
هل تطاول صدمات حرب إيران وإسرائيل الاقتصاد الأميركي؟
كما لو أن حرباً تجارية عالمية لم تكن كافية للشركات والمستهلكين، يبدو بصورة متزايدة أن الصراع الإسرائيلي - الإيراني قد يصل إلى حرب شاملة في ظل تصاعد متسارع للهجوم من قبل الجانبين.
وبينما يدور الصراع على بعد آلاف الأميال من الأراضي الأميركية، قد لا يتمكن الأميركيون من تفادي تداعياته الاقتصادية.
عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الأميركي، قال رئيس البنك جيروم باول إن "المسؤولين يراقبون الوضع"، مضيفاً "ما يحدث عادة هو أنه عندما تحدث اضطرابات في الشرق الأوسط، قد نشهد ارتفاعاً حاداً في أسعار الطاقة، لكنها تميل إلى الانخفاض".
وتابع باول "لا تميل هذه الأمور عموماً إلى إحداث آثار دائمة على التضخم، على رغم أنها، بالطبع، كانت معروفة في سبعينيات القرن الماضي بسبب سلسلة من الصدمات الاقتصادية الضخمة للغاية".
موقف الاقتصاد الأميركي من الحرب
من بين تلك الأحداث الأزمة الإيرانية، التي تسببت في انخفاض كبير في إنتاج النفط العالمي، ثم أسهمت في ارتفاع أسعار الغاز، التي كانت مرتفعة أصلاً، نتيجة لحظر النفط العربي الذي أعقب حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وبدا باول مطمئناً إلى استحالة حدوث مثل هذا السيناريو هذه المرة، مضيفاً أن "الاقتصاد الأميركي أصبح أقل اعتماداً على النفط الأجنبي مما كان عليه في سبعينيات القرن الماضي".
مع ذلك، لا يزال الاقتصاديون غير مقتنعين بأن الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط، لا يشكل خطراً كبيراً على الاقتصاد الأميركي.
في الواقع، صرح اقتصاديون من "جي بي مورغان" في مذكرة حديثة لعملائهم "من المتوقع أن يستوعب الاقتصاد الأميركي والاقتصاد العالمي صدمات متعددة هذا العام"، وأضافوا أن أبرز هذه الصدمات هو احتمال اندلاع حرب في الشرق الأوسط.
ولا يتوقف الحال عند الحرب بين طهران وتل أبيب، فمنذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في بداية العام الحالي، فقد اندلعت حرب الرسوم والتعريفات الجمركية التي أنهكت التجارة العالمية وزادت من حدة الأزمات التي تواجهها الاقتصادات المتقدمة والناشئة.
ومع توسع حرب الرسوم والتعريفات، تشير المؤسسات الدولية إلى انخفاض كبير في نمو الاقتصاد العالمي، مع تأثر كبير في حركة التجارة العالمية وضغوط جديدة وقاسية تواجهها سلاسل الإمداد والتوريد.
وكل ذلك عزز من عودة ظهور توقعات بارتفاع جديد للتضخم، واستمرار دورة التشديد النقدي التي أنهكت بالفعل القطاع الخاص وجميع الشركات على مستوى العالم.
كيف يتأثر اقتصاد العالم بإغلاق مضيق هرمز؟
صرح كبير الاقتصاديين الدوليين في بنك "آي أن جي" جيمس نايتلي "سيكون إغلاق مضيق هرمز أحد أكثر التأثيرات المباشرة في المستهلكين الأميركيين، مما سيؤدي إلى ارتفاع حاد في كلف الطاقة مع تعطل تدفق النفط والغاز المنقولين بحراً". وقد وصفت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أخيراً مضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان، بأنه "أحد أهم مضيق هرمز في العالم".
أوضح في مذكرة بحثية حديثة، أن متوسط كمية النفط التي مرت عبر المضيق بلغ 20 مليون برميل يومياً في العام الماضي، وهو ما يمثل نحو 20 في المئة من استهلاك السوائل البترولية العالمية.
وقبل أيام، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إنه "لا توجد سوى خيارات بديلة قليلة لنقل النفط من المضيق في حال إغلاقه".
في غضون ذلك، هددت إيران مراراً وتكراراً بإغلاق المضيق كرد فعل انتقامي، وفي تهديد واضح في خضم المواجهة مع إسرائيل، وقبل أيام، أكد القيادي في الحرس الثوري الإيراني البرلماني إسماعيل كوثري عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن السلطات الإيرانية تضع "إغلاق مضيق هرمز قيد الدراسة"، مضيفاً أن بلاده "ستتخذ أفضل قرار بهذا الشأن بكل حزم". وتابع بحسب وكالة "فارس"، أن "أيادينا مفتوحة جداً لمعاقبة العدو والرد العسكري هو فقط جزء من ردنا".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة رداً على الضغوط الغربية. ويحذر محللون، من أن أي إغلاق للمضيق قد يقيد حركة التجارة ويؤثر في أسعار النفط العالمية. ومع ذلك، قد يكون هذا في نهاية المطاف أكثر محدودية مما هددت به الحكومة الإيرانية، وفقاً لمحللين في شركة "ستاندرد أند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس" في مذكرة حديثة، وقالوا، إنه "من غير المرجح أن تغلق القيادة الإيرانية مضيق هرمز بالكامل لفترة طويلة، كملاذ أول، من المرجح أن تنتشر القوات البحرية الإيرانية على طول المضيق وتمنع مرور سفن مختارة بحسب علمها ووجهتها". وعلى رغم أن الولايات المتحدة تعتبر مستقلة في مجال الطاقة، إلا أن أسعار الغاز ستظل "ترتفع بشكل كبير"، وفقاً لما ذكره نايتلي.
