
تدابير مهمة للحفاظ على أمان البيانات أثناء السفر
وأشار استبيان اليوم العالمي للنسخ الاحتياطي لعام 2025 -الذي أجرته شركة "ويسترن ديجيتال"- إلى أن 28% من المشاركين على مستوى العالم أفادوا بأنهم فقدوا بيانات حساسة نتيجة عطل بالأجهزة، أو خطأ بشري، أو حوادث سيبرانية، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
وعلى الرغم من ذلك، يقوم نصف -الذين شملهم الاستبيان تقريبا (46%)- بإجراء نسخ احتياطي لبياناتهم بشكل متقطع أو أنهم لا يفعلون ذلك مطلقا، حيث يعزون ذلك إلى أسباب مثل نقص مساحة التخزين (30%) أو ضيق الوقت (29%) أو الاعتقاد بأن النسخ الاحتياطي غير ضروري (36%).
وفيما يلي، تقدم "ويسترن ديجيتال" تدابير مهمة وموثوقة للحفاظ على أمن البيانات أثناء السفر خلال فصل الصيف:
1. النسخ الاحتياطي قبل السفر
يعد النسخ الاحتياطي الاستباقي للهواتف الذكية والحواسيب قبل السفر خطوة أولى بالغة الأهمية سواءً كانت الرحلة لأغراض العمل أو الترفيه، حيث يضمن هذا الأمر تأمين المحتوى الشخصي والوثائق الأساسية مثل حجوزات السفر والسجلات الصحية في حال تعرض الجهاز للتلف أو السرقة أو الفقدان.
2. استخدام نموذج نسخ احتياطي هجين
لم يعد الاعتماد الكامل على التخزين السحابي لوحده كافيا، فعلى الرغم من استخدام 75% ممن شملهم الاستبيان للخدمات السحابية فإن 60% منهم تقريبا أفادوا بنفاد مساحة التخزين المجانية، مما دفعهم إلى الاشتراك في باقات مدفوعة.
ويعد الجمع بين التخزين السحابي والمادي على الأقراص الصلبة الخارجية أو أجهزة التخزين المتصلة بالشبكة النهج الأكثر مرونة، والذي يضمن الوصول إلى البيانات سواءً في حال وجود اتصال بالإنترنت أو عدم وجوده.
3. تنظيم الملفات وترتيبها
إن عدم ترتيب البيانات يجعل من العثور على ما تحتاجه صعبا، ويؤدي إلى بطء النسخ الاحتياطي. ولذلك فإن إنشاء مجلدات واضحة حسب التاريخ أو الفئة يساعد في تقليل "الفوضى الرقمية" مما يجعل الوصول إلى الصور ومقاطع الفيديو والمستندات أكثر سهولة.
وأوضح الاستبيان أن 63% من المشاركين أظهروا استعدادا أكبر للنسخ الاحتياطي المنتظم في حال كانت العملية تلقائية ومنظمة، وهو ما يشير إلى أن أدوات تنظيم الملفات والأتمتة تعد عوامل أساسية في تحسين "الصحة الرقمية".
4. توفير مساحة لبيانات الجميع
تسافر العائلات في الغالب بأجهزة متعددة ومستخدمين مختلفين، ولذلك وبدلا من اعتماد كل شخص على حساباته السحابية أو سعة تخزين جهازه، يمكن أن تسهم حلول التخزين المشتركة في تركيز الملفات بوجهة واحدة وتبسيط إدارتها.
وفي هذا السياق، تعتبر الأقراص الصلبة الخارجية عالية السعة (التي تصل حتى 6 تيرابايت) خيارا منخفض التكلفة للأرشفة الرقمية. ومن جانبها توفر أنظمة التخزين المتصلة بالشبكة، في حال الحاجة إلى نسخ احتياطي جماعي أكبر، حلولا موثوقة وقابلة للتوسع تتيح تخزين المحتوى الرقمي ومشاركته وإدارته من موقع مركزي واحد.
