logo
مؤتمر حل الدولتين في نيويورك… جعجعة دون طحن

مؤتمر حل الدولتين في نيويورك… جعجعة دون طحن

القدس العربي منذ يوم واحد

برعاية سعودية فرنسية ينعقد في مقر الأمم المتحدة بين 17 و20 يونيو الحالي مؤتمر دولي رفيع المستوى لإنقاذ ما يسمى «حل الدولتين» بعنوان، «المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، نيويورك، يونيو 2025»، في وقت تتعرض فيه غزة لحرب إبادة لم يشهد التاريخ الحديث مثلها منذ الحرب العالمية الثانية، كماً ونوعا وبشاعة، تبث على الهواء مباشرة، بمشاركة عدد كبير من قوى الظلم والاستكبار والهيمنة والعنصرية، الاستعمار القديم والجديد والدول الوظيفية في المنطقة العربية. وبانعقاد المؤتمر يكون قد مرّ على حرب الإبادة 619 يوما سقط فيها نحو 250 ألفاً بين قتيل وجريح ومفقود، بالإضافة إلى تدمير جميع المعالم المدنية والمباني السكنية والمؤسسات الصحية والتعليمية في القطاع بنسبة 92%.
يؤكد القائمون على المؤتمر والأمين العام للأمم المتحدة والعديد من الدبلوماسيين وأعضاء المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والسفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، أن هذا المؤتمر سيكون مختلفا تماما عن المؤتمرات السابقة. وهذه أهداف المؤتمر كما وردت في الوثيقة: «يهدف المؤتمر الدولي رفيع المستوى إلى الدفع قدماً وبشكل عاجل بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بقضية فلسطين وحل الدولتين، من أجل تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، يتمثل هدفه الرئيسي في تحديد الإجراءات اللازمة التي يتعين على جميع الجهات الفاعلة المعنية اتخاذها لتحقيق هذا الهدف، وتعبئة الجهود والموارد اللازمة على وجه السرعة لتحقيقه، من خلال التزامات ملموسة ومحددة زمنياً».
ومن هذا المنطلق، يوفر المؤتمر منبراً للمجتمع الدولي، ليس فقط لتأكيد دعمه للتسوية السلمية لقضية فلسطين وحل الدولتين، بل أيضاً، والأهم من ذلك، لتخطيط وتنسيق سبل ووسائل تنفيذ هذا الحل. ويهدف المؤتمر إلى المساعدة في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، التي تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية.
المؤتمر المصحوب بجعجعة أكبر لن يكون مصيره أفضل من سوابقه.. فالحق الذي لا تدعمه القوة سيظل أمنيات وتوسلات ومراهنات ودموع
ولكن المتمحص في وثيقة المؤتمر، التي أعدت سلفا تحت عنوان «المذكرة المفاهيمية» يجد ثقوبا كثيرة وعورات واضحة، تحمل عددا من التنازلات توافق عليها الجانبان الفرنسي والسعودي. تبدأ المذكرة المفاهيمية بالإشارة إلى تزايد «ترسخ الاحتلال وتكرار العنف والإرهاب وانهيار مفاوضات السلام وعلى خلفية هجمات 7 أكتوبر والحرب على غزة… وصولا إلى معاناة هائلة للمدنيين من كلا الجانبين، بمن فيهم الرهائن وعائلاتهم والسكان المدنيون في غزة».
– هنا نلاحظ أن وضع العنف (أي حروب إسرائيل المتكررة توصف بأنها عنف) مقابل ما سموه بالإرهاب (أي المقاومة الفلسطينية). ولا نعرف أن هناك مقاومة ضد الاحتلال الأجنبي والاستعمار والهيمنة الخارجية تسمى إرهابا، إلا في الحالة الفلسطينية. إذن تتبنى الدول الراعية للمؤتمر اللغة الإسرائيلية في وصف أي عمل مقاوم بأنه إرهاب.
– كما تساوي الورقة بين معاناة المدنيين من الجانبين بالمستوى نفسه، أي أن لجوء الإسرائيليين إلى الملاجئ خوفا من مقذوفات لا تضر ولا تدمر مثل تجريف كل قطاع غزة وهدم مخيمات الضفة الغربية وعنف المستوطنين. القائمون على المؤتمر يساوون بين ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وتهجير وتجويع واستيلاء على الأرض واقتحامات، بمعاناة الإسرائيليين. والأدهى وأمر من ذلك أن القائمين على المؤتمر أبدوا تعاطفهم مع الرهائن الإسرائيليين وعائلاتهم فقط. أما العشرة آلاف فلسطيني المحتجزون والمخطوفون من بيوتهم ومستشفياتهم، بمن فيهم الأطفال والنساء، فلا ذكر لهم ناهيك عن عائلاتهم. يبدو أنهم لم يسمعوا بمعتقل «غوانتانامو» الإسرائيلي المسمى «سدي تيمان»، الذي شهد انتهاكات لحقوق المعتقلين، بما فيها الاغتصاب الموثق بالفيديو.
