
بالصور: منتدى الإعلام السنوي في الـNDU
أقامت كلية العلوم الانسانية – قسم الاعلام في جامعة سيدة اللويزة منتدى الاعلام السنوي تحت عنوان: فنون الاتصال في عصر الذكاء الاصطناعي: الاعلان، الصحافة والسينما، وذلك يوم الجمعة 4 نيسان 2025، في جامعة سيدة اللويزة – ذوق مصبح، قاعة عصام فارس.
حضر هذا المنتدى، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري، بمشاركة نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور ميشال الحايك، نائب رئيس الجامعة للتطوير الدكتور أنطوان فرحات، مدير فرع الشوف الأب وليد موسى، ضيف المنتدى السيد جورج جبور رئيس الـAdvertising Association in Lebanon ، الى جانب الهيئة التعليمية والطلابية.
إستُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، من ثَّم كانت كلمة ترحيب ألقتها عريفة الحفل الدكتورة جيسكا الخوري، أستاذة مشاركة في كلية العلوم الإنسانية – قسم الإعلام التي قالت: 'تُعدّ فعالية MSF 25 منصّة أكاديمية رائدة تهدف إلى بناء جسر تواصل بين التعليم الجامعي وسوق العمل. وهي تجربة تطبيقية موجّهة إلى الطلاب، تُسهم في تحويل المعارف النظرية إلى ممارسات واقعية ملموسة'.
وأضافت د. الخوري: 'تساهم جامعة سيدة اللويزة في دعم البحث العلمي المتخصص في هذا المجال، من خلال جهود كلياتها وأعضاء هيئتها التعليمية الذين يشاركون بفعالية في أبحاث ودراسات متقدمة تتناول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوّعة'.
ومن ثمَّ كان للأب بشارة الخوري كلمة أشار فيها إن 'هذا المنتدى يعكس التزام جامعة سيدة اللويزة بتوفير بيئة تعليمية تفاعلية تُمكّن طلابها من الانخراط الفعّال مع نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال الإعلام. ويأتي هذا التوجّه انسجامًا مع الرؤية الأكاديمية الرامية إلى تعزيز التعلّم القائم على التجربة والانفتاح على المستجدات المعرفية والتقنية'.
وتابع الأب الخوري: 'شكل هذا الحدث مؤشر على التزام جامعة سيدة اللويزة بالقواعد الأخلاقية في ممارسات الذكاء الاصطناعي. منذ اليوم الأول، اتخذت جامعتنا موقفًا حازمًا في دعم إمكانات الذكاء الاصطناعي مع المحافظة على المعايير الأخلاقية. وينعكس هذا الالتزام في مبادرات ملموسة مثل تدريب معلمي المدارس على دمج الذكاء الاصطناعي في منهجيات التدريس، وتوفير إرشادات شاملة للمجتمع حول الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية'.
ليختم الأب الرئيس: 'تتحمل جامعة سيدة اللويزة مسؤولية ريادية في فتح هذا الباب، ليس فقط في مجال الإعلام والاتصالات، بل في التحدي الأكبر: كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في النظام التعليمي. فمن خلال MSF 25، نؤكد التزامنا الراسخ بالتميز الأكاديمي، وإعداد جيل جديد من محترفي الإعلام بالمهارات والرؤى اللازمة لمواكبة مستقبل الإعلام القائم على الذكاء الاصطناعي'.
وكان لضيف المنتدى السيد جورج جبور كلمة قال فيها: 'عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي (AI)، قد يبدو للوهلة الأولى وكأننا نتناول موضوعًا ينتمي إلى عالم الخيال العلمي، غير أن الواقع يؤكد أنّ الذكاء الاصطناعي بات حاضرًا بقوّة في تشكيل ملامح العديد من الصناعات، وعلى نحوٍ يفوق ما كان متخيّلًا في العقود الماضية. ومن بين أبرز هذه الصناعات: الإعلام والإعلان، حيث يشهد هذان القطاعان تحوّلًا جوهريًا في بنيتهما وآليات عملهما. ولبنان، كغيره من دول العالم، بدأ يلمس آثار هذا التحوّل، سواء على المستوى المؤسسي أو المهني'.
