
مقتل تونسي برصاص جاره وإصابة تركي في جنوب فرنسا
أعلن المدعي العام في مدينة دراغينيان بجنوب فرنسا اليوم الاثنين أن رجلا تونسيا قُتل بالرصاص على يد جاره مساء أول أمس السبت في بلدة بوجيه سور أرجون، مضيفا أن التحقيق جارٍ في الحادث باعتباره جريمة بدوافع عنصرية.
وأفاد البيان بأن الضحية -الذي يُعتقد أنه في الـ35 من العمر- لم يُكشف رسميا بعد عن هويته، كما أصيب مواطن تركي يبلغ من العمر 25 عاما خلال الهجوم، حيث أُطلقت عليه رصاصة أصابت يده، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقال المدعي العام إن المشتبه به رجل يبلغ من العمر 53 عاما ويمارس رياضة الرماية، وأطلق النار على جاره التونسي من سلاح ناري، مشيرا إلى أن الجريمة رافقتها منشورات عنصرية وكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي من حسابات للمشتبه به، وذلك قبل وقوع الجريمة وبعدها.
وأكدت النيابة أن السلطات تتعامل مع القضية باعتبارها جريمة كراهية محتملة، مشيرة إلى أن المحتوى المنشور يعزز فرضية الدافع العنصري وراء القتل.
تصاعد مقلق للعنصرية
وتأتي هذه الجريمة في ظل تصاعد العنصرية داخل فرنسا، خاصة بعد حادثة مقتل أبو بكر سيسيه الشاب المالي البالغ من العمر 22 عاما الذي قُتل طعنا داخل مسجد في بلدة لا غراند كومب جنوب البلاد الشهر الماضي، مما أثار موجة غضب واسعة.
وكانت بيانات رسمية صادرة في مارس/آذار الماضي قد أظهرت أن الشرطة الفرنسية سجلت ارتفاعا بنسبة 11% في الجرائم ذات الطابع العنصري أو المعادي للأجانب أو المناهض للدين خلال العام 2024.
وتعد فرنسا موطنا لأكبر جالية مسلمة في أوروبا، إذ يقدر عدد المسلمين فيها بأكثر من 6 ملايين شخص، مما يعادل نحو 10% من سكان البلاد.
ورغم تصريحات العديد من الساسة الفرنسيين -بمن فيهم الرئيس إيمانويل ماكرون – الذين انتقدوا ما سموها "الانفصالية الإسلامية" فإن منظمات حقوقية حذرت من أن مثل هذه التصريحات تسهم في وصم المسلمين وتغذي مناخا من التمييز والعنف بحقهم.
وطالبت جهات حقوقية فرنسية ودولية السلطات بتحقيق شفاف ونزيه في الحادث، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد خطابات الكراهية والتحريض على العنف، ولا سيما في المنصات الرقمية.
ولم تعلن السلطات بعد عن تفاصيل المحاكمة أو التهم الرسمية بحق المشتبه به، في وقت تستمر فيه التحقيقات لتحديد ملابسات الجريمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
"خلية النازيين".. كيف قتلت 9 مهاجرين مسلمين في 7 أعوام ؟
تعددت الأسباب التي ساقتها المخابرات الألمانية الداخلية (هيئة حماية الدستور) عندما قررت قبل أيام اعتبار حزب البديل"كيانا يمينيا متطرفا". الهيئة عنونت هذه الأسباب بتهمة لا يمكن ردّها لأنها تضرب في أساس المادة الأولى من القانون الأساسي الألماني (الدستور): "لا مساس بكرامة الإنسان". ولم يكتف القرار بتفنيد أيديولوجية هذا الحزب وتحديدا ما وصفه بـ"الفهم السائد في الحزب الذي يقوم على أساس عرقي ولا يتوافق مع النظام الديمقراطي الحر"، بل خص المسلمين تحديدا بالقول إن هذا الفهم "يهدف إلى إقصاء فئات معينة من المشاركة المتكافئة في المجتمع وتحديدا المهاجرين من بلدان مسلمة وإلى التعامل معهم على أنهم ليسوا مواطنين متساوين" مع "الألمان بالدم". واعتمدت المخابرات الألمانية في اتخاذ القرار على قراءة برامج الحزب