– لا تشير الوثيقة إلى الإبادة الجماعية، والفصل العنصري، والتطهير العرقي، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية والتجويع، وما إلى ذلك. على سبيل المثال، تستخدم صياغة مثل هذه في الصفحة الثانية: «منذ اللحظات الأولى لموجة العنف الحالية». إذن ما يحدث من إبادة جماعية في غزة، لا يتعدى كونه موجة عنف لا نعرف أسبابها ولا من بدأها ولا من شارك فيها ولا من دمر بيته ومدرسته ومستشفاه وعيادته. موجة عنف!! فهل هذا هو الوصف الدقيق لما يجري في غزة، وعلى أرض غزة مستهدفا شعب غزة بكامله؟ وهل هذا ما يصف أعمال وأقوال سموتريتش وبن غفير وكاتس وكبيرهم نتنياهو؟
– غاب عن المذكرة المفاهيمية عدد من قرارات الجمعية العامة المهمة مثل ES-10/23 الصادر في مايو 2024، والمتعلق، من بين أمور أخرى، بأحكام محكمة العدل الدولية، ولا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ES-10/24 الصادر في سبتمبر 2024، الذي يدعو إسرائيل، في غضون 12 شهرا، إلى الانسحاب الكامل لقواتها المحتلة من الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما يشير القرار ES-10/24 إلى إمكانية اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد إسرائيل، ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات عليها، وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة وإنشاء بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة لحماية الفلسطينيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
في الواقع، كل فقرة من فقرات المذكرة المفاهيمية معيبة ومضللة، على سبيل المثال الإشارة إلى «الخطة العربية» التي تدعمها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وفيما يتعلق بالمجموعة العربية، نُذكّر بأن ست دول عربية طبّعت علاقاتها مع إسرائيل بدرجة ولم تقطع علاقاتها، أو تستدعي سفراءها، أو تُغلق سفاراتها. فلو كانوا وسطاء سلام صادقين، لكانوا قدوة لبقية العالم بقطع علاقاتهم. وفي الصفحة الثانية، يُنسب الفضل إلى مصر وقطر، إلى جانب الولايات المتحدة، في «دور رئيسي في التفاوض على وقف إطلاق النار في غزة». وكما نعلم، لا يوجد وقف لإطلاق النار في غزة، وتتسارع وتيرة الإبادة الجماعية بسبب الجوع ومنع المساعدات الإنسانية. كيف يمكن توجيه الشكر للولايات المتحدة المتواطئة مع إسرائيل في الإبادة الجماعية، تمويلا وتسليحا وتستخدم الفيتو مرارا لإعطاء إسرائيل الغطاء لاستكمال جرائمها؟
يمكنني أن أطيل الحديث حول عيوب المذكرة المفاهيمية، التي قدمتها فرنسا والمملكة العربية السعودية وأؤكد أنها بالغة الخطورة وتحتوي من الإشارات والمفردات والمصطلحات ما يقلب الحق باطلا ويساوي بين الجلاد والضحية.
سيعتمد المؤتمر وثيقة ختامية عملية بعنوان «التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين»، لرسم مسار عاجل لا رجعة فيه نحو التسوية السلمية لقضية فلسطين، وتنفيذ حل الدولتين. وفي هذا الصدد، يُتوقع من الدول في بياناتها، سواء في الجلسات العامة، أو حول الموائد المستديرة ذات الصلة، أن تسلط الضوء على الإجراءات التي ترغب في اتخاذها، بشكل فردي أو جماعي، وفاءً بالتزاماتها ودعماً للإجماع الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وحل الدولتين، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
أريد أن أذكّر فقط بأن الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، عقد مؤتمرا دوليا يوم 27 نوفمبر 2007 في مدينة أنابوليس بولاية ميرلاند بحضور 40 دولة ومشاركة محمود عباس وإيهود أولمرت، وصدر عنه بيان قوي يدعو لبدء التفاوض فورا على الحل النهائي القائم على فكرة الدولتين، ووقف الاستيطان والاعتراف بدولة فلسطين والتطبيع العربي مع إسرائيل. وذهب المؤتمر طيّ النسيان ولا أحد يذكره. ثم دعا الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند في 14 يناير عام 2017 إلى مؤتمر دولي شارك فيه أكثر من 70 دولة. ولم تدع إسرائيل ولا فلسطين إلى المؤتمر. وأقر المؤتمر فكرة الدولتين اللتين تعيشان بأمن وسلام جنبا إلى جنب. ومضى المؤتمر وطويت صفحاته.
وفي رأيي أن هذا المؤتمر المصحوب بجعجعة أكبر لن يكون مصيره أفضل من سوابقه. فالحق الذي لا تدعمه القوة سيظل أمنيات وتوسلات ومراهنات ودموع.
كاتب فلسطيني

