logo
"النهار" في الفاتيكان... تصاعد الدخان الأسود بأول تصويت على انتخاب البابا

"النهار" في الفاتيكان... تصاعد الدخان الأسود بأول تصويت على انتخاب البابا

النهار٠٨-٠٥-٢٠٢٥

روما – طلال خريس
تصاعد دخان أسود من مدخنة كنيسة سيستين بالفاتيكان مساء اليوم الأربعاء، في إشارة إلى أن التصويت الأول الذي أجراه الكرادلة المشاركون في اجتماع مغلق لانتخاب بابا جديد لقيادة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لم يسفر عن اختيار البابا الجديد.
ولم ينتخب المجمع المقدس بابا في اليوم الأول للتصويت منذ قرون، وقد يستمر التصويت بضعة أيام قبل أن يحصل رجل واحد على أغلبية الثلثين اللازمة ليصبح البابا رقم 267.
وتأتي الإشارة الوحيدة من الكرادلة أثناء انعقاد المجمع المقدس على شكل دخان يتصاعد من مدخنة أعلى الكنيسة، عندما يحرق رجال الدين بطاقات الاقتراع.
ويشير الدخان الأسود إلى تصويت غير حاسم، أما الدخان الأبيض وقرع الأجراس فسيشير إلى أن الكنيسة التي يبلغ عدد أتباعها 1.4 مليار أصبح لديها قائد جديد.
وفي مشهدٍ استثنائيٍ مشحونٍ بالرهبة، تحوّل محيط الكنيسة إلى ساحةٍ دوليّةٍ تعجّ بالحشود والتغطيات الإعلاميّة، مع بدء الكرادلة صباح اليوم أولى خطوات انتخاب البابا الجديد، خلفاً للبابا فرنسيس. لحظة تاريخيّة بكل ما للكلمة من معنى، تتجاوز الطابع الكنسي إلى بُعدٍ إنسانيٍ وسياسيٍ عالمي.
منذ ساعات الصباح الأولى، شهدت ساحة القديس بطرس زحفاً بشريّاً كثيفاً، حيث تجمّع آلاف المؤمنين والحجّاج والسياح، وسط طوقٍ أمنيٍّ مشدَّدٍ لم تشهده روما حتى في أكثر محطّاتها حساسيّة. ما يزيد عن خمسة آلاف عنصر من قوات الجيش والدرك وشرطة الفاتيكان انتشروا في محيط الحاضرة البابويّة، يساندهم قنّاصةٌ متمركزون على السطوح، ومروحياتٌ عسكريةٌ تحوم باستمرارٍ فوق المكان.
وللمرّة الأولى، ظهرت أجهزة خاصّة شبيهة بأنظمة الدفاع المضادّة للطائرات، هدفها رصد وإسقاط الطائرات المسيّرة، في مؤشرٍ إلى حالة التأهّب القصوى التي ترافق هذا الحدث بالغ الدقّة. وقد جُنّد 2700 متطوّعٍ من مختلف الجنسيّات لتأمين حركة الحشود وتوجيه الزوّار.
وفي موازاة الحشود الشعبيّة، يشهد الفاتيكان تغطيةً إعلاميّةً ضخمةً غير مسبوقة، إذ لم يعرف الكرسي الرسولي في تاريخه حضوراً إعلاميّاً بهذا الحجم. فقد توافد أكثر من 5200 مراسل ووفد صحافي من جميع أنحاء العالم، يمثلون وسائل إعلام مرئيّة ومكتوبة وإذاعيّة ورقميّة، لتغطية هذه اللحظة المصيريّة من قلب الفاتيكان.
View this post on Instagram
A post shared by Annahar Al Arabi (@annaharar)
