
لماذا نحتاج إلى ذكاء اصطناعي بلسان سعودي؟
الاعتماد على منصات ذكاء اصطناعي أجنبية مفتوحة يضعنا أمام معادلة خطيرة: بياناتنا ومحتوياتنا الوطنية تُدار من خارج حدودنا، وتخضع لقوانين ومعايير لا نشارك في صياغتها، ولا نعرف على وجه اليقين كيف تُخزّن أو تُستخدم لاحقاً. الأسوأ من ذلك أن هذه النماذج، مهما بلغت قوتها التقنية، لا تفهم السياق السعودي بكل تفاصيله: لا في اللغة، ولا في الثقافة، ولا في الأنظمة، ما قد ينتج عنه مخرجات غير دقيقة أو غير ملائمة.
على المدى البعيد، استمرار هذا الوضع يعني أننا نُعمّق تبعيتنا التقنية، ونسمح بتسرّب المعرفة الوطنية إلى خارج بيئتها، ونخاطر بأن تُبنى صورة عن المملكة بمدخلات لا نتحكم فيها. كل هذا يضعف سيادتنا الرقمية، ويؤثر على موقعنا في الاقتصاد العالمي الذي ستحكمه، خلال سنوات قليلة، خوارزميات يفهمها ويملكها من صنعها.
في المقابل، فإن امتلاك نموذج ذكاء اصطناعي بلسان سعودي، يخضع لحوكمة وتنظيم وطني، يفتح أمام المملكة آفاقاً إستراتيجية لا تقدر بثمن:
• في الأمن الوطني، تظل المعلومات داخل حدودنا، محمية بمعاييرنا.
• في التعليم، تقدّم منصات تفاعلية تعرف لغة الطالب السعودي، وفهمه، وسياقه الثقافي.
• في التجارة والأعمال، تمنح المستثمرين أدوات تحليل سوقية دقيقة تستند إلى بيانات محلية حقيقية.
• في الإعلام والثقافة، تضمن أن المحتوى يعكس صورتنا وقيمنا، لا صورة من يرانا من بعيد.
• في البحث العلمي، توفر بيئة ذكية تدعم الباحث المحلي بمصادر موثوقة دون اختلاطها ببيانات لا نعرف أصولها.
المملكة تملك اليوم كل مقوّمات هذه الخطوة: بنية تحتية رقمية متقدمة، مراكز بيانات حديثة، كوادر تقنية مبدعة، ورؤية وطنية تجعل من الأمن السيبراني والتحّول الرقمي مرتكزين أساسيين. لكن الفارق بين أن نمتلك زمام المبادرة أو نبقى مستخدمين لتقنية غيرنا، هو قرار سياسي وتقني يبدأ اليوم... لا غداً.
المقترحات العملية:
1- إطلاق برنامج وطني لتطوير GPT سعودي:
• يعتمد على بيانات محلية وخليجية وعربية مختارة بعناية، مع دمج مصادر عالمية موثوقة، ويخضع لإشراف جهة وطنية لضمان الجودة والأمان.
2- إنشاء مكتبة بيانات سعودية معيارية:
• تضم الأنظمة، اللوائح، الإحصاءات، الدراسات، والمحتوى الثقافي المحلي، لتدريب النموذج على فهم السياق الوطني.
3- وضع بروتوكولات استخدام للجهات الحكومية والخاصة:
• تحدد الضوابط متى وكيف يستخدم الذكاء الاصطناعي، وتمنع إدخال أي بيانات مصنّفة أو حسّاسة في منصات أجنبية.
4- إقامة شراكات محلية ودولية بشروط السيادة:
• التعاون مع شركات عالمية في جوانب تقنية محددة، مع ضمان ملكية المملكة للبنية والبيانات.
5- توطين القدرات التقنية:
• تنفيذ برامج تدريبية متقدّمة لإعداد مهندسي بيانات وخبراء ذكاء اصطناعي محليين قادرين على تطوير وصيانة النموذج.
