
الجيش الإسرائيلي: اعترضنا مسيرة أطلقت من اليمن
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المسيرة التي أطلقت من اليمن "اعُترضت في أجواء بلدة بني نتساريم بغلاف غزة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ 3 ساعات
- معا الاخبارية
الجيش الإسرائيلي: اعترضنا مسيرة أطلقت من اليمن
بيت لحم -معا- قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض مسّيرة أطلقت من اليمن وذلك بعد بيان سابق قال فيه إن "صفارات الإنذار دوت في بلدة بني نتساريم بسبب الاشتباه بتسلل مسيّرة ونحقق في الأمر". وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المسيرة التي أطلقت من اليمن "اعُترضت في أجواء بلدة بني نتساريم بغلاف غزة".


معا الاخبارية
منذ 7 ساعات
- معا الاخبارية
الباكستان: إسرائيل ترتكب جرائم تجويع جماعي بغزة
بيت لحم- معا- اتهم رئيس الوزراء الباكستاني، اليوم الأحد، الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم تجويع جماعي بحق الفلسطينيين، عبر حرمانهم من الغذاء والدواء والماء، في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة. وأشاد في تصريحاته بمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مثمنًا دعمها المتواصل لغزة، ومواقف المرشد الأعلى علي خامنئي في مناصرة الشعب الفلسطيني. ودعا رئيس الوزراء إلى تحرك دولي فوري من أجل فرض وقف دائم لإطلاق النار، ووقف جميع الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد المدنيين، مؤكدا أن الصمت الدولي يفاقم الكارثة الإنسانية.


Independent عربية
منذ 9 ساعات
- Independent عربية
"إحصاء في بيت لحم" لبروغل: لوحة دينية أم منشور سياسي؟
يمتلك متحف الفنون الجميلة في مدينة الشمال الفرنسي، ليل، لوحة للرسام الذي يكاد يكون ابن تلك المنطقة لكن شهرته غمرت عالم الفن كله بوصفه واحداً من سادة الفنون "الواقعية" في تاريخ الفن الأوروبي وواحداً من كبار رسامي الطبيعة. ونتحدث هنا عن لوحة "إحصاء في بيت لحم" للفنان بيتر بروغل البالغ ارتفاعها 112 سم وعرضها 163 سم، والتي يعرف الجميع أنها اللوحة التي تجتذب في ذلك المتحف الفرنسي أكبر عدد من المتفرجين على الإطلاق. للوهلة الأولى تبدو هذه اللوحة التي رسمها بروغل عام 1555 وكان في الـ30 من عمره، معبرة عن مشهد طبيعي ينسجم تماماً مع تلك المشاهد التي اعتاد بروغل رسمها في ريفه المفضل في البلاد الواطئة. بل تكاد تكون الأكثر انتماء لتلك المنطقة من العالم بجمهورها وعمران بيوتها وطبيعتها وثلوجها التي تكاد تبدو راسخة شتاء وصيفاً حتى وإن كانت اللوحة تبدو شتائية بامتياز وقد يخلط الناس أحياناً بينها وبين لوحة أخرى لبروغل نفسه مخصصة لفصل الشتاء في رباعيته "الفصول الأربعة". غير أن هذا كله ليس سوى انطباع الوهلة الأولى بالتأكيد. فتفرس أكثر عمقاً في اللوحة يسبرها في ما وراء مظهرها الخارجي وبدءاً من عنوانها بالطبع، "إحصاء في بيت لحم" سيسارع بنسف الفكرة التي تكون قد تكونت أول الأمر، إذ إن مشاهد اللوحة سينصرف على الفور من اعتبارها مشهداً طبيعياً، إلى النظر إليها بوصفها... لوحة دينية. كناية عن واقع ما وذلك تحديداً لأن