logo
الاعتداءات على «اليونيفيل » تتفاعل وفرنسا تنصح وتحذّر

الاعتداءات على «اليونيفيل » تتفاعل وفرنسا تنصح وتحذّر

الشرق الجزائريةمنذ يوم واحد

خمسة اشهر مرت على انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وخطاب القسم الواعد وأربعة اشهر على تشكيل حكومة نواف سلام وبيانها الوزاري الذي ضخ جرعات أمل في نفوس اللبنانيين، ولكنّ هؤلاء انفسهم يتحدثون اليوم عن آمال متلاشية وثقة تتهاوى إن بقي العهد رئاسة وحكومة في موقع المُتفرج على أخطر لعبة بطلها 'حزب الاهالي' وهو عمليا حزب الله نفسه خلف الكواليس يعتدي على قوات حفظ السلام في شكل يومي ، غير آبه بما ترتبه ارتكاباته من تداعيات خطيرة على لبنان، ولا بمواقف الدول المنضوية ضمن هذه القوات المطلوب منها المشاركة في اعادة اعمار ما تسببت بهدمه حرب الاسناد والاشغال واستتباعاتها.
حسم الموقف سريعاً
والاعتداءات التي غابت امس عن الشاشة الجنوبية بعد موجة استنكارات امس، وقعت على مرأى ومسمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي يستكمل زيارته للبنان ويجول على المسؤولين ناصحاً ومحذرأً فـ'الوقت لا يلعب لصالح لبنان'. واذ افيد بأن 'الجانب الفرنسي اعرب عن ضرورة قيام الدولة اللبنانية بواجباتها في ما يتعلق بالملفين السيادي والاصلاحي والا فسيتعذر امكان قيام مؤتمر الدعم للبنان في الخريف المقبل'، كشفت معلومات ان فرنسا أكدت أن 'الوقت لا يلعب لصالح لبنان، لكن لا تزال هناك فرصة وامل'، مضيفة 'على لبنان الرسمي حسم مواقفه والعمل على تطبيقها سريعا اذ ان المجتمع الغربي بدأ يلمس محاولات محلية لابطاء ملف تسليم السلاح'.
قائد الجيش
وتاكيدا على الموقف الرسمي باحترام اليونيفيل ودورها زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- اليونيفيل في الناقورة، حيث اجتمع برئيسها وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو. خلال الاجتماع، جرى عرض آخر التطورات في قطاع جنوب الليطاني، وأهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش واليونيفيل ضمن إطار القرار 1701، إلى جانب الدور الأساسي والضروري لليونيفيل في جهود استعادة الاستقرار في الجنوب، وسط مواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وانتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، واحتلاله أراضيَ لبنانية، ما يعيق استكمال انتشار الجيش في الجنوب.
قاضي صلح
اما رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، فأصدر بيانا قال فيه 'أستغرب أشد الاستغراب ما يحدث مع قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان ومن دون أي موقف واضح من السلطات اللبنانية. فإذا كانت قوات اليونيفيل تتخطى حدود صلاحياتها، على السلطة اللبنانية إبلاغها بالأمر، أما إذا كانت لا تتخطى هذه الصلاحيات، كما هو واضح في نص القرار 1701 وفي سياق التجديد لها في الأعوام الماضية، فمن المفترض ان تبادر الأجهزة المعنية منذ اللحظة الأولى ليس إلى فض الاشتباكات التي تحصل بين بعض