
شهادات مروّعة جديدة يرويها معتقلو غزة في سجون الاحتلال
رام الله - "الأيام": قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، إنه بعد مرور نحو 600 يوم على الإبادة الجماعية، لا يزال معتقلو غزة تحت وطأة جرائم التعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية، ولا تزال شهاداتهم وإفاداتهم هي الأشد والأقسى، وتزداد فظاعة التفاصيل وثقلها على المعتقلين مع مرور المزيد من الوقت.
وأفادت الهيئة والنادي في بيان مشترك، أمس، بأنه خلال أيار الجاري، نفذت الطواقم القانونية عدة زيارات لمجموعة من معتقلي غزة شملت المعتقلين في معسكري "سديه تيمان"، و"عوفر"، وذلك امتداداً لسلسلة زيارات جرت على مدار الشهور الماضية.
وقد عكست إفاداتهم مجدداً جرائم التعذيب الممنهجة، ومستوى غير مسبوق من سوء المعاملة وأساليب الإذلال الحاطة بالكرامة الإنسانية، ومحاولة الاحتلال المستمرة لترسيخ هذه الجرائم، وتطويع كل ما هو داخل المعسكرات لتعذيب الأسرى وقهرهم.
وأشار البيان إلى أنه "في معسكر (سديه تيمان) الذي شكّل ولا يزال عنواناً لجرائم التعذيب الممنهجة إلى جانب معسكر (عوفر) الذي لا يقل مستوى الجرائم فيه عما يجري في (سديه تيمان)، ومعسكرات وسجون أخرى يحتجز الاحتلال فيها معتقلي غزة، تحدث عدد من المعتقلين عن تفاصيل ما واجهوه خلال مرحلة الاعتقال الأولى، وتحديداً خلال فترة التحقيق، وما رافقها من أساليب تعذيب نفسي وجسدي، إلى جانب تأكيدهم مجدداً الظروف الاعتقالية المأساوية التي تهدف بشكل أساس إلى سلبهم إنسانيتهم، والحط بكرامتهم.
وقال المعتقل (ي.س): "اعتُقلتُ في 27-12-2024، من مستشفى كمال عدوان، وتم نقلي إلى سجن في القدس، لمدة 24 يوماً، طوال هذه الأيام كنا مقيدين، تعرضت للتحقيق لمدة 20 يوماً، ثم جرى التحقيق معي لثلاث مرات إضافية، كل مرة كانت تستمر لـ4 ساعات، تم تهديدي بتحقيق (الديسكو).
بعد مرور شهرين على اعتقالي تم إحضاري إلى محكمة عبر الهاتف، وتم تمديد اعتقالي حتى إشعار آخر، مدة الجلسة فقط 3 دقائق فقط، علماً أنه قبل التحقيق معي تم تجريدي من ملابسي بشكل كامل، وصوروني عبر الهاتف، ونحن محتجزون في ظروف قاسية جداً، لا توجد أوانٍ للأكل، منذ أن حضرت إلى معسكر (سديه تيمان) بدلت ملابسي مرة واحدة.
من جهته، قال الأسير (م. د)، المعتقل منذ تشرين الثاني 2024: "كنت مع عائلتي عند الاعتقال إلى جانب نحو 180 شخصاً، تم احتجازنا في بناية إلى جانب الحاجز الذي يُعرف بحاجز (الإدارة المدنية)، وبعدها جرى نقلنا إلى معسكر (سديه تيمان)، وأنا لا أزال منذ يوم اعتقالي في المعسكر، في بداية الاعتقال تم التحقيق معي على مدار أيام منها 18 ساعة بشكل متواصل، خلالها تعرضت للضرب باستمرار، ثم خضعت لتحقيق (الديسكو) لمدة 24 ساعة، بعد 35 يوماً على اعتقالي تم إحضاري إلى جلسة محكمة عبر الهاتف، وأمر القاضي باستمرار اعتقالي حتى انتهاء الحرب".
