logo
باراك ينتظر أجوبة حول الإصلاحات والسلاح.. ومبارزة سياسية في جلسة 30 حزيران النيابية

باراك ينتظر أجوبة حول الإصلاحات والسلاح.. ومبارزة سياسية في جلسة 30 حزيران النيابية

بيروت نيوزمنذ 5 ساعات

ظلّ لبنان تحت تأثير موجة الأحداث الساخنة التي تضرب الشرق الأوسط والخليج منذ بدء الحرب الإسرائيلية- الايرانية. وسادت أجواء من الترقب والحذر الداخل اللبناني في ظل مخاوف من امتداد شرارة الحرب الى لبنان مع التصعيد الإسرائيلي العسكري والسياسي ضد لبنان، واستهداف إيران للقاعدة الأميركية في قطر.
في الساعات الماضية، انشغل المسؤولون في التفكير بما قدّمه المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا السفير لدى تركيا توماس باراك إليهم أثناء زيارته إلى بيروت الأسبوع الماضي، إذ أشار أمامهم أنه سيعود «بعد ثلاثة أسابيع للحصول على جواب».
وباراك الذي أكّد أنّ «رئيسه دونالد ترامب جدّي جداً في التعامل مع الملف اللبناني وأنّ على اللبنانيين أن يقدّموا شيئاً جدّياً في ما يتعلّق بملف سلاح حزب الله»، أبلغَ المعنيين أنه «يجب أن يحصل على جواب واضح».
وذكرت «الأخبار» أنّ البحث جارٍ حول صيغة محدّدة للاتفاق عليها وتقديمها للمبعوث الأميركي عندَ مجيئه، إلا في حال حصول طارئ ما مرتبط بالحرب بدّل في موعد الزيارة، ومن بين الأفكار المطروحة لا سيّما من قبل الفريق بالمحيط برئيس الجمهورية، عرض «تزامني» يقوم على تنفيذ إسرائيل انسحابها من النقاط التي احتلتها ووقف اعتداءاتها، وفي نفس الوقت تقدّم الدولة اللبنانية بالتنسيق مع حزب الله خطوة كبيرة بشأن السلاح، وليس بالضرورة أن تكون جنوب الليطاني.
ويأتي هذا العرض بينما ينقسم اللبنانيون حول الأولويات، نزع السلاح أولاً أو الانسحاب الإسرائيلي، إذ ثمّة مَن يريد للبنان التخلّي عن كل أوراق القوة مقابل لا شيء، علماً أنّ إسرائيل نفسها رفضت أي دعوة للانسحاب والالتزام بقرار وقف إطلاق النار وتصرّ على نزع السلاح بالكامل من دون تقديم أي وعود أو ضمانات في المقابل.
أما الجانب الآخر من مهمة باراك، فيتعلّق ببرنامج الإصلاحات في لبنان، إذ كشفت مصادر مطّلعة أنّ المبعوث الأميركي تحدّث مطولاّ عن أنّ مسار الإصلاحات المالية والاقتصادية في لبنان لا يزال بطيئاً، وأنّ هناك ملاحظات على كثير من التعيينات التي جرت، وهناك خشية من عودة لبنان ليتعامل مع النظام المالي والنقدي وفق رغبات النافذين من أصحاب المصارف.
ويفترض أن يبحث باراك في زيارته المقبلة هذه النقاط، إضافة إلى ما أسمته المصادر «سلوك الرّؤساء حيال المسائل الداخلية».
اضافت' الاخبار': نوقِش أمس ملف الحرب على طاولة هيئة مكتب المجلس في عين التينة، برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي حضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وأمينَي السر النائبين هادي أبو الحسن وآلان عون والمفوضين النواب ميشال موسى وكريم كبارة وهاغوب بقرادونيان وأمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر.
وكرّر برّي أنّ لبنان لن يدخل في هذه المعركة وحزب الله ملتزم بعدم الانخراط، مذكّراً بأن المقاومة لم تطلِق رصاصة واحدة منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، فعلّق أبو صعب إنّ «القلق ليس من لبنان وإنما من النوايا الإسرائيلية، إذ يُمكن للعدو أن يبادر إلى عمل عدواني للهروب من أزمته».