5. تجنب الشبكات العامة للاتصال اللاسلكي "واي فاي" عند المزامنة
يُنصح عند السفر بتجنب استخدام الشبكات غير المحمية عند مزامنة البيانات، أو الوصول عن بُعد إلى ملفات حساسة. لذا، يجب بدلا من ذلك التأكد من أن حلول الوصول عن بُعد مشفّرة ومحمية بكلمات مرور قوية أو مزايا المصادقة الثنائية.
وبالتزامن مع تزايد حجم البيانات وارتفاع مستويات التنقل، يجب أن تصبح إدارة التخزين والنسخ الاحتياطي جزءا لا يتجزأ من الممارسات الاعتيادية لكل مستخدم بدلا من أن تكون مجرد أمر يمكن تأجيله إلى وقت لاحق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
الأكل الحلال في ألمانيا رحلة بحث يومية للسائح والمقيم
مع وجود جالية مسلمة كبيرة في ألمانيا، ولا سيما من الأتراك والسوريين، أصبحت مسألة العثور على الطعام الحلال مسألة يومية ومهمة للعديد من المقيمين والسياح من الدول الإسلامية على حد سواء. ويُقدَّر عدد المسلمين في ألمانيا بما يزيد عن خمسة ملايين، ما جعل الطلب على المنتجات والمطاعم الحلال في تصاعد مستمر، وإن كان مع تفاوت ملحوظ بين مدينة وأخرى. بين وفرة وعناء في المدن الكبرى مثل برلين، هامبورغ، فرانكفورت وميونيخ، من السهل نسبيًا العثور على مطاعم تركية، سورية، لبنانية أو حتى آسيوية، والتي تقدم وجبات حلال متنوعة، إضافة إلى محلات البقالة التركية والعربية التي تبيع اللحوم الحلال والمنتجات الموثوقة للمسلم سواء السائح أو المقيم في البلاد. على سبيل المثال، تشتهر برلين بأحيائها متعددة الثقافات مثل "نويكولن" و"كرويتسبيرغ"، حيث تنتشر مطاعم الكباب والمشاوي والمأكولات الشرقية بكثرة. في المقابل، قد يجد المسلمون في المدن الصغيرة والريف الألماني صعوبة أكبر في العثور على خيارات حلال، ما يضطر البعض منهم للبحث عن بدائل نباتية أو بحرية. ففي القرى والمدن الصغرى ربما لا تتوفر المطاعم التي تقدم الطعام الحلال، لأنها تحتاج إلى وجود حد أدنى من الزبائن يضمن لها تحقيق ربح. ولأن التنقل إلى مدن قريبة سيكون مكلفا، فإن الخيار المتبقي هو خليط من الاعتماد على بدائل نباتية أو الأسماك والمأكولات البحرية، أو الطهو بالمنزل في حال تيسر الحصول على اللحم أو الدجاج الحلال، وحفظه بالثلاجة ثم استخدامه عند الحاجة. خيار الحلول الذكية ومع انتشار الهواتف الذكية، ساعدت بعض التطبيقات الحديثة المسلمين على العثور على أماكن الأكل الحلال بسهولة أكبر في الدول الغربية وضمنها ألمانيا. ومن بين هذه التطبيقات تطبيق "مغترب فوود" الذي يستهدف الجاليات المسلمة في أوروبا، ويوفر قاعدة بيانات للمطاعم والمتاجر الحلال مع تقييمات وصور وعناوين دقيقة. إعلان كما توجد تطبيقات أخرى مثل "ذبيحة" (Zabihah) و"حلال تريب" (HalalTrip)، والتي تغطي العديد من المدن الألمانية، وتعرض