الشباب وقوات اليونيفيل فحسب، بل إلى توقيف المعتدين وتحويلهم إلى المحاكمة. أما أن تبقى السلطة اللبنانية وكأنها مجرد قاضي صلح بين اليونيفيل من جهة، وبين من يعتدون عليها من جهة أخرى، فهذا من شأنه أن يضعف السلطة أكثر فأكثر، وأن يعطي فكرة خاطئة وكأن شيئا في لبنان لم يتغيّر بعد الأحداث كلها التي مرّت عليه، وهذا ما يجب تداركه سريعا من خلال توقيف كل من يعتدي على اليونيفيل، والتصرُّف بطريقة توحي بأن دولة فعلية بدأت تقوم في لبنان'.
اليونيفيل غائبة
في المقابل، قال عضو الوفاء للمقاومة النائب علي فياض 'نؤكد على ضرورة المعالجة الهادئة والحكيمة والمسؤولة لأي احتكاك أو ‏توتر يحصل ‏بين أهالي الجنوب وقوات اليونيفيل الذين يدخلون القرى والبلدات والأملاك الخاصة ‏من دون تنسيق أو حضور ‏الجيش اللبناني، في الوقت الذي لا يلمسون أثرًا لدور اليونيفيل في ‏معالجة استمرار احتلال العدو الاسرائيلي ‏لأراضٍ لبنانية، والقيام بعمليات توغّل والإمعان ‏بالاغتيالات والأعمال العدائية في منطقة عمليات القوات ‏الدولية وفقا للقرار 1701'. وتابع 'على الرغم من ذلك نحن نتطلع إلى علاقةٍ إيجابيةٍ بين الأهالي والقوات الدولية، حيث من المفترض ‏أن تكون ‏العلاقة مبنية على الثقة والاطمئنان والأمان لا على الشك والارتياب والشعور بالانحياز.‏. إننا نؤكد على أهمية وجود قوات اليونيفيل في الجنوب في إطار تنفيذ القرار 1701 بالتنسيق مع ‏الجيش ‏اللبناني، وضمن دورها المحدّد في منع الخروقات والإعتداءات الإسرائيلية، ومساعدة الدولة ‏اللبنانية في بسط ‏سيادتها.‏. إننا إذ نأسف لمحاولات البعض إعطاء أبعاد غير موجودة لبعض الأحداث، ندعو الجميع إلى تغليب ‏المصلحة ‏الوطنية العليا وجعلها فوق كل اعتبار'.
تعليق التحرك
حياتيا، أعلن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس تعليق تحرك اتحادات ونقابات القطاع ، غدا مؤكدا ان 'اجتماعاتنا ستبقى مفتوحة'، وذلك بعد الاجتماع الذي عقد في السراي الحكومي وجمع وزير العمل محمد حيدر مع ممثلي قطاع النقل البري المشترك ورئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر. ورأس رئيس مجلس الوزراء نواف سلام صباحا اجتماعا في السراي حضره: وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، وزير العمل محمد حيدر ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ورئيس اتحادات النقل البري بسام طليس وممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي ابو شقرا ، وعدد من اعضاء الاتحاد العمالي العام.
على صعيد آخر، يتوجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم الى الفاتيكان مع عائلته في زيارة ليومين حيث سيلتقي البابا لاون الرابع عشر في اليوم التالي اي يوم الجمعة صباحا إلى جانب عدد من اللقاءات الرسمية الأخرى ويعود الى بيروت السبت المقبل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السودان يشهد إفلاتًا من العقاب ولا مبالاة مقلقة
السودان يشهد إفلاتًا من العقاب ولا مبالاة مقلقة

