
فقدان أميركا تصنيفها «إيه إيه إيه» يقلّص دول نادي السندات السيادية
تقلَّص عدد الدول التي تحظى سنداتها السيادية بأعلى تصنيف ائتماني، بعد أن فقدت الولايات المتحدة آخِر تصنيف من فئة «إيه إيه إيه» كانت تحتفظ به لدى وكالة «موديز»؛ في خطوةٍ تعكس تصاعد القلق بشأن تنامي الديون في أكبر اقتصادات العالم.
وخفّضت «موديز»، يوم الجمعة، تصنيف الولايات المتحدة من «Aaa» إلى «Aa1»، مشيرةً إلى تنامي الديون وتكاليف الفوائد، في ظل مخاوف متزايدة بشأن المسار المالي الأميركي.
وفيما أبرز ملامح هذا التطور:
1. ما تصنيف «إيه إيه إيه» ولماذا يُعد مهماً؟
يتعلق الأمر بالثقة والمال. التصنيف الائتماني يُمثل مقياساً لمخاطر الاستثمار في سندات دولةٍ ما. وتقوم وكالات التصنيف بتحليل المؤشرات المالية والاقتصادية للجهة المصدرة، وتحديد مدى احتمال تخلّفها عن السداد.
يشير خفض التصنيف إلى شكوك متزايدة بشأن الجدارة الائتمانية، وقد يؤدي إلى ضغوط تصاعدية على عوائد السندات طويلة الأجل. ورغم ذلك، لا يتوقع المحللون عمليات بيع مكثفة للسندات الأميركية، كما أن تأثير القرار على استخدام البنوك السندات كضمانات يُرجح أن يكون محدوداً.
ومع ذلك فقد يكون لهذا الخفض طابع رمزي مهم، خاصةً في ظل تنامي الشكوك بشأن مكانة الدولار بوصفه عملة احتياطية عالمية.
2. ما الدول التي تحتفظ حالياً بتصنيف «إيه إيه إيه»؟
يتناقص عددها منذ سنوات. ومع فقدان الولايات المتحدة آخِر تصنيف «إيه إيه إيه» لدى «موديز»، باتت 11 دولة فقط تتمتع بهذا التصنيف لدى الوكالات الثلاث الكبرى، مقارنةً بأكثر من 15 دولة قبل الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وتُشكل هذه الدول نحو 10 في المائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وفي أوروبا، تضم القائمة ألمانيا، وسويسرا، وهولندا. وخارجها، تشمل كندا، وأستراليا، وسنغافورة. ومن المفارقات أن ديون ليختنشتاين، التي لا يتجاوز ناتجها المحلي الإجمالي 7 مليارات دولار، تحظى بتصنيفٍ أعلى من ديون الولايات المتحدة.
3. ما التصنيف الحالي للولايات المتحدة؟
تحمل الولايات المتحدة، الآن، التصنيف «Aa1»؛ أي الدرجة الثانية بعد «إيه إيه إيه». وكانت «موديز» آخِر وكالة من بين الثلاث الكبرى (ستاندرد آند بورز، فيتش، موديز) تُبقي على التصنيف الأعلى للولايات المتحدة حتى قرارها الأخير، وهو أول خفض تصنيف من «موديز» للولايات المتحدة منذ عام 1949.
فقد بدأت سلسلة التخفيضات مع «ستاندرد آند بورز» في 2011، ثم لحقتها «فيتش» في 2023.
4. لماذا تتعرض الاقتصادات الكبرى لخفض التصنيفات؟
يُعزى ذلك إلى ارتفاع الدَّين العام، وعدم كفاية السياسات المالية لمعالجة الأعباء المتزايدة.
على سبيل المثال، تُنفق الحكومة الأميركية، منذ عام 2001، أكثر مما تجنيه، ما أدى إلى عجز سنوي متراكم وبلوغ الدَّين نحو 36 تريليون دولار. بلغت مدفوعات الفوائد 881 مليار دولار في السنة المالية الأخيرة؛ أيْ أكثر من ثلاثة أضعاف ما جرى إنفاقه في 2017، بل تجاوزت الإنفاق الدفاعي.
كما تُواجه اقتصادات أخرى ضغوطاً مماثلة بسبب الشيخوخة السكانية، وتكاليف التغير المناخي، واحتياجات الأمن والدفاع. وتبلغ نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا نحو 100 في المائة، بينما تتجاوز في اليابان 250 في المائة.
5. ما وكالات التصنيف الائتماني؟
هي مؤسسات تُقوّم الجدارة الائتمانية للجهات المُصدّرة للدين، سواء أكانت دولاً أم شركات، وتمنحها تصنيفات تعكس مدى المخاطرة المرتبطة بسنداتها. يبدأ التصنيف عادةً من «إيه إيه إيه» للأعلى جدارة ائتمانية، إلى «دي» للمتعثرين عن السداد.
وتنقسم التصنيفات إلى فئتين: درجة استثمارية، وعالية العائد (أو «سندات غير مرغوب فيها»). وكلما ارتفع التصنيف، انخفضت تكلفة الاقتراض، إذ يطلب المستثمرون علاوة أقل لحمل تلك السندات.
وتركز الوكالات، في تقييماتها، على عوامل مثل الدين العام، ونمو الاقتصاد، وقوة المؤسسات، والاستقرار السياسي.
وتُهيمن على هذا المجال ثلاث وكالات كبرى: «موديز»، و«ستاندرد آند بورز»، و«فيتش»، في حين بدأت وكالات أخرى، مثل «مورنينغستار دي بي آر إس» و«سكوب»، تكتسب نفوذاً أكبر في السنوات الأخيرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

