
شركات التكنولوجيا تجهد لإيجاد حلول تكافح التزييف العميق
تظهر حلول في قطاع التكنولوجيا لمكافحة التزييف العميق ومقاطع الفيديو المزيفة والأصوات المفبركة التي ساهم الذكاء الاصطناعي في انتشارها، بهدف الحد من مختلف أنواع عمليات الاحتيال.
تسمع لوريل عن طريق اتصال هاتفي صوت والدتها ديبي دودكين « هذه أنا (…) لقد تعرضت لحادث »، معلمة اياها بأنها في المستشفى.
فما كان من المرأة إلا أن أغلقت الخط واتصلت بوالدتها التي كانت في الواقع موجودة في مكتبها غير مصابة بأي أذى. لحسن الحظ، كانت لوريل موجودة في منزل جدتها روثي (93 عاما)، التي تلقت المكالمة الهاتفية في محاولة لإيقاعها بعملية احتيال يبدو أنها كانت الهدف من الاتصال.
وتقول ديبي التي تعيش في كاليفورنيا، في حديث عبر وكالة فرانس برس، إن المحاولات من هذا النوع « تحدث يوميا. قد يكون الذكاء الاصطناعي خطرا جدا ».
انتشرت تقنية التزييف العميق على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال تركيب مقاطع مفبركة لشخصيات أحيانا لأغراض التضليل، كما يتم الاستعانة بها أيضا من عصابات الجريمة المنظمة.
وتبين دراسة نشرتها في شباط/فبراير شركة « آي بوم » الناشئة المتخصصة في رصد عمليات التزييف، أن 0,1% فقط من الأميركيين والبريطانيين الذين خضعوا للاختبار تمك نوا من أن يحددوا بشكل صحيح صورة أو مقطع فيديو مزيفا.
ويقول فيجاي بالاسوبرامانيان، رئيس « بيندروب سكيوريتي » المتخصصة في التحقق الصوتي « قبل أقل من عشر سنوات، ما كان هناك سوى أداة واحدة لتوليد صوت من خلال الذكاء الاصطناعي، اما اليوم فثمة 490 أداة ».
وقد بدل انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي الوضع.
ويضيف « في السابق، كان ابتكار تسجيل صوتي يستغرق 20 ساعة (من التسجيلات). أما اليوم، فباتت هذه المهمة تحتاج إلى خمس ثوان ».
ثمة جهات كثيرة توف ر للشركات القدرة على رصد المحتوى المزيف بالذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي، سواء في المقاطع الصوتية أو الفيديو، مثل « رياليتي ديفندر » و »إنتل ».
تستخدم « إنتل » تغيرات اللون في الأوعية الدموية للوجه (تصوير التحجم الضوئي) في أداتها « فايك كاتشر »، بينما يقسم « بيندروب » كل ثانية من المقطع الصوتي إلى 8 آلاف مقتطف ويقارنها بخصائص الصوت البشري.
يقول رئيس شركة « أتيستيف » نيكوس فيكياريدس « مثل أي شركة للأمن السيبراني، ينبغي دائما البقاء على اطلاع »، مضيفا « في البداية، كن ا نرى أشخاصا مع يد بستة أصابع، ولكن مع التقدم في التكنولوجيا، تزداد صعوبة رصد التزييف بالعين المجردة ».
وقد قللت بعض المنشورات العلمية من فعالية أنظمة الكشف هذه، لكن دراسات جامعية كثيرة سلطت الضوء أيضا على معدلات الكشف المرتفعة.
بالنسبة إلى فيجاي بالاسوبرامانيان، سيتعين في النهاية على كل الشركات أن تتزود ببرنامج رصد المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي.
وبعيدا عن قطاعي المال والتأمين اللذين يعتبران من الضحايا التقليديين لعمليات الاحتيال، فإن ذلك « أصبح يشكل تهديدا عالميا للأمن السيبراني »، بحسب نيكوس فيكياريدس.
ويقول « يمكن لأي شركة أن ترى سمعتها مشوهة بسبب التزييف العميق أو أن تكون مستهدفة بهذه الهجمات المعقدة ».
