
المنطقة الثقافية بالسعديات.. منصات عالمية للإبداع الإنساني
تحضر جزيرة السعديات حضوراً زاهياً من الناحية التاريخية والجغرافية، كما تمثل المنطقة الثقافية بالسعديات «أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، حيث يلتقي فيها معلمو الأمس بمبدعي اليوم ومبتكري المستقبل، احتفاءً بإنجازات دولة الإمارات العربية والمنطقة والعالم».
ومن خلال ما تضمه المنطقة من معالم ثقافية ومتحفية بارزة، مثل متحف اللوفر أبوظبي، متحف زايد الوطني، تيم لاب فينومينا أبوظبي، بيت العائلة الإبراهيمية، جوجنهايم أبوظبي، متحف التاريخ الطبيعي، منارة السعديات وبيركلي أبوظبي، تعد مقصداً للمبدعين وعشاق الفنون والتاريخ والتراث والحداثة.
وعبر وجهات نظرهم، يؤكد الفنانون على الثراء المعرفي والثقافي والتعليمي الذي تتيحه «المنطقة الثقافية بالسعديات».
وحسب ما أشاروا إليه، فإن المعارض التي تحتضنها المنطقة الثقافية بالسعديات تمنح كل زائر فرصة لاكتشاف ذاته قبل اكتشاف ما تعرضه من إبداع. وهذا بحد ذاته له تأثير ثقافي عميق؛ لأن الفن هنا لا يفرَّض، بل يقترح بلطف، ويدعو للتأمل لا للامتثال.
فنانة إيمان الهاشمي: «بالنسبة لي، كفنانة إماراتية نشأت على نبض البيانو، وجدت في المنطقة الثقافية بالسعديات انعكاساً لطموحاتنا الفنية الأصيلة والحديثة، حيث يتحول المكان إلى فضاء للهوية، وليس فقط للعرض»، مبينة أن هذه المنطقة/ المنصة لا تقتصر على تجميع الفنون، بل تعيد تعريفها، وتجعل من الإمارات كوكباً ثقافياً إنسانياً. وهذا المشروع الحضاري أثره ملموس في بناء جسور بين الفنانين من مختلف الخلفيات، كما أنه يعيد تشكيل المشهد الفني المحلي، بحيث يصبح متنوعاً، حياً، ومتميزاً بين التصنيفات النمطية المعهودة.
وحول دور المنطقة الثقافية في إثراء الحراك، وبناء علاقات إبداعية بين الرواد والناشئة، تشير الهاشمي إلى أن المنطقة الثقافية في السعديات لا تصنع الفنون فقط، بل تصنع الحوارات التي تنتج فناً، وتخلق بيئة إبداعية خصبة لجميع فئات المجتمع، فما يميزها هو قدرتها على الجمع بين جيل المؤسسين، الذين شكلوا البدايات، وجيل الناشئة الذين يُعيدون صياغة اللغة الفنية بلغتهم الخاصة، وتضيف: «كوني واحدة من الفنانات اللواتي صنعن بصمة إماراتية في التلحين والتوزيع، أقدر هذا التداخل الذي يجعل من التجربة حلقة متصلة لا تنفصم».
وترى الفنانة إيمان الهاشمي أن من بين الأعمال التي أثرت في وجدانها كفنانة، كانت المعارض الصوتية والبصرية التي جمعت بين الحداثة والتقاليد، ومنها ما عرض في اللوفر أبوظبي من قطع تدمج التكنولوجيا بالفكر الإنساني.
وتضيف: «شدتني أعمال لفنانين عالميين من الذين يطرحون الفن كقضية، لا كزينة. أما على صعيد النقاد والمفكرين، فقد حضرت ندوات شارك فيها مثقفون من طراز رفيع، وكانت رؤاهم مصدر إلهام فكري يوازي أثر الموسيقى في روحي بشكل شخصي. هنا بيئة تعليمية بامتياز».
حراك فني وثقافي
من جانبها، تقول الفنانة التشكيلية كريمة الشوملي: «الحراك الفني في منصة السعديات هو أيضاً حراك ثقافي، كما تقدم فيها المعارض العلمية والشخصية لفنانين عالميين ومحليين، ولا ننسى أيضاً القمة الثقافية التي تقام سنوياً في المنطق نفسها؛ لذلك نرى أن لها تطوراً وتعزيزاً إيجابياً للثقافة بشكل عام، وللتشكيل بشكل خاص، كما أن المنطقة الثقافية بالسعديات تضم متحف زايد الوطني، وأيضاً «متحف اللوفر أبوظبي»، الذي يعتبر مركزاً أساسياً للفنون إضافة إلى عرض الأعمال الفنية العالمية والمحلية، إلى جانب متحف «جوجنهايم»، فالمنطقة ذات أهمية ثقافية بكل جوانبها».
