
العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمنية وعسكرية وسياسية ونفسية!راسم عبيدات
العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمنية وعسكرية وسياسية ونفسية!
راسم عبيدات*
ما يجري من عمليات عسكرية اسرائيلية واسعة ومتدحرجة في شمال الضفة الغربية ، مدنها وبلداتها وقراها ومخيماتها، والتي يجري فيها استخدام، 'عقيديتي الضاحية الجنوبية ' و'جباليا، القيام بتدمير الحاضنة الشعبية وحرقها وسياسات الطرد والتهجير والتطهير العرقي، تتعدى اهدافها قضية الجانب الأمني، وما يسمونه قطع أذرع ايران في المنطقة، والقضاء على قوى المقاومة الفلسطينية، ومنع تجذرها وتوسعها وتمددها وتطوير قدراتها العسكرية والتسليحية، وامتلاكها للقدرات التقنية والتكنولوجية، التي تمكنها من تصنيع صواريخ او مسيرات، وبما يمكنها من تهديد عمق اسرائيل، ولذلك هذه العملية العسكرية المستمرة والمتواصلة على جنين ومخيمها وقراها وبلداتها وكذلك طولكرم ومخيماتها وبلدة قباطية والإنتقال الى طوباس ومخيمات نابلس، الفارعة وعسكر وبلاطة ، كل ذلك يقول بأن هذه العملية الواسعة، التي تشبه ما يسمى بعملية 'السور الواقي' عام 2002 ، الهدف منها اعادة صياغة المشهد الميداني وتحقيق اهداف سياسة واستراتيجية، تخدم حكومة اليمين والتطرف على المدى البعيد، ولتحقيق اهداف مباشرة وغير مباشرة.. فالقيام بعمليات ' الهندسة' الجغرافية والديمغرافية، وتدمير ممنهج للمخيمات الفلسطينية، وفتح شوارع واسعة فيها، وتقطيع التواصل بين سكان المخيمات، عبر هذه التدمير الواسع للمنازل، 120 منزل دمرت بشكل كامل في مخيم جنين، وعشرات اخرى دمرت بشكل جزئي، وكذلك مخيم طولكرم 40منزل دمرت بشكل كامل و 300 محل تجاري، وتضرر عشرات المساكن بشكل جزئي.
شق الشوارع الواسعة، وهدم المنازل والتهجير القسري، ومنع السكان من العودة الى مخيماتهم، لفترة طويلة، بتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي كاتس، حتى نهاية عام 2025.تؤكد بأن هذه العملية، التي كان مخطط لها قبل عملية السابع من اكتوبر/2023 ، لها اهداف تتعلق بشطب حق العودة أولاً، بعد ان جرى شطب وكالة الغوث واللاجئين ' الأونروا'، بقرار أمريكي- اسرائيلي، مما يشكل ضغط اقتصادي واجتماعي كبيرين على سكان المخيمات واللاجئين الفلسطينيين، وكذلك منع سكان المخيمات من العودة الى منازلهم، يراد منه تفكيك النسيج الإجتماعي لسكان تلك المخيمات، لكي يستقروا في القرى والمدن المحيطة، وبالتالي قطع التواصل الإجتماعي بين سكان تلك المخيمات.
المشهد يعاد صياغته ميدانياً في شمال الضفة الغربية، وعملية إدخال الدبابات ومدرعات ' ايتان' للعمل في شمال الضفة الغربية، وعملية استعراض القوة الواسعة، عبر تلك القوات الكبيرة، التي ستواجه ليس جيش منظم ومدرب، أو وحدات مقاومة على درجة عالية من التسليح ، وهي كذلك لا تمتلك إمكانيات وقدرات قوى المقاومة التسليحية والعسكرية والتقنية والتجسسية والتكنولوجية، التي تمتلكها قوى المقاومة في قطاع غزة، ولذلك واحد من اهداف تلك العملية العسكرية، بث الرعب والخوف في صفوف الشعب الفلسطيني، ودفع الحاضنة الشعبية للتخلي وفك علاقتها مع المقاومة، وكذلك إرسال رسائل طمأنة للمستوطنين بقدرة الجيش الإسرائيلي على تأمين الأمن والحماية لهم على المستوين الشخصي والعام، وكذلك حماية الطرق والشوارع الإستيطانية، وهذا يسير وفق مخطط ضم وتهويد الضفة، وزرعها بعشرات البؤر الإستيطانية والمستوطنات، لإقامة ما يعرف بدولة ' يهودا والسامرة' في الضفة الغربية.
