
ترجل أسطورة العمل التربوي د. يوسف أبو دية
لم يكن الدكتور يوسف أبو ديّة مجرد أستاذ جامعي، بل كان رجلًا نادر المثال، جمع بين العلم والخلق، وبين القيادة والتواضع، وبين الإخلاص والإبداع. ترك بصمته في جامعة الأقصى التي أسهم في تأسيسها وكان رئيسًا لها، ثم في جامعة غزة، وجامعة فلسطين، حيث تولّى رئاستهما وساهم في تطوير رؤيتهما الأكاديمية والإدارية. لم يكن فقط إداريًا ناجحًا، بل كان رائدًا في صياغة المناهج التعليمية وتطويرها، مشاركًا بفعالية في كل ما ينهض بالمنظومة التعليمية في الوطن، فهو قادر ببساطة شديدة أن يجعل من كل موقف درس، ومن كل كلمة معلومة. إنه باختصار "غوغل" عصره، قبل أن تتطور التكنولوجيا وتجعلنا نحصل على المعلومة بضغطه زر!
تراه حينما تلقاه حتى في خضم الأزمات باسم المحيا هادئ الطبع لا يثور ولا يشط ويشع أملا وثقة بنفسه وبمن حوله. لم يتوان عن تلبية أي طلب من صديق أو غريب. كان رائدا من رواد التربية والتعليم في فلسطين ساهم في النشاطات العلمية والمهنية والاجتماعية مساهمة فعالة وكان حضوره واضحا ومتميزا. كسب ثقة واحترام الجميع للمزايا الخيرة العديدة التي يتصف بها.
د. يوسف أبو دية ، لمن لا يعرفه، فهو شخص بهيئة أستاذ جامعي، يخفي خلف نظارته العريضة نظرة شاخصة، فيها من الهيبة والوقار ما تعجز عنه الكلمات، لكنه كان يكسر كل هذا الستار بمجرد أن يرحب بك ويسألك عن أحوالك، فتجد نفسك مرتبكًا.. وأنت تحب أن تجيب عليه، لأنه سيعلق كل إجابة بسؤال أو تعليق يحتاج إلى سرعة بديهة تضاهي بديهته الفذة.
تمتع الدكتور يوسف بهدوء في حديثه ومشيته مما لم تجده في شخص آخر. طيب القلب سليم السريرة مخلصا لمهنته ومسؤولياته. وكان الدكتور ابو خالد قدوة صالحة للجميع في خلقه وتفانيه في سبيل الجميع والتزامه بالقيم الطبية والاجتماعية النبيل.
عرفته شخصيًا خلال عملي في وزارة التعليم العالي، وكنت حينها أدرّس طلبة دبلوم الإعلام والعلاقات العامة في كلية التربية الحكومية قبل ان تتحول الى جامعة الأقصى بقرار حكيم من الخالد في قلوبنا الرئيس الشهيد أبو عمار، وكنت أزوره باستمرار في مكتبه. كان يشجعنا، نحن الشباب، على مواصلة الدراسات العليا، ويخصّص وقتًا لنقاشات علمية ومهنية محفّزة، خاصة في تخصص الإعلام، الذي كان يرى فيه مستقبلًا واعدًا لفلسطين.
كان د. يوسف أبو دية دائمًا ما يوصيني وزملائي ومعشر الصحافيين، بأن يتبع الصحفي الأسلوب السليم والصحيح في الكتابة، دون تجريح في ظل وجود حرية الصحافة في البلد وأتذكر يومًا أنه قال لنا في اجتماع مع نخبة من الصحفيين بعد انتخابات طلابية ناجحة في الجامعة بحضور الاساتذة د. رباح مفتاح ود. عبد الجليل صرصور وشقيقى د.صلاح حماد ود. نبيل عبود "علّموا طلابكم أننا جميعًا شركاء في الرأي والتنوير والإصلاح والنقد البنّاء من أجل فلسطين." كلمات ظلت عالقة في ذهني، لا تغيب.