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

السودان يشهد إفلاتًا من العقاب ولا مبالاة مقلقة

حذّر منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الخميس من أن السودان، الذي دمّرته الحرب الدائرة منذ أكثر من سنتين بين الجيش وقوات الدعم السريع، أصبح 'مثالاً محزناً' على 'اللامبالاة' و'الإفلات من العقاب' في العالم. وجاء في بيان لفليشتر: 'قال المجتمع الدولي مراراً إنه سيحمي شعب السودان. سيسألنا شعب السودان عمّا إذا سنباشر الوفاء بهذا الوعد ومتى وكيف. لأن بلدهم أصبح مثالاً محزناً على موضوعي الساعة: اللامبالاة والإفلات من العقاب'. وتابع 'ندق ناقوس الخطر من جديد. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم. يحتاج 30 مليون شخص، نصف السكان، إلى مساعدات حيوية'، متحدثاً عن حرب 'بلا رحمة' ومدنيين 'محاصرين وجائعين'. وأضاف: 'القصف العشوائي والهجمات بمسيّرات وغيرها من الهجمات الجوية تقتل وتجرح وتشرّد عدداً هائلاً من الناس. وقد دُمّر نظام الرعاية الصحية، وتفشّى مرضا الكوليرا والحصبة، وغيرهما من الأمراض'. وقال فليشتر 'لقد تم توصيف التكلفة البشرية لهذه الحرب، بما في ذلك أعمال العنف الجنسي الرهيبة على نحو متكرر، لكن هذه الكلمات لا تترجَم حماية حقيقية للمدنيين أو وصولاً آمناً ودون عوائق ومستداماً للطواقم الإنسانية'، مذكّراً بهجوم استهدف في الأسبوع الماضي طواقم إغاثة وأوقع خمسة قتلى، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي. وأضاف 'ندعو الجهات النافذة إلى تسريع الجهود.. والعمل بشكل أكبر لتحقيق سلام مستدام وشامل وعادل'، داعياً أيضاً إلى مزيد من التمويل للمساعدات الإنسانية. (العربية)