يبدو بأن اسرائيل عازمة على اضعاف السلطة الفلسطينية التي تعاونت معها في الجانب الأمني الى أقصى حد ممكن، وهي باتت لا تقيم أي وزن لهذه السلطة وما تبقى من بقايا اتفاق أوسلو، حيث تعمل في مناطق ' الف' والتي يفترض ان تكون تحت سيادة السلطة الفلسطينية، ولذلك تريد ان تظهر تلك السلطة، بالسلطة العاجزة والتي لا تستطيع حماية شعبها، وهذا يضع الكثير من علامات الإستفهام على شرعية هذه السلطة، وما تسميه بخيار ' حماية المشروع الوطني'.
اسرائيل في رؤيتها واستراتيجيتها، لا تريد ان يكون هناك أي كيانية فلسطينية تؤدي الى قيام دولة فلسطينية على جزء من ارض فلسطين التاريخية، بلغة المتطرف سموتريتش، ' أرض اسرائيل التاريخية'. وهناك قرار في الكنيست ' البرلمان الإٍراسئيلي، تحول لقانون بعد اقراره بالقراءات الثلاثة، برفض اقامة دولة فلسطينية، ما بين النهر والبحر ، وأي فك أو الغاء لهذا القرار يحتاج الى 80 صوت من اصل 120، بالإضافة الى مشاركة المستوطنين في الضفة الغربية بالتصويت عليه.
مشاريع الطرد والتهجير للشعب الفلسطيني، قائمة ومستمرة ومتواصلة، تحت حجج وذرائع ' حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها' ، وتوفير الأمن لمواطنيها، وهي في التماهي الأمريكي معها، لا تقيم أي وزن للمؤسسات الدولية وللرأي العام الدولي، ولا للمؤسسات الدولية ولا للشرعية الدولية، فهي تعتمد على امريكا، في منع تلك المؤسسات، من ترجمة قراراتها الى أفعال على أرض الواقع، وخير مثال على ذلك العقوبات التي فرضتها أمريكا على رئيس وقضاة محكمة الجنايات الدولية، لأنها تجرأت وأصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ووزير حربه المقال يؤاف غالانت.
ولم تكتف امريكا بالدعم العسكري والمالي غير المسبوقين لإسرائيل، ولا بتوفير الحماية السياسية والقانونية لها في المؤسسات الدولية، بل أعلنت انسحابها من مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية، وقطع التمويل بشكل كامل عن وكالة الغوث واللاجئين الفلسطينيين ' الأونروا'.
اليوم نحن امام مجتمع اسرائيلي تتماهى معه حكومته بيمينيته وتطرفه، ويرفض ويغلق أي حل سياسي مع الشعب الفلسطيني، ويؤيد مشاريع ومخططات الطرد والتهجير للشعب الفلسطيني، وهذا المجتمع تتعاظم فيه قوى الصهيونية الدينية والقومية، فبعدما كانت تلك القوى على اطراف وهوامش المشروع الصهيوني، باتت في قلبه، وهي المتحكمة في القرار السياسي الإسرائيلي، وفي الحكومات الإسرائيلية بقاءً وسقوطاً، ونحن نرى كيف يخشاها نتنياهو، وهي تمسك ب'عنق' قراره السياسي، وتهدد مستقبله السياسي والشخصي أيضاً.
الحرب اليوم شاملة على الشعب الفلسطيني، وجوداً وهوية وثقافة ورواية وسردية وتاريخ وحضارة ، وانتقلت الى حرب تصفية لهذا الوجود، في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني – 48 -، وليس بضوء اخضر امريكي، بل هناك شراكة امريكية كاملة ، دعم وتغطية وحماية.