عرفت المرحوم أبو خالد، شهم كريم، وأستاذ فاضل، ومثقف غزير المعرفة، ولا شك أن رحيله خسارة لكل من عرفه، وأنا أشعر بالخسارة لأني لم ألتقه قبل وفاته بفترة طويلة بسبب ظروف الحرب في غزة والنزوح المتكرر، وما يصلني من أخباره كان عن طريق الزملاء من الاحفاد والاقارب في الجامعة، مثل الأخ العزيز د. عماد أبو دية أستاذ اللغة العربية في الجامعة او الصديق الطبيب د. أسامة وهذا الأخير فيه من رائحة جده العطرة.
برحيله، خسرنا جميعًا أستاذًا ومربّيًا وإنسانًا نادرًا. ورغم الحزن العميق، فإن إرثه العلمي والإنساني باقٍ فينا، باقٍ في طلابه، في كتبه، وفي المؤسسات التي أسسها وأدارها، وفي كل من حمل عن قرب أو بعد شيئًا من أفكاره وأخلاقه.
سلامٌ على روحه الطاهرة، وسلامٌ على مسيرته النقية. نم قرير العين أيها المربي الكبير، ستبقى حيًّا في ذاكرتنا، وستظل ذكراك نبراسًا يُضيء طريق من يأتون بعدك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة خبر
منذ 6 أيام
- وكالة خبر
ترجل أسطورة العمل التربوي د. يوسف أبو دية
في لحظات لا تُنسى، خيّم الحزن على أوساط العاملين في سلك التربية والتعليم في فلسطين برحيل قامة تربوية وأكاديمية شامخة، هو الأستاذ الدكتور يوسف أبو ديّة، أحد أعلام النهضة التعليمية، ومن أبرز من حملوا رسالة التعليم بصدق واقتدار. لقد ترجّل الفارس، وغاب الصوت الهادئ الحكيم، ولكن أثَره باقٍ في كل زاوية من زوايا المؤسسات التعليمية التي ساهم في بنائها، وفي قلوب من تتلمذوا على يديه، وفي ذاكرة من عرفه عن قرب أو سمع عنه من بعيد. لم يكن الدكتور يوسف أبو ديّة مجرد أستاذ جامعي، بل كان رجلًا نادر المثال، جمع بين العلم والخلق، وبين القيادة والتواضع، وبين الإخلاص والإبداع. ترك بصمته في جامعة الأقصى التي أسهم في تأسيسها وكان رئيسًا لها، ثم في جامعة غزة، وجامعة فلسطين، حيث تولّى رئاستهما وساهم في تطوير رؤيتهما الأكاديمية والإدارية. لم يكن فقط إداريًا ناجحًا، بل كان رائدًا في صياغة المناهج التعليمية وتطويرها، مشاركًا بفعالية في كل ما ينهض بالمنظومة التعليمية في الوطن، فهو قادر ببساطة شديدة أن يجعل من كل موقف درس، ومن كل كلمة معلومة. إنه باختصار "غوغل" عصره، قبل أن تتطور التكنولوجيا وتجعلنا نحصل على المعلومة بضغطه زر! تراه حينما تلقاه حتى في خضم الأزمات باسم المحيا هادئ الطبع لا يثور ولا يشط ويشع أملا وثقة بنفسه وبمن حوله. لم يتوان عن تلبية أي طلب من صديق أو غريب. كان رائدا من رواد التربية والتعليم في فلسطين ساهم في النشاطات العلمية والمهنية والاجتماعية مساهمة فعالة وكان حضوره واضحا ومتميزا. كسب ثقة واحترام الجميع للمزايا الخيرة العديدة التي يتصف بها. د. يوسف أبو دية ، لمن لا يعرفه، فهو شخص بهيئة أستاذ جامعي، يخفي خلف نظارته العريضة نظرة شاخصة، فيها من الهيبة والوقار ما تعجز عنه الكلمات، لكنه كان يكسر كل هذا الستار بمجرد أن يرحب بك ويسألك عن أحوالك، فتجد نفسك مرتبكًا.. وأنت تحب أن تجيب عليه، لأنه سيعلق كل إجابة بسؤال أو تعليق يحتاج إلى سرعة بديهة تضاهي بديهته الفذة. تمتع الدكتور يوسف بهدوء في حديثه ومشيته مما لم تجده في شخص آخر. طيب القلب سليم السريرة مخلصا لمهنته ومسؤولياته. وكان الدكتور ابو خالد قدوة صالحة للجميع في خلقه وتفانيه في سبيل الجميع والتزامه بالقيم الطبية والاجتماعية النبيل. عرفته شخصيًا خلال عملي في وزارة التعليم العالي، وكنت حينها أدرّس طلبة دبلوم