
علاج مناعي يوقف تفاقم السرطان لسنوات.. هل يكتب نهاية لمعاناة طويلة؟
حقق دواء للعلاج المناعي يُدعى «بيمبروليزوماب» (Pembrolizumab) تقدماً كبيراً في علاج سرطانات الرأس والرقبة، حيث أظهرت تجربة سريرية أنه قادر على إبقاء السرطان بعيداً لمدة تعادل ضعف مدة العلاجات التقليدية، في أهم اختراق طبي خلال العشرين عاماً الماضية.
يعمل الدواء من خلال تحفيز الجهاز المناعي لمحاربة السرطان، حيث يستهدف بروتيناً معيناً يسمح للدواء بمهاجمة الخلايا السرطانية وتدميرها.
وكشفت التجربة أن الدواء تمكن من السيطرة على السرطان لدى بعض المرضى لمدة وصلت إلى 5 سنوات في المتوسط، مقارنةً بـ 30 شهراً فقط عند إضافته إلى العلاج التقليدي.
تم عرض هذه النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO)، وهو أكبر مؤتمر عالمي مخصص لأبحاث السرطان بحسب ما نشرته جارديان.
وقد قاد التجربة فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة واشنطن، وشارك فيها أكثر من 700 مريض موزعين على 192 مركزاً طبياً في 24 دولة حول العالم.
تفاصيل تجربة سريرية أعادت الأمل لمرضى السرطان
أجرى باحثون من مختلف أنحاء العالم تجارب على دواء العلاج المناعي «بيمبروليزوماب» (Pembrolizumab) على مرضى تم تشخيصهم حديثاً بسرطانات الرأس والرقبة المتقدمة، وهي سرطانات يتم تشخيص مئات الآلاف من الحالات منها عالمياً كل عام.
من بين 714 مريضاً شاركوا في التجربة السريرية:
•تلقّى 363 مريضاً دواء «بيمبروليزوماب» تليه العلاجات التقليدية.
•تلقّى 351 مريضاً العلاج التقليدي فقط، والمتمثل في الجراحة لاستئصال الورم تليها جلسات إشعاعية مع أو بدون علاج كيميائي.
ويُذكر أن بروتوكول العلاج التقليدي لم يتغير منذ أكثر من 20 عاماً، في حين أن أكثر من نصف المرضى لا يُتوقع أن ينجوا لمدة 5 سنوات بعد التشخيص.
أظهرت التجربة أن العلاج المناعي كان فعالاً بشكل خاص لدى المرضى الذين لديهم مستويات مرتفعة من المؤشر المناعي PD-L1، ولكنه زاد بشكل كبير من احتمالية بقاء جميع المرضى بمختلف أنواع سرطانات الرأس والرقبة دون تطور المرض أو عودته.
قال البروفيسور كيفين هارينغتون، أستاذ علاجات السرطان البيولوجية في معهد أبحاث السرطان في لندن، والذي قاد الفريق البريطاني المشارك في التجربة (بتمويل من شركة الأدوية العالمية MSD):
«لم تتغير العلاجات للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطانات الرأس والرقبة المتقدمة محلياً منذ أكثر من عقدين».
وتابع: «لقد أثبتت العلاجات المناعية فوائد مذهلة للمرضى الذين عاد إليهم السرطان أو انتشر في أجسامهم، لكن حتى الآن لم تكن فعّالة بنفس الشكل للمرضى الذين يُشخّصون لأول مرة بالمرض».
كشف البحث أن العلاج المناعي قد يغيّر مستقبل المرضى تماماً، حيث يقلل بشكل كبير من احتمالية انتشار السرطان في الجسم.
ويمكن أن يفتح ذلك آفاقاً جديدة لاختباره على أنواع أخرى من السرطانات.
