
فشل محاولة خطف ابنة وحفيد رئيس شركة للعملات المشفرة في باريس
شهدت العاصمة الفرنسية الثلاثاء محاولة خطف في وضح النهار لابنة وحفيد مسؤول شركة للعملات المشفرة (أشهرها بيتكوين)، قبل أن تضطر مجموعة المهاجمين إلى التخلي عن مشروعها الإجرامي والفرار.
فبعد الساعة الثامنة صباحا بقليل، هاجم ثلاثة أشخاص ملثمين زوجين وطفلهما في شارع باش، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في الشرطة، وكتبت صحيفة لو باريزيان في تقرير.
ووفقا للنتائج الأولية للتحقيق، فإن المرأة وطفلها هما من عائلة الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة بايميوم Paymium ، وهي منصة فرنسية لتبادل العملات المشفرة تأسست في 2011 وتقول إنها الرائدة أوروبيا في مجال تبادل البيتكوين.
العثور على الشاحنة ومسدس
ويظهر مقطع فيديو، أكد صحته مصدر قريب من الملف، رجلا وامرأة يمشيان برفقة طفل في أحد شوارع الدائرة 11 من باريس. وباغتهم عدة أشخاص كانوا على متن شاحنة صغيرة، كانت تحمل شعار شركة "كرونوبوست" على الأرجح بهدف التمويه.
وفي اتصال مع صحيفة ليبراسيون ، أكدت "كرونوبوست" أنها لم تسجل أي "سرقات لمركبات من أسطول شركتها" مؤكدة أنها تتعاون من المحققين في هذه القضية.
وحاول المهاجمون إجبار الأم وابنها على ركوب الشاحنة، قبل أن يتدخل الزوج الذي تعرض للضرب "بأدوات حادة" وهو يحاول إنقاذهما.
كما تمكنت المرأة بفضل ردة فعلها الغريزية وهي تحاول منع المهاجمين من خطفها هي وابنها، من أخذ مسدس أحد المهاجمين وإلقائه بعيدا. في هذا الشأن، أفاد المصدر بأن السلاح الذي عثر عليه المحققون لاحقا هو نصف الآلي تبين أنه من طراز إير-سوفت.
في خضم ذلك، أثارت صرخات الضحايا انتباه العديد من المارة، ومع تسارع الأحداث ومع وجود شهود عيان، اضطر المهاجمون إلى الفرار بالشاحنة، تاركين خلفهم الرجل والمرأة ملقيين على الرصيف، فيما ألقى أحد السكان مطفأة حريق حمراء في اتجاه المهاجمين لدى فرارهم.
لاحقا، عثرت الشرطة على الشاحنة على بعد مئات الأمتار في شارع سان مور، بينما نقل الضحايا الثلاثة إلى المستشفى.
تدابير لتأمين سلامة قطاع العملات المشفرة
غداة الحادثة، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو بأنه سيلتقى قريبا بقادة قطاع العملات المشفرة لمناقشة سبل تعزيز سلامتهم.
وصرح الوزير لقناة سي-نيوز CNews وأوروبا1: "في غضون أيام قليلة (...) سأجتمع مع رجال أعمال يعملون في قطاع العملات المشفّرة حتى نتمكن معهم من العمل على ضمان سلامتهم، ولكي يكونوا على علم بالمخاطر وأن نتخذ معا تدابير تسمح لنا بحمايتهم".
وتوعد ريتايو الأربعاء: "يجب علينا أن نتخذ معا خطوات مشتركة لحمايتهم. بالنسبة إلى من يخططون (لهذه الهجمات)، أينما كانوا، حتى في الخارج، سوف نجدهم".
كذلك، أوضحت وزارة الداخلية في وقت لاحق أن اللقاء سيعقد صباح الجمعة في ميدان مقر الوزارة (بوفو) بباريس.
تفاقم الجرائم المرتبطة بالعملات الرقمية
للذكر، فقد تفاقمت عمليات الخطف ومحاولات الخطف المرتبطة بالعملات المشفرة خلال الفترة الأخيرة.
ففي 3 مايو/أيار، تمكنت فرقة البحث والتدخل في الشرطة الفرنسية من تحرير والد رجل جمع ثروته في هذا القطاع، بعد يومين من اختطافه بوسط باريس أيضا. وتم توجيه الاتهامات إلى خمسة أشخاص في هذه القضية.
