logo
"أنا أقود منظمة حقوق إنسان إسرائيلية بارزة: بلدنا يرتكب إبادة جماعية" - مقال رأي في الجارديان

"أنا أقود منظمة حقوق إنسان إسرائيلية بارزة: بلدنا يرتكب إبادة جماعية" - مقال رأي في الجارديان

BBC عربيةمنذ يوم واحد
في عرض الصحف اليوم نطالع عدداً من الموضوعات، من بينها مقال يثير تساؤلاً حول إمكانية للناس العاديين أن يتصالحوا مع ما يحدث في غزة. ومقال آخر يناقش مدى سيطرة رئيس السلطة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، على قوات وزارة دفاعه، وأخيراً نتطرق إلى مقال يصنف أقوى خمس زلزال في العالم.
اتهمت الإسرائيلية يولي نوفاك، المديرة التنفيذية لمنظمة بتسيلم، مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، إسرائيل "بأنها تركب إبادة جماعية في قطاع غزة".
وتساءلت نوفاك في بداية المقال،: كيف يمكن للناس العاديين أن يتسامحوا مع هذه الفظائع؟" .
وتوضح نوفاك أنه في خارج إسرائيل، يعرف الملايين الإجابة بالفعل، " لكن الكثيرين منا هنا لا يستطيعون ذلك، أو لا يريدون. ربما لأن الحقيقة تُهدد بهدم كل ما آمنا به عن هويتنا، وما أردنا أن نكون. إن ذكرها يعني الاعتراف بأن المستقبل سيتطلب محاسبة، ليس فقط مع قادتنا، بل مع أنفسنا أيضاً".
وتشير الكاتبة إلى أنه بالنسبة للإسرائيليين من جيلها، "كان من المفترض أن تبقى كلمة إبادة جماعية كابوساً من كوكب آخر وكلمة مرتبطة بصور أجدادنا وأشباح الأحياء اليهودية الأوروبية، لا بأحيائنا"، فيما يبدو أنها إشارة إلى الهولوكوست أو المحرقة اليهودية.
وتسترسل الكاتبة في الشرح "منذ ما يقرب من عامين، سمعنا مسؤولين إسرائيليين - سياسيين وجنرالات على حد سواء - يصرحون جهاراً بما ينوون فعله: تجويع غزة وتسويتها بالأرض ومحوها. سنقضي عليهم. سنجعلها غير صالحة للسكن. سنقطع الطعام والماء والكهرباء". لم تكن هذه زلات لسان، بل كانت الخطة. ثم نفذها الجيش الإسرائيلي. وحسب التعريف التقليدي، هذه إبادة جماعية: استهداف متعمد لسكان ليس لكونهم أفراداً، بل لانتمائهم إلى جماعة - هجوم مصمم لتدمير الجماعة نفسها".
وتقول يولي "ما زلتُ أتذكر أول مرة انفتحت لي فيها الحقيقة. بعد شهرين مما كنتُ لا أزال أسميه حربًا"، وتضيف "حوصر ثلاثة من زملائي في منظمة بتسيلم - وهم عاملون فلسطينيون في مجال حقوق الإنسان عملنا معهم لسنوات - في غزة مع عائلاتهم. أخبروني عن أقارب دُفنوا تحت الأنقاض، وعن عجزهم عن حماية أطفالهم، وعن الخوف الكبير".
تقول كاتبة المقال الإسرائيلية "الإبادة الجماع لا تحدث دون مشاركة جماهيرية: شعب يدعمها، أو يمكّنها، أو يغض الطرف عنها".
وتستطرد يولي بالقول "لا تحدث الإبادة الجماعية دون مشاركة جماهيرية: شعب يدعمها، أو يُمكّنها، أو يُغض الطرف عنها. هذا جزء من مأساتها. لم تُدرك أي دولة تقريباً ارتكبت إبادة جماعية، في حينها، ما كانت تفعله. القصة هي نفسها دائماً: دفاع عن النفس، حتمية، المستهدفون هم من جلبوا الإبادة على أنفسهم".
وتسلط الكاتبة الضوء على الرواية المتداولة في إسرائيل، حول 7 أكتوبر/تشرين الأول،وتقول "عندما حدثت مذبحة حماس ضد المدنيين في جنوب إسرائيل. كان ذلك اليوم رعباً حقيقياً، انفجاراً بشعاً للوحشية الإنسانية: مدنيون يُذبحون، ويُغتصبون، ويُؤخذون رهائن. صدمة وطنية مُركّزة استدعت، لدى العديد من الإسرائيليين، شعوراً عميقاً بالتهديد الوجودي".
وترى كاتبة المقال إن ما حدث في السابع من أكتوبر "لم يكن فشلاً عسكرياً فحسب، بل كان انهياراً لخيالنا الاجتماعي: وهماً بأننا نستطيع حصر كل العنف واليأس خلف سياج والعيش بسلام إلى جانبنا. وقد حدث هذا الانهيار في ظل حكومة اليمين الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، وهي حكومة يحلم وزراؤها علناً بمحو غزة. وهكذا، في أكتوبر 2023، تلاشت كل أحلامنا في أحلك كوابيسنا".
وتختتم يولي نوفاك مقالها داعية إلى مواجهة "الإبادة الجماعية، وهي ترى أنه يجب أن يفهمها الشعب الإسرائيلي أو أن ينظر إليها من منظور البشر الذين يعيشون على هذه الأرض".
هل يستطيع الشرع السيطرة على قوات الجيش؟
ونطالع مقالاً آخر في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، لأحمد شعراوي وهو محلل أبحاث في مجموعة "فاونديشن فور ديفنس أوف ديموكراسي (مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات)، ويحمل المقال عنوان "هل يستطيع الرئيس السوري السيطرة على قواته؟"