هذه المشاريع والمخططات التهويدية والإقتلاعية التي يتصدى لها الشعب الفلسطيني وقواه الحية، تحتاج إلىى إرادة فلسطينية، توحد هذا الشعب، و' تصهر' كل مكوناته ومركباته سياسية ومجتمعية ومؤسساتية وشعبية وجماهرية، في 'بوتقة ' واحدة، تعزز من قدرات وإمكانيات بقائه وصموده، وهذا لن يكون ممكناً في ظل استمرار الشرذمة والإنقسام وغياب القيادة المؤتمنة المتسلحة بالشعب وحواضنه ومؤسساته وقواعده ، وكذلك العمل على تفعيل البعد الشعبي العربي والإسلامي، واستمرار الضغط على النظام الرسمي العربي، لكي يترجم قراراته السياسية والإعلامية، برفض خطط ومشاريع ومخططات طرد وتهجير الشعب الفلسطيني' خطة ترامب' وغيرها الى فعل وقرارات تترجم على أرض الواقع، فالرفض على المستوى النظري والسياسي والإعلامي، على الرغم من أهميته، ولكنه لن يفلح لا في منع تنفيذ خطه، أو 'قبر' مشروع.
فلسطين – القدس المحتلة
2025-02-27
The post العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية أهداف أمنية وعسكرية وسياسية ونفسية!راسم عبيدات first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
١١-٠٥-٢٠٢٥
- وكالة أنباء براثا
الأونروا و أوتشا تحذران من كارثة إنسانية في غزة بسبب الحصار الصهيوني
حذرت "الأونروا و أوتشا" من تداعيات إنسانية خطيرة نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 9 أسابيع، حيث شددت الوكالة في بيان رسمي على أن الوضع الإنساني يزداد سوءا يوما بعد يوم بالنسبة لمئات الآلاف من السكان. وأشارت "إلى أنها تمتلك آلاف الشاحنات الجاهزة لإدخال المساعدات، مؤكدة أن فرقها داخل غزة على استعداد لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة فور السماح بدخول الإمدادات". كما أكدت أن إسرائيل تمنع إدخال جميع أنواع المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية منذ أكثر من شهرين، ما فاقم الأزمة بشكل غير مسبوق. بالمقابل، شدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" على أن قطاع غزة يخضع لحصار كامل للشهر الثالث على التوالي، واصفا الوضع بأنه "إبادة مستمرة" منذ أكثر من 18 شهرا. كما ذكر المكتب في بيان رسمي في وقت سابق إن "الفلسطينيين يموتون في غزة وسط ظروف كارثية"، موضحا أن 70% من السكان يعيشون في مناطق تنتشر فيها القوات الإسرائيلية أو يخضعون لأوامر بالتهجير أو كليهما. فيما أكدت "أوتشا" أن الأمم المتحدة وشركاءها مستعدون لتكثيف إيصال المساعدات فور رفع الحصار الذي بدأ منذ 2 مارس الماضي.


شفق نيوز
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
إسرائيل تغلق مدارس الأونروا في القدس الشرقية: مئات الطلاب إلى مصير مجهول
لم يكن دوي صوت الجرس الأخير في مدرسة الأونروا للبنات في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين بالقدس الشرقية إيذانًا بانتهاء اليوم الدراسي، بل كان بمثابة نداء وداعٍ ثقيل، خيّم على الطالبات ومعلماتهن. فمع قرار إسرائيل إغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس، يُسدل الستار على عقود من التعليم المجاني والآمن لأبناء المخيمات، وتُشرَّع الأبواب أمام مستقبل مجهول سيواجه مئات الطلاب والعائلات. زرنا إحدى هذه المدارس في أخر يوم تعليمي لها، ورصدنا أجواء الحزن خصوصا بين الطالبات اللاتي لم يخفين، ونظرات الخوف في أعينهن، مشاعرهن الحزينة على قرار كهذا. وداع ثقيل من مقاعد الدراسة ماسة عليان، طالبة في الصف السابع، من سكان