صحيفة عاجل
منذ 25 دقائق
- صحيفة عاجل
ارتفاع أسعار النفط مع تعثر محتمل في المحادثات النووية الإيرانية
سجلت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، ارتفاعا خلال التعاملات الآسيوية، وسط تعثر محتمل في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، بشأن برنامج طهران النووي، وضعف احتمالات دخول المزيد من إمدادات الخام الإيرانية إلى السوق العالمية. وزادت العقود الآجلة لخام برنت إلى 65.66 دولار للبرميل. فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.85 دولار، بحسب بيانات وكالة رويترز. ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أمس الاثنين، عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي قوله إن المحادثات النووية مع مع الولايات المتحدة "لن تفضي لأي نتيجة" إذا أصرت واشنطن على وقف طهران عمليات تخصيب اليورانيوم. في سياق متصل، أدى تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية إلى إضعاف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم، ومنع أسعار النفط من الارتفاع. فيما تعرضت أسعار الخام لضغوط إضافية بسبب البيانات التي أظهرت تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.


رواتب السعودية
منذ 27 دقائق
- رواتب السعودية
ارتفاع أسعار النفط مع تعثر محتمل في المحادثات النووية الإيرانية
نشر في: 20 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي سجلت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، ارتفاعا خلال التعاملات الآسيوية، وسط تعثر محتمل في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، بشأن برنامج طهران النووي، وضعف احتمالات دخول المزيد من إمدادات الخام الإيرانية إلى السوق العالمية. وزادت العقود الآجلة لخام برنت إلى 65.66 دولار للبرميل. فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 62.85 دولار، بحسب بيانات وكالة رويترز. ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أمس الاثنين، عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي قوله إن المحادثات النووية مع مع الولايات المتحدة ..لن تفضي لأي نتيجة.. إذا أصرت واشنطن على وقف طهران عمليات تخصيب اليورانيوم. في سياق متصل، أدى تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية إلى إضعاف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم، ومنع أسعار النفط من الارتفاع. فيما تعرضت أسعار الخام لضغوط إضافية بسبب البيانات التي أظهرت تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم. المصدر: عاجل


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
ارتفاع أسعار النفط بشكل طفيف
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الثلاثاء، على وقع تعثر محتمل في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، ما يعزز القلق بشأن تأخر عودة الإمدادات النفطية الإيرانية إلى الأسواق العالمية، في وقت تشهد فيه التوقعات الاقتصادية العالمية ضغوطًا متزايدة. بحلول الساعة 00:08 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 12 سنتًا لتسجل 65.66 دولارًا للبرميل، فيما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتًا لتصل إلى 62.85 دولارًا، وفقًا لبيانات نقلتها وكالة 'رويترز'. ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، يوم الإثنين، عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، قوله إن المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي 'لن تحقق أي تقدم' إذا أصرت واشنطن على مطلبها بوقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل. بدوره، جدّد المبعوث الأمريكي الخاص للشأن الإيراني، ستيف ويتكوف، يوم الأحد، تمسك بلاده بضرورة تضمين أي اتفاق مستقبلي مع طهران شرطًا بوقف عمليات التخصيب، التي تُعد طريقًا محتملًا نحو إنتاج أسلحة نووية. غير أن إيران ما زالت تؤكد أن أهداف برنامجها النووي تقتصر على الاستخدامات السلمية فقط. وفي هذا السياق، أوضح المحلل أليكس هودز من شركة 'ستون إكس'، أن تعثر المفاوضات بين واشنطن وطهران يقلل فرص التوصل لاتفاق يُفضي إلى تخفيف العقوبات الأميركية، وهو ما كان سيتيح لإيران ضخ نحو 300 إلى 400 ألف برميل إضافي يوميًا إلى الأسواق العالمية. في المقابل، تعرّضت أسعار النفط لضغوط من عوامل أخرى، أبرزها قيام وكالة التصنيف الائتماني 'موديز' بخفض تصنيف الديون السيادية للولايات المتحدة يوم الجمعة الماضية، في خطوة تعكس تزايد المخاوف بشأن الدين الأميركي المتصاعد الذي بلغ 36 تريليون دولار، ما أضعف التوقعات الاقتصادية لأكبر مستهلك للطاقة في العالم. كما أثّرت البيانات الاقتصادية الواردة من الصين سلبًا على معنويات السوق، حيث أظهرت مؤشرات تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في البلاد، ما يزيد القلق حيال تراجع الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم. وتظل التوقعات قصيرة المدى لأسواق النفط رهينة لتطورات عديدة، من بينها مستقبل المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، إضافة إلى السياسات التجارية الدولية والرسوم الجمركية. وفي سياق ذي صلة، نقلت وسائل إعلام عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيده، عقب مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن موسكو مستعدة للتعاون مع أوكرانيا بشأن مذكرة اتفاق سلام، معتبرًا أن الجهود الرامية لإنهاء الحرب 'تسير في الاتجاه الصحيح'.