أما على صعيد الواقع الاعتقالي اليوم داخل المعسكر، فقد أفاد المعتقل (م.د)، بأن "كل 25 معتقلاً يتم احتجازهم في "بركس"، ويجبر المعتقلون على الجلوس طوال الوقت، ويُمنع الحديث بينهم، والمعسكر مزود بكاميرات، والاعتداءات والمعاملة المهينة والمذلة، لا تتوقف، قد تختلف وتيرتها بحسب مزاج جنود الاحتلال، فكل شيء مرهون هنا بمزاج الجنود، بما في ذلك خروج المعتقلين إلى ما تسمى (الفورة)".
ولفت إلى أنه منذ 90 يوماً لم يُسمح له بتغيير ملابسه الخارجية، ومنذ 30 يوماً يرتدي ملابسه الداخلية، وكل 5-6 معتقلين يستخدمون (المنشفة) نفسها عند الاستحمام، ومدته دقيقتان.
أما المعتقل (أ.ر) فقال: "اعتُقلتُ في 27-12-2024، من على (الممر الآمن)، تم احتجازنا في مكان قريب، قضينا ليلة كاملة تحت البرد الشديد في مكان مكشوف، وأُجبرنا على ارتداء أرواب (الكورونا) البيضاء، تعرضنا للضرب المبرح طوال مدة نقلنا من مكان الاعتقال حتى وصولنا إلى معسكر (سديه تيمان)، وحتى اليوم ورغم مرور كل هذه المدة ما زلت أعاني آلاماً في الكتف والغضروف، وأتوسل لهم من أجل إعطائي مسكّناً، دون استجابة، وبعد 40 يوماً على اعتقالي عُقدت لي محكمة عبر الهاتف، وتم تمديد اعتقالي لمدة غير محدودة، وأرتدي الملابس ذاتها منذ أكثر من شهر، ومدة الاستحمام المسموح بها فقط دقيقتان، وطوال النهار نجبر على أن نبقى جالسين على (الأبراش)، ولا يُسمح لنا بالحديث، وتوجد كاميرات مراقبة على مدار الساعة، ويُمنع علينا رفع رؤوسنا خلال الخروج إلى (الفورة)، ومن يرفع رأسه يتعرض للإهانة والتنكيل.
بدوره، قال المعتقل (م.و): "اعتُقلتُ في 29/12/2024، وأعاني إصابة في البطن، وقد نُقلت إلى معسكر (سديه تيمان) وأنا مصاب، وتعرضت للضرب المبرح رغم إصابتي، واليوم أعاني أوجاعاً دائمة.
وقال المعتقل (ي.ن): "اعتُقلتُ في 27/12/2024، بقيت ثلاثة أيام وأنا عارٍ دون ملابس، ثم أحضروا لنا روب (الكورونا)، جرى نقلنا إلى القدس وبقيت هناك محتجزاً لمدة 41 يوماً، بقيت خلالها معصوب العينين ومقيد اليدين، وتعرضت للضرب، وما زلت أعاني أوجاعاً صعبة، وانتفاخاً في ساقي اليسرى، ونتيجة لذلك لا أستطيع الخروج إلى (الفورة)، وأعتمد على الأسرى في تلبية احتياجاتي".