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غوتيريش بعد الهجمات بين إسرائيل وإيران: 'كفى تصعيدا حان الوقت لكي يتوقف ذلك'- (تدوينة)
غوتيريش بعد الهجمات بين إسرائيل وإيران: 'كفى تصعيدا حان الوقت لكي يتوقف ذلك'- (تدوينة)

القدس العربي

timeمنذ 3 ساعات

  • القدس العربي

غوتيريش بعد الهجمات بين إسرائيل وإيران: 'كفى تصعيدا حان الوقت لكي يتوقف ذلك'- (تدوينة)

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة): دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إيران وإسرائيل إلى احتواء التصعيد ووقف الأعمال العدائية، بعد سلسلة هجمات جوية متبادلة بينهما. وجاء في منشور لغوتيريش على منصة إكس 'قصف إسرائيلي لمواقع نووية إيرانية. ضربات صاروخية إيرانية على تل أبيب. كفى تصعيدا، حان الوقت لكي يتوقف ذلك. يجب أن يسود السلام والدبلوماسية'. (أ ف ب)

ساعر مهاجماً ماكرون: إذا كنت متحمّساً لدولة فلسطينية فأقِمْها على أراضي فرنسا الشاسعة
ساعر مهاجماً ماكرون: إذا كنت متحمّساً لدولة فلسطينية فأقِمْها على أراضي فرنسا الشاسعة

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

ساعر مهاجماً ماكرون: إذا كنت متحمّساً لدولة فلسطينية فأقِمْها على أراضي فرنسا الشاسعة

هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي، اليوم الخميس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و"حرصه" على قيام دولة فلسطينية، ودعاه إلى إقامتها على أراضي فرنسا، في محاولة من جدعون ساعر لرفع مسؤولية الحكومة الإسرائيلية اليمينية عن تبعات احتلال الأراضي الفلسطينية. وقال الوزير ساعر في منشور على منصة إكس: "إذا كان ماكرون حريصاً جداً على إقامة دولة فلسطينية، فهو مدعو لإقامتها على أراضي فرنسا الشاسعة". كما هاجم ساعر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، الذي قالت الرئاسة الفرنسية إنه وجّه رسالة إلى ماكرون قبل أيام، أدان فيها هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وطلب عباس من الحركة الإفراج فوراً عن الأسرى الإسرائيليين، وفقاً للرسالة، وشدد على ضرورة نزع سلاحها وعدم السماح لها بلعب أي دور في حكم قطاع غزة. وقال ساعر: "أعرب الرئيس ماكرون عن حماسه للرسالة المُدبّرة التي تلقاها من محمود عباس"، وتساءل: "ما الذي جعل الرئيس الفرنسي متحمساً إلى هذه الدرجة لرسالة مليئة بالشعارات الفارغة، والوعود الجوفاء التي قُطعت مرات لا تُحصى"، مضيفاً: "مرّ 614 يوماً على الهجوم (...) في 7 أكتوبر، الآن فقط يتذكر محمود عباس الردّ مستخدماً لغةً ضعيفةً وواهنةً". واعتبر ساعر أن "عباس لا يستطيع حتى الحفاظ على سيطرته على أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية". وجاءت رسالة عباس قبل أيام من انطلاق أعمال مؤتمر دولي لدعم حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) مقرر عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك من 17 إلى 20 يونيو/ حزيران الجاري، برئاسة فرنسا والسعودية. أخبار التحديثات الحية واشنطن تهدد الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة حول فلسطين وكشفت رويترز، أمس الأربعاء، عن برقية دبلوماسية وجهتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحث فيها حكومات العالم على عدم حضور مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين. ‬وجاء في البرقية، المُرسلة في العاشر من يونيو/ حزيران، أنّ الدول التي تُقدم على "إجراءات مناهضة لإسرائيل" عقب المؤتمر ستعتبر مخالفة لمصالح السياسة الخارجية الأميركية، وقد تواجه عواقب دبلوماسية من الولايات المتحدة. وتضيف البرقية أنّ واشنطن ستعارض أي خطوات من شأنها الاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية مفترضة. وتحظى فلسطين بصفة "دولة مراقب غير عضو" في الأمم المتحدة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2012. وفي مايو/ أيار 2024، صوتت الجمعية العامة الأممية لصالح مشروع قرار يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة، لكن "الفيتو" الأميركي بمجلس الأمن حال دون ذلك. (الأناضول، العربي الجديد)

مجلس الأمن يدين التصعيد ويعبر عن القلق من قصف منشآت إيران النووية
مجلس الأمن يدين التصعيد ويعبر عن القلق من قصف منشآت إيران النووية