وفي يناير/كانون الثاني، شغلت قضية أخرى مشابهة الرأي العام إذ تم العثور على جثة شخص يبلغ 56 عاما في صندوق سيارة قرب لومان شمال غرب فرنسا أي على بعد مئات الكيلومترات من منزله في إقليم "لان" شرق البلاد.
ووفق عدة تقارير إعلامية، فالضحية هو والد أحد المؤثرين في قطاع العملات المشفرة ويقيم في دبي، معروف بنشر مقاطع فيديو بشكل منتظم حول أرباحه. وقد تم طلب فدية خلال فترة الخطف.
يضاف إلى سلسلة الهجمات تلك، اختُطف ديفيد بالاند المؤسس المشارك لشركة ليدجر Ledger من منزله في إقليم لو-شير (وسط) في يناير/كانون الثاني واحتُجز لأكثر من 24 ساعة، قبل تحريره من قبل الشرطة في 22 من نفس الشهر. لكن خاطفيه أقدموا على قطع أحد أصابعه خلال احتجازه.
في اليوم التالي، عثر على شريكته مقيدة في صندوق سيارة بمنطقة إيسون في ضواحي باريس. تم اتهام ما لا يقل عن 9 أشخاص في هذه القضية بمن فيهم المشتبه به في التخطيط لعملية الخطف.
10 بالمئة من الفرنسيين يستثمرون في البيتكوين
للتنويه، فقد كشف تقرير سابق نشرته صحيفة لوفيغارو أن فرنسيا من أصل كل ثلاثة يخطط لشراء محفظة عملة البيتكوين خلال 2025. لكن ارتفاع سعره الذي بلغ 100 ألف دولار كان سبب عزوف الفرنسيين بشكل عام عن الاستثمار في الأصول المشفرة.
بحلول نهاية 2024، بلغ عدد الفرنسيين الذي يملكون أصلا مشفرا واحدا من هذه العملة في محفظاتهم 10 بالمئة، أي ما يعادل 5,5 مليون شخص من المتوقع أن يمتلكوا ما بين 21,4 و26,22 مليار يورو من العملات المشفرة في بداية 2025.
يضيف نفس التقرير بأن الفرنسيين ليسوا الأكثر شغفا بالعملات المشفرة على المستوى الأوروبي، إذ يتقدم سكان المملكة المتحدة قائمة أعلى معدل لحاملي الأسهم بين دول المنطقة بنسبة 19 بالمئة، يليهم سكان هولندا وبلجيكا بنسبة 17 بالمئة، ثم إيطاليا بنسبة 15 بالمئة من حاملي الأسهم، وألمانيا بنسبة بلغت 13 بالمئة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ 6 أيام
- فرانس 24
فشل محاولة خطف ابنة وحفيد رئيس شركة للعملات المشفرة في باريس
شهدت العاصمة الفرنسية الثلاثاء محاولة خطف في وضح النهار لابنة وحفيد مسؤول شركة للعملات المشفرة (أشهرها بيتكوين)، قبل أن تضطر مجموعة المهاجمين إلى التخلي عن مشروعها الإجرامي والفرار. فبعد الساعة الثامنة صباحا بقليل، هاجم ثلاثة أشخاص ملثمين زوجين وطفلهما في شارع باش، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في الشرطة، وكتبت صحيفة لو باريزيان في تقرير. ووفقا للنتائج الأولية للتحقيق، فإن المرأة وطفلها هما من عائلة الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة بايميوم Paymium ، وهي منصة فرنسية لتبادل العملات المشفرة تأسست في 2011 وتقول إنها الرائدة أوروبيا في مجال تبادل البيتكوين. العثور على الشاحنة ومسدس ويظهر مقطع فيديو، أكد صحته مصدر قريب من الملف، رجلا وامرأة يمشيان برفقة طفل في أحد شوارع الدائرة 11 من باريس. وباغتهم عدة أشخاص كانوا على متن شاحنة صغيرة، كانت تحمل شعار شركة "كرونوبوست" على الأرجح بهدف التمويه. وفي اتصال مع صحيفة ليبراسيون ، أكدت "كرونوبوست" أنها لم تسجل أي "سرقات لمركبات من أسطول شركتها" مؤكدة أنها تتعاون من المحققين في هذه القضية. وحاول المهاجمون إجبار الأم وابنها على ركوب الشاحنة، قبل أن يتدخل الزوج الذي تعرض للضرب "بأدوات حادة" وهو يحاول إنقاذهما. كما تمكنت المرأة بفضل ردة فعلها الغريزية وهي تحاول منع المهاجمين من خطفها هي وابنها، من أخذ مسدس أحد المهاجمين وإلقائه بعيدا. في هذا الشأن، أفاد المصدر بأن السلاح الذي