وتكشف الشوملي عن أن تأثير المنطقة الثقافية بالسعديات، في الحراك الثقافي كبير ومهم جداً، ومنها «فن أبوظبي»، وأهمية هذه المنصة لا يقتصر فقط على الجاليرهات التي تقدم الأعمال الفنية فيه، بل تعتبر مركزاً عالمياً، حيث يحضرها فنانون وزوار من كل الدول، وتقام فيها عروض ثقافية وتشكيلية عالمية ومحلية فيه.
وترى الشوملي المنطقة الثقافية منصة رئيسة للحراك الثقافي، خصوصاً أن الفعاليات الثقافية والفنية، تكون مصحوبة بمحاضرات وجلسات عمل فنية، نطلع من خلالها على أهم الإنجازات الجديدة التي تحدث بالعالم. وهذا يعطي تحفيزاً مهماً للفنان المحلي والمقيم.
منارة ثقافية
حول أهمية المنطقة الثقافية بالسعديات وتأثيرها في الحراك الفني المحلي والعربي والعالمي، يقول الفنان محمد مندي: «وجود المنطقة الثقافية وخاصة للفن والثقافة يشكل مركزاً حافلاً بإقامة برامج ومعارض ومحاضرات تشارك بهذه الفعاليات جميع الفئات، حيث تضم أيضاً الرواد جنباً إلى جنب الجيل الجديد من الفنانين الشباب، إضافة إلى ورش العمل».
ويشير مندي إلى حضور الجمهور والفنانين من شتى أنحاء العالم إلى السعديات، خاصة خلال معرض «فن أبوظبي» حيث تتجمع أكبر الجاليريهات المحلية والدولية، وهذا الحراك الثقافي الفني والأدبي يجعل من أبوظبي منارة ثقافية متميزة ومتجددة، حيث يعمل الفنانون على تطوير أعمالهم وإغناء تجاربهم، من خلال مشاركاتهم بالحوار وتبادل الرؤى والأفكار التي تحتضنها المنصة كمركز عالمي خاص بالفنون.
قلب نابض
الفنان محمد الأستاد يؤكد من ناحيته أهمية المنطقة الثقافية بالسعديات كمنصة ثقافية فنية عالمية هي نافذة للعالم والمنطقة العربية، والمنطقة بما تنظم من معارض، سواء معارض شخصية أو عالمية إضافة، إضافة للندوات والمتاحف الموجودة بالمنطقة، وجميع هذه المعالم التاريخية والمراكز الفنية تؤكد أن منصة السعديات أصبحت القلب النابض للثقافة والفنون في الإمارات والعالم العربي والعالم.
ويرى الفنان محمد الأستاد أن تأثير منصة السعديات قوي، حيث أصبحت مظلة فنية متميزة تحتوي كل الفنون بلا استثناء ومن جميع الجنسيات، ومن كل الأساليب الفنية: المفاهيمي، الكلاسيكي ومن جميع الفنون الحديثة أيضاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
رواية «مكان ثانٍ».. كيف نرى أنفسنا؟ وكيف تمنح القوة للآخرين؟
فاطمة عطفة (أبوظبي) نظمت مؤسسة بحر الثقافة بمقرها بالخالدية، أول أمس، جلسة أدبية خاصة لمناقشة رواية «مكان ثانٍ» للكاتبة الكندية البريطانية رايتشل كاسك، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر2021، أدارت الجلسة المهندسة هناء حبيب، مشيرة إلى أن الكاتبة اشتهرت بأسلوبها العميق الذي يمزج بين السيرة الذاتية والتأملات الفكرية، كما أنها معروفة بطرحها أسئلة وجودية حول الهوية، الفن، العلاقات، والمرأة في عالم يتغير باستمرار. وأوضحت المهندسة حبيب أن الرواية تدور حول امرأة تستضيف فناناً غامضاً في بيتها الريفي المعزول الذي تسميه «المكان الثاني»، لكنها في الحقيقة لا تستضيفه فقط، بل تستضيف ذاتها من جديد، وتبدأ رحلة مراجعة مع مشاعرها، أحلامها، وظلالها الداخلية، مبينة أن الحكاية تروى بصوت داخلي عميق، على شكل رسالة طويلة لصديق مليئة بالتساؤلات والشكوك والتأملات. والرواية ليست عن الحدث، بل عن: كيف نرى أنفسنا؟ وكيف تمنح القوة للآخرين؟ وهل الفن يحررنا.. أم يزيد غرقنا؟ الكثير من الأسئلة طرحت من دون إجابة، وتركت مفتوحة للقارئ. وجاء في مداخلة الروائية مريم الغفلي أن الرواية تمت روايتها بصوت امرأة تعرف فقط باسم (م)، وهي كاتبة وروائية بريطانية تعيش في منطقة معزولة مع زوجها «طوني». تسعى «م» لاستضافة رسام شهير يشار إليه بالحرف «ل» في «بيت ثانٍ»، وهو بيت صغير منعزل على أرضها، على أمل أن يلقي حضور الفنان نوعاً من الضوء أو التفسير على تجربتها الداخلية، وعلى حياتها، خاصة كامرأة في منتصف العمر تتصارع مع الإبداع، الأمومة، والرغبة في الاعتراف، مشيرة إلى أنه يقال إن الرواية مستوحاة من مذكرات الكاتب الفرنسي لورانس داريل عن زيارته للكاتبة الأميركية مارغريت يونغ في مكان ناءٍ، ولكن راشيل كاسك تعيد بناء الحكاية بأسلوبها الخاص وبلغة داخلية ميتافكرية، أقرب ما تكون إلى المونولوج الداخلي الطويل. وأوضحت الغفلي أن الكاتبة كاسك تعتمد على الجمل المنحوتة بعناية، المتدفقة كأفكار غير متقطعة، بحيث تكثر من التوصيفات النفسية والتفكيك العاطفي أكثر من الأحداث الخارجية، إضافة إلى بنية السرد، مبينة أن الرواية مكتوبة على شكل رسالة طويلة موجهة إلى شخصية تُدعى «جيف» (لا يظهر في النص)، ما يضفي بعداً من الحميمية والاعتراف، وتتعمد كاسك عدم تسمية معظم الشخصيات، مما يجعلها رموزاً أكثر من كونها أفراداً. وجاء في قراءة فاطمة الرميثي أن «مكان ثانٍ» ليست رواية أحداث بل رحلة داخلية في الوعي الإنساني، مشيرة إلى أنها شعرت بأن الرواية دعوة للدخول إلى غرفة ثانية في النفس، مكان نتعرى فيه من أدوارنا المعتادة نرى حقيقتنا، والرموز مثل البحر والمستنقع والنوافذ لم تكن مجرد خلفية، بل رواية لعوالم الرواية الداخلية، حيث كل فصل أشبه بصفحة من دفتر يوميات شخص يراقب العالم من نافذة وعيه، ويحاول أن يفهم نفسه من خلال الآخرين. وأضافت الرميثي أن أكثر ما شدها في الرواية هو طرح الكاتبة كاسك للعلاقة بين الفن والمرأة، وكيف يتقاطع الإبداع مع أزمات العمر ونظرة الآخر لنا، كما أن خط الأم وابنتها أضاف عمقاً إنسانياً يعكس صدى الحب والحرية عبر جيلين، ويعكس العلاقة المتغيرة عبر الزمن. وختمت بأن هذا العمل الروائي يمزج بين السيرة الذاتية والرسالة الأدبية والتأمل الفلسفي. وبدورها قالت فايقة النعيمي إن الكاتبة وثقت روايتها بأسلوب أدبي مباشر وبخيال جريء جداً، لتسلط الضوء على فضاء المرأة الغربية المعاصرة، مشيرة إلى أن الكاتبة ذكرتها برواية «قواعد العشق الأربعون» للتركية أليف شافاك، حيث تلتقي الكاتبتان في جزئية التحولات والتناقضات الجذرية في حياة المرأة والمحفزة في تحقيق الذات، بعد تأمل عميق داخل قضايا النفس من خلال استدعاء الأشياء والأحداث في حياتها.


