logo
ترحيب مشوب بالحذر: «قسد» (لا) تستبشر برفع العقوبات

ترحيب مشوب بالحذر: «قسد» (لا) تستبشر برفع العقوبات

تيار اورغمنذ 6 أيام

الأخبار: تلقّت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رفع العقوبات عن سوريا بترحيب، رافقه قلقٌ مكتوم يتصاعد لدى الأطراف السياسية في شمال شرق سوريا، من مغبّة أن تستثمر الإدارة السورية الجديدة الانفتاح العربي والغربي الطارئ عليها، لـ«الاستفراد» بالداخل، من دون تقديم أي ضمانات أو إشارات تطمئن مكوّنات المجتمع، وخصوصاً بعد المجازر التي شهدها الساحل، وما تلاها من أحداث دامية في جرمانا وصحنايا والسويداء.
وعبّر قائد «قسد»، مظلوم عبدي، عن تقديره للقرار الأميركي، قائلاً عبر تغريدة على منصة «إكس»: «نشكر رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب على قرار وقف العقوبات المفروضة على سوريا، لما له من أثر إيجابي على البلاد»، آملاً أن «تُستثمر هذه الخطوة في دعم الاستقرار وإعادة البناء، بما يضمن مستقبلاً أفضل لكل السوريين»، مضيفاً أن «سوريا تستحق الأفضل دائماً».
لكن من خلف عبارات الترحيب، تفاجأت «قسد» بتصريحات الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، التي قالت إن «ترامب دعا الشرع إلى تحمّل المسؤولية عن مراكز احتجاز عناصر «داعش» في شمال شرق سوريا»، وهو ما يعني ضمنياً تسليم «قسد» تلك السجون للسلطات الجديدة، الأمر الذي يتناقض مع التفاهمات السابقة بين واشنطن و«الإدارة الذاتية»، والتي تضمنت إبقاء هذا الملف بيد الأخيرة، على اعتبار أنها تمتلك قوات مدرّبة ومجهّزة للتعامل مع مسألة شديد الخطورة.
وقرأت «قسد» في ذلك الموقف تحوّلاً في سياسة الولايات المتحدة حيال سوريا، يواكب اللقاء الذي جمع ترامب بالرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، ويمنح دمشق دفعة معنوية غير مسبوقة.
وترجّح أوساط كردية أن تسعى دمشق، في ظل هذه الدينامية الجديدة، لدفع «قسد» إلى تسليم سلاحها والاندماج في الدولة، من دون تقديم أي امتيازات تُذكر لها.
تتعالى التحذيرات من استغلال دمشق للدعم العربي والغربي للتضييق على مناطق لا تزال خارج سيطرتها
وعليه، تتعالى أصوات تحذّر من استغلال دمشق للدعم العربي والغربي للتضييق على مناطق لا تزال خارج سيطرتها، كما هو الحال في معاقل «قسد» في شمال شرق سوريا، والسويداء في الجنوب.
ويخشى هؤلاء من أن يدفع قرار رفع العقوبات، بسلطات الشرع، إلى الاستئثار بالقرار الداخلي، ومحاولة الهيمنة على مفاصل الدولة، من دون منح أي فرصة للشراكة مع بقية المكوّنات.
لكنْ في المقابل، ثمّة تيار كردي آخر يرى في هذه المتغيرات فرصة لا تهديداً، إذ يعتقد أصحاب هذا الرأي بأن «قسد» قادرة، بحكم علاقاتها الممتدة مع واشنطن وباريس والغرب، على وضع مطالبها ضمن سلة الضغوط الأميركية على حكومة الشرع، لدفعها نحو التخلّي عن تعيينات اللون الواحد المتّبعة منذ سقوط نظام الأسد، وإشراك كل مكوّنات المجتمع في إدارة البلاد.
كذلك، يأمل أصحاب الرأي المتقدّم أن ينتج الضغط الغربي، وقفاً للانتهاكات بحق الأقليات، والتوجه إلى إشراك هذه الأخيرة في إعادة صياغة الإعلان الدستوري، وأيضاً في البرلمان المُزمع تشكيله في الأيام القليلة القادمة.
وفي هذا السياق، يبيّن مصدر كردي أن «قرار رفع العقوبات، هو خطوة أفرحت كل السوريين - الذين عاشوا حصاراً اقتصادياً قاسياً طيلة السنوات السابقة، تدنّت فيه المعيشة إلى أدنى مستوى -، بمن في ذلك سكان مناطق شمال شرق سوريا، والتي خصّصتها الولايات المتحدة باستثناءات وهمية»، معتبراً، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «لقاء ترامب والشرع يشكّل فرصة لفرض تسوية سياسية داخلية، تضمن تمثيلاً وشراكة لكل السوريين في الحكم، وتنهي حقبة الصراعات المسلحة، للتفرغ لتحسين الاقتصاد، وإعادة الإعمار».
وإذ يرجّح أن واشنطن «لن تتخلّى عن شروطها، ومن بينها ضمان حقوق الأقليات الدينية والعرقية، وطرد المقاتلين الأجانب»، فهو يرى أن «قرار رفع العقوبات لن يكون شيكاً على بياض، بل سترافقه مراقبة دقيقة للوضع في سوريا، وهو ما يتطلب سلوكاً إيجابياً من دمشق، وتغيير طريقة تعاطيها في الداخل بصورة أكثر انفتاحاً».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين قمتي الرياض وبغداد
بين قمتي الرياض وبغداد