ويؤكد بالاسوبرامانيان أن زيادة معد ل العمل من بعد تعزز من مخاطر انتحال الهوية.
ومن الممكن أن يتسع نطاق هذه العمليات ليصل إلى عامة الناس وخصوصا كبار السن، تحت تهديد المكالمات المفبركة.
في نهاية عام 2024، أطلقت الشركة البريطانية الناشئة « سورف سيكيوريتي » متصفحا عبر الإنترنت مخصصا حاليا للشركات فقط، قادرا على تنبيه المستخدم عندما يكون الصوت أو الفيديو مول دا بواسطة الذكاء الاصطناعي.
تشير « اتيستيف » إلى أن لديها آلاف المستخدمين الفرديين للنسخة المجانية.
ويرى سيوي ليو، الأستاذ في علوم الكمبيوتر لدى جامعة بوفالو الحكومية بولاية نيويورك أن « التزييف العميق سيصبح مثل البريد العشوائي »، الذي شك ل مصدر إزعاج كبير لمستخدمي الإنترنت الأوائل لكنه بات حاليا تحت السيطرة تقريبا، بفضل كفاءة برامج فرز البريد الإلكتروني.
يقول بالاسوبرامانيان « لقد شو ش الذكاء الاصطناعي التوليدي الخط الفاصل بين الإنسان والآلة »، مضيفا « الشركات التي تنجح في إعادة ترسيخ هذا الفصل ستصبح ضخمة »، وستبلغ قيمة هذه السوق « مليارات » الدولارات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مراكش الآن
منذ 5 أيام
- مراكش الآن
مهرجان كان يستبعد ممثلا بسبب اتهامه بالاغتصاب
أعلن مهرجان كان السينمائي عن منع ممثل في فيلم فرنسي بارز من الحضور إلى السجادة الحمراء الخميس بسبب مزاعم اعتداء جنسي ضده. يؤدي تيو نافارو موسي دورا ثانويا كضابط شرطة في فيلم 'دوسييه 137' Dossier 137 للمخرج دومينيك مول، والذي سيُعرض للمرة الأولى الخميس في المسابقة الرئيسية للمهرجان. وبحسب مجلة 'تيليراما' الفرنسية التي أوردت الخبر، يواجه الممثل تهمة الاغتصاب من جانب ثلاث حبيبات سابقات له في أعوام 2018 و2019 و2020، لكنّ القضية أُسقطت في الشهر الفائت لعدم كفاية الأدلة. وأضافت 'تيليراما' أن النساء الثلاث يعتزمن الاستئناف ورفع دعوى مدنية. وأكد مدير مهرجان كان السينمائي تييري فريمو، في حديث إلى 'تيليراما'، أن نافارو موسي قد استُبعد بسبب إجراءات استئناف جارية.ونفى محامي نافارو موسي ذلك. نقلت المجلة عن فريمو قوله 'إنّ الإجراءات لا تزال جارية'. وأكدت إدارة المهرجان القرار وتصريحات فريمو بعد تواصل وكالة فرانس برس معها.


يا بلادي
منذ 5 أيام
- يا بلادي
السلطات الفرنسية تحقق في ملصقات معادية للإسلام في أورليان
أعلنت المدعية العامة في أورليان، إيمانويل بوشينيك-بورين، مساء اليوم الخميس، عن فتح تحقيق بتهمة "التحريض على الكراهية بسبب الدين". وكشفت وكالة فرانس برس عن هذه التطورات القضائية عقب اكتشاف ملصقات معادية للإسلام واليسار في وسط المدينة والحرم الجامعي، تتضمن إشارات نازية وعنصرية. وتقوم الشرطة القضائية بإجراء التحقيقات اللازمة، بينما أعلنت عدة جهات عن تقديم دعاوى قضائية للأسباب ذاتها. في وقت سابق من اليوم، أكدت الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية في لواريت وجامعة أورليان تقديم شكاوى رسمية. وأوضحت البلدية يوم الأربعاء أنها ستلجأ إلى صور كاميرات المراقبة لتحديد هوية المشتبه بهم. وتشير التقارير إلى أن الملصقات التي تحتوي على رموز نازية وأيديولوجية هوياتية قد بيعت عبر متجر إلكتروني، الذي أصبح غير متاح منذ هذا الأسبوع، لكن الشركة المالكة له تقع في نورماندي. وكشفت أن صاحب هذا المتجر هو رجل مقيم في منطقة يور، وقد أعلن عن نشاطه العام الماضي، وتمت إدانته يوم الثلاثاء من قبل محكمة إيفرو بتهمة التحريض العلني على الكراهية. وفي صباح الخميس، تم اكتشاف ملصق آخر في وسط مدينة أورليان استهدف هذه المرة المجتمع المثلي، مع إشارات إلى المارشال بيتان. وقد أحالت محافظة لواريت ومركز-فال دو لوار، صوفي بروكاس، القضية إلى المدعية العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.