الاتحاد
منذ 3 أيام
- الاتحاد
المنطقة الثقافية بالسعديات.. منصات عالمية للإبداع الإنساني
فاطمة عطفة (أبوظبي) تحضر جزيرة السعديات حضوراً زاهياً من الناحية التاريخية والجغرافية، كما تمثل المنطقة الثقافية بالسعديات «أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، حيث يلتقي فيها معلمو الأمس بمبدعي اليوم ومبتكري المستقبل، احتفاءً بإنجازات دولة الإمارات العربية والمنطقة والعالم». ومن خلال ما تضمه المنطقة من معالم ثقافية ومتحفية بارزة، مثل متحف اللوفر أبوظبي، متحف زايد الوطني، تيم لاب فينومينا أبوظبي، بيت العائلة الإبراهيمية، جوجنهايم أبوظبي، متحف التاريخ الطبيعي، منارة السعديات وبيركلي أبوظبي، تعد مقصداً للمبدعين وعشاق الفنون والتاريخ والتراث والحداثة. وعبر وجهات نظرهم، يؤكد الفنانون على الثراء المعرفي والثقافي والتعليمي الذي تتيحه «المنطقة الثقافية بالسعديات». وحسب ما أشاروا إليه، فإن المعارض التي تحتضنها المنطقة الثقافية بالسعديات تمنح كل زائر فرصة لاكتشاف ذاته قبل اكتشاف ما تعرضه من إبداع. وهذا بحد ذاته له تأثير ثقافي عميق؛ لأن الفن هنا لا يفرَّض، بل يقترح بلطف، ويدعو للتأمل لا للامتثال. فنانة إيمان الهاشمي: «بالنسبة لي، كفنانة إماراتية نشأت على نبض البيانو، وجدت في المنطقة الثقافية بالسعديات انعكاساً لطموحاتنا الفنية الأصيلة والحديثة، حيث يتحول المكان إلى فضاء للهوية، وليس فقط للعرض»، مبينة أن هذه المنطقة/ المنصة لا تقتصر على تجميع الفنون، بل تعيد تعريفها، وتجعل من الإمارات كوكباً ثقافياً إنسانياً. وهذا المشروع الحضاري أثره ملموس في بناء جسور بين الفنانين من مختلف الخلفيات، كما أنه يعيد تشكيل المشهد الفني المحلي، بحيث يصبح متنوعاً، حياً، ومتميزاً بين التصنيفات النمطية المعهودة. وحول دور المنطقة الثقافية في إثراء الحراك، وبناء علاقات إبداعية بين الرواد والناشئة، تشير الهاشمي إلى أن المنطقة الثقافية في السعديات لا تصنع الفنون فقط، بل تصنع الحوارات التي تنتج فناً، وتخلق بيئة إبداعية خصبة لجميع فئات المجتمع، فما يميزها هو قدرتها على الجمع بين جيل المؤسسين، الذين شكلوا البدايات، وجيل الناشئة الذين يُعيدون صياغة اللغة الفنية بلغتهم الخاصة، وتضيف: «كوني واحدة من الفنانات اللواتي صنعن بصمة إماراتية في التلحين والتوزيع، أقدر هذا التداخل الذي يجعل من التجربة حلقة متصلة لا تنفصم». وترى الفنانة إيمان الهاشمي أن من بين الأعمال التي أثرت في وجدانها كفنانة، كانت المعارض الصوتية والبصرية التي جمعت بين الحداثة والتقاليد، ومنها ما عرض في اللوفر أبوظبي من قطع تدمج التكنولوجيا بالفكر الإنساني. وتضيف: «شدتني أعمال لفنانين عالميين من الذين يطرحون الفن كقضية، لا كزينة. أما على صعيد النقاد والمفكرين، فقد حضرت ندوات شارك فيها مثقفون من طراز رفيع، وكانت رؤاهم مصدر إلهام فكري يوازي أثر الموسيقى في