
"عسكرة" البيتزا: من طبق شهي إلى مؤشر على حرب تحضر في البنتاغون
يعتقد مجموعة من متصفحي
الإنترنت
أنهم رصدوا مؤشرات استباقية قبل يومين من الضربة الافتتاحية في
الحرب التي بدأتها إسرائيل على إيران
، الجمعة الماضي، عبر ما بات يُعرف باسم "مؤشر البيتزا".
المؤشر المذكور ليس كوداً عسكرياً بطبيعة الحال، ولا هو رموز مشفرة تتناقلها الجيوش إلكترونياً، حتّى أن أهل اللامباردية (متحدثي الإيطالية القديمة) الذين يُرجح أنهم الأصحاب التاريخيون للطبق الإيطالي الشهير لم يخالوا يوماً، أنه بعد أكثر من نحو ألف عام سيغدو طبقهم "البيزو" أو "البيتزو" (ملء الفم) الذي درج لاحقاً باسم "بيتزا" دلالة على احتمالية اندلاع الحروب والأحداث التي تغيّر مجرى التاريخ.
المتصفحون الذين ادعوا رصد المؤشرات، تعقبوا في الواقع المعطيات الشرائية لمطاعم البيتزا القريبة من مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، والتي تتمثل مهمة أكثر من مليون موظف فيها بالأساس في توجيه ومراقبة عمل القوات المُسلّحة ومعاونة الرئيس الأميركي في شؤون الأمن القومي.
ولكن ما علاقة البيتزا؟ العجينة الشهية بفراغات فقاعية، وصلصة البندورة مع قطع الجبن البيضاء السائحة.. ما علاقة أوراق الريحان المنعشة في صراعات العروش؟
طبقاً لحساب "بنتاغون بيتزا ريبورت" (Pentagon Pizza Report) على منصة إكس، فإنه في الليلة التي بدأ فيها الهجوم الافتتاحي، والذي كان البيت الأبيض على علم مسبق به، لوحظ ارتفاع غير معهود في عدد الطلبات الشرائية من "ديستريكت بيتزا بالاس" وهو مطعم وجبات سريعة يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن البنتاغون، ويقدم خدمته على طريقة "تيك أواي". هكذا في الساعة السابعة مساءً في التوقيت المحلي لواشنطن، أي الساعة الثانية فجراً بتوقيت تل أبيب، ما يعني ساعة واحدة قبل بدء الهجوم فجر الجمعة الماضي، أبلغت الصفحة متابعيها البالغ عددهم 100 ألف بأنه "طرأت زيادة حادة في النشاط هناك".
إعلام وحريات
التحديثات الحية
سحر إمامي... مذيعة تتحوّل إلى رمز إيراني
يستند أصحاب الصفحة إلى نظرية قديمة تُدعى "مؤشر البيتزا"، وتقوم أُسسها على أن الكميات غير الاعتيادية من طلبات الوجبات السريعة وتحديداً البيتزا، للموظفين الذين يبقون في العمل لساعات متأخرة في البنتاغون قد تؤشر على وقوع أحداث دولية كبرى قبل الإعلان عنها للجمهور.
النظرية لا تستند إلى أُسس علمية، ولكن بدأ الاعتماد عليها منذ عام 1991، عندما أبلغت مطاعم البيتزا القريبة من البنتاغون عن زيادة حادة في الطلبات منها قبيل انطلاق حرب الخليج الأولى. قبل ذلك سُجلت أيضاً زيادة حادة في طلبات توصيل البيتزا إلى البنتاغون عند بدء الغزو الأميركي لبنما عام 1989.
وفي الإطار، تنقل صحيفة ذا تايمز اللندنية عن برناك مايكس، الذي كان في بداية التسعينيات صاحب أكثر من 40 فرعاً لـ"دومينوز بيتزا" في منطقة البنتاغون قوله إن "وسائل الإعلام لا تعرف دائماً أن ثمة شيئا كبيرا سيحصل، لأن الصحافيين في أوقات كهذه يقبعون في أسرتهم، أمّا عمّال التوصيل السريع لدينا فهم موزعون في الميدان حتّى الثانية صباحاً".
اليوم، بات تعقب مؤشر البيتزا أكثر سهولة، والسبب في ذلك عائد إلى استخدام أدوات إلكترونية متاحة مثل "غوغل مابس"، التي تُوفر خدمات تتبع آني لحركة المشاة في المتاجر بناءً على معلومات حول مواقع المستخدمين. ولئن كانت هذه الأداة غير دقيقة تماماً، إلا أنها قد تُشير إلى زيادة حادة وغير عادية في عدد العملاء وعمّال التوصيل القادمين إلى الفروع والمنطلقين منها.
وسُجلت زيادات مماثلة في إبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأوّل من العام الماضي، قبيل بدء الردود الإيرانية بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على عدوان إسرائيل على المبنى القنصلي لطهران في دمشق، ثم اغتيال كل من القيادي في "حماس" إسماعيل هنية، وأمين عام "حزب الله" حسن نصرالله.
على الرغم من كل ما تقدّم فإن الباحثين والخبراء المعنيين في الشؤون العسكرية والأمنية لا يتعاملون مع "مؤشر البيتزا" بجديّة، فهذا المؤشر الذي يدعي المؤمن به أنه دليل على اقتراب موعد الأحداث الكبرى، قد يُستخدم في التضليل أيضاً. وفي العادة يستند الخبراء والمعنيون بتقدير الوضع، أو معدو أوراق تقدير الموقف التي تحمل رؤى استشرافية إلى مؤشرات علمية وذات طابع أكاديمي أكثر مثل: التوقيت، والظروف الجيوسياسية، ومؤشرات ميدانية وتحركات عسكرية ولقاءات سياسية وغيرها.
وليلة أمس أيضاً أفادت صفحة "بنتاغون بيتزا ريبورت" عن نشاط يقظ أكثر من المعتاد في المطاعم الكثيرة بمحيط البنتاغون، ففي الساعة التي توجهت فيها أنظار العالم نحو واشنطن بانتظار خروج "الدخان الأبيض" من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمجلس الأمن القومي، والذي بحث فيه مسألة إشراك الجيش الأميركي في حرب إسرائيل ضد إيران، كان الموظفون الذين اضطروا للبقاء للعمل حتى ساعة متأخرة بالبنتاغون يطلبون البيتزا تلو الأخرى.
وسجّل الارتفاع في الطلبات بشكل رئيس من فروع بيتزا "بابا جونز" و"بيتزا هات"، وتصدّرتها بالأساس الطلبات من فرع "دومينوز بيتزا" الأقرب إلى مقر وزارة الدفاع الأميركية.
تكنولوجيا
التحديثات الحية
تعطل موقع بنك سبه الإيراني ومجموعة "إسرائيلية" تتبنى الهجوم
اللافت أن طلبات البيتزا ليست المؤشر الوحيد الذي يحاول من خلاله أصحاب "بنتاغون بيتزا ريبورت" فهم الأحداث العالمية المتعلقة بالبنتاغون، بل يرصدون أيضاً ما يحدث في حانة قريبة من وزارة الدفاع. وهكذا في ليلة الضربة الافتتاحية على إيران، أفادت الصفحة أن حركة المرور هناك كانت خفيفة على غير العادة ليلة الخميس، وهو ما يشير على الأرجح إلى "ليلة مزدحمة في البنتاغون".