وعلى تسجيلات لمسؤولين كبار فيه يحرضون على الخروج من خانة التصريحات والبدء في العمل الفعلي على "تنقية" المجتمع الألماني من "الغرباء". فمنذ تأسيس هذا الحزب في بداية 2013 وإفراز الوحدة الألمانية قبل أكثر من ثلاثة عقود أحزابا نازية حُلّ بعضها وحُظر بعض آخر دون رجعة، منذ ذلك الحين تعوّد الرأي العام في ألمانيا على خطاب لا يكتفي بالتحريض على فئات "غير نقية" في المجتمع الألماني، بل يدعو جهارا إلى استخدام العنف ضدها وفي بعض الأحيان صراحة إلى القتل. "على الأقل، لدينا الآن عدد كافٍ من الأجانب من أجل القول إن استنساخ الهولوكوست أصبح أمرا مجديا". (مارسيل غراوف، موظف وعضو في حزب البديل) "إطلاق اسم عبد على ذوي البشرة السوداء أمر صحيح". (توماس زايتس، نائب في البرلمان الألماني عن حزب البديل). "المشكلة الكبيرة هي اعتبار أن أدولف هتلر يجسد الشر المطلق". (بيورن هوكه، أحد أبرز قادة حزب البديل) 219 ضحية منذ 1990 هذه الدعوات شكلت منذ بدء الحكومة الألمانية عام 1990 إحصاء ما أصبح يعرف لاحقا بـ"جرائم الكراهية" أساسا نظريا ومرجعية لجميع الجرائم التي نفذها نازيون جدد ضد "الغرباء". وبينما تقول السلطات الألمانية إن عدد ضحايا الجرائم التي ارتكبها نازيون جدد على أساس العرق يبلغ منذ البدء عام 1990 في إحصاء هذه الجرائم 113 شخصا تؤكد منظمات متخصصة أبرزها مؤسسة "أماديو أنطونيو" أن العدد أكبر بكثير ويبلغ منذ العام المذكور 219 شخصا. ولأن السلطات الألمانية لم تكن قبل إعادة توحيد الألمانيتين تحصي أعداد "جرائم الكراهية"، فسيكتفي هذا التحقيق بذكر الجرائم التي تمت أرشفتها وسيفصل بشكل خاص في سلسلة ارتكبتها الخلية النازية المعروفة باسم "NSU" في غضون سبعة أعوام وراح ضحيتها تسعة مهاجرين مسلمين وشرطية. وبينما ينتاب المتابع شعور بالاشمئزاز عند المرور على الغالبية العظمى من الجرائم المذكورة، يتوقف حتميا عند قصة خلية "NSU"، وذلك ليس بسبب بشاعتها، بل لعدم قدرته على الإجابة عن أسئلة ما زالت تحيّر ألمانيا. فمنذ اكتشاف الخلية صدفةً عندما وجدت الشرطة اثنين من أعضائها مقتوليْن وزعْم الرواية الرسمية أنهما انتحرا، منذ ذلك الحين ما زالت ألمانيا تبحث عن إجابات عن أسئلة مفتوحة: كيف صال وجال نازيون جدد من أقصى جنوب ألمانيا إلى أقصى شمالها وقتلوا عشرة أشخاص بلا حسيب أو رقيب؟ وكيف بدأ وانتهى مسلسل القتل الذي استمر قرابة 7 أعوام؟ ولماذا سقط الإعلام الألماني لدرجة أن صحفا رزينة وكبيرة اخترعت المصطلح العنصري "جرائم الشاورما التركية" (Döner-Morde) من أجل توصيف هذه الجرائم؟ وما علاقة أجهزة المخابرات الألمانية بما حدث وهل تكونت الخلية من 3 أشخاص فقط أم أنها أكبر بكثير؟ ولأن هذه السلسلة تنطبق عليها جميع شروط القصة البوليسية المُبهمة، فسنبدؤها من حلقتها الأخيرة. الخطة (ب) "العقل المدبر" للخلية النازية "NSU"، بياته تشيبه (Beate Zschäpe) تصول وتجول في شقتها الواقعة في شارع "Frühlingsstr" بمدينة تسفيكاو في شرق ألمانيا وتحرص على البقاء بالقرب من جهاز راديو وضعته في المطبخ. بعد انقضاء المدة المتفق عليها لتفعيل الخطة (ب)، جاءها الخبر اليقين: "إضرام النار في منزل متنقل بعد فشل عملية سطو على أحد البنوك والعثور على جثتي المتهميْن بتنفيذ العملية بعد انتحارهما". تشيبه عرفت أن الحديث يدور عن رفيقيها في الخلية أوفي بونهارت وأوفي