
الدور الياباني "سيباد الرابع".. منصة آسيوية لدعم التنمية الفلسطينية في ظل التحديات الإقليمية
جو 24 :
في ظل التحديات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط والحروب الحالية عقد مؤتمر هام في كولامبور العاصمة الماليزية في 11 من تموز تحت ما يسمى سيباد (CEAPAD) الرابع وهو اختصار تعزيز التعاون الآسيوي لدعم التنمية في فلسطين Cooperation among East Asian Countries for Palestinian Development.
ويرجع الفضل في انشاء سيباد الى رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو ابي الذي كان له دورا مهما في إطلاق إطار سيباد عام 2013، وذلك ضمن رؤيته لتوسيع دور اليابان في دعم السلام والتنمية في الشرق الأوسط. خلال فترة ولايته الثانية (2012–2020) كجزء من دبلوماسية التنمية اليابانية، التي ركزت على دعم الدول النامية عبر التعاون الثلاثي ليساهم في بناء مؤسسات فلسطينية قوية، من خلال نقل الخبرات في الحوكمة، الاقتصاد، والتعليم والذي جاء مكملا لمبادرات أخرى أطلقها آبي مثل "ممر السلام والازدهار" في الضفة الغربية، والذي يعتبر الأردن وفلسطين طريقا نحو السلام والازدهار وشركاء في مشاريع تنموية . وخلال زيارة رئيس وزراء اليابان شينزو الى الاردن في كانون ثاني 2018 تم الاشادة بالمبادرة اليابانية بلفتة ملكية سامية الى الدور الذي تلعبه اليابان في المنطقة، وتاتي هذه المبادرة التي تم طرحها بعد توقيع الاردن لاتفاقية السلام (ممر السلام والازدهار) والتي تهدف الى إلى تطوير البنية التحتية وإقامة مشروعات اقتصادية تساهم في تعزيز جهود دفع عملية السلام و قيام دولة فلسطينية. وتاتي هذه المبادرة الى رؤية السيد شينزو أن تُسهم اليابان في بناء السلام من خلال التنمية الاقتصادية، وليس عبر التدخلات العسكرية أو السياسية المباشرة وقد تم الاشارة في مقالات سابقة للكاتب الى دور السيد شينزو في تطوير العلاقات اليابانية والدول العربية .
وسيباد يتالف من دول الأعضاء (اليابان، ماليزيا، إندونيسيا، تايلاند، سنغافورة، فيتنام، بروناي، فلسطين) ومراقبين (الأردن، مصر، كوريا الجنوبية) ومنظمات دولية ( الأونروا، البنك الإسلامي للتنمية، والرباعية الدولية)، اما هداف سيباد تتركز على دعم بناء القدرات المؤسسية في فلسطين، تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، المساهمة في إعادة إعمار غزة، دعم الإصلاح المؤسسي والحوكمة، تنسيق المساعدات الإنسانية بشكل فعال.
ما حدث في المؤتمر الرابع وفي خطوة هامة جدا تعكس التزام دول شرق آسيا بدعم القضية الفلسطينية، وقد استضافت ماليزيا المؤتمر الوزاري الرابع لمجموعة التعاون من أجل تنمية فلسطين بمشاركة 13 دولة ومنظمتين دوليتين، من بينها اليابان، فلسطين، الأونروا، والبنك الإسلامي للتنمية في ظل الأزمات الإنسانية المتكررة في قطاع غزة، وما يرافقها من تحديات في إدارة الموارد، عزز المؤتمر وجوده كمنصة دولية حيوية لدعم جهود بناء الدولة الفلسطينية، من خلال حشد الدعم متعدد الأطراف، ويعتبر هذا المؤتمر فرصة استراتيجية لإدماج نموذج الحوكمة المتكاملة للموارد في مسارات إعادة الإعمار والتنمية.
وبرز دور اليابان في عقد المؤتمر وتقديم الدعم الكامل للقضية الفلسطينية وجاء ذلك في خطاب وزير الخارجية اليابانية تاكيشي إيوايا الذي اكد على دور والتزام الحكومة اليابانية في خمس محاور استراتيجية هامة اولا الدعم الإنساني وإعادة الإعمار في غزة من خلال ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في غزة.، وأهمية الوصول السريع والآمن للمساعدات الإنسانية. وثانيا الالتزام بحل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والدائم واستئناف الحوار السياسي بين الأطراف المعنية. وثالثا تعزيز التعاون الثلاثي بين اليابان، دول شرق آسيا، وفلسطين ،وأشار إلى نجاح مشاريع مثل "ممر السلام والازدهار" في الضفة الغربية، كمثال على التعاون الفعّال ورابعا . بناء القدرات والتنمية الاقتصادية عن طريق تعزيز بناء القدرات البشرية والمؤسسية في فلسطين وشدد على أهمية دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وريادة الأعمال، خاصة بين الشباب والنساء. اما المحور الخامس اكد الوزير على دور سيباد لما بعد المؤتمر اذ يجب أن يتوسع ليشمل مجالات مثل الاستجابة الإنسانية، الحوكمة البيئية، والتعليم واقترح إنشاء آليات متابعة وتقييم لضمان فعالية الدعم.
