
عن "اليونيفيل" والتمديد وأهالي الجنوب...
في كل موعد لتجديد مهمة قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، تُثير أميركا وإسرائيل بلبلة للّعب بمهامها لناحية تعديلها بما يخدم مصلحتهما المشتركة، ففي آب عام 2022 نجحوا في تمرير قرار تعديل في جلسة مجلس الأمن يُتيح لليونيفل حرية الحركة في الجنوب بمعزل عن الجيش اللبناني، إلا أنهم وقتذاك لم يستطيعوا تطبيقه على الأرض، لكن هذا العام على ما يبدو تجد إسرائيل أن هناك فرصة يجب استغلالها، فطالبت في البداية بوقف عمل اليونيفل نهائياً، مطالبة سُرِّبت بداية كقرار اتخذته واشنطن ومعها تل أبيب، لكن فيما بعد نفته أميركا، إلا أن "إسرائيل" ما زالت تُصر عليه لدرجة أنها تُمارس ضغطاً كبيراً بهذا الاتجاه وتريد خوض معركة ديبلوماسية، ورغم ذلك هذا لا يُعتبر تبايناً بينهما إنما من الممكن أن يكون توزيع أدوار للوصول الى قرار يحقق لهما مكسباً، فالتنسيق بينهما واضح ليس في هذا الملف فحسب وإنما في كل الملفات.
تسريب المخطط وقتذاك ترافق مع ذكر السبب الذي فضح الهدف والنيات الأميركية والإسرائيلية تحديداً الذي يقول إن التنسيق مع الجيش اللبناني فعّال ولا ضرورة لوجود قوات اليونيفل التي اتهمتها "إسرائيل" بالتقصير وبعدم القيام بمهامها كما يجب خاصة في ما يتعلّق بتسليح حزب الله وبناء قدراته في ظل وجودها، ما يعني أنهم يريدون وضع الجيش اللبناني بوجه المقاومة، لكن النفي الأميركي لا يعني أن الهدف تَغيَّر وإنما من الممكن أن يكون الأسلوب أو المخطط هو الذي تَغيَّر، تقول المصادر، كما أن ذلك لا يعني أيضاً أن مهمة اليونيفل ستبقى كما هي وإنما سيسعى الأميركي مع الإسرائيلي لإحداث تغيير ما يصب في مصلحتهما.
كلما اقترب موعد التجديد لقوات اليونيفل الذي يُصادف الواحد والثلاثين من آب، يزداد الضغط الأميركي باتجاه إدخال تعديلات على مهمتها، فما تريده واشنطن الآن هو الاتي:
١- التمديد لليونيفل لسنة جديدة.
٢- تقليص عديدها العسكري والمدني.
٣- تعديل دورها وتوسيعه.
هذه التعديلات يرفضها لبنان تحديداً لجهة الدور، لذا لجأ لوساطة فرنسية كي يضغطوا على الأميركي صاحب القرار النهائي بهذا الملف من أجل بقاء المهام كما هي، فالفرنسي يريد التمديد دون تعديل الصلاحيات.
أما الموقف اللبناني فهو متمسّك بوجود اليونيفل.
أولاً: كقوّة دولية تؤمِّن للبنان دعماً معنوياً رغم ادائها بوجه الإحتلال الإسرائيلي.
وثانياً: تريد بقاء اليونيفل دون أي تعديل.
فعدم الالتزام بهذه النقطة بالتحديد يؤدي الى الصدام مع الأهالي الذين لا يتقبّلون دخول اليونيفل الى أحيائهم دون وجود عناصر من الجيش اللبناني معهم، لكن هذا لا يعني رفضهم بالمطلق تقول المصادر، بخاصة أن وجودهم بات جزءاً من اقتصاد المنطقة الذي يعود بالاستفادة لأهل الجنوب.
إذاً، لا يُخفى على أحد أن واشنطن ومعها تل أبيب تستخدمان هذه الورقة للضغط على لبنان والمقاومة لتنفيذ الشروط الأميركية، فحتى خفض العديد تستخدمه أميركا كوسيلة للضغط على لبنان بينما خلفيته أنه ضمن سياسة تحديد الإنفاق لترامب التي اعتمدها من بداية ولايته، كما أن الكل يعلم أن القرار النهائي يأتي من أميركا لكن العبرة بالتطبيق الذي واجهه وسيبقى يواجهه أهالي الجنوب الذين منعوا تكريس قواعد جديدة...