أما ليلة الأمس، فقد أفادت الصفحة بازدحام غير معتاد في هذه الحانة. ما الذي يعنيه ما تقدّم؟ هل كان موظفو البنتاغون يحتفلون في الحانة بما هو قادم على شعوب منطقة أنهكتها الحروب والصراعات العسكرية لقادة أقاصي الأرض؟ لعل الوقت وحده كفيلٌ بإثباث ذلك. سنرى!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
ترامب: أبلغت نتنياهو بالاستمرار في العمليات ضد إيران وصبرنا نفد
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، أنه أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. بضرورة الاستمرار في العمليات الجارية ضد إيران، في ظل تصاعد المواجهة بين الجانبين. وأكد ترامب للصحافيين خارج البيت الأبيض أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي يبلي بلاء حسناً"، مضيفاً: "لقد أبلغت نتنياهو أن يستمر، ولم أشر إلى أن أميركا ستقدم المزيد من الدعم". وأوضح ترامب أن صبر بلاده "نفد بالفعل" مع إيران، قائلاً: "لهذا السبب نقوم بما نقوم به"، مشيراً إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً بالنسبة لإيران، وقد تتطور الأمور قبل ذلك. وأضاف أن الدفاعات الجوية الإيرانية دُمرت إلى حد كبير، وأنه لا يعلم "لأي مدى يمكنهم الصمود". من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، اليوم الأربعاء، إن الجيش "مستعد لتنفيذ" أي قرار قد يتخذه ترامب بشأن مسائل الحرب والسلم، لكنه رفض تأكيد الاستعداد لخيارات توجيه ضربات لإيران. وأضاف هيجسيث، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "إذا تم اتخاذ تلك القرارات، فإن وزارة (الدفاع) مستعدة لتنفيذها". أخبار التحديثات الحية هكذا "انغمس" الموساد بين سائقي شاحنات لضرب إيران من الداخل ويواجه ترامب لحظةً حاسمةً، إذ أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي عقد اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي في "غرفة الأزمات" لمناقشة احتمالات التدخل العسكري المباشر إلى جانب إسرائيل. ووفق ما نقله موقع أكسيوس عن مصادر مطلعة، فإن ترامب يدرس تنفيذ ضربات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم، ما قد يشكّل نقطة تحول حاسمة في مجريات الحرب. وفي المقابل، يرى مسؤولون إسرائيليون أن انخراط واشنطن بات قريباً، وهو ما تُراهن عليه حكومة نتنياهو في سعيها لتوسيع العمليات ضد إيران. وفي ظل تصاعد التوتر الإقليمي، تدخل الحرب بين إسرائيل وإيران مرحلة جديدة من الخطورة، مع اتساع رقعة الضربات المتبادلة وتزايد المؤشرات إلى احتمال تدخل أميركي واضح في النزاع. فبينما تواصل إسرائيل استهداف مواقع إيرانية داخل إيران، وتردّ طهران بهجمات صاروخية على العمق الإسرائيلي، تتزايد المخاوف من تحول الصراع إلى مواجهة أوسع، تشمل قوى إقليمية ودولية، وسط حالة تأهب قصوى على الجبهتين. (فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
ترامب سيمدد مهلة "تيك توك" 90 يوماً رغم القيود القانونية
أعلن البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيوقّع هذا الأسبوع أمراً تنفيذياً جديداً يمنح تطبيق تيك توك (TikTok) مهلة إضافية تمتد لتسعين يوماً، ما يتيح لشركته الأم الصينية "بايتدانس" (ByteDance) مزيداً من الوقت للتفاوض على بيع أصول التطبيق داخل الولايات المتحدة. ويأتي هذا التمديد رغم القانون الذي أقرّه الكونغرس سابقاً، والذي يشترط إتمام صفقة البيع أو إغلاق التطبيق نهائياً في حال عدم إحراز تقدم ملموس. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس "سيوقّع أمراً تنفيذياً إضافياً للإبقاء على تيك توك قيد التشغيل"، مؤكدة أن هذا القرار يهدف إلى "حماية المستخدمين الأميركيين وإتاحة الوقت اللازم للتوصل إلى اتفاق نهائي يراعي المصالح الوطنية". وكان ترامب قد صرّح في مايو/أيار أنه يعتزم تمديد مهلة 19 يونيو/ حزيران، مشيراً إلى أن التطبيق ساعده في استقطاب الناخبين الشباب خلال انتخابات 2024. وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء، خاطب ترامب الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" قائلاً إنه يتوقع تمديد المهلة مجدداً. ورداً على سؤال حول ما إذا كان سيفعل ذلك، أجاب: "على الأرجح، نعم. من المحتمل أن نحتاج إلى موافقة من الصين، لكنني أعتقد أننا سنحصل عليها. أعتقد أن الرئيس شي سيوافق في النهاية". وكان القانون الأميركي المعروف باسم "حماية الأميركيين من التطبيقات الخاضعة لسيطرة خصم أجنبي" (PAFACA)، قد منح " بايتدانس " مهلة تنتهي في 19 يناير/كانون الثاني 2025 لبيع أصول "تيك توك" لشركة أميركية، مع إمكانية تمديد واحد فقط مدته 90 يوماً، في حال توفرت مؤشرات واضحة إلى تقدم الصفقة. غير أن ترامب سبق أن منح تمديدين سابقين: الأول في يناير، والثاني في إبريل/نيسان، ما يثير تساؤلات قانونية حول مشروعية التمديد الثالث الحالي. سوشيال ميديا التحديثات الحية تيك توك في الولايات المتحدة... كلّ الشراة المحتملين وتوقّف تطبيق تيك توك مؤقتاً عن العمل في السوق الأميركية بمنتصف يناير، استجابة لمهلة القانون. إلا أن ترامب تدخّل حينها بتجميد تنفيذ الحظر عبر أمر تنفيذي مدته 75 يوماً، وأعقبه تمديد آخر بالمدة نفسها في إبريل، في محاولة لتفادي الإغلاق المفاجئ للتطبيق الذي يستخدمه أكثر من 170 مليون أميركي. ورغم وجود عروض أميركية سابقة للاستحواذ على عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة، من بينها شركات مثل " أوراكل "، إلا أن المفاوضات تعثرت أكثر من مرة، خاصة بعد تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، وفرض الإدارة الأميركية رسوماً جمركية جديدة، الأمر الذي دفع السلطات الصينية إلى التلويح برفض أي صفقة قسرية.