كيف يقرأ حزب الله وجود القوات الدولية في الجنوب؟
كيف يقرأ حزب الله وجود القوات الدولية في الجنوب؟

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

كيف يقرأ حزب الله وجود القوات الدولية في الجنوب؟

منذ صدور القرار 1701 عام 2006، وانتشار قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" في جنوب لبنان بصيغتها الجديدة، حافظ حزب الله على موقف مزدوج: قبول مبدئي بالوجود الدولي في إطار "ضوابط السيادة"، وتحفّظ عميق على أي محاولة لتوسيع الصلاحيات أو تعديل قواعد الاشتباك. هذه المعادلة التي استمرت لسنوات، دخلت اليوم مرحلة دقيقة، في ظل ضغوط دولية، أميركية خصوصاً، لإعادة النظر في تفويض اليونيفيل وصلاحياتها، مما يضع الحزب أمام سيناريوهات حساسة قد تعيد خلط الأوراق جنوباً. حزب الله واليونيفيل .. قبول مشروط "منذ انتهاء حرب تموز 2006، وافق حزب الله، بضغط التوازنات الداخلية والإقليمية، على وجود اليونيفيل في الجنوب، لكنه وضع مجموعة من الضوابط غير المكتوبة لهذا الوجود. الضابط الأبرز يتمثل بعدم المسّ بـ"المعادلة الميدانية"، أي البنية الردعية غير المعلنة للمقاومة في القرى والمحيط، والتي يرى فيها الحزب حقاً مشروعاً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وخروقاته اليومية"، تقول مصادر مطلعة على موقف الحزب من قوات اليونيفيل. وترى المصادر عبر "المدن" أن الحزب كان دائماً يُشدّد على أن أي تحرّك للقوات الدولية يجب أن يتم عبر الجيش، لا بشكل مستقل. وقد اعتبر هذا التنسيق بمثابة ضمانة، سواء لحماية القرى من الاستفزاز، أو لتفادي المواجهات مع الأهالي، الذين غالباً ما يلعبون دور "الخط الدفاعي الأول" في وجه الدوريات غير المنسقة. مصدر القلق.. تشدد المصادر على أن "التحول الخطير الذي يرصده حزب الله اليوم، يتمثل في محاولات متكررة، بقيادة أميركية – إسرائيلية، لفرض تعديل على تفويض اليونيفيل، والسماح لها بالتحرك دون تنسيق مع الجيش اللبناني، أو حتى تنفيذ مداهمات مباشرة لمواقع معينة، علماً أن الحزب يعتبر أن التحرك من دون الجيش يختلف تماماً عن التحرك من دون تنسيق مع الجيش، فالتنسيق أمر مفروض بموجب القرار والصلاحيات المعطاة للقوة الدولية، وما يجري اليوم بحسب معلومات "الحزب" هو أن بعض القوات الدولية تتحرك بلا التنسيق المسبق مع الجيش، كما أنها تدخل إلى عقارات وأملاكاً خاصة، وهو ما لا يندرج ضمن صلاحياتها أيضاً. هذه المحاولات غالباً ما تتم تحت عنوان "فرض احترام القرار 1701"، أو "منع انتشار سلاح غير شرعي"، وهي عناوين يعلم الحزب أن ترجمتها العملية قد تعني استهداف وجوده بشكل مباشر. السيناريو الأسوأ بالنسبة للحزب، أن يتم دفع مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد قرار يُدخل مهمة اليونيفيل تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما يمنحها صلاحيات التدخل القسري بالقوة المسلحة، وهو ما سيعتبره الحزب خرقاً مباشراً لقواعد الاشتباك، واستدراجاً لمواجهة، قد تبدأ مع القوات الدولية، لكنها لن تنتهي عند هذا الحد، والأقل سوءاً بالنسبة إليه هو تثبيت مبدأ تحرك اليونيفيل بلا تنسيق وحضور الجيش اللبناني، وهو ما يعني وضع الأهالي بمواجهة اليونيفيل، مع ما يستتبع ذلك من أحداث قد تنعكس سلباً على الأهالي. ما الذي يريده الحزب من اليونيفيل؟ "يريد حزب الله من قوات اليونيفيل أن تبقى في الجنوب"، تقول المصادر، لكن ضمن إطار وظيفي لا يتجاوز "المراقبة والتوثيق"، وليس "الاستهداف والتنفيذ". بعبارة أوضح: الحزب لا يمانع وجودها كمُراقب يحدّ من التوتر، ويوثّق الخروقات الإسرائيلية، لكنه يرفض أن تتحول إلى ذراع تنفيذية لمطالب إسرائيل وأميركا على الأرض، فهو يقبل بدور الجيش اللبناني لكنه لا يتحمل دوراً أجنبياً كهذا. وتضيف المصادر: "المعادلة التي يتمسك بها الحزب هي استمرار اليونيفيل في أداء دور "الحاجز الوقائي" بين لبنان وإسرائيل، لا "الوسيط العدائي" الذي ينفذ أجندات خارجية"، وبحسب مقربين من قيادة الحزب، فإن أي محاولة لتوسيع الصلاحيات ستُعتبر بمثابة عدوان ناعم، لا يقل خطورة عن خرق جوي أو غارة. تحرك الأهالي عفويّ؟ ترى المصادر أن اليونيفيل، كما يراها حزب الله، ليست المشكلة بحدّ ذاتها، بل الأداة التي قد تتحوّل إلى مشكلة قريبًا، إن غيّر أحد وظيفتها أو دفع بها نحو قلب المواجهة. لذلك، فإن الصراع اليوم ليس فقط على الأرض، بل على طبيعة التفويض. وعن تحرّكات الأهالي، تؤكّد المصادر أنها كانت، في جزء منها -وهذا أمر سابق للحرب الأخيرة وما يجري من تطوّرات اليوم- تحصل بدفع غير مباشر من الحزب، الذي يؤكّد، من خلال تحرّكات أبناء القرى، عدم رضاه عن تغيير دور اليونيفيل، ويسعى إلى وضع حدود لتحرّكاتها. لكنّ هذه التحرّكات (حسب المصادر) "بدأت اليوم تحصل بشكل عفوي، بسبب الحالة النفسية الصعبة التي يمرّ بها أبناء الجنوب بعد الحرب الأخيرة وشكل الحرب الجديدة القائمة حاليًا، وهي في غالبيتها المطلقة تحصل بقرارات محلية وغضبٍ محلّي". في حال تحقّق سيناريو تعديل مهام اليونيفيل، فإن حزب الله، بحسب المصادر، لن يتردّد في محاولة قلب الطاولة. وهنا، لن يكون الردّ مباشرًا ضدّ القوات الدولية، بل سيكون من خلال قواعد اشتباك جديدة، عنوانها تعطيل فعالية اليونيفيل ميدانيًا.

