
لوحات "تيتكى" المسروقة فى متحف اللوفر
أصبحت قضية متحف اللوفر حديث الرأى العام في العالم كله تضامناً مع القرار المصرى بإيقاف عمل البعثات العلمية لمتحف اللوفر وتعليق كل مجالات التعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمتحف الشهير لقيامه بشراء لوحات مسروقة من إحدى مقابر الأشراف في الأقصر.
وقد أكدت الصحافة العالمية ووسائل الإعلام المختلفة، أن هذا القرار سوف يجعل كل متاحف العالم تفكر كثيراً قبل شراء أى قطع أثرية مصرية مسروقة، وحث العلماء والمهتمين بمسائل التراث الحضارى جميع الدول ذات التراث الحضاري أن تحذوا حذو مصر وتأخذ قرارات شجاعة مثل القرار الأخير للمجلس الأعلى للآثار الذي كان حديث العالم كله.
ولكن على الجانب الآخر من البحر المتوسط نجد بعض الهيئات الفرنسية تصدر تصريحات غريبة بأن مصر بدأت تنتقم من فرنسا بعد نتيجة انتخابات اليونسكو وكأنهم يعترفون بشكل ضمني بأنهم لم يصوتوا لصالح المرشح المصرى فاروق حسنى، ونسوا أننا لا علم لنا بمن لم يصوت لصالح المرشح المصرى، بل ونسوا أن القرار الحاسم للمجلس الأعلى للآثار كان قد اتخذ قبل إجراء انتخابات اليونسكو، وأنه قرار لجنة علمية عليا لها مكانتها ولا يمكن نقض قراراتها.
لقد نسى الفرنسيون وصحافتهم كل شيء عن الجريمة التي اقترفتها السيدة كريستيان زجلر عالمة المصريات ورئيسة قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر سابقاً عندما قامت بشراء اللوحات الخمسة عام 2000م، وعام 2003م... والمؤكد بل والمؤسف أنها كعالمة آثار كانت على يقين وهي تشترى هذه اللوحات أنها هي نفسها اللوحات التي سرقت من المقبرة رقم (15) من مقابر الأشراف بمنطقة دراع أبو النجا..!
وللعلم فإن سرقة المقبرة رقم (15) والتي تمت قبل عام 1980م، معروفة لكل علماء الآثار المصرية على الرغم من أن التاريخ المحدد لسرقة اللوحات غير معلوم، والمؤسف أن المسئولين عن الآثار في بلدنا في ذلك الوقت لم يهتموا بموضوع سرقة المقبرة، بل لم يتم حتى الإبلاغ عن السرقة، بل ولا يوجد تسجيل للمقبرة.
لقد كان هذا هو حال مناطقنا الأثرية ومتاحفنا ومخازن الآثار عندنا في ظل وجود هؤلاء المسئولين، وعجيب أن تجدهم هم أنفسهم أول من ينتقد أعمال التسجيل والتوثيق الأثرى الذي تقوم به الآن في كل مناطقنا الأثرية وغيرها من مشروعات مهمة لحفظ التراث الحضاري لمصر وهو أعز ما نملك، وذلك دون وجود من يحاسبهم عما فعلوه في الماضي عندما كانوا يتولون المسئولية.
نعود لقصة اللوحات الخمس المسروقة من الأقصر وملابسات اكتشاف اختفائها أو سرقتها من المقبرة رقم (15) بدراع أبو النجا، وقد كشفت أمر السرقة العالمة الدكتورة إيفا هوفمان وهى من علماء الآثار الألمان المتخصصين في تاريخ الفن، وكانت تعمل في مشروع أثرى مع جامعة هايدلبرج بالأقصر، حين كشفت اختفاء خمسة لوحات جميلة منقوشة بالمناظر الرائعة وقد نزعت من أماكنها بالمقبرة المشار إليها بمنطقة دراع أبو النجا وصاحبها أحد كبار الموظفين ويدعى "تيتكي".
وقد قامت د. هوفمان بإرسال خطاب لمتحف اللوفر تقرر فيه ضرورة أن يصل إليها معلومات عن هذه اللوحات لأنها تدرس المناظر المرسومة لهذه المقبرة.. وجاءها الرد يقول أن أربعة لوحات قد تم شراؤها بالفعل عام 2000م من مجموعة ماريان ماسبيرو وهي ابنة عالم الآثار الفرنسي الذي كان يرأس المتحف المصرى، أما اللوحة الخامسة فقد اشتروها عام 2003م ولم يقرروا ممن تم شرائها ..؟!