يقول شعراوي إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب،" وضعت ثقة كبيرة في رئيس السلطة الانتقالية الجديد في سوريا، أحمد الشرع، وإنه "بدأ قوياً عندما سيطر على دمشق بسرعة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن المجازر الأخيرة التي ارتكبتها القوات الحكومية بحق المدنيين كشفت عن حدود سيطرته".
ويضيف شعراوي إنه يجب على الولايات المتحدة "الضغط على الشرع لإصلاح الجيش السوري".
ويبدأ الكاتب في استحضار ذاكرته، قائلاً إنه بعد إسقاط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في أسبوعين، ظهر الشرع من معقله في مدينة إدلب كالحاكم الفعلي لسوريا.
ويستدرك قائلاً:"لقد تمكن (الشرع) من توحيد فصائل مسلحة متعددة، وأعلنه رسمياً حلفاؤه رئيساً مؤقتاً للبلاد في يناير/كانون الثاني الماضي".
غير أن كاتب المقال يشير إلى أن جلب الاستقرار إلى سوريا بعد حرب أهلية دامت 14 عاماً، "كان من المؤكد أنه سيشكل تحدياً هائلاً". ويضيف: "لكنه بات واضحاً الآن أن الشرع قلل من شأن تعقيد بناء الدولة، وتشكيل هيكل أمني موحد، وضمان تمثيل جميع شرائح السكان".
كما أنه يستعين بتصريحات السفير الأمريكي السابق في دمشق، رايان كروكر، والذي قال خلالها إن "هناك فرقاً كبيراً بين إدارة محافظة واحدة في سوريا، هي إدلب في الشمال، وإدارة بلد بأكمله بكل طوائفه ومجموعاته العرقية والطائفية المتنوعة".
فخلال حكم الشرع، وقعت "مذبحتان" بحسب ما يقول أحمد شعراوي، "واحدة ضد العلويين، حيث حددت لجنة تحقيق مستقلة، بتكليف من الدولة أن 298 شخصاً يُشتبه في ارتكابهم انتهاكات ضد أشخاص من الطائفة العلوية".
وبحسب ما أورد شعراوي في مقاله،"كان العديد من المستهدفين من عناصر القوات الحكومية، وكان العديد منهم أيضاً جهاديين أجانب قدموا إلى سوريا في مهمة طائفية صريحة: التخلص من نظام الأسد، العلوي الكافر في نظرهم".
ويوضح الكاتب أن حكومة الشرع حاولت "أن تنأى بنفسها عن المجازر، مدعية أن مرتكبي تلك الانتهاكات تجاهلوا التوجيهات التي أُعطيت لهم بعدم استهداف المدنيين".
في يوليو/تموز 2025، ظهرت أدلة جديدة تُشير إلى تورط القوات الحكومية في انتهاكات ضد الطائفة الدرزية. وأظهرت مقاطع فيديو مُتداولة على الإنترنت جنوداً يقتلون مدنيين في تحدٍ لأمر وزارة الدفاع بـ"تجنب استهداف الأشخاص بناء على طائفتهم"
ويطرح شعراوي خلال مقاله سؤالاً: "لماذا تتحدى القوات الحكومية الأوامر؟ ولماذا يُقررالشرع بشكل انتقائي أي من الميليشيات التي يمكن دمجها في الجيش كوحدات سليمة وأيها يجب حلها أولاً؟"
ويذكر أيضاً أن الجهود المتسرعة لتوحيد الفصائل المسلحة السورية تركت العديد من الميليشيات المناهضة للأسد تعمل بشكل مستقل تحت قياداتها الأصلية.
ويضرب الكاتب مثالاً إذ يقول "دُمجت الجماعات المدعومة من تركيا، مثل عمشات وحمزات، بقيادة أبو عمشة وسيف بولاد، وهما شخصيتان خاضعتان لعقوبات أمريكية لارتكابهما جرائم ضد الأكراد، وسلّم الشرع الرجلين قيادة فرق الجيش. ومع ذلك، طُلب من قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، الاندماج كأفراد فقط".
ويتهم الكاتب رئيس السلطة الانتقالية "بانتهاجه تلك السياسات وخلق ما وصفه باختلال طائفي في الجيش السوري الجديد".
كما يرى الكاتب أن ذلك دفع الأكراد وبعضاً من أفراد المجتمع الدرزي إلى الدعوة إلى الفيدرالية واللامركزية، "ما يسمح لكل منهما بإنشاء دولتهم الخاصة والانفصال عن الحكومة المركزية في دمشق".
ويختتم الكاتب مقاله، "مقترحاً أنه يجب إجراء تغييرات في الجيش السوري الجديد، تشمل إخراج المقاتلين الجهاديين الأجانب من صفوفه". لكنه يقول إنه في نهاية المطاف، يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لمعاقبة الوحدات العسكرية والقادة المسؤولين عن ما وصفه بالـ"المجازر"، في إشارة إلى ما ذكره سالفاً في بداية المقال من أحداث السويداء والانتهاكات التي ارتكبت ضد دروز هناك، وما وصفه أيضاً باستهداف العلويين".
أقوى خمسة زلازل في العالم
ونطالع مقالاً في مجلة تايم الأمريكية، لجيفري كلوغر محرر المجلة، الذي يُغطي الفضاء والمناخ والعلوم.
المقال بعنوان "ما أقوى خمسة زلازل تم تسجيلها على الإطلاق؟" والذي يوضح خلاله أنواع الزلازل المختلفة، في أعقاب حدوث الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في في 30 يوليو/تموز.
ويستهل كلوغر مقاله، قائلاً "منذ اللحظة الأولى لوقوعه، دخل الزلزال الهائل الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، إلى عالم الزلازل، متصدراً قائمة أكبر الزلازل المعروفة".