صدمة الرسوم الجمركية الأميركية
في حين أن ارتفاع الأسعار المرتبط بالرسوم الجمركية، والذي يتوقعه الاقتصاديون على نطاق واسع، لم يظهر في تقارير التضخم الشاملة التي تنشرها الحكومة الأميركية، يعتقد معظمهم أنها مسألة وقت فقط.
مع تعافي الاقتصاد من الجائحة، تسارع التضخم في جميع أنحاء العالم. ثم، وبينما كان ذلك يتكشف، تصاعدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار البنزين ودفع التضخم إلى مستويات أعلى. وقد يتكرر هذا الوضع إذا ارتفعت أسعار البنزين بشدة بسبب الصراع.
يرى نايتلي أنه "مع ارتفاع الأسعار الناجم عن الرسوم الجمركية والذي من المتوقع أن يضغط بالفعل على القدرة الشرائية للأسر، فإن ارتفاع أسعار البنزين سيزيد الضغط على جيوب المستهلكين، مما ينذر بتباطؤ أكثر وضوحاً في الاقتصاد".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة رواد الأعمال
منذ 2 ساعات
- مجلة رواد الأعمال
العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران تحيي الآمال الدبلوماسية وتقود النفط إلى التراجع
تراجعت أسعار النفط مدفوعة بإعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة تتعلق بإيران. وهي الخطوة التي تم تفسيرها على أنها نهج دبلوماسي قد يعزز الآمال في التوصل إلى اتفاق تفاوضي يوقف الحرب بين إيران وإسرائيل، ويمنع تصعيدها. وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه قد يحتاج أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين إسرائيل وإيران. كما ذكرت وكالة 'رويترز'، فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.84 دولار، أو بنسبة 2.33%، لتستقر عند 77.01 دولارًا للبرميل. أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي لتسليم يوليو، فقد تراجع بمقدار 21 سنتًا، أو 0.28%، إلى 74.93 دولارًا. تأثير العقوبات الأمريكية والنهج التفاوضي علاوة على ذلك، استقر عقد أغسطس الأكثر تداولًا عند 73.84 دولار. ورغم الانخفاضات اليومية، ارتفع خام برنت بنسبة 3.6% خلال الأسبوع. في حين زادت العقود الآجلة الأمريكية تسليم الشهر القريب بنسبة 2.7%. من ناحية أخرى، أصدرت إدارة ترامب عقوبات جديدة مرتبطة بإيران، شملت كيانين مقرهما هونغ كونغ. إضافة إلى عقوبات مرتبطة بمكافحة الإرهاب، وفقًا لإشعار نُشر على موقع وزارة الخزانة الأمريكية. وتستهدف العقوبات ما لا يقل عن 20 كيانًا، و5 أفراد، و3 سفن، بحسب مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة. في حين، صرح جون كيلداف، الشريك في شركة 'أغاين كابيتال' بنيويورك، أن 'هذه العقوبات تسير في اتجاهين. قد تكون جزءًا من نهج تفاوضي أوسع تجاه إيران. حقيقة أنهم يسلكون هذا الطريق تعد إشارة إلى أنهم يحاولون حل الأمر بعيدًا عن الصراع المباشر'. تصاعد التوترات وآفاق الإمدادات النفطية كذلك، كانت أسعار النفط قد قفزت بنحو 3% يوم الخميس الماضي بعد أن قصفت إسرائيل أهدافًا نووية في إيران. بينما ردت إيران -ثالث أكبر منتج في أوبك- بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل. ولم تبدِ أي من الجهتين أي بوادر للتراجع في الحرب المستمرة منذ أسبوع. بينما تراجعت أسعار برنت بعد إعلان البيت الأبيض أن ترامب سيقرر في غضون أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنخرط في الصراع بين إسرائيل وإيران. كما أشار راسل شور، كبير محللي السوق في موقع إلى أنه 'رغم أن تصعيدًا كبيرًا لم يحدث بعد. فإن مخاطر تعطل الإمدادات من المنطقة لا تزال مرتفعة، وتعتمد على احتمال تدخل الولايات المتحدة'. صادرات النفط لم تتعطل حتى الآن وفي النهاية، قال جيوفاني ستاونوفو؛ محلل في بنك UBS، إن صادرات النفط لم تتعطل حتى الآن ولا يوجد نقص في المعروض، مضيفًا أن 'اتجاه أسعار النفط من الآن فصاعدًا سيعتمد على ما إذا كانت هناك اضطرابات في الإمدادات'. وفي سياق أسعار النفط، أكد المحلل في 'بانمور ليبيروم' آشلي كيلتي أن أي تصعيد في الصراع يؤدي إلى هجوم إسرائيلي على بنية التصدير التحتية. أو عرقلة إيران للشحن عبر المضيق قد يجعل سعر 100 دولار للبرميل أمرًا واقعًا.