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

مجلس الأمن يدين التصعيد ويعبر عن القلق من قصف منشآت إيران النووية

أعادت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، تأكيد إدانة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، لأي تصعيد عسكري في المنطقة، مؤكدة التزام الدول الأعضاء بعدم استخدام القوة ضد سلامة أراضي أي دولة أو استقلالها السياسي، داعية إسرائيل وإيران إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى صراع إقليمي أعمق وأوسع، كما عبّرت عن قلق الأمم المتحدة للضربات التي تعرضت لها المنشآت النووية الإيرانية. واستعرضت المسؤولة الأممية خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في نيويورك بطلب من إيران لنقاش الهجمات الإسرائيلية على طهران، الوقائع على الأرض بما في ذلك شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على إيران واستهداف مقرات للحرس الثوري وقواعد عسكرية ومنشآت نووية ومناطق سكنية، وإطلاق نحو 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، وكذلك الرد الإيراني مساء الجمعة على القصف الإسرائيلي. وأشارت المسؤولة الأممية كذلك إلى اعتماد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الخميس، قراراً "أعربت فيه عن "أسفها العميق لعدم تعاون إيران الكامل مع الوكالة، على الرغم من النداءات المتكررة من مجلس محافظيها والفرص العديدة المتاحة". غروسي يستعرض الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية وقدم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، كذلك إحاطته أمام المجلس، قائلاً إن المنظمة الدولية على "اتصال دائم مع هيئة تنظيم الطاقة النووية الإيرانية للتأكد من حالة المنشآت النووية ذات الصلة، ولتقييم أي آثار أوسع على السلامة والأمن النوويين"، وأضاف "أكدت إيران في البداية، أن منشأة نطنز فقط تعرضت للهجوم بمُسيّرات. تحتوي هذه المنشأة محطة تخصيب الوقود ومحطة تخصيب الوقود التجريبية. في نطنز، الجزء فوق الأرض من محطة تخصيب الوقود التجريبية، حيث كانت إيران تنتج اليورانيوم المخصب حتى 60٪ من اليورانيوم 235، تم تدميره". تقارير دولية التحديثات الحية هجوم إسرائيل على إيران | دعوات دولية إلى خفض التصعيد وأشار إلى "تدمير البنية التحتية للكهرباء في المنشأة ومحطة الكهرباء الفرعية ومبنى إمداد الطاقة الكهربائية الرئيسي وإمدادات الطاقة الطارئة والمولدات الاحتياطية". ولفت الانتباه إلى عدم وجود ما "يشير إلى تعرض الجزء الجوفي الذي يحتوي على جزء من محطة تخصيب الوقود التجريبية، ومحطة تخصيب الوقود الرئيسية، لهجوم. ومع ذلك، ربما يكون انقطاع التيار الكهربائي عن الشلال قد ألحق الضرر بأجهزة الطرد المركزي هناك. وظل مستوى النشاط الإشعاعي خارج موقع نطنز ثابتاً عند مستوياته الطبيعية، مما يشير إلى عدم وجود أي تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة نتيجة لهذا الحدث". ولفت الانتباه كذلك إلى أن السلطات الإيرانية أبلغت المنظمة الدولية بشن "هجمات على منشأتين أخريين، هما منشأة فوردو لتخصيب الوقود، ومنشأة أصفهان، إذ يقع مصنع لتصنيع صفائح الوقود، ومنشأة لتحويل اليورانيوم، ومحطة طاقة أوروبية مخصبة (...) لا تتوفر لدينا معلومات كافية تتجاوز الإشارة إلى وقوع نشاط عسكري حول هذه المنشآت أيضاً". مواقف الدول من جهته، وصف مندوب روسيا، فاسيلي نيبنزيا، قائلاً "ما يحدث خطير للغاية وذلك بسبب الأفعال الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن المجلس كان من المفترض أن يناقش في جلسته الوضع في غزة والكارثة الإنسانية، "ولكن بدلاً من ذلك نناقش كارثة أخرى سببتها إسرائيل". وشدد على أن هذا الهجوم الإسرائيلي يخالف ميثاق الأمم المتحدة، معبراً عن إدانة بلاده الهجمات الإسرائيلية. وشدد نيبنزيا على أن مسؤولية التصعيد تقع على عاتق الجانب الإسرائيلي، وأن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى تقويض المحادثات بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي الإيراني. وحمّل المسؤولية للدول الغربية التي تواصل نشر "هستيريا إيران". ورأى