المدن

timeمنذ 30 دقائق

  • المدن

بين قمتي الرياض وبغداد

لا يمكن تحاشي المقارنة بين جولة ترامب الخليجية، وبالأخص حضوره للقمة الخليجية في الرياض، وبين القمة العربية الـ34 التي استضافتها بغداد بعد أيام قليلة من اختتام الرئيس الأميركي لزيارته. في الرياض وعلى وقع الصفقات الترليونية، يعلن ترامب عن نيته رفع العقوبات المفروضة على سوريا، و"منحها فرصة جديدة"، حسب قوله. إعادة تأهيل سوريا والعودة إلى دمجها في الإقليم والمجتمع الدولي بوصاية سعودية-تركية، تنال سريعاً وبيسر مباركة واشنطن. الزيارة الأميركية تحولت إلى قمة إقليمية مصغرة، ضمت بالإضافة إلى ولي العهد السعودي وضيفه الأميركي، الرئيس السوري أحمد الشرع، وأيضاً وعن بعد حضر الرئيس التركي رجب أردوغان. لم تقتصر مخرجات القمة السعودية الأميركية على حسم الملف السوري، أو على الأقل تسريع القرار الأميركي بشأنه، بل وكذلك رجحت كفة الوصول إلى اتفاق نووي مع إيران عبر التفاوض، مع استبعاد العمل العسكري الذي لا تحبذه العواصم الخليجية. ولعل القرار الأميركي بوقف الهجمات على جماعة الحوثي في اليمن، وهو القرار السابق على جولة ترامب، كان بمثابة التمهيد للقرارات اللاحقة، وعلامة على انزياح في الميل الأميركي، على نحو أصبحت فيه مرجعية واشنطن بشأن القرارات المتعلقة بالمنطقة تميل ناحية الرياض ومعها الدوحة وأبوظبي، وليس تل أبيب. بوضوح، القرارات الأميركية بشأن سوريا واليمن وإيران هي على العكس من الرغبات الإسرائيلية، إلى حد أن المسؤولين الأميركيين وجدوا أنفسهم مضطرين لاحقاً للتأكيد على أن الولايات المتحدة "لن تتخلى عن إسرائيل". لا يعني هذا بالضرورة أن مخرجات زيارة الرياض كانت موجهة ضد تل أبيب، لكنها كانت بلا شك خصماً من رصيد تل أبيب في واشنطن، لصالح مراكمة للأرصدة الخليجية في الأسواق الأميركية، ومعها دوائر صنع السياسية. أما فيما يخص الحرب في غزة، وهي القضية التي نالت الحد الأدنى من التعليقات أثناء جولة ترامب، فهناك ما يوحي بتغير ولو طفيف لكنه حاسم في البوصلة الأميركية، وهو ما أضاف إلى الضغوط الدولية على حكومة نتنياهو، ودفعها إلى الإعلان عن البدء في دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. ثمة نشوة يمكن تلمسها في العاصمة السعودية، لا تتعلق فقط بالنجاح في عقد "الصفقات" الباهظة مع البيت الأبيض، لكن والأهم التأكيد على موقع الرياض كعاصمة للمنطقة، أو على الأقل أحد عواصمها الكبرى. مقارنة بولاية ترامب الأولى، تبدو السعودية في موقع أفضل بكثير، وهي اليوم متحررة من حربها الطويلة في اليمن، وفي توافق مع جيرانها الخليجيين، وفي وفاق مع الأتراك، بل وأيضاً تتحسن علاقاتها مع طهران منذ استعادة العلاقات بوساطة صينية. هذا الموقع المثالي يعزز من التأثير المتنامي للصوت الخليجي في الأذن الأميركية، وهو الأمر المكلف بشكل مبالغ فيه، وغير المضمون استمراريته على المدى الطويل. في المقابل، تظهر القمة العربية في بغداد على النقيض من قمة الرياض. حضر ثمانية قادة فقط إلى القمة من بينهم رئيس وزراء العراق الدولة المضيفة وشاركت 13 دولة بوفود تمثيل أقل، وغابت ليبيا عن الحضور بينما حل رئيس الوزراء الإسباني ضيفاً على القمة. ولم يحضر من القادة الخليجيين سوى أمير قطر، ومن الدول المحورية لم يحضر سوى الرئيس المصري. الحضور الفاتر في تلك اللحظة الفارقة يعكس تاريخ طويل من ضعف فاعلية جامعة الدول العربية، وتدهور متتابع لدورها، ويعكس أيضاً انتقال القرار العربي إلى الخليج، وبعيداً عن عواصم تمتعت بأوزان معتبرة في الماضي، مثل القاهرة وبغداد ودمشق. اقتصرت مخرجات القمة العربية على ما يشبه التوصيات والمناشدات بشأن أماكن الصراع الملتهبة من غزة واليمن إلى ليبيا والسودان. وأما ما يخص الشأن السوري، فاكتفى الحضور بمباركة رفع العقوبات عن دمشق، أي ببساطة مجرد الترحيب بمخرجات الرياض.