وتابع: 'نسعى إلى تقديم قراءة تحليلية لبعض الأوجه التي يحدث من خلالها الذكاء الاصطناعي تحوّلات ملموسة فقد كانت صناعة الإعلام، تقليديًا، قائمة على الجهد البشري من إعداد التقارير والمقالات، إلى التحرير، وصولًا إلى التقديم والبث. وكان الصحفيون والمحررون والمذيعون يشكّلون المنظومة الكاملة لإنتاج المحتوى الإعلامي. غير أنّ هذا النموذج بدأ يتغيّر بصورة تدريجية مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى المشهد الإعلامي، حيث لم يعد دور الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على الدعم التقني أو التنظيمي، بل أصبح فاعلًا رئيسًا في عمليات الإنتاج نفسها'.
ليكمل السيد جبور: 'من أبرز مظاهر هذا التحوّل، ما بات يُعرف بـ 'الصحافة الآلية'، وهي استخدام البرمجيات الذكية في كتابة المقالات الإخبارية والتقارير، ولا سيّما في المجالات التي تعتمد على البيانات الكمية مثل الأخبار الرياضية والاقتصادية. هذه الأنظمة قادرة على تحليل المعطيات، وترتيب المعلومات، وصياغة نصوص إعلامية متكاملة خلال ثوانٍ معدودة، ما يفتح أفقًا جديدًا للنقاش حول دور الصحفي التقليدي ومستقبل مهنة الصحافة'.
وفي هذا المجال، تطرق السيد جبور الى دور الإعلان قائلاً:' لقد شهد الإعلان تحولات جذرية على مدى العقود الماضية، من الإعلانات المطبوعة إلى اللافتات الرقمية، ومن الإعلانات التلفزيونية إلى التسويق عبر المؤثرين. والآن، يأخذ الذكاء الاصطناعي الأمور إلى مستويات أبعد كتحليل سلوكك على الإنترنت لعرض إعلاناتٍ تتناسب مع اهتماماتك'. وتابع:' مع كل هذه التطورات، يأتي الذكاء الاصطناعي بمخاطر كبيرة، ومن الضروري التعامل معها بحذر. فكلما عرف الذكاء الاصطناعي عنا أكثر، زادت قدرته على التلاعب بقراراتنا، أحيانًا دون أن ندرك ذلك. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري وضع أنظمة رقابية لحماية المستخدمين'.
ليختم قائلاً: 'إنَّ لبنان لديه فرصة فريدة في تعليم الذكاء الاصطناعي وتطويره بشكل أخلاقي، حيث يمكننا تسخير قوته لتعزيز صناعة الإعلام والإعلان، وخلق فرص عمل جديدة بدلًا من فقدانها. لأن التحدي الأكبر هو استخدام الذكاء الاصطناعي لخلق وظائف، وليس الاستغناء عن اليد العاملة'.
وقد ضمَّ هذا المنتدى جلستان للنقاش، الأولى عنوانها: الإعلانات في لبنان في عصر الذكاء الإصطناعي والتسويق الرقمي أدارتها 'د. إيمّا شكَر شفو' مديرة الاتصالات والتواصل في شركة Berytech، والمتحدثون: فراس مغامس الرئيس التنفيذي لشركة Feer McQueen ولمجموعة Flag M Group، مارييلا عبدو المديرة العامة لشركة Memac Ogilvy في لبنان والعراق، ومحمد الطيبي مدير اعمال لشركة Leo Burnett Mena.
تمحورت هذه الجلسة حول التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتغيّر وجه الإعلان من أدوات تقليدية تعتمد على التكرار والانتشار الواسع، إلى أدوات ذكية تستند إلى تحليل البيانات وتوقّع السلوك وتخصيص المحتوى. فالإعلان في عصر الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية من حيث الكفاءة والدقّة، لكنه يفرض تحديات أخلاقية وقانونية تتطلّب وعيًا مجتمعيًا وتدخّلًا تشريعيًا. فبينما تزداد قدرة الشركات على التأثير، ينبغي المحافظة على توازن يحترم خصوصية المستهلك وحريّته في اتخاذ القرار.