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 25 دقائق
- الديار
ترامب زيلينسكي.. "نريد اتفاقا ينهي الحرب الأوكرانية"
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، مؤكداً وجود فرصة جدية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأوضح أن اتصالاته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تفتح الباب أمام اتفاق سلام دائم، مضيفاً: "هذه ليست حربنا بل حرب جو بايدن، نحن نريد إنهاءها وإحلال السلام". زيلينسكي شكر ترامب على جهوده وقدم له رسالة من زوجته، وأكد استعداد بلاده للانخراط في اجتماع ثلاثي مع واشنطن وموسكو للتوصل إلى تسوية، مشدداً على ضرورة وقف الحرب قبل الانتخابات المقبلة. كما دعا الولايات المتحدة إلى تعزيز الجيش الأوكراني بالأسلحة والتدريب، مؤكداً أن كييف ستواصل استخدام المسار الدبلوماسي لتحقيق السلام بدعم أميركي وأوروبي.


المركزية
منذ 25 دقائق
- المركزية
قائد القطاع الغربي زار صور: اليونيفيل ملتزمة بدعم الجيش اللبناني
زار قائد القطاع الغربي في اليونيفيل الجنرال دافيد كولوسي نيكولا ماندوليسي كولوسي مدينة صور، والتقى متروبوليت صور للروم الكاثوليك المطران جورج اسكندر ومفتي صور ومنطقتها مدرار الحبال. وأشار بيان لليونيفيل الى أن "المرجعيات الدينية أكدت على الدور الاساسي لقوات اليونيفيل بعد وقف الاعمال الحربية، مؤكدة اهمية وجود قوات حفظ السلام من اجل سلامة السكان والحفاظ على الامن والاستقرار في جنوب لبنان" . من جهته، أكد كولوسي "التزام قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل يوميا بدعم الجيش اللبناني من خلال الدوريات المشتركة، وتبادل المعلومات، وتنسيق العمليات"، معتبرا أن "هذه الخطوة تعد مناسبة جدا لضمان بيئة آمنة ومستقرة وتسهيل عودة النازحين"، مشددا على "كيفية مساهمة وجود اليونيفيل في تعزيز التعاون بين مختلف المجتمعات المحلية وتعزيز مناخ الحوار والامن". وذكر البيان بأن "جنود حفظة السلام يظلون ملتزمين تماما تجاه مجتمع جنوب لبنان، ويعملون على استعادة الامن والاستقرار، ويدعمون القوات المسلحة اللبنانية في انتشارها في المناطق الجنوبية، ويظل امر التنفيذ الكامل للقرار 1701 امرا بالغ الاهمية، ونحث جميع الاطراف على الامتناع عن اي اعمال قد تعرض الاستقرار الهش السائد حاليا للخطر" .


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
بخصوص دولة المواطنة والعيش المشترك
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لا بد من كلمة شكر وامتنان لاتحاد الكتاب اللبنانيين وللمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لتنظيمهما هذه الندوة الفكرية في زمن غياب الفكر السياسي والفلسفة السياسية لدى معظم القوى والفئات المنخرطة في ادارة السلطة والمؤسسات العامة (أوصى كيسنجر في آخر كتاب له الادارة الأميركية بالاهتمام بالفلسفة السياسية)، كما اشكر الصديق الدكتور غازي قانصو الذي قدم لنا بعض الرؤية لدى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب حول دولة المواطنة والعيش المشترك. ويأتي هذا الطرح في لحظة مصيرية تشهد فيها منطقتنا ديناميات تفكك الدول المركزية وانقسام كيانات نظام سايكس - بيكو لعام 1916، كما تنبأ السفير الأميركي المستشرق توماس برّاك، الى كانتونات واقاليم طائفية ودينية ومذهبية متناحرة ومستظلة بالحماية الاسرائيلية. أهمية هذا التصور - الآن و هنا - لدى العلامة المجتهد الخطيب أنه يصبو الى الوحدة الوطنية وبناء الدولة الموحّدة والجامعة لمواطنيها في لحظة انطلاق عوامل التفتيت للنسيج المختلط الديني والثقافي والحضاري والتاريخي في هذا المشرق العربي وفي بلاد الشام خصوصا"، وفي لحظة انهيار الدولة المركزية الراعية لجميع أبنائها ولهذا النسيج الاجتماعي المختلط - المتنوع، وفي مرحلة يتم فيها استيقاظ الهويات