وأمام هذه التطورات والهواجس، تقرّر عقد جلسة نيابية في 30 حزيران الجاري، قالت مصادر نيابية إنها «ستكون مخصّصة لإقرار قوانين عاجلة، لا سيّما تلكَ التي أرسلتها الحكومة، خاصة المنح المالية التي أقرّتها الحكومة للعسكريين، واتفاقيات الحكومة مع البنك الدولي وتحديداً اتفاق القرض بقيمة 250 مليون دولار مع البنك الدولي المخصّص لتحديث قطاع الكهرباء، والـ200 مليون دولار المخصّصة للزراعة.
وفيما قالت المصادر إنّ «المشاريع المتعلّقة بقانون الانتخابات قد تطرح في الجلسة خصوصاً مع إصرار حزب القوات على تهريب اقتراح قانون بصفة المعجل المكرّر بعيداً من اللجان وذلك قد يثير نقاشاً محتدماً»، توقعت المصادر أن تتحول الجلسة إلى حلبة اشتباك سياسي خصوصاً أنها تعقد للمرة الأولى بعد بدء الحرب، وتوسع رقعة الانقسام الداخلي والتحريض المتزايد على حزب الله بحجة أنه قد يورط لبنان في الحرب اسناداً لإيران.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان ما ينقل عن اجواء الرؤساء الثلاثة يعطي انطباعا بان لبنان هو بمعزل ومنأى عن الحرب، مشيرة الى ان تاكيد الرئيس نبيه بري امام هيئة مكتب المجلس مجددا بان لا حرب في لبنان، يعكس اجواء بعبدا والسراي ايضا.
واضافت المصادر ان نتائج زيارة الموفد الاميركي توم باراك للبنان كانت جيدة، وانه ابدى تفهمه وارتياحه لاداء الدولة اللبنانية مع التطورات، منذ اعلان وقف اطلاق النار مع «اسرائيل».
وقال مصدر نيابي لـ«الديار» ان الرئيس بري جدد تأكيده امام هيئة مكتب المجلس بان لبنان سيكون بمنأى عما يحصل من الحرب، التي تشنها «اسرائيل» على ايران، لكنه ابدى حذره من ان تلجأ الى العدوان على لبنان من دون اية حجة او مبرر، كما فعلت وتفعل دائما. واوضح المصدر ان الاجواء الراهنة تظهر بوضوح ان حزب الله ليس بوارد التدخل في هذه الحرب.
ورأت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان التعاطي الرسمي مع التطورات في المنطقة سليم لاسيما ان المواقف الصادرة عن رئيسي الجمهورية والحكومة تصب في سياق الموقف المتخذ من موضوع الحياد.
الى ذلك، أوضحت المصادر نفسها ان هناك سلسلة اجتماعات ستعقد من اجل مواكبة هذه التطورات في حين ان إتصالات الرئيس عون الديبلوماسية لم تتوقف،وقبل الاعلان عن الاستهداف الايراني لقاعدة «العديد» في قطر، حيث تتحدث المصادر الايرانية عن تواجد قوات أميركية هناك، كانت الاهتمامات تتركز على الاجراءات في الدوحة وبعض دول الخليج قبل الضربة الايرانية هناك التي ووجهت باستنكار عربي ولبناني واسع.
وتوجه رئيس الحكومة نواف سلام بعد ظهر أمس إلى قطر لكن تم تحويل مسار طائرته إلى البحرين، حيث أمضى ليلته في المنامة على أن يصل الدوحة اليوم.وذكرت «اللواء» أن الجانب القطري أجرى اتصالات مع الرئيس سلام للاطمئنان والتأكيد على إتمام الزيارة اليوم.
ومن المقرر أن يلتقي سلام اليوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأمس اجتمع سلام في السرايا مع المستشار الاقتصادي للمبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الفرنسية إلى لبنان جاك دو لا جوجي وتناول البحث المستجدات في مسار الإصلاحات الاقتصادية في لبنان، بما يتضمن قانون إعادة هيكلة المصارف المحال من الحكومة إلى المجلس النيابي، كذلك إعداد قانون الفجوة المالية، تمهيداً لإبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر المانحين في فرنسا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد 12 يوماً من الحرب.. ثمن باهظ دفعته إسرائيل وإيران
بعد 12 يوماً من الحرب.. ثمن باهظ دفعته إسرائيل وإيران