المخيم. والتحقت بهذه المدرسة منذ بداية مسيرتها التعليمية، جلست على مقعدها تقبض على قلمها بقوة وتتحدث بحرقة: ""شعرت بكثير من الحزن. فالمدرسة هي حياتي، وهي مثل عائلتي الثانية. لا أتخيل أن التحق بمدرسة أخرى، فيمكن أن أتعرض للتمييز هناك، أو قد لا أستطيع الاستيعاب كما كان يحدث من قبل". ماسة ليست وحدها؛ هناك أكثر من 650 طالبًا وطالبة في مخيم شعفاط وحده، باتوا اليوم في مواجهة مصير تعليمي مجهول. فالبدائل القليلة تقع خارج المخيم، خلف حاجز عسكري إسرائيلي، ما يجعل الذهاب إلى مدارس بديلة مغامرة يومية محفوفة بالمخاطر بالنسبة للطلاب. تتابع ماسة بحسرة وقلق من المستقبل: "أنا أحب العلوم والفن، وأريد أن ألتحق بالجامعة وأنشئ شركة صغيرة. لكن مع حرماني من مدرستي قد يتلاشى حلمي هذا". BBC "أين نذهب؟" تعبر ماجدة الرجبي، وهي أم لأربعة أبناء آخرين بخلاف ماسة، عن صدمتها من القرار. وتقول إن باقي أبنائها، وهم ثلاث بنات وولد، تخرجوا من مدارس الأونروا، وتبقت لديها ماسة في مقاعد الدراسة. "عندما سمعنا عن إغلاق المدارس، بدأنا نسأل بعضنا: إلى أين نذهب ببناتنا؟"، هكذا ردت أم ماسة على سؤالنا، حول ردة فعلها بعد سماعها، هي ومئات الأمهات، قرار إغلاق المدرسة من قبل السلطات الإسرائيلية. تشير ماجدة إلى أن المدارس البديلة، مثل مدارس البلدية التابعة للحكومة الإسرائيلية، والتي تقع داخل القدس، تعاني من اكتظاظ، ونقص في الموارد، وتبعد عن منازل الأهالي. "المدارس تقع على الجانب الآخر من حاجز عسكري إسرائيلي، والمواصلات باهظة التكاليف، والوضع الأمني مقلق. مدارس الأونروا هي البديل الآمن الوحيد لنا". BBC أبعاد سياسية واجتماعية القرار الإسرائيلي بإغلاق مدارس الأونروا يأتي ضمن خطوات متسارعة لإنهاء وجود الوكالة في القدس، وقد أُقرّ عبر الكنيست بقانون يحظر نشاط الأونروا كاملا بعد أن اتهمت إسرائيل بعض موظفيها بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المدرسة، وأغلقتها رسميًا، وعلقت على أبوابها قرارًا بوقف عملها حتى إشعار آخر، وذلك بعد انتهاء المهلة التي أعطتها الحكومة الإسرائيلية، لإغلاق هذه المدارس كليا. وتقول عبير إسماعيل، القائمة بأعمال مكتب مدير إعلام الأونروا في الضفة الغربية، لبي بي سي، إن القرار يقضي بإغلاق ست مدارس تخدم نحو 800 طالب وطالبة في القدس الشرقية، منها ثلاث مدارس داخل مخيم شعفاط، وأخرى في صور باهر وسلوان ووادي الجوز. تقول عبير إن تنفيذ القرار يُحرم هؤلاء الطلاب من حقهم الأساسي في التعليم، "وسيُخلّف آثارًا نفسية واجتماعية مدمرة،" بحسب تعبيرها. وتضيف مسؤولة أونروا أن إخراج الأونروا من القدس هو "خطوة خطيرة تحمل أبعادًا سياسية، ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف تنفيذ القرار". AFP " تهديد لا يطال الطلاب فقط " وتقول عبير إسماعيل، إن المشكلات الناجمة عن خطوة الإغلاق، لا تقتصر على حرمان الأطفال من التعليم، بل تشمل تهديد وظائف مئات العاملين في الوكالة قائلة: "ما مصير هؤلاء الموظفين؟ الأونروا لم تتخلَّ عن موظفيها يومًا، حتى في أصعب الظروف. لكننا نواجه أزمة مالية خانقة، ومع الحرب في غزة والعمليات العسكرية في الضفة الغربية، تزداد التحديات يوماً بعد يوم". نهاية مشهد وبداية قلق ما أن أردنا أن ننهي زيارتنا إلى المدرسة، إلا وأتت صديقات ماسة، اللاتي لم يسمحن لنا بالخروج إلا بإجراء مقابلات معهن، وقالت إحداهن: "نحن نشعر بحزن عميق وقلق كبير.. هذه المدرسة ليست مجرد مكان نتعلم فيه، فهي بيتنا الثاني. تعلمنا فيها منذ أن كنَّا صغيرات، وكذلك آباؤنا وأجدادنا درسوا فيها أيضا. لها قيمة كبيرة في حياتنا، .