كيف يعمل العلاج المناعي على تقوية جهاز المناعة
يعمل العلاج المناعي على تحفيز الجهاز المناعي للجسم ليقوم هو نفسه بمهاجمة الخلايا السرطانية، بدلاً من الاعتماد فقط على العلاجات التقليدية مثل الجراحة أو العلاج الكيميائي.
يحتوى جهاز المناعة على خلايا متخصصة (مثل الخلايا التائية T-cells) مهمتها اكتشاف وتدمير الأجسام الغريبة، مثل الفيروسات والبكتيريا، وأحياناً الخلايا السرطانية.
لكن الخلايا السرطانية ماكرة، إذ تقوم بإنتاج بروتينات تخدع جهاز المناعة وتمنعه من مهاجمتها، مثل بروتين PD-L1.
العلاج المناعي (مثل دواء بيمبروليزوماب) يعمل على إزالة الحواجز التي تضعها الخلايا السرطانية أمام الجهاز المناعي.
لا يهاجم العلاج المناعي الجديد، السرطان مباشرة، بل يحرر الجهاز المناعي ويقويه ليقوم هو بالمهمة بنفسه.
شهادات مرضى استفادوا من العلاج المناعي
بعد ست سنوات من تشخيص إصابتها بسرطان اللسان في مرحلته الرابعة، تعمل لورا مارستون الآن بدوام كامل.
قالت لهيئة الإذاعة البريطانية BBC إنها في حالة جيدة وتسير أمورها بشكل رائع.
وتابعت: «لقد كان ذلك مذهلاً بالنسبة لي، لأنني ما زلت هنا وأستطيع التحدث إليكم، لم يكن أحد يتوقع أن أصل إلى هذه المرحلة»
خضعت لورا لجراحة معقدة تم خلالها أخذ عضلة من ذراعها اليسرى وزراعتها داخل فمها لملء الفراغ الناتج عن استئصال جزء من اللسان.
«لقد كانت رحلة علاج شاقة، لكن حصولي على هذا العلاج المناعي المذهل أعاد إليّ حياتي من جديد.» بحسب لورا.
أكد الباحثون أن السر وراء النتائج الإيجابية للتجربة هو إعطاء الدواء قبل إجراء الجراحة، وهو ما ساعد في تدريب الجسم على التعرف الى السرطان ومهاجمته في حال عودته لاحقاً.
ويتم تشخيص حوالي 13 ألف حالة جديدة في المملكة المتحدة وحدها من سرطانات الرأس والرقبة كل عام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 43 دقائق
- صحيفة الخليج
«تيسلا» تتعافى جزئياً وسط مؤشرات على انحسار خلاف ترامب وماسك
عوضت أسهم تيسلا خسائرها الفادحة وسط مؤشرات على انحسار الخلاف بين الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما حد من مخاوف المستثمرين إزاء التداعيات السياسية المحتملة على شركة صناعة السيارات الكهربائية. وارتفع سهم «تيسلا» خمسة في المئة في بداية التعاملات بعد أن أشار ماسك عبر منصة التواصل (إكس) المملوكة له إلى انفتاحه على تخفيف التوتر مع ترامب. وأدى الخلاف بين ترامب وماسك إلى خسارة شركة تيسلا أكثر من 150 مليار دولار من قيمتها السوقية أمس الخميس، وهو أكبر انخفاض للشركة في جلسة واحدة. وزاد التوتر بعد أن صعد ماسك انتقاداته لمشروع قانون للضرائب والإنفاق يقترح إنهاء جزئياً لحافز ضريبي لمشتري السيارات الكهربائية بقيمة 7500 دولار بحلول نهاية 2025. ورداً على ذلك اقترح ترامب تخفيضات في العقود الحكومية المبرمة مع شركات ماسك، بما في ذلك شركة «سبيس إكس». وكتب ترامب على موقع «تروث سوشيال»: «كان إيلون يعاني قلة السيولة، فطلبت منه المغادرة، وسحبت منه تفويضه للسيارات الكهربائية الذي أجبر الجميع على شراء سيارات كهربائية لم يرغب فيها أحد غيره (والذي كان يعلم منذ أشهر أنني سأشتريها!)، فجن جنونه!». 