وجاء في اليبان الختامي للمؤتمر الذي تم اقراره بحضور كافة الاعضاء المشاركين وبما عرف بوثيقة خطة عمل كوالالمبور 2025 ما يلي :
في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، أقر المشاركون في مؤتمر سيباد الرابع خطة عمل كوالالمبور 2025، التي تهدف إلى دعم بناء الدولة الفلسطينية من خلال الاستجابة الإنسانية، إعادة الإعمار المبكر، وتعزيز التنمية المستدامة. وركزت الخطة على ضرورة التنسيق الفعّال بين الجهات المانحة، وتوفير الدعم الفني والمالي في القطاعات الحيوية، بما يشمل المياه، الطاقة، الصحة، والتعليم.
وتضمنت الخطة أربعة محاور رئيسية: أولًا، دعم مشاريع البنية التحتية الحيوية لضمان وصول الخدمات الأساسية. ثانيًا، بناء القدرات البشرية والمؤسسية عبر برامج تدريبية في الحوكمة والإدارة المالية. ثالثًا، تعزيز التنمية الاقتصادية من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال. ورابعًا، دعم الإصلاح المؤسسي للسلطة الفلسطينية، مع التركيز على الشفافية والمساءلة.
كما شددت الوثيقة على أهمية التعاون الثلاثي بين اليابان، دول شرق آسيا، وفلسطين، وتوسيع نطاق سيباد ليشمل مجالات جديدة مثل البيئة والتعليم. وأوصت بإنشاء آليات متابعة وتقييم لضمان فعالية التنفيذ، مع التأكيد على أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق دون سلام عادل وشامل.
كما اشاد البيان الختامي بدور الأونروا في دعم اللاجئين الفلسطينيين، والدعوة إلى استمرار تمويلها والتأكيد على أهمية التنسيق بين الجهات المانحة لتجنب التكرار وتحقيق التكامل في الدعم مع التأكيد على أن التنمية لا يمكن أن تتحقق دون سلام عادل وشامل. وقد عبّر المشاركون عن التزامهم بمواصلة التعاون لدعم فلسطين، وتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال التنمية.
ان الأردن بصفته من الدول المراقبة، لا بد من الاشارة إلى دوره المهم كمحفّز للتعاون الثلاثي، خاصة لما يتمتع به من علاقات راسخة مع اليابان وفلسطين. كما أن المشاريع السابقة مثل "ممر السلام والازدهار" تشكل أرضية مشتركة للتنمية العبر حدودية.
يمثل مؤتمر سيباد الرابع خطوة متقدمة في إطار الدبلوماسية التنموية الآسيوية، ويؤكد على قدرة التعاون متعدد الأطراف في دعم قضايا عادلة كالقضية الفلسطينية بعيدًا عن التجاذبات السياسية التقليدية. إن تبني خطة عمل كوالالمبور 2025 يعكس تحولًا نوعيًا في آليات الدعم الدولي، من الإغاثة قصيرة الأجل إلى التنمية المستدامة القائمة على بناء القدرات، والإصلاح المؤسسي، وتمكين المجتمعات المحلية.
وفي هذا السياق، يبرز نموذج سيباد ليس فقط كأداة لدعم فلسطين، بل كإطار قابل للتوسّع نحو قضايا إقليمية أخرى تمسّ الأمن الغذائي، الإدارة البيئية، وتغير المناخ. إن نجاح هذا النموذج يتطلب تكاملًا أكبر بين الجهات الأكاديمية، والمؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، بما يعزز المساءلة والابتكار في السياسات العامة.
وبينما تتجه المنطقة نحو مزيد من التعقيد، فإن مبادرات كهذه تقدم بارقة أمل، تؤكد أن التنمية العادلة يمكن أن تكون بوابة نحو سلام شامل، يستند إلى الاحترام المتبادل والتعاون العابر للحدود.