ثم تقدم مدير بعثة هايدلبرج وهو د. كارل سيفيرد، ود. هوفمان للمجلس الأعلى للآثار لدراسة المقبرة رقم (15) وذلك في أكتوبر 2007م، وقد وجدوا صعوبة في العثور على مكان المقبرة، ولكن في 25 نوفمبر 2008م، استطاعوا تحديد مكان المقبرة التي وجدت في حالة سيئة، وعثروا على المقصورة ووجدوا عليها آثار نزع اللوحات.
وهنا فقط قرروا أن هذه اللوحات قد سرقت قبل عام 1980م، وبالتحديد عام 1975م. ومن الغريب أن أحد المناظر المصورة على إحدى اللوحات الخمس المنزوعة من المقبرة منظر يمثل طقس فتح الفم يقوم بها كاهن على مومياء المتوفى، وباقى المنظر لا يزال موجود بالمقبرة ويمثل ثلاثة رجال يقومون بطقس ديني، ولوحة أخرى في اللوفر صور عليها منظر جميل لسيدة رشيقة القوام قد تكون زوجة تيتكى صاحب المقبرة، ولوحة صور عليها منظر تيتكي صاحب المقبرة جالساً، وأخرى تصور تيتكي يقوم بأعمال ومهام يومية والمؤسف أن اللصوص الذين دخلوا المقبرة لسرقتها شوهوها تماماً من أجل نزع اللوحات الخمس، ومعنى أن يقوم متحف مثل اللوفر بشراء اللوحات المسروقة فالأمر جد خطير ويعنى أنه لايزال هناك من يشجع على وجود سوق رائع للاتجار فى الآثار المصرية المسروقة.
وقد قام الجانب الألماني بإرسال تقرير علمى عن هذا الموضوع للمجلس الأعلى للآثار في نهاية عام 2008م وبعد دراسة كل تفاصيل الحادث أرسلنا خطاباً إلى مستر هنرى لورنث مدير متحف اللوفر تؤكد فيه على الجريمة التي قام بها المتحف ورئيسة قسم المصريات كريستيان زجلر، وأشرنا إلى ضرورة عودة اللوحات فوراً إلى مصر..
وفي اليوم التالي وجدت مدير المتحف الفرنسي يحضر إلى مصر ويطلب منى عدم الإعلان عن هذا الموضوع في الصحافة مع وعد بأن متحف اللوفر سيعيد اللوحات المسروقة إلى مصر وأن الأمر يتطلب بعضاً من الوقت، حيث أن القانون الفرنسي ينص على ضرورة موافقة اللجنة العلمية لمتاحف فرنسا ووزير الثقافة الفرنسي على عودة اللوحات.... وأنا من جانبي أتساءل في دهشة وأين كانت هذه اللجنة العلمية لمتاحف فرنسا؟
وأين كان وزير الثقافة الفرنسي حينما قامت السيدة كريستيان زجلر مدير القسم المصرى بمتحف اللوفر بشراء لوحات مسروقة من مصر؟
ولقد انتظرنا بضعة أشهر من نهاية عام 2008م وحتى مارس 2009م، بعدها قمت بإرسال خطاب تلو الآخر إلى اللوفر مع الشعور بوجود مراوغات من الجانب الفرنسي، إلى أن فوجئنا بطلب متحف اللوفر إلى المجلس الأعلى للآثار باستثناء عمل بعثة اللوفر بمنطقة آثار سقارة وتم مناقشة الموضوع في اللجنة الدائمة للآثار المصرية وبالإجماع تمت الموافقة على إيقاف عمل البعثة حتى تعود لوحات تيتكى المسروقة، ولم نقم بإبلاغ الصحف بهذا القرار ولكن الصحف الفرنسية علمت بموضوع وقف بعثات اللوفر من اللوفر نفسه وتحدثوا معى عندما كنت حاضراً حفل توقيع كتاب بمنزل صديقي السفير ناصر كامل بباريس، وقد أصدرت اللجنة الدائمة مؤخراً قرارات أخرى بإيقاف بعثة أخرى بمنطقة دير المدينة يتم تمويلها مباشرة عن طريق متحف اللوفر...
هذه هي القصة الكاملة لشراء متحف اللوفر لوحات أثرية مسروقة من مصر.. والموضوع لا علاقة له بانتخابات اليونسكو من قريب أو بعيد كما يشير الفرنسيون في محاولة منهم للتغطية على جريمة اللوفر.. وكما يقول المثل البلدي: "ضربني ويكي.. وسبقني واشتكى!"