ليبانون 24

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون 24

بعد 12 يوماً من الحرب.. ثمن باهظ دفعته إسرائيل وإيران

دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء بعد 12 يوماً من المواجهات غير المسبوقة بين البلدين. فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الهدنة بدأت بين الطرفين عقب مطالبتهما معاً بوقف الحرب، وفق تعبيره. في حين رأى بعض المراقبين أن الاتفاق مثل أفضل صيغة لجميع الأطراف المنخرطة في الصراع، وفق ما نقلت وكالة أسوشييتد برس. إلا أن خسائر الأيام الماضية كانت باهظة على الطرفين بنسب متفاوتة. فقد كلفت الحرب إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا. إذ تعتبر كلفة الصواريخ الاعتراضية التي تتصدى للصواريخ والمسيرات الإيرانية كبيرة جداً. وتصل تكلفتها إلى 200 مليون دولار يوميًا، وفق تقديرات خبراء. فنظام "مقلاع داود" الذي يسقط الصواريخ قصيرة وطويلة المدى، كلف حوالي 700 ألف دولار في كل مرة تم تنشيطه، وفقًا ليهوشوا كاليسكي، الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب. وقال كاليسكي إن نظام أرو 3، وهو نظام آخر استخدم خلال المواجهات، لاسقاط الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، فكلف حوالي 4 ملايين دولار لكل اعتراض واحد، حسب ما نقلت صحيفة " وول ستريت جورنال" أما النسخة الأقدم من أرو، المعروفة باسم أرو 2، فكلف حوالي 3 ملايين دولار لكل اعتراض. في حين قدرت كلفة إصلاح المباني المتضررة في إسرائيل لاسيما تل أبيب وحيفا، وبئر السبيع بأكثر من 400 مليون دولار. بينما سجل مقتل ما يقارب 30 إسرائيلياً خلال المواجهات. أما في إيران ، فنظراً للأضرار المادية الأكبر التي لحقت بعدة مناطق، ومنها المواقع العسكرية والنووية، فلا شك أن التكلفة مرتفعة أيضا، وتصل إلى مليارات الدولارات. علماً أن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية لاسيما في أصفهان ونطنز وفوردو، بعد قثفها من قبل الولايات المتحدة السبت الماضي، لا يزال غير معروف على وجه الدقة حتى الآن. لكن جهد سنوات طويلة لانشاء هذه المواقع النووية كلف طهران المليارات، ولا شك أن إعادة بنائها "إذا حصل" سيكلفها باهظاً.

أسرار الصحف ليوم الثلاثاء 24-06-2025
أسرار الصحف ليوم الثلاثاء 24-06-2025

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

أسرار الصحف ليوم الثلاثاء 24-06-2025

النهار قال أحد المطارنة اللبنانيين في الخارج أن المغتربين باتوا يواجهون صعوبة في مساعدة ذويهم أو تمويل مشاريع داخل بلدهم بسبب الضيق الاقتصادي العالمي وبسبب التشدد في مراقبة التحويلات إلى لبنان وإمكان اتهامهم بتمويل "حزب الله" وغيره. علم أن الطلاب اللبنانيين الذين يتابعون دراساتهم العليا في طهران غادروا البلاد برّاً باتجاه العراق حيث يواجه بعضهم صعوبة في العودة إلى لبنان بسبب توقف الرحلات وخوف هؤلاء من القدوم براً عبر سوريا. يعاني نازحون سوريون قدموا في فترة متأخرة ومنهم