للمستخدمين الخيارات الأقرب لهم مع تحديد ساعات العمل لمحلات بيع الطعام الخلال. وفي هذه التطبيقات، يكفيك أن تضع اسم المنتج أو صورة أو تلتقط صورة "الباركود" بواسطة التطبيق الذي سيخبرك عندها ما إذا كان هذا المنتج حلال أم حراما. ومع التطور المتسارع للذكاء الصناعي في الفترة الأخيرة، فقد دخل هو أيضا إلى هذه الحلبة، وأصبح بإمكانك أن تسأل الذكاء الاصطناعي عما إذا كان المنتج حلالا أم حراما. ويكون طرح هذا السؤال إما بكتابة اسم المنتج، أو تقديم بعض تفاصيله أو وضع صورته، وبمجرد أن تفعل ذلك ستخبرك منصات الذكاء الصناعي بشأن هذا المنتج، وإذا لم يكن متأكدا فسيخبرك أيضا بذلك. وفضلا عن تطبيقات الهواتف ومنصات الذكاء الاصطناعي، يمكن لأي شخص يخطط للسفر إلى ألمانيا الاطلاع على دليل السفر الحلال الصادر عن المجلس الوطني الألماني للسياحة، وهي الهيئة الحكومية التي تعنى بالتسويق والترويج للوجهات الألمانية. فقد أصدر المجلس في العام الحالي دليلا باللغتين العربية والإنجليزية يرصد فيه ضمن أشياء أخرى أماكن الطعام الحلال والمساجد، وأيضا لائحة بالفنادق القريبة من أماكن الأكل الحلال، وذلك في مدن كبرى هي برلين ودرسدن ودسلدروف ميونيخ. ألمانيا وجهة للمسلمين الاهتمام الألماني المتزايد بهذه الفئة من المستهلكين لم يأتِ من فراغ. ففي تقرير المؤشر العالمي للسفر الحلال 2025 الصادر عن "ماستركارد" و"كريسينت ريتينغ"، وردت ألمانيا ضمن الوجهات السياحية المناسبة للمسلمين، لما توفره من مطاعم حلال ومساجد وأجواء ترحب بالاختلاف الثقافي والديني. ويشير تقرير"المؤشر العالمي للسفر الحلال 2025" إلى أن الاهتمام المتنامي بألمانيا كوجهة سياحية للمسلمين لم يأتِ من فراغ، وإنما يعكس وعيًا متزايدًا لدى ألمانيا بأهمية هذه الفئة من المستهلكين في قطاع السياحة، وما تمثله من فرصة اقتصادية كبيرة في ظل تزايد أعداد السياح المسلمين عالميًا. ووفقا للتقرير نفسه، فإن ألمانيا تتميز بتوفير مجموعة من الخدمات التي تجعلها وجهة صديقة للمسلمين، من بينها المطاعم التي تقدم الأطعمة الحلال، وتوافر المساجد وأماكن الصلاة، إضافة إلى الأجواء المنفتحة التي تحترم التنوع الثقافي والديني، وتتيح للزائرين ممارسة شعائرهم الدينية بحرية. ووفقا لتجربتي الشخصية في مدن ألمانية كبرى مثل برلين وفرانكفورت وميونيخ وهانوفر وكولن وأولم، فليس من الصعب العثور على مطاعم تقدم الطعام الحلال، وتتقدمها بالطبع المطاعم التركية بالنظر إلى كثرة عدد الأتراك المقيمين في البلاد. نصائح للمسافرين والمقيمين عند السفر إلى مدينة جديدة في ألمانيا، من المفيد دائما البحث مسبقًا على الإنترنت أو عبر التطبيقات عن المطاعم والمتاجر الحلال. في السوبرماركت الألماني العادي قد تجد منتجات مكتوب