ويوضح أن هذا الزلزال كانت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر، ما جعله يحتل المركز السادس بالتساوي مع زلزال تشيلي الكبير الذي وقع عام 2010، وزلزالي كولومبيا والإكوادور اللذين وقعا عام 1906.
ويقول الكاتب أن عدد ضحايا الزلزال أحياناً لا تتناسب مع قوته أو تعكسها، بل إن قوته تُحدد بـ"كثافة السكان في المنطقة التي ضربها الزلزال أيضاً".
ووفقاً لكاتب المقال، يُعد زلزال هايتي الذي وقع عام 2010، وبلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر، وخلف أكثر من 316 ألف قتيلاً ومفقوداً، ثالث أشد الزلازل فتكاً منذ عام 1950، غير أنه لا يُدرَج ضمن قائمة أقوى الزلازل استناداً فقط على قوته على مقياس ريختر".
و ينطبق الأمر نفسه على زلزال كشمير الذي وقع عام 2005 والذي بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر وأودى بحياة ما لا يقل عن 79 ألف شخص.
ويبدأ الكاتب في ذكر أقوى خمسة زلازل مُسجلة وتسببت في أضرار جسيمة ووفيات كثيرة.
كامتشاتكا -روسيا:
يحتل الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا، في 4 نوفمبر/تشرين الأول عام 1952 وكانت قوته تسع درجات على مقياس ريختر، المركز الخامس.
وقد لقي ما يُقدر بنحو 10,000 شخص حتفهم في أعقاب الزلزال مباشرةً".
ووفقاً للكاتب الذي يعزى ذلك في الغالب إلى تسونامي أعقب الزلزال الأول، وصلت أعالي البحار إلى جزيرة ميدواي وميناء هونولولو، متسببةً في أضرار بلغت مليون دولار في هاواي، أي ما يعادل 12.1 مليون دولار اليوم.
زلزال توهوكو باليابان:
ويأتي في المركز الرابع، زلزال توهوكو باليابان الذي وقع في 11 مارس/آذار عام 2011، وبلغت قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر، ووقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة هونشو اليابانية في خندق اليابان بالمحيط الهادئ.
وربما يُعرف أكثر باسم زلزال فوكوشيما، نسبةً إلى مفاعلات فوكوشيما داييتشي النووية التي تعطلت جراء تسونامي الذي ضرب الساحل في غضون 30 دقيقة من الهزة الأولى. وقد تسبب في تسرب نووي من مفاعلات فوكشيما.
وقد لقى ما لا يقل عن 18 ألف شخص حتفهم في هذا الزلزال والتسونامي الذي أعقبه مباشرة، وفُقدت جثث الآلاف إلى الأبد.
المحيط الهندي:
أما ثالث أكبر زلزال مسجل، بقوة 9.1 درجة على مقياس ريختر، فكان في المحيط الهندي في 26 ديسمبر/كانون الأول عام 2004. وكانت احتفالات عيد الميلاد قد انتهت للتو،عندما انفجر قاع المحيط على بعد 150 ميلاً قبالة سواحل سومطرة، مطلقاً طاقة تقدر بما يعادل 23 ألف قنبلة من نوع قنبلة هيروشيما.
وقد لقي ما لا يقل عن 230 ألف شخص حتفهم في 13 دولة، وكان إقليم آتشيه في سومطرة مسؤولاً عن 200 ألف حالة وفاة من بين هؤلاء أما الخسائر المادية فتجاوزت 10 مليارات دولار.
ألاسكا - الولايات المتحدة:
وأتى في المركز الثاني، زلزال ألاسكا الذي بلغت قوته 9.2 درجة على مقياس ريختر في 27 مارس/آذار عام 1964.، فقد اهتزت الأرض لمدة أربع دقائق ونصف الدقيقة، تخللها رعب، ويعد هذا الزلزال الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة. وقد شعر الناس به في مناطق بعيدة، مثل إقليم يوكون ومقاطعة بريتش كولومبيا الكندية، واستمرت الهزات الارتدادية لمدة ثلاثة أسابيع. غير أن عدد الضحايا كان قليلاً نسبياً ووصل إلى 130 شخصاً.
بيوبيو تشيلي:
ووفقاً لجيفري كلوغر، سُجِّل أكبر زلزال على الإطلاق في منطقة بيوبيو بتشيلي، في 22 مايو/أيار عام 1960،على بُعد حوالي 160 كيلومتراً من ساحل تشيلي، و" بدأ الزلزال عندما اندسَّت صفيحة نازكا تحت صفيحة أمريكا الجنوبية، مطلقةً طاقة تعادل 2.67 جيجا طن، أو مليار طن، من مادة تي إن تي. وبلغت قوة الزلزال ذروتها عند 9.5 درجة على مقياس ريختر.
وهزَّت المحيط موجات تسونامي، وصل ارتفاعها إلى 24 متراً على طول ساحل تشيلي".
وبعد حوالي 15 ساعة، وصلت أمواج بارتفاع 10 أمتار إلى جزر هاواي، وبعد سبع ساعات، ضربت أمواج بارتفاع 18 متراً جزيرة هونشو اليابانية.
لم يُحسب أعداد القتلى بدقة. إذ تراوحت التقديرات بين ألف وستة آلاف قتيل. كما جُرح ثلاثة آلاف شخص إضافيين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ويتكوف يصل رفح في زيارة نوعية إلى القطاع، وحماس تؤكد عودتها للتفاوض فور "إنتهاء الأزمة الإنسانية"
ويتكوف يصل رفح في زيارة نوعية إلى القطاع، وحماس تؤكد عودتها للتفاوض فور "إنتهاء الأزمة الإنسانية"

