصري والفلسطيني. وأطلق التحالف قوافل إغاثية كبرى لدعم الأشقاء في قطاع غزة منذ العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، بدأت بتسيير 108 قاطرات في القافلة الأولى محمّلة بالمواد الغذائية والطبية والإيوائية، ثم استمرت عمليات الإغاثة بوتيرة يومية عبر 50 شاحنة يوميًا. وحتى عام 2025، بلغ إجمالي عدد القوافل عشر قوافل رئيسية، حملت 3,127 شاحنة بإجمالي 63 ألف طن من المساعدات الإغاثية، في واحدة من أكبر عمليات الدعم التي قدمها المجتمع المدني المصري للقطاع. وأكدت السفيرة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أن التحالف ملتزم بمسؤوليته الوطنية والإنسانية، ويترجم توجيهات القيادة السياسية بسرعة وصول المساعدات الإنسانية للأشقاء فى قطاع غزة، موضحة أن الطابع الأخلاقى والإنسانى فى السياسة المصرية متجلى فى المساعدات الإنسانية للرئيس السيسى والذى أولى رعاية كاملة لها. ومن جانبها وفي إطار التزامها الإنساني المستمر منذ بداية الأزمة أعلنت مؤسسة "حياة كريمة عن جاهزيتها الكاملة لاستئناف تقديم المساعدات الإغاثية الأهلنا في قطاع غزة، فور عودة المعابر للعمل بصورة طبيعية، وأكدت أنها منذ اندلاع الأزمة قامت بإعداد وتسيير أكثر من 600 شاحنة مساعدات إنسانية تجاوزت قيمتها 700 مليون جنيه مصري محملة بالغذاء والدواء والمستلزمات الطبية والبطاطين، وذلك بالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية، كما أشارت إلى أنها كانت قد شكلت غرفة عمليات منذ اللحظات الأولى للأزمة، ضقت فرقًا من متطوعي المؤسسة في مختلف المحافظات، لمتابعة المستجدات وتنسيق جهود الإغاثة بشكل عاجل وفعال. صوت العقل في زمن التزييف وفي ظل تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في قطاع غزة، لم تسلم مصر من محاولات التشويه التي قادتها جهات إعلامية وسياسية مرتبطة بمحاور إقليمية، سعت إلى تصوير الدور المصري كـ"عرقلة" بدلاً من كونه شريان حياة. تمحورت هذه الحملات حول اتهام القاهرة بإغلاق معبر رفح، أو التباطؤ في إدخال المساعدات، بينما كانت الوقائع على الأرض تشير بوضوح إلى أن مصر تتحرك تحت القصف، ومن دون شروط، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة الفلسطينيين. وواجهت الدولة المصرية هذه الحملات بقدر كبير من الشفافية والهدوء، عبر بيانات رسمية منتظمة من الجهات المعنية، تضمنت توثيقًا مرئيًا وميدانيًا لما تم تقديمه فعليًا لغزة من مساعدات، وأعداد الشاحنات التي دخلت، وأسماء الشركات والهيئات المساهمة، وعدد المصابين الذين تم علاجهم داخل مصر، وغير ذلك من الحقائق التي عرّت دعاوى التشويه وفضحت مطلقيها. كما نشطت الدبلوماسية المصرية على أعلى المستويات، لتفنيد المزاعم وتأكيد أن معبر رفح ظل مفتوحًا لأقصى طاقته الممكنة، وأن سبب التعطيل الحقيقي كان في الجانب الآخر من المعبر حيث المماطلة الإسرائيلية والتضييق على عمليات التفتيش، وأكدت القاهرة مرارًا أن التنسيق مستمر مع كل الأطراف، وأنها مستعدة لتوسيع دورها الإنساني متى توافرت الظروف الأمنية لذلك. مصر تقود جهود وقف العدوان وتحقيق التهدئة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة في أكتوبر 2023، وضعت مصر نفسها في قلب المعادلة السياسية والإنسانية، معتمدة على تاريخ طويل من الوساطة الحاسمة، وشبكة علاقات متوازنة إقليميًا ودوليًا. التحرك المصري لم يأتِ كردّ فعل آنٍ، بل كان جزءًا من رؤية استراتيجية شاملة تعي خطورة الموقف، وترفض أي مساس بالثوابت الوطنية الفلسطينية. الرئيس عبد الفتاح السيسي عبّر بوضوح عن الموقف المصري في أكثر من مناسبة، كان أبرزها خلال "مؤتمر القاهرة للسلام" الذي استضافته مصر في أكتوبر 2023، بمشاركة عشرات الوفود الدولية والعربية. قال الرئيس السيسي في كلمته "مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ولن تقبل أن يتم تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض الأمر الواقع. هذا خط أحمر يتعلق بأمننا القومي، وقيمنا التاريخية." هذا التصريح، الذي انتشر دوليًا، كان تعبيرا عن سياسة رسمية متكاملة، تتعامل مع المخططات الإسرائيلية الرامية إلى فرض التهجير القسري على أنه تهديد مباشر للأمن القومي المصري، وللاستقرار الإقليمي بأسره، فسيناء ليست بديلًا لغزة، ولا مكان على أرض مصر لزرع أزمات إقليمية جديدة. ولم تكتف مصر بالتصريحات السياسية، بل فعّلت أدواتها الدبلوماسية في كافة الاتجاهات، وأجرى الرئيس السيسي اتصالات مكثفة مع قادة الدول الكبرى، مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، مؤكدًا أن أي محاولة لإفراغ غزة من سكانها مرفوضة تمامًا، وأن الحل يكمن في وقف شامل لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية دائمة ومستقرة. كما لعبت القاهرة دورًا رئيسيًا في صياغة المبادرات الدولية التي دعت إلى وقف العدوان، وتوفير الحماية للمدنيين، وهو ما دفع مسؤولين في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للإشادة بالموقف المصري المتوازن والفاعل.