وقال المعتقل (أ.ل): "اعتُقلتُ في تشرين الثاني 2024، وتعرضت لمعاملة صعبة وغير إنسانية، وعند إخراجنا إلى ساحة الفورة، يجبروننا على خفض رؤوسنا والخروج على شكل (قطار)، ومنذ خمسة أشهر لم أبدل ملابسي، وخلال مدة الشتاء كانوا يستخدمون الماء البارد في تعذيبنا من خلال إجبارنا على الاستحمام به، إذ ينتهجون سياسة (العقاب الجماعي)، كما يتعمدون تعذيب بعض الأسرى أمامنا، لترهيبنا. وعلى صعيد الاحتياجات الأساسية للأسرى، نحن محرومون من توفير الحد الأدنى منها كفراشي الأسنان، وحتى معجون الأسنان، تزود كل غرفة بلفة ورق واحدة للمرحاض في اليوم، لا توجد أوانٍ بل يتم وضع لقيمات الطعام في أيدينا دون أوانٍ".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 3 أيام
- جريدة الايام
شهادات مروّعة جديدة يرويها معتقلو غزة في سجون الاحتلال
رام الله - "الأيام": قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، إنه بعد مرور نحو 600 يوم على الإبادة الجماعية، لا يزال معتقلو غزة تحت وطأة جرائم التعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية، ولا تزال شهاداتهم وإفاداتهم هي الأشد والأقسى، وتزداد فظاعة التفاصيل وثقلها على المعتقلين مع مرور المزيد من الوقت. وأفادت الهيئة والنادي في بيان مشترك، أمس، بأنه خلال أيار الجاري، نفذت الطواقم القانونية عدة زيارات لمجموعة من معتقلي غزة شملت المعتقلين في معسكري "سديه تيمان"، و"عوفر"، وذلك امتداداً لسلسلة زيارات جرت على مدار الشهور الماضية. وقد عكست إفاداتهم مجدداً جرائم التعذيب الممنهجة، ومستوى غير مسبوق من سوء المعاملة وأساليب الإذلال الحاطة بالكرامة الإنسانية، ومحاولة الاحتلال المستمرة لترسيخ هذه الجرائم، وتطويع كل ما هو داخل المعسكرات لتعذيب الأسرى وقهرهم. وأشار البيان إلى أنه "في معسكر (سديه تيمان) الذي شكّل ولا يزال عنواناً لجرائم التعذيب الممنهجة إلى جانب معسكر (عوفر) الذي لا يقل مستوى الجرائم فيه عما يجري في (سديه تيمان)، ومعسكرات وسجون أخرى يحتجز الاحتلال فيها معتقلي غزة، تحدث عدد من المعتقلين عن تفاصيل ما واجهوه خلال مرحلة الاعتقال الأولى، وتحديداً خلال فترة التحقيق، وما رافقها من أساليب تعذيب نفسي وجسدي، إلى جانب تأكيدهم مجدداً الظروف الاعتقالية المأساوية التي تهدف بشكل أساس إلى سلبهم إنسانيتهم، والحط بكرامتهم. وقال المعتقل (ي.س): "اعتُقلتُ في 27-12-2024، من مستشفى كمال عدوان، وتم نقلي إلى سجن في القدس، لمدة 24 يوماً، طوال هذه الأيام كنا مقيدين، تعرضت للتحقيق لمدة 20 يوماً، ثم جرى التحقيق معي لثلاث مرات إضافية، كل مرة كانت تستمر لـ4 ساعات، تم تهديدي بتحقيق (الديسكو). بعد مرور شهرين على اعتقالي تم إحضاري إلى محكمة عبر الهاتف، وتم تمديد اعتقالي حتى إشعار آخر، مدة الجلسة فقط 3 دقائق فقط، علماً أنه قبل التحقيق معي تم تجريدي من ملابسي بشكل كامل، وصوروني عبر الهاتف، ونحن محتجزون في ظروف قاسية جداً، لا توجد أوانٍ للأكل، منذ أن حضرت إلى معسكر (سديه تيمان) بدلت ملابسي مرة واحدة. من جهته، قال الأسير (م. د)، المعتقل منذ تشرين الثاني 2024: "كنت مع عائلتي عند الاعتقال إلى جانب نحو 180 شخصاً، تم احتجازنا في بناية إلى جانب الحاجز الذي يُعرف بحاجز (الإدارة المدنية)، وبعدها جرى نقلنا إلى معسكر (سديه تيمان)، وأنا لا أزال منذ يوم اعتقالي في المعسكر، في بداية الاعتقال تم التحقيق معي على مدار أيام منها 18 ساعة بشكل متواصل، خلالها تعرضت للضرب باستمرار، ثم خضعت لتحقيق (الديسكو) لمدة 24 ساعة، بعد 35 يوماً على اعتقالي تم إحضاري إلى جلسة محكمة عبر الهاتف، وأمر القاضي باستمرار اعتقالي حتى انتهاء الحرب". أما على صعيد الواقع الاعتقالي اليوم داخل المعسكر، فقد أفاد المعتقل (م.