موندلوس اللذين أوكلت لهما مهمة السطو على أحد البنوك بمدينة آيزناخ المجاورة وعرفت فورا ما العمل. بدأت -كما قالت في التحقيقات التي أفرجت عنها المخابرات الألمانية الداخليةـ كرجل آلي بتطبيق الخطة المتفق عليها مع بونهارت وموندلوس: إخراج ظروف الأقراص المدْمجة من المخزن وتحضيرها للإرسال. البحث في الشقة عن أية مبالغ نقدية. وأهم شيء إخراج غالون البنزين المخصص لفرضية فشل عملية السطو ودلقه في الشقة تحضيرا لإضرام النار فيها. بعد تطبيق الخطة (ب) عن ظهر قلب وخطوة بخطوة، توجهت تشيبه إلى أقرب صندوق بريد وعبّأته بـ12 مظروفا احتوت على الأقراص المدّمجة وأرسلتها إلى القنصلية التركية في ميونِخ ولأحد المساجد في هامبورغ ولمجموعة من وسائل الإعلام الألمانية المختارة ولدار نشر تحسب على اليمين المتطرف. بهذا ضمنت تشيبه انتشار محتوى هذه الأقراص على نطاق واسع. في هذه الأقراص، وثّق "الثلاثي الإرهابي النازي" قتل 9 مهاجرين 8 منهم أتراك وواحد يوناني وشرطية في غضون 7 أعوام متتالية، و43 محاولة قتل وتفجيرين استهدفا في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا مناطق مهاجرين، مما أدى إلى إصابة 23 شخصا بجروح خطيرة، و15 عملية سطو وكل ذلك تم توثيقه بأسلوب تهكمي على الضحايا وصلت فيه درجة السخرية إلى التقديم لجميع هذه الجرائم على لسان بطل الفيلم الكوميدي الأميركي النمر الوردي (The Pink Panther). بعد أربعة أيام وتحديدا في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 ظهرت تشيبه برفقة محاميها في قسم للشرطة بمدينة يينا، حيث سلمت نفسها. الخبر انتشر كالنار في الهشيم خاصة بعد بدء السلطات والإعلام الربط بين تسليم شابة في ربيع عمرها نفسها للشرطة وتسريبات حول ضلوعها في ارتكاب عشر جرائم قتل لأسباب عنصرية. كل ذلك أثار ضجة كان لها ما بعدها: بدء التحقيقات فيما عرف لاحقا في ألمانيا بـ"محاكمة القرن" التي انطلقت في مايو/أيار 2013 واستمرت حتى يونيو 2018 وكلفت 30 مليون يورو وشهدت 438 جلسة شارك فيها 60 محاميا و600 شاهد و95 مدعيا عاما و40 مخبرا سريا وأطنان من الأوراق والصور وفي خضمّ كل ذلك، متهمة بقيت حتى آخر جلسة "غير مبالية بآلام أسر الضحايا ومجرمة عن اقتناع" على حد وصف أنور أوزاتا، أحد محامي الضحايا في حديث مع الجزيرة نت. أوزاتا يقول إن دور تشيبه في الخلية كان "مركزيا تحديدا على صعيد التنظيم لأنها كانت مع أوفي بونهارت وأوفي موندلوس جزءًا من نواة الثلاثي الإرهابي الذي كان مندمجا في خلية أكبر تتحمل مسؤولية ارتكاب جميع هذه الجرائم". وعن مراقباته للمتهمة أثناء جلسات المحكمة، يقول أوزاتا إنه "راقب متهمة صمتت طوال جلسات المحكمة ـوهذا حقهاـ وعندما كانت تكسر صمتها، كنا نسمع كلاما لا يحظى بالثقة ولا يمكن تصديقه (...) لم نسمع شهادة ندم مثلا ولم نلمس اهتماما بإيضاح ملابسات الجرائم. تشيبه كانت مجرمة عن اقتناع بقيت حتى النهاية مخلصة لجرائمها". في جلسة النطق بالحكم، تحول محيط محكمة ولاية بافاريا العليا إلى غابة من الكاميرات. من ألمانيا وخارجها جاء آلاف الصحفيين الذين كانوا شاهدين على إصدار حُكم بالسجن مدى الحياة على تشيبه بتهم الانتماء للخلية الإرهابية "NSU" (Nationalsozialistischer Untergrund) والضلوع في ارتكاب عشر جرائم قتل والمشاركة في تنفيذ هجومين بالقنابل، وعلى أربعة آخرين بالسجن مدة تتراوح بين عامين ونصف و10 أعوام.