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
"عسكرة" البيتزا: من طبق شهي إلى مؤشر على حرب تحضر في البنتاغون
يعتقد مجموعة من متصفحي الإنترنت أنهم رصدوا مؤشرات استباقية قبل يومين من الضربة الافتتاحية في الحرب التي بدأتها إسرائيل على إيران ، الجمعة الماضي، عبر ما بات يُعرف باسم "مؤشر البيتزا". المؤشر المذكور ليس كوداً عسكرياً بطبيعة الحال، ولا هو رموز مشفرة تتناقلها الجيوش إلكترونياً، حتّى أن أهل اللامباردية (متحدثي الإيطالية القديمة) الذين يُرجح أنهم الأصحاب التاريخيون للطبق الإيطالي الشهير لم يخالوا يوماً، أنه بعد أكثر من نحو ألف عام سيغدو طبقهم "البيزو" أو "البيتزو" (ملء الفم) الذي درج لاحقاً باسم "بيتزا" دلالة على احتمالية اندلاع الحروب والأحداث التي تغيّر مجرى التاريخ. المتصفحون الذين ادعوا رصد المؤشرات، تعقبوا في الواقع المعطيات الشرائية لمطاعم البيتزا القريبة من مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، والتي تتمثل مهمة أكثر من مليون موظف فيها بالأساس في توجيه ومراقبة عمل القوات المُسلّحة ومعاونة الرئيس الأميركي في شؤون الأمن القومي. ولكن ما علاقة البيتزا؟ العجينة الشهية بفراغات فقاعية، وصلصة البندورة مع قطع الجبن البيضاء السائحة.. ما علاقة أوراق الريحان المنعشة في صراعات العروش؟ طبقاً لحساب "بنتاغون بيتزا ريبورت" (Pentagon Pizza Report) على منصة إكس، فإنه في الليلة التي بدأ فيها الهجوم الافتتاحي، والذي كان البيت الأبيض على علم مسبق به، لوحظ ارتفاع غير معهود في عدد الطلبات الشرائية من "ديستريكت بيتزا بالاس" وهو مطعم وجبات سريعة يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن البنتاغون، ويقدم خدمته على طريقة "تيك أواي". هكذا في الساعة السابعة مساءً في التوقيت المحلي لواشنطن، أي الساعة الثانية فجراً بتوقيت تل أبيب، ما يعني ساعة واحدة قبل بدء الهجوم فجر الجمعة الماضي، أبلغت الصفحة متابعيها البالغ عددهم 100 ألف بأنه "طرأت زيادة حادة في النشاط هناك". إعلام وحريات التحديثات الحية سحر إمامي... مذيعة تتحوّل إلى رمز إيراني يستند أصحاب الصفحة إلى نظرية قديمة تُدعى "مؤشر البيتزا"، وتقوم أُسسها على أن الكميات غير الاعتيادية من طلبات الوجبات السريعة وتحديداً البيتزا، للموظفين الذين يبقون في العمل لساعات متأخرة في البنتاغون قد تؤشر على وقوع أحداث دولية كبرى قبل الإعلان عنها للجمهور. النظرية لا تستند إلى أُسس علمية، ولكن بدأ الاعتماد عليها منذ عام 1991، عندما أبلغت مطاعم البيتزا القريبة من البنتاغون عن زيادة حادة في الطلبات منها قبيل انطلاق حرب الخليج الأولى. قبل ذلك سُجلت أيضاً زيادة حادة في طلبات توصيل البيتزا إلى البنتاغون عند بدء الغزو الأميركي لبنما عام 1989. وفي الإطار، تنقل صحيفة ذا تايمز اللندنية عن برناك مايكس، الذي كان في بداية التسعينيات صاحب أكثر من 40 فرعاً لـ"دومينوز بيتزا" في منطقة البنتاغون قوله إن "وسائل الإعلام لا تعرف دائماً أن ثمة شيئا كبيرا