
نجم اليوان الصيني يواصل الصعود رغم استمرار هيمنة الدولار
حتى الآن، أبرمت الصين اتفاقيات تبادل بعملتها الوطنية مع 40 دولة، لتسهيل التجارة والاستثمار. كذلك، فقد أنشأت نظم تسوية مالية باليوان.
وبينما تخطط بكين لإطلاق مركز دولي لليوان الرقمي في شنغهاي، دعا محافظ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) إلى تنويع النظام النقدي العالمي على نحو تضطلع فيه العملة الوطنية الصينية بدور مهم.
تبدو الصين قد حققت تقدما واضحا في إعلاء كلمة عملتها المحلية، يعزوه خبراء تحدثوا لـ "الاقتصادية" إلى أثر تقلبات السياسة الخارجية والاقتصادية للولايات المتحدة، وتراجع قوة الدولار، فضلا عن التوترات التجارية مع الحلفاء والضعف الاقتصادي الداخلي.
كل هذه العوامل أسهمت في دفع عديد الدول إلى البحث عن بدائل للعملة الأمريكية، ليبرز اليوان الصيني كخيار مناسب، بحسب الخبراء
.
اليوان ما زال بعيدا عن المنافسة رغم النجاحات
يرى الدكتور ميلر ووكر، أستاذ النظم المالية، أن الصين نجحت أخيرا في سياساتها طويلة المدى لتعزيز قوة عملتها "حيث نمت تسوياتها العابرة للحدود باليوان 86% عام 2023".
كذلك، "تحوّلت دول مثل الأرجنتين والبرازيل إلى التعامل باليوان بدلا من الدولار، وأصبح إجمالي إقراض الصين الخارجي باليوان يتجاوز الآن مجموع إقراض البنك الدولي ونادي باريس"، بحسب ما قاله ووكر لـ "الاقتصادية".
لكن في القابل، يرى خبراء آخرون أن اليوان ما زال بعيدا عن منافسة العملات الكبرى، حيث احتلت العملة الصينية في أبريل الماضي المركز الخامس بنسبة 3.2% من المدفوعات العالمية، بينما استحوذ الدولار على نحو 49%. وعلى صعيد سوق الصرف الأجنبي، يشكل معدل تبادل الدولار إل اليوان نحو 6.6% من التداولات، مقارنة بنحو 88.5% للدولار
.
غير أن الدكتورة أنجيل كوبلي، أستاذة الاقتصاد الدولي، ترى أن مقارنة هذه المؤشرات لا تكشف إستراتيجية الصين الحقيقية، إذ لا تسعى بكين من وجهة نظرها حاليا إلى الإطاحة الدولار، بل إلى إنشاء نظام مالي عالمي مواز، يعمل فيه اليوان جنبا إلى جنب مع العملة الأمريكية.
وقالت لـ "الاقتصادية": "يجب قياس تقدم اليوان بمدى نجاحه في بناء بدائل عملية للدولار في مجالات التجارة والتمويل والطاقة والبنى التحتية والمدفوعات الرقمية، لا بنسبة احتياطياته العالمية فقط"
.
الصين تتبنى إستراتيجية لتعزيز قوة عملتها
تبدو إستراتيجية الصين واضحة، منذ أن عمقت روابطها المالية عبر "مبادرة الحزام والطريق"، مقدمة خطوط ائتمان مقومة باليوان وداعمة لإصدارات السندات الخارجية بالعملة المحلية.
أطلق بنك الشعب الصيني كذلك نظام المدفوعات العابرة للحدود كبديل لشبكة سويفت، من أجل تسريع وتيرة تسوية المعاملات باليوان وخفض تكاليفها.
وبنهاية 2024، تجاوز عدد المشاركين المباشرين في البديل الصيني لشبكة سويفت 153 مؤسسة ماليّة حول العالم
.
هذا التوجه يلقى ترحيبا من شركاء الصين، في ظل تزايد الاستقطاب المالي في العالم، وهو ما يكسب اليوان زخما، ليس فقط لأنه يقدم بديلا أفضل من الدولار، بل لأنه يتيح أيضا وسيلة لتقليل التعرض لتقلبات السياسية الأمريكية.
ويوفر الوصول إلى قنوات التعامل باليوان تحوطا للدول الخاضعة لعقوبات أمريكية، أو تلك التي تخشى الاعتماد على الدولار، ما يجنبها المشكلات الناجمة عن هكذا اعتماد.