عليها "حلال" (Halal)، خصوصًا في الأحياء ذات الكثافة المسلمة، لكن من الأفضل التأكد من الشهادات التي تقدمها الجهات المسؤولة عن تقديم رخصة الحلال. اللحوم في المطاعم الألمانية التقليدية مثل مطاعم النقانق أو الشنيتزل (هو طبق من أصل نمساوي، وهو عبارة شرائح لحم أو دجاج منزوع العظم مغطى بالبقسماط ومقلى، وأحياناً يحضر في المانيا بلحم الخنزير)، عادة ما لا تكون حلالًا، لذا يمكن طلب الأطباق النباتية أو السمك كخيار بديل. كثير من محلات "دونر كباب" التركية تقدم لحوما حلالًا، لكن ليس دائمًا. تأكد من سؤال البائع إذا كان اللحم مذبوحا على الطريقة الإسلامية. ورغم وجود تفاوت بين المدن، إلا أن الملاحظ أن المجتمع الألماني بات أكثر وعيا باحتياجات المسلمين الغذائية، وهو ما يتجلى في انتشار الملصقات الدالة على الحلال، وتخصيص قوائم طعام منفصلة في بعض المطاعم، وحتى وجود مساحات في المهرجانات والفعاليات الكبرى تراعي هذه الاحتياجات. مدن توفر الحلال يمكن القول إن رحلة البحث عن الطعام الحلال في ألمانيا تجمع بين التحدي والفرصة، وتبقى مؤشرا على مدى انفتاح المجتمع وتطوره في استيعاب التنوع الديني والثقافي، والذي بات سمة بارزة لأوروبا الحديثة. وبعد هذه النصائح قد يكون لديك عزيزي القارئ سؤال مهم يتعلق بالمدن السياحية الألمانية وهل توفر خيارات أكثر فيما يتعلق بالطعام الحلال مقارنة بباقي مدن البلاد. في الحقيقة، المدن الألمانية التي يقصدها السياح العرب والمسلمون بكثرة، مثل برلين، ميونيخ، فرانكفورت، وكولونيا، تتميز بتوفر خيارات الطعام الحلال بشكل أكبر مقارنة بالمدن الأقل شهرة سياحيًا أو القرى الريفية. ويرجع ذلك إلى أن هذه المدن تشهد كثافة سكانية أكبر من المسلمين والمهاجرين، إلى جانب ازدهار حركة السياحة العربية فيها، ما يجعل أصحاب المطاعم والمتاجر حريصين على تلبية هذه الفئة المهمة من الزبائن، عبر قوائم طعام حلال، أو حتى مطاعم متخصصة بالكامل في الأكل الحلال. ففي العاصمة برلين مثلًا، يمكن بسهولة العثور على مطاعم تركية وسورية ولبنانية ومغربية، إضافة إلى متاجر بقالة وأسواق شرقية تنتشر في الأحياء متعددة الثقافات. ماذا عن الأسعار؟ لا تختلف تكلفة الطعام الحلال في ألمانيا كثيرا عن نظيره غير الحلال في معظم الحالات. ففي المطاعم التركية أو العربية الشعبية تكون الأسعار في المتناول، وأقرب ما تكون إلى أسعار مطاعم الوجبات السريعة الألمانية. أما في المطاعم الفاخرة التي تعلن تقديم لحوم حلال بشهادات رسمية، فقد تكون الأسعار أعلى قليلًا نظرا لجودة الخدمة والمواد المستخدمة. وبشكل عام، يمكن القول إن الحصول على وجبة حلال في ألمانيا لا يشكل عبئا ماليا كبيرا، بشرط أن يعرف المقيم أو السائح الأجنبي أين يجد هذه الأماكن، وكيف يبحث عنها.