روحي بشكل شخصي. هنا بيئة تعليمية بامتياز». حراك فني وثقافي من جانبها، تقول الفنانة التشكيلية كريمة الشوملي: «الحراك الفني في منصة السعديات هو أيضاً حراك ثقافي، كما تقدم فيها المعارض العلمية والشخصية لفنانين عالميين ومحليين، ولا ننسى أيضاً القمة الثقافية التي تقام سنوياً في المنطق نفسها؛ لذلك نرى أن لها تطوراً وتعزيزاً إيجابياً للثقافة بشكل عام، وللتشكيل بشكل خاص، كما أن المنطقة الثقافية بالسعديات تضم متحف زايد الوطني، وأيضاً «متحف اللوفر أبوظبي»، الذي يعتبر مركزاً أساسياً للفنون إضافة إلى عرض الأعمال الفنية العالمية والمحلية، إلى جانب متحف «جوجنهايم»، فالمنطقة ذات أهمية ثقافية بكل جوانبها». وتكشف الشوملي عن أن تأثير المنطقة الثقافية بالسعديات، في الحراك الثقافي كبير ومهم جداً، ومنها «فن أبوظبي»، وأهمية هذه المنصة لا يقتصر فقط على الجاليرهات التي تقدم الأعمال الفنية فيه، بل تعتبر مركزاً عالمياً، حيث يحضرها فنانون وزوار من كل الدول، وتقام فيها عروض ثقافية وتشكيلية عالمية ومحلية فيه. وترى الشوملي المنطقة الثقافية منصة رئيسة للحراك الثقافي، خصوصاً أن الفعاليات الثقافية والفنية، تكون مصحوبة بمحاضرات وجلسات عمل فنية، نطلع من خلالها على أهم الإنجازات الجديدة التي تحدث بالعالم. وهذا يعطي تحفيزاً مهماً للفنان المحلي والمقيم. منارة ثقافية حول أهمية المنطقة الثقافية بالسعديات وتأثيرها في الحراك الفني المحلي والعربي والعالمي، يقول الفنان محمد مندي: «وجود المنطقة الثقافية وخاصة للفن والثقافة يشكل مركزاً حافلاً بإقامة برامج ومعارض ومحاضرات تشارك بهذه الفعاليات جميع الفئات، حيث تضم أيضاً الرواد جنباً إلى جنب الجيل الجديد من الفنانين الشباب، إضافة إلى ورش العمل». ويشير مندي إلى حضور الجمهور والفنانين من شتى أنحاء العالم إلى السعديات، خاصة خلال معرض «فن أبوظبي» حيث تتجمع أكبر الجاليريهات المحلية والدولية، وهذا الحراك الثقافي الفني والأدبي يجعل من أبوظبي منارة ثقافية متميزة ومتجددة، حيث يعمل الفنانون على تطوير أعمالهم وإغناء تجاربهم، من خلال مشاركاتهم بالحوار وتبادل الرؤى والأفكار التي تحتضنها المنصة كمركز عالمي خاص بالفنون. قلب نابض الفنان محمد الأستاد يؤكد من ناحيته أهمية المنطقة الثقافية بالسعديات كمنصة ثقافية فنية عالمية هي نافذة للعالم والمنطقة العربية، والمنطقة بما تنظم من معارض، سواء معارض شخصية أو عالمية إضافة، إضافة للندوات والمتاحف الموجودة بالمنطقة، وجميع هذه المعالم التاريخية والمراكز الفنية تؤكد أن منصة السعديات أصبحت القلب النابض للثقافة والفنون في الإمارات والعالم العربي والعالم. ويرى الفنان محمد الأستاد أن تأثير منصة السعديات قوي، حيث أصبحت مظلة فنية متميزة تحتوي كل الفنون بلا استثناء ومن جميع الجنسيات، ومن كل الأساليب الفنية: المفاهيمي، الكلاسيكي ومن جميع الفنون الحديثة أيضاً.