المحامي الشاب أنور أوزاتا الذي ينحدر من أصول تركية وصف الحكم على الشكل التالي: "الحكم في بعض جزئياته كان إيجابيا وفي البعض الآخر كان سلبيا. الإيجابي هو الحكم على تشيبه بالسجن مدى الحياة. أما السلبي فهو عدم قدرة المحكمة على إيضاح ما حدث لذوي الضحايا الذين أرادوا معرفة من قتل ذويهم وما هو الحجم الحقيقي لهذه الخلية ولماذا تم اختيار آبائهم وأولادهم بالذات". كيف بدأ مسلسل القتل؟ في التاسع من سبتمبر/أيلول 2000، ناب تاجر الورود أنور شِمشِك عن أحد موظفيه في كشك لبيع الورود بالقرب من مدينة نورنبرغ بولاية بافاريا. أثناء ترتيب شِمشِك بضاعته، فاجأه رجلان وأصابوه من الخلف بعدة طلقات في الرأس، مما أدى إلى موته بعد يومين متأثرا بجراحه. بهذا يكون أول ضحية للخلية النازية تاجر ورود. قبل قرابة عام، زار معد التحقيق مسرح الجريمة، حيث قابل عبد الكريم شِمشِك بن أنور شِمشِك. عبد الكريم الذي أصبح شابا مكتمل الأوصاف بدا متماسكا لغاية سؤاله عن الشيء الذي يربطه بهذا المكان. حينها، رد بصوت مرتجف: "طفولتي (...) في هذه الساحة كنت ألعب وأقضي وقتا جميلا بجانب والدي واليوم أتيت إلى هنا شابا للمشاركة في تدشين هذه الساحة باسم أبي". بعد هذه الجريمة، توقف القتل لمدة قرابة 10 أشهر لغاية يونيو/حزيران من عام 2001 الشهر الذي قتل فيه الثنائي أوفي بونهارت وأوفي موندلوس الخياط عبد الرحيم أزودورو في معمله للخياطة بمدينة نورنبرغ، وفي الشهر ذاته قتل في هامبورغ في الشمال تاجر الخضار سليمان تاش كوبرو. وفي أغسطس/آب من العام ذاته قتلت الخلية ذاتها في ميونخ بالجنوب تاجر الخضار هابل قيلِش.بعدها أوقفت الخلية القتل مدة عامين ونصف تقريبا حتى قتل محمد تورغوت في أحد أكشاك بيع الشاورما التركية بمدينة روستوك في أقصى شمال ألمانيا. في يونيو من عام 2004 نفذت الخلية هجوما بالقنابل المسمارية على محلات لأتراك في مدينة كولونيا في الغرب، مما أدى إلى إصابة 23 شخصا بجروح خطيرة.في يونيو من عام 2005 عُثر على إسماعيل ياشار مقتولا في كشكه بمدينة نورنبرغ وبعد ستة أيام قتلت الخلية اليوناني تيودروس بولغاريدس في محله المتخصص في صناعة الأقفال. وفي أبريل/نيسان من عام 2006 قتل محمد كوباشك في كشكه الواقع بمدينة دورتموند في الغرب وخالد يوزغات في مقهى إنترنت بمدينة كاسل في الغرب أيضا. وفي أبريل/نيسان من عام 2007 أنهى بونهارت وأوفي موندلوس مسلسل القتل باغتيال الشرطية ميشيل كيزِفيتر وأصابوا ثلاثة زملاء لها بجروح خطيرة. مجرد أتراك بالنسبة لأسر الضحايا، شكلت هذه الجرائم مصيبتين. فمن ناحية، كان عليهم تحمل وقع قتل أولادهم وآبائهم بدم بارد ومن ناحية أخرى، خضعوا مدة أكثر من عشرة أعوام لتحقيقات استبعدت منذ البداية فرضية وقوف يمينيين متطرفين خلف الجرائم علما بأن دلائل كثيرة كانت تشير إلى ارتكابها وفق معادلة تلقائية معروفة وهي إذا كان الضحية مهاجرا فعلى الأغلب المنفذ يميني متطرف. بدلا من ذلك رجحت السلطات الألمانية فرضية ارتكاب هذه الجرائم على خلفية شبهات تتعلق بتجارة المخدرات والجريمة المنظمة والإدمان وحتى بالخيانة الزوجية. كل ذلك كان سببا في "قتل" أسر الضحايا اجتماعيا وعزلهم في محيطهم أو كما تقول سمية شِمشِك ابنة الضحية تاجر الورود أنور شِمشِك في كتاب نشرته في عام 2013: "قتلونا مرتين". تقول ابنة أول ضحية في كتاب "وطن مؤلم" إنها