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
الجزيرة نت ترافق شابا من غزة في مهمة يومية من أجل البقاء
غزةـ لم يخطر ببال إبراهيم محمد -الذي ما زال في ريعان شبابه ولم يتجاوز الـ20 من عمره، والذي حرمته الحرب الإسرائيلية على غزة من إكمال تعليمه الجامعي- أن تنقلب حياته رأسا على عقب، وأن تتحول يومياته إلى سباق من أجل الحياة والنجاة. كل شيء تغير، وأصبح يومه سلسلة من طوابير الانتظار: طابور المياه، الخبز، تكية الطعام، وطابور المساعدات، بحثا عن النجاة في حضرة الموت. إنها حياة صاخبة ومتعبة، مليئة بالمآسي والصعاب، فرضتها الحرب على الشاب الفلسطيني ولم تترك له خيارا للراحة أو الاسترخاء، وعصيبة لأن خياراتها محدودة، وفرصها معدومة، ولأنها لم تمنحه وقتا لتحديد أولوياته. لا تسعف إبراهيم ساعات النهار في قضاء احتياجات أسرته، ولا تسعفه المصاعب في توفيرها كما يريد. فيقاتل من أجل لقمة خبز تسد جوع أسرته، وشربة ماء تروي ظمأهم، أو من أجل طرد مساعدات في مصائد الموت، وطبق طعام من أمام تكية. وفي حديثه المليء بالإرهاق والتعب والحسرة، يقول للجزيرة نت "كبرت وترعرعت في بيئة لم تعرف يوما الاستقرار؛ حيث الحصار والحروب والموت. واليوم، أعيش وسط حرب طاحنة حولت مدينتي إلى أطلال وركام، وأحلامها إلى ذكريات منسية". ويضيف أنه يصارع يوميا من أجل البقاء، في واقع يخلو من الحد الأدنى لمقومات الحياة. "لم أعد أبحث عن مستقبلي، بل أصبحت أحلم فقط بوجبة طعام، شربة ماء، ومكان آمن أنام فيه دون خوف من قذيفة أو صاروخ". يتابع "وجدت نفسي أسير واقع لم أختره، محاصرا من كل الجهات، محروما من الأمان، التعليم، الرعاية الصحية، وحتى أبسط حقوق الإنسان". رحلة البحث والنجاة وفي زحمة المتطلبات والمهمات، يصحو إبراهيم ليبدأ يوما غير عادي في تحضير غالونات المياه، والسير بها مئات الأمتار للوصول إلى نقطة تعبئة للحصول على قدر قليل من الماء، لتستخدمه والدته في التنظيف والغسل، فالمياه نادرة وشحيحة، ولا تصل عبر تمديدات البلدية بسبب شح السولار اللازم لضخها من الآبار. ثم يبدأ رحلة أخرى للبحث عن سيارة مياه صالحة للشرب من سيارات "سقيا الماء"، لتأمين غالون مياه للشرب. بعد ذلك، ينتظر بفارغ الصبر، وهو يحمل كيسه الكبير، سماع خبر فتح نقطة المساعدات الأميركية عند حاجز نتساريم ، ويسابق الزمن للحصول على بعض الطحين والمعلبات وأكياس العدس والمعكرونة، ثم يحملها إلى والدته التي تبدأ بعجن الطحين. يحمل أقراص العجين إلى فرن الحطب، ويقف في دوره تحت أشعة الشمس اللاهبة وأمام نار الحطب الحارقة، للحصول على بعض الأرغفة والعودة بها إلى المنزل. بعدها يستعد لإشعال النار، ويساعد والدته في طهي طنجرة العدس الذي أصبح طعامهم الوحيد والدائم في هذه المجاعة ، ليس لأنه رخيص الثمن، بل لأنه المتوفر الوحيد من المساعدات. ثم يتجهز لشحن البطارية من