إن بناء ذكاء اصطناعي بلسان سعودي ليس خياراً من ضمن قائمة الكماليات، بل هو ركيزة أساسية لسيادتنا الرقمية وحضورنا العالمي. وفي سباق الأمم، من يتأخر اليوم، قد يخسر فرصة القيادة في الغد القريب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 8 ساعات
- الشرق السعودية
تقنية جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي في تعديل الجينات "دون أخطاء"
أعلن فريق بحثي في جامعة زيورخ السويسرية، تطوير تقنية جديدة تجمع بين أدوات الهندسة الوراثية المتقدمة والذكاء الاصطناعي، بهدف تحقيق دقة غير مسبوقة في تعديل الحمض النووي، مما يمهد الطريق لعلاجات جينية أكثر أماناً وفعالية للأمراض المستعصية. تعتمد التقنية على أداة تحمل اسم "بيثيا" صُممت للتنبؤ بكيفية إصلاح الخلايا لحمضها النووي بعد قطعه باستخدام أدوات مثل "كريسبر كاس 9" وهو ما يقلل من الأخطاء الجينية غير المقصودة ويحافظ على سلامة الجينوم. ويقول الباحث الرئيسي، توماس نيرت، الذي ابتكر هذه التقنية في جامعة زيورخ، ويعمل حالياً في جامعة جينت البلجيكية: "قمنا بتطوير قوالب صغيرة لإصلاح الحمض النووي تعمل كـ"غراء جزيئي" لتوجيه الخلية نحو تعديل جيني دقيق. وتعمل "بيثيا" بتكامل متقن مع تقنيات التعديل الجيني مثل "تقنية كريسبر" عبر آلية دقيقة وذكية لتوجيه الخلايا نحو إصلاحات جينية محددة. فعند استخدام "كريسبر" لقصّ شريط الحمض النووي، تترك هذه العملية "جروحا" تتطلب إصلاحاً من قبل الخلية، وعادة ما تتبع الأنماط الطبيعية للإصلاح؛ لكنها قد تؤدي إلى أخطاء جينية غير مقصودة. وبحسب الدراسة المنشورة في دورية نيتشر بايوتكنولوجي، فإن دور "بيثيا"، يتمثل في استخدام نماذج تعلم عميق للتنبؤ بكيفية إصلاح الخلية لهذا القطع، استناداً إلى آلاف البيانات السابقة، وتقدّر بدقة "القوالب الجزيئية" الأنسب التي ترشد الخلية نحو إدخال التغيير المرغوب دون إحداث ضرر عرضي. وصمم الفريق البحثي، سلاسل قصيرة من قواعد الحمض النووي، تُعرف بـ أذرع إصلاح مكرّرة ثلاثية القواعد تستخدم كـ "غراء جزيئي"، إذ تُدرج عبر "كريسبر" كقوالب توجيه، فتوجه الخلية نحو دمج الـDNA الجديد، أو التعديل الدقيق بدقة، دون التسبب في تلف النطاق المحيط أو جينات أخرى. اختُبرت هذه القوالب المصممة بالذكاء الاصطناعي، على خلايا بشرية في المختبر، إذ أثبتت قدرتها على إدخال تعديلات جينية دقيقة ودمج جينات كاملة بكفاءة عالية. كما تم التحقق من فعاليتها على كائنات حية، منها الضفادع المستخدمة في الأبحاث الطبية، وفي فئران أُجريت فيها تعديلات على الحمض النووي لخلايا الدماغ بنجاح. ويشير الباحث الرئيسي في الدراسة، توماس نيرت، إلى أن إصلاح الحمض النووي، يتبع أنماطاً متوقعة وليست عشوائية، وهو ما تستغله "بيثيا" لصالح الباحثين، حيث تمكن الفريق البحثي من محاكاة ملايين الاحتمالات لنتائج التعديل الجيني باستخدام التعلم الآلي، سعياً لإيجاد الطريقة الأكثر كفاءة لإحداث تعديل صغير محدد في الجينوم، وفقاً لآلية إصلاح الخلية المتوقعة. ولا تقتصر فائدة التقنية على تغيير أحرف فردية في الشيفرة الجينية، أو دمج جينات خارجية، بل يمكنها أيضاً وسم بروتينات معينة بصبغات فلورية، ما يتيح مراقبة سلوكها في الأنسجة السليمة والمريضة. وتتميز الطريقة بقدرتها على العمل