ترامب يكشف ما قاله بوتين عن زوجته ميلانيا: أنا لا أمانع! (فيديو)
ترامب يكشف ما قاله بوتين عن زوجته ميلانيا: أنا لا أمانع! (فيديو)

النهار

timeمنذ 39 دقائق

  • النهار

ترامب يكشف ما قاله بوتين عن زوجته ميلانيا: أنا لا أمانع! (فيديو)

نشرت مارغو مارتن، المساعدة الخاصة ومستشارة الاتصالات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقطع فيديو ردّ فيه الأخير على ما قاله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن زوجته، ميلانيا ترامب. صرّح ترامب: "قال بوتين للتو إنهم يحترمون زوجتك كثيراً... فقلتُ: ماذا عني؟ إنهم معجبون بميلانيا أكثر. أنا لا أمانع!". 'Putin just said they respect your wife a lot…I said what about me? They like Melania better. I'm ok with it!' 🤣 — Margo Martin (@MargoMartin47) May 19, 2025 وفي مقطع فيديو منفصل، نشرت مارتن مقطع فيديو لسيدة أميركا الأولى مع أطفال في البيت الأبيض، قائلة: "أميركا محظوظة جداً بوجود (ميلانيا ترامب) كسيدة أولى". وفي تدوينة ثالثة، نشرت مارغو لقطة للرئيس الأميركي وهو يمسك مقعداً كي تجلس ميلانيا، قائلة بتعليق: "الرئيس ترامب لا ينسى إطلاقاً سحب الكرسي لسيدة أميركا الأولى". America is so lucky to have @MELANIATRUMP as our First Lady ❤️🇺🇸 — Margo Martin (@MargoMartin47) May 20, 2025