كانت في الـ14 من عمرها عندما عرفت عائلتها بقتل أبيها وبدلا من بدء السلطات الأمنية التحقيق في الاتجاه الصحيح، "اتهمتنا بارتباطنا بالمافيا وضايقتنا وتجسست علينا مدة 11 عاما ولم يسمح لنا بأن نكون ضحايا بضمائر نقية". ومما زاد الطين بلة قصر نظر الإعلام الألماني الذي اخترع المصطلح العنصري "" أو "جرائم الشاورما التركية" لتوصيف الجرائم علما بأن اثنين فقط من الضحايا كانا يعملان في أكشاك لبيع هذه الوجبة السريعة. صحيفة نورنبرغر تسايتونغ الصادرة في مدينة نورنبرغ التي كانت مسرحا للجرائم الأولى والثانية والسادسة ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما تساءلت: "هل يدور الحديث هنا عن كشف مستودعات للمخدرات؟ بعض الإشارات تدلل على هذه النظرية. فخط الهيروين الذي يربط أوروبا الشرقية بهولندا ـتضيف الصحيفةـ يمر عبر نورنبرغ وخط الكوكايين الذي يربط هولندا بإيطاليا يمر أيضا عبر نورنبرغ". هذه الصحيفة وصحف أخرى عنونت افتتاحياتها بجميع الفرضيات الممكنة إلا فرضية واحدة وهي وقوف يمينيين متطرفين خلف هذه الجرائم. فبينما تحدثت الصحيفة الصفراء الكبيرة (بيلد) عن سلسلة جرائم على خلفية تجارة المخدرات، ربطت المجلة المحسوبة على اليسار الليبرالي (دير شبيغل) بين الجرائم ومافيا الرهانات. أحمد كولاشي، رئيس تحرير النسخة الألمانية من صحيفة حرييت التركية لا يريد الطعن في زملاء له يعملون في صحف ألمانية واكتفى بمعاتبتهم بأدب. يقول كولاشي في حديث مع الجزيرة نت إن "الخبر (الانتحار المزعوم للنازييْن واعتقال العقل المدبر للخلية) فاجأنا لأن السلطات والإعلام لم ينطلقا ولو للحظة واحدة من احتمال أن تكون خلفية هذه الجرائم يمينية متطرفة بل مما وصف حينها ولسنوات طويلة بـجرائم الشاورما التركية. بعدها قيل إن الأمر ربما يتعلق بخلافات بين أتراك وأكراد وربما بجرائم غسيل الأموال". يضيف كولاشي "منذ ارتكاب الجريمة الأولى في عام 2000 توقعنا ـلم نكن نعرف- وإنما توقعنا أن نازيين يقفون وراء الجريمة ونشرنا ذلك ولكن لم يأخذنا ويأخذ تقاريرنا حينها أحد على محمل الجد". ولم تكن الصحافة التركية في ألمانيا الجهة الوحيدة التي امتعضت من هذه الأحكام المسبقة ومن إعادة تدوير الحقائق. فبعد بدء الإعلام والسلطات التحقيق في أوساط عائلات الضحايا بدلا من تعزيز فرضية وقوف يمينيين متطرفين خلفها، تجمعت عائلات الضحايا وبدأت تنظيم المظاهرات والفعاليات من أجل لفت الانتباه لاحتمال وقوف نازيين خلف الجرائم وللمطالبة بإيضاح جميع ملابساتها. من الأمثلة التي يحتذى بها على صعيد إحقاق الحق قصة إسماعيل يوزغات الذي فقد ابنه خالد في أبريل/نيسان 2006 بمدينة كاسل ويناضل منذ أعوام من أجل تغيير اسم شارع في هذه المدينة إلى شارع خالد يوزغات. فما قصة هذا الرجل الذي بقي على قيد الحياة لأنه غاب لفترة وجيزة عن مقهى إنترنت كان يملكه في كاسل؟ وما قصة المخبر السري الذي كان في المقهى الذي قتل فيه الابن خالد وادعى أمام المحكمة أنه لم يسمع ولم ير شيئا؟ المخبر "الأطرش الأعمى" قصة قتل خالد يوزغات في مقهى والده بمدينة كاسل تقدم دلائل واضحة على المعرفة المسبقة للمخابرات الألمانية بهذه الجرائم. فما دور السلطات الألمانية في عمليات القتل؟ عندما أدلى إسماعيل يوزغات بشهادته في ميونِخ، وصلت المحكمة إلى درجة من العاطفية لم تشهدها في جلسات سابقة. بدأ بالحديث عن محاولته إنقاذ ابنه بعد العثور عليه في المقهى مضرجا بالدماء. وصف ابنه بأنه شهيد. انفعل. ثم قفز من منصة الشهود وصاح في وجه بياته تشيبه: "لماذا قتلت حمْلي؟". تشيبه شبّكت ذراعيها وحدقت غير مبالية في فراغ. ولكن السجال وصل إلى ذروته عندما كذّب الأب يوزغات المخبر السري أندرياس تِمه (Andreas Temme) الذي كان في المقهى عندما أجهز النازيان على ابنه برصاصتين في الرأس. تِمه الذي عمل لجهاز المخابرات الداخلي في ولاية هِسن بقي في ست جلسات وأمام عدة لجان تحقيق برلمانية متمسكا برأيه حتى آخر لحظة: لم أر ولم أسمع شيئا ولم أشم حتى رائحة البارود، فهل كانت هذه أول كذبة يحاول المخبر تمريرها في المحكمة؟ لاحقا، وصف المخبر السري مشاهداته في مسرح الجريمة بالقول إنه أغلق الكمبيوتر وهمّ بالخروج وعندما لم ير يوزغات الابن وراء طاولته، وضع على الطاولة خمسين سنتا وغادر المقهى علما بأن جثة خالد كانت ملقاة على الأرض وراء الطاولة مباشرة. الكذبة رقم 2؟. ورغم ذلك، برر القاضي مانفرِد غوتسل إعفاء المخبر من المسؤولية بالقول إن شهادته كانت "معقولة ومفهومة وتحظى بالمصداقية". جهات كثيرة لم تقتنع بهذه الرواية أبرزها المجموعة البحثية البريطانية المرموقة " Forensic Architecture" التي أعادت تصميم المقهى بجميع تفاصيله وحجمه الحقيقي (77 مترا مربعا) وأعادت تمثيل الدقائق التسع والنصف التي حدثت الجريمة في غضونها. ووفق تقرير المجموعة فإن النتائج التي تم التوصل إليها تؤكد أن المخبر رأى جثة خالد خلف الطاولة. وحول قوله إنه لم يسمع إطلاق النار، يقول التقرير إن خبراء السمعيات في المجموعة يؤكدون أن صوت الطلقتين "كفيل بإحياء الأموات" متسائلين "فما بالك إذا كان هذا المخبر يجلس على بعد أمتار؟". جميع هذه التناقضات تضعنا أمام أسئلة محيرة: هل وُجد المخبر السري صدفة في المقهى؟ وإن لم يكن الأمر كذلك، فماذا فعل هناك؟ لماذا كذب أمام المحكمة ولجان التحقيق؟ هل كان ضالعا بشكل أو بآخر في الجريمة؟ هذا كله وجميع الأسئلة المتعلقة بدور المخابرات الألمانية في سلسلة الجرائم بقيت حتى النهاية بدون إجابات. الانتحار المزعوم دليل دامغ آخر على ضلوع أو معرفة جهاز المخابرات الألماني الداخلي (BKA) بتفاصيل هذه الجرائم وقدرته على إحباطها وهو الشكوك المنطقية في صحة الرواية الرسمية التي ساقتها المخابرات أمام لجان التحقيق والمحكمة بخصوص انتحار النازيين. تقول السلطات الألمانية حول "الانتحار المزعوم" للإرهابيين موندلوس وبونهارت إنهما أنهيا هذه السلسلة بانتحارهما عام 2011، وذلك على الشكل التالي: موندلوس أطلق النار على بونهارت وقتله ثم أضرم النار في المنزل المتحرك وبعدها، أطلق النار على نفسه. للوهلة الأولى تبدو هذه الرواية منطقية وحدثت في المنزل المتحرك دون تدخل خارجي. ولكن مربط الفرس في غموض هذه الرواية هو السلاح المستخدم لتنفيذ خطة الانتحار وهو ما يعرف بـ"البندقية المضخية" أو بندقية الصيد (Pumpgun). هذه البندقية سلاح تكراري يبلغ طوله 70 سنتمترا ويتطلب بعد إطلاق الرصاصة الأولى تقديم وتأخير المقبض يدويا من أجل إسقاط الفارغ. عملية إسقاط الفارغ لا مناص منها من أجل إطلاق الرصاصة الثانية. والآن لنعد تمثيل عملية الانتحار بحسب الرواية الرسمية: موندلوس أطلق النار على صدغ بونهارت وأرداه قتيلا. ثم أخّر وقدّم المقبض يدويا لإسقاط الفارغ. بعدها أضرم النار في المنزل وأطلق النار على نفسه، لتنتهي عملية الانتحار المزدوج بنجاح. في هذه الحال، كم عدد الفوارغ التي يجب على الشرطة أن تعثر عليها ملقاة على الأرض؟ المنطق يقول فارغ واحد فقط لأن الموتى -حتى لو كانوا نازيين- لا يستطيعون تأخير وتقديم المقبض من أجل إسقاط الفوارغ. ولكن الشرطة تقول إنها وجدت فارغين. من هنا يحق للمراقب أن يسأل من أين أتى الفارغ الثاني ومن أخّر وقدّم المقبض لإسقاطه؟ وهل انتحر موندلوس وبونهارت أم اغتيلا؟ وإذا صحت الفرضية الأخيرة، فمن اغتالهما أو من له مصلحة في اغتيالهما؟ ولكن محاولات أجهزة المخابرات الألمانية إخفاء ما يمكن إخفاؤه وحماية عناصرها المتورطين بشكل أو بآخر في هذه الجرائم شملت كذلك إتلاف جبال من الوثائق وإخفاء الدلائل وتقديم شهادات كاذبة أمام المحكمة، وذلك كله رغم جميع الطمأنات التي كانت تصدر على لسان أرفع المسؤولين الألمان. "سنفعل كل شيء من أجل إيضاح ملابسات الجرائم وكشف المتواطئين والداعمين والفاعلين وإصدار العقوبات العادلة ضد جميع المتورطين". فهل أوفت رئيسة الحكومة الألمانية حينها بهذا التعهد وتحديدا بالجزئية المتعلقة بملاحقة جميع المتورطين؟ الأحكام التي صدرت في نهاية سجال قضائي استمر خمسة أعوام اقتصرت على محاكمة العقل المدبر للخلية تشيبه وأربعة آخرين، علما بأن نتائج عدة تحقيقات برلمانية خلصت إلى أن خلية "NSU" أكبر بكثير من ثلاثة أشخاص. علاوة على ذلك، يؤكد محامو الضحايا وعائلاتهم أن العدد بالفعل أكبر بكثير، ومحاولات المخابرات الألمانية والنيابة العامة عرقلة التحقيقات وإبعاد الشبهات عن دور عشرات المخبرين السريين الذين نشطوا في أوساط الخلية الأمر الذي يستحق وصف ما حدث بأنه "فضيحة" و"صفعة في وجوه الضحايا" حسب المحامي أنور أوزاتا. عائشة يوزغات، والدة الشاب خالد يوزغات عاتبتهم جميعا بعفّة وأدب قائلة في اليوم الأخير للمحكمة: "عملتم بنشاط كخلية نحل ولكنكم لم تنتجوا العسل".


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
مسجد باريس الكبير: اغتيال التونسي ميراوي جريمة إرهابية معادية للإسلام
استنكر مسجد باريس الكبير اغتيال التونسي هشام ميراوي في فرنسا، يوم السبت الماضي، ووصفه بأنه "عمل إرهابي وعنصري ومعاد للإسلام"، وذلك وسط موجة متصاعدة من جرائم الكراهية ضد المسلمين في البلاد. وأعرب عميد المسجد الكبير شمس الدين حفيظ، في بيان أمس الثلاثاء، عن إدانته بأشد العبارات لهذه الجريمة "ذات العنف الذي لا يوصف، والتي أحيلت إلى النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب". ودعا حفيظ إلى إلقاء الضوء الكامل على "الوقائع ودوافع الجاني، الذي قتل بجبن هشام ميراوي المواطن التونسي، وجاره، وأصاب رجلا آخر من الجنسية التركية". وأعلن البيان التضامن الكامل لمسجد باريس الكبير مع عائلة الضحية والجالية التونسية. ويأتي اغتيال ميراوي بعد أسابيع قليلة من مقتل شاب مسلم يدعى أبو بكر سيسي داخل مسجد في فرنسا بطعنات غادرة. وقال عميد مسجد باريس الكبير إن "الكراهية العمياء والبربرية نفسها ضربت مرة أخرى فرنسا في عام 2025″، داعيا إلى "وعي عاجل ووطني حول خطر الخطابات المعادية للأجانب والعنصرية المعادية للإسلام". وشدد على أن الوقت حان للتساؤل بشأن مروجي خطاب الكراهية في الأوساط السياسية والإعلامية، الذين قال إنهم "يعيثون فسادا ويؤدون إلى وقائع في غاية