عثر عليه المحققون لاحقا هو نصف الآلي تبين أنه من طراز إير-سوفت. في خضم ذلك، أثارت صرخات الضحايا انتباه العديد من المارة، ومع تسارع الأحداث ومع وجود شهود عيان، اضطر المهاجمون إلى الفرار بالشاحنة، تاركين خلفهم الرجل والمرأة ملقيين على الرصيف، فيما ألقى أحد السكان مطفأة حريق حمراء في اتجاه المهاجمين لدى فرارهم. لاحقا، عثرت الشرطة على الشاحنة على بعد مئات الأمتار في شارع سان مور، بينما نقل الضحايا الثلاثة إلى المستشفى. تدابير لتأمين سلامة قطاع العملات المشفرة غداة الحادثة، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو بأنه سيلتقى قريبا بقادة قطاع العملات المشفرة لمناقشة سبل تعزيز سلامتهم. وصرح الوزير لقناة سي-نيوز CNews وأوروبا1: "في غضون أيام قليلة (...) سأجتمع مع رجال أعمال يعملون في قطاع العملات المشفّرة حتى نتمكن معهم من العمل على ضمان سلامتهم، ولكي يكونوا على علم بالمخاطر وأن نتخذ معا تدابير تسمح لنا بحمايتهم". وتوعد ريتايو الأربعاء: "يجب علينا أن نتخذ معا خطوات مشتركة لحمايتهم. بالنسبة إلى من يخططون (لهذه الهجمات)، أينما كانوا، حتى في الخارج، سوف نجدهم". كذلك، أوضحت وزارة الداخلية في وقت لاحق أن اللقاء سيعقد صباح الجمعة في ميدان مقر الوزارة (بوفو) بباريس. تفاقم الجرائم المرتبطة بالعملات الرقمية للذكر، فقد تفاقمت عمليات الخطف ومحاولات الخطف المرتبطة بالعملات المشفرة خلال الفترة الأخيرة. ففي 3 مايو/أيار، تمكنت فرقة البحث والتدخل في الشرطة الفرنسية من تحرير والد رجل جمع ثروته في هذا القطاع، بعد يومين من اختطافه بوسط باريس أيضا. وتم توجيه الاتهامات إلى خمسة أشخاص في هذه القضية. وفي يناير/كانون الثاني، شغلت قضية أخرى مشابهة الرأي العام إذ تم العثور على جثة شخص يبلغ 56 عاما في صندوق سيارة قرب لومان شمال غرب فرنسا أي على بعد مئات الكيلومترات من منزله في إقليم "لان" شرق البلاد. ووفق عدة تقارير إعلامية، فالضحية هو والد أحد المؤثرين في قطاع العملات المشفرة ويقيم في دبي، معروف بنشر مقاطع فيديو بشكل منتظم حول أرباحه. وقد تم طلب فدية خلال فترة الخطف. يضاف إلى سلسلة الهجمات تلك، اختُطف ديفيد بالاند المؤسس المشارك لشركة ليدجر Ledger من منزله في إقليم لو-شير (وسط) في يناير/كانون الثاني واحتُجز لأكثر من 24 ساعة، قبل تحريره من قبل الشرطة في 22 من نفس الشهر. لكن خاطفيه أقدموا على قطع أحد أصابعه خلال احتجازه. في اليوم التالي، عثر على شريكته مقيدة في صندوق سيارة بمنطقة إيسون في ضواحي باريس. تم اتهام ما لا يقل عن 9 أشخاص في هذه القضية بمن فيهم المشتبه به في التخطيط لعملية الخطف. 10 بالمئة من الفرنسيين يستثمرون في البيتكوين للتنويه، فقد كشف تقرير سابق نشرته صحيفة لوفيغارو أن فرنسيا من أصل كل ثلاثة يخطط لشراء محفظة عملة البيتكوين خلال 2025. لكن ارتفاع سعره الذي بلغ 100 ألف دولار كان سبب عزوف الفرنسيين بشكل عام عن الاستثمار في الأصول المشفرة. بحلول نهاية 2024، بلغ عدد الفرنسيين الذي يملكون أصلا مشفرا واحدا من هذه العملة في محفظاتهم 10 بالمئة، أي ما يعادل 5,5 مليون شخص من المتوقع أن يمتلكوا ما بين 21,4 و26,22 مليار يورو من العملات المشفرة في بداية 2025. يضيف نفس التقرير بأن الفرنسيين ليسوا الأكثر شغفا بالعملات المشفرة على المستوى الأوروبي، إذ يتقدم سكان المملكة المتحدة قائمة أعلى معدل لحاملي الأسهم بين دول المنطقة بنسبة 19 بالمئة، يليهم سكان هولندا وبلجيكا بنسبة 17 بالمئة، ثم إيطاليا بنسبة 15 بالمئة من حاملي الأسهم، وألمانيا بنسبة بلغت 13 بالمئة.