بكفاءة حتى في الأنسجة التي لا تنقسم خلاياها، مثل الدماغ. سُميت الأداة "بيثيا" تيمناً بالكاهنة العليا في معبد "أبولو دلفي" اليوناني القديم، التي اشتهرت، وفق الأساطير اليونانية، بالتنبؤ بالمستقبل. ويشبّه المؤلف المشارك في الدراسة، سورين لينكامب، الأستاذ في معهد التشريح بجامعة زيورخ، دور "بيثيا" بعمل خبراء الأرصاد الجوية، قائلاً: "كما يستخدم خبراء الطقس الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأحوال الجوية، نحن نستخدمه للتنبؤ بكيفية استجابة الخلايا للتدخلات الجينية. هذه القدرة التنبؤية أساسية لجعل التعديل الجيني آمناً وموثوقا وقابلا للتطبيق سريريا". كيف تعمل تقنية كريسبر؟ التعرف على تسلسل الحمض النووي المستهدف يُصمَّم جزيء من الحمض النووي الريبي الموجه (gRNA) ليطابق تسلسلاً محدداً في الجين المطلوب تعديله. ارتباط الجزيء الموجه بإنزيم "كاس 9" يرتبط جزيءgRNA بإنزيم "كاس 9"، مكوّناً مركباً قادراً على البحث عن الموقع المستهدف في الحمض النووي. البحث عن الموقع المستهدف في الجينوم يتحرك مركب "كاس 9" و gRNA داخل الخلية لييبحث عن تسلسل الحمض النووي المطابق، مع التأكد من وجود إشارة PAM بجوار الموقع. قطع الحمض النووي عند العثور على التسلسل الصحيح، يقوم إنزيم "كاس 9" بعمل قطع مزدوج الشريط في الحمض النووي. استجابة إصلاح الحمض النووي في الخلية تبدأ الخلية بمحاولة إصلاح القطع باستخدام آليتين: الإصلاح غير الموجه: ينتج غالباً طفرات عشوائية لتعطيل الجين. الإصلاح الموجه : يستخدم قالب DNA جديد لإدخال تعديلات دقيقة أو استبدال الجين. · الحصول على التعديل الجيني المطلوب بعد الإصلاح، يكون الجين قد تم تعطيله أو تعديله حسب الهدف البحثي أو العلاجي وتحول تلك اللأداة عملية التعديل الجيني من كونها عملية تخمينية إلى عملية قابلة للتنبؤ، تبدأ بقطع الحمض النووي بواسطة "كريسبر" ثم يقدر الذكاء الاصطناعي قالب الإصلاح الأمثل ويدخله، ليتم إصلاح الجينوم بدقة؛ ما يعزز السلامة والفعالية في تحرير الجينات، ما يجعلها خطوة أساسية نحو علاجات جينية أكثر دقة وأقل مخاطرة. ويعتبر المؤلف المشارك في الدراسة، سورين لينكامب، أن أهمية العمل "لا تكمن في الأداة نفسها فحسب، بل في الإمكانات التي تفتحها، إذ تجمع بين التنبؤ واسع النطاق بالذكاء الاصطناعي والتجارب البيولوجية من الخلايا المزروعة إلى الكائنات الحية الكاملة، وهو ما يخلق فرصاً جديدة لفهم الأمراض الجينية وتطوير علاجات دقيقة، بما في ذلك أمراض الجهاز العصبي، بفعالية وأمان أكبر".


الشرق السعودية
منذ 15 ساعات
- الشرق السعودية
بمنتجات جديدة.. أبل تراهن على "المنازل الذكية" من أجل "عودة قوية"
تخطط شركة أبل لاستعادة مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي عبر مجموعة طموحة من الأجهزة الجديدة، تشمل "روبوتات"، ونسخة أكثر واقعية من المساعد الصوتي "سيري"، ومكبر صوت ذكي مزوّد بشاشة، وكاميرات أمن منزلية. وسيكون الروبوت المكتبي، المقرر طرحه في عام 2027، محور استراتيجية الذكاء الاصطناعي للشركة، وفقاً لمصادر مطلعة. أما مكبر الصوت الذكي المزود بشاشة، فمن المنتظر إطلاقه العام المقبل، في إطار مسعى أبل لدخول سوق المنتجات المنزلية الذكية منخفضة التكلفة، حسبما ورد في تقرير جديد