الخطورة وسط إفلات من العقاب". وكان المدعي العام في مدينة دراغينيان بجنوب فرنسا قد أعلن، الاثنين، أن رجلا تونسيا قُتل بالرصاص على يد جاره الفرنسي، يوم السبت، في بلدة بوجيه سور أرجون، وأكد أن التحقيق جارٍ في الحادث باعتباره جريمة بدوافع عنصرية. كما أفاد بأن مواطنا تركيا يبلغ من العمر 25 عاما أصيب خلال الهجوم، حيث أُطلقت عليه رصاصة أصابت يده، ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج. وقال المدعي العام إن المشتبه به رجل يبلغ من العمر 53 عاما ويمارس رياضة الرماية، وأطلق النار على جاره التونسي من سلاح ناري، مشيرا إلى أن الجريمة رافقتها منشورات عنصرية وكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي من حسابات للمشتبه به، وذلك قبل وقوع الجريمة وبعدها. وكانت بيانات رسمية صادرة في مارس/آذار الماضي قد أظهرت أن الشرطة الفرنسية سجلت ارتفاعا بنسبة 11% في الجرائم ذات الطابع العنصري أو المعادي للأجانب أو المناهض للدين خلال عام 2024. وتعد فرنسا موطنا لأكبر جالية مسلمة في أوروبا، إذ يقدر عدد المسلمين فيها بأكثر من 6 ملايين شخص، مما يعادل نحو 10% من سكان البلاد.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
جميع أبطال المسابقات الأوروبية الكبرى في موسم 2024-2025
أُسدل الستار السبت الماضي على الموسم الكروي 2024-2025 في أوروبا، الذي شهد عديدا من المفاجآت السارة لبعض الفرق، وعلى النقيض كان محبطا لأندية كبرى بسبب النتائج المخيبّة للآمال التي سجلتها. وكان باريس سان جيرمان صاحب اليد العليا في ما يتعلق بإنجازات وألقاب الموسم الكروي، بانضمامه إلى الفرق التي نجحت في التتويج بالثلاثية في تاريخها بعد حصده جميع البطولات التي نافس فيها محليا وأوروبيا وكان آخرها دوري أبطال أوروبا. وبالموازاة مع ذلك، يُعد برشلونة الإسباني ثاني أكثر الفرق الأوروبية نجاحا بعد بسط سيطرته المطلقة على جميع الألقاب المحلية في إسبانيا، واللافت أن جميعها جاء على حساب غريمه التقليدي ريال مدريد بشكل مباشر. وعلى الصعيد القاري، ابتسمت الكأس ذات الأذنين أخيرا لباريس سان جيرمان، في حين سيطرت الأندية الإنجليزية على البطولتين الأخريين. وعلى الجهة المقابلة، خرج ريال مدريد بموسم صفري رغم كتيبته المدججة بالنجوم، وكان آخرهم كيليان مبابي الذي وقّع للنادي الملكي الصيف الماضي، والحال ذاتها تنطبق على إنتر ميلان الذي لم يفز بأي لقب رغم ترشيحه لتحقيق الثلاثية التاريخية في الأمتار الأخيرة من الموسم. وتاليا، جميع الفرق المتوجة ببطولات الدول الكبرى وكذلك البطولات القارية الأوربية: إنجلترا: ليفربول بطل الدوري الممتاز. كريستال بالاس بطل كأس الاتحاد. نيوكاسل يونايتد بطل كأس رابطة الأندية المحترفة. مانشستر سيتي بطل الدرع الخيرية (كأس السوبر). إسبانيا: احتكر برشلونة الثلاثية المحلية بتتويجه بألقاب الدوري وكأس الملك وكأس السوبر. إيطاليا: نابولي بطل الدوري. بولونيا بطل الكأس . ميلان بطل السوبر. ألمانيا: بايرن ميونخ بطل الدوري. شتوتغارت بطل الكأس. باير ليفركوزن بطل السوبر. فرنسا: بسط باريس سان جيرمان سيطرته المطلقة على جميع الألقاب المحلية في بلاده: الدوري، والكأس، وكأس السوبر. البطولات الأوروبية: باريس سان جيرمان بطل دوري أبطال أوروبا. توتنهام هوتسبير بطل الدوري الأوروبي. تشلسي بطل دوري المؤتمر الأوروبي.