في الداخل، حيث لا تصل عدسات الكاميرات، تسود الرسميّة والتقاليد العريقة. فبمجرّد دخول الكرادلة إلى كنيسة سيستينا (Capella Sistina)، يُعلن المسؤول الكنسي عبارة "Extra omnes" باللاتينيّة، أي "ليخرج الجميع"، فيُغلق الباب وتبدأ المرحلة السريّة التي لا يُشارك فيها سوى الكرادلة دون الثمانين عاماً.
منذ تلك اللحظة، تُستخدم اللغة اللاتينيّة فقط، لتكون الإطار الرسمي لانتخاب الأب الجديد للكنيسة الكاثوليكيّة. وبعد خروج الدخان الأسود في الجولة الأولى، ستُجرى ابتداءً من الغد، جولتان صباحاً وجولتان مساءً، حتى يتمّ التوافق على اسم.
وعندما يُنتخب البابا، يُحضَّر له ثوبٌ أبيضٌ بثلاثة مقاساتٍ مختلفة، ويُلبَس الحذاء الأحمر التقليدي. بعدها، يُقدَّم إلى العالم من نافذة بازيليك القديس بطرس، في لحظةٍ ينتظرها مئات الملايين.
لكنّ الانتظار هذه المرّة يحمل طابعاً خاصّاً، إذ يخيّم على الحدث إرث البابا فرنسيس، الذي حوّل الكنيسة إلى فاعلٍ عالميٍ يدافع عن المهاجرين، ويدعو إلى الحوار بين الأديان، ويقف في وجه سباق التسلّح، ويُخصِّص موارد الكنيسة لخدمة السجون والمهمّشين. وهو نهجٌ لم يعد بالإمكان التراجع عنه، كما أشار أكثر من كاردينالٍ في الاجتماعات التحضيريّة المغلقة.
فرغم أن البابا فرنسيس عيّن خلال حبريته 109 كردينالات يتميّزون بولائهم لتوجّهاته الإصلاحيّة، إلا أن هذا الفريق، بحسب مصادر كنسيّة، يفتقر إلى تنظيمٍ داخليٍ متماسك يجعله يشكّل تياراً صلباً داخل المجمع. في المقابل، يتمتّع الكرادلة الغربيون وعددهم 53 برؤيةٍ واضحةٍ تركّز على إعادة الروح إلى الكنائس الأوروبيّة واستعادة حضور العائلة والشباب في المجتمعات الغربيّة.
لكن الصورة ليست انقساميّة بالكامل، إذ يبرز داخل التيار الغربي عددٌ من الأصوات المنفتحة على روحانية فرنسيس، أمثال الكاردينال ماتيو زوبي، رئيس مجلس أساقفة إيطاليا، وبطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، اللذين يُعدّان من أبرز المدافعين عن إرث البابا اليسوعي.
ويبرز في هذا السياق اسم الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر حاضرة الفاتيكان (أي رئيس "حكومة" الفاتيكان)، كخيارٍ وفاقيٍ محتمل، نظراً إلى علاقاته الدبلوماسيّة الواسعة وقدرته على بناء الجسور بين التيارين.
حتى تتّضح الصورة، تبقى العيون شاخصة نحو نافذة القديس بطرس، حيث سيُعلن الاسم الذي سيقود الكنيسة الكاثوليكيّة إلى مرحلتها الجديدة بين الرجاء، والإرث، والتحدّيات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوريا.. 8 ملايين مواطن كانوا مطلوبين من أجهزة نظام الأسد
سوريا.. 8 ملايين مواطن كانوا مطلوبين من أجهزة نظام الأسد

