
العالم يتوسع في شراء السلع خوفا من أزمات اقتصادية وشيكة
والآن، تدفع ويلبورن قسطاً شهرياً قدره 607 دولارات لسيارة من شيك الضمان الاجتماعي البالغ 1600 دولار، والذي قالت إنه مصدر دخلها الوحيد. وقالت "الوضع صعب للغاية في الوقت الحالي... لكن السيارة كانت ضرورية بسبب مواعيد ابني الأكبر الطبية".
مع شنّ ترمب حرباً تجارية عالمية في ربيع العام الماضي، سارع عديد من الأميركيين إلى شراء كميات كبيرة من السيارات والإلكترونيات والأثاث، محاولين تجنّب أي ارتفاعات محتملة في الأسعار ناجمة عن الرسوم الجمركية. ترك هذا الإنفاق المفرط الكثيرين في ديون جديدة، وقد يؤثر سلباً في إنفاق المستهلكين، الذي يُغذّي الاقتصاد الأميركي، في الأشهر المقبلة.
أعلى ديون الأسر الأميركية منذ عام 2004
وفق البيانات الرسمية، ارتفعت مبيعات التجزئة في مارس (آذار) الماضي، مع ارتفاع مبيعات السيارات من قِبل المستهلكين، مدفوعةً بالرسوم الجمركية التي استهدفت السيارات المستوردة وقطع غيار السيارات، والتي دخلت حيز التنفيذ في أبريل ومايو (أيار) على التوالي. لكن هذه الأرقام تراجعت منذ ذلك الحين، وفقاً لبيانات وزارة التجارة الأميركية، إذ انخفضت بنسبة 0.9 في المئة خلال مايو، في أشدّ انخفاض شهري لها منذ عامين.
في غضون ذلك، بلغت ديون الأسر الأميركية نحو 18.2 تريليون دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو رقم قياسي مُسجّل منذ عام 2004، مع ارتفاع حالات التخلف عن السداد، وفقاً لبيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.
بالنسبة لعائلات مثل عائلة ويلبورن، كان إنفاق الربيع ببذخ بمثابة مغامرة في مواجهة حال عدم اليقين رهان قد يتطلب الآن سنوات من التخطيط الدقيق للموازنة لإدارته.
قالت ويلبورن، "بمجرد أن أستعيد توازني، آمل بأن يصبح الأمر أسهل، لكنني لا أعرف... الآن لا يمكننا فعل أي شيء لمتعتنا، مثل شراء طعام للطيور في الفناء الخلفي".
هل يكفي ترشيد الإنفاق للخروج من الأزمة؟
قد يتراجع الأميركيون المثقلون بديون جديدة عن مشترياتهم، إذ يقول الاقتصاديون، إن "الإنفاق التقديري"، أي المشتريات غير الضرورية لبقاء الفرد، عادة ما يكون أول ما يُلغى، ويشمل ذلك تناول الطعام في الخارج والسفر للترفيه.
وأظهر استطلاع أجراه "بنكريت"، حول خطط المستهلكين للإنفاق التقديري أن 54 في المئة من البالغين الأميركيين قالوا إنهم يتوقعون إنفاقاً أقل على السفر وتناول الطعام في الخارج والترفيه هذا العام، بزيادة عن 49 في المئة قالوا الشيء نفسه العام الماضي. وفي مايو الماضي، انخفض إنفاق التجزئة في المطاعم والحانات بنسبة 0.9 في المئة، وفقاً لبيانات وزارة التجارة الأميركية، وهو أول انخفاض شهري منذ فبراير (شباط) 2023.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفق شبكة "سي أن أن"، استخدمت أنيكا ويلوك، البالغة من العمر 28 سنة، وعائلتها قرضاً وخط ائتمان بضمان حقوق الملكية في منزلهم لتسريع إنفاقهم على مشتريات تزيد قيمتها على 137 ألف دولار- بما في ذلك سيارة جديدة، وأجهزة كمبيوتر، وثلاجة، وإصلاحات منزلية- لتجنب أي صدمة مالية ناجمة عن رسوم ترمب الجمركية.
ومع عودة زوجها إلى الدراسة هذا الخريف وتخفيض مساهماتهما التقاعدية، تقول ويلوك، التي تعمل ممرضة، إن عائلتها تعيش الآن على راتبها الشهري، وتضيف "بعد كل هذه المشتريات، نلتزم بالبقاء في منازلنا ولا نخطط لإنفاق هذا القدر من المال، كما لو أننا لا نخطط للخروج وإعادة ضخ الأموال في الاقتصاد في أي وقت قريب".