بعد سقوط نظام بشار الأسد من عدم إصدار إقامات لهم في لبنان وبالتالي حرمان أولادهم من فرص التعليم والرعاية الصحية. في المقابل حذر الأمن العام اللبناني من إعلانات مشبوهة تدعي إمكان تأمين إقامات للسوريين في لبنان وتسرق الأموال من دون مقابل. ينقل وفق إحصاءات وأرقام موثوقة بأن عدداً من المغتربين اللبنانيين في دول الانتشار، ألغوا حجوزاتهم الصيفية، خوفاً من أي تطورات ميدانية في ظل حركة الطيران غير المنظمة نتيجة الحرب الدائرة في المنطقة. نفت مصادر أمنية علمها بوجود حشود عسكرية سورية على الحدود مع لبنان خصوصاً في مناطق القلمون الغربي والقصير، وصنفتها بالإجراءات الروتينية القائمة منذ مدة لضبط الحدود ومنع التهريب. ***** الجمهورية رفض قطب حزبي التوسع في التعليق على حدث إقليمي كبير، معتبراً أنّ التغريدات التي ينشرها عبر منصة "إكس" كافية لايصال رسائله. لا يأبه مرجع كبير لحملة غير بريئة يتعرّض لها ولا يتردّد في تسمية مَن يقف وراءها وأهدافهم. مسؤول في حزب شمالي يقود معركة ترشيح عضو في حزب آخر، علماً أنّ الحزبَين بينهما خلاف تاريخي. ***** اللواء عادت أسعار الشقق للارتفاع بعد مغادرة عشرات العائلات مساكنها في الضاحية الجنوبية منذ أكثر من شهر. استمرت رسائل التطمينات «للثنائي»، عبر خطوات عملية – أبرزها تعيين وزير سابق مستشاراً رئاسياً. لاحظ مصدر مشارك في اجتماعات جنيف حول ملف الحرب أن وزير الخارجية الإيراني كان بالغ الحذر بكل شيء. ***** البناء قال مرجع دبلوماسي إن الردّ الإيراني على الضربة الأميركية كان حاجة سيادية ايرانية من جهة وفرصة استكشافية لرسم إطار المواجهة المقبلة من جهة مقابلة، لأن التعامل الأميركي مع الردّ سوف يقرر هذا الإطار خصوصاً أن إيران أعطت أميركا فرصة إظهار نواياها الحقيقية وليس رد فعلها، فإن كان لديها قرار حرب سوف تعتبر مجرد الاستهداف فرصة لمواصلة المواجهة وإن لم يكن لديها قرار حرب سوف تعتبر عدم سقوط ضحايا والإخطار المسبق مدخلاً كافياً لإنهاء المواجهة، وهذا يبدو ما حدث. يعتقد خبير متابع للأوضاع الأميركية أن التسوية التي صاغها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين تيارين متقابلين في إدارته هي بين مؤيديه ومكوّنات قاعدته الشعبيّة، تيار يريد منه خوض المواجهة مع إيران حول ملفها النووي وإكمال ما بدأت به 'إسرائيل' عبر قيام أميركا باستهداف مجمع فوردو النووي، وتيار يحذر من الانزلاق إلى حروب جديدة ويخشى من استدراج إسرائيلي لأميركا لخوض حروبها بالإنابة عنها، هي تسوية تقوم على التزام أميركي بضربة واحدة تستهدف البرنامج النووي الأميركي وإبلاغ إيران عدم نية مواصلة المواجهة بعد ذلك وانتظار أي رد إيراني ومعاملته كما سبق وتم التعامل بعد الرد الإيراني على اغتيال القائد قاسم سليماني واستهداف قاعدة عين الأسد، عندما اعتبر ترامب أن عدم سقوط ضحايا ودماء تعفي الإدارة الأميركية من الردّ على الردّ وتفادي الانجرار إلى حرب. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