BBC عربية

timeمنذ 7 ساعات

  • BBC عربية

ويتكوف يصل رفح في زيارة نوعية إلى القطاع، وحماس تؤكد عودتها للتفاوض فور "إنتهاء الأزمة الإنسانية"

زار المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، اليوم قطاع غزة لتفقّد مواقع المساعدات المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، والتي تعرضت لانتقادات واسعة. وذكرت الأنباء أن ويتكوف زار مركز مساعدات رفح جنوب القطاع. في وقت سابق، وصف عزّت الرشق، رئيس المكتب الإعلامي لحركة حماس، زيارة ويتكوف إلى غزة بأنها "عرض دعائي لاحتواء الغضب المتزايد من الشراكة الأمريكية-الإسرائيلية في تجويع شعبنا في القطاع"، مجدداً انتقاد الحركة لمؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ألف فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام منذ أواخر مايو/أيار، حيث قُتل معظمهم بالرصاص قرب منشآت توزيع المساعدات. ووصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عمليات القتل هذه بأنها "جرائم حرب". من جهتها، تتهم إسرائيل حركة حماس بإثارة الفوضى قرب تلك المواقع، وتؤكد أن جنودها لا يفتحون النار عمدًا على المدنيين. حماس: مستعدون للتفاوض إذا توفرت المواد الغذائية ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن إسرائيل قدمت مقترحاً جديداً إلى الوسطاء وسط تعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار. وقالت حركة حماس إنها مستعدة "للاستئناف الفوري للمفاوضات" بشأن وقف إطلاق النار في غزة فور انتهاء الأزمة الإنسانية. وفي بيان نُشر على تلغرام أمس، قالت الحركة: "استمرار المفاوضات في ظل الجوع يجعلها بلا معنى وعديمة الجدوى". وفي وقت سابق من اليوم ذاته، قالت حماس إنها مستعدة لحلّ قضية الرهائن في إطار اتفاق يشمل وقف إطلاق النار، وانسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع، وفتح المعابر، والبدء الفوري في إعادة الإعمار. ونشرَت وزارة الخارجية المصرية أمس منشورًا معلوماتيًا (إنفوغراف) عبر صفحتها على فيسبوك، يسرد عشرة "مزاعم" بشأن معبر رفح وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأكّدت الخارجية المصرية في المنشور أن القاهرة لم تُغلق المعبر من جهتها، وسلّطت الضوء على جهودها لإيصال المساعدات إلى غزة. وكانت القاهرة قد تحدثت مؤخراً عن "حملات خبيثة" تهدف إلى تقويض دعمها للفلسطينيين. كما ردّ كبار المسؤولين المصريين على تصريحات لحركة حماس انتقدت دور مصر في إيصال المساعدات إلى القطاع، وهي تصريحات أثارت غضب وسائل الإعلام المقربة من الدولة في مصر، والتي توجه خطابها إلى النقد تجاه الحركة. "إنتهاء عملية عربات جدعون" أفادت وسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم بانتهاء عملية "عربات جدعون"، وهي عملية عسكرية بدأت في مايو/أيار بهدف معلن يتمثل في السيطرة على أراضٍ واحتلالها. وبحسب موقع "واي نت" الإخباري، فإن الجيش الإسرائيلي أنهى فعليًا عملية "عربة جدعون"، موضحاً "أن الجيش ألحق الهزيمة بثلاثة ألوية تابعة لحماس كانت محددة كأهداف في كل من رفح وخان يونس وشمال قطاع غزة". وأضاف الموقع أن هناك لواءين آخرين لا يزالان في مدينة غزة ووسط القطاع. وأشار التقرير إلى أن الجيش بدأ تقليص قواته داخل غزة، ويعدّ خططاً لاستمرار الحرب. سرايا القدس تنشر فيديو لرهينة أصدرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مقطع فيديو جديداً أمس يُظهر الرهينة روم براسلافسكي، الذي يُحتجز في قطاع غزة. ويُعد هذا الفيديو الثاني الذي تصدره الحركة لبراسلافسكي، حيث ظهر وهو يشاهد قناة الجزيرة القطرية التي كانت تعرض مشاهد لأطفال يتضورون جوعًاً. تحدث براسلافسكي باللغة العبرية، وبدا عليه البكاء، وطلب من السلطات الإسرائيلية إرسال الطعام إلى غزة قبل أن "يموت جوعاً". وقالت الحركة إن الفيديو صُوّر قبل أيام من فقدانها الاتصال مع المجموعة التي كانت تحتجز براسلافسكي، مضيفة أن مصيره غير معروف. وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الفيديو دون أن تبث مضمونه، بناءً على طلب من عائلة الرهينة، فيما قالت قناة "كان 12" إنها لن تبث الفيديو "حتى لا تروّج لدعاية التنظيمات الإرهابية".

إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غزة
إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غزة