سيحصل، لأن الصحافيين في أوقات كهذه يقبعون في أسرتهم، أمّا عمّال التوصيل السريع لدينا فهم موزعون في الميدان حتّى الثانية صباحاً". اليوم، بات تعقب مؤشر البيتزا أكثر سهولة، والسبب في ذلك عائد إلى استخدام أدوات إلكترونية متاحة مثل "غوغل مابس"، التي تُوفر خدمات تتبع آني لحركة المشاة في المتاجر بناءً على معلومات حول مواقع المستخدمين. ولئن كانت هذه الأداة غير دقيقة تماماً، إلا أنها قد تُشير إلى زيادة حادة وغير عادية في عدد العملاء وعمّال التوصيل القادمين إلى الفروع والمنطلقين منها. وسُجلت زيادات مماثلة في إبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأوّل من العام الماضي، قبيل بدء الردود الإيرانية بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على عدوان إسرائيل على المبنى القنصلي لطهران في دمشق، ثم اغتيال كل من القيادي في "حماس" إسماعيل هنية، وأمين عام "حزب الله" حسن نصرالله. على الرغم من كل ما تقدّم فإن الباحثين والخبراء المعنيين في الشؤون العسكرية والأمنية لا يتعاملون مع "مؤشر البيتزا" بجديّة، فهذا المؤشر الذي يدعي المؤمن به أنه دليل على اقتراب موعد الأحداث الكبرى، قد يُستخدم في التضليل أيضاً. وفي العادة يستند الخبراء والمعنيون بتقدير الوضع، أو معدو أوراق تقدير الموقف التي تحمل رؤى استشرافية إلى مؤشرات علمية وذات طابع أكاديمي أكثر مثل: التوقيت، والظروف الجيوسياسية، ومؤشرات ميدانية وتحركات عسكرية ولقاءات سياسية وغيرها. وليلة أمس أيضاً أفادت صفحة "بنتاغون بيتزا ريبورت" عن نشاط يقظ أكثر من المعتاد في المطاعم الكثيرة بمحيط البنتاغون، ففي الساعة التي توجهت فيها أنظار العالم نحو واشنطن بانتظار خروج "الدخان الأبيض" من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمجلس الأمن القومي، والذي بحث فيه مسألة إشراك الجيش الأميركي في حرب إسرائيل ضد إيران، كان الموظفون الذين اضطروا للبقاء للعمل حتى ساعة متأخرة بالبنتاغون يطلبون البيتزا تلو الأخرى. وسجّل الارتفاع في الطلبات بشكل رئيس من فروع بيتزا "بابا جونز" و"بيتزا هات"، وتصدّرتها بالأساس الطلبات من فرع "دومينوز بيتزا" الأقرب إلى مقر وزارة الدفاع الأميركية. تكنولوجيا التحديثات الحية تعطل موقع بنك سبه الإيراني ومجموعة "إسرائيلية" تتبنى الهجوم اللافت أن طلبات البيتزا ليست المؤشر الوحيد الذي يحاول من خلاله أصحاب "بنتاغون بيتزا ريبورت" فهم الأحداث العالمية المتعلقة بالبنتاغون، بل يرصدون أيضاً ما يحدث في حانة قريبة من وزارة الدفاع. وهكذا في ليلة الضربة الافتتاحية على إيران، أفادت الصفحة أن حركة المرور هناك كانت خفيفة على غير العادة ليلة الخميس، وهو ما يشير على الأرجح إلى "ليلة مزدحمة في البنتاغون". أما ليلة الأمس، فقد أفادت الصفحة بازدحام غير معتاد في هذه الحانة. ما الذي يعنيه ما تقدّم؟ هل كان موظفو البنتاغون يحتفلون في الحانة بما هو قادم على شعوب منطقة أنهكتها الحروب والصراعات العسكرية لقادة أقاصي الأرض؟ لعل الوقت وحده كفيلٌ بإثباث ذلك. سنرى!