عنوان اللوحة نفسه يشير مباشرة إلى فكرة بالاسم نفسه منتزعة من الكتاب المقدس تتحدث عن إحصاء تقوم به السلطات الرومانية في فلسطين عند ما قبل تاريخ ظهور المسيحية مباشرة، للبحث عن طفل النبوءة الذي كانت ثمة حكاية عن ولادته كناشر لدين جديد سيقوض الدولة الرومانية بدءاً من فلسطين. ومن هنا، بحسب الحكاية المتوارثة كجزء من طقوس دينية، ها هي السلطات الرومانية تجري إحصاء لسكان مدينة بيت لحم لمعرفة أين هو ذلك الطفل للتخلص منه. ونعرف طبعاً أن إجراء ذلك الإحصاء كان منطلق الهرب الكبير إلى مصر للجوء من بطش السلطات الرومانية. الهرب الذي خاضته السيدة العذراء مع طفلها وخطيبها يوسف النجار وما إلى ذلك من بقية الحكاية التي نعرف والتي أبدع الفنانون النهضويون في رسمها لوحات رائعة تزين اليوم عديداً من متاحف العالم. فهل يمكننا هنا أن نتساءل عما إذا كان بيتر بروغل، عبر رسمه "إحصاء في بيت لحم" إنما أراد أن يدلي بدلوه، بدوره فنياً في هذا المجال برسمه منطلق الرحلة حين تغادر العائلة المقدسة المدينة الفلسطينية متوجهة إلى مصر؟ من ناحية مبدئية لا شك أن الجواب هو: نعم! لكن بيتر بروغل، الوطني المبدع الذي كان يرى الفن غاية ولكن أيضاً وسيلة لمقاومة الظلم الآتي من الطبيعة أو من ممارسة الإنسان تجاه أخيه الإنسان، حتى وإن كان من المعروف أنه لم يزر الديار المقدسة في فلسطين، كان يعرف تماماً أنها لا تشبه على الإطلاق تلك الطوبوغرافيا التي رسمها في هذه اللوحة، مصراً على أن تشهد حدث الهرب المقدس. كان يعرف أنه يرسم طوبوغرافيا محلية تنتمي عموماً إلى الشمال الغربي الأوروبي وخصوصاً إلى البلاد الواطئة (هولندا تحديداً) بلاده. فما الحكاية؟ من جغرافية إلى أخرى لقد أشرنا قبل سطور إلى أن بروغل كان ذا نزعة وطنية لكنها لم تكن صاخبة. وهو كان يؤمن أن للفن دوراً يلعبه في السياسة ولكن من دون اللجوء إلى ذلك الزعيق المعتاد الذي يمارسه أصحاب الرؤوس الحامية الذي يكتفون عادة بالتبشير بين مؤمنين فلا يكون لفنهم أي تأثير حقيقي. بالنسبة إلى بروغل ليس كل فن احتجاجي فناً جميلاً بالضرورة، بل على العكس فهو يرى أن الفن الجميل في حد ذاته هو فن ثوري وسياسي يؤثر إيجاباً على المتلقين ولو عبر إشارات تنثر هنا وهناك. ومن هنا نراه في هذه اللوحة بالذات يقدم نوعاً من مرافعة سياسية احتجاجية متكاملة وفاعلة يعرف على أية حال أن مفعولها يحتاج وقتاً طويلاً وثقافة عريضة كي يستقر من أذهان وحياة وفعل أولئك المتلقين. ويقيناً أن هذه اللوحة تمتلئ بذلك النوع من الإشارات التي تكاد تجعلها فريدة من نوعها ولكن عبر إسقاطات لا يتبينها المشاهد إلا تدريجاً. وأيضاً هنا بدءاً من عنوان اللوحة، ولكن مروراً بصورة مباشرة بالصدمة التي يتلقاها مشاهد اللوحة وهو يحملق في المشهد "الفلسطيني" فإذا به مشهد طالع من الأرض والمناخ الهولنديين، ويحملق في عشرات الشخوص في اللوحة نساء ورجالاً وأطفالاً وحيوانات داجنة، فإذا به أمام مشهد من عنده من طوبوغرافية مدينته وزراعاتها وصناعاتها، وممارسات سكانها لحياتهم اليومية، بل حتى ارتداؤهم الثياب المحلية على بشرات وسحنات يصعب تصور أنها فلسطينية من تلك المنطقة من العالم. وهنا إذ يكون المتلقي عارفاً أن رسامه المفضل غير جاهل للفوارق بين الجغرافيتين، المحلية والفلسطينية، يعمل فكره متسائلاً حول هذه المفارقة... وبصورة خاصة لأنها مفارقة جديرة بأن تلفت نظره وتدفعه إلى... التفكير بعدما يكون جمال اللوحة وانتماؤها إلى الأرض والتقاليد ولعب الأطفال والممارسات اليومية قد مر عبر مرشح القلب والذائقة الجمالية أولاً. حكاية احتلال أجنبي وهكذا، بشيء من المقارنات التاريخية التي لا شك أن نخبة النخبة بين صفوف المتلقين تقوم بها، سيجد مشاهد اللوحة نفسه أمام واقع تاريخي لا علاقة حقيقية له برحلة العائلة المقدسة إلى مصر. وأمام واقع جغرافي وتاريخي بالتالي أيضاً، لا علاقة له لا ببيت لحم ولا بفلسطين ولا بالضفة الغربية لنهر الأردن. لكنه في المقابل ينم عن واقع هولندي خالص. ففي وقت رسم فيه بيتر بروغل (1525 –1569) هذه اللوحة كانت إسبانيا تحتل البلاد الواطئة بمعنى أن الشعب الهولندي كان يرزح تحت احتلال أجنبي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكان الفعل الرئيس للاحتلال يتمثل في فرض المزيد والمزيد من الضرائب على الشعب الهولندي الذي كان يعيش حينها ازدهاراً اقتصادياً كبيراً وتبدلات سياسية ودينية مدهشة، ضرائب يمول بها الإسبان مغامراتهم الاستعمارية الاحتلالية في أنحاء كثيرة من العالم. وكانت الضرائب تفرض انطلاقاً من القيام بإحصاءات مباغتة حتى في القرى والبلدات النائية في المناطق المحتلة، وغالباً ما ترتدي مسوح الواجب الديني بالنسبة إلى من تبقى على الدين البابوي في الأقاليم الهولندية الكاثوليكية، والعقاب الجماعي بالنسبة إلى الهولنديين الذين ساروا على الخط الإصلاحي اللوثري. ويقيناً هنا أن لجوء بروغل إلى موضوع ديني مقدس يجمع عليه البابويون والإصلاحيون معاً على الضد من المحتل الأجنبي الذي كان في جبروته يتذرع بالدين لتحقيق غاياته المالية والاقتصادية، لعبة واضحة لعبت دورها هنا في علاقة المتلقين باللوحة. مفاهيم تعبر الزمن في الحقيقة أن هذا كله، وإن كان لا يظهر بكل وضوحه بالنسبة إلى من يشاهد اللوحة للمرة الأولى، فيروح باحثاً عن علاقة الرحلة إلى مصر بالمناخ الهولندي البارد على عكس ما هي الحال في فلسطين المعروفة بارتفاع الحرارة فيها، هو عنصر أساس من اللعبة الفنية، إذ إن المتلقي حين يغوص للبحث عما له علاقة هنا بالعائلة المقدسة، ويكتشف وجودها في وسط مقدمة اللوحة متواكبة مع الحمار المنقذ الذي وضع المخلص فوقه محمياً من برودة الطقس، بينما كان في الرحلة محمياً من حرارة الشمس اللاهبة، يجد نفسه على الفور أمام جملة استعارات تحول لوحة "إحصاء في بيت لحم" إلى عمل فني معاصر يقول السياسة وسياسة التحرر الوطني من دون أن يبدو عليه أنه يفعل ذلك. في الوقت نفسه الذي يربط فيه الفنان بين الماضي الاحتلالي الروماني في فلسطين، و"الحاضر" الاستعماري الإسباني في هولندا، بشكل يبقيه راسخاً إلى الأبد في ذهن من يسعى لفهم اللوحة والدوافع الحقيقية التي حدت ببيتر بروغل إلى رسمها في زمن كانت بلاده تعاني الاستعمار الإسباني، ضمن إطار منطق يعبر من خلاله الفنان عن وحدة الظلم الاستعماري في كل مكان تقابله وحدة الفعل التحرري في كل زمان أيضاً.