الإعلام والعلاقات العامة في كلية التربية الحكومية قبل ان تتحول الى جامعة الأقصى بقرار حكيم من الخالد في قلوبنا الرئيس الشهيد أبو عمار، وكنت أزوره باستمرار في مكتبه. كان يشجعنا، نحن الشباب، على مواصلة الدراسات العليا، ويخصّص وقتًا لنقاشات علمية ومهنية محفّزة، خاصة في تخصص الإعلام، الذي كان يرى فيه مستقبلًا واعدًا لفلسطين. كان د. يوسف أبو دية دائمًا ما يوصيني وزملائي ومعشر الصحافيين، بأن يتبع الصحفي الأسلوب السليم والصحيح في الكتابة، دون تجريح في ظل وجود حرية الصحافة في البلد وأتذكر يومًا أنه قال لنا في اجتماع مع نخبة من الصحفيين بعد انتخابات طلابية ناجحة في الجامعة بحضور الاساتذة د. رباح مفتاح ود. عبد الجليل صرصور وشقيقى د.صلاح حماد ود. نبيل عبود "علّموا طلابكم أننا جميعًا شركاء في الرأي والتنوير والإصلاح والنقد البنّاء من أجل فلسطين." كلمات ظلت عالقة في ذهني، لا تغيب. عرفت المرحوم أبو خالد، شهم كريم، وأستاذ فاضل، ومثقف غزير المعرفة، ولا شك أن رحيله خسارة لكل من عرفه، وأنا أشعر بالخسارة لأني لم ألتقه قبل وفاته بفترة طويلة بسبب ظروف الحرب في غزة والنزوح المتكرر، وما يصلني من أخباره كان عن طريق الزملاء من الاحفاد والاقارب في الجامعة، مثل الأخ العزيز د. عماد أبو دية أستاذ اللغة العربية في الجامعة او الصديق الطبيب د. أسامة وهذا الأخير فيه من رائحة جده العطرة. برحيله، خسرنا جميعًا أستاذًا ومربّيًا وإنسانًا نادرًا. ورغم الحزن العميق، فإن إرثه العلمي والإنساني باقٍ فينا، باقٍ في طلابه، في كتبه، وفي المؤسسات التي أسسها وأدارها، وفي كل من حمل عن قرب أو بعد شيئًا من أفكاره وأخلاقه. سلامٌ على روحه الطاهرة، وسلامٌ على مسيرته النقية. نم قرير العين أيها المربي الكبير، ستبقى حيًّا في ذاكرتنا، وستظل ذكراك نبراسًا يُضيء طريق من يأتون بعدك.


فلسطين الآن
٠٩-٠٧-٢٠٢٥
- فلسطين الآن
الإبادة مستمرة في غزة.. مجازر جديدة ونزوح ومجاعة
غزة - فلسطين الآن تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ642، عبر القصف الجوي والمدفعي وقتل النازحين والمجوّعين، بدعم أمريكي وصمت دولي. وشنّ الاحتلال عشرات الغارات، ما أدى إلى استشهاد العديد من المواطنين وإصابة العشرات، وسط تفاقم النزوح لأكثر من مليوني إنسان يعانون المجاعة. واستشهد الشاب حمادة قديح شرق خانيونس، والفتاة نور الفرا (17 عامًا) إثر قصف خيام نازحين بمنطقة العطار. كما استُشهد مواطن ونجله في غارة على منزل بعائلة أبو شرخ بدير البلح، واستشهدت سناء القدرة (62 عامًا) ونائل النجار بقصف خيمة بحي البراق. وفي مجزرة مروّعة، استُشهد 10 من عائلة شعبان، بينهم 3 أطفال و3 سيدات، بمُسيّرة انتحارية على خيمة غرب خانيونس. كما استشهد محمد أبو غزالة متأثرًا بجراحه في قصف سابق. هذا وقصفت طائرات الاحتلال خيمة قرب جامعة الأقصى، وشقة لعائلة حمد بالنصيرات، ومنزلًا بالبريج أودى بحياة مواطن ومواطنة. وفي مخيم الشاطئ، ارتقى 10 شهداء بينهم أطفال وسيدات من عائلة جودة والكردي. كما أفادت مصادر محلية، باستُشهاد المواطن أحمد الأسطل في قصف على المواصي، واستهدفت الغارات أيضًا حيي الزيتون والشجاعية شرق غزة. وبحسب وزارة الصحة، ارتقى أكثر من 57,575 شهيدًا، وأصيب 136,879، وهناك 11 ألف مفقود. ومنذ 18 مارس استُشهد 7,013 مواطنًا، وأصيب 24,838، وارتُكبت مجازر قرب مراكز توزيع المساعدات منذ 27 مايو، راح ضحيتها 766 شهيدًا و5044 جريحًا.