وكل ركن فيها مرتبط بذكرياتنا" BBC فيما قالت طالبة أخرى، وهي تقف مع زميلاتها في صفٍ واحد، ليعبرن عن موقف موحد: "نحن متعلقات بالمدرسة بشكل كبير، ولا نستطيع تركها ببساطة، إذا طُرِدنا وذهبنا إلى مدارس أخرى، سنواجه صعوبات كثيرة. أولًا، يمكن أن نتعرض للتمييز من طلاب لا يعرفوننا، وسنواجه صعوبات يومية تنجم عن اضطرارنا للمرور بالحواجز العسكرية التي قد تعيق وصولنا إلى المدارس البديلة، خصوصًا لمن تسكن منَّا في مناطق بعيدة. الوضع ليس سهلا، والشعور مختلط للغاية، وكلنا نشعر بتوتر هائل، ولا نعرف ما الذي سيحدث". وتضيف الطالبة التي لم يتجاوز عمرها 12 عاما بالقول "لهذه المدرسة ساحات واسعة، وتقع في منطقة آمنة، وتوفر تعليما جيدا. اعتدنا هذا المكان، واعتدنا المعلمات وزميلاتنا. يستحيل نجد مدرسة بديلة تعوضنا عن هذه المدرسة. حتى لو وجدنا مدارس أخرى، لن نجد هناك القدر نفسه من الأمان أو الراحة". وتمضي قائلة "أدرس هنا منذ أن كنت في الصف الأول، وكل يوم كنت أحلم بأني أكبر فيها، وأتخرج منها بشهادة أفخر بها. أحب هذه المدرسة بشدة، وأحب دراستي فيها. وأتمنى من كل قلبي أن تبقى هذه المدرسة مفتوحة الأبواب. لا نريد أن نخسر المكان الذي شَكَّلَّ هويتنا، وتعلمنا فيه، ما معنى كلمة انتماء". كل هذه الآمال التي عبرت عنها الطالبات في المدرسة، لم تنته إلا بمشهد اقتحام شرطي وعسكري لها. ففي المشهد الختامي لم تكن الطالبات يودعنَّ فصول الدراسة كما في نهاية كل عام، بل وقفن أمام أبواب موصدة، وفي الصورة عناصر الشرطة الإسرائيلية، التي اقتحمت المكان وأغلقته، لتُوضع بذلك كلمة النهاية لواحدة من أهم مؤسسات التعليم في مخيم شعفاط والقدس الشرقية.


ساحة التحرير
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- ساحة التحرير
هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة.. وهل يعيد تشكيل قوة الردع؟راسم عبيدات
هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة.. وهل يعيد تشكيل قوة الردع؟ راسم عبيدات* اليمن بقرار رسمي وشعبي مباشرة بعد اندلاع معركة السابع من أكتوبر /2023، وما ترتب على ذلك من حرب عدوانية غير مسبوقة شنتها إسرائيل على قطاع غزة، أعلن عن فتحه لجبهة الإسناد دعما لقطاع غزة، وصرح بأن هذه الجبهة لن تغلق إلا بتوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجبهة الإسناد تلك شملت اغلاق البحر الأحمر وخليج باب المندب أمام السفن التي تحمل البضائع لإسرائيل( حصار بحري اقتصادي)، وكذلك المشاركة العسكرية عبر استهداف أهداف وقواعد حيوية وعسكرية وامنية واقتصادية في عمق إسرائيل ، بإستخدام صواريخ باليستية وفرط صوتية ومسيرات انقضاضية، حملت أسماء (فلسطين 2) و(يافا). اليمن بعد توقف جبهات الإسناد اللبنانية والعراقية في 27 تشرين ثاني/2024، تحمل عبء جبهة الإسناد ووحدة الساحات لوحده، وأعلن أمامه عبد الملك الحوثي شعار اليمن الخالد 'ثابتون مع قطاع غزة' في معركة 'الفتح الموعود والجهاد المقدس'، حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وكثمن لهذا الموقف والقرار، تعرض لعدوان أمريكي وبريطاني ، جزء منه دفاع عن المصالح الاقتصادية الإسرائيلية ومنع قصفها بالصواريخ والمسيرات اليمنية، وأن لا تشكل تلك الجبهة عامل ضاغط على أمريكا وإسرائيل، للقبول بوقف