الاتحاد
٣١-٠٧-٢٠٢٥
- الاتحاد
"اللوفر أبوظبي" يسمي أعضاء تحكيم «فن الحين» وجائزة «ريتشارد ميل»
أعلن «متحف اللوفر أبوظبي»، بالتعاون مع العلامة التجارية السويسرية لصناعة الساعات ريتشارد ميل، أسماء أعضاء لجنة التحكيم والفنانين المرشحين للمشاركة في النسخة الخامسة من معرض «فن الحين» وجائزة ريتشارد ميل للفنون، ما يعكس التزامهما المشترك بتسليط الضوء على إبداعات الفن المعاصر من داخل دولة الإمارات وخارجها ضمن جهودهما في تعزيز المشهد الإبداعي العالمي. ويستقبل معرض «فن الحين 2025» جمهوره تحت قبة اللوفر أبوظبي الأيقونية خلال الفترة من 11 أكتوبر حتى 28 ديسمبر 2025. ووضعت صوفي مايوكو آرني، مُنسّقة المعرض التي تحلُّ ضيفة على اللوفر أبوظبي، التصوّر الفني للمعرض، حيث دعت الفنانين للمشاركة بأعمالٍ فنية تتناول موضوع «الظلال»؛ وهو مفهوم يستكشف التفاعل بين الضوء والغياب، والوضوح والإخفاء، والأبعاد المتداخلة للذاكرة، والهوية والتحوُّل. وتعكس هذه النسخة من المعرض ثراء الإبداع الفني على المستوى الإقليمي، حيث استقبلت أكثر من 400 عرض مشروع من فنانين مقيمين في مجلس التعاون لدول الخليج العربي واليابان، إضافةً إلى فنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ممن لديهم صلة بدول الخليج العربي. وتضمُّ لجنة تحكيم معرض «فن الحين 2025» سموّ الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار في وزارة الخارجية، ورئيس منصة "أ.ع.م اللامحدودة"، وأحد أبرز رعاة الفن وجامع للأعمال الفنية، وعضو مجلس إدارة في كل من المتحف البريطاني ومركز بومبيدو، وله إسهامات عدّة في دعم الفنانين الناشئين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتضم اللجنة أيضاً الدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي، والمتخصِّص في المتاحف، وعالم الآثار والمؤرخ الفني، ومايا أليسون، المديرة التنفيذية لرواق الفن ورئيسة القيّمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي. وتنضم إلى اللجنة في هذه النسخة القيّمتان الدوليتان المشهورتان يوكو هاسيغاوا، أستاذ زائر في كلية الدراسات العليا للإدارة بجامعة كيوتو والمديرة السابقة لمتحف القرن الحادي والعشرين للفن المعاصر في كانازاوا، والفنانة صوفي مايوكو آرني، المنسقة السويسرية اليابانية ومؤسسة تحرير مجلة جلوبال آرت ديلي، المعروفة بدورها في تعزيز التبادل الثقافي بين الخليج واليابان من خلال أعمالها المبتكرة في تنسيق المعارض الفنية. وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «ترسِّخ النسخة الخامسة من معرض فن الحين مكانته كمنصة رائدة للحوار والاكتشاف، حيث يجمع الأصوات الفنية الناشئة من مختلف أنحاء المنطقة، وللمرة الأولى من اليابان أيضاً. وبدعم من شريكنا ريتشارد ميل ولجنة التحكيم المرموقة، تمكنّا في نسخة هذا العام من استلام مجموعة قوية ومتميزة من عروض المشروعات، ما يعكس الزخم الإبداعي المتنامي في المنطقة، والتوسع المستمر في نطاق هذه المبادرة، ويؤكد هذا الإعلان مجدداً التزام اللوفر أبوظبي بدعم الفن المعاصر، وتعزيز التبادل الإبداعي عبر الحدود، وذلك انطلاقاً من المشهد الثقافي الحيوي في المنطقة الثقافية في السعديات». وقال بیتر ھاريسون، الرئیس التنفیذي لشركة ريتشارد میل في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: «أصبحَ معرض فن الحين وجائزة ريتشارد ميل للفنون جزءاً أساسياً من التزامنا المستمر بدعم الفن المعاصر. ويعكس التوسع نحو اليابان رؤيتنا المشتركة مع متحف اللوفر أبوظبي ودائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لبناء روابط فاعلة بين الفنانين والجماهير في سياقات ثقافية مختلفة. وتعبّر جودة وعمق المقترحات المُقدَّمة هذا العام عن حالة متزايدة من النضج في المشهد الفني على المستويين الإقليمي والعالمي، ويبرزان في الوقت ذاته شغفاً متنامياً بلغة الحوار من خلال الفن». واُختيرت ستة أعمال فنية قدمها سبعة فنانين استثنائيين، وتُجسد