أما الجلسة الثانية فعنوانها: الذكاء الاصطناعي في الصحافة والفنون السمعية والبصرية، ادارتها الصحافية يمنى يزبك والمتحدثون: ليال بهنام، مديرة البرامج في مؤسسة مهارات، رودي شوشاني رائد أعمال، مقدم بودكاست، خبير استراتيجي في مجال التكنولوجيا الناشئة ومؤسس شركة Dxtalks، ووليد ناصيف مؤسس Wp Production وصانع أفلام ومبتكر في مجال الذكاء الإصطناعي.
تمحورت هذه الجلسة حول إسهام الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل جوهري في مجالي الصحافة والفنون السمعيَّة والبصريَّة، فشكل حضور هذا الذكاء خطوة مهمة نحو تطوير وتغيير آليات العمل في هذين القطاعين.
ففي الصحافة، أتاح الذكاء الاصطناعي ظهور الصحافة الآلية، وهي تقنية تعتمد على الخوارزميات لكتابة المقالات بشكل تلقائي، مما يعزز سرعة نشر الأخبار وتحليل البيانات مما أثار تساؤلات حول مستقبل الصحفيين التقليديين ودورهم في صياغة الأخبار والمحتوى الإعلامي.
أما في مجال الفنون السمعيَّة والبصريَّة، فقد أحدث الذكاء الاصطناعي تقدمًا ملحوظًا في إنتاج الموسيقى والفيديوهات بشكل آلي، بالإضافة إلى تحسين عمليات المونتاج وإنشاء المؤثرات الخاصة في الأفلام، مما يُساهم في رفع مستوى الابتكار والإنتاجيَّة. وهذا التقدم التكنولوجي يثير تحديات جمة خاصة فيما يتعلق بإمكانية التلاعب بالمحتوى الفني أو تقليص دور الإبداع البشري في صناعة الفن والإعلام.
وختمت عميدة كلية العلوم الإنسانيَّة الدكتورة ماريا بوزيد، هذا المنتدى قائلة: 'على الطلاب استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بأخلاقية ونظرة نقدية. فجامعة سيدة اللويزة تبنّت منذ اليوم الأول إمكانات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على المعايير الأخلاقية. وينعكس هذا الالتزام في مبادرات ملموسة مثل وإصدار إرشادات شاملة لمجتمعنا الجامعي حول الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية'.
وسلطت الدكتورة بوزيد الضوء على المساهمات البحثية لأعضاء هيئة التدريس الذين انخرطوا بنشاط في الدراسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج أبحاث تعكس السياق المحلي. كما أثنت على جهود كلية العلوم الإنسانية – قسم دراسات الإعلام التي تواصل ريادتها في تشكيل مستقبل التعليم الإعلامي'. وقد تمنّت بوزيد أن يتم اعتماد قانون إعلامي حديث، قانون يحكم على الأقل الفضاء الرقمي سريع التطور.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ يوم واحد
- شبكة النبأ
وضع العراق في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2024
إن القدرة على تبني الذكاء الاصطناعي بفعالية ومسؤولية في العراق يمكن أن تُمكن من تقديم خدمات أفضل، وتحسين العمليات، ومعالجة التحديات العامة بدقة وتأثير أكبر، من خلال الاستثمار في الإمكانات التي تتيح الفائدة القصوى واستنباط خيارات جديدة توسع وتفتح افاق جديدة للإبداع والتطور على نطاق واسع، الامر الذي... ظهر الذكاء الاصطناعي لأول مرة Artificial intelligence (AI) في خمسينات القرن الماضي، خلال مؤتمر جامعة دارتمورث بشأن الذكاء الاصطناعي في صيف عام 1956، ومنذ ذلك الحين نشر المبتكرون والباحثون زهاء 1.6 مليون منشور، ولم يكن تاريخ الذكاء الاصطناعي رحلة هادئة فقد عقبت فترات التفاؤل والنجاح والنمو فترات من خيبة الأمل والانكماش وإعادة التجميع، إذ تراجع ربيع الذكاء الاصطناعي ليحل محله شتاء الذكاء الاصطناعي، وصارع هذا التخصص الناشئ باحثا عن موطئ قدميه، وأتاح النمو المتسارع للقدرة الحاسوبية وتكنولوجيات الاتصالات تجميع أحجام كبيرة من البيانات وتقاسمها، فانبثقت العديد من المجالات الجديدة لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي(1). الإطار (1) لمحة تاريخية موجزة عن الذكاء الاصطناعي ------------------------------------------------------- 1956......... صُوغ مصطلح "الذكاء الاصطناعي" في مؤتمر دارتموث، وتأسس الذكاء الاصطناعي كتخصص أكاديمي. 