BBC عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • BBC عربية

إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غزة

تحذير: يتضمن هذا التقرير تفاصيل عن وفيات أطفال وصوراً لإصابات خطيرة قد يجدها بعض القراء مزعجة. طفلة صغيرة ترقد على وجهها دون حراك وكأنها نائمة، في أحد شوارع مدينة غزة. ساقاها مطويتان، ورأسها ملتوية إلى أحد جانبيها. يرقد رجل بجوارها. يمد يده نحوها، ويلامسها برفق، قبل أن تسقط يده على الأرض، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. عُرض هذا الفيديو على قناة "العربي" القطرية في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2023. وذكر التقرير أن الرجل والطفلة، قد أُطلق النار عليهما من قبل قناصة إسرائيليين. لم تُذكر مزيد من التفاصيل بشأن ما حدث، أو عن هوية هذين الشخصين. لكن تحقيقًا أجرته خدمة بي بي سي العالمية، كشف عن أنهما أب فلسطيني وابنته. الأب يُدعى محمد المجدلاوي، أما ابنته فتُدعى ليان، وكانت تبلغ من العمر عامين. توفي كلاهما على قارعة الطريق في هذا اليوم. مقتل ليان هو واحد من أكثر من 160 حالة جمعنا أدلة عنها، لأطفال تم إطلاق النار عليهم خلال هذه الحرب في غزة، منذ اندلاع القتال في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى يوليو/تموز من هذا العام. تمنع إسرائيل المراسلين الأجانب من دخول غزة بشكل مستقل، بينما يعيق الدمار وموجات النزوح، مهمة التحقيق وجمع المعلومات. في حالة ليان ووالدها، ساعدتنا منشورات وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي في تحديد موقع تصوير الفيديو، والكشف عن هويتي الضحيتين، والعثور علي شهادتيْ وفاتيهما. لعدة أشهر، بحثنا عن أقارب نجوا من الأحداث في غزة، وتمكنَّا أخيراً من التواصل مع سُريّه والدة ليان، وشقيقها عبود، وشقيقتها شهد، خلال فترة الهدنة في فبراير/شباط 2025، حين أتيحت للناس حرية التنقل بشكل أكبر. وقدموا لنا روايتهم عما حدث في ذلك اليوم. في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وعند منتصف النهار، أخبرتنا العائلة بأنهم غادروا مدرسة في مخيم الشاطئ، حيث كانوا يحتمون من الغارات الجوية، بعد أن تلقوا أمراً بالإخلاء من الجيش الإسرائيلي. قالوا إنهم ساروا جنوباً من المدرسة، ثم توجهوا شرقاً إلى شارع حميد، حيث مروا بأحد السكان، وأخبرهم بأن الطريق آمن. كانت شهد تبلغ من العمر 12 عاماً في ذلك الوقت، وقالت لبي بي سي إنه لم يكن هناك أي قتال في المنطقة المحيطة بهم، بشكل مباشر. قالت شهد: "كنا نسير معاً. كنا نسير أمام والدنا، وكان يلعب ويغني مع ليان". وعندما مرّوا بشارع فرعي على يسارهم، قالت شهد إنهم رأوا دبابة، فبدأوا يركضون. كان والدها خلفهم، يتحرك ببطء لأنه كان يحمل ليان. "نظرنا إلى الخلف فوجدناه مُلقى على الأرض" قالت شهد. وأضافت أنها وشقيقها ركضا لمساعدته، وأدركا أنه أُصيب برصاصة. ومضت شهد قائلة "حاولت أن أصل إلى شقيقتي وأمسك بها، ثم أُصبت أنا في ذراعي". وأشارت إلى أن والدها صرخ وقتذاك : "اذهبوا واتركوني!" هربت مع والدتها وشقيقها. ولم يروا محمد أو ليان مرة أخرى. حصلت بي بي سي على صورة أقمار صناعية التُقطت في الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (08:30) بتوقيت غرينتش، أي قبل نحو ساعتين من واقعة إطلاق النار، لكن ليس لدينا حق نشرها. تُظهر الصورة وجوداً للجيش الإسرائيلي على بُعد 280 متراً إلى الشمال من الموقع التي كانت تمر فيه العائلة، وكذلك دبابة في الشارع نفسه، الذي قالت شهد إنها رأت دبابة فيه. ستيوارت راي، محلل عسكري في شركة ماكنزي إنتليجنس في لندن، فحص الصورة، وحدد وجود دبابات، ومركبات مدرعة، وآليات هندسية عسكرية، وسواتر ترابية دفاعية. وأشار إلى أن هذا الموقع يحتوي على مبانٍ هي الأطول مقارنة بالمباني الموجودة في المنطقة المحيطة به، ما يدل – بحسب رأيه – على أنه كان موقعاً مُحصناً تابعاً للجيش الإسرائيلي، ومن المرجح أنه كان يضم قوات مشاة. هناك ثلاثة مقاطع فيديو عُرِضَت على قناة العربي لمحمد وليان. قمنا بعرض هذه المقاطع على ثلاثة خبراء في الطب الشرعي، لديهم خبرة في إصابات الحروب. اتفق الجميع على أن ما حدث لمحمد وليان كان قتلاً بالرصاص. قال البروفيسور ديريك باوندر، الرئيس السابق لقسم الطب الشرعي في جامعة داندي الاسكتلندية، إن وضعية الجثث تشير إلى أن محمد - الذي كان يحمل ليان - قد سقط فجأة، وليس نتيجة انفجار قذيفة. وأضاف أيضاً أنه لم يُلاحظ وجود إصابات كبيرة واضحة: "إذن نحن نتحدث عن إصابة قد تبدو صغيرة من الخارج، والطلقة النارية هي الاحتمال الرئيسي لذلك." وتابع باوندر "جروح الطلقات عالية السرعة من البنادق العسكرية، تترك فتحة دخول صغيرة وتتسبب في إصابات داخلية كارثية". قدمنا هذه الأدلة للجيش الإسرائيلي، فرد قائلا "يعمل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ضد التنظيمات الإرهابية في بيئات حضرية معقدة، وقد تقع أخطاء، أو أضرار