أجل الحصول على بصيص نور يتدبرون من خلاله شؤون حياتهم في ليل بهيم مظلم، لا يخلو من أصوات القصف والانفجارات التي تسلبهم الأمن والراحة، وتسرق النوم من عيونهم بعد يوم طويل وشاق من العمل المتواصل. اصطحب مراسل الجزيرة نت، إبراهيم في جولاته المكوكية وسط الزحام، فكان يرافقه في كل محطة، يراقبه وهو يقاتل من أجل الحصول على أدنى مقومات الحياة. ويعود للحديث مجددا، وهو يجلس تحت أشعة الشمس الحارقة خوفا من ضياع دوره، قائلا "تحولت حياتنا إلى جحيم لا يُطاق، وظروفنا صعبة للغاية، لا يمكن أن يتصورها عقل". "لقد أصبحت حياتي قاسية، فأبي لا يعمل، ولا نملك ثمن شراء السلع من السوق بأسعارها الفلكية. إن لم أقم أنا بتلك المهمات، فلن نأكل أو نشرب، وفي كثير من الأحيان، إن لم أتمكن من الحصول على المساعدات، لا نأكل، وربما تمرّ علينا أيام لا نتذوق فيها طعم الخبز". "آلة لا تتوقف" إبراهيم، ذلك الشاب الأنيق في هيئته وملبسه، الذي كان يحلم بالراحة والاستقرار، حولته الحرب إلى آلة لا تتوقف، مهمتها تأمين الحد الأدنى من الحياة عبر أعمال شاقة. يضيف، وقد بلغ منه التعب مبلغا "ما عدت أطمح لشيء، فقط ليوم أستيقظ فيه دون همّ، دون ركض خلف لقمة، أو خوف من الغد. صارت أحلامي بسيطة، لكنها بعيدة، كأنها نجوم في السماء". يرمق الأرض بنظرة شاردة، وكأنه يبحث في ترابها عن جزء من روحه التي تناثرت مع الهمّ والحزن، ويتمتم بصوت خافت "كل شيء تغير؛ الناس، الأمكنة، وحتى أنا. كنت أظن أنني قوي، لكن الحرب علمتني أن حياتنا لا تتسع لرفاهية الشكوى أو الاسترخاء". ويتابع "علمتني النهوض مرارا، ولو كان كل تعب الدنيا فوق رأسي، ولو زحفا، حتى أبقى على قيد الحياة. لأنني إن سقطت، انتهت أحلامي البسيطة في زمن لا يؤمن بالعدالة والإنسانية. فقط علي أن أكون دائما قويا ومستعدا من أجل الحياة، وهربا من الموت بكل أشكاله المخيفة". يصمت إبراهيم قليلا، ثم يتابع "لم أعد أبحث عن المعجزات، أبحث فقط عن ساعة هدوء، عن ضحكة بلا سبب، عن حياة جديدة تملؤها الأمل". ويمضي في طريقه، يحمل على كتفيه تعب السنين، وظلم الأيام، وبشاعة المشهد، بعد أن تبعثرت أحلامه البسيطة وآماله الصغيرة. لكنه ما زال يؤمن بعدالة السماء، ويتشبث بالأمل كما يتشبث الغريق بقشة النجاة وسط بحر من اليأس. إعلان "لم أفقد إيماني بعدالة لا تغيب، وبرحمة واسعة تنتظر من يصبر. وإن ضاقت الأرض، فالسماء أوسع، وإن طال الظلم، فلا بد للفجر أن يأتي. لن أسمح للحرب أن تسلبني إنسانيتي وإرادتي، حتى وإن سرقت مني كل شيء جميل"، يقول إبراهيم. يبتسم ابتسامة شاحبة لكنها صادقة، ويختم حديثه "الأمل هو قوتي ويقيني، والشيء الوحيد الذي لن تزعزعه الحياة وقساوتها". وهكذا، يمضي إبراهيم في دربه، مثقلا بالجراح، لكنه منتصب القامة، مرفوع الرأس، يحمل في قلبه يقينا لا يتزحزح بأن الغد، مهما تأخر، قادم بما يستحق الصبر.