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 10 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

سوريا.. 8 ملايين مواطن كانوا مطلوبين من أجهزة نظام الأسد

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت، أن أكثر من ثمانية مليون شخص، أي ما يقارب نحو ثلث الشعب السوري، كانوا مطلوبين من قبل أجهزة المخابرات والأمن التابعة للحكم السابق. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا خلال مؤتمر صحافي في دمشق إن "عدد المطلوبين تقريبا من النظام البائد لاسباب سياسية تجاوز ثمانية ملايين مطلوب". وأضاف: "نتحدث تقريبا عن أن لدى ثلث الشعب السوري قيود مطلوب فيها أمنيا عند مخابرات وأجهزة النظام البائد القمعية". تطرق البابا إلى أبرز التغييرات في الهيكلية التنظيمية للوزارة، مؤكدا العمل على إعادة حوكمة الإجراءات وأتمتة المعلومات وتجهيز بطاقات شخصية بهوية بصرية جديدة تواكب الجديدة، على حد قوله. وأعلن عن دمج جهازي الشرطة والأمن العام في جهاز واحد تحت مسمى قيادة الأمن الداخلي في دمشق، ويرأسه قائد واحد هو وزير الداخلية، وتتبع له عدة مديريات في مختلف المناطق التابعة للعاصمة دمشق. وأفاد بأنه سيتم استحداث عدة إدارات لمتابعة الشكاوى بحق أجهزة الأمن وتأسيس إدارة خاصة للسجون والإصلاحيات، وإدارة حرس للحدود لتأمين سلامة حدود البلاد البرية والبحرية ومكافحة الأنشطة غير القانونية، وكذلك استحداث أكاديمية للعلوم الأمنية والشرطية. وأكد المتحدث باسم الداخلية السورية أنه سيتم إنشاء إدارة مهام خاصة تتألف من وحدات ذات تدريب عال لمواجهة مخاطر أحداث الشغب وعمليات احتجاز ، إضافة إلى استحداث إدارة الشرطة السياحية لتأمين المواقع السياحية وزوارها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

ميقاتي أبرق إلى البابا لاوون الرابع عشر مهنئًا: إلتزامكم الراسخ بالسلام والعدالة مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الوئام والتعايش
ميقاتي أبرق إلى البابا لاوون الرابع عشر مهنئًا: إلتزامكم الراسخ بالسلام والعدالة مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الوئام والتعايش

LBCI

timeمنذ 2 أيام

  • LBCI

ميقاتي أبرق إلى البابا لاوون الرابع عشر مهنئًا: إلتزامكم الراسخ بالسلام والعدالة مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الوئام والتعايش

وجه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي برقية تهنئة الى قداسة البابا لاوون الرابع عشر. وجاء فيها: "ببالغ الاحترام والاعجاب، أتقدم بأحر التهاني على تنصيب قداستكم على رأس الكنيسة الكاثوليكية. لطالما ارتبط لبنان، أرض التراث الروحي الغني ومزيج الطوائف الدينية، بعلاقته الراسخة مع الكرسي الرسولي. إن انتخابكم، الذي يحمل الأمل والتجدد لملايين البشر حول العالم، يلقى صدىً عميقًا لدى الشعب اللبناني، ولا سيما إخواننا المسيحيين، الذين ينظرون إلى الفاتيكان كمنارة للإيمان والقيادة الروحية. في ظل هذه التحديات العالمية والتعقيدات الإقليمية، ندعو الله أن تتسم بابويتكم بالحكمة والرحمة، وأن تعزز الحوار بين المسيحيين والمسلمين. إن التزامكم الراسخ بالسلام والعدالة وكرامة كل إنسان هو مصدر إلهام لكل من يسعى إلى الوئام والتعايش. بالنيابة عن نفسي، وبالمشاعر الصادقة التي يتشاركها الكثيرون في لبنان، أؤكد لقداستكم استمرار صلواتنا من أجل صحتكم ورسالتكم والمسؤوليات المقدسة الموكلة إليكم. بارك الله في قيادتكم وسدد خطاكم في خدمة الإنسانية بتواضع وكرم".

"الوفاء للمقاومة" هنأت بعيد المقاومة والتحرير: نحن على موعد مع جمهور الثنائي جنوبًا لتتويج الاستحقاق البلدي
"الوفاء للمقاومة" هنأت بعيد المقاومة والتحرير: نحن على موعد مع جمهور الثنائي جنوبًا لتتويج الاستحقاق البلدي