أعمالهم رؤية ثقافية فريدة ونهجاً إبداعياً مميزاً. وتشمل قائمة الفنانين والفنانات أحمد الأقرع، وهو معماري وفنان وباحث فلسطيني برزَ اسمه من خلال أعماله الفنية التي تستكشف الممارسات المكانية، وغالباً ما يستخدم نهجاً متعدد التخصصات يجمع بين الفن والفلسفة والعمارة. وتضمُّ القائمة أيضاً جميري، وهو فنان وموسيقي إماراتي، يقدّم عروضاً رقمية تستكشف المشاعر الداخلية وتتخطى حدود العالمين الواقعي والافتراضي؛ وريوإيتشي كوروكاوا، وهو فنان ياباني معروف بدمجه بين الصوت والصورة المرئية في تركيبات فنية غامرة تتميز بدرجة عالية من الدقة والتفصيل، وتتقاطع أعماله في مجاليّ الفن والتكنولوجيا؛ وحمره عباس، المولودة في باكستان والمقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تقدم منظوراً معاصراً للفن الإسلامي التقليدي، وتستكشف أفكاراً تتعلق بالإيمان والنوع والذاكرة، جميعها مستوحاة من تجربتها المتنوعة عبر ثقافات مختلفة؛ والفنان الياباني رينتارو فيوس، الذي يوظّف الرسم والتصوير والشعر للتأمل في الحياة الحضرية الحديثة، وتعكس أعماله، التي تتميز بصبغة تأملية، مشاعر العزلة والانفصال في عالمنا الرقمي المعاصر. وأخيراً، يتعاون الثنائي المعماري تاكوما يوكوماي من اليابان والدكتور غالي بوعياد من المغرب، المعروفين باسم يوكوماي وبوعياد، في مشاريع تمزج بين تقاليد التصميم في طوكيو ومراكش، حيث يوظِّفان الأشكال والزخارف المعمارية والتقنية في أعمالهما، ويقدم هؤلاء الفنانون جميعاً ما هو أكثر من مجرد أعمال إبداعية؛ فهم يشاركون رؤى شخصية عميقة حول الهوية، والثقافة، والعالم الذي نعيش فيه. وقال الدكتور غيليم أندريه، مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي: «من خلال تطوره بصورة متميزة على مدى نسخه الخمس، أصبح فن الحين معرضاً رئيسياً في متحف اللوفر أبوظبي، كونه يحتفي بالتنوع، ويدعم المواهب الصاعدة. ويمثل التوسّع هذا العام إلى اليابان تحولاً تنظيمياً مقصوداً يعمّق الحوار الثقافي بين منطقة الخليج وشرق آسيا، ويوسّع نطاق التفاعل الفني، ويؤكد من جديد دورنا كمركز للإبداع على المستويين الإقليمي والدولي. وبينما نستمر في دعم وتمكين الأصوات الصاعدة من دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، فإننا ملتزمون أيضاً ببناء جسور إبداعية جديدة عبر القارات، وهو ما يعكس إيماننا المستمر بأن الفن المعاصر هو عدسة قوية تمكننا من رؤية إنسانيتنا وتجاربنا المشتركة بصورة أعمق.» وقالت صوفي مايوكو آرني، منسّقة معرض فن الحين 2025 في متحف اللوفر أبوظبي: «يشرفني أن أتولى تنسيق نسخة هذا العام من معرض فن الحين، وقد كنت في غاية السعادة عندما شهدت هذا التفاعل الإيجابي الكبير من الفنانين في المنطقة واليابان. وسمح موضوع معرض هذا العام، "الظلال"، بتقديم تفسيرات واسعة للتركيبات الخارجية، ويعكس العدد الكبير من عروض المشروعات المستلمة الأهمية الكبيرة التي يحظى بها معرض فن الحين وجائزة ريتشارد ميل للفنون في متحف اللوفر أبوظبي. وفي حين قد تكون هناك تحديات ترتبط بتوسيع النطاق الجغرافي للجائزة، غير أن تعزيز التفاهم الثقافي المتبادل هو جوهر رسالة المتحف، ويوفر للفنانين آفاقاً جديدة يتدبرون فيها، ويحلمون من خلالها. ومن بين العديد من المشاركات القوية، كان اختيار الأعمال الفنية الستة عملية صعبة للغاية، وأود أن أشكر لجنة التحكيم المتميزة على الجهد المشترك الذي بذلته للوصول إلى القائمة النهائية.» ويمثِّل الإعلان عن لجنة التحكيم والفنانين المرشحين لهذا العام المرحلة التالية من حوار تنسيقي متطور يتجاوز الحدود الجغرافية، ويمتد عبر منطقة الخليج العربي واليابان، وغيرها من مناطق العالم. ومع بدء الفنانين إعداد أعمالهم الفنية، يواصل معرض "فنّ الحين 2025" توسعة إطار التعاون الإقليمي والتعبير الفني، داعياً إلى تقديم تفسيرات جديدة لمفاهيم الظل، والفراغ، والأصداء الثقافية ضمن السرد الإنساني العالمي المتطور الذي يتميز به متحف اللوفر أبوظبي.