غير مقصودة أثناء القتال". وأضاف "عندما يكون هناك شك معقول، في أن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تصرفت على نحو يتعارض مع قيم وأوامر جيش الدفاع الإسرائيلي، فستتم مراجعة الحادثة ومعالجتها بالجدية اللازمة". وقالوا إن تفاصيل هذه الحادثة "سُجلت وستنظر فيها الجهات المختصة". في واقعة إطلاق نار أخرى تحققت منها بي بي سي، أصيبت الطفلة ميرا طنبورة، ابنة الست سنوات، برصاصة اخترقت ظهرها، وفقاً لوالدها سعيد. وقال الأب إن الواقعة حدثت يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي، على طريق صلاح الدين، جنوب غربي مدينة غزة. طريق صلاح الدين هو الشريان الرئيسي، الذي يربط شمالي غزة بجنوبها، وقد تم تصنيفه من قبل الجيش الإسرائيلي، كممر إجلاء للمدنيين الفارين من الشمال. وبحسب رواية سعيد، تم تفتيش العائلة في وقت سابق من ذلك اليوم، عند نقطة تفتيش الجيش الإسرائيلي، بعد فرارهم من شمال غزة. وبعد نحو كيلومتر واحد من تجاوزهم نقطة التفتيش، كان سعيد يتحدث إلى سائق حافلة، بينما كانت ميرا وبعض الأقارب يقفون على بعد أمتار قليلة. قال سعيد "استدرت إلى الخلف، فأطلق القناص النار على ابنتي ميرا في قلبها." وأضاف "أنا على يقين أنه كان قناصاً، فلم تكن سوى رصاصة واحدة أصابت قلبها مباشرة"، بعدما اخترقت جسدها من الظهر، بحسب قوله. بعد ذلك، بحسب سعيد، نزفت ابنته "من أنفها وفمها"، قائلا إنه أسرع بها إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات بمدينة دير البلح، حيث أخبرنا مدير المستشفي بأنهم أعلنوا وفاتها. اطلعت بي بي سي على صورة لميرا وهي ملفوفة في كفن أبيض، وجهها ظاهر، والدم يغمر منطقة الصدر. وتُظهر صورة أقمار صناعية التقطت في اليوم السابق لتلك الواقعة، تمركزاً للجيش الإسرائيلي عند نقطة التفتيش. كما يؤكد مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي على الإنترنت وجود جنوده هناك. اجتاز مصوّر بي بي سي عربي جهاد المشهراوي نقطة التفتيش نفسها مع عائلته، قبل يومين من مرور عائلة طنبورة. يقول إنه رأى بجانب هذه النقطة "جنوداً على التلال الرملية وداخل المنازل المدمرة، يجلسون أو يرقدون على بطونهم، وأسلحتهم جاهزة للإطلاق". وأضاف أنه شاهد قناصة وجنوداً آخرين، لمسافة تتراوح ما بين كيلومتر وكيلومترين بعد نقطة التفتيش، على الجانب الشرقي من الطريق، داخل مبانٍ مدمرة أو خلف سواتر رملية. عاد سعيد إلى موقع الحادث خلال هدنة في فبراير/ شباط 2025، ليشير لبي بي سي إلى المكان الذي حدثت فيه واقعة إطلاق النار على ابنته. ويقول إنه حين أُصيبت ميرا، رأى جنوداً إسرائيليين إلى الشرق من ذلك الطريق، "يصوبون أسلحتهم نحونا". وأشار إلى الاتجاه الذي يعتقد أن الرصاصة جاءت منه. وتظهر صورة الأقمار الصناعية ساترا رمليا في ذلك الموقع. في وقت إصابة ميرا، لم نجد أي تقارير تفيد بوقوع اشتباكات مع حماس بالقرب من نقطة التفتيش، وهو ما يُقلل من احتمال أن الطفلة كانت ضحيةً لإطلاق نار متبادل. وقال والدها: "الجيش (الإسرائيلي) قال لنا إنه أنشأ ممراً آمناً في صلاح الدين. بعد أن جعلتمونا نتوجه إلى صلاح الدين، قتلتم طفلة بريئة"، مُخاطبا في حديثه الجنود الإسرائيليين. عندما عرضنا هذه التفاصيل على الجيش الإسرائيلي، قال إن "ادعاء الإيذاء، في حد ذاته، لا يعني بالضرورة انتهاكًا للقانون". وكما صرح سابقا في واقعة ليان، أفاد الجيش بأن تفاصيل هذه القضية "سُجلت وستنظر فيها الجهات المختصة". منذ بدء الحرب، يعبر الأطباء عن قلقهم من وقائع إصابة الأطفال بطلقات نارية في غزة. ولإعداد هذا التقرير، تحدثت بي بي سي إلى 30 طبيباً وممرضاً، وفحصت مئات الصور ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى صور للأشعة وملاحظات طبية ومذكرات يومية شاركوها معنا. يقول جراح زراعة الأعضاء البروفيسور نظام محمود "شهدنا عددًا كبيرًا من حوادث إطلاق النار، إما برصاص في الرأس أو الصدر، بما في ذلك إصابة أطفال". محمود أيضا أستاذ استشاري متقاعد في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، وقد أمضى شهرًا في غزة في أغسطس/آب 2024. وأوضح محمود أن معظم الإصابات في الرأس، عالجها أطباء جراحة الأعصاب، لكن الأشعة السينية كشفت في إحدى الحالات عن "رصاصة استقرت في دماغ طفل عمره ثلاث سنوات". وأضاف محمود أنه فقد القدرة على إحصاء عدد الأطفال الذين رآهم مصابين بطلقات نارية، لكنه يقدّر العدد بأكثر من 20 حالة. كما جمعنا إفادات من شهود عيان وأفراد من عائلات الناجين - بعضها تم مشاركته عبر منظمات لحقوق الإنسان - وجمعنا تقارير إعلامية وتحققنا منها. بناءً على هذه المعلومات، جمعنا تفاصيل عن 168 طفلاً تعرضوا لإطلاق النار، وأدرجنا في هذه القائمة الحالات التي كان لدينا توثيق لإصابات إصحابها فقط. من بين هذه الحالات، سُجلت 95 إصابة لأطفال في الرأس أو الصدر - وكان 67 من هؤلاء الأطفال دون سن الثانية عشرة. وفي 59 من حالات إصابة الأطفال في الرأس أو