اليوان يمضي في طريق محفوف بالتحديات
مع هذا، يرى الخبير المصرفي فوكس كلارك أن الطريق أمام اليوان محفوف بالتحديات البنيوية.
فالحسابات الرأسمالية في الصين لا تزال جزئية الانفتاح، مع قيود صارمة على التدفقات الخارجية وتعديلات مفاجئة على نطاقات التداول
.
وقال لـ "الاقتصادية": "تؤدي هذه الضغوط إلى ارتفاع التقلبات، ما يبقي بعض المستثمرين في مواقع الحياد. في مايو 2025، سجلت مدفوعات اليوان عبر سويفت تراجعا شهريا بنسبة 23%، مقارنة بانكماش السوق الأوسع بنسبة 6.8%، في مؤشر على تراجع بعض المؤسسات وسط حالة عدم اليقين العالمي".
في الوقت ذاته، يعتقد كلارك أن من الخطأ الاعتقاد بأن الصين تخوض صراعا مباشرا مع النظام المالي القائم على هيمنة الدولار.
وبحسب الخبير المصرفي، فإن الصين تبني تدريجيا شبكة من الترتيبات الثنائية والإقليمية، لتخلق مسارا يمنحها ميزة اقتصادية، ويخفف كذلك تدريجيا اعتمادها واعتماد شركائها على الدولار، يزيد قوتها في منافستها مع الولايات المتحدة على الهيمنة المالية العالمية مستقبلا
.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 24 دقائق
- الشرق الأوسط
اليورو يسجل أكبر انخفاض يومي منذ أكثر من شهرَين
تراجع اليورو، خلال تعاملات جلسة الثلاثاء، بعد أن خلص المستثمرون إلى أن شروط اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصب في مصلحة الولايات المتحدة، ولم تحسّن التوقعات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي. ووصفت فرنسا، يوم الاثنين، اتفاقية التجارة الإطارية بأنها «يوم أسود» لأوروبا، قائلة إن الاتحاد الأوروبي رضخ للرئيس الأميركي دونالد ترمب باتفاقية غير متوازنة فرضت رسوماً جمركية أساسية 15 في المائة على سلع الاتحاد. وقال المستشار الألماني، فريدريش ميرتس إن اقتصاد بلاده سيعاني أضراراً «كبيرة» بسبب الرسوم الجمركية المتفق عليها. وانخفض اليورو 1.3 في المائة في الجلسة السابقة، وهو أكبر انخفاض يومي له من حيث النسبة المئوية منذ أكثر من شهرَين، على خلفية المخاوف بشأن النمو وانخفاض عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو. وسجل اليورو 1.1594 دولار في أحدث التعاملات. وقال مدير أبحاث العملات الأجنبية لدى بنك أستراليا الوطني، راي أتريل: «لم يمضِ وقت طويل حتى خلصت الأسواق إلى أن هذه الأخبار التي تُوصف بشكل عام بأنها جيدة نسبياً، لا تزال من الأخبار السيئة فيما يتعلق بتداعياتها على نمو منطقة اليورو على المدى القريب». وأضاف: «أدانت فرنسا بشدة الاتفاق، فيما يُبالغ آخرون، بمن فيهم المستشار الألماني ميرتس، في تقدير العواقب السلبية على المصدرين، وبالتالي على النمو الاقتصادي». وأسهم نزول اليورو في صعود الدولار الذي قفز واحداً في المائة مقابل سلة من العملات خلال الليل. وحافظ الدولار على مكاسبه يوم الثلاثاء، ودفع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له في شهرَين عند 1.3349 دولار. وارتفع الين بشكل طفيف إلى 148.49 ين للدولار. وسجل مؤشر الدولار عند 98.67. ولم يشهد اليوان الصيني في الأسواق الخارجية أي تغيّر يُذكر وسجّل 7.1813 للدولار.