من بلومبرغ. كما ينظر إلى أجهزة الأمن المنزلي كفرص لتحقيق نمو مضاعف، حيث ستكون الكاميرات الجديدة جزءاً أساسياً من نظام أمني منزلي من أبل قادر على أتمتة وظائف المنزل. ووفق المصادر، فإن هذه الخطوة ستجعل منظومة منتجات أبل أكثر ترابطاً مع المستهلكين، خاصة وأن هذه المبادرات لم يُعلن عنها بعد. ورغم أن أبل ما زالت في المراحل المبكرة من إعادة تطوير برمجياتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، فإن التنفيذيين في الشركة يرون أن سلسلة الأجهزة الجديدة ستكون جزءاً أساسياً من عودتها القوية، ومساعدتها في منافسة شركات مثل سامسونج وميتا وغيرها في مجالات جديدة. استراتيجية الروبوتات وكان تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، قد قال في اجتماع عام مع الموظفين هذا الشهر إن الشركة عليها أن تنتصر في مجال الذكاء الاصطناعي، ملمّحاً إلى الأجهزة القادمة: "خطة المنتجات، التي لا يمكنني الحديث عنها. مذهلة. سترون بعضاً منها قريباً، والبعض الآخر لاحقاً. لكن هناك الكثير لرؤيته". تهدف أبل إلى تعزيز مبيعاتها بعد سنوات من تباطؤ نمو منتجاتها الرئيسية، خاصة بعد إلغاء بعض التوسعات مثل مشروع السيارات ذاتية القيادة، ما زاد الضغط عليها للبحث عن مصادر جديدة للإيرادات. وترى الشركة أن هذه المبادرات الجديدة ستدحض فكرة أنها لم تعد قادرة على الابتكار. وكانت وكالة "بلومبرغ" قد ذكرت العام الماضي أن أبل تمضي قدماً في مشروع روبوت مكتبي يحمل الاسم الرمزي J595، وتعمل على استراتيجية جديدة للمنزل الذكي. يشبه الروبوت المكتبي جهاز آيباد مُركب على ذراع متحركة يمكنها الدوران وإعادة التموضع لتتبع المستخدمين في الغرفة. وكالرأس البشري، يمكنه الالتفات نحو الشخص الذي يتحدث أو يناديه، وحتى محاولة جذب انتباه شخص لا ينظر إليه. أسلوب فريد وتأمل أبل في تقديم الذكاء الاصطناعي بأسلوب لم يطرحه صانعو الأجهزة الآخرون بعد، وتتصور أن زبائن الروبوت الجديد سيضعونه على المكتب أو في المطبخ لاستخدامه في إنجاز الأعمال، واستهلاك المحتوى، وإدارة جدولهم اليومي. كما ستكون مكالمات "فيس تايم" إحدى الوظائف الرئيسية للجهاز الروبوتي الجديد، حيث سيتمكن أثناء مؤتمرات الفيديو من التحرك للتركيز على الأشخاص في الغرفة. وتختبر "أبل" ميزة تجعل شاشة الآيفون تعمل كذراع تحكم، بحيث يمكن للمستخدم تحريك الروبوت لعرض أشخاص أو أشياء مختلفة أثناء المكالمة. لكن الميزة الأبرز للجهاز ستكون نسخة جديدة بالكامل من مساعد الصوت "سيري" قادرة على التدخل في المحادثات بين عدة أشخاص، وستتمكن من التفاعل مع المستخدمين طوال اليوم وتذكر المعلومات بسهولة أكبر. الفكرة أن يعمل الجهاز وكأنه شخص في الغرفة؛ فيمكنه مثلاً مقاطعة حديث الأصدقاء عن خطط العشاء ليقترح مطاعم قريبة أو وصفات مناسبة، أو الدخول في حوار تفاعلي لتنظيم رحلة أو إنجاز المهام، على غرار وضع الصوت في منتجات OpenAI. تستخدم النماذج الأولية للجهاز شاشة أفقية بحجم يقارب 7 بوصات، أي ما يعادل تقريباً حجم آيباد ميني، ويمكن للذراع الميكانيكية تمديد الشاشة لمسافة نصف قدم تقريباً في أي اتجاه. يطلق بعض المطلعين على المنتج اسم "مصباح بيكسار" في إشارة إلى شعار شركة الرسوم المتحركة الشهيرة. وكانت أبل قد نشرت، في يناير الماضي، ورقة