وكالة الصحافة الفلسطينية
٠٨-٠٧-٢٠٢٥
- وكالة الصحافة الفلسطينية
الدفاع المدني ينفذ 42 مهمة بغزة خلال 24 ساعة
غزة - صفا نفذت طواقم الدفاع المدني في محافظات قطاع غزة منذ صباح أمس الإثنين حتى صباح يوم الثلاثاء 42 مهمة، تضمنت مهمتي إطفاء، و7 مهمات إنقاذ، و27 مهمة إسعاف، و6مهمات أخرى. ففي محافظة الشمال، أشارت المديرية العامة الدفاع المدني في تقريرها اليومي، إلى أنه تم انتشال جثمان شهيدة من تحت أنقاض منزل لعائلة "ابو شرخ" عند مفترق جحجوح شمالي غزة. كما تم انتشال شهيدين اثر استهداف طائرة مسيرة اسرائيلية مواطنين في منطقة الصفطاوي. وأوضحت أن طواقمها نقلت 3 مرضى من منطقة الصفطاوي إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج. وفي محافظة غزة، تعاملت طواقم الدفاع المدني التعامل مع اصابات اثر استهداف خيمة نازحين في محيط مسجد مصعب بن عمير غربي تل الهوا. ولفتت إلى أنه بعد التنسيق عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جرى اخلاء نحو 20 شخص من عائلة "الرملاوي" كانوا محاصرين في منطقة خطرة داخل منزلهم بمنطقة التفاح. وفي محافظة الوسطى، تعاملت طواقم الدفاع المدني مع مصابين ونقلهم إلى المستشفى إثر استهداف مدرسة "أبو حلو" في مخيم البريج. كما تم التعامل مع اصابتين ونقلهما إلى المستشفى اثر قصف مدفعي اسرائيلي عند مدخل مخيم البريج. وأما في محافظة خان يونس، تم التعامل مع 3 مصابين ونقلهم إلى المستشفيات حيث أصيبوا بأماكن مختلفة من طائرة مسيرة إسرائيلية في شارع الطينة وغربي مخيم خان يونس وعند المسلخ التركي. وأوضحت أنه تم التعامل مع اصابتين اثر قصف مدفعي على خيام النازحين في منطقة بحر خان يونس. وفي محافظة رفح، تمكنت الطواقم من اخماد حريق نشب في خيام للنازحين في مخيم الأيتام دون اصابات. كما وتعاملت مع 4 مصابين ونقلهم إلى مستشفى ناصر اثر استهداف خيام نازحين في منطقة "بئر 19". بالإضافة إلى 3 مصابين ونقلهم إلى مستشفى الصليب الأحمر بعد اصابتهم من طائرة مسيرة في منطقة شارع الاقليمي. وكذلك تعاملت مع مصابين ونقلهما إلى مستشفى الصليب الأحمر، بعد اصابتهما من طائرة مسيرة "كواد كابتر" في منطقتي الأبراج الطيبة والمسلخ التركي . وأضافت أنه تم التعامل مع مصابين أحدهما في شارع الأسطبل والآخر في منطقة البحر، وتم نقلهما إلى مستشفيي ناصر و الهلال الأحمر. وذكرت أنه جرى التعامل مع 3 مصابين اثر استهداف خيمة نازحين في شارع "5". وأشارت إلى أنه تم التعامل مع مصاب ونقله إلى المستشفى الكويتي اثر استهداف خيمة نازحين لعائلة "صيام" عند دوار جامعة الأقصى.