د)، بأن "كل 25 معتقلاً يتم احتجازهم في "بركس"، ويجبر المعتقلون على الجلوس طوال الوقت، ويُمنع الحديث بينهم، والمعسكر مزود بكاميرات، والاعتداءات والمعاملة المهينة والمذلة، لا تتوقف، قد تختلف وتيرتها بحسب مزاج جنود الاحتلال، فكل شيء مرهون هنا بمزاج الجنود، بما في ذلك خروج المعتقلين إلى ما تسمى (الفورة)". ولفت إلى أنه منذ 90 يوماً لم يُسمح له بتغيير ملابسه الخارجية، ومنذ 30 يوماً يرتدي ملابسه الداخلية، وكل 5-6 معتقلين يستخدمون (المنشفة) نفسها عند الاستحمام، ومدته دقيقتان. أما المعتقل (أ.ر) فقال: "اعتُقلتُ في 27-12-2024، من على (الممر الآمن)، تم احتجازنا في مكان قريب، قضينا ليلة كاملة تحت البرد الشديد في مكان مكشوف، وأُجبرنا على ارتداء أرواب (الكورونا) البيضاء، تعرضنا للضرب المبرح طوال مدة نقلنا من مكان الاعتقال حتى وصولنا إلى معسكر (سديه تيمان)، وحتى اليوم ورغم مرور كل هذه المدة ما زلت أعاني آلاماً في الكتف والغضروف، وأتوسل لهم من أجل إعطائي مسكّناً، دون استجابة، وبعد 40 يوماً على اعتقالي عُقدت لي محكمة عبر الهاتف، وتم تمديد اعتقالي لمدة غير محدودة، وأرتدي الملابس ذاتها منذ أكثر من شهر، ومدة الاستحمام المسموح بها فقط دقيقتان، وطوال النهار نجبر على أن نبقى جالسين على (الأبراش)، ولا يُسمح لنا بالحديث، وتوجد كاميرات مراقبة على مدار الساعة، ويُمنع علينا رفع رؤوسنا خلال الخروج إلى (الفورة)، ومن يرفع رأسه يتعرض للإهانة والتنكيل. بدوره، قال المعتقل (م.و): "اعتُقلتُ في 29/12/2024، وأعاني إصابة في البطن، وقد نُقلت إلى معسكر (سديه تيمان) وأنا مصاب، وتعرضت للضرب المبرح رغم إصابتي، واليوم أعاني أوجاعاً دائمة. وقال المعتقل (ي.ن): "اعتُقلتُ في 27/12/2024، بقيت ثلاثة أيام وأنا عارٍ دون ملابس، ثم أحضروا لنا روب (الكورونا)، جرى نقلنا إلى القدس وبقيت هناك محتجزاً لمدة 41 يوماً، بقيت خلالها معصوب العينين ومقيد اليدين، وتعرضت للضرب، وما زلت أعاني أوجاعاً صعبة، وانتفاخاً في ساقي اليسرى، ونتيجة لذلك لا أستطيع الخروج إلى (الفورة)، وأعتمد على الأسرى في تلبية احتياجاتي". وقال المعتقل (أ.ل): "اعتُقلتُ في تشرين الثاني 2024، وتعرضت لمعاملة صعبة وغير إنسانية، وعند إخراجنا إلى ساحة الفورة، يجبروننا على خفض رؤوسنا والخروج على شكل (قطار)، ومنذ خمسة أشهر لم أبدل ملابسي، وخلال مدة الشتاء كانوا يستخدمون الماء البارد في تعذيبنا من خلال إجبارنا على الاستحمام به، إذ ينتهجون سياسة (العقاب الجماعي)، كما يتعمدون تعذيب بعض الأسرى أمامنا، لترهيبنا. وعلى صعيد الاحتياجات الأساسية للأسرى، نحن محرومون من توفير الحد الأدنى منها كفراشي الأسنان، وحتى معجون الأسنان، تزود كل غرفة بلفة ورق واحدة للمرحاض في اليوم، لا توجد أوانٍ بل يتم وضع لقيمات الطعام في أيدينا دون أوانٍ".