بحثية تصف فيها مصباحاً مزوداً بروبوتات قادرة على الحركة. تعمل عدة فرق من أقسام الذكاء الاصطناعي والأجهزة والبرمجيات وتصميم الواجهات على هذا المشروع، بقيادة كيفين لينش، الذي أشرف سابقاً على تطوير برمجيات ساعة أبل الذكية ومشروع السيارات. كما تطور أبل عدة روبوتات أخرى، من بينها نموذج متحرك على عجلات يشبه روبوت "أسترو" من أمازون، وقد ناقشت بشكل غير رسمي نماذج شبيهة بالبشر. وتعمل الشركة أيضاً على ذراع آلية كبيرة للاستخدام في مصانع الإنتاج أو للقيام بمهام خلف الكواليس في متاجر البيع بالتجزئة، ما قد يحل محل بعض الموظفين. ويحمل هذا المشروع الاسم الرمزي T1333، لكنه ما يزال على بُعد عدة سنوات من التنفيذ. شاشة ذكية كما تخطط أبل لإطلاق شاشة ذكية قائمة بذاتها بحلول منتصف العام المقبل، تحمل الاسم الرمزي J490، ضمن مساعيها لتعزيز حضورها في سوق المنزل الذكي. ستفتقر هذه الشاشة، التي تُعد نسخة مبسّطة من روبوت الطاولة الذي تعمل عليه الشركة، في نسختها الأولى إلى الذراع الميكانيكية ونسخة سيري المتطورة، لكنها ستحافظ على العديد من القدرات، بما في ذلك التحكم بأجهزة المنزل الذكية، وتشغيل الموسيقى، وتدوين الملاحظات، وتصفح الإنترنت، وإجراء مكالمات "فيس تايم"، كما من المحتمل أن تتضمن أيضاً واجهة "سيري" البصرية الجديدة. من الناحية التصميمية، تشبه الشاشة جهاز Google Nest Hub، لكنها مربعة الشكل تقريباً، بحواف رفيعة باللونين الأسود أو الأبيض، وزوايا مستديرة. وتأتي الشاشة الذكية بقياس 7 بوصات مثبتة على قاعدة نصف كروية تحتوي بعض المكونات الإلكترونية، مع فتحات سفلية للمكبرات الصوتية والميكروفونات، ويمكن أيضاً تثبيتها على الحائط. نظام تشغيل جديد ستعمل كل من الشاشة الذكية وروبوت الطاولة بنظام تشغيل جديد تطوره الشركة تحت اسم Charismatic، صُمم ليدعم تعدد المستخدمين، ويرتكز على واجهات عرض تعتمد على "وجوه الساعة" (Clock Faces) و"التطبيقات المصغرة" (Widgets)، وهي مكونات برمجية مخصصة لمهام محددة. النظام كان يحمل سابقاً اسم Pebble ثم Rock خلال مراحل التطوير، ويجمع بين فلسفة أنظمة التشغيل الخاصة بأبل تي في وأبل ووتش. ويوفر النظام مزايا مثل أوضاع تعدد المستخدمين، وسمات مختلفة لواجهة الساعة، بينها واحدة مستوحاة من شخصية سنوبي الشهيرة من سلسلة الرسوم المصورة Peanuts. ولجعل الأجهزة سهلة الاستخدام بين أفراد الأسرة، تم تزويدها بكاميرا أمامية قادرة على التعرف على وجوه المستخدمين عند اقترابهم منهم، بحيث تغيّر الواجهة تلقائياً لتتناسب مع تفضيلات الشخص. تقدم بعض نسخ النظام الجديد أيقونات تطبيقات دائرية، بينما تستخدم نسخ أخرى شبكة سداسية الشكل لعرض التطبيقات. وستشمل المنظومة تطبيقات أبل الأساسية مثل التقويم، والكاميرا، والموسيقى، والملاحظات، والتذكيرات، لكن واجهة الاستخدام ستعتمد بدرجة أكبر على التحكم الصوتي و"الويدجيتس" بدلاً عن الانتقال بين التطبيقات التقليدية. وعلى الرغم من أن الجهاز سيحتوي على شاشة قابلة للمس، فإن وسيلة التفاعل الأساسية ستكون عبر المساعد الصوتي سيري وميزة App Intents المحدثة، التي تتيح للمستخدمين التحكم في الواجهة والتطبيقات بدقة من خلال الأوامر الصوتية. يمثل هذا الإطلاق أول دخول جاد لأبل إلى سوق الأجهزة المنزلية الذكية