الاقتصادية
منذ 24 دقائق
- الاقتصادية
بفضل "أبل".. الهند تتفوق على الصين في تصدير الهواتف الذكية إلى أميركا
تفوقت الهند على الصين لتصبح أكبر مصدر للهواتف الذكية المبيعة في الولايات المتحدة، وذلك بعدما زادت شركة "أبل" من وتيرة تجميع هواتف "أيفون" داخل الدولة الواقعة في جنوب آسيا. خلال الربع المنتهي في يونيو، أصبحت الهند للمرة الأولى أكبر دولة مصنّعة للهواتف الذكية المُصدّرة إلى الولايات المتحدة، واستحوذت على 44% من السوق، حسب بيانات شركة "كاناليس" (Canalys) للأبحاث. وجاءت فيتنام، التي تُعد مركزاً رئيسياً لتصنيع منتجات شركة "سامسونغ إلكترونيكس"، في المرتبة الثانية. بينما تراجعت حصة الصين من أكثر من 60% من إجمالي الشحنات المُقدّرة قبل عام إلى نحو 25%. يأتي هذا التحول اللافت في وقت كثفت "أبل" إنتاجها داخل الهند، كما سارعت شركات تصنيع الهواتف الذكية إلى "تكديس المخزونات مسبقاً تحسباً لأي مخاطر تتعلق بالرسوم الجمركية"، وفقاً لما كتبه باحثون لدى "كاناليس". إنتاج الهند يتضاعف ثلاث مرات في عام تضاعف حجم الأجهزة المُصنّعة في الهند بأكثر من ثلاث مرات خلال الربع الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. في المقابل، تراجعت شحنات هواتف "أيفون" إلى السوق الأميركية بنسبة 11%، في انعكاس لاختلال في نمط الشحن المعتاد، نتيجة الكميات الكبيرة التي جرى تصديرها في وقت مبكر من العام لتكوين مخزونات. قال رونار بيورهوفدي كبير المحللين في "كاناليس": "سارعت أبل إلى تكوين مخزوناتها في نهاية الربع الأول، وسعت إلى الحفاظ على هذا المستوى خلال الربع الثاني". و"مع ذلك، لم تسجّل السوق نمواً سوى بنسبة 1%، رغم لجوء الشركات إلى تكديس المخزونات مسبقاً، ما يعكس ضعف الطلب في ظل بيئة اقتصادية تشهد ضغوطاً متزايدة". الشركات تتجه للهند وفيتنام لتقليل المخاطر بدأت "أبل" وشركات التكنولوجيا الأخرى في نقل جزء من عملياتها التصنيعية إلى خارج الصين، نحو دول مثل الهند وفيتنام، بهدف تقليل المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية. أثار هذا التوجه استياء الرئيس دونالد ترمب، الذي يواصل الضغط على الشركات لتعزيز التصنيع داخل الولايات المتحدة بدلاً من نقل الإنتاج إلى الخارج. لا تزال "أبل" تُنتج الغالبية العظمى من هواتف "أيفون" في الصين، ولا تمتلك أي منشآت لتصنيع الهواتف الذكية داخل الولايات المتحدة، رغم تعهدها بتوظيف مزيد من العمال الأميركيين وإعلانها خطة لضخ 500 مليار دولار في الاقتصاد المحلي خلال السنوات الأربع المقبلة.


العربية
منذ 39 دقائق
- العربية
إندونيسي في الثمانينيات يضيف 20 مليار دولار إلى ثروته خلال شهرين
قفزت ثروة الملياردير براجوغو بانغستو بسرعة كبيرة منذ أبريل الماضي لتضيف نحو 20 مليار دولار، بعدما عانى من خسائر حادة العام الماضي. الرجل، البالغ من العمر 81 عاماً، وهو أغنى رجل في إندونيسيا، ارتفعت ثروته بأكثر من الضعف لتصل إلى 36.2 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات. ويعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى قرار "MSCI" هذا الشهر برفع القيود المفروضة على 3 شركات مرتبطة به، بما في ذلك شركة "PT Barito Renewables Energy"، وهي شركة متخصصة في الطاقة الحرارية الأرضية وتمثل أكثر من ثلث ثروته. وبدءاً من أغسطس، ستُدرج MSCI هذه الشركات في تقييم مؤشرها مرة أخرى، بعد استبعادها بسبب مخاوف بشأن التركيز العالي للأسهم المملوكة للمساهمين المسيطرين. بعد إعلان MSCI، قفز