فلسطين أون لاين
منذ 4 أيام
- فلسطين أون لاين
شهادات مروّعة لـ 6 أسرى غزييّن بمعسكريّ "سديه تيمان" و"عوفر".. عُري وتجويع وإذلال
متابعة/ فلسطين أون لاين بعد مرور نحو 600 يوم على بدء الإبادة الجماعية في قطاع غزة، تتواصل فصول الجريمة في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يكابد معتقلو القطاع أشد أنواع التعذيب وسوء المعاملة، في ظروف اعتقالية تُجرد الإنسان من كرامته وحقوقه الأساسية. وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، في تقرير مشترك صدر اليوم، أن إفادات المعتقلين الذين جرى زيارتهم خلال شهر أيار/مايو الحالي في معسكري "سديه تيمان" و"عوفر"، تعكس حجم الفظائع المرتكبة بحقهم، والتي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. ووصفت الشهادات الواردة بأنها "الأشد قسوة منذ بدء الاعتقالات الجماعية بحق أبناء غزة"، مشيرة إلى تصعيد في مستوى التعذيب النفسي والجسدي والإذلال اليومي الممنهج. "جردوني من ملابسي وصوروني"... بداية الطريق إلى العذاب يروي المعتقل (ي.س) تفاصيل صادمة لاعتقاله في 27 ديسمبر 2024 من مستشفى كمال عدوان، حيث تم نقله إلى مركز توقيف في القدس، قبل أن يُرحّل إلى معسكر "سديه تيمان". ويقول: "تم تجريدي بالكامل من ملابسي قبل التحقيق، وصوروني عبر الهاتف. طيلة 24 يوماً كنت مقيداً وتعرضت لتحقيقات متواصلة، بعضها استمر لساعات طويلة، وهددوني باستخدام أساليب تعذيب مثل 'الديسكو'. منذ وصولي إلى المعسكر، لم أبدل ملابسي سوى مرة واحدة، ولا توجد أواني للطعام، نأكل بأيدينا". "مزاج الجنود يتحكم في وجعنا اليومي" الأسير (م.د) المحتجز منذ نوفمبر 2024، أوضح أن الاعتقال بدأ داخل بناية مجاورة لحاجز "الإدارة المدنية" قبل نقله إلى معسكر "سديه تيمان"، حيث تعرض لتحقيق متواصل استمر 18 ساعة متواصلة، تبعه تحقيق بأسلوب "الديسكو" لمدة 24 ساعة. وأوضح: "نُحتجز في براكسات تضم 25 معتقلاً، نُمنع من الحديث، وكل سلوكنا تحت مراقبة الكاميرات، ووتيرة الإهانات مرتبطة بمزاج الجنود. لم أبدل ملابسي منذ 90 يوماً، ونستخدم نفس المنشفة للاستحمام، لمدة دقيقتين فقط". "الفورة" صارت أداة تنكيل المعتقل (أ.ر)، اعتُقل من "الممر الآمن" يوم 27 ديسمبر، وقال: "قضينا ليلة كاملة في العراء تحت البرد الشديد، وأُجبرنا على ارتداء أرواب 'الكورونا' البيضاء. تعرضت للضرب بشكل عنيف أثناء النقل، وما زلت أعاني من آلام مزمنة في الكتف والغضروف، لكن لا يُسمح لي بالحصول على مسكنات". وأضاف: "أُجبرنا على البقاء جالسين طوال اليوم، نُمنع من الحديث، وعند الخروج إلى (الفورة) يُمنع علينا حتى رفع رؤوسنا، ومن يخالف يتعرض للعقاب". "الضرب رغم الإصابة... والبكاء لا يوقف الألم" المعتقل (م.