الجزيرة
منذ 4 أيام
- الجزيرة
كيف تعزز "دي جي آي فليب" تجربة الطيران للمستخدمين الجدد؟
في عالم الطائرات المسيّرة الذي يشهد تنافسا محموما على الابتكار والسهولة، تُعَد السلامة وسهولة الاستخدام عاملين حاسمين للمبتدئين. وهنا يأتي دور شركة "دي جي آي" (DJI) وطائرتها المسيّرة الجديدة، المصممة خصوصا لتعزيز تجربة الطيران الأولى للمستخدمين. ومن خلال طائرة "فليب" (Flip)، تعيد الشركة الرائدة عالميا تعريف معايير الطيران للهواة والمحترفين، كما تقدم تجربة طيران محسّنة تستهدف شريحة المستخدمين الجدد، الذين يبحثون عن المتعة والأمان وسهولة الاستخدام. وبفضل ميزات، مثل حماية المراوح المصنوعة من ألياف الكربون، وأجهزة استشعار تجنب العقبات، تقدم هذه الطائرة تجربة طيران آمنة وسلسة حتى لأولئك الذين لا يملكون خبرة سابقة. الخيار المثالي للمبتدئين غالبا ما يواجه المستخدمون الجدد للطائرات المسيرة عقبات، مثل التعقيد التقني أو الخوف من فقدان السيطرة على الطائرة أثناء التحليق. ومن أجل مواجهة هذه التحديات، قدمت "فليب" حزمة من الحلول الذكية التي تجعل تجربة الطيران الأولى أكثر سلاسة وأمانا. وتمتلك هذه الطائرة واجهة تحكم بديهية تتناسب مع جميع المستويات، حيث تتضمن أوضاع طيران مخصصة للمبتدئين تتيح لهم التعلم بشكل تدريجي. كما أن أنظمة الأمان المتطورة المدمجة في الطائرة تقلل بشكل كبير احتمالية الاصطدام أو فقدان السيطرة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التصميم المتين للطائرة يجعلها قادرة على تحمل الأخطاء الشائعة التي يرتكبها المبتدئون أثناء التعلم. "فليب" تحمي نفسها والمستخدم تُعد مراوح الطائرة المسيرة من أكثر الأجزاء عرضة للتلف عند الاصطدام بالأجسام الصلبة أو السقوط على الأرض. ومن أجل حماية هذه المراوح، زودت "دي جي آي" طائرتها بواقيات تتميز بخيوط من ألياف الكربون الخفيفة الوزن والمتينة. وتقلل هذه الواقيات من خطر كسر المراوح، وتحمي أيضا المستخدمين والمحيطين من أي إصابات قد تنتج عن دوران المراوح السريع. وتمنع الواقيات تلامس المراوح مع الأجسام الخارجية أثناء الطيران، سواء في الأماكن المغلقة أو المفتوحة. وإذا تعرضت هذه الواقيات للتلف، فإنها مصممة لتكون قابلة للاستبدال بسهولة، مما يقلل تكاليف الصيانة ويحافظ على عمر الطائرة الافتراضي. وتعتمد "فليب" على مستشعر رؤية لأسفل من أجل اكتشاف أماكن الهبوط والمساعدة في الاستقرار ومستشعر الأشعة تحت الحمراء الأمامي للمساعدة في منع الاصطدام بالأشياء. وعند اقتراب الطائرة من أي عقبة، ينشط نظام التوقف الذكي، الذي يوقف حركة الطائرة تلقائيا لمنع الاصطدام. كما يتوفر وضع التفادي شبه الآلي، حيث تقوم الطائرة بتعديل مسارها بنفسها لتجنب الاصطدام دون الحاجة إلى تدخل المستخدم. وتعد هذه الميزة مفيدة جدا للمبتدئين الذين قد لا يمتلكون ردود أفعال سريعة كافية لتجنب العقبات يدويا. وهناك أيضا ميزة العودة الآمنة إلى نقطة الانطلاق، وعند تنشيط هذه الميزة، سواء بشكل يدوي أو تلقائي، تعود الطائرة إلى المكان الذي أقلعت منه. وتعمل الطائرة أولا على تحديد موقع الإقلاع بدقة عبر "النظام العالمي لتحديد المواقع" (GPS)، ومن ثم ترفع نفسها إلى ارتفاع آمن