* الكاتب رئيس الجمعية الاكاديمية الاردنية اليابانية
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 11 ساعات
- الرأي
وزير الخارجية: إن كانت الإنزالات الجوية ستنقذ حياة طفل فلسطيني واحد سنقوم بها
قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إن كانت الإنزالات الجوية ستنقذ حياة طفل فلسطيني واحد سنقوم بها، لأنها تستحق أن تنقذه. كلمة الصفدي جاءت خلال الجلسة الرئيسية لمؤتمر الأمم المتحدة الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، التي عُقدت مساء الاثنين في نيويورك. وبين أن الأردن مستعد لمواصلة كل جهد إنساني عبر كل السبل المتاحة لإيصال المساعدات للأشقاء في غزة للمساعدة في مواجهة هذه الكارثة الإنسانية. وأضاف الصفدي أن "كل المعابر يجب أن تفتح لإدخال المساعدات. والأردن مستمر في إدخال كل ما يستطيع من مساعدات عبر القوافل البرية، وجوًا حين لا تترك إسرائيل خيارًا آخر". وأوضح أن الإنزالات الجوية ليست بديلا عن القوافل البرية، لكن حجم الكارثة الإنسانية يجعل من إيصال كل وجبة غذاء أو علبة دواء إسهامًا في إنقاذ حياة. وأوضح أنه يجب أن يعود أكثر من 600 ألف طفل في غزة لمدارسهم وأن يعود لأكثر من 2.3 مليون الإيمان بأن لحياتهم قيمة ولأطفالهم مستقبلا، مضيفا "يجب أن يمنع مجتمعنا الدولي موت طفل فلسطيني آخر قتلًا أو جوعًا أو عطشًا". وشدد الصفدي على ضرورة أن تنجح الجهود المصرية القطرية الأميركية للتوصل إلى صفقة تبادل تنهي الحرب، وتعيد الحياة لغزة، مضيفا "يجب أن يتوقف العدوان على غزة فورًا وأن تتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وخصوصًا الأونروا دون انقطاع". وأكد أن الأردن سيستمر في دعم حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية والدولة، ويكرس كل إمكاناته لتحقيق السلام العادل الذي يلبي الحقوق، السلام الذي تقبله الشعوب، وينهي الصراع ويحقق الأمن والاستقرار.


رؤيا نيوز
منذ 2 أيام
- رؤيا نيوز
الأونروا: لا توجد عمليات توزيع للمساعدات منتظمة داخل قطاع غزة
قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة، الأحد، إن الأمم المتحدة ترحب بأي هدنة إنسانية تتيح إدخال الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، والأدوية، والمحاليل الطبية، والمكملات الغذائية، والوقود إلى قطاع غزة، لتلبية الاحتياجات الملحة للسكان. وأكد أبو حسنة أن إسرائيل تحدثت عن 'ممرات إنسانية آمنة' لدخول هذه الشاحنات، غير أن الواقع على الأرض عكس ذلك؛إذ لا تزال الطرق غير آمنة، مما يعيق وصول المساعدات إلى مخازن الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الأخرى داخل القطاع. وأضاف أن عدم وجود عملية توزيع منتظمة يشكل تحديا كبيرا، مشددا على أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال تسيطر على قطاع غزة، مطالبة بتأمين هذه المسارات لتتمكن المنظومة الأممية من أداء مهامها الإنسانية وفقا للبيانات والخطط المعدة مسبقا. وأشار أبو حسنة إلى وجود 'خلية أزمة' تقودها الأمم المتحدة، وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي، تسعى للتفاوض بشأن إدخال المساعدات، إلا أن موقف إسرائيل تجاه منظمة 'أوتشا' خلال الأيام العشرة الماضية شكل عائقا إضافيا. وفيما يتعلق بآليات التوزيع، شدد أبو حسنة على أن الاستعانة بالأونروا أمر لا غنى عنه لإنجاح أي عملية إنسانية، نظرا لخبرتها الواسعة وبنيتها التحتية، حيث كانت الوكالة تدير 400 نقطة توزيع في غزة، مقارنة بأربع فقط لمنظمة غزة الإنسانية. وأوضح أن الأونروا تمكنت، خلال فترات وقف إطلاق النار، من إيصال المساعدات الغذائية إلى نحو مليوني فلسطيني دون تسجيل إصابات أو حوادث أثناء التوزيع، مؤكداً أن الوكالة كانت تتولى إدارة العملية بشكل منظم وآمن.