لكم
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- لكم
الاستخبارات الفرنسية تتهم دبلوماسيا جزائريا بالضلوع في اختطاف معارض جزائري قرب باريس
اتهمت الاستخبارات الفرنسية الداخلية مسؤولا سابقا رفيع المستوى في السفارة الجزائرية في باريس بالضلوع في اختطاف أمير بوخرص المعارض لنظام عبد المجيد تبون سنة 2024 بالقرب من العاصمة باريس، وفق ما أفاد مصدر مطلع وكالة فرانس برس الثلاثاء. وفي هذا التحقيق الذي أشرف عليه قاض من وحدة مكافحة الإرهاب في باريس وأفضى في منتصف أبريل إلى توقيف ثلاثة أشخاص، وج هت المديرية العامة للأمن الداخلي في فرنسا أصابع الات هام إلى شخص رابع غير ملاحق حتى الساعة قدم على أنه 'ضابط صف في مديرية الوثائق والأمن الخارجي' يبلغ من العمر 36 عاما وعرف عنه بالأحرف الأولى من اسمه (س. س.)، بحسب ما قال المصدر لوكالة فرانس برس. ويرجح التحقيق أنه أتى إلى باريس 'بغطاء دبلوماسي بصفته السكرتير الأو ل' للسفارة الجزائرية. وهو لم يتعرض للتوقيف ومن المحتمل أن يكون غادر الأراضي الفرنسية وقد يتحجج بحصانته الدبلوماسية. وقد أثير ذكره في أسبوعية 'لو جورنال دو ديمانش' الأحد. خطف المؤثر والمعارض الجزائري أمير بوخرص في 29 أبريل 2024 في فال-دو-مارن قبل الإفراج عنه في الأو ل من ماي. وأفادت المديرية العامة للأمن الداخلي في تقريرها المؤرخ في 11 أبريل بأن أحد الموقوفين استدعى س. س. 'في بداية العملية' أو أن الأخير شارك في لقاء 'للاطلاع على آخر التطورات' بين الرجال الأربعة 'بعد ساعتين من الاختطاف'. وسحب س. س. في تلك الليلة ألفي يورو من البنك لإعطاء المبلغ على الأرجح إلى خاطفي أمير بوخرص. وقد اتصل هاتف السكرتير الأول بشبكة الإنترنت بالقرب من منزل أمير بوخرص عدة مرات ومن حانة عهد على ارتيادها قبل أكثر من شهر على الحادثة. وأمير بوخرص الملق ب بـ'أمير دي زد' مؤثر جزائري يبلغ 41 عاما ويقيم في فرنسا منذ 2016، وقد طالبت الجزائر بتسليمه لمحاكمته. وأصدرت الجزائر تسع مذكرات توقيف دولية بحقه متهمة إياه بالاحتيال وارتكاب جرائم إرهابية. وعام 2022، رفض القضاء الفرنسي تسليمه وحصل على اللجوء السياسي عام 2023. وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، ندد محاميه إريك بلوفييه بما وصفه بأنه 'انتهاك جسيم للسلامة الجسدية للاجئ سياسي في فرنسا وتعد خطير على السيادة الفرنسية'، وطلب 'إصدار مذكرات توقيف'. وأججت هذه التطورات الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر الآخذة في الاحتدام منذ أشهر.