مجلة رواد الأعمال
منذ 3 ساعات
- مجلة رواد الأعمال
هدوء حذر في أسواق الذهب بعد تراجع التوتر الجيوسياسي
شهدت أسعار الذهب استقرارًا، على الرغم من توجهها نحو تسجيل خسارة أسبوعية. وذلك في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرجاء البت في التدخل ضمن الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران؛ ما أضفى شيئًا من الهدوء على الأسواق التي تتأثر عادة بالاضطرابات الجيوسياسية. كما أفادت وكالة 'رويترز'، بأن الذهب الفوري استقر عند سعر 3,368.68 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 2:42 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (6:42 مساءً بتوقيت جرينتش). مسجلًا أدنى مستوى له منذ الثاني عشر من يونيو. بينما تراجع المؤشر الإجمالي بنسبة 1.8% خلال هذا الأسبوع. وهو ما يعكس حالة الترقب التي تخيم على الأسواق. تقييمات خبراء السوق وتوقعات الأسعار علاوة على ذلك، استقرت عقود الذهب الأمريكية الآجلة منخفضة بنسبة 0.7% عند 3,385.70 دولارًا. من ناحية أخرى، أوضح تاي وونغ؛ وهو تاجر معادن مستقل، أن 'الذهب يحافظ على استقراره في ظل تراجع ترامب عن تنفيذ هجوم وشيك على إيران'. وأضاف 'وونغ' أن 'كل الأخبار السيئة قد ظهرت'. كما أشار إلى أن 'من المحتمل أن يتراجع السعر إلى حدود 3,250 دولارًا للأوقية. لكن أي انخفاضات يتم شراؤها بقوة في هذا الاتجاه الصعودي للذهب'. تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في حين، أعلن البيت الأبيض الخميس الماضي، أن ترامب سيحدد خلال الأسبوعين المقبلين موقف الولايات المتحدة من التدخل في الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران. كذلك، يعتقد أن هذا التأجيل يزيد الضغط على طهران للدخول في مفاوضات. كما، قامت إيران في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي، بإطلاق دفعة جديدة من الصواريخ على إسرائيل، أصابت مناطق قريبة من مناطق سكنية ومبانٍ إدارية ومرافق صناعية في مدينة بئر السبع جنوبي البلاد. ما يبقي على حالة من الترقب والحذر في المنطقة. تأثير سياسات البنوك المركزية على الذهب ويعد الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وفي الوقت نفسه، أبقى البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء الماضي. وبينما لا يزال صناع السياسات يتوقعون خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية هذا العام، فإنهم خففوا وتيرة التخفيضات المتوقعة إلى ربع نقطة مئوية في كل من عامي 2026 و2027. وهو ما يعد عاملًا مؤثرًا على جاذبية الذهب الذي لا يدرّ عائدًا. طلب قوي من الباحثين عن الأمان بينما أشار كارستن مينكه؛ محلل في بنك 'يوليوس باير'، إلى أنهم 'لا يزالون يرون طلبًا قويًا من الباحثين عن الأمان والبنوك المركزية. وهو ما ينبغي أن يوفر دعمًا جيدًا لأسعار الذهب عند المستويات الحالية'. هذا الطلب المستمر يمنح الذهب مرونة في مواجهة التحديات الراهنة. وفي سياق متصل، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تقلبات متفاوتة؛ فقد انخفضت الفضة الفورية بنسبة 1% إلى 36.02 دولارًا للأوقية. وتراجعت بنسبة 0.7% خلال الأسبوع. وخسر البلاديوم 0.1% إلى 1,049 دولارًا، لكنه ارتفع بنسبة 2.1% خلال الأسبوع. في حين، هبط البلاتين بنسبة 3.1% إلى 1,266.72 دولارًا، لكنه لا يزال في طريقه لتحقيق مكاسبه الأسبوعية الثالثة على التوالي.


صدى الالكترونية
منذ 4 ساعات
- صدى الالكترونية
تراجع أسعار النفط بعد تصريحات ترامب
تراجعت أسعار النفط اليوم السبت، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الأمر ربما يستغرق أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن مشاركة واشنطن في الصراع الإسرائيلي الإيراني، بحسب 'رويترز'. وشهد خام برنت تراجعًا 2.33% إلى 77.01 دولار، وخام غرب تكساس الوسيط 0.28% إلى 74.93 دولار. وصرح فيل فلين، المحلل في مجموعة برايس فيوتشرز: 'ارتفعت أسعار النفط وسط مخاوف من زيادة تدخل الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني. ومع ذلك، أشار البيت الأبيض في وقت لاحق إلى أنه لا يزال هناك فرصة لتخفيف التصعيد'.