الصدر، تمكنَّا من الحصول على روايات شهود عيان للأحداث، إما مباشرة أو عبر أطباء وباحثين في مجال حقوق الإنسان. في 57 من هذه الحالات، تشير المعلومات التي حصلنا عليها، إلى أن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار على الأطفال. وفي الحالتين الأخريين، تشير المعلومات إلى أن فلسطينيين هم من أطلقوا النار، الأولى خلال احتفالات شهدت عمليات إطلاق نار احتفالية، والثانية في اشتباكات بين عصابات. أما الست وثلاثين حالة المتبقية، فليست لدينا روايات توضح ما حدث. ومن دون إمكانية الوصول إلى غزة للتغطية الإعلامية، يظل الحصول على تفاصيل كل حالة، أمراً في غاية الصعوبة. قال ماثيو موريس، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر "لا يمكن للعالم أن يقبل هذا النوع من الحرب، وهذا النوع من التأثير على الأطفال". وأضاف "قُتل وجُرح أطفال في منازلهم، سواء كانوا يقيمون في خيام، أو يمشون في الشوارع". ورغم أننا لم نتمكن من الوصول إلى أدلة تحدد دوافع من أطلق النار، تثير واقعتا مقتل ميرا وليان تساؤلات جدية حول نشاط الجيش الإسرائيلي في غزة. في هذا الأسبوع، نشرت منظمة 'بتسيلم' الإسرائيلية حقوق الإنسان تقريرا، عمّا وصفته بغياب أي قواعد للاشتباك لدى القوات الإسرائيلية في غزة. جندي إسرائيلي نشير إليه هنا بحرف "ك"، كان في قوات الاحتياط، وخدم في غزة مطلع عام 2024. وصف "ك" أربع وقائع منفصلة، قال إن وحدته قتلت خلالها أشخاصا غير مسلحين، من بينهم اثنان وصفهما بالمراهقين الصغيرين. وأضاف أن القاعدة العامة على الطريق الرئيسي الواصل بين شمالي غزة وجنوبها، كانت "أنه ممر آمن، ويُمنع فيه إطلاق النار." لكن الجنود الإسرائيليين، بحسب "ك"، تلقوا تعليمات تقول "أي شخص تراه خارج الطريق الإنساني، أطلق النار، أطلق النار لتقتله، هكذا قيل لنا". وأضاف "ك": "قال `قائدنا بالطبع إذا كانت امرأة أو طفلًا، لا تطلق النار، حاول اعتقالهم. لا تكن غبيا`". لكن "ك" يقول إنه مع مرور الوقت، وبعد أن فقدت وحدته بعض الجنود في اشتباك، تشددت المواقف "و أصبح (ما يقال) فقط من قبيل.. دمر كل شيء، اقتل كل من تراه". عرضنا الأدلة التي جمعناها حول ليان وميرا، بالإضافة إلى ملخص للحالات الأخرى، على خبراء في القتال وقوانين الحرب. أشار الخبراء إلى أن هذه الوقائع تثير تساؤلات حول ما إذا كانت عمليات إطلاق النار هذه، ناتجة عن تهور أو إهمال أو تمثل هجمات متعمدة. وقال ويس براينت، المحلل العسكري الذي خدم في العمليات الخاصة الأمريكية وقدم استشارات لوزارة الدفاع (البنتاغون) بشأن حماية المدنيين، إنه"بموجب القانون الدولي، يقع على عاتق الجنود المحترفين، واجب التحقق قبل إطلاق النار من أن الهدف هو مقاتل معادٍ، حسب التوصيف القانوني، وليس مدنياً". وأضاف براينت أنه "عندما نرى هذا العدد الكبير من الأطفال يتعرضون لإطلاق نار، وخاصة في الرأس، فهذا يشير إلى وجود خلل خطير." أما جينينا ديل، أستاذة القانون الدولي في جامعة أكسفورد،فقالت إنه عند الحديث عن قرارات استهداف الأهداف وفق القانون الدولي، "فمن الصعب جداً في كثير من الأحيان الوصول إلى استنتاج قانوني نهائي، أو حتى مبدئي، من مسافة بعيدة حيث لا تتوفر جميع الأدلة." ولكنها أضافت "في هذه الحالة، فإن الأدلة المتاحة تشير بوضوح إلى انتهاك خطير للقانون، يحتمل أن يشكل جريمة حرب. وهذا أمر نادر الحدوث." ورداً على سؤال حول تصرفات جنوده، قال الجيش الإسرائيلي في بيان "إلحاق الأذى المتعمد بالمدنيين، وخاصة الأطفال، محظور تماماً وينتهك صراحةً كلاً من القانون الدولي والأوامر الملزمة لجيش الدفاع الإسرائيلي". وأضاف البيان أن حماس"تستغل السكان المدنيين - وخاصة النساء والأطفال - كدروع بشرية". ووفقا للبيان، فإن الحوادث التي تثير شبهات حول مخالفة أوامر وقيم الجيش الإسرائيلي سيتم التحقيق فيها، عند الاقتضاء، من قبل قسم التحقيقات الجنائية في الشرطة العسكرية الإسرائيلية. من بين 168 حالة نظرنا فيها، نعلم أن 90 طفلاً على الأقل لقوا حتفهم. وبسبب الدمار الذي لحق بالمنظومة الطبية في غزة، يصعب تحديد العدد الإجمالي للأطفال، الذين توفوا متأثرين بإصاباتهم. وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس، قُتل أو أُصيب 50 ألف طفل على الأقل في غزة، منذ بدء هذه الحرب. شنت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة، رداً على الهجوم الذي نفذته حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وأسر 251 آخرين كرهائن. تقول العائلات التي تحدثنا معها خلال هذا التحقيق، إنه ليس لديها أي أمل في تحقيق العدالة لأطفالها. بعض هذه العائلات لم يتمكن حتى من دفن جثث هؤلاء الأطفال. بقيت جثتا ليان ومحمد ممددتين في شارع حميد لأيام. وبعد أسبوعين، قام الجيران بدفنهما، خلال هدنة قصيرة. وحتى تواصلنا مع عائلتهما بعد أكثر من عام، لم يكن لدى العائلة أي فكرة عن وجود فيديو يوثق لحظة وفاتهما. ساهمت في إنتاج هذا التحقيق: شاينا أوبنهايمر