إطلاق نار وصفقة تبادل تستجيب لشروط المقاومة، وجزء اخر، عدم السماح لليمن بان يصبع لاعب أساسي ومقرر في البحار والممرات المائية، وكذلك حماية المصالح الأمريكية في المنطقة، وتلك الحرب التي حشدت لها أمريكا مدمراتها وبوارجها وسفنها وطائراتها وأساطيلها، وسعت لتشكيل تحالف ما يعرف 'بالإزدهار' ، حلف الدمار، كان الهدف منه كسر إرادة اليمنيين وتحطيم معنوياتهم وردعهم، ولكن إرادة اليمنيين كانت اصلب من الفولاذ وعصية على الكسر ومعنوياتهم تطاول عناء السماء، واستمر خروجهم المليوني كل يوم جمعة في عشرات الساحات اليمنية، دعماً لغزة وصمودها. اليمن لم تنجح كل الغارات الأمريكية والضربات التي طالت مطاراته وموانئه ومؤسساته المدنية وبناه التحتية ومحطاته الكهربائيه والنفطية والغازية، في ردعه أو إجباره على وقف حربه الإسنادية، ولم تنجح أمريكا أيضاً في فتح البحر الأحمر وباب المندب أمام السفن التي تحمل البضائع لإسرائيل. ولا بوقف إطلاقات الصواريخ والمسيرات صوب دولة الاحتلال. أمريكا في عهد ترامب ضاعفت من عمليات قصفها واستهدافها لليمن اربع مرات عما كان عليه الوضع في عهد الرئيس الأمريكي السابق بايدن، ولكن كل ذلك كان يزيد من إحباط أمريكا ويمس بقدراتها العسكرية وهيبتها، فالدفاعات الجوية اليمنية، نجحت من ال 17 من أذار الماضي، موعد تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في إسقاط 7 طائرات تجسس امريكية حديثة من طرار 'أم كيو 9″، تكلفة الواحدة منها 30 مليون دولار، ناهيك عن استهداف مدمراتها وبوارجها وسفنها في البحر الأحمر ، عدة من المرات، واضطرت اكثر من مرة للهرب من الصواريخ والمسيرات اليمنية، بل واخرجت بعضها عن الخدمة، وهذا دفع أمريكا لتعزيز وجودها وحضورها في البحر الأحمر بأكثر من مدمرة وحاملة طائرات. اليمن كان يقول بأنه كلما زادت الغارات الأمريكية عليه، والتي باتت تستهدف البيئة الحاضنة، بإستهداف المدنيين، كعوامل ضاغطة على القيادة اليمنية، كان يزداد تمسكاً وثابتاً على مواقفه ومبادئه، ويعمل على تطوير قدراته العسكرية والتسليحية والتقنية والتكنولوجية. كل القوة النارية والحربية والغارات الجوية بواسطة احدث الطائرات الأمريكية، لم تجعل أمريكا تنجح في تحقيق هدفها الإستراتيجي، منع تحول اليمن الى لاعب إقليمي ومقرر في البحار والممرات المائية، ومنع الإطلاق الصواريخ البالستية والمسيرات تجاه القوات البحرية الأمريكية وحاملات طائراتها، وفتح البحر الأحمر امام السفن التي تحمل البضائع الى إسرائيل. والفشل في هذا الهدف كان يحدوا أمريكا، أن تنجح في الحاق ضرر بالغ وكبير في قدرات اليمن الصاروخية ومسيراته الإنقضاضية، بما لا يمكنها من إطلاقات فعالة ومؤثرة نحو البوارج الأمريكية وعمق إسرائيل، وكذلك ان ينجح القصف المستمر والمتواصل ليل نهار، في إرهاق واعماء البنية العسكرية اليمنية، وبما يضعف قدرتها على المناورة، وإخراج الصواريخ من مرابطها ومستودعاتها وتوضيعها وإطلاقها، وتخفيض مستوى الكفاءة الفنية في تحديد الأهداف وفي مستوى الصواريخ وقدرتها على تجاوز الدفاعات الأميركية والإسرائيلية، بحيث تفقد الصواريخ اليمنية القدرة على التحول الى أداة ضغط يصعب تجاهلها لإنهاء حرب غزة، بما يريح واشنطن من عبء المواجهة ويخفف عن دولة الاحتلال الضغوط التي يخلفها الاستهداف اليمني. هناك تطوران مهمان حصلا في الفترة الأخيرة ، قبل عشرة أيام، ما حصل للمدمرة الأمريكية 'ترومان' وأول أمس ما حصل في مطار اللد، فالمدمرة