1956-1974..... شهدت السنوات الذهبية للذكاء الاصطناعي تمويلًا حكوميًا لمناهج واعدة قائمة على المنطق لحل المشكلات. 1974-1980.... أدت التوقعات العالية جدًا، إلى جانب القدرات المحدودة لبرامج الذكاء الاصطناعي، إلى أول "شتاء للذكاء الاصطناعي"، مع انخفاض التمويل والاهتمام بأبحاث الذكاء الاصطناعي. 1980-1987.... حقق صعود أنظمة الخبراء القائمة على المعرفة نجاحات جديدة، وتغيرًا في تركيز البحث والتمويل نحو هذا النوع من الذكاء الاصطناعي. 1987-1993....... بدأ "شتاء الذكاء الاصطناعي" الثاني مع الانهيار المفاجئ لصناعة الأجهزة المتخصصة عام 1987. وقد جلبت ضجة الذكاء الاصطناعي معها تصورات سلبية من جانب الحكومات والمستثمرين، حيث أظهرت أنظمة الخبراء محدوديتها، وثبت أن تحديثها وصيانتها مكلفان للغاية. 1993-2011.... التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي يعود ويزداد. تتسم النجاحات الجديدة بمساعدة زيادة القدرة الحاسوبية، ويصبح الذكاء الاصطناعي مدفوعًا بالبيانات. 2012- ؟ اتاحت زيادة توافر البيانات، والترابط، والقدرة الحاسوبية تحقيق اختراقات في مجال التعلم الآلي، وخاصةً في الشبكات العصبية والتعلم العميق، مما بشر بعصر جديد من زيادة التمويل والتفاؤل بشأن إمكانات الذكاء الاصطناعي. شهدت مجالات الذكاء الاصطناعي، مثل تعلم الآلة، ورؤية الحاسوب، ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP)، نمواً غير مسبوق في العقد الماضي، وتتطلب هذه التطورات قدرات حوسبة متقدمة وكبيرة، ومراكز بيانات ضخمة لتشغيلها، حيث تعتمد البنية التحتية المصممة للذكاء الاصطناعي على أجهزة متخصصة مثل وحدات معالجة الرسومات (GPU) لتسريع عمليات التعلم الآلي. كما يسهم الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ في التطور التقني السريع وزيادة فرص الابتكار والنمو في مختلف المجالات، ويؤدي دوراً مهماً في رفع الجودة وزيادة الإمكانات وكفاءة الأعمال وتحسين الإنتاجية. Artificial Intelligence: Technology Trends 2019, World Intellectual Property Organization, Geneva,2019, p21. -------------------------------------------------------- ويشير الذكاء الاصطناعي AI إلى مجموعة التقنيات التي تُمكّن الآلات من محاكاة الذكاء البشري وسلوكه، وفهم طبيعته عن طريق عمل برامج الحاسب الالي قادرة (2). وبفضل الخوارزميات المتقدمة وتقنيات التعلم الآلي، أصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على تحليل البيانات، والتعلم من التجارب، وتنفيذ المهام المعقدة بشكل مستقل. وبحسب البيانات تضاعف إجمالي منشورات الذكاء الاصطناعي ثلاث مرات تقريباً خلال المدة 2010-2022 إذ ارتفع من 88 ألف منشور ليصل الى أكثر من 240 ألفاً في عام 2022 (3). شكل (1) تطور عدد المنشورات في الذكاء الاصطناعي خلال المدة 2010-2022 Artificial Intelligence: Technology Trends 2019, World Intellectual Property Organization, Geneva, 2024.p32. من جانب آخر، بلغت براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي الممنوحة ارتفاعاً ملحوظاًًًًً، على سبيل المثال بلغ إجمالي النمو في براءات اختراع الذكاء الاصطناعي الممنوحة 56.1% بين عامي 2010 و2014 لتصل الى 62.2% في عام 2022. شكل ( 2024.p38. وفي ضوء الأهمية الكبيرة التي اكتسبها الذكاء الاصطناعي بدأت مؤسسة أكسفورد انساتيس بإصدار تقرير مؤشر استعداد الحكومة للذكاء الاصطناعي Government AI Readiness Index منذ عام 2017 