4 مليارات دولار مكاسب البيع على المكشوف في «تيسلا» حقق المتداولون مكاسب ضخمة بلغت 4 مليارات دولار، الخميس، من مراكز البيع على المكشوف في أسهم شركة «تيسلا»، وذلك بعد الخلاف العلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، والذي أدى إلى أكبر انخفاض يومي في قيمة الشركة السوقية. ووفقاً لبيانات من شركة التحليلات «أورتيكس»، فإن هذه المكاسب تُعد ثاني أكبر عائد يومي من بيع أسهم الشركة على المكشوف، بعد المكاسب القياسية البالغة 5.4 مليار دولار، في 8 سبتمبر/ أيلول 2020، عندما تم استبعاد الشركة من الانضمام إلى مؤشر «إس آند بي 500». وأغلقت أسهم الشركة على انخفاض بنسبة 14.3%، الخميس، ما أدى إلى خسارة نحو 150 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة في يوم واحد.(رويترز)


صحيفة الخليج
منذ 3 ساعات
- صحيفة الخليج
متعاملون: الاحتياطي الفيدرالي لن يتعجل بخفض الفائدة
عبّر متعاملون، الجمعة، عن اعتقادهم أن صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، ليس لديهم سبب وجيه للتعجل في خفض أسعار الفائدة، وذلك بعد أن أظهر تقرير حكومي تباطؤاً في نمو الوظائف، لكن سوق العمل بعيدة عن الانهيار. ومع استقرار معدل البطالة عند 4.2%، وتباطؤ نمو الوظائف إلى 139 ألف وظيفة الشهر الماضي، يرى المتعاملون أن صناع السياسة النقدية سينتظرون، حتى سبتمبر/ أيلول، لخفض أسعار الفائدة، ولا يتوقعون الخفض إلا لمرة واحدة بحلول ديسمبر/ كانون الأول. ويأتي ذلك استناداً إلى حجم تداول العقود الآجلة لأسعار الفائدة قصيرة الأجل، والتي أظهرت أيضاً عزوف المتعاملين عن الرهانات، التي لن تكون مجدية إلا في حالة خفض الفائدة لمرة ثالثة، بحلول نهاية العام. (رويترز)


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
ترامب يطالب الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة نقطة مئوية
واشنطن ـ (رويترز) دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى خفض أسعار الفائدة نقطة مئوية كاملة، وأكد مجدداً أن رئيس المجلس جيروم باول يسلك نهجاً بطيئاً للغاية في خفض تكاليف الاقتراض. وكتب ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «أوروبا تبنت 10 تخفيضات في أسعار الفائدة، بينما لم نجر أي خفض. على الرغم من ذلك، تمضي بلادنا بصورة ممتازة. (لنخفض أسعار الفائدة) نقطة مئوية كاملة». وعادة ما يقتصر تحرك البنوك المركزية على تغيير أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية. وأكد ترامب أن بوسع مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع أسعار الفائدة مرة أخرى إذا أدت التخفيضات إلى تضخم. انتقادات لباول ووجه ترامب انتقادات مراراً إلى باول بسبب عدم خفض أسعار الفائدة. والتقى الرجلان وجهاً لوجه لأول مرة الأسبوع الماضي، حين أخبر ترامب باول أنه يرتكب «خطأ» بعدم خفض أسعار الفائدة. وفي مايو/أيار، أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة الرئيسي عند نطاق 4.25 % و4.50 %، وهو النطاق ذاته منذ ديسمبر/كانون الأول، وأشار صانعو السياسات منذ ذلك الحين إلى أنهم قد يبقون عليه لبضعة أشهر أخرى في انتظار مزيد من الوضوح بشأن رسوم ترامب الجمركية.