المزودة بشاشات، بعد ما يقرب من عقد على دخول أمازون وجوجل هذا المجال عبر مكبرات الصوت الذكية المزودة بشاشات عرض. إصدارات مطورة من سيري تخطط أبل لوضع "سيري" في قلب نظام تشغيل أجهزتها الروبوتية الجديدة، مع منحها شخصية بصرية تجعلها تبدو نابضة بالحياة، وهي مقاربة أطلقت عليها اسم Bubbles، تشبه إلى حد ما شخصية مشبك الورق المتحرك "Clippy" التي كانت موجودة في مايكروسوفت أوفيس في فترة التسعينيات. وقد اختبرت الشركة جعل سيري تظهر على هيئة نسخة متحركة من شعار Finder، الوجه المبتسم الشهير لنظام ماك، لكن لم يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن مظهرها، مع دراسة أفكار أقرب إلى شخصيات Memoji التي تمثل حسابات مستخدمي أبل. تعمل الشركة حالياً كذلك على نسخة جديدة من سيري تحمل الاسم الرمزي Linwood، تقوم في الأساس في عملها على النماذج اللغوية الضخمة (LLMs)، بهدف الاستفادة من البيانات الشخصية للإجابة على الاستفسارات بشكل أدق، وقد تأجل إطلاق هذه الميزة بسبب مشاكل تقنية في النسخة الحالية. هذا الإصدار الجديد، المعروف داخلياً باسم LLM Siri، من المقرر إطلاقه في أقرب وقت خلال ربيع العام المقبل. وبالتوازي، تعمل أبل على إعادة تصميم المساعد الصوتي بصرياً، بحيث يُطرح على أجهزة آيفون وآيباد في الفترة نفسها. ويعتمد مشروع Linwood على تقنيات النماذج التأسيسيسة التي طوّرها فريق أبل، ولكن الشركة تطور بالتوازي مشروعاً آخر باسم Glenwood، يهدف إلى تشغيل سيري باستخدام نماذج ذكية من تطوير شركات أخرى، مثل أنثروبيك. لم تتخذ الشركة بعد قرارها النهائي بشأن النموذج المعتمد، بينما يشرف على المشروعين مايك روكويل، الرئيس الجديد لفريق سيري، والذي تولى منصبه في وقت سابق من هذا العام. أثناء تطوير روبوت الطاولة، اعتمد مهندسو أبل على أدوات ذكاء اصطناعي مثل ChatGPT وجيميناي لتطوير واختبار المميزات، وتستخدم فرق سيري والذكاء الاصطناعي في الشركة الآن هذه النماذج الخارجية بشكل متزايد ضمن عملية التطوير. كاميرات ذكية إلى جانب الأجهزة الروبوتية والشاشة الذكية، تعمل أبل على تطوير كاميرا ذكية تحمل الاسم الرمزي J450، مخصصة للأمن المنزلي، وقادرة على اكتشاف الأشخاص وأتمتة المهام. تعمل الكاميرا بالبطارية، مع إمكانية تشغيلها من عدة أشهر حتى عام كامل على شحنة واحدة، ما يضعها في مستوى المنافسة مع أبرز المنتجات في السوق. تتضمن الكاميرا تقنية التعرف على الوجوه وأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء لاكتشاف الأشخاص داخل الغرف. وتتصور أبل أن المستخدمين سيضعون هذه الكاميرات في أرجاء المنزل لتعزيز الأتمتة، مثل إطفاء الإضاءة عند مغادرة أحد الأشخاص أو تشغيل موسيقى مفضلة لشخص محدد عند وصوله. تخطط الشركة لتطوير مجموعة متنوعة من الكاميرات ومنتجات الأمن المنزلي، في إطار مجموعة جديدة كلياً من الأجهزة والبرامج، بهدف منافسة أجهزة أمازون رينج وجوجل نيست، مع الاعتماد على ولاء قاعدة مستخدميها لدعم مبيعاتها. كما اختبرت أبل جرس باب يستخدم تقنية التعرف على الوجه لفتح الأبواب تلقائياً. وتوفر الشركة حالياً اشتراكات iCloud+ لتخزين تسجيلات الفيديو الأمنية عبر الإنترنت، لكنها موجهة في الوقت الحالي لدعم الكاميرات المقدمة من شركات الطرف الثالث.