سهم شركة "باريتو للطاقة المتجددة" بنسبة 20%، مما رفع ثروة بانغستو بمقدار 3.5 مليار دولار، وهو أكبر مكسب يومي له على الإطلاق، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ". وقال الشريك الأول في "SGMC Capital"، موهيت ميربوري: "أزال تراجع MSCI فائضاً كبيراً". وأشار إلى أن أحجام التداول في الأسهم المرتبطة ببانغستو أصبحت الآن من بين أعلى المعدلات في بورصة إندونيسيا. يسلط هذا الانتعاش الضوء على كيف يمكن للهياكل المؤسسية الضيقة في البلاد أن تُضخّم تحركات السوق بشكل حاد، وما قد يُحدثه ذلك من تأثير على ثروات الأفراد. في الواقع، خسر بانغستو 5.4 مليار دولار في فبراير، وتكبد في سبتمبر الماضي خسارة يومية أكبر بلغت 5.9 مليار دولار. منذ عام 2023، كان في رحلة صعود جنونية، تُحرّك المليارات في كلا الاتجاهين. في الوقت الذي تسعى فيه إندونيسيا، إحدى أكبر الدول المُصدرة للكربون في العالم، إلى تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2060، يُقدم دور الشركة في التحول في مجال الطاقة "دعماً طويل الأجل للتقييم"، وفقاً لهرديتيا ويكاكسانا، المحلل الفني في شركة "إم إن سي سيكوريتاس". ومع ذلك، أثار الارتفاع السريع للسهم مخاوف. وقد أُدرج لفترة وجيزة على قائمة مراقبة بورصة إندونيسيا العام الماضي، ثم انهار في سبتمبر بعد أن أعلنت شركة "فوتسي راسل"، مُجمّعة المؤشرات، أنها ستستبعده من مؤشراتها بسبب تركيز المساهمين الكبير، مما أدى إلى محو ما يقرب من 12 مليار دولار من صافي ثروة بانغستو، وهو أعلى مستوى تاريخي له، والبالغ 36.5 مليار دولار. وقال أرنانتو جانوري، المحلل في "جي بي مورغان"، في مذكرة بتاريخ 24 يوليو، بعد الارتفاع الأخير في قطاع شركات "باريتو رينيوابلز"، و"بي تي باريتو باسيفيك"، وعملاق البتروكيماويات بي تي تشاندرا أسري باسيفيك: "نواجه صعوبة في تبرير هذا الكم من الزيادة في القيمة السوقية. نعتقد أن السوق متفائل في تقييمه لفرص النمو". الطاقة المركزة أسس بانغستو، وهو ابن تاجر مطاط، شركة باريتو باسيفيك عام 1979 لبيع الأخشاب. توسعت الشركة لتشمل قطاعات البتروكيماويات والطاقة والعقارات والمزارع والغابات، وتركز الآن بشكل أساسي على توليد الطاقة. تمتلك كيانات مرتبطة به - بما في ذلك باريتو باسيفيك وغرين إيرا، وهي شركة عائلية تابعة لعائلة بانغستو ترأسها ابنته نانسي - حوالي 88% من شركة باريتو للطاقة المتجددة. خارجياً، تُعد شركة بلاك روك أكبر مساهم معروف بحصة 0.07%، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ. يُعد تركيز الملكية أمراً شائعاً في سوق الأسهم الإندونيسية. فقد ارتفعت أسهم عشرات الشركات منخفضة التداول الحر بنسبة 1000% أو أكثر في السنوات الأخيرة. ومن أبرزها: شركة دي سي آي إندونيسيا، أكبر مشغل لمراكز البيانات في البلاد، والتي ارتفعت أسهمها بأكثر من 120% هذا الشهر وحده، مما أدى إلى تعليق تداولها. ويسيطر أربعة أشخاص على ما يقرب من 80% من الشركة. شهدت شركة بي تي تشاندرا دايا إنفستاسي، التي بدأت تداول أسهمها في وقت سابق من هذا الشهر، ارتفاعاً في سعر سهمها بنحو 863% حتى الآن. وجمعت وحدة البنية التحتية التابعة لشركة تشاندرا أسري باسيفيك 2.37 تريليون روبية (146 مليون دولار) في طرحها العام الأولي، وهو الأكبر في إندونيسيا هذا العام. وقفزت أسهم وحدته لإنتاج الفحم، بي تي بيتريندو جايا كريسي، بنحو 6991% منذ إدراجها في عام 2023، بينما ارتفعت أسهم باريتو باسيفيك بنسبة 127% خلال العام الماضي.