وبشكل سنوي لرصد أوضاع الحكومات واستعدادها وجهودها لإدماج الذكاء الاصطناعي في الحياة العملية، وقد أصبح هذا التقرير مرجعاً موثوقاً لصانعي السياسات، واعتمدته الحكومات الوطنية كمعيار رسمي، وراجعته منظمات رائدة مثل اليونسكو ومجموعة العشرين. ويتكون المؤشر العام من 40 مؤشراً فرعياً عبر 10 ابعاد تشكل 3 ركائز أساسية لتسهيل جاهزية الذكاء الاصطناعي داخل الدولة، وهو يُسلط الضوء على التقدم المُحرز، ويُحدد الفجوات، ويُقدم رؤى عملية لصانعي السياسات الذين يسعون إلى دمج الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات العامة. ويوضح المخطط الآتي المحاور الرئيسة للمؤشر. جدول (1) المحاور والركائز والابعاد الرئيسة لمؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي الجدول من عمل الباحث بالاستناد الى: - The Government AI Readiness Index 2024, Oxford Insights, p5. وفي النسخة السابعة من التقرير والذي صدر مع نهاية عام 2024 تم تقيم جاهزية 188 دولة في وقت يزداد فيها الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، إذ تواجه الحكومات احتياجات المواطنين المتطورة وتحديات ملحة مثل عدم اليقين الاقتصادي، ومخاطر المناخ، وتزايد التفاوتات. تتطلب معالجة هذه القضايا بشكل صحيح قدرات أقوى وأكثر ابتكاراً من الحكومات، وللذكاء الاصطناعي دور مهم يلعبه في هذا المجال. في جوهره، يسأل المؤشر: ما مدى جاهزية الحكومات لتطبيق الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات العامة؟ وكيف يمكن للحكومات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء؟ ويهدف المؤشر العام إلى توفير أداة عملية تدعم اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة، وتُساعد صانعي السياسات على إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي لخدمة المواطنين بشكل أفضل في جميع أنحاء العالم. وقد أشار التقرير الى إنه في عام 2024 تم الإعلان عن 12 استراتيجية جديدة للذكاء الاصطناعي (3 اضعاف المسجل في عام 2023) أكثر من نصفها أتت من دول ذات دخل متوسط ومنخفض، مما يُظهر زخماً متزايداً بين الاقتصادات التي لطالما تأخرت في حوكمة الذكاء الاصطناعي، فمثلاً أصبحت إثيوبيا ثاني دولة منخفضة الدخل تُصدر استراتيجية، تسلط هذه التطورات الضوء على الاعتراف المتزايد بالذكاء الاصطناعي كمحرك للتنمية الوطنية، ومن المرجح إن التعاون الدولي وتبادل المعرفة لعبا دوراً في دعم هذا الزخم وستكون هذه الجهود حاسمة في معالجة ثغرات الحوكمة، مع قيام المزيد من الدول بإضفاء الطابع الرسمي على استراتيجيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز قدرتها على تبنيها بفعالية(4). وبحسب التقرير فقد تصدرت الولايات المتحدة الامريكية مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي، وتمثلت ميزتها في ركيزة قطاع التكنولوجيا اذ جمعت 87.03 نقطة ثم تلتها سنغافورة وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، كما في الجدول الاتي: جدول (2) الدول العشرة الأولى في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي الجدول من عمل الباحث بالاستناد الى اما على مستوى الدول العربية فقد احتلت الامارات المرتبة الأولى عربياً بـ 75.66 نقطة تلتها السعودية بـــ 72.36 ثم قطر وعُمان والأردن بـــ 68.22 و62.91 و 61.57 نقطة على التوالي في حين تذيلت اليمن وسوريا وجنوب السودان سلم الترتيب على مستوى الدول العربية وعلى مستوى العام ككل. العراق وجاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي يعيش العالم على وقع تطورات متسارعة ويتصدر الذكاء الاصطناعي السباق، ويقتحم العالم بسرعة جامحة، وكل يوم يطالعنا بأعجوبة جديدة لخوارزمية يحركها الذكاء الاصطناعي وهي تكنلوجيا للأغراض كافة (5). ويدخل الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن في كل مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها كعنصر مساهم وقوي، اذ يؤدي بعض الوظائف بإمكانات لا تضاهى. وتُشير الدراسات والأبحاث إن للذكاء الاصطناعي إيجابيات كثيرة في قطاعات مختلفة مثل الصحة والتعليم وتحسين تقديم الخدمات...