الدبلوماسي الروسي أن إيران استمرت ولسنوات بالتعاون من المنظمات الدولية ذات الصلة في الوقت الذي انسحبت فيه الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، مشدداً على أن الولايات وفرنسا وألمانيا على علم بتلك الضربات وأن الحملة الغربية استمرت لأشهر، وختم كلمته بتأكيد ضرورة التهدئة. رصد التحديثات الحية جهد استخباري إسرائيلي واسع النطاق دعم الضربات على إيران أما مندوب الجزائر، عمار بن جامع، فقال إن بلاده حذرت منذ مدة طويلة من أفعال إسرائيل، مشيراً إلى أن عدوانها غير مبرر ويمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وذكّر برفض إسرائيل الانضمام لمعاهدة خلق شرق أوسط خال من الأسلحة النووية، متسائلاً في الوقت ذاته حول توقيت الهجمات. وشدد على أن إسرائيل تدفع نحو الفوضى في الشرق الأوسط بأكمله "فهي تكرر أعمالها العدوانية بما فيها قصف العاصمة اللبنانية واحتلال أراضٍ جديدة في سورية واختطاف المدنيين فضلاً عن الإبادة في غزة، وحتى استخدام التجويع سلاحَ حرب أمام أعين العالم". ووصف إسرائيل بالدولة المارقة. بدوره، وصف المندوب الصيني الهجمات الإسرائيلية بأنها تتخطى الخطوط الحمراء، فيما عبّر مندوب كوريا الجنوبية عن قلق بلاده من زيادة إيران لنسبة تخصيب اليورانيوم بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واشنطن تهدد بعواقب وخيمة على إيران حال استهداف أميركيين وتحدث نيابة عن الولايات المتحدة في مجلس الأمن، ماكوي بيت، وهو مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية. ووصف ما قامت به إسرائيل بـ"الإجراء أحادي الجانب"، مدعياً "أن جمهورية إيران الإسلامية، ومنذ تأسيسها، كانت قد دعت إلى تدمير إسرائيل مما أدى إلى عدم الاستقرار والضرر في المنطقة". وشدد على عدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي، مؤكداً أن بلاده كانت على علم مسبق بالهجمات دون أن تشارك بها. وحذر من استهداف إيران للمصالح الأميركية أو العسكرية أو الموظفين الأميركيين، قائلاً "لا يمكن لأي حكومة أو طرف مستقل أو عميل أن يستهدف المواقع الأميركية والمواطنين في المنطقة وتبعات ذلك على إيران ستكون وخيمة"، مشدداً على ضرورة أن تبرم إيران صفقة نووية. وقال إن بلاده ستواصل السعي لتسوية سلمية وضمان ألا تمتلك إيران قط أسلحة نووية. أما مندوب إيران للأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، تحدث عن هجمات اسرائيلية منسقة ضد بلاده لمرافق عسكرية ومدنية وللبنية التحتية. ووصف الهجوم الإسرائيلي على عسكريين وعلماء بـ"البربري". كما وصفه بإرهاب الدولة. وحذر من عدم تحرك الأمم المتحدة ومجلس الأمن والوكالة الدولية بالرغم من تحذيرات إيرانية سابقة حول نوايا إسرائيل، مما "يقلل من مصداقية وسلطة هذه المؤسسات". وقال المندوب الإيراني "إن صمت المؤسسات هو الذي شجعها. إن الهجوم على موقع نووي يخضع للضمانات الدولية ويهدد بإمكانيات وقوع كارثة نووية تتجاوز إيران والمنطقة وتعرض ملايين الأشخاص للخطر". وحمّل الولايات المتحدة المسؤولية كذلك عما يحدث بسبب دعمها لإسرائيل. وشدد على ضرورة أن تنزع كل أسلحة الدمار الشامل من المنطقة بما فيها الإسرائيلية. كما شدد على أن ما قامت به إسرائيل "يعد إعلان حرب (...) ويهدف إلى زعزعة الاستقرار"، داعياً مجلس الأمن إلى ضرورة التحرك بحزم. وأضاف "أعتمد مجلس الأمن عام 1981 قراراً ندد فيه بالهجوم العسكري الإسرائيلي على المفاعل النووي العراقي (...) ورأى بذلك انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وطلب المجلس بأن تمتنع (إسرائيل) عن القيام بمثل هذه الأعمال مستقبلاً. ولو نفذ المجلس هذا القرار وجرت المساءلة لما استمرت إسرائيل بممارساتها، الوضع الحالي هو نتيجة عقود من المعايير المزدوجة وعدم المحاسبة عن الانتهاكات". وأكد حق بلاده "بالدفاع عن نفسها بموجب المادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة. سترد إيران على نحو حازم ومتناسب مع أعمال العدوان هذه بالوسيلة التي تختارها". وطالب المجلس بالتنديد ومساءلة إسرائيل والتحرك لوقف ذلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store