الأمريكية ترومان، والتي هوجمت بالصواريخ البالستية اليمنية والطائرات المسيرة والزوارق البحرية، لتفادي تدميرها، عملت على القيام بمناورة سريعة وحادة، أدت لسقوط طائرة ' أف 18″ من على سطحها وهروبها الى اقصى شمال البحر الأحمر، وهذا التطور النوعي يشير الى ان قدرة اليمن على إطلاق أفضل ما لديه من صواريخ بالستية ومسيرات إنقضاضية، لم تتأثر بفعل القصف الأمريكي ليل نهارـ وكذلك الصواريخ والمسيرات اليمنية، وصلت أهدافها، دون ان تنجح احدث صواريخ الدفاع الجوي الأمريكي المرافقة لتلك المدمرات والحماية لها في اسقاط تلك الصواريخ، وهذا يعني فشل امريكي كبير لحملتها العسكرية وتعمق مأزقها، وان لا حل مع اليمن، إلا بوقف الحرب العدوانية على القطاع، حينها يوقف اليمن جبهته الإسنادية، ويريح أمريكا من هزيمة محققة. الصاروخ البالستي اليمني الذي نجح بالإفلات من كل وسائل الرصد والمتابعة والمراقبة من قبل الأقمار الصناعية والردارات وأحدث منظومات دفاعات جوية اعتراضية أمريكية واسرائيلية، من طراز 'ثاد' و'حيتس 3″ وغيرها من المنظومات الدفاعية الجوية الإعتراضية، يؤكد على أن اليمن طور من تقنيات صواريخه البالستية، بحيث باتت قادرة على تجاوز كل تلك المنظومات الدفاعية الجوية. هذا الصاروخ اليمني وما حدث قبل ذلك مع حاملة الطائرات الأمريكية 'ترومان' تؤكدان على ان اليمن قدراته العسكرية الصاروخية والمسيرات الإنقضاضية وزوارقه البحرية الحربية السريعة، لم تتأثر بالغارات الأمريكية والبريطانية، والتي استمرت بالإطلاق بوتيرة اعلى من السابق، واستهداف مطار اللد له رمزية كبيرة ، فهو نافذة الإحتلال على العالم الخارجي، وبإستهدافه اعلن اليمن انه متجه نحو فرض حظر جوي شامل على اسرائيل، مضافاً للحصار البحري ، ومع سقوط هذا الصاروخ في محيط مطار اللد، رأينا تداعيات ذلك، حالة من القلق والخوف والإرباك سادت الجبهة الداخلية، ف 3 ملايين مستوطن هرعوا للملاجئ، واغلاق المطار وان كان مؤقتاً، ولكن ذلك يجعل من الصعب على شركات الطيران العالمية مواصلة رحلاتها الجوية الى مطار اللد، فعشرين شركة طيران الغت رحلاتها لمطار اللد، وما لذلك من تداعيات اقتصادية وعلى فرص العمل ، ناهيك عن اسهم بورصة تل ابيب خسرت 50% من قيمتها، وتأثرت ست قطاعات مباشرة من هذا الصاروخ، قطاعات البنوك والنفط والغاز والإستثمار والتشييد والبناء، ناهيك عن ان هذا الصاروخ، قال بإنكشاف الجبهة الداخلية لإسرائيل امام الصواريخ اليمنية، ونجاحه بالوصول لمطار اللد، عبر عن فشل أمني واستخباري كبيرين، وتطور نوعي ولافت في قدرات اليمن العسكرية، وأي يكن الرد الإسرائيلي والذي جرى أمس الإثنين عبر قصف جوي اسرائيلي شاركت فيه 30 طائرة حربية، بتنسيق ومشاركة أمريكية، حيث استهدف القصف ب 48 قنبلة موجهة ميناء الحديدة ومصنع اسمنت 'باجل'، وهذا القصف لن يردع اليمن أو يجبره على وقف معركته الإسنادية، بل ستصبح الصواريخ اليمنية قوة ضغط لا يمكن تلافيها لصالح تيار وقف الحرب على غزة كطريق وحيد للتخلص من هذا الكابوس. واضح بأن اليمن من بعد ال27 من تشرين ثاني/2024، أصبح يقود جبهة الإسناد والموقع الأول في محور المقاومة والدور الأول في الردع، الذي كان يتولاه حزب الله، وها هو يُعيد تأسيس محور المقاومة ويُعيد تشكيل قوة الردع. فلسطين – القدس المحتلة 2025-05-07 The post هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة.. وهل يعيد تشكيل قوة الردع؟راسم عبيدات first appeared on ساحة التحرير.