قنوات تواصل مفتوحة بين «حزب الله» والمسؤولين في لبنان
قنوات تواصل مفتوحة بين «حزب الله» والمسؤولين في لبنان

تيار اورغ

timeمنذ 2 ساعات

  • تيار اورغ

قنوات تواصل مفتوحة بين «حزب الله» والمسؤولين في لبنان

كارولين عاكوم - بعد 10 أيام على بدء المواجهات الإيرانية - الإسرائيلية، تبدو المواقف اللبنانية تصب في الاتجاه نفسه مع تباين نسبي يختلف بحسب التوجهات السياسية لكل فريق، بين من يتضامن بشكل كامل ونهائي مع إيران، ومن يركّز على أمر أساسي؛ وهو تحييد لبنان من الحرب الدائرة وعدم توريطه بها. وكان موقف رئيس الجمهورية، العماد جوزيف عون، واضحاً بتأكيده، الأحد، أن «لبنان قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيما أن تكلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال». من هنا يبدو واضحاً أن التواصل المباشر وغير المباشر بين المسؤولين في لبنان و«حزب الله» الذي لا تزال مواقفه تحت الدعم المعنوي والتضامن، قائماً. وهذا التواصل كان قد بدأ منذ اللحظة الأولى عبر قيادة الجيش اللبناني، التي نقلت قراراً حاسماً من رئاستي الجمهورية والحكومة إلى الحزب بعدم توريط لبنان، فيما يبدو أن رئيس البرلمان نبيه بري، الذي سبق أن وصفه الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بـ«الأخ الأكبر»، يتولى بدوره هذه المهمة ويصدر مواقف تعكس توجهّه وتوجّه الحزب من خلفه، وكان قد حسم مرات عدة أن لبنان لن يدخل في الحرب. وتقول مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئاسة اللبنانية مطمئنة إلى وحدة الموقف اللبناني والإجماع الذي يؤكد حرص كل الأفرقاء على عدم زج لبنان في هذه الحرب، مشيرة إلى أن البيان الذي صدر مساء الأحد عن رئيس الجمهورية، وتحدث خلاله عن الموقف اللبناني الجامع يعكس حقيقة توجّه الأفرقاء، بمن فيهم المسؤولون في «حزب الله» الذين أكدوا مراراً أن الحزب لن يدخل في الحرب. وتلفت إلى أن التواصل مع «حزب الله» يتم بشكل مباشر أو غير مباشر عبر مديرية المخابرات والأجهزة الأمنية. وفي ردّ على سؤال عما إذا كان الموقف «حزب الله» حاسم، أو قد يتبدّل «إذا أتت الإشارة من الخارج»، وهو ما يخشى منه اللبنانيون اليوم، تكتفي المصادر بالقول: «لم يعُد هناك من إشارات خارجية». والخشية من تمدد الصراع بين إيران وإسرائيل إلى لبنان كانت حاضرة في اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب، برئاسة بري الاثنين، وهو ما لفت إليه نائبه إلياس بو صعب، مشيراً إلى أن بري عاد وأكد أنه ومنذ إعلان وقف إطلاق النار إلى اليوم، لم تطلق المقاومة في لبنان رصاصة «وهو باقٍ على كلامه، وإن شاء الله لبنان يبقى محايداً، ولكن لا يكفي أن نكون نحن مقتنعين بذلك. المطلوب من العدو الإسرائيلي أن يقتنع، لأنه أي العدو الإسرائيلي، إذا وصل إلى مكان يبحث فيه عن مخرج ما». وأضاف: «الخشية أن يفتعل هو مشكلة، أما نحن في لبنان حتى الآن فإن كل القيادات، دولة الرئيس بري أكد هذا الكلام، وكذلك كلام رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، بالاتجاه نفسه». كذلك، تؤكد مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها بري، أنه إضافة إلى التواصل الدائم والمستمر بين الأخير و«حزب الله»، فإن قنوات التواصل مفتوحة بين الحزب ورئاستي الجمهورية والحكومة، إما بشكل مباشر أو عبر الجيش اللبناني. وتجدد التأكيد على ما سبق أن قاله بري لجهة أن لبنان لن يدخل في الحرب، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «رئيس البرلمان عندما يطلق مواقف حاسمة حيال حيادية لبنان لا يكون ذلك مبنياً فقط على الاتصالات، إنما أيضاً على حرصه على لبنان، لا سيما في هذه المرحلة، حيث لا بدّ أن تتقدم فيها لغة العقل ومصلحة البلد، وألا نقدم ذرائع للإسرائيلي الذي لا يتوقف بدوره عن الاعتداء على لبنان وممارسة انتهاكاته للقرارات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار». تضامن «حزب الله»وفي قراءة سريعة لمواقف «حزب الله» في الساعات الأخيرة، تحديداً منذ ضرب إسرائيل المنشآت الإيرانية، يبدو لافتاً التزامه بـ«حياد لبنان» والاكتفاء بالتضامن مع إيران، مع التأكيد أن طهران قادرة على الدفاع عن نفسها. وهذا ما أشار إليه البيان الذي أصدره «حزب الله» مساء الأحد، بحيث اكتفى بإعلان «التضامن الكامل مع الجمهورية الإسلامية، قيادةً وشعباً»، معرباً عن ثقته «في قدرة إيران القوية... على مواجهة هذا العدوان وإذاقة العدو الأميركي والصهيوني مرّ ‏الهزيمة»، بعيداً عن التهديد والوعيد بدعم طهران. كذلك وبعدما كان الشيخ نعيم قاسم، قال: «نحن إلى جانب إيران بكل أشكال الدعم التي نراها مناسبة وتُسهم في وضع حد للعدوان الأميركي - الإسرائيلي الذي يستهدفها»، وهو ما لاقى ردود فعل رافضة في لبنان، فإنه جدّد، الاثنين، موقفه التضامني مع إيران، وأكد في الوقت عينه في مقابلة تلفزيونية، أن إيران ستنتصر لأنَّها صاحبة حق ومُعتدَى عليها، و«الاعتداء عليها ستكون له أثمان كبيرة جداً، لأن المنطقة بأكملها في خطر». ورغم التصعيد الإسرائيلي - الأميركي، لا تزال تدور مواقف المسؤولين بالحزب في إطار الدعم المعنوي والتضامن. وقال النائب في الحزب علي فياض: «نعيش أياماً تاريخية ومفصلية من عمر الأمة ووضع المنطقة، مشروع المواجهة مع العدو الإسرائيلي والتصدي للهيمنة الأميركية، بلغ مرحلة متقدمة، سَيقرر في ضوء نتائجها حقائق كثيرة تتصل بمستقبل المنطقة العربية - الإسلامية»، مضيفاً: «ليس بوسع أي كان، أكان كياناً أم فرداً أم مجتمعاً، عندما يتعرض وجوده لخطر، إلا أن يدافع عن وجوده وعن حقوقه ومصالحه»، مشيراً إلى أنه «يجب على أهلنا ومجتمعنا أن يعوا هذه الحقيقة جيداً، فنحن لسنا في موقع الاعتداء على أحد، إنما في موقع الدفاع عن النفس والوجود».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store