يورو نيوز
منذ 6 أيام
- يورو نيوز
فيديو - نجاة ابنة رئيس شركة للعملات الرقمية من محاولة اختطاف في باريس
أفادت وسائل إعلام فرنسية أن امرأة، يُعتقد أنها ابنة أحد كبار رجال الأعمال في مجال العملات الرقمية، نجت من محاولة اختطاف عنيفة صباح اليوم الثلاثاء في العاصمة باريس، وذلك في حادثة تُسلّط الضوء على تصاعد الهجمات التي تستهدف شخصيات هذه الصناعة وأسرهم في أوروبا. ووفقًا لصحيفة لو باريزيان، فقد وقعت الحادثة قرابة الساعة الثامنة صباحًا، بينما كانت المرأة تتنزه مع شريكها وطفلهما الصغير في أحد شوارع الدائرة الحادية عشرة في باريس، حين تعرضت لهجوم مباغت من مجموعة من المعتدين الملثمين. حاول المهاجمون، الذين كانوا يستقلون شاحنة بيضاء، إجبار المرأة على الصعود بالقوة إلى المركبة، غير أن شريكها تمكن من مقاومتهم، مما أعاق تنفيذ الهجوم. وتدخل عدد من المارة لدعم الزوجين، ما ساعد في إحباط عملية الاختطاف. ووثّق مقطع فيديو نُشر على الإنترنت تفاصيل الهجوم، حيث ظهر أحد المارة وهو يلتقط مسدسًا سقط من أحد المهاجمين ويوجهه نحوهم، بينما أقدم شخص آخر على إلقاء الحجارة على المعتدين، مما دفعهم إلى الفرار من المكان بسرعة داخل الشاحنة. ولم تُعرف حتى الآن هوية الجناة، ولا ما إذا كانت السلطات الفرنسية قد تمكنت من توقيف أي من المتورطين، فيما تواصل الشرطة التحقيق في خلفيات الحادثة. تُعد هذه الواقعة الأحدث في سلسلة متزايدة من محاولات الاختطاف التي تستهدف أرباب صناعة العملات الرقمية وأقاربهم، خاصة في فرنسا وأوروبا الغربية، وهو ما يثير قلقًا واسعًا بشأن أمن هذه الفئة من المستثمرين والمبتكرين. ففي مطلع أيار مايو الجاري، اختُطف والد أحد روّاد العملات الرقمية أثناء تنزهه مع كلبه في الدائرة الرابعة عشرة من باريس، واحتُجز لمدة ثلاثة أيام. وذكرت قناة فرانس إنفو أن الخاطفين طالبوا بفدية تُقدّر بملايين اليوروهات مقابل إطلاق سراحه، وأرسلوا إلى ابنه فيديو يُظهر إصبعه المشوّه، في محاولة للضغط عليه. وفي حادثة منفصلة بشهر كانون الثاني/ يناير الماضي، اختُطف ديفيد بالاند، الشريك المؤسس لشركة ليدجر الفرنسية الرائدة في مجال المحافظ الرقمية، برفقة شريكه من منزلهما في بلدية ميرو الواقعة في شمال وسط فرنسا. وقد دق شريكه في الشركة إريك لارشيفيك ناقوس الخطر بعدما تلقى مقطع فيديو يُظهر إصبع بالاند المقطوع، مرفقًا بطلب فدية كبيرة بالعملات المشفّرة. وتشير تقارير إعلامية إلى حوادث ومحاولات اختطاف مشابهة طالت شخصيات من عالم العملات الرقمية في إسبانيا وبلجيكا، ما يعكس اتجاهًا متصاعدًا لاستهداف هؤلاء المستثمرين الأثرياء وأفراد أسرهم، وسط نقص في التدابير الأمنية الخاصة بهم.