قبل أن تبدأ رحلة العودة. وأثناء الهبوط، تستخدم المستشعرات لضمان الهبوط بدقة في النقطة المحددة، مما يقلل خطر فقدان الطائرة أو تحطمها. تحسين تجربة الطيران للمبتدئين عبر تقنيات "فليب" صممت "فليب" للإقلاع والهبوط بأمان على يد المستخدم، بينما يتيح زر على جانبها التبديل بين أوضاع الطيران الذكية الآلية، مع شاشة أمامية ومؤشر صوتي يخبر المستخدم بالوضع المستخدم حاليا. وتوفر الطائرة عدة أوضاع طيران مسبقة البرمجة، مثل "وضع المبتدئ"، الذي يحدد سرعة الطيران والارتفاع المسموح به، مما يضمن للمستخدم تجربة آمنة أثناء تعلّم الأساسيات. كما يتوفر وضع التتبع الذكي، الذي يتيح للطائرة تتبع المستخدم تلقائيا أثناء حركته، سواء كان يسير أو يركب دراجة. ويعد هذا الوضع مثاليا للمصورين المبتدئين، الذين يرغبون في تصوير أنفسهم دون الحاجة إلى التحكم يدويا في الطائرة. ومن أجل تعزيز تجربة المستخدم، أطلقت "دي جي آي" تطبيق "فلاي" (Fly) الذي يعمل كمركز تحكم ذكي للطائرة. ويتميز التطبيق بواجهة بسيطة تعرض جميع بيانات الطيران الأساسية، مثل الارتفاع والمسافة المقطوعة وسرعة الرياح، مما يساعد المستخدم في اتخاذ القرارات الصحيحة أثناء التحليق. ويحتوي التطبيق أيضا على ميزة الطيران الافتراضي، التي تتيح للمستخدم التدرب على التحكم في الطائرة عبر محاكاة افتراضية قبل تجربة الطيران الحقيقي. وبالإضافة إلى ذلك، يرسل التطبيق إشعارات فورية في حال وجود أي مخاطر، مثل انخفاض شحن البطارية أو زيادة سرعة الرياح، مما يتيح للمستخدم اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب. وصممت "دي جي آي" بطارية "فليب" لتوفر وقت طيران يصل إلى 31 دقيقة في الظروف المثالية، وهو معدل جيد مقارنة بالعديد من الطائرات المسيّرة المخصصة للمبتدئين. كما أن البطارية مزودة بنظام ذكي يحذر المستخدم مسبقا عند اقترابها من النفاد، مما يتيح له الوقت الكافي لإعادة الطائرة بأمان أو تبديل البطارية إذا لزم الأمر. تحقيق أقصى استفادة من "فليب" من أجل ضمان تجربة طيران آمنة وممتعة، ينصح المستخدمون الجدد باتباع بعض الإرشادات الأساسية. وتشمل تلك الإرشادات الأساسية البدء دائما بوضع المبتدئ، حيث يحد هذا الوضع من سرعة الطيران والارتفاع، مما يقلل من احتمالية فقدان السيطرة. ويجب على المستخدم فحص مستشعرات تجنب العقبات قبل كل رحلة للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح، حيث إن أي عطل في هذه المستشعرات قد يعرض الطائرة لخطر الاصطدام. كما يُنصَح باستخدام حمايات المراوح دائما عند الطيران في الأماكن المغلقة أو بالقرب من الناس، لأنها تقلل خطر الإصابات. ويجب تجنب الطيران في الظروف الجوية الصعبة، مثل الرياح العاتية أو الأمطار، حيث يمكن أن تؤثر هذه العوامل في استقرار الطائرة وتزيد صعوبة التحكم فيها. في الختام، تمثل "فليب" نقلة نوعية في عالم الطائرات المسيّرة المخصصة للمبتدئين، حيث تجمع بين التصميم المتين والتقنيات الذكية التي تضمن تجربة طيران آمنة وسلسة. وبفضل ميزاتها، أصبح بإمكان المستخدمين الجدد تعلم أساسيات الطيران دون خوف من الحوادث أو الأعطال، مما يساهم في جعل هذه التقنية أكثر انتشارا بين الهواة والمحترفين على حد سواء.