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

"الوفاء للمقاومة" هنأت بعيد المقاومة والتحرير: نحن على موعد مع جمهور الثنائي جنوبًا لتتويج الاستحقاق البلدي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب عقدت كتلة "الوفاء للمقاومة" جلستها الدورية اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، وتباحثت في عدد من القضايا السياسية والنيابية والبلدية وشؤون تتصل بلبنان وفلسطين والمنطقة. وأشارت "الكتلة" في بيان الى ان "عيد المقاومة والتحرير، يطل يوم الخامس والعشرين من أيار هذا العام، ليؤكد من جديد، بما لا يدع مجالا للشك، ان خيار المقاومة هو الذي أنبت هذه الشجرة الطيبة، وأثمر النصر بتحرير الأرض من رجس العدوان، وأعاد لوطننا لبنان معاني العزة والكرامة والسيادة والاستقلال بعد ان رزح تحت وطأة الاحتلال قرابة عقدين من الزمن. واليوم إذ ترزح أجزاء إضافية من الوطن تحت الاحتلال بعد العدوان الصهيوني الأخير والمستمر، وإزاء تقاعس المجتمع الدولي والجهات الضامنة عن القيام بواجباتهم بإلزام العدو الالتزام بمندرجات آلية التفاهم حول القرار 1701 وتنفيذ بنودها، فيما التزم لبنان تنفيذها كاملة، فإن الاتفاق نفسه يعطي لبنان واللبنانيين الحق في الدفاع عن أنفسهم وسيادتهم وأرضهم ويثبت من جديد حقانية وضرورة وجدوى المقاومة". اضاف البيان "إن الكتلة ولمناسبة عيد المقاومة والتحرير، تتوجه لشعبها المضحي بأسمى التهاني وأطيب التحايا بالنصر الذي حققته سواعد المجاهدين وتضحياتهم، وصبر وصمود أهلهم، كما تسأل الله الرحمة وعلو الدراجات للشهداء القادة والمجاهدين والتبريك لعوائلهم، وكذلك لعوائل الجرحى والأسرى المحررين، وتؤكد التزامها استمرار العمل على تحرير بقية الأسرى وكشف مصير المفقودين خلال الحرب العدوانية الأخيرة"، مؤكدة أنه "حفاظا على سيادة لبنان وتثبيتا لنهج تحريره من العدوان، فإنها تشدد على ضرورة رفض مشاريع الإذعان والتطبيع مع الاحتلال وأي محاولة أو صيغة لتبرير أو شرعنة اعتداءاته". وعن نتائج الانتخابات البلدية في البقاع وبيروت وجبل لبنان والشمال، عبرت الكتلة "عن إرتياحها واعتزازها بأهل المقاومة ومحبيها الذين اثبتوا عبر تفاعلهم الإيجابي مع الثنائي الوطني رسوخ خيارهم في خط دعمها وولائهم لها، وأبوا إلا أن يحولوا هذه المناسبة الإنمائية إلى محطة من محطات الولاء والوفاء والثبات على نهجها، وهذا ليس غريبا أبدا على أهل البقاع، ولا على أهلنا في بيروت وجبل لبنان والشمال". وعن انتخابات الجنوب، قالت الكتلة "نتطلع إلى أهلنا وكل المؤيدين والحلفاء للثنائي الوطني الذين سيسهمون في تتويج خاتمة هذا الاستحقاق البلدي بالفوز الذي يؤمل أن يشكل حصانة لجميع أبناء المنطقة ويعود عليهم بالخير لجهة إعادة إعمار قراهم وإنمائها". ودعت الكتلة المسؤولين اللبنانيين "إلى التحلي بالوعي والتبصر الكامل بمصلحة البلد وأهله بعيدا عن ضغوط الإدارة الأميركية، وما تريده إنفاذا لتعهدها الدائم والثابت لمصلحة العدو "الإسرائيلي" على حساب لبنان واللبنانيين. ونؤكد على ضرورة أن تضع الحكومة هذه الإدارة أمام مسؤولياتها في ضمان وقف إطلاق النار، وتحميلها مسؤوليّة استمرار العدو في احتلاله وانتهاكاته واغتيالاته اليومية، فضلا عن ضرورة إلزامه وقف اعتداءاته التي تمنع اللبنانيين من إعمار الاعمار". ورأت الكتلة "في مناسبة تنصيب البابا الجديد ليو الرابع عشر وتوليه مهامه سانحة أمل في أن يتمكن رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم من تأدية دورٍ ريادي ومؤثر لنصرة المظلومين والمستضعفين وخدمة الفقراء، وإشهار موقف الحق والعدل والمحبة، في زمن ملأه الاستبداد والطغيان الدولي والاحتلال الاستيطاني العنصري بالظلم والعدوان".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store