الخ. والعراق من الدول التي تعاني كثيراً في مجال الصحة والتعليم والخدمات فضلاً عن المجالات الأخرى، وهو من الدول المتأخرة كثيراً في مجال استخدام التقنيات والتكنلوجيا نتيجة لعقود من الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني. وبالنظر الى مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي نجد إن العراق جاء بالمرتبة 107 عالمياً من بين 188 دولة مشتركة في التقرير محققاً 40.91 نقطة، في حين جاء بالمرتبة 12 عربياً من أصل 17 دولة عربية مشاركة في التقرير. مخطط (2) وضع العراق في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2024 المخطط من عمل الباحث بالاستناد الى - The Government AI Readiness Index 2024, Oxford Insights, p46. إن احتلال العراق لمراتب متأخرة في مجال الاستعداد والجاهزية للذكاء الاصطناعي يشير الى جملة من نقاط الضعف التي من شأنها ان تضعف قدرة العراق في مواجهة التطورات والتقدم التكنلوجي الذي يعيشه العالم، ومن ثم له انعكاسات سلبية على أوضاع البلد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى الأمنية وسيحرم البلد من الاستفادة من مخرجات الثورة الصناعية الرابعة. وقد سعت حكومة السيد محمد شياع السوادني الى الاهتمام بالذكاء الاصطناعي وتم تشكيل اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي في العراق، وتضم ممثلين عن وزارات التخطيط والمالية والتعليم العالي والتربية والاتصالات وهيئة الإعلام والاتصالات، إلى جانب مستشار رئيس الوزراء للشؤون العلمية والأكاديمية والذكاء الاصطناعي. وقد اكدت اللجنة على وجود خارطة طريق واضحة لترسيخ مكانة العراق بوصفها دولة رائدة في مجال الابتكار، وتسعى اللجنة إلى خلق مناخ مناسب لتمكين العراق في جعله مركزاً لتطوير المهارات والإبداع والتميز في مجال تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وبالتعاون مع دول العالم أجمع، والاستفادة بشكل خاص من دول منطقة الشرق الأوسط، التي لها تجارب رائدة في مجال تقنية المعلومات والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. وتسعى اللجنة إلى إقرار أنظمة لجمع البيانات وإنشاء مراكز متخصصة للبيانات وإقرار تشريعات من قبل خبراء القوانين، وإكمال عملية التحول الرقمي وقيادة مجتمع المستقبل الى العدالة والرفاهية، والانتقال الى الاقتصاد المعرفي والاستدامة وتحفيز رؤية (الذكاء الاصطناعي للجميع) وقد حددت اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي 8 إجراءات تعزز موقع العراق، ليكون في مصاف دول العالم والمنطقة في الجانب التكنولوجي. من خلال إطلاق مبادرة تستهدف استقطاب الكفاءات من الخارج لتدريب 100 "قائد رقمي" كمرحلة أولى. من جانب آخر نظمت الإسكوا وهيئة الاعلام والاتصالات ورشة عمل لبناء القدرات الوطنية حول المفاهيم الرئيسية للتحول الرقمي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وعرضت مؤشرات دولية وإقليمية مختارة، وناقشت أفضل الممارسات في تطوير السياسات ذات الصلة، وشدّد الممثلون عن المؤسسات العامة المشاركة في وضع وتنفيذ السياسات الرقمية على أن تطوير استراتيجية للتحوّل الحكومي الرقمي يُعد أحد عوامل النجاح الرئيسية لتعزيز الخدمات الرقمية في البلاد، إذ يتطلب تطوير الخدمات الرقمية اعتماد آليات حوكمة مناسبة لضمان