كلفتها 175 مليار دولار.. ما هي القبة الذهبية التي أعلن ترامب عنها وعلاقة الصين بها؟
كلفتها 175 مليار دولار.. ما هي القبة الذهبية التي أعلن ترامب عنها وعلاقة الصين بها؟

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

كلفتها 175 مليار دولار.. ما هي القبة الذهبية التي أعلن ترامب عنها وعلاقة الصين بها؟

ترامب أوضح من البيت الأبيض أن كندا أبدت رغبتها في الانضمام إلى المنظومة، لافتا إلى أنها ستوفر حماية شاملة لأميركا من الهجمات الصاروخية، بما في ذلك التهديدات القادمة من الفضاء. وتتضمن الرؤية المقترحة لمنظومة 'القبة الذهبية' قدرات أرضية وفضائية يمكنها رصد واعتراض الصواريخ في المراحل الأربع الرئيسية لهجوم محتمل، بدءا من اكتشافها وتدميرها قبل الإطلاق، ثم اعتراضها في مراحلها الأولى بعد الإطلاق، مرورا بمرحلة التحليق في الجو، وانتهاء بالمرحلة النهائية أثناء اقترابها من الهدف. الأول من نوعه وخلال الأشهر الماضية، عمل مخططو البنتاغون على إعداد خيارات متعددة للمشروع، وصفها مسؤول أميركي بأنها 'متوسطة، وعالية، وفائقة الارتفاع' من حيث التكلفة، وتشتمل جميعها على قدرات اعتراض فضائية. ونظام القبة الذهبية هو الأول من نوعه الذي يتضمن نشر أسلحة أميركية في الفضاء. وبهذا الصدد، سئل ترامب خلال الإعلان عن القبة الذهبية، عن إمكانية أن يؤدي ذلك إلى سباق تسلح في الفضاء.. ورد قائلا: 'هذا أمر خاطئ'. لماذا الآن؟ لكن اللافت أن الإعلان عن القبة الذهبية، جاء بعد أيام قليلة من تحذيرات استخباراتية أميركية من أن صواريخ مدارية نووية صينية قد تضرب الولايات المتحدة من الفضاء.. ما هي تفاصيل هذه التحذيرات؟ للمرة الأولى تُطرح في واشنطن فرضية أن تهاجم الصين أراضي الولايات المتحدة من مدار منخفض بصواريخ جديدة فائقة السرعة والدقة. فوكالة استخبارات الدفاع الأميركية 'DIA' حذرت من أن الصين قد تملك خلال عشر سنوات، عشرات الصواريخ المدارية المزودة برؤوس نووية ضمن نظام يُعرف باسم القصف المداري الجزئي أو 'FOBS'. وتستطيع هذه الصواريخ أن تضرب أميركا من الفضاء خلال وقت أقصر بكثير من أي صاروخ تقليدي، بحسب ما نقله موقع 'Eurasian Times'. وهذا النوع من الصواريخ يدخل أولا في مدار منخفض الارتفاع قبل أن يعود لضرب هدفه، كما يمكنه المرور فوق القطب الجنوبي لتجنب أنظمة الإنذار المبكر والدفاعات الصاروخية، وهو ما يمنحه مسارا غير متوقع، ويربك كل أنظمة الدفاع الموجودة. وبحسب وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، قد تمتلك الصين بحلول 2035 نحو 60 صاروخا مداريًا من هذا النوع، بينما قد تصل روسيا إلى 12 صاروخًا. ولهذه القدرة آثار استراتيجية واسعة، سواء استُخدمت برؤوس حربية تقليدية أو نووية، ومع ذلك، لم تُطور أو تُنشر بالكامل بواسطة أي دولة في العالم، لذا لا يزال هذا التهديد مستقبلياً. لكن المخاوف من هذه التهديدات حتى وإن مستقبلية فواشنطن واجهتها بخطة ردع دفاعية وهي القبة الذهبية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store