و)، الذي أُصيب في بطنه قبل اعتقاله في 29 ديسمبر، أفاد بأنه "تعرض للضرب رغم الإصابة"، وقال: "لم ألقَ أي رعاية صحية، وأعاني من ألم دائم، وبكيت طوال الزيارة بسبب الإهمال والمعاناة". "ثلاثة أيام عارٍ تمامًا... و41 يوماً معصوب العينين" (ي.ن) معتقل آخر منذ 27 ديسمبر، أوضح أنه بقي ثلاثة أيام بلا ملابس، ثم تم تزويده بـ"روب الكورونا"، وقضى 41 يوماً في القدس مكبل اليدين ومعصوب العينين، وتعرض للضرب المتكرر، ما تسبب له بأوجاع وانتفاخ في ساقه لا تزال تؤثر على حركته. "منذ خمسة شهور لم أبدل ملابسي" المعتقل (أ.ل) المحتجز منذ نوفمبر 2024، قال: "نجبر على خفض رؤوسنا والخروج على شكل 'قطار' عند الفورة، منذ خمسة شهور لم أبدل ملابسي، واستخدموا المياه الباردة كأداة تعذيب شتاءً. يُمارسون العقاب الجماعي، ولا نوفر حتى على أبسط الاحتياجات كمعجون الأسنان أو ورق المرحاض". جرائم مستمرة وحصيلة ثقيلة بحسب الهيئة، فإن عدد معتقلي غزة الذين استشهدوا بعد اعتقالهم بلغ 44، من بين 70 شهيدًا في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة، إضافة إلى عشرات لا يزال مصيرهم مجهولًا بفعل جريمة الإخفاء القسري. وتشير آخر معطيات إدارة السجون الإسرائيلية إلى وجود 1846 معتقلاً من غزة مصنفين كمقاتلين غير شرعيين، وهو رقم لا يشمل من يُحتجزون في معسكرات الجيش. وتختم هيئة الأسرى ونادي الأسير بالتأكيد على أن ما يجري في هذه المعسكرات ليس سوى امتداد لجريمة الإبادة الجماعية بحق شعب غزة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني.


فلسطين اليوم
منذ 4 أيام
- فلسطين اليوم
شهادات جديدة لأسرى غزة في سجون الاحتلال
قالت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، ،إن معتقلي غزة لا يزالون تحت وطأة جرائم التعذيب والمعاملة الحاطة لالكرامة الإنسانية، ولا تزال شهاداتهم وإفاداتهم هي الأشد والأقسى، وتزداد فظاعة التفاصيل وثقلها على المعتقلين مع مرور المزيد من الوقت". وأفادت الهيئة ونادي الأسير في بيان مشترك، بأن الطواقم القانونية نفذت خلال الشهر الجاري، عدة زيارات لمجموعة من معتقلي غزة شملت المعتقلين في معسكري "سديه تيمان"، و"عوفر"، وذلك امتدادًا لسلسلة زيارات جرت على مدار الشهور الماضية. وعكست إفاداتهم مجددًا جرائم التعذيب الممنهجة، ومستوى غير مسبوق من سوء المعاملة وأساليب الإذلال الحاطة بالكرامة الإنسانية، ومحاولتهم المستمرة لترسيخ هذه الجرائم، وتطويع كل ما هو داخل المعسكرات لتعذيب الأسرى وقهرهم. ففي معسكر "سديه تيمان"، الذي شكّل ولا يزال عنوانًا لجرائم التعذيب الممنهجة، إلى جانب معسكر "عوفر" الذي لا يقل مستوى الجرائم فيه عما يجري في "سديه تيمان"، ومعسكرات وسجون أخرى، تحدث معتقلون عن تفاصيل ما واجهوه خلال مرحلة الاعتقال الأولى، وتحديدًا خلال فترة التحقيق، وما رافقها من أساليب تعذيب نفسي وجسدي. وأشاروا إلى الظروف الاعتقالية المأساوية التي تهدف بشكل أساس إلى سلبهم إنسانيتهم، والحط بكرامتهم. وقال المعتقل (ي.