إيران في ساعتها الحاسمة.. وأميركا تطالب لبنان بجواب نهائي
إيران في ساعتها الحاسمة.. وأميركا تطالب لبنان بجواب نهائي

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

إيران في ساعتها الحاسمة.. وأميركا تطالب لبنان بجواب نهائي

على حبل مشدود يتحرك إيقاع منطقة الشرق الأوسط. إما الحرب أو التنازل الكبير الذي يفترض أن تقدمه إيران. بلغ التصعيد مداه وذروته، وهو حتماً يتصل بالجولة التفاوضية الإيرانية- الأميركية يوم الأحد المقبل، على وقع محاولات إسرائيلية مستمرة للإطاحة بها لصالح العمل العسكري. كل الإشارات الأميركية تتجه نحو التصعيد. وقد يكون ذلك أحد أساليب التفاوض لوضع إيران أمام أمر لا مفر منه، وهو تقديم التنازلات لتجنّب الحرب. أما ما دون ذلك، فإن الخيار العسكري يصبح خياراً وحيداً. وسواء نجحت المفاوضات أم فشلت، فإن انعكاساتها ستكون كبيرة على أوضاع المنطقة وتوازناتها. تنازلات هائلة إذا تقدم خيار الضربة العسكرية، فإن المنطقة كلها يفترض أن تشتعل، خصوصاً أن حلفاء إيران لن يقفوا مكتوفي الأيدي، أو أن إسرائيل ستوجه المزيد من الضربات لهم. أما في حال نجحت المفاوضات، فعلى الرغم من تأكيدات إيران بأنها لا تشمل الاتفاق على وضع المنطقة ولا الصواريخ البالستية، إلا أن كل الجو الدولي يؤكد عكس ذلك، ولا سيما التأكيد بأن إيران ستكون مجبرة على دفع حلفائها إلى تقديم تنازلات هائلة والتخلي عن العمل العسكري وعن النفوذ الإقليمي. وفي هذا السياق، تقول مصادر ديبلوماسية إن التصعيد هدفه واضح ولا أحد يريد إراحة الإيرانيين، ولذلك تتصاعد كل التهديدات بإمكانية حصول حرب من أجل إجبار إيران على تقديم تنازلات كبيرة وجوهرية. أما في حال لم تؤد هذه الضغوط إلى نتائج، فإن الضربة العسكرية ستكون أكثر حتمية. كل المنطقة تنتظر تطورات الوضع الأميركي الإيراني وما سيقرره الإسرائيليون مع الأميركيين. لكن لبنان أكثر من ينتظر فحزب الله يعتبر أن أي اتفاق إيراني أميركي، وتطور العلاقات بين البلدين سينعكس إيجاباً لصالحه ما يعني سيتم غض النظر عن سلاحه. هذا الأمر لا يبدو أنه وارد دولياً وإقليمياً وسط رسائل كثيرة تصل إلى لبنان بأنه يجب تفكيك كل بنية حزب الله العسكرية، وهذا ما سيتبلغه لبنان بوضوح من قبل المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك. عرض باراك زيارة باراك إلى بيروت ستطرح بشكل أساسي مسألة مزارع شبعا، على قاعدة أطلقها هوكشتاين سابقاً في شهر آب، قبل الحرب التي شنها الإسرائيليون في أيلول على لبنان. في حينها، توجه المبعوث الأميركي إلى المسؤولين اللبنانيين بأن يقبلوا بما هو معروض عليهم وإلا سيخسرون كل شيء. الآن يعود باراك باللهجة نفسها، والتي يريد عليها أجوبة واضحة وحاسمة، حول خروج لبنان من معادلة الصراع مع إسرائيل، وسحب كل "الذرائع" من حزب الله حول تحرير الأرض، وتفكيك كل البنى العسكرية التابعة له، وسلوك الطريق نفسها التي سلكتها سوريا بقيادة أحمد الشرع. ما دون ذلك، فإن اللهجة الأميركية ستكون أكثر صرامة وتشدداً تجاه لبنان، على قاعدة أن الولايات المتحدة الأميركية ستسحب يدها من الملف ولن تعود مهتمة. ما يعني ترك لبنان في مواجهة حرب اسرائيلية جديدة. بين سوريا وإسرائيل خطورة كل هذه التطورات، لا يمكن أن تنفصل عن التسريبات التي تحدثت عن زيارة المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك إلى تل أبيب، ومطالبته من قبل نتنياهو بفتح مسار تفاوضي إسرائيلي- سوري، بغية إنجاز ترتيبات عسكرية أو أمنية مشتركة. فذلك يمثل تحولاً جيوستراتيجياً على مستوى المنطقة. وهو ما سيكون له تداعيات على الكثير من الدول المحيطة بما فيها لبنان، لا سيما في ظل تقدّم سوريا في سلّم الأولويات بالنسبة إلى الدول العربية والغرب، وسط رفع عنوان واضح أمام لبنان، بأنه سيبقى متعثراً ومعطلاً بانتظار إيجاد حل لمسألة سلاح حزب الله. وذلك سيكون له صلة مباشرة بأي تطورات سورية إسرائيلية، قد تجعله ملحقاً بسورياً أو هامشياً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store