قرية الناشط عودة الهذالين تنتظر جثمانه لدفنه وإدانة قاتله
قرية الناشط عودة الهذالين تنتظر جثمانه لدفنه وإدانة قاتله

BBC عربية

timeمنذ يوم واحد

  • BBC عربية

قرية الناشط عودة الهذالين تنتظر جثمانه لدفنه وإدانة قاتله

في خربة أم الخير، إحدى القرى الصغيرة في جنوب الضفة الغربية، يسود صمت قاتل منذ أن سُمع صوت الرصاصة التي وضعت حداً لحياة الشاب الفلسطيني عودة الهذالين، 31 عاما، أحد أبرز النشطاء ضد الاستيطان. مرّت أربعة أيام على مقتله، لكن جثمانه ما يزال محتجزاً لدى السلطات الإسرائيلية، بينما أفرجت الشرطة الإسرائيلية عن المشتبه بقتله وهو المستوطن يونن ليفي، بقرار من محكمة الصلح في مدينة القدس، وتم تحويله للحبس المنزلي. "عودة لم يكن شخصا عاديا في محيطه، بل كان معلمًا للغة الإنجليزية، وأباً لثلاثة أطفال، وناشطًا ملتزما عن منطقة مسافر يطا،" هذا ما يقوله ابن عمه علاء الهذالين الذي يقول إنه كان شاهدا على واقعة مقتله. في ذلك اليوم، كما يروي علاء، حاول أهالي القرية التصدي سلمياً لجرافة يقودها المستوطن ليفي، كانت تعمل على تجريف أراضيهم. "كنا نعرفه، نعرف عنفه وتاريخه"، يقول علاء بصوت مثقل بالحزن متحدثا عن المستوطن الإسرائيلي، "لكنه لم يتردد، ترجل من الجرافة وسحب سلاحه. أطلق النار مرتين، واحدة لم تصب أحدًا، والثانية أصابت قلب عودة مباشرة". ويضيف علاء في حديث لبي بي سي: "الرصاصة أصابت قلب عودة وهو في ساحة المركز المجتمعي التابع للخربة، كان في الطريق لمساندتنا". وقع عودة أرضاً والدماء تغطي صدره، حاولنا إنقاذه لكن الرصاصة كانت قاتلة، حسب علاء. وأضاف بعد وقت قصير، اقتحمت القوات الإسرائيلية الخربة، احتجزت جثمان عودة، واعتقلت خمسة شبّان، بينهم طبيب حاول إسعافه. وشوهد المستوطن ليفي يقف بجانب الجنود، ويعتقد أنه لم يعتقل فورا. وفي اليوم التالي، حين حاولت العائلة إقامة بيت عزاء، داهم الجيش الإسرائيلي خربة أم الخير مجددًا، وأجبرهم على إزالة خيمة العزاء، وطرد النشطاء والمعزين والصحفيين. تقول عائلة الهذالين إن الجيش الإسرائيلي فرض شروطاً "مهينة" لتسليم الجثمان: دفنه خارج قريته، وتحديد عدد المشيعين بـ 15 شخصاً فقط، ومنع إقامة خيمة عزاء قرب المنزل. "حتى بعد الموت، يلاحقوننا"، يضيف علاء. 29 فلسطينياً قُتلوا خلال اعتداءات مستوطنين في الضفة الغربية منذ قرابة عامين، آخرهم الناشط عودة الهذالين حملة اعتقالات في أم الخير وعلى مدى الأيام الأربعة الماضية، داهمت القوات الإسرائيلية خربة أم الخير عدة مرات، ونفّذت حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 17 فلسطينيًا، من عائلة هذالين٬ بينهم شقيقا عودة، أحمد وعزيز، إضافة إلى خمسة نشطاء أجانب وإسرائيليين، أُفرج عنهم لاحقًا، وفقًا لنشطاء في مسافر يطا. وبحسب المصادر ذاتها، أُفرج عن اثنين من المعتقلين الفلسطينيين، فيما عُرض تسعة آخرون على المحكمة، بعد أن اعتُقلوا مساء الثلاثاء. وأمرت المحكمة بالإفراج عن بعضهم، من بينهم أحمد الهذالين، شقيق عودة، بشروط مقيّدة تقضي بمنع الالتقاء لستين يومًا وعدم الاقتراب من مستوطة "كرمئيل" التي تقع بالقرب من ام الخير٬ ودفع غرامة مالية. تقدر بـ 150 دولارا (500 شيكل). في المقابل، لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتجز ستة فلسطينيين، يواجهون تهمًا تتعلق بـ"رشق مركبات لمستوطنين بالحجارة"، في اتهامات وصفها النشطاء بأنها محاولة لتجريم الاحتجاج السلمي على مقتل الهذالين، وطمس المطالبة بالعدالة له. فيلم "لا أرض أخرى" كان يؤمن بالكاميرا كما بالكلمة، وشارك في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حصد جائزة الأوسكار العام الماضي، مؤمنًا بأن الصورة يمكن أن تنقل للعالم ما يعجز عنه الصوت المحاصر في هذه الأرض، حسبما يقول مخرج الفيلم باسل عدرة لبي بي سي. عودة لم يُقتل فقط برصاص مستوطن. يقول لبي بي سي الصحفي الإسرائيلي وناشط حقوق الإنسان أندريه كراسنوفسكي الذي كان صديقًا مقربًا له: "عوده قُتل نتيجة مشروع كامل، مستمر منذ عقود، لتفريغ هذه الأرض من سكانها". وأضاف: "ليفي لم يأتِ فقط ليقتل، بل جاء ليهدم الأشجار وأنابيب المياه، كانت الرصاصة مجرد فصل أخير في تدمير الخربة". ويونن ليفي المشتبه به بقتل الهذالين مستوطن إسرائيلي يقيم في بؤرة استيطانية غير قانونية تُدعى "ميترِيم"، أسسها بنفسه عام 2021 في جنوب محافظة الخليل. يعيش في هذه البؤرة مع أسرته وقطيع من الماشية، ويُعرف باتخاذه تدابير أمنية مشددة تشمل كاميرات مراقبة وأنظمة حماية ذاتية. الجيش الإسرائيلي يطلق سراح حمدان بلال مخرج فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار في عام 2024، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات على ليفي بسبب تورطه في شن اعتداءات عنيفة على فلسطينيين في جنوب الخليل، شملت "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان. وبحسب نادي الأسير الفلسطيني فقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ليفي للتحقيق، لكنها أطلقت سراحه بعد يوم واحد، وفرضت عليه إقامة جبرية، ووجهت له تهمًا مخففة، منها "التسبب بالموت نتيجة الإهمال فيما قال محاميه للمحكمة إنه استخدام الرصاص للدفاع عن نفسه ضد إلقاء الحجارة من الفلسطينيين. ولم يُقدم أي استئناف ضد القرار. وبحسب رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، فقد شن المستوطنون أكثر من 2150 اعتداء منذ بداية العام، بينها 448 اعتداء في مسافر يطا وحدها. كما قُتل 30 فلسطينيًا في اعتداءات المستوطنين منذ أكتوبر 2023، بينهم ثمانية منذ مطلع العام الحالي. خربة أم الخير، التي يسكنها 210 أفراد موزعين على 32 عائلة، تواجه خطر الهدم الكامل. القرية محاطة بمستوطنة "كرمل" التي أُقيمت على أراضيها عام 1980، وقد تعرضت خلال العقدين الأخيرين لعمليات هدم متكررة طالت المنازل والبنية التحتية والمواشي. وفي عام 2022، أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قرارًا يسمح بتهجير سكان مسافر يطا تحت ذريعة تحويلها إلى منطقة تدريب عسكري، ما يهدد بإخلاء نحو 1200 فلسطيني من قراهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store