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ 2 ساعات
- اليوم السابع
البابا تواضروس يدعو بابا الفاتيكان الجديد لزيارة مصر
أجرى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اتصالًا هاتفيًّا مساء اليوم مع قداسة البابا لاون الرابع عشر، بابا الفاتيكان، لتهنئته بانتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية. وتناول الاتصال تأكيد الطرفين على استمرار علاقات المحبة الأخوية بين الكنيستين، والاحتفال السنوي بـ"يوم المحبة الأخوية"، بما يجسد روح التفاهم والتقارب بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية. كما تطرقا إلى الوضع الإنساني المتدهور في غزة، مؤكدَين ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات على الشعب الفلسطيني، والعمل على إنهاء معاناته من المجاعة والعدوان. وفي سياق متصل، أثنى البابا تواضروس وقداسة البابا لاون على التأكيدات الصادرة عن القيادة السياسية المصرية بعدم المساس بـ دير سانت كاترين ورهبانه، لما يمثله من قيمة دينية وتاريخية تعود إلى القرن السادس الميلادي. وفي ختام المكالمة، وجّه البابا تواضروس دعوة رسمية لقداسة البابا لاون لزيارة مصر وكنيستها، في خطوة تعزز مسيرة الحوار والتقارب بين الكنيستين.


اليوم السابع
منذ 3 ساعات
- اليوم السابع
وزيرة التنمية المحلية توجه باستمرار رفع درجة الاستعداد بالمحافظات طوال العيد
تابعت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية ، علي مدار اليوم الجمعة، تطورات الأوضاع في المحافظات خلال أول أيام عيد الأضحي المبارك، وذلك في اتصالات مع المحافظين للعمل على راحة وسلامة المواطنين وأسرهم وتلبية احتياجاتهم خلال الإجازة. وحرصت وزيرة التنمية المحلية على تقديم التهنئة لجميع العاملين بالوزارة والقطاعات التابعة لها والعاملين بالإدارة المحلية بمناسبة عيد الاضحي. وأوضحت الدكتورة منال عوض، أن تقرير مركز الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة وغرفة العمليات الرئيسية بالوزارة إلى هدوء الحالة العامة علي مستوي المحافظات وخروج المواطنين والأسر إلي الحدائق العامة والخاصة والمتنزهات للاحتفال مع أسرهم. كما أشار تقرير مركز الشبكة الوطنية إلى حرص المحافظين على التواجد بين المواطنين وأداء صلاة العيد وتوزيع الهدايا على الأسر والأطفال وزيارة عدد من المستشفيات ودور الرعاية والايتام والمسننين لتقدم الدعم والمساندة لهم. ووجهت وزيرة التنمية المحلية بضرورة الاستمرار في رفع درجة الاستعداد في جميع القطاعات الخدمية والتي تمس حياة المواطنين واستمرار متابعة مراكز السيطرة بالمحافظات وغرف العمليات الفرعية بالمراكز والقري والأحياء لتطورات الوضع، مع ضرورة تواجد القيادات التنفيذية في مواقعها علي مدار الساعة لضمان الاستجابة لأي أحداث طارئة. وشددت الدكتورة منال عوض على أهمية مواصلة اليقظة التامة خلال فترة إجازة عيد الأضحى المبارك، للتصدي لأية محاولات للتعدي على الأراضى الزراعية أو البناء المخالف، والتعامل بحسم مع تلك المحاولات في مهدها، وذلك بالتنسيق مع المُحافظين ومختلف الجهات المعنية ومتابعة منظومة المتغيرات المكانية واتخاذ الاجراءات القانونية تجاه المخالفين.


اليوم السابع
منذ 3 ساعات
- اليوم السابع
الداخلية تكشف ملابسات وقوع حادث تصادم ووفاة أحد الأشخاص بالقاهرة
فى إطار كشف ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة المقطم بمديرية أمن القاهرة بوقوع حادث تصادم ووفاة أحد الأشخاص بدائرة القسم، بالانتقال والفحص تبين أنه حال قيادة (إحدى السيدات – مقيمة بدائرة القسم) سيارتها بالطريق محل البلاغ إصطدمت بـ (عامل – مقيم بمحافظة المنيا ) حال عبوره الطريق ، نتج عن ذلك إصابته بجروح وكسور متفرقة بالجسم مما أدى إلى وفاته، وبمواجهة المذكورة إعترفت بإرتكاب الواقعة وتم إتخاذ الإجراءات القانونية وتولت النيابة العامة التحقيق.