أرقام
منذ 16 ساعات
- أرقام
تجارب تعليم رائدة .. كيف تعمل المدارس في إندونيسيا على إعداد الطلاب للعصر الرقمي؟
تواجه إندونيسيا تحديًا حاسمًا يتمثل في تطوير نظامها التعليمي من خلال تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للنجاح في العصر الحالي، ورغم التقدم الذي أحرزته إلا أن النظام لا يزال يواجه تحديات منها نقص المعلمين والتوزيع غير المتكافئ للمعلمين، والأساليب التقليدية التي تحد من الإبداع ومهارات التفكير النقدي. تمثل إندونيسيا رابع أكبر نظام تعليمي في العالم مع 60 مليون طالب، وأكثر من 300 ألف مدرسة، وما يزيد على 3 ملايين معلم، وبالتالي فإن إدخال التكنولوجيا في المدارس ليس اختياريًا، وبالفعل أعدت الحكومة الإطار الأكاديمي والمنهج الدراسي للمواد الجديدة وبدأت تدريب المعلمين في أنحاء البلاد. ثورة في التعليم تعد إندونيسيا مبادرة لإدخال البرمجة والذكاء الاصطناعي كمادتين اختياريتين في المدارس الابتدائية والثانوية بداية من العام الدراسي المقبل 2025-2026، فلا تقتصر فقط على إمكانية تطوير مهارات التفكير النقدي والحساب لدى الأطفال، بل تعدهم أيضًا للعصر الرقمي مع تزايد حاجة البلاد للمواهب الرقمية. مقارنة مع الصين يحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في التعليم عن طريق منصات التعلم المخصصة، وأنظمة التدريس الذكية والتقييم وتقديم الملاحظات الآلية لكن تعتبر تلك الخطوة من إندونيسيا متأخرة نسبيًا، نظرًا لتبني دول منها الصين مبادرات مماثلة قائمة منذ عقود، وحققت تطورات قبل سنوات من اكتساب أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" اهتمامًا عالميًا في 2023. تحديات راهنة رغم إقرار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بجهود إندونيسيا في التحول الرقمي، إلا أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين النتائج الحالية وتطلعات البلاد، في ظل تحديات كبيرة خاصة في ضمان الوصول العادل إلى الإنترنت في كافة المدارس. تحول دور المعلمين من التحديات الأخرى التي تواجه تلك الخطة هو مدى استعداد المعلمين وتفاوت المهارات التقنية بينهم وبين الطلاب، لأنه في الكثير من الحالات يشعر المعلمون أن طلابهم أكثر كفاءة في استخدام التكنولوجيا، وبالتالي لم يعد المعلمون المصدر الوحيد للمعرفة، بل أصبحوا ميسرين لعملية تعلم متطورة. كيفية التنفيذ يمكن للمدارس التي تتوافر بها بنية تحتية قائمة مثل مختبرات الوسائط المتعددة أو شبكة إنترنت موثوقة استخدام الأجهزة اللوحية والحواسب المحمولة للتعلم التفاعلي، أما المدارس التي لا تتوافر بها تلك الإمكانات فستوفر الحكومة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، فضلا عن الاعتماد على نهج تعليمي دون أجهزة رقمية من خلال ألعاب تعليمية مثل "ليجو". تجربة واقعية كانت إحدى المدارس الابتدائية الواقعة في نوسانتارا من بين أول المبادرين بتطبيق البرنامج، إذ بدأت بتقديم مفاهيم الذكاء الاصطناعي والبرمجة للطلاب دون تعيين مدرسين متخصصين، مع خطط للتطبيق بشكل أوسع نطاقًا مع بدء الفصل الدراسي الجديد، ولدعم الخطوة جهزت منشآتها بمخبر حاسوب يضم 30 جهازًا. أهداف أوضح "وينر جهاد أكبر" المسؤول بوزارة التعليم الإندونيسية أنه من خلال إتقان المهارات التقنية يتوقع من الطلاب ليس فقط مواجهة الثورة الصناعية المستمرة بل الاستعداد ليصبحوا قادة التكنولوجيا المستقبليين في إندونيسيا، من خلال تطور مهارات التفكير الحسابي، وحل المشكلات بشكل منهجي. تنضم إندونيسيا إلى عدد متزايد من الدول التي تدمج الذكاء الاصطناعي والمعرفة الرقمية في المناهج الدراسية، مع سعيها لتلبية متطلبات القوى العاملة المتطورة، لذلك لم يعد نظامها التعليمي يعتمد على الأساليب التقليدية بل بدأ الاستعداد لمستقبل ذكي.