س): "اعتُقلتُ في تاريخ 27-12-2024، من مستشفى كمال عدوان، وتم نقلي إلى سجن في القدس، لمدة 24 يومًا، طوال هذه الأيام كنا مقيدين، تعرضت للتحقيق لمدة 20 يومًا، ثم جرى التحقيق معي لثلاث مرات إضافية، كل مرة كانت تستمر لـ4 ساعات". ولفت إلى أنه قبل التحقيق معي تم تجريدي من ملابسي -بشكل كامل، وصوروني عبر الهاتف، ونحن محتجزون في ظروف قاسية جدًا، لا فتوجد أوانٍ للأكل، منذ أن حضرت إلى معسكر (سديه تيمان) بدلت ملابسي مرة واحدة. بدوره، قال الأسير (م. د)، المعتقل منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2024: "كنت مع عائلتي عند الاعتقال إلى جانب نحو 180 شخصًا تم احتجازنا في بناية إلى جانب الحاجز الذي يُعرف بحاجز (الإدارة المدنية)، وبعدها جرى نقلنا إلى معسكر (سديه تيمان)، وأنا لا أزال منذ يوم اعتقالي في المعسكر". وأضاف "في بداية الاعتقال تم التحقيق معي على مدار أيام منها 18 ساعة بشكل متواصل، خلالها تعرضت للضرب باستمرار، ثم خضعت لتحقيق (الديسكو) لمدة 24 ساعة، بعد 35 يومًا على اعتقالي تم إحضاري إلى جلسة محكمة عبر الهاتف، وأمر القاضي باستمرار اعتقالي حتى انتهاء الحرب". وعلى صعيد الواقع الاعتقالي اليوم داخل المعسكر، فقد أفاد المعتقل (م.د)، بأن كل 25 معتقلًا يتم احتجازهم في "بركس"، ويجبر المعتقلون على الجلوس طوال الوقت، ويُمنع الحديث فيما بينهم، والمعسكر مزود بكاميرات. وأكد أن الاعتداءات والمعاملة المهينة والمذلة، لا تتوقف، قد تختلف وتيرتها بحسب مزاج جنود الاحتلال، فكل شيء مرهون هنا بمزاج الجنود، بما في ذلك خروج المعتقلين إلى ما تسمى (الفورة). وأشار إلى أنه منذ 90 يومًا لم يُسمح له بتغيير ملابسه الخارجية، ومنذ 30 يومًا يرتدي ملابسه الداخلية، وكل 5-6 معتقلين يستخدمون (المنشفة) نفسها عند الاستحمام، ومدته دقيقتان. وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أن هذه الإفادات تعكس نهج منظومة السجون والمعسكرات في استمرار استهداف الأسرى والمعتقلين، كامتداد لجريمة الإبادة والعدوان الشامل على شعبنا. يشار إلى أن عدد معتقلي غزة الذين ارتقوا بعد الإبادة في سجون الاحتلال ومعسكراته (44)، وهم من بين (70) أسيراً استُشهدوا في سجون الاحتلال بعد الإبادة، ولا يزال العشرات من شهداء غزة رهن جريمة الإخفاء القسري. وآخر معطى أعلنته إدارة سجون الاحتلال عن معتقلي غزة المصنفين (بالمقاتل غير الشرعي)، (1846) معتقلًا، وهذا المعطى لا يشمل كل أعداد معتقلي غزة المحتجزين في المعسكرات التابعة للاحتلال.