الخاصة المتناحرة والقاتلة. حاولت أن أفهم مقاصد الكتابين المقدّمين للمناقشة من خلال تتبع بعض الافكار الواردة فيهما، كأني أحمل خيطا" متخيّلا" يربط بين المفارقات - الاشكاليات التي يصيغها سماحته وكأني أقرأ في كتاب واحد لا كتابين، أقرأ فقه بناء الدولة الوطنية الحديثة في لبنان وسيرة هذا النموذج اللبناني المميّز منذ الاستقلال أو قل منذ التجربة الاسلامية - المسيحية المشتركة التي تجلت في كيان لبنان الكبير لعام 1920. أوافق العلامة الشيخ الخطيب أن مشكلتنا ليست الأديان ولا وجود العائلات الروحية - الطوائف، وانما لعنتنا تكمن في هذه الطبقة الأوليغارشية الحاكمة التي تستخدم الطائفية السياسية كممارسة عملية في ادارة السلطة والمؤسسات والاجتماع بحيث تصبح التفرقة بين المواطنين على أساس الهوية الدينية والمذهبية شكلاً من العنصرية المقيتة التي تداوى بالمواطنة وتكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق والعدالة الاجتماعية ومشاركة كل المكونات في عملية إدارة الدولة والمؤسسات العامة والموارد الوطنية. علمًا أن الإصلاح السياسي بحاجة الى تغيير البنية الفوقية (السلطة) وتغيير القوانين والحفاظ على التوازنات القائمة والديموقراطية التوافقية الخاصة بهذا البلد وكذلك تحويل مساحات السلطة السياسة والادارة الدولتية الى "مساحات مدنية" مخصصة للنخب والكفاءات وبعيدة من أن تكون مجالاً للتوظيف الطائفي الزبائني. عندئذ تكون لدينا دولة مواطنة، دولة انسان (كما كان يقول المرحوم سماحة العلاّمة السيد محمد حسين فضل اللّٰه أو المفكر الاسلامي العراقي محمد عبد الجبار الشبوط) دولة رعاية وتنمية اجتماعية مستدامة. خلال التجرية المسيحية الشهابية، والشهابية ليست حكم الجيش والمكتب الثاني كما يروج وإنما هي الصيغة اللبنانية للكاثوليكية الاجتماعية التي عمل الأب لويس لوبريه على نشر مفهومها وأرسل بعثةIRFED الى لبنان بين 1964- 1958 وقامت هذه البعثة الفرنسية بالتخطيط لتوسيع القاعدة الاجتماعية للدولة وأرست الإصلاح المؤسساتي وأسس التحديث وسياسات التنمية الإجتماعية المستدامة. أي أن التجرية الشهابية الرائدة ترجمت نظرية دولة الرعاية Etat de providence)) وأشركت أوسع الفئات الاجتماعية ومختلف الطوائف في مجال إدارة الدولة والمؤسسات والموارد (التنمية المتوازنة). ولهذا السبب التقت حركة الإمام السيد موسى الصدر الداعية الى المشاركة والإصلاح مع التيار الشهابي المسيحي في حقبة الستينيات. أي ان المسيحية الشهابية، في عمليتها للإصلاح الدولتي والتحديث وتوسيع القاعدة الإجتماعية للدولة أفسحت المجال أمام صعود حراك الإجتماع الشيعي وبخاصة الجنوبي وانخراطه في الإدارة السياسية والمؤسساتية، الأمر الذي ساهم في انهاء الغبن والتهميش الذي استهدف المسلمين ومناطقهم قبل إقرار دستور الطائف. أضف، ان العيش المشترك لا يتعزز فقط بالحوار والتواصل مع الآخر المختلف والاعتراف بخصوصياته وتقديم التنازلات والضمانات المتبادلة وانما كذلك بالانتماء الى هوية وطنية جامعة، هوية ونظرة تحدد العدو من الصديق وتحدد تموضع لبنان حيال قضايا المنطقة المركزية. كما أننا بحاجة الى ثقافة سياسية وطنية واحدة، والى تربية وطنية لبنانية لا تتحدث عن جناحين حتى لا يطير البلد ان طارا. نحن بحاجة أيضاً الى العودة الى خدمة العلم و بناء أطر الانصهار الوطني على غرار الجيش. بالمختصر، بناء الدولة الوطنية التي تحتضن جميع المواطنين من كافة الانتماءات و تمثل جميع المكونات دون تمييز هو الفكرة المكثفة للعيش المشترك فيما بيننا، اذا جاز التعبير. *كلمة د. رافي مادايان – ألقيت بتاريخ 6 أب 2025 في ندوة فكرية في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى مخصصة لمناقشة طروحات سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب الواردة في كتابين حول "دولة المواطنة" و "العيش المشترك ".