التنفيذ السليم للأنشطة والحدّ من البيروقراطية(6). ختاماً، إن القدرة على تبني الذكاء الاصطناعي بفعالية ومسؤولية في العراق يمكن أن تُمكن من تقديم خدمات أفضل، وتحسين العمليات، ومعالجة التحديات العامة بدقة وتأثير أكبر، من خلال الاستثمار في الإمكانات التي تتيح الفائدة القصوى واستنباط خيارات جديدة توسع وتفتح افاق جديدة للإبداع والتطور على نطاق واسع، الامر الذي يؤدي الى خلق مجتمع يحقق الفائدة المثلى من الذكاء الاصطناعي ويسرع من عملية التطور والتقدم الاقتصادي والاجتماعي وجعل المستقبل في أيدينا. * باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية/2004-Ⓒ2025 ................................................ مصادر تم الاعتماد عليها: [1] المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، متوفر على الرابط، [2] مركز البحوث والمعلومات، الذكاء الاصطناعي، غرفة أبها، المملكة العربية السعودية، 2021، ص5. [3] Artificial Intelligence: Technology Trends 2019, World Intellectual Property Organization, Geneva,2024, p31. [4] The Government AI Readiness Index 2024, Oxford Insights, p7. [5] برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقرير التنمية البشرية، رهن بخيار: الانسان والإمكانات في عصر الذكاء الاصطناعي، نيويورك، 2025، ص3. [6] الاسكوا، التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في العراق، الأمم المتحدة، متوفر على الرابط،


النهار
منذ 4 أيام
- النهار
متى تنشئ الدول وزارات للذكاء الاصطناعي؟ الامارات نموذجاً... ولبنان يحاول فهل ينجح!
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة الخليجية الوحيدة التي أنشأت وزارة مستقلة تعنى بالذكاء الاصطناعي، وجاءت في إطار رؤية طموحة لقيادة التحول الرقمي على مستوى العالم العربي، وانعكاس لتوجه الدولة نحو تبني أحدث التقنيات وتطبيقاتها في مختلف القطاعات الحيوية. بيد أن بقية دول الخليج التي لم تنشئ وزارات مستقلة للذكاء الاصطناعي، أولت هذا المجال اهتماماً متزايداً من خلال هياكل ومؤسسات حكومية قائمة. في المملكة العربية السعودية، تتولى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، المعروفة باسم سدايا، مسؤولية قيادة الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، ومرتبطة بمجلس الوزراء. في قطر، يدمج الذكاء الاصطناعي ضمن مهام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. أما في البحرين، فتقع مسؤوليات الذكاء الاصطناعي ضمن هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية وتحت إشراف وزارة المواصلات والاتصالات. وفي الكويت يتولى الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات متابعة السياسات الرقمية، دون وجود كيان متخصص في الذكاء الاصطناعي. في سلطنة عمان، تشرف وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على مبادرات الذكاء الاصطناعي. ماذا عن لبنان؟ في 13 ايار /مايو الجاري صدر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية ان الرئيس عون شدد خلال لقائه وزير المهجرين ووزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، على "ضرورة إنشاء الوزارة في أقرب وقت ممكن، لكي تقوم بمهامها وتنفّذ المشاريع المنتظرة منها وفقاً لأفضل المعايير الدولية...". فهل تبصر النور قريباً؟ لا يرى الخبير في إدارة الاتصالات جبران الخوري ضرورة انشاء وزارة للذكاء الاصطناعي في لبنان " كون أفضل المعايير المعتمدة دولياً لا تقوم على إنشاء وزارة متخصصة للذكاء الاصطناعي، فيما الدول المتقدمة في هذا المجال مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين ودول الاتحاد الأوروبي واليابان، لا تخصص وزارات للذكاء الاصطناعي، بل تعتمد على هيئات تنظيمية أو مجالس وطنية. الاستثناء الوحيد هو دولة الامارات، وكندا أخيراً. فكيف للبنان أن يقدم على إنشاء هذه الوزارة؟ ويعتبر الخوري ان "التوقيت غير مناسب لإنشاء وزارة كاملة للذكاء الاصطناعي، كون لبنان يفتقر حاليا إلى المقومات الأساسية لتطوير ونشر الذكاء الاصطناعي، ولاسيما كهرباء وإنترنت موثوق بهما، وكادر فني مؤهل، وأنظمة بيانات مترابطة بين الوزارات. فبدون هذه الأسس، قد تصبح وزارة الذكاء الاصطناعي مجرد خطوة رمزية بلا تأثير حقيقي". وفي حين تبرز حجة غياب التمويل أو الدعم الدولي قبل الاصلاحات، يقول خوري "الاصلاحات لا تشمل فقط في انشاء الهيئات الناظمة، بل ان الاصلاحات الحقيقية تبدأ بتقديم مشاريع محددة وشفافة وواضحة الميزانية للانشاء والتجهيز والتشغيل والفترة الزمنية للتنفيذ. ومجرد طرح إنشاء وزارة لتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وعرضها على مجلس النواب، قد يؤدي الى نقاش حول التداخل في الصلاحيات مع بقية الوزارات. إذ على الاقل ثمة تداخل في الصلاحيات بين الوزارة التي ستستحدث ووزارتي الدولة للتنمية الادارية والاتصالات. التنمية الادارية كونها الجهة التي تقوم بمشاريع التحول الرقمي، وعادة ما تكون "تكنولوجيا المعلومات" وفقا للمعايير الدولية من ضمن مهام وزارة الاتصالات". من هنا يعتبر الخوري ان المسار الأكثر واقعية وفعالية "يقوم على إنشاء مشاريع تجريبية مرئية وسريعة التنفيذ مثل الهوية الرقمية، وأنظمة الدفع الرقمي، ومنصات الشفافية الحكومية، والتركيز على أهداف قصيرة المدى قابلة للقياس ضمن جداول زمنية واضحة، بالإضافة الى التعاون مع مؤسسات عربية ودولية لتطبيق استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصحة، والتعليم، والإدارة العامة". وفي ما يشبه خريطة طريق للوصول الى إنشاء وزارة للذكاء الاصطناعي، يعتبر خوري انه "علينا أولا بناء الأنظمة، وتطوير القدرات، وكسب ثقة المجتمع، وتطوير قطاع الاتصالات من خدمة مرفقية تقليدية إلى جزء من منظومة أوسع تشمل البنية التحتية الرقمية والابتكار التكنولوجي، فيصبح الدمج واقعاً بين وزارة الاتصالات والوزارات التي تشرف على التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والنقل والبنية التحتية والشؤون الاقتصادية أو الابتكار. بعد ذلك كله، يمكن النظر في تأسيس وزارة تستحق أن تكون واجهة الذكاء الاصطناعي في لبنان، مثل دولة الامارات، تعمل على تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بشكل فعال." يختم الخوري بالقول ان "إنشاء وزارة الذكاء الاصطناعي في لبنان يجب ان يكون نتيجة لتقدم رقمي حقيقي، لا نقطة انطلاق".


بيروت نيوز
منذ 5 أيام
- بيروت نيوز
طالبتان من اللبنانية تتألقان في نهائيات بطولة لبنان لمهارات مايكروسوفت 2025
تميّزت الطالبتان جنى وجوليا عبد الله، من كلية العلوم – الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، في نهائيات بطولة لبنان لمهارات مايكروسوفت 2025 التي استضافتها جامعة سيدة اللويزة (NDU)، الشريك الأكاديمي للبطولة، بحسب ما أعلنت الجامعة في بيان. وحصدت جنى عبد الله، طالبة سنة أولى في اختصاص الكيمياء الحيوية، المركز الأول عن فئة EXCEL، فيما نالت شقيقتها جوليا عبد الله، طالبة سنة ثالثة في علوم الكمبيوتر، المركز الثالث عن فئة WORD. وبموجب هذا الفوز، ستمثّل جنى عبد الله لبنان في النهائيات العالمية التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر تموز المقبل. وأشار البيان إلى أن أكثر من 3000 طالب وطالبة من مختلف الجامعات والمدارس شاركوا في البطولة المحلية، وتنافسوا على إبراز مهاراتهم في واحدة من أبرز المسابقات التكنولوجية الوطنية.