فرانس 24
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- فرانس 24
القضاء الجزائري يصدر مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب الفرنسي مزدوج الجنسية كمال داود
أفادت وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء بأن باريس تلقت إخطارا بأن القضاء الجزائري أصدر "مذكرتي توقيف دوليتين" بحق الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود الحائز على جائزة غونكور للعام 2024. وأضاف الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان "إننا نتابع وسنواصل متابعة تطور هذا الوضع عن كثب"، مؤكدا أن كمال داود "مؤلف معروف ويحظى بالتقدير" وفرنسا ملتزمة بحرية التعبير. هذا، وكانت وسائل إعلام فرنسية قد كشفت مساء الثلاثاء أن الجزائر أصدرت مذكرتي توقيف دوليتيْن بحق الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود، الأولى عن الإنتربول الجزائري في مارس/آذار الماضي، وأُرسلت له الثانية في بداية مايو/أيار الجاري. وفي حديث لصحيفة "لوباريزيان" ، قالت محاميته جاكلين لافونت: "أُبلغ كمال داود للتو، دون مزيد من التفاصيل، بصدور مذكرتي توقيف ضده من قبل القضاء الجزائري". فيما صدرت مذكرة التوقيف الأولى في مارس/آذار الماضي، والثانية في بداية مايو/أيار الجاري. ولم تعرف بعد الأسباب الدقيقة لأوامر الاعتقال هذه، وفق المحامية لافونت، التي ترى أن "دوافع مثل هذه الأوامر الجزائرية لا يمكن أن تكون إلا سياسية وجزءا من سلسلة إجراءات تم تنفيذها لإسكات كاتب تستحضر روايته الأخيرة مجازر العشرية السوداء في الجزائر". وأضافت أنه سيتم تقديم "طلب استباقي" و"دون تأخير" إلى لجنة مراقبة ملفات الإنتربول للطعن في نشر أوامر الاعتقال هذه. "حوريات"... جائزة غونكور مثيرة للجدل وإذا كان كمال داود قد فاز بجائزة غونكور للعام 2024 عن كتابه "حوريات" الذي يروي قصة إحدى الناجيات من العشرية السوداء في الجزائر (1992-2002)، فقد جعلته هذه الرواية أيضا يواجه القضاء الفرنسي. وتتهمه امرأة جزائرية تدعى سعادة عربان باستخدام قصتها الشخصية في كتابه دون موافقتها. وتقدمت بشكوى في حقه بتهمة انتهاك السرية الطبية والخصوصية، إضافة إلى التشهير بضحايا الإرهاب. وتلاحق سعادة عربان كمال داود وناشره غاليمار في فرنسا بتهمة انتهاك الخصوصية والتشهير بسبب تعليقات نشرتها صحيفة لو فيغارو في 3 أبريل/نيسان الماضي، تحت عنوان "الجزائر يمكنها تقديم شكوى ضد كمال داود في فرنسا". وقال فيها الكاتب: "فرنسا لا تستطيع حتى حماية كمال داود في فرنسا، في باريس، ولا تستطيع فعل شيء بشأن بوعلام صنصال في الجزائر... إنه استعراض للقوة...". وتابع قائلا: "يمكن للجزائر رفع دعوى ضد كمال داود في فرنسا، ولا تستطيع فرنسا حتى إرسال محاميها إلى الجزائر". وفيما لم يتم ذكر اسم الشابة في المقابلة، لكن "موكلتنا لا تحتاج إلى ذكر اسمها"، وفق السيد ويليام بوردون محامي سعادة عربان. ويُمكن التعرّف عليها بسهولة، فهي الوحيدة التي قدّمت شكوى ضدّ كمال داود في فرنسا. استدعاء "يؤكد ما كتبناه" ومن جهته، يقول كمال داود لمجلة "لوبوان" إن السلطات الجزائرية بهذا الاستدعاء المباشر للمثول أمام المحكمة "يؤكد ما كتبناه". وفي الوقت الذي يمنع فيه فرانسوا زيمراي، محامي بوعلام صنصال ، من دخول الجزائر، فإن "السلطات الجزائرية تضاعف شكاواها في فرنسا" للضغط عليه، من خلال استغلال سعادة عربان، على حد قوله. وهو تفسير اعترضت عليه بشدة السيدة ليلي رافون، من مكتب محاماة ويليام بوردون، قائلة: "هذه الجملة تعني أن السيدة عربان لا تخدم مصالحها الشخصية، بل مصالح الحكومة الجزائرية، بهدف المخادعة". باريس بحق كمال داود بشأن شكوى انتهاك الخصوصية.