سواليف احمد الزعبي
منذ 2 أيام
- سواليف احمد الزعبي
الموت لحماس؟ أم الحياة لغزة؟
الموت لحماس؟ أم الحياة لغزة؟ د. #هشام_عوكل – أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية الموت لحماس… #ترامب يعود بحفّار القبور! اعتدنا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ينقلب على الصديق ويضرب الحليف ويطرد الموظف عبر تغريدة! لكن أن ينتقل إلى موقع 'حفّار قبور سياسي' فهذا جديد حتى على مقاييس الرجل. في خطابه بتاريخ 25 يوليو الحالي أعلن ترامب أن 'حماس لا تريد السلام بل تريد الموت'… والأسوأ من ذلك أن مستشاره ويتكوف لم يتردد في الدعوة إلى 'إعادة النظر في أسلوب تعامل واشنطن مع حماس' في تلميح واضح إلى تجاوز المسار التفاوضي نحو خيار التصعيد الشامل. وكأن الإدارة الأمريكية من خلال مستشاريها، تتعمد تجاهل مبادرة حسن النية التي قامت بها حماس حين أفرجت عن رهينة يحمل الجنسية الأمريكية إلى جانب الإسرائيلية في خطوة أرادت بها إيصال رسالة إيجابية إلى الجانب الأميركي. ومع ذلك لم تُقرأ هذه المبادرة كما ينبغي ولم تُحسب في ميزان السياسة الأميركية التي تبدو منشغلة بمنطق القوة أكثر من منطق التفاهم. كل هذا يعيدنا إلى حقيقة ترامب كما عرفناه: لا يؤمن بالوسطاء ولا بالحلول بل بالتهديد المباشر… حتى لو كان الثمن إشعال الشرق الأوسط بأكمله. الولايات المتحدة: راعٍ للصراع لا للسلام بعيدًا عن كوميديا ترامب السوداء ما تكشفه هذه التصريحات هو انقلاب حقيقي في سلوك واشنطن من دور 'الوسيط' إلى دور الشريك المباشر في الحرب. وإذا كانت الولايات المتحدة تدّعي دومًا أنها تلعب دورًا إنسانيًا في حماية المدنيين فإن ما يحدث في غزة – من إبادة بطيئة وصمت عالمي مدوٍّ – لا يمكن فهمه إلا بوصفه تواطؤًا صريحًا ومباشرًا. بل إن الحديث المتكرر عن 'حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها' أصبح غطاءً أميركيًا جاهزًا لإلغاء وجود الشعب الفلسطيني من على الخارطة. وهذا يجعل واشنطن تتحمّل مسؤولية سياسية وأخلاقية وتاريخية في هذه المجازر. اعترافات بلا مخالب: هل يعنينا أن تعترف فرنسا؟ بعدما أعلنت دول مثل إيرلندا وإسبانيا والنرويج اعترافها بدولة فلسطين تساءل كثيرون: هل بدأ الغرب يُعيد النظر في مواقفه؟ لكن الحقيقة أن هذه الاعترافات رغم رمزيتها لا تملك أي قوة تنفيذية ما دامت غير مرتبطة بإجراءات عملية تُلزم إسرائيل بوقف الاحتلال والتوسع. وما دام البيت الأبيض لم يُعلن موقفًا داعمًا لهذا التوجّه فإن هذه الاعترافات تبقى أقرب إلى بطاقات تهنئة حزينة توزّع في جنازة جماعية… لا تغيّر شيئًا من حقيقة الموت تحت الركام. ماكرون وترامب… خطبة اعتراف ومجزرة موازية حين أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية تحرك ترامب فورًا للرد، مؤكدًا أن هذا الكلام 'خارج السياق'، وملوّحًا بتهديد مباشر لحماس وكأن الاعتراف الفرنسي جريمة تستوجب العقوبة الجماعية! وهنا يتجلّى التناقض الفاضح في الأداء الغربي: اعتراف لفظي بحق الفلسطينيين يقابله دعم مادي وسياسي كامل لإسرائيل. ماكرون يلقي خطبة رومانسية عن 'السلام'، ثم يصمت حين تُقصف مدارس الأونروا! وواشنطن تصرخ 'الموت لحماس' ولا ترفّ لها جفن أمام آلاف الأطفال المشوّهين. أسئلة بلا إجابة… أم إجابات بلا أمل؟ وسط كل هذا الركام تبرز تساؤلات تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تقرر مصير غزة برمّتها: هل ما زال مشروع 'الهدنة لستين يومًا' الذي تحدّثت عنه بعض الوساطات قابلاً للتطبيق؟ وهل إعلان حماس استعدادها للتخلي عن السلطة مجرّد مناورة إعلامية أم واقع جديد يُفرض على الأرض؟ وأخيرًا هل بات تسليم سلاح حماس للسلطة الفلسطينية خيارًا مطروحًا… أم مستحيلًا يُراد فرضه بالقوة؟ زاوية حادة تسئل في هذه السلسلة الدرامية حيث يُوزّع الموت بالمجان وتُدفن العدالة تحت الأنقاض نقف أمام سؤال لا يطرحه السياسيون في مؤتمراتهم ولا الإعلاميون في نشراتهم: من يطعم أطفال غزة؟ من يكفكف دموعهم؟ ومن يمنع عنهم الموت القادم من السماء… ومن الجدار… ومن الصمت العربي؟