في مارس الماضي، أظهر استطلاع أجرته شركة "كريديت كارما" شمل أكثر من 2000 بالغ أميركي، أن 51 في المئة منهم قالوا إنهم غيروا سلوكهم الإنفاقي تحسباً لرسوم ترمب الجمركية، بينما ذكر 18 في المئة منهم تحديداً أنهم أقدموا على عمليات الشراء الكبرى.
أكبر عرضة للخطر المالي
من المتوقع على نطاق واسع أن تُثقل رسوم ترمب الجمركية كاهل الأميركيين في نهاية المطاف من خلال ارتفاع التضخم، حتى أولئك الذين باعوا مشترياتهم الباهظة مقدماً، وهذا يعني أن المستهلكين الذين شاركوا في موجة الإنفاق الربيعية أصبحوا أكثر عرضة للخطر المالي.
يقول هنري توسون، وهو مصور مدرسي يبلغ من العمر 52 سنة من لوس أنجليس، إنه أنفق ما يقرب من 50 ألف دولار في وقت سابق من هذا العام على جهاز كمبيوتر محمول جديد وتلفزيون وسيارة هيونداي توسان هايبرد بقيمة 45 ألف دولار لتفادي تأثير الرسوم الجمركية، موضحاً أنه كان متوتراً هذه الأيام، وقلقاً من أن تواجه عائلته فجأةً محنة غير متوقعة.
وأضاف "في أحد الأيام، عندما ذهبتُ لأخذ زوجتي من العمل، كان الناس يقودون سياراتهم بشكل سيئ للغاية، فقلتُ لها إن اصطحابها يُسبب لي ضغطاً نفسياً بسبب هذه السيارة الجديدة... لقد عادت إلى ركوب الحافلة لأن تعطلها قبل الأوان سيكون أمراً سيئاً للغاية".
ولا يقتصر الأمر على الاستعداد لحالات الطوارئ فحسب، بل إن المزيد من الأميركيين يجدون أنفسهم عاطلين من العمل أو يواجهون أي ضائقة مالية، مما سيؤدي إلى تراجع الإنفاق. يقول توسون، "إن فقدان الوظيفة أمر سيئ، لكن الأمر سيكون أسوأ بكثير إذا خسرتُ أنا أو زوجتي وظيفتي هذه الأيام، بعد كل ما اشتريناه".
ولا يزال معدل البطالة منخفضاً عند 4.2 في المئة للشهر الثالث على التوالي، ولا يزال أصحاب العمل يُظهرون رغبة في التوظيف. وأفادت وزارة العمل في بيانات حديثة، أن فرص العمل ارتفعت بشكل غير متوقع في مايو إلى 7.7 مليون فرصة، ومع ذلك، انخفض التوظيف للمبتدئين، وشلّت حرب ترمب التجارية الفوضوية بعض عمليات اتخاذ القرارات في قطاع الأعمال.
في الوقت الحالي، تراقب "وول ستريت" وصانعو السياسات الاقتصادية عن كثب ما إذا كان الإنفاق سينخفض بشدة بعدما بذلت الأسر قصارى جهدها للتغلب على رسوم ترمب الجمركية. يقول كبير الاقتصاديين في "ويلز فارغو"، جاي برايسون، إنه "مع بدء تطبيق الرسوم الجمركية وتطبيق زيادات الأسعار، سيؤثر ذلك سلباً في الدخل الحقيقي للأفراد وقدرتهم الشرائية، ونتيجة لذلك، سنشهد تباطؤاً في إنفاق المستهلكين. وسيعود ذلك أيضاً إلى هذا الارتفاع في الإنفاق".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مركز الروابط
منذ 35 دقائق
- مركز الروابط
البنك المركزي العراقي والعملات القيادية
انخفضت مبيعات البنك المركزي من العملة الأجنبية ' القيادية' للشهر الثالث على التوالي، حيث بلغت 5.7 مليار دولار في شهر حزيران من العام الحالي، بتراجع نسبته 15.5% مقارنة بشهر أيار الذي سجلت فيه المبيعات 6.5 مليار دولار. وبهذا، وصلت مبيعات البنك المركزي من العملة الأجنبية في الأشهر الستة الأولى من السنة إلى 37.2 مليار دولار، منخفضة بنسبة 2.2% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي كانت قد سجلت 38.1 مليار دولار. كما انخفضت المبيعات النقدية للعملة الأجنبية إلى أدنى مستوى لها، حيث بلغت في شهر حزيران 99 مليون دولار فقط، وهي أقل قيمة مبيعات شهرية منذ بدء اعتماد المبيعات النقدية. وبذلك، بلغ إجمالي مبيعات البنك المركزي من العملة الأجنبية على طريقة المبيعات النقدية في الأشهر الستة الأولى من السنة 1.4 مليار دولار، بتراجع نسبته 21% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي كانت قد بلغت 1.76 مليار دولار. أما مبيعات العملة الأجنبية عبر آلية تعزيز الأرصدة، فقد بلغت 5.6 مليار دولار في شهر حزيران من العام الحالي، بزيادة قدرها 35% مقارنة بشهر حزيران من العام الماضي. وبذلك، بلغت مبيعات العملة الأجنبية عبر آلية تعزيز الأرصدة في الأشهر الستة الأولى من السنة 35.8 مليار دولار، مرتفعة بنسبة 37% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي كانت قد بلغت 26 مليار دولار. كما توقفت تمامًا آلية التسويات الدولية عبر البنك المركزي، وكذلك آلية التحويل عبر البنك المركزي، ليقتصر بيع العملة الأجنبية على آلية تعزيز الأرصدة والبيع النقدي للمسافرين. ورغم انخفاض المبيعات النقدية وتوقف التسويات الدولية، إلا أن سعر الدولار ظل مستقرًا ولم يتأثر بهذا التراجع. ومن المتوقع أن تصل مبيعات البنك المركزي لهذا العام إلى حوالي 70 مليار دولار، بانخفاض عن العام الماضي الذي تجاوزت فيه المبيعات 80 مليار دولار. إن تراجع مبيعات العملة الأجنبية، مع استقرار سعر الدولار في السوق الموازي وانخفاض مستويات التضخم، يستدعي مراجعة دقيقة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع. وهذا الأمر يمكن أن يكون مرتبطًا بإمكانية دخول معظم التجار إلى السوق الرسمية، مما يقلل الحاجة للعملة الصعبة في السوق الموازي، أو بتراجع الطلب على السلع، ما قد يعكس حالة من الركود الاقتصادي الذي يمر به السوق العراقي. المهندس منار العبيدي


صحيفة المواطن
منذ ساعة واحدة
- صحيفة المواطن
شركة الدرعية توقع عقدًا استثماريًا لتطوير ميدان الدرعية بـ 2.2 مليار ريال
أعلنت شركة الدرعية عن توقيع عقد إنشائي ضخم بقيمة 2.249 مليار ريال سعودي (600 مليون دولار أمريكي) مع شركة ساليني العربية السعودية (التابعة لمجموعة وي بيلد الإيطالية) لتنفيذ المنطقة التجارية البارزة في مشروع ميدان الدرعية، الواقع في قلب مشروع الدرعية، ضمن المخطط الرئيسي الفريد المستوحى من الطراز النجدي الأصيل. وصُمّم ميدان الدرعية لتطوير منطقة تجارية حيوية تحتضن 400 علامة تجارية محلية وعالمية في قطاعات التجزئة والترفيه والمطاعم، تركز على تقديم تجارب فريدة للزوار، من خلال بيئة مخصصة للمشاة، توفّر فرصًا فريدةً للتسوق وتناول الطعام والعيش، وتسعى الدرعية إلى أن يكون الميدان هو المحرك الرئيسي لمستقبل المشهد التجاري والترفيهي في المنطقة، ليُرسّخ مكانة الدرعية كوجهة عالمية رائدة. تطوير المناطق التجارية الفريدة ويُعد هذا العقد ثالث المشاريع التي تنفذها مجموعة وي بيلد في الدرعية، حيث تواصل شركة ساليني مساهمتها في تطوير المناطق التجارية الفريدة من نوعها في الدرعية، وتقوم حاليًا ببناء مواقف سيارات تحت الأرض بسعة 10,500 سيارة أسفل ميدان الدرعية، والتي ستكون من بين أكبر مواقف للسيارات في العالم، حيث تشتمل على مرافق متكاملة لخدمة الحافلات، ومناطق مخصصة لسيارات الأجرة وإنزال الركاب، إضافةً إلى أربعة مسارات تحت الأرض تربط بين أجزاء المخطط الرئيسي، مما يُسهم في تقديم تجربة وصول سهلة إلى مواقف ميدان الدرعية، كما تعمل ساليني أيضًا تنفيذ الأعمال الإنشائية لكافة مرافق ميدان الدرعية الواقعة فوق الأرض، بما في ذلك مناطق التجزئة والفنادق والوحدات السكنية والفندقية والمكاتب، إضافةً إلى الجامع الكبير. ويتضمّن عقد تطوير المنطقة التجارية الجديدة في ميدان الدرعية إنشاء 73 مبنى، تحتوي على 400 وحدة تجارية، على مساحة إجمالية تبلغ 365,340 مترًا مربعًا، مع تنفيذ كامل الواجهات والتشطيبات والتجهيزات الداخلية للوحدات، كما يستخدم كل مبنى تصميمات معمارية نجدية تقليدية، لإضفاء طابع نجدي أصيل يعكس تاريخ المنطقة الممتد لقرابة 600 عام، ضمن بيئة تجارية راقية مخصصة للمشاة في قلب الدرعية. وفي تعليقه على توقيع العقد، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية، السيد جيري إنزيريلو: 'يُعد ميدان الدرعية أحد أبرز مشاريعنا المميزة والنوعية والفاخرة، ونحن سعداء بإبرام هذا العقد مع شركة ساليني التي تتمتّع بخبرةٍ عالميةٍ عالية. يُجسّد ميدان الدرعية أحد أهم المحطات في مسيرة تطوير الدرعية، حيث سيُسهم في توفير مساحات واسعة من محلات التجزئة، لاستقبال مجموعة كبيرة من المتسوقين من المجمعات السكنية والمساحات المكتبية المحيطة، وملايين الزوار الذين يزورون الدرعية سنويًا'. رمزية استراتيجية كبيرة من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة وي بيلد، بيترو ساليني: 'نفخر بالمساهمة في مشروع يحمل رمزية استراتيجية كبيرة للمملكة العربية السعودية، سيُعزّز هذا المشروع حضورنا في المملكة، ويؤكّد التزامنا نحو المساهمة في تنمية المنطقة ومجتمعها المحلي، نحن متحمسون للعمل في هذه المرحلة الجديدة من ميدان الدرعية، كجزءٍ مهمٍ من هذا المشروع الفريد، فمنذ عام 1966م، أنجزت مجموعتنا أكثر من 90 مشروعًا في المملكة، وسنواصل دعمها في تنفيذ أبرز مشاريع البنية التحتية في العالم، لا سيما في قطاع الإنشاءات والتنقل المستدام، وتحلية المياه'. ويُعد ميدان الدرعية القلب النابض لقطاع التجزئة ضمن مشروع الدرعية، حيث يضم أرقى العلامات التجارية العالمية والمنتجات الحرفية المحلية في بيئةٍ تمزج بين الثقافة والترفيه، ويشمل الميدان 400 من إجمالي 1000 منفذ بيع مُخطط لتوفيرها ضمن المخطط الرئيسي لمشروع الدرعية، الذي يُقام على مساحة 14 كيلومترًا مربعًا. ومن المتوقع أن تُسهم الدرعية بنحو 70 مليار ريال سعودي (18.6 مليار دولار أمريكي) في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وستوفّر قرابة 180 ألف فرصة عمل، وستكون موطنًا لما يُقدر بنحو 100 ألف نسمة، وستضم مساحات مكتبية حديثة لعشرات الآلاف من المتخصصين في التكنولوجيا والإعلام والفنون والتعليم، ومتاحف، وجامعة، ودار الأوبرا الملكية، وفنادق عالمية فاخرة، ومطاعم، بالإضافة إلى النادي الملكي للقولف في وادي صفار، إلى جانب ملعب القولف للبطولات من تصميم جريج نورمان، والنادي الملكي للفروسية والبولو في وادي صفار.


سويفت نيوز
منذ ساعة واحدة
- سويفت نيوز
ساتوشي ناكاموتو المبتكر الغامض لعملة بيتكوين يصعد في قائمة كبار الأثرياء بـ 129 مليار دولار
بودابست – سويفت نيوز: دخل ساتوشي ناكاموتو، المبتكر الغامض لعملة بيتكوين، نادي أغنى أغنياء العالم، محتلًا المرتبة الثانية عشرة بثروة تُقدَّر بنحو 128.9 مليار دولار، وفقًا لبيانات موقع وسعر الصرف على منصة Bitstamp. ورغم هذه القفزة الهائلة في صافي الثروة، تبقى هوية ناكاموتو أحد أكبر ألغاز العصر الرقمي، وفق تقرير financialexpress، إذ لا يزال الرجل – أو ربما المجموعة – الذي أطلق ورقة بيتكوين البيضاء عام 2008، وحرّك أول كتلة من العملة في يناير 2009، مجهول الهوية، يعيش في الظل، بينما يتصدر قائمة الأثرياء. وفقا للتقديرات، يمتلك ناكاموتو ما يزيد عن مليون بيتكوين (تحديدا نحو 1.096 مليون)، وهي كمية لم تُحرّك منذ نشأتها، ما يعزز الشكوك حول أن مبتكر العملة اختار التواري عن المشهد رغم نفوذه المالي الهائل. وبهذه الحيازة، تجاوز ناكاموتو مؤخرا ثروة الملياردير الأميركي مايكل ديل، مؤسس شركة Dell، والتي قُدّرت بـ124.8 مليار دولار. على مدار الأعوام، نُسجت عشرات النظريات حول هوية ناكاموتو. طُرحت أسماء بارزة مثل هال فيني، أحد أوائل المطورين الذين عملوا على بيتكوين، وعالم التشفير نيك زابو، وحتى المليارديرين إيلون ماسك وجاك دورسي. غير أن جميع هذه الشخصيات أنكرت علاقتها بالمشروع. في المقابل، حاول كريغ رايت، عالم الحاسوب الأسترالي المقيم في بريطانيا، لسنوات إقناع العالم بأنه 'ساتوشي الحقيقي'، لكن المحكمة العليا في المملكة المتحدة أصدرت في عام 2024 حكمًا يدينه بـ«الادعاء الكاذب»، ومنعته من استخدام هذا الاسم مرة أخرى تحت طائلة السجن، في خطوة أنهت جدلاً قانونيًا واسع النطاق. اختفاء ناكاموتو بعد تواصله مع بعض المبرمجين حتى ربيع عام 2011 زاد من الغموض. ويُقال إنه كان يظهر على الإنترنت في أوقات تتزامن مع النهار البريطاني، رغم أنه كان يُعرّف نفسه كمقيم في اليابان، ما زاد من تعقيد الروايات حول خلفيته وهويته. هذا اللغز أصبح مادة دسمة للسينما الوثائقية. فقد تناول فيلم HBO الوثائقي 'مالي إليكتريك: لغز البيتكوين' للمخرج كولين هوباك رحلة البحث عن زعيم بيتكوين الحقيقي، وتضمّن مقابلات مع شخصيات مثل بيتر ك. تود، الذي رُشّح بدوره كمخترع العملة، لكنه أنكر ذلك علنا. في كتابه «السيد ناكاموتو الغامض» (مارس 2025)، وصف الكاتب بنيامين والاس شخصية ناكاموتو بأنها «كيان قد يكون موجودًا أو لا». ويرى والاس أن بيتكوين كانت في بدايتها عام 2008 مجرّد تجربة تقنية داخل مجتمع محدود من المبرمجين، لكنها أصبحت بحلول عام 2022 تاسع أغلى أصل عالمي، متفوقة على شركات مثل «ميتا»، وتأتي مباشرة بعد «تسلا». وفي سابقة غير معتادة، نُصِب أول تمثال في العالم يجسّد ساتوشي ناكاموتو عام 2021 في حديقة «غرافيسوفت» في بودابست، المجر. يحمل التمثال لمسة فلسفية: لا ملامح محددة لوجهه، فقط سطح عاكس يسمح لكل زائر بأن يرى انعكاس وجهه فيه، كأن التمثال يقول إن «ساتوشي يمكن أن يكون أي شخص». رغم أن اسمه صار مرادفًا للثروة والعبقرية الرقمية، فإن بقاء ساتوشي ناكاموتو مجهولًا هو ما منح البيتكوين جزءًا من جاذبيتها الثورية: عملة لا مركزية، لا تخضع لسلطة، لا تحمل توقيع فرد بعينه. يبقى ساتوشي ناكاموتو أغنى شخص في التاريخ الحديث لم يُرَ له وجه، ولم تُسمع له كلمة منذ أكثر من